مجلة حكمة
طابو العذرية

طابو العذرية (1918)

الكاتبسيغموند فرويد
ترجمة وتقديم وتعليقحميد لشهب

مقدمة المترجم

أن يهتم مفكر ومحلل نفساني من عيار فرويد بموضوع “العذرية”، في وقت كان المرء يضن بأنه موضوع تخلصت ولربما “تحررت” منه أوروبا “المتنورة”، فإنما يعني أهمية “الطابو” وموضوعه “العذرية”. ولربما يرجع هذا الإهتمام إلى الإهتمام العام لفرويد بنظرية الجنس، وتأسيسه لتصور خاص في هذا الميدان، أصبح مرجعا قائما بذاته يؤسس عليه المختصون تأويلاتهم لمجموعة كبيرة من السلوكات الفردية والجماعية في الوقت الحاضر، على الرغم من أن النظرية الجنسية لفرويد قد تعرضت لانتقادات كثيرة، بل لتصويب وتصحيح من طرف محلل نفساني آخر، له وزن لا يستهان به في الميدان، إيريك فروم، الذي أكد على أن غريزة الجنس ليست هي الغريزة التي تحرك الإنسان في المقام الأول كما قال فرويد[1].

ما شجعنا، بل دفعنا للإهتمام بترجمة هذا النص، هو أنه حسب علمنا لم يُترجم بعد إلى اللغة العربية مباشرة من أصله الألماني، بل اعْتُمِدَ على لغات وسيطة وبالخصوص الفرنسية. ولعل السبب الحاسم في اختيار ترجمة هذا النص راجع إلى تَمَثُّل “العذرية” في الثقافات العربية والمسلمة، وهو تمثل يقود إلى يومنا هذا بدرجات متفاوتة إلى جرائم حقيقية تُقترف باسم شرف العائلة ومطالبة الفتيات بـ “العفة” وعدم فقدان “بكارتها”، المحك الحقيقي للعذرية. والمقصود بالعذرية لغة هي عدم الجماع قبل الإرتباط الرسمي في علاقة زواج أو ما شابهها، وينطبق هذا على الذكر والأنثى على حد سواء. وللكلمة مترادفات أخرى مثل “البتول” و”البكر”، وتؤدي أيضا نفس المعنى. كما أنها تُستعمل مجازا كأن يقول المرء “أرض عذراء”، أي لم تطئها قدم أدمي من قبل، أو عن إنتاج شجرة ما لأول مرة “باكورة التين” مثلا.

أعطت الديانات القديمة، بما فيها الوثنية، أهمية خاصة للعذرية كعذارى فستال[2]، ولها أهمية خاصة في المسيحية، التي تعتقد بأن المسيح عاش حياة عذرية. ويشارك الإسلام المسيحية تصورها لمريم، التي أنجبت دون أن يمسها رجل، بل إن الكنائس التقليدية تعتقد بأنها بقيت باتولا حتى وفاتها.

للمعايير الجنسية مؤثرات مختلفة، اختلاف الثقافات والجغرافيات، لكنها تتأسس جميعها على ركام إرث ميثولوجي وديني ومجتمعي. وليس هناك طاقة أقوى من الطاقة الجنسية، التي تحرك الإنسان، أي كَانَ، بيولوجيا وثقافيا ولربما حضاريا أيضا. وما يميز السلوكات الجنسية هو عملية التقييد التي تعرفها في كل الثقافات، بأشكال مختلفة ومستويات متعددة. ومن تم ضبط أخلاقيات العملية الجنسية، تكون سارية المفعول كونيا، كأن لا يسمح بالمعاشرة الجنسية في الأماكن العمومية مثلا، وحسب المحددات الأخلاقية التي تفرضها بعض الثقافات على المنتمين لها عدم الجماع قبل الزواج. ارتقت “العذرية” إذن إلى مستوى فضيلة أخلاقية، توحي بالنقاء والتحكم في النفس وعدم الإمتثال للضغط البيولوجي، الذي تفرضه الدوافع البيولوجية. لكنها تعتبر في نفس الوقت أداة تمييز “عنصري” بين الجنسين، لا يطالب الرجال بعدم الجماع قبل الزواج، بل إنها تثبيت وتقوية للعقلية الابيسية (الذكورية) التي تتحكم إلى اليوم في مصير الإنسانية.

في المجتمعات العربية والإسلامية يصل ما نسميه “جنون التحقق من عذرية” الفتاة قبل زواجها حدودا لا تُعقل، ولا تقبل لا إنسانيا ولا دينيا[3]. وهناك مشكل في التحقق من عذرية الإناث طبيا. فغالبا ما تُربط عذرية المرأة “باحتفاظها على غشاء البكارة”، بل في الكثير من الثقافات تُختزل العذرية في هذا الغشاء. بينما لا توجد أية طرق للتحقق من عذرية الذكور. بل أكثر من هذا لا يُطلب من الذكر البرهنة على عذريته، في حين يُفرض على الأنثى في مثل هذه الثقافات البرهنة على ذلك. وحتى وإن لم يكن هدفنا هنا توسيع الحديث عن هذا الأمر، فإن كلمة مختصرة ضرورية، على اعتبار انتمائنا لثقافة ترتكب حماقات، بل جرائم بسبب “غشاء بكارة” الفتيات، أو على الأصح بسبب غياب هذا الغشاء، دون التسائل عن السبب الحقيقي لهذا. بيولوجيا هناك أنواع من غشاء البكارة يُفض دون أن تنتبه الفتياة إلى ذلك، لأسباب كثيرة ومنها بالخصوص حوادث معينة إثر ممارسة رياضة ما أو ثقبه على إثر ممارسة العادة السرية أو ممارسة رياضات بعينها. وهناك أنواع من هذه الأغشية يكون مطاطي (سميك)، لا يتم فضه أثناء الجماع لا يوم ما يسمى “الدخلة” ولا بعده. وهناك الغشاء المصمت، الذي تُكتشف طبيعته مع بداية العادة الشهرية عند الفتاة، لأنه لا يترك الدم يتسرب ويتسبب في آلام للمعنية بالأمر. النوعان يتطلبان من طبيعة الحال إجراء عملية جراحية، وبالتالي فض الغشاء طبيا. وعلى العموم فإن “العذرية” تعني عذرية العقل والروح ونقائهما وصفائهما وليس شراء “بكارة” فتاة بمهر، لا تكون باكورة الجماع بالنسبة للذكر، بل يكون هذا الأخير باكورة أول جماع لها.

النص المترجم

للقليل من التفاصيل عن الحياة الجنسية للشعوب البدائية تأثير مقلق على مشاعرنا، مثل تقييمهم للعذرية وعدم المس بالأنثى. يبدو لنا بأن تقييم العذرية من جانب الرجل الراغب في أنثى ثابتًا وواضحًا لدرجة أننا نشعر بالحرج تقريبًا، إذا أردنا تبرير هذا الحكم. ومطالبة الفتاة بعدم إحْضَار ذِكْرى الجماع مع رجل آخر عند زواجها برجل آخر، ليس سوى استمرارا لاحقا لحق الملكية الحصري للمرأة، الذي هو جوهر الزواج من شخص واحد فقط Monogamie، وامتداد هذا الاحتكار إلى الماضي. إذن ليس من الصعب علينا تبرير ما بدا للوهلة الأولى بأنه حكم مسبق من آرائنا حول الحياة العاطفية للمرأة. من كان أول من أشبع اشتياق العذراء إلى الحب الذي ظل محجوبًا بمشقة الأنفس لفترة طويلة وتغلب على المقاومة، التي نشأت فيها من خلال تأثيرات البيئة والتربية، فإنه سيجر من طرفها إلى علاقة دائمة معها، لن تكون ممكنة لأي شخص آخر. على أساس هذه التجربة، تنشأ حالة من العبودية عند المرأة، مما يضمن استمرار امتلاكها دون عائق، ويجعلها تقاوم الانطباعات الجديدة والإغراءات الأجنبية.

اختار كرافت-إيبينغ Krafft-Ebing تعبير “العبودية الجنسية” عام 1892 للإشارة إلى أن شخصًا ما يمكن أن يكتسب درجة عالية من التبعية بشكل غير عادي ويكون غير مستقل عن شخص آخر، مع من تكون له علاقة جنسية. ويمكن لهذه العبودية أن تصل في بعض الأحيان إلى مدى بعيد، حتى فقدان كل الإرادة المستقلة، وحتى إلى تحمل أثقل التضحيات التي لا تكون في صالح المرء؛ ولم ينس المؤلف ملاحظة بأن درجة معينة من هذه التبعية “ضرورية للغاية إذا كانت العلاقة ستستمر لبعض الوقت”. وهذا المستوى من العبودية الجنسية ضروري بالفعل للحفاظ على الزواج الثقافي وكبح ميول تعدد الزوجات المُهدِّدة، ويؤخذ هذا العامل في الاعتبار بانتظام في وسطنا الاجتماعي.

يستنتج كرافت إيبينج ظهور العبودية الجنسية من جهة من “درجة غير عادية من الافتتان وضعف الشخصية”، ومن جهة أخرى من الأنانية غير المقيدة. ومع ذلك، فإن التجارب التحليلية لا تسمح لنا بالاكتفاء بهذه المحاولة البسيطة في الشرح. يمكن للمرء معرفة كون حجم المقاومة الجنسية التي يتم التغلب عليها هو العامل الحاسم، بالإضافة إلى تركيز وحدوث عملية التغلب هذه مرة واحدة. وبناءً عليه، فإن العبودية تكون أكثر تواترًا وأكثر كثافة عند النساء منها عند الرجال، لكنها أصبحت في كثير من الأحيان في عصرنا أكثر عند الرجال مما كانت عليه في العصور القديمة. وحيثما كنا قادرين على دراسة العبودية الجنسية عند الرجال، فقد ثبت نجاحها في التغلب على العجز النفسي من قبل امرأة معينة، ظل الرجل المعني بالأمر مرتبطًا بها منذ ظهور هذا العجز. ويبدو أن العديد من علاقات الزواج المثيرة للانتباه والعديد من المصائر المأساوية – حتى ذات الأسباب بعيدة المدى – تجد شرحا لها في هذا الأمر.

لا يصف المرء سلوك الشعوب البدائية الذي يجب ذكره الآن بشكل صحيح عندما يقول بإنهم لا يعطون للعذرية أية قيمة، ويبرهن  على ذلك بأن هذه الشعوب تسمح بفض بكارة الفتيات خارج الزواج وقبل الجماع الأول. ويظهر بأن الأمر على عكس هذا، يبدو أن فض البكارة عمل مهم بالنسبة لهم أيضًا، لكنه أصبح موضوعًا من الطابوهات، محرم باسم الدين. فعوض الإحتفاظ بهذه العذرية لعريس الفتاة وزوجها المستقبلي، فإن التقاليد تطالب الفتاة بـ “بالتهرب من مثل هذا الأمر”[4].

لا أعتزم جمع كل الأدلة الأدبية على وجود هذا الحظر الأخلاقي، وتتبع توزيعه الجغرافي وتعداد جميع الأشكال التي يتم التعبير بها عنه. سأكتفي بالتأكيد على ذكر أن مثل هذا الإفتضاض لغشاء البكارة خارج الزواج الذي يلحق من بعد هو أمر منتشر للغاية بين الشعوب البدائية التي تعيش اليوم. يقول كراولي Crawley (1902، ص 347): ” يكمن هذا الزواج في حفل افتضاض غشاء البكارة من قبل شخص آخر غير الزوج. وهو شائع بكثرة في الثقافات الدنيا، وخاصة في أستراليا”[5].

إذا كان فض البكارة لا يتم من خلال الجماع الزوجي الأول، فلا بد أن يكون قد تم مسبقًا – بطريقة ما ومن جهة ما. سأستشهد ببعض المقاطع من كتاب كرولي المذكور أعلاه والتي توفر معلومات حول هذه النقاط، ولكنها تسمح أيضًا بإبداء بعض الملاحظات النقدية.

"إنها ممارسة شائعة بين الديري Dieri وبعض القبائل المجاورة (في أستراليا) لفض غشاء البكارة عندما تصل الفتاة إلى سن المراهقة. وعند قبائل بورتلاند وجلينيلج Glenelg، فإن القيام مع العروس بذلك يقع على عاتق امرأة عجوز، ويطلب أحيانًا من الرجال البيض فض بكارة الفتيات من أجل هذا الأمر"[6].

“يحدث فض غشاء البكارة المتعمد أحيانًا في مرحلة الطفولة، ولكن عادةً في وقت البلوغ … وغالبًا – كما هو الحال في أستراليا – يقترن بفعل رسمي للجماع”[7]

وفقًا لسبنسر Spencer وجيلن Gillen عند القبائل الأسترالية ذات قيود الزواج الخارجية المعروفة: “يتم فض غشاء البكارة بشكل مصطنع، والرجال الذين يحضرون لهذه العملية يقومون بعد ذلك بممارسة الجنس على الفتاة بترتيب ثابت … للعملية برمتها عمليتين، إذا جاز التعبير: فض غشاء البكارة  وبعده الجماع”[8].

""يعد إجراء هذه العملية من قبل قبيلة الماساي (في إفريقيا الاستوائية) أحد أهم الاستعدادات للزواج. في حالة السكايس (الملايو) والباتاس (سومطرة) وألفويرز في سيليبس، يتم إجراء فض البكارة من قبل والد العروس. كان هناك رجال معينون في الفلبين يقومون بوظيفة فض بكارة العرائس، إذا لم يتم فضه في طفولتهن من قبل امرأة عجوز تكلف بذلك. عند بعض قبائل الإسكيمو، يُترك فض بكارة العروس لـ "Angekok" أو الكاهن"[9].

تتعلق الملاحظات التي سبق أن أعلنت عليها بنقطتين. أولا، من المؤسف أنه لا يوجد في هذه التصريحات تمييز أكثر دقة بين مجرد فض غشاء البكارة دون جماع والجماع لهدف هذا التدمير. في مكان واحد فقط سمعنا صراحة بأن العملية قد تم تقسيمها إلى عمليتين، افتضاض البكارة (اليدوي أو الآلي) والفعل الجنسي اللاحق. أما المواد الوفيرة جدًا عند بارطلس-بلوس Bartels-Ploß فإنها تكاد تكون عديمة الفائدة لدراستنا، لأنه في هذا العرض، يختفي المغزى النفسي لعملية افتضاض البكارة اتجاه نجاحه التشريحي تمامًا. ثانيًا، يود المرء أن يتعلم كيف يختلف الجماع “الاحتفالي” (الرسمي البحت، الرسمي) عن الجماع المنتظم في هذه المناسبات. فالكُتَّاب الذين تمكنت من الحصول على كتبهم كانوا إما محرجين جدًا من الحديث عن هذا الأمر، فقد قللوا مرة أخرى من الأهمية النفسية لمثل هذه التفاصيل الجنسية. نأمل أن تكون التقارير الأصلية للرحالة والمبشرين أكثر تفصيلاً ولا لبس فيها، ولكن نظرًا لعدم إمكانية الوصول إلى هذا الأدب الأجنبي في الغالب اليوم، لا يمكنني قول أي شيء على وجه اليقين. بالمناسبة، يمكن للمرء أن يتجاهل الشكوك في النقطة الثانية هذه من خلال اعتبار الجماع الزائف الاحتفالي سيكون فقط بديلاً وربما بديلاً عن الجماع الذي تم إجراؤه بالكامل في أوقات سابقة[10].

من أجل شرح هذا المحظور من العذرية، يمكن للمرء أن يعتمد على لحظات مختلفة، والتي أود أن أقدمها هنا في عرض تقديمي سريع. عادة ما يسيل الدم عند فض بكارة فتاة ما، وترجع المحاولة الأولى للتفسير إلى الخوف من الدم لدى البدائيين، الذين يعتبرون الدم مقر الحياة. وثبتت هذه المحظورات عن الدم من خلال أنظمة متعددة لا علاقة لها بالجنس، ومن الواضح أن له علاقة بتحريم عدم القتل ويشكل دفاعًا ضد العطش الأصلي للدم، شهوة الإنسان البدائي للقتل. وفي هذا المعنى، يُربط طابو العذرية دون استثناء تقريبًا بطابو الحيض. لا يمكن للبدائي أن يُبعد الظاهرة المحيرة لتدفق دم الحيض عن الأفكار السادية. يُفسر الحيض، وخاصة عندما يقع لأول مرة، بأنه لدغة حيوان شبحي، ولربما كدليل على الجماع مع هذا الشبح. وفي بعض الأحيان، تسمح لنا الأخبار عن البدائيين بالتعرف على تلك الروح على أنها روح سلف ما[11]، ثم نفهم بناءً على وجهات نظر أخرى بأن الفتاة الحائض، باعتبارها ملكا لروح الأجداد، تعتبر محرمة (طابوها).

لكن يجب التحذير بعدم المبالغة في تقدير تأثير لحظة مثل الخوف من الدم. ذلك أن هذا لم يستطع إيقاف عادات مثل ختان الصبيان وختان الفتيات الأشد قسوة (استئصال البظر والأشفار الصغيرة)، والذي يمارس عند بعض الشعوب للقضاء أو إلغاء صلاحية أي احتفال آخر يسفك فيه الدم. لذلك لن يكون غريباً إن تم تجاوزها لصالح الزوج أثناء المعاشرة الأولى.

يتجاهل التفسير الثاني أيضًا الجنس، لكنه يذهب بعيدا في العمومية. يقول بأن الإنسان البدائي هو فريسة الخوف المُترصد به باستمرار، تماما كما نؤكد في نظرية التحليل النفسي للعصاب حول الخوف من الأعصاب. ويكون هذا الخوف أكثر وضوحًا في جميع المناسبات التي تبتعد بطريقة ما عن المعتاد، والتي تجلب معها شيئًا جديدًا، غير متوقع، يُساء فهمه، غريب الأطوار. وهذا هو أصل الاحتفالية التي وصلت إلى الأديان اللاحقة، والتي ترتبط ببداية كل عمل جديد، وبداية كل فترة زمنية، وبداية غلة/ثمار الإنسان والحيوان والفاكهة. لا تبدو الأخطار التي يعتقد الشخص الخائف بأنها مهددة، أقوى من بداية الموقف الخطير الأول لها، ومن ثم يكون من المناسب أن يحمي نفسه منها. من الصواب، ونظرا لأهمية أول اتصال جنسي في الزواج، أن يبدأ هذا الأخير بهذه الإجراءات الاحترازية. ولا تتعارض محاولتا التفسير، الخوف من الدم والخوف من باكورة الإنتاج، مع بعضها البعض، بل إن الواحدة منهما تعزز الأخرى. ومن المؤكد أن الجماع الأول هو فعل مُقلق، خاصة إذا كان من اللازم أن يسيل الدم فيه.

يلفت التفسير الثالث، المفضل عند كراولي، الانتباه إلى حقيقة أن المحرمات/الطابوهات المتعلقة بالعذرية تنتمي إلى سياق واسع يشمل الحياة الجنسية بأكملها. لا يعتبر الجماع الأول مع امرأة طابوها فقط، بل الجماع الجنسي بشكل عام؛ ويمكن للمرء أن يقول بأن النساء بشكل عام من المحرمات. لا تعتبر المرأة من المحرمات في الفترات التي تلي ممارستها الجنسية فقط، في المواقف الخاصة بالحيض والحمل والولادة، بل إن الجماع مع النساء يخضع لمثل هذه القيود الخطيرة والواسعة خارج هذه القيود أيضًا، بحيث أن لدينا كل الأسباب للشك في الحرية الجنسية المزعومة للمتوحشين. صحيح أن جنس البدائيين يتجاوز، في مناسبات معينة، كل الموانع؛ ولكن يبدو أنه عادة ما يكون مقيدًا بالمحظورات أكثر منه في المستويات الثقافية الأعلى. بمجرد أن يقوم الرجل بشيء خاص بالرجال، رحلة استكشافية، صيد، حرب، يكون عليه الابتعاد عن المرأة، وخاصةً عن مجامعتها؛ وإلا فإنه يشل قوته ويفشل. إن السعي للفصل بين الجنسين أمر لا لبس فيه في عادات الحياة اليومية. تعيش النساء مع النساء ويعيش الرجال مع الرجال؛ وليست هناك حياة عائلية بالمعنى الذي نعرفه عند العديد من القبائل البدائية. يصل الفصل أحيانًا إلى حد أنه لا يُسمح لأحد الجنسين بنطق الأسماء الشخصية للجنس الآخر، ولهذا طورت النساء لغة بمفردات خاصة بهن. ويُسمح للحاجة الجنسية بكسر حواجز الانفصال هذه مرارًا وتكرارًا، ولكن عند بعض القبائل، يكون من اللازم أن يتم التقاء الزوجين (من أجل الجماع: إ.م) خارج المنزل وفي السر.

يخشى البدائي الخطر حيث وضع المحرمات، ولا يمكن إنكار أن كل أوامرالتجنب هذه تعبر عن خوف أساسي من المرأة. ولعل هذا الخوف/الخجل مبني على حقيقة أن المرأة تختلف عن الرجل، وأنها تظهر إلى الأبد غامضة وغير مفهومة، وغريبة، وبالتالي عدائية. يخاف الرجل من أن تضعفه المرأة، ويخشى أن يصاب بأنوثتها ثم يظهر غير فعال. قد يكون تأثير التراخي وتخفيف التوتر الناتج عن الجماع نموذجيًا لهذا الخوف، وإدراك التأثير الذي تكتسبه المرأة على الرجل من خلال الاتصال الجنسي، والمعاملة التي تفرضها عليه تبرر انتشار هذا الخوف. ولا يوجد في كل هذا شيء لا نعيشه اليوم أيضا.

أصدر العديد من ملاحظي البدائيين الذين يعيشون إلى اليوم حكمًا بأن رغبتهم الجنسية ضعيفة نسبيًا ولا تصل أبدًا إلى القوة التي اعتدنا أن نجدها عند البشرية المتحضرة. وعارض البعض الآخر من الملاحظين هذا التقدير، ولكن على أي حال فإن المحظورات المذكورة أعلاه تشهد على وجود قوة تعارض الحب[12] من خلال رفض المرأة باعتبارها غريبة وعدوة.

من حيث التعبيرات التي تختلف قليلاً عن المصطلحات المستخدمة في التحليل النفسي، يقول كراولي بأن كل فرد يعزل نفسه عن الآخرين من خلال “طابو العزلة الشخصية taboo of personal isolation” وبأن الاختلافات الصغيرة، مع أوجه التشابه الأخرى، هي التي تؤدي إلى نشوء مشاعر الغرابة والعداء بينهما. وسيكون من المغري متابعة هذه الفكرة واشتقاق العداء من “نرجسية الاختلافات الصغيرة”، بحيث إننا نجحنا في محاربة مشاعر التآزر في جميع العلاقات الإنسانية ورؤية طغيان وصية حب الإنسان الآخر. يعتقد التحليل النفسي بأنه قد توصل إلى تبرير النرجسية إلى حد كبير، بالإشارة إلى ازدراء الرجل بالمرأة ورفضه لها، وبالإشارة إلى عقدة الإخصاء وتأثيرها على الحكم على المرأة.

نلاحظ بأننا بهذه الاعتبارات الأخيرة خرجنا إلى ما هو أبعد من موضوعنا. فالطابوهات العامة للمرأة لا تلقي الضوء على القواعد الخاصة لأول فعل جنسي مع الفتاة البكر. نظل معتمدين هنا على التفسيرين الأول: الخوف من الدم والخوف من باكورة الثمار، ويجب أن نقول بأن هذين التفسيرية لا يفيان بجوهر قانون المحرمات الموجود. من الواضح أن هذا مبني على نية تجنيب الزوج المستقبلي الفشل أو شيئًا آخر لا يمكن فصله عن فعل الجماع الأول، على الرغم من أنه، ووفقًا لملاحظتنا المقدمة في البداية، يجب أن ينشأ رابط خاص بين المرأة وهذا الرجل من نفس العلاقة.

ليس من واجبنا هذه المرة مناقشة الأصل والمعنى النهائي لأحكام/قواعد المحرمات. قمت بهذا في كتابي الطوطم والطابو Totem und Tabu، وفيه تم تقييم حالة التجاذب الأصلي للطابوهات ودافعت عن أصلها من عمليات ما قبل التاريخ، مما أدى إلى تكوين الأسرة البشرية. لم يعد اليوم ممكنا التعرف على مثل هذا المعنى الأصلي باستخدام الملاحظات التي اهتمت بالتقاليد المحظورة عند البدائيين. بمثل هذا المطلب، ننسى بسهولة بأنه حتى أكثر الشعوب بدائية تعيش في ثقافة بعيدة كل البعد عن العصور البدائية، القديمة قدم ثقافتنا وبعدها أيضا وتتوافق أيضًا مع مرحلة لاحقة، وإن كانت مختلفة من حيث التطور. ونجد اليوم الطابو عند البدائيين مغزولًا/منسوجا في نظام فني كامل، كما يطوره عُصابيونا في رهابهم، ويتم استبدال الزخارف القديمة بأخرى جديدة ومتماسكة بشكل متناغم. بتجاهل تلك المشاكل الجينية، نريد أن نعود إلى الفكرة القائلة بأن البدائي يقرر بأن شيء أو أمر ما طابوها، حيثما يخشى الخطر. بشكل عام، إن هذا الخَطَر نفسي، لأن البدائي غير مجبر على التمييز بين الإثنين هنا، واللذان يبدو أنهما حتميان بالنسبة لنا. لا يميز بين الخطر المادي والخطر النفسي، والواقعي والخيالي. في تصوره الإحيائي animistisch الجاد للعالم، ينبع كل خطر من النية العدائية اتجاهه لكائن يشبهه، كل من الخطر الذي تشكله قوة الطبيعة وخطر الأشخاص أو الحيوانات الأخرى. إضافة إلى أنه معتاد على عكس مشاعره الداخلية بالعداء على العالم الخارجي، وينسب لهدا الأخير الأشياء التي يشعر بها كغير سارة أو فقط غريبة. ويتم التعرف على النساء كمصدر لمثل هذه المخاطر كما يتم تحديد أول فعل جماع مع النساء بأنه خطر شديد بشكل خاص.

أعتقد الآن أنه ستكون لنا بعض المعلومات حول ماهية هذا الخطر المتزايد ولماذا يهدد هذا الخطر زوج المستقبل بشكل خاص، إذا فحصنا عن كثب سلوك النساء من مستوانا الثقافي اللائي يعشن اليوم في نفس الظروف. وكنتيجة لهذا التحقيق، أشرت إلى أن مثل هذا الخطر موجود بالفعل، بحيث يدافع البدائي عن نفسه بطابو العذرية ضد خطر مشتبه به، وإن كان نفسيًا.

نعتبر بأنه رد فعل طبيعي بعد الجماع، في ذروة اللذة، تضغط المرأة على الرجل في حضنها، وننظر إلى هذا كتعبير عن امتنانها ووعد بعبودية دائمة. ومع ذلك، نعلم بأن هذا ليس بأي حال من الأحوال قاعدة وبأن أول جماع لا يؤدي إلى هذا السلوك؛ ففي كثير من الأحيان يعني هذا فقط خيبة أمل للمرأة، التي تبقى باردة وغير راضية، وعادة ما يستغرق الأمر وقتًا أطول وتكرارًا أكثر تواترًا لفعل الجماع قبل أن يظهر الرضا عند المرأة أيضًا. ومن هذه الحالات من البرودة الأولية والمؤقتة، فإن سلسلة ثابتة تؤدي إلى نتيجة غير سارة للبرودة المستمرة، التي لا يمكن التغلب عليها بأي جهد رقيق من جانب الرجل، ولم يتم فهم هذه البرودة الجنسية عند النساء بشكل كافٍ بعد، وباستثناء حالات عدم كفاية قوة الرجل، فلربما يتم شرح هذه البرودة من خلال التمظهرات المجاورة لها.

لا أريد أن أشير هنا إلى المحاولات المتكررة للفرار قبل أول اتصال جنسي، لأنها غامضة ويجب فهمها في المقام الأول، إن لم يكن بالكامل، على أنها تعبير عن سعي الأنثى العام للدفاع عن نفسها. على العكس من هذا، أعتقد بأن بعض الحالات المرضية تلقي الضوء على لغز البرودة الأنثوية، حيث تعبر المرأة صراحة عن عداءها للرجل بعد أول جماع، وحتى بعد كل جماع جديد، بالإساءة إليه لفظيًا أو رفع يدها عليه أو ضربه فعليًا. وفي حالة خاصة من هذا النوع، تمكنت من إخضاعها لتحليل مفصل، حدث هذا رغم أن المرأة كانت تحب الرجل كثيرًا، وكانت معتادة على طلب الجماع معه بنفسها وتجد فيه إشباعًا كبيرًا بشكل لا لبس فيه. أعتقد أن رد الفعل المتناقض الغريب هذا ناتج عن نفس الدوافع التي لا يمكن أن تعبر عن نفسها إلا بالبرودة، أي القدرة على كبح رد فعل الرقة دون تسخيرها للنفس. في الحالة المرضية يتم تقسيمها إلى مكونين، إذا جاز التعبير، ويتحد هذان القسمان في حالة البرودة الشديدة، ليشكلا تأثيرًا كابحا، مشابهًا جدًا لما عرفناه منذ فترة طويلة فيما يسمى بأعراض “المرحلتين” من العصاب الوسواسي. والخطر الذي ينجم عن فض بكارة المرأة هو تحريضها على العداء، وستكون للزوج المستقبلي كل الأسباب للتهرب من مثل هذا العداء.

يتيح التحليل الآن للمرء أن يفترض دون صعوبة دوافع المرأة التي تشارك في حدوث هذا السلوك المتناقض، الذي أتوقع أن أجد فيه توضيحًا للبرود الجنسي. يحرك أول جماع سلسلة من هذه الدوافع غير الصالحة للتصور الأنثوي المرغوب فيه، ولا يحتاج بعضها إلى التكرار حتى في الجماع فيما بعد. وقد يفكر المرء هنا في المقام الأول في الألم الذي يلحق بالعذراء عند فض البكارة، و قد يميل المرء إلى اعتبار هذه اللحظة حاسمة والامتناع عن البحث عن لحظات أخرى، ولكن لا يمكن أن ينسب مثل هذا المعنى للألم، بل يجب بدلاً من ذلك تعويضه بالمرض النرجسي، الذي ينمو من تدمير عضو معين ويجد شرحا عقلانيا لتبخيس قيمة الإفتضاض الجنسي نفسه. لكن عادات الزفاف البدائية تحتوي على تحذير من مثل هذه المبالغة في التقدير. لقد سمعنا بأنه في بعض الحالات يكون الاحتفال على مرحلتين؛ بعد تمزيق غشاء البكارة (باليد أو بأداة ما)، يحدث الجماع الرسمي أو الجماع الزائف مع ممثلي الرجل، و يثبت لنا هذا بأن معنى قاعدة الطابو لا يتحقق بتجنب الإفتضاض التشريحي، وبأن الزوج يتجنب شيئاً آخر غير ردة فعل الزوجة جراء الإصابة المؤلمة.

نجد سببًا إضافيًا لخيبة الأمل من الجماع الأول، يكمن في كونه، على الأقل عند المرأة المتحضرة، لا يفي بما كانت تنتظره وتتوقع حصوله. لقد ارتبط الاتصال الجنسي بقوة بالحظر حتى الآن، ولهذا السبب فإن الجماع القانوني والمسموح به لا يُعاش هكذا (أي توقعات وانتظارات المرأة: إ. م) ويضاء/يُفهم مدى القوة الداخلية لهذا الربط، بطريقة غريبة تقريبًا، من خلال جهود العديد من العرائس للحفاظ على علاقات الحب الجديدة الخاصة بهن سرية اتجاه جميع الغرباء، وحتى اتجاه والديهم، حيث لا توجد حاجة حقيقية للقيام بذلك ولا يتوقع أي اعتراض عليه (أي الجماع: إ. م). وتقول الفتيات صراحة بإن حبهن يصبح أقل قيمة بالنسبة لهن عندما يعرف الآخرون عنه. يمكن أن يصبح هذا الدافع في بعض الأحيان طاغيا ويمنع تطور القدرة على الحب في الزواج على الإطلاق. لا تجد المرأة ضالتها إلا في علاقة غير مسموح بها وسرية، حيث تعرف وحدها بأنها متأكدة من إرادتها غير المُؤَثَّر فيها من الخارج.

على الرغم من ذلك، فإن هذا الدافع لا يؤدي إلى العمق الكافي أيضًا، علاوة على ذلك، ومن خلال ارتباطه بالظروف الثقافية، فإنه يفتقر إلى علاقة جيدة مع أوضاع الشعوب البدائية. ونظرا لهذا فإن اللحظة التالية، التي تستند إلى تاريخ تطور الرغبة الجنسية هي الأكثر أهمية. لقد أصبح معروفًا لنا من خلال دراستنا التحليلية مدى انتظام وقوة الرغبة الجنسية Libido. يتعلق الأمر هنا بالرغبات الجنسية المحبوسة منذ الطفولة، وتكون عند النساء في الغالب تثبيتا للرغبة الجنسية Fixierung der Libido  على الأب أو الأخ الذي يحل محله. يتعلق الأمر بالرغبات التي غالبًا ما كانت موجهة بشكل كافٍ نحو شيء آخر غير الجماع أو التي اشتملت عليه فقط كهدف معترف به بشكل غامض. فالزوج، إذا جاز التعبير، ما هو إلا بديل وليس الشخص المناسب؛ ويمثل شخص آخر قدرة المرأة على الحب، وفي الحالات النموذجية، يكون هذا الآخر هوالأب، ويكون الزوج الثاني على أكبر تقدير. يعتمد الأمر هنا على مدى شدة هذا التثبيت ومدى ثباته، ليتم رفض الرجل البديل باعتباره غير مرض. وبهذا فإن البرودة الجنسية تخضع للظروف الوراثية للعُصَاب. فكلما كان العنصر النفسي أقوى في الحياة الجنسية للمرأة، زادت مقاومة توزيع الرغبة الجنسية لديها لصدمة الفعل الجنسي الأول، كلما أصبحت سيطرتها الجسدية الأقل تشويقًا قادرة على الإشتغال. يمكن للبرودة الجنسية بعد ذلك أن تثبت نفسها على أنها عائق عصابي أو أنها توفر الأساس لتطور عصاب آخر، ويؤخذ هنا الإنخفاض المعتدل لفاعلية القوة الجنسية للذكر كمفيد.

يبدو أن العادة البدائية تأخذ في الحسبان الدافع وراء الرغبة الجنسية السابقة، والتي تنقل الافتضاض إلى شيخ، كاهن، قديس، أي أب بديل (انظر أعلاه). من هنا يبدو لي أن هناك طريقًا مستقيمًا إلى “حق الليلة الأولى” “jus primae noctis” المتنازع عليه كثيرًا لِقَيِّمِ الإسطبل الملكي في العصور الوسطى. تبنى ستورفر A.J. Storfer (1911) نفس الرأي، كما فسر المؤسسة الواسعة الانتشار لـ “زواج توبياس”[13] (عادة الامتناع عن ممارسة الجنس خلال الليالي الثلاث الأولى) على أنها اعتراف بامتيازات البطريرك، وسبقه يونغ (1909) إلى نفس التفسير. إذا وجدنا صورة الإله بين وكلاء الأب المكلفين بافتضاض البكارة، فإن ذلك سيتوافق مع توقعاتنا. وفي بعض مناطق الهند، كان على المتزوجات حديثا التضحية بغشاء البكارة على اللينغام Lingam الخشبي[14]، ووفقًا لتقرير القديس أغسطين، كانت نفس العادة موجودة في حفل الزواج الروماني (في عصره؟)، مع تغيير طفيف تمثل في كون الشابة لم يكن عليها سوى الجلوس على قضيب بريابوس الحجري الضخم[15] [16].

هناك سبب آخر يعود إلى طبقات أعمق، وقد يكون السبب الرئيس في رد الفعل المتناقض ضد الرجل وتحميله المسؤولية، ويتجلى تأثير هذا السبب في رأيي في برودة النساء. من خلال الجماع الأول، يتم تنشيط انفعالات قديمة أخرى عند النساء، غير تلك التي وصفناها سابقا، والتي تتعارض مع وظيفة المرأة ودورها بشكل عام.

نعرف من خلال تحليل العديد من النساء العُصَابِيات أنهن في مرحلة مبكرة من حياتهن يمرن بمرحلة يحسدن فيها إخوانهن على علامة الذكورة ويشعرن بالحرمان والإهمال بسبب افتقارهن لهذه العلامات (في الواقع صغرها). ونصنف “حسد القضيب Penisneid” هذا ضمن “عقدة الإخصاء Kastrationskomplex”. إذا فهم المرء الرغبة في أن تَكُنَّ ذكورا تحت كلمة “مذكر”، فإن مصطلح “احتجاج الذكور” يناسب هذا السلوك، والتي اشتغل عليها ألفريد أدلر ليؤكد بأن هذا العامل حامل العصاب بشكل عام. غالبًا لا تخفي الفتيات في هذه المرحلة حسدهن وما يترتب على ذلك من عداء تجاه إخوانهن المفضلين: تحاولن أيضًا التبول وهن واقفات مثلهم، للدفاع عن المساواة معهم. في الحالة المذكورة أعلاه للعدوان غير المقيد ضد الرجل المحبوب بعد الجماع، تمكنت من تحديد أن هذه المرحلة كانت موجودة قبل مرحلة اختيار الموضوع[17]. وفي وقت لاحق فقط، تتحول الرغبة الجنسية للفتاة الصغيرة إلى والدها، وتتمنى إنجاب طفل بدلاً من امتلاك القضيب[18].

لن أتفاجأ إذا تم عكس التسلسل الزمني لهذه الإنفعالات في حالات أخرى ولن يدخل هذا الجزء من عقدة الإخصاء حيز التنفيذ إلا بعد اختيار الموضوع (إ.م: موضوع الجنس أو الحب). لكن المرحلة الذكورية للمرأة، التي تحسد فيها الذكر على القضيب، هي على أي حال المرحلة السابقة من الناحية التطورية وهي أقرب إلى النرجسية الأصلية منها إلى موضوع الحب Objektliebe.

أعطتني الصدفة منذ بعض الوقت فرصة لفهم حلم مرأة حديثة الزواج، وهو حلم يمكن فهمه كرد فعل على افتضاضها. يشي الحلم دون إكراه رغبة المرأة في إخصاء الزوج الشاب والاحتفاظ بقضيبه لنفسها. كان هناك بالتأكيد مجال للتفسير أقل ضرر قالت فيه بأن فعل الممارسة طال أمده، لكن بعض تفاصيل الحلم تجاوزت هذا المعنى، وأعطت شخصية الحالمة وسلوكها اللاحق دليلاً على الفهم الأكثر جدية. من وراء حسد القضيب هذا، ظهرت مرارة المرأة العدوانية تجاه الرجل، والتي لا يمكن أبدا أن يساء فهمها بالكامل في العلاقات بين الجنسين والتي توجد منها دلائل واضحة في مساعي “المتحررات” وإنتاجهن الأدبي. يتتبع فيرينزي عداء النساء – لا أعرف ما إذا كان هو الأول – في تكهنات بيولوجية قديمة تعود إلى حقبة التمييز بين الجنسين. في البداية، كما يقول، حدث الجماع بين شخصين من نفس النوع، لكن أحدهما تطور ليصبح أقوى وأَجْبَر الأضعف على تحمل الاتحاد الجنسي. وتستمر المرارة في هذا الدونية في شخصية مرأة اليوم. لا أعتقد أنه من العار استخدام مثل هذه الفرضيات طالما تجنب المرء المبالغة في تقديرها.

بعد تعداد لدوافع رد الفعل المتناقض للمرأة على فض البكارة، والذي يستمر في آثار البرودة الجنسية، يمكن للمرء القول بإيجاز بإن: “النشاط الجنسي غير المكتمل” للمرأة يُفرغ في الرجل، الذي يكون أول من علمها الممارسة الجنسية. من هنا فإن طابو العذرية مليء بالمعاني بما فيه الكفاية، ونفهم القاعدة التي تقضي بتجنب الرجل الذي يكون عليه أن يتعايش مع هذه المرأة بشكل دائم لمثل هذه الأخطار. في المستويات العليا من الثقافة، تقلص الخطر ضد الوعد بالعبودية وبالتأكيد ضد الدوافع والإغراءات الأخرى. أصبح يُنظر إلى العذرية على أنها خير لا ينبغي للرجل الاستغناء عنه. لكن تحليل الاضطرابات الزوجية يُظهر بإن الدوافع التي ترغب في إجبار المرأة على الانتقام من فض بكارتها لم تنفد بعد بالكامل في الحياة العقلية للمرأة المتحضرة. أقصد بإنه يجب على المُلاَحِظ/الدَّارِس أن يلاحظ كيف تظل المرأة في عدد كبير من الحالات متجمدة بشكل غير عادي وتشعر بالحزن في الزواج الأول، وبعد فسخ هذا الزواج تُصبح زوجة حنونة وسعيدة مع زوجها الثاني. رد الفعل القديم، إذا جاز التعبير، اسْتُنْفِد في موضوع الحب/الجنس الأول.

إن طابو العذرية لم يختف في حياتنا الثقافية أيضًا. تعرفه الروح الشعبية، واستخدمه الشعراء كموضوع من حين لآخر. يُظهر أنتنغروبر Anzengruber في كوميديا ما، كيف يمكن ردع صبي مزرعة بسيط التفكير للزواج من العروس التي اختيرت له، لأنها “سجينة حياتها الأولى”. وافق الشاب على أن تتزوج من شخص آخر، ثم يتزوجها كأرملة، حيث تكون غير ضارة/خطيرة. وعنوان الكوميديا: “السُمُّ البكر Das Jungferngift”[19] يذكرنا بأن مروضي الأفاعي يتركو الثعبان السام العض في منديل أولا، من أجل التعامل معه بأمان بعد ذلك[20].

وجد طابوالعذرية وجزءًا من دوافعه أقوى تقديم له في شخصية درامية معروفة في جوديث في المسرحية المأساوية “يوديت” للمخرج المسرحي هيبل Hebbel ” يوديت وهولوفيرنيس Judith und Holofernes”. جوديت هي واحدة من هؤلاء النساء اللائي تحمي الطبوهات عذريتهن. أصيب زوجها الأول بالشلل بسبب خوف غامض ليلة الزفاف ولم يجرؤ على لمسها مرة أخرى. تقول: “إن جمالي يشبه جمال ست الحسن”[21] (الإستمتاع بها يجلب الجنون والموت). “عندما حاصر الجنرال الآشوري مدينتها، خططت لإغرائه وإفساده بجمالها، استخدمت هذا السبب الوطني للتستر على سبب جنسي. بعد فض بكارتها من قبل هذا الجبار الذي يفتخر بقوته ووحشيته، وجدت في سخطها القوة لقطع رأسه، وبهذا أصبحت محررة لشعبها. قطع الرأس معروف لنا كبديل رمزي للإخصاء؛ ووفقًا لهذا، فإن يوديت هي المرأة التي تُخصي الرجل الذي افتض بكارتها، كما حدث أيضًا في حلم المتزوجة حديثًا السالفة الذكر. قام هيبل بإضفاء الطابع الجنسي على القصة الوطنية المشكوك في صحتها من العهد القديم بهدف واضح، يسمح ليوديت أن تفتخر بعد عودتها بأنها لم تتنجس/تُدنس، ولا توجد أيضًا أي إشارة إلى ليلة زفافهما المخيفة في نص الكتاب المقدس. من الأرجح أنه شعر بحساسية الشاعر بالفكرة القديمة التي دخلت في تلك السردية المغرضة، ولم يمنح المادة إلا محتواها السابق.

أظهر ج. سادغر J. Sadger (1912) في تحليل ممتاز كيف حددت عقدة الأب اختيار هيبل Hebbel لموضوعه وكيف شارك في المعركة بين الجنسين بانتظام، آخذا موقفا لصالح المرأة والشعور بأكثر المشاعر الخفية للروح. كما أنه يذكر السبب الذي يقدمه الشاعر (هيبل) نفسه لتعديل المادة التي اشتغل عليها، ويجدها بحق فنا وكيف كان مؤكدا تبرير الشاعر لشيء لاواعي وغريب عنه بطريقة ظاهرية وتغطيه بشكل أساسي. ولا أريد أن أتطرق لتفسير سادغر المتمثل في لماذا كان على يوديت، التي ترملت وفقًا للقصة التوراتية، أن تصبح أرملة عذراء jungfräulichen Witwe. يشير إلى نية خيال الطفل في إنكار الجماع الجنسي للوالدين وجعل الأم عذراء لم تمس. وأضيف أنا: بعد أن أثبت الشاعر عذرية بطلته، بقي خياله المتعاطف في رد الفعل العدائي الناتج عن انتهاك العذرية.

يمكننا القول في الختام: ليس للإفتضاض عاقبة ثقافية واحدة فقط، لربط المرأة بالرجل بشكل دائم؛ كما أنها تطلق العنان لرد فعل عداء عفا عليه الزمن تجاه الرجل، ما هي الأشكال المرضية التي يمكن أن تتخذها ويتم التعبير عنها غالبًا من خلال أعراض الكبت في الحياة العاطفية للزواج، ويمكن أن يُعزى ذلك إلى أن الزواج الثاني غالبًا ما يكون أفضل من الزواج الأول. إن الطابو الغريب للعذرية، والخجل الذي يتجنب به الزوج البدائي فض البكارة، تجد تبريرها الكامل في رد الفعل العدواني هذا.

من المثير للاهتمام أن المحلل النفساني يمكنه أن يلتقي بنساء يتم عندهن التعبير عن ردود الفعل المضادة للعبودية والعداء، ويبقى هذين الأخيرين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض عند نفس المرأة. وهناك نساء يبدو أنهن لم ينجحن مع أزواجهن، ولا يقمن إلا بجهود غير مجدية للانفصال عنهم. كلما حاولن تحويل حبهن إلى رجل آخر، فإن صورة الرجل الأول، الذي لم يعد محبوبًا، تتدخل كعقبة. ويعلمنا التحليل بأن هؤلاء النساء مازلن في عبودية أزواجهن الأولين، لكن ليس بدافع الحنان. إنهن لا يتحررن منهم لأنهن لم يكملن الانتقام منهم، وفي حالات ملحوظة لم يكن الدافع للانتقام عن وعي.


 

[1] يقول إريك فروم مثلا في كتابه “فن الحب”، منتقدا فرويد إن” الفعل الجنسي بدون حب لا يقيم جسوراً بين كائنين إنسانيين إلا لبضع لحظات”. إن الحب في نظره يعني الاهتمام والمسؤولية والاحترام، ولا يعني التبعية أو الهيمنة أو التملك، كما لا يعتبره مقدمة للجنس فقط، كما ذهب إلى ذلك فرويد، الذي لم يكن يؤمن بوجود الحب، الذي يعتبر في نظره وسيلة تصعيد ليس إلا، أي أنه يعتبره رغبة جنسية أخطأت سيرها فاختفت وراء ما يسمى “الحب”، فكل ما يحدث في الحب هو مقدمات للجنس لا أكثر ولا أقل.

[2] كانت عذارى فستال (sacerdos Vestalis) كاهنات الإلهة فستا (Vesta) العذراء. طبقا للأساطير الرومانية أنيطت لهن مهمة الحفاظ على بقاء النار المقدسة مشتعلة كان عليهن المحافظة على عذريتهن وبكارتهن، خشية هلاكهن ودفنهن حيات. أما فيستا فإنها إلهة رومانية وهي إلهة الموقد والبيت والعائلة، يُرمز لها بالنار المقدسة التي تشعل في موقدها ومعابدها. وهي التي، طبقا للأساطير، علمت الرومان القدماء كيفية استعمال النار.

[3] تقر كل المذاهب الفقهية في الإسلام بأن العذرية/البكارة ليس لها أي تأسيس لا في النص القرآني ولا في السنة. “وأما أن يتخذ غشاء البكارة دليلاً على العفة أو عدمها، فلا، ولم يدل على ذلك كتاب ولا سنة ولا إجماع، بل مما هو معلوم مقرر أن غشاء البكارة قد يزول من العفيفة بسبب وثبة أو الركوب على شيء حاد أو نحو ذلك.

وقد ترتكب الفاسدة أنواع من المحرمات مع بقاء غشاء البكارة” islamweb.net، رقم الفتوى 44914، تاريخ النشر الإثنين 10 محرم 1425 هـ – 1-3-2004 م

انظر كذلك ما نشره رجل الدين السيد محمد على الحسيني على صفحته في الفايس بوك بتاريخ 18 مارس 2014: ” … للأسف بعض الناس يعتقدون أن وجود غشاء البكارة دليل على شرف البنت وعذريتها وعفتها وكرامة أهلها،ويجب أن تحرص عليه كل فتاة، … إن الإسلام يرى في هذا الإعتقاد ظلم وتجني بحق البنت والسبب يعود إلى أن هذا الغشاء مجرد علامة مادية لا ترقى إلى مستوى القرينة على عذرية البنت، كما أن وجود الغشاء لا يكون دليلاً أكيدًا على البكارة أو العذرية، ولا غيابه يكون دليلاً أكيدًا على عكس ذلك!”

وقال خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، في مقابلة على قناة  DMC (5 يونيو 2020): “الغشاء لا يدل عل بكارة وفضه لا يشير إلى انتهاك حرمات، لا وجوده يدل على طهر ولا عدم وجوده يدل على غير ذلك”.

[4] Crawley (1902); Bartels-Ploß (1891); verschiedene Stellen in Frazer (1911) und Havelock Ellis.

[5] „This marriage ceremony consists in perforation of the hymen by some appointed person other than the husband; it is most common in the lowest stages of culture, especially in Australia“.

[6] نفس المرجع السابق، ص 191. „Thus in the Dieri and neighbouring tribes (in Australia) it is the universal custom when a girl reaches puberty to rupture the hymen. (Journ. Anthrop. Inst., Bd. 24, 169.) In the Portland and Glenelg tribes this is done to the bride by an old woman; and sometimes white men are asked for this reason to deflower maidens (Brough Smith, Bd. 2, 319).«

[7] نفس المرجع السابق، ص 307: „The artificial rupture of the hymen sometimes takes place in infancy, but generally at puberty… It is often combined, as in Australia, with a ceremonial act of intercourse“

[8] نفس المرجع السابق، ص 348: „The hymen is artificially perforated, and then the assisting men have access (ceremonial, be it observed) to the girl in a stated order… The act is in two parts, perforation and intercourse“.

[9] نفس المرجع السابق، ص. 349: An important preliminary of marriage amongst the Masai (in Equatorial Africa) is the performance of this operation on the girl. (J.Thomson, 258.) This defloration is performed by the father of the bride amongst the Sakais (Malay), Battas (Sumatra), and Alfoers of Celebes. (Ploß und Bartels, Bd. 2, 490.) In the Philippines there were certain men whose profession it was to deflower brides, in case the hymen had not been ruptured in childhood by an old woman who was sometimes employed for this. (Featherman, Bd. 2, 474.) The defloration of the bride was amongst some Eskimo tribes entrusted to the angekok, or priest. (Ibid., Bd. 3, 406.)]

[10]  بالنسبة للعديد من حالات مراسم الزفاف الأخرى، ليس هناك شك في أن الأشخاص غير العريس، على سبيل المثال المساعدين والرفاق (“أمراء”) ، يتم منحهم التصرف الجنسي الكامل في العروس.

[11] انظر طوطيم وطابو Totem und Tabu (1912-13)

[12] إضافة المترجم: يستعمل فرويد كلمة Liebe، التي تعني حرفيا الحب، لكن المقصود على ما نعتقد هو الجنس.

[13] إضافة توضيحية للمترجم: الإحالة إلى سِفر طوبيا في التوراة، التي تروي قصة حب جني/شيطان لسارة، دئِب على قتل كل أزواجه السبعة تباعا ليلة زفافهم بها، إلى أن قتل طوبيا هذا الجني بمساعدة الملاك رافئيل، ليتم الزواج من سارة دون أن يموت هو أيضا.

[14] إضافة توضيحية للمترجم: وفقًا لأسطورة حول أصل اللينجام، اندلع نزاع عنيف بين الآلهة الهندوسية الرئيسية حول مسألة أي منهم كان الأعلى. ظهر عمود نار ضخم في السماء. طار براهما في الهواء على شكل أوزة برية ليصنع الطرف العلوي؛ غاص فيشنو في أعماق البحر على شكل خنزير بنفس النية؛ ومع ذلك، لم يحقق كلاهما هدفهما. ثم شكل العمود وفتح فجأة: ظهر شيفا Shiva فيه وعبدته جميع الآلهة على أنه أعلى إله.

يربط العلم عادةً بين شيفا-لينغا والقوة الإبداعية الذكرية لشيفا ويفسره على أنه رمز للقضيب ؛ بل تستعمل هذه الكلمة غرب نيوتانترا بشكل مرادف لـ “القضيب”.

[15] إضافة توضيحية للمترجم:

كان بريابوس ابن ديونيسوس وأفروديت ، إله الخصوبة في الأساطير اليونانية. ظهر كحامٍ للماشية (الأغنام والماعز) والنحل والأسماك والفواكه.

وفقًا للأساطير اليونانية، كان لأفروديت علاقة حب مع ديونيسوس. في منطقة أبارنيز الساحلية بالقرب من لامساكوس، أنجبت بريابوس. وبسبب قوى هيرا السحرية ، كان مشوهًا. لذلك أنكرت أفروديت ابنها ورفضته. بدأت عبادة محلية له، اقتصرت في البداية على لامبساكوس والدردنيل، ثم انتشرت عبر اليونان وسرعان ما وصلت إلى الرومان: قُدمت له باكورة ثمار الحقول والحدائق. كان من المفترض أن تضمن تماثيل بريابوس، المجهزة بقضيب ضخم، حصادًا غنيًا. وكانت تقام في البساتين وكروم العنب. وإذا كان رجل ما يعاني من انتصاب لقضيبه، فإن هذه الحالة المرضية سميت باسم بريابوس، وتسمى اليوم طبيًا بالانتصاب المستمر.

[16] Ploß und Bartels (1891, Bd. I, XII) und Dulaure (1905, 142)

[17] إضافة المترجم: موضوع الحب أو الرغبة الجنسية.

[18]  انظر: Über Triebumsetzungen insbesondere der Analerotik‹ (1917c)

[19] أو سم ما قبل الزواج: إ.م.

[20] تستحق قصة قصيرة كتبها ببراعة أ. شنيتسلر (مصير البارون ف. ليسينبوغ A. Schnitzler (Das Schicksal des Freiherrn v. Leisenbogh ‹) أن تُذكر هنا على الرغم من الاختلاف في الموقف. أعطى عاشق مات في حادث لعشيقة التي كانت لها تجربة كبيرة في الحب عذرية جديدة و سلط لعنة الموت على أول رجل سيمتلكهاً بعده. لم تجرأ المرأة الخاضعة لهذا الطابو على الجماع لفترة. ولكن بعد أن وقعت في حب مغني، أخبرت البارون ليسينبوغ  بأنها تود إهدائه ليلة، وهو الذي حاول دون جدوى التودد لها منذ سنوات. وفيه تحققت اللعنة ايضا، أصيب بنوبة قلبية بمجرد ما علم الدافع وراء دعوة هذه المرأة له.

[21]إضافة من المترجم لتسهيل الفهم: ست الحسن (تسمى بالألمانية أيضا الكرز الأسود أو الكرز المُجَنِّن  Tollkirsche: إ. م)  نبات عشبي من الفصيلة الباذنجالية، يبلغ طوله حوال مترين، وهو من النباتات السامة. يمكن إعتباره سماً بطيئاً، إذ يتراكم مفعوله ولا يظهر فجأة، وله أعراض وعلامات قد تبدو طبيعية ولا يشك فيها أي إنسان. لكن لها أهمية خاصة في الطب.