مجلة حكمة
إليزابيث أميرة بوهيميا

إليزابيث، أميرة بوهيميا – موسوعة ستانفورد للفلسفة / ترجمة: هاشم الهلال، مراجعة: سيرين الحاج حسين

مدخل حول سيرة إليزابيث، أميرة بوهيميا، واهتمامها المبكر بالعواطف، ومراسلاتها مع رينيه ديكارت، وفلسفةتها الأخلاقية والسياسية؛ نص مترجم لد. ليزا شابيرو، ومنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة على هذا الرابط، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة للمقالة، حيث أنه قد يطرأ على الأخيرة بعض التحديث أو التعديل من فينة لأخرى منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد، وعلى رأسهم د. إدوارد زالتا، على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة.


اشتهرت إليزابيث، أميرة بلاط بوهيميا (1618-1680) بمراسلاتها المستمرة مع رينيه ديكارت (René Descartes)، وتُشكل هذه الرسائل كتاباتها الفلسفية الموجودة. تبيّن إليزابيث في تلك المراسلات لديكارت العلاقة بين المادتين المتميزتين حقًا للعقل والجسد، ولا سيما إمكانية تفاعلهما السببي وطبيعة اتحادهما. وجرت بينهما مراسلات حول فيزياء ديكارت، والعواطف وتنظيمها، وطبيعة الفضيلة والخير الأعظم، وطبيعة حرية الإرادة للإنسان وتوافقها مع التفسير الديني للأشياء، وفي الفلسفة السياسية. كَتَبَ ديكارت مبادئ الفلسفة (Principles Of Philosophy) لأجلِها، وعواطف الروح (Passions Of The Soul) بناءً على طلبها. وبينما يوجد الكثير لنتعلمه عن آراء ديكارت من خلال قراءة هذه المراسلات، فإن اهتمامي في هذا المدخل ليس التركيز على أهميته لفهم موقف ديكارت الفلسفي، ولكن بدلاً من ذلك لتلخيص وجهات نظر إليزابيث الفلسفية الخاصة. يبدو أن إليزابيث شاركت في مفاوضات حول معاهدة ويستفاليا (Westphalia) وفي الجهود المبذولة لاستعادة الملكية الإنجليزية بعد الحرب الأهلية الإنجليزية. وتمكنت بصفتها راهبة في دير هيرفورد (ألمانيا) من إعادة بناء المجتمع المتأثر بالحرب، وقدمت أيضًا ملاذًا للطوائف الدينية البروتستانتية المهمشة، بما في ذلك اللباديين (نسبةً إلى جان دي لابدي) والكويكرز (ويُسمون الصحابيون أو جمعية الأصدقاء الدينية).

 

  1. الحياة

  2. الاهتمام المبكر بالعواطف

  3. المراسلات مع رينيه ديكارت

3.1 الموطن

3.2 التفاعل بين العقل والجسد وطبيعة العقل

3.3 الرياضيات والفلسفة الطبيعية

3.4 العواطف والفلسفة الأخلاقية

3.5 الفلسفة السياسية

  1. المراسلات مع الكويكرز

  • فهرس

  • المصادر الأولية

  • المصادر الثانوية

  • أدوات أكاديمية

  • مصادر الإنترنت الأخرى

  • مداخل ذات صلة


 

1.الحياة

كانت إليزابيث سيميرن فان بالاندت المولودة في 26 ديسمبر 1618 هي الثالثة من بين ثلاثة عشر طفلاً وابنة كبرى لفريدريك الخامس (Frederick V) ناخب بالاتين، و إليزابيث ستيوارت (Elizabeth Stuart) ابنة جيمس الأول (James I of England) ملك  إنجلترا، وأخت تشارلز الأول (Charles I). توفيت في 8 فبراير 1680، في هيرفورد ألمانيا، حيث كانت رئيسة الدير هناك.

بعد أن نُصِبَ فريدريك الخامس ملكًا لبوهيميا في عام 1620، فقد عرشه على الفور في أحداث اعتُبرت أنها تسببت بحرب الثلاثين عامًا. عاشت إليزابيث في عشرينيات القرن السادس عشر في براندنبورغ مع جدتها وعمتها حتى عاد الأطفال إلى والديهم الذين يعيشون في المنفى في لاهاي، حيث تم إيواؤهم من قبل موريس فان ناسو (Maurice of Nassau) خال فريدريك. على الرغم من أن المعلومات حول تعليم إليزابيث غير معروفة، فمن الواضح أنها تلقت مع إخوتها دروسًا في اللغات، بما في ذلك اليونانية واللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، وربما لغات أخرى. يمكننا أن نستنتج أن إليزابيث تعلمت المنطق والرياضيات والسياسة والفلسفة والعلوم، ويقال بأن إنجازاتها الفكرية أكسبتها لقب “اليونانية” (La Greque) من أشقائها. كما تلقت تعليمًا في الرسم والموسيقى والرقص، وربما تلقت تعليمها على يد قسطنطين هيغنز (Constantijn Huygens). يقدم بال (2012) مزيدًا من التفاصيل عن البيئة الفكرية للمحكمة في لاهاي.

بينما تشتمل مراسلاتها مع ديكارت على الكتابات الفلسفية الموضوعية الوحيدة الباقية لـ إليزابيث، فإننا نجد  في كتاب مفكرة رسائل وأواق الدولة المتعلقة بالشؤون الإنجليزية أيضًا  مراسلات ديكارت وجون بيل (John Pell) في علم الهندسة، والمراسلات مع الكويكرز، بما في ذلك روبرت باركلي (Robert Barclay) وويليام بن (William Penn) والرسائل التي كُتِبت منها ولها في السياسة والمسائل المالية. تبيّن المراسلات مع ديكارت بأنها شاركت في إدارة قسم الرياضيات في جامعة ليدن (Leiden) وفي مفاوضات حول عدد من الأمور، بما في ذلك سجن شقيقها روبرت ومفاوضاتها لجهوده في الحرب الأهلية الإنجليزية، ومفاوضات زواج شقيقتها هنريتا، ومفاوضات معاهدة ويستفاليا، وموارد عائلتها المالية بعد نهاية حرب الثلاثين عاما. هناك أيضًا سجل لمراسلات موجزة مع نيكولاس مالبرانش (Nicholas Malebranche). ومن المعروف أيضًا أنها كانت مرتبطة بفرانسيس ميركوري فان هيلمونت (Francis Mercury van Helmont)، الذي ورد أنه رافقها لحظات احتضارها.

دخلت إليزابيث في 1660 الدير اللوثري في هيرفورد، وأصبحت رئيسته في عام 1667. وكانت مُدبرة فعّالة لأراضي الدير، وكذلك رحبت بالمزيد من الطوائف الدينية المهمشة، منهم اللباديين بناءً على طلب آنا ماريا فان شورمان (Anna Maria van Schurman) والكويكرز ومنهم بن وباركلي.

وجدير بالذكر إنجازات بعض اخوتها. كان شقيقها الأكبر تشارلز لويس مسؤولاً عن ترميم جامعة هايدلبرغ بعد حرب الثلاثين عامًا. اكتسب روبرت الأخ الذي ولد بعدها شهرة بسبب تجاربه الكيميائية بالإضافة إلى مآثره العسكرية والتجارية، ومن ذلك تأسيس شركة (Hudson’s Bay). كانت لويز هولاندن الأخت الصغرى رسامة بارعة وتلميذة جيرارد فان هونثورست (Gerritt van Honthorst). أصبحت صوفي أختها الصغرى ناخبة هانوفر واشتهرت برعايتها ومنحها للمفكّرين، خاصة رعاية لايبنيز (Leibniz). تلقت ابنتها صوفي شارلوت تعليمًا من لايبنيز، وواستمرت كلا السيدتين بمراسلات فلسفية موضوعية معه أوضح فيها وجهات نظره الفلسفية (راجع Strickland 2011).

 

2.الاهتمام المبكر بالعواطف

يبدو أن إليزابيث أولت اهتمامًا مبكرًا بالعواطف، حيث كرس إدوارد رينولدز (Edward Reynolds) أطروحته عن عواطف وكليات روح الإنسان لها (1640). يُشير هذا الاهتمام بأن إليزابيث قد شاهدت مسودة العمل، وبالتالي يمكن للمرء أن يستنتج بأن لديهم بعض المحادثات أو المراسلات، على الرغم من قلة المعلومات حول سياقها. كان عمل رينولدز مميزًا في تلك الفترة باعتباره علاجًا ذاتيًا للعواطف، إلا أنه يعتمد بشكل كبير على المناقشات الأرسطية والمؤسسية. وهو بجميع الأحوال يركز على حساسية المشاعر تجاه العقل، وبالتالي قدرتنا على تصحيح عواطفنا الخاطئة من خلال التفكير.

3.المراسلات مع رينيه ديكارت

بدأت مراسلات إليزابيث مع ديكارت بمبادرة منها في عام 1643 واستمرت حتى وفاة ديكارت في أوائل عام 1650. لا يبدو أن إليزابيث أنتجت أي عمل فلسفي منهجي، وتتألف مُعظم أعمالها الفلسفية الموجودة من مراسلاتها مع ديكارت. وبينما لدينا أعمال ديكارت وقرونٌ من التفسير لنضعه في السياق بجانب المراسلات، إلا أننا لا نملك الصورة الكبرى لطبيعة أفكار إليزابيث. إن أي تفسير بالتالي لموقفها الفلسفي الصحيح يُستخلَص من التأويل والتقريب. يتضح من المراسلات تمتُّع إليزابيث بفطنة فلسفية نقدية رائعة وواسعة. تشير القراءة المتأنية لجانبها من المراسلات بأن لديها بعض الالتزامات الفلسفية الإيجابية الخاصة بها، حول أمور تشمل طبيعة السببية، وطبيعة العقل، وتفسيرات الظواهر الطبيعية، والفضيلة، والحكم الرشيد.

 

3.1. الموطن

رفضت إليزابيث طلب بيير تشانوت (Pierre Chanut) لنشر رسائلها إلى ديكارت، وذلك بالرغم من نَشرِ العديد من رسائل ديكارت إلى إليزابيث في مجلدات مراسلاته التي حُرِرَت بعد وفاته بواسطة كليرسيلير (Claude Clerselier). نُشر جانب إليزابيث من المراسلات لأول مرة في مجلد من قبل فوتشر دي كاريل (Foucher de Careil). بعد أن نَبَهُهُ لوجودها بائع الكتب الأثري فريدريك مولر (Frederick Müller) الذي وجد حزمة من الرسائل في مدينة روزينديل خارج أرنهيم. تَظهر هذه الرسائل في أعمال ديكارت  (Oeuvres of Descartes) من تحرير تشارلز آدم (Charles Adam) وبول تانيري (Paul Tannery). ليست الرسائل الواردة من روزينديل أصلية، بل هي نسخ ترجع إلى أوائل القرن الثامن عشر. ويؤيد اتساق محتواها مع محتوى رسائل ديكارت صحة النسخة، بالإضافة لذكر بعض الأحداث في حياة عائلة إليزابيث وحياتها الخاصة.

3.2. التفاعل بين العقل والجسد وطبيعة العقل

تبدأ المراسلات بين إليزابيث وديكارت بطرح إليزابيث أسئلة استقصائية حول كيفية قيام ديكارت بشرح إمكانية مادة غير مادية على التصرف بمادة مادية. موضوع الخلاف في هذا المدخل هو طبيعة العلاقة السببية بين العقل والجسد. بينما تؤطر إليزابيث المواضيع، تربط التفسيرات الحالية الفعالية السببية بالامتداد، ومن المهم في هذا الصدد أن تطرح سؤالها حول قدرة العقل على التصرف بالجسد، وليس قدرة الجسد على التأثير بالعقل. تقترح إليزابيث لتفسير الفعالية السببية للعقل غير المادي، أن ديكارت يمكن أن يوضح إما تفسير السببية المناسب للتفاعل بين العقل والجسد أو الطبيعة الجوهرية للعقل بحيث يمكن للتفسيرات الحالية أن تشرح أفعاله. لم تكن استجابة ديكارت مراوغة فحسب، بل فاتحة لمزيد من المواضيع، لا سيما حول ما إذا كان اتحاد العقل والجسد مادة ثالثة، بقدر ما يلجأ إلى المفهوم الأكاديمي للثقل للتعامل مع مخاوف إليزابيث (Garber 1983)، ويلمح لوجود تناقض في الاعتقاد بأن العقل والجسد مادتان متميزتان ومتّحدتان (Mattern 1978). يقفز ديكارت في ردوده بين مسألتين منفصلتين للتفاعل بين العقل والجسد والتفاعل بين الجسد والعقل (Rozemond 1999). ومع ذلك، لا ينصب اهتمامي في هذا المدخل على توضيح الآراء المعبر عنها من جانب ديكارت من المراسلات.

تُبين هذه المراسلات اتّباع إليزابيث للتفسير الميكانيكي للسببية – أي، تفسير يقتصر على السببية الفعالة. ترفض إليزابيث مناشدة ديكارت للمفهوم الأكاديمي للثقل كنموذج يمكن من خلاله شرح التفاعل بين العقل والجسد، كما أن نقاش ديكارت لنفسه سابقًا، غير مفهوم وغير متسق مع التصور الميكانيكي للطبيعة. أي أنها ترفض تمامًا النموذج التوضيحي السببي الرسمي الذي يقوم عليه المفهوم الدراسي للنوعية الحقيقية، بقدر ما ترفض اعتبار هذا النموذج مناسبًا في بعض السياقات. ومع ذلك فهي منفتحة بشأن أي تفسير للسببية الفعالة يجب أن يُتَبنى. يُبين هذا الانفتاح علمها بالمناقشات حول طبيعة السببية في تلك الفترة (Gabbey 1990, Clatterbaugh 1999, Nadler 1993). ينعكس استثمار إليزابيث في العلم الجديد الذي ظهر في القرن السابع عشر على ما تكتبه في الرياضيات والفلسفة الطبيعية، وقد نوقِش بإيجاز في القسم الفرعي التالي.

تشير ملاحظات إليزابيث إلى ديكارت أيضًا أنها على استعداد لإعادة النظر في ثنائية المادة له. تضغط على ديكارت ليوضح أكثر تفسيره للمادة، مشيرًا إلى مشكلة التفاعل بين العقل والجسد، وأيضًا إلى الحالات التي تؤثر فيها الحالة السيئة للجسد على القدرة على التفكير- الحالات التي يفقد فيها الإنسان تركيزه العقلي مثالًا. تُشير إلى أن هذه الحالات ستتّضح أكثر من خلال اعتبار أن العقل مادي وممتد. تظهر أيضًا مسألة دور حالة الجسد في قدرتنا على التفكير في مراسلات عام 1645، المتعلقة بتنظيم العواطف من منظور نظري وشخصي. يبدو أن إليزابيث ترفع من استقلالية الفكر – بأن لدينا سيطرة على ما نفكر فيه ويمكننا تحويل انتباهنا من كائن إلى آخر، وبالتالي لا يعتمد نظام التفكير على الترتيب السببي للأشياء المادية. مع ذلك، فهي تقر في الوقت نفسه بأن القدرة على التفكير والإرادة الحرة أساسيتان لها، وتعتمد على الحالة العامة للجسد. وهكذا ترفض إليزابيث تفسيرًا للعقل يحول التفكير إلى حالات جسدية، لكنها في الوقت نفسه تشكك في فكرة أن القدرة على التفكير توجد بشكل مستقل تمامًا عن الجسد، أي أن الشيء المُفَكِر هو جوهر الكلام بشكلٍ صحيح. تتضح قوة سؤالها المبكر إلى ديكارت ليوضح ما يقصده بالجوهر، ولكن هي نفسها لا تقدم إجابة مطورة للسؤال. ومن المثير للاهتمام أن إليزابيث تقدم طبيعتها الخاصة كأنثى باعتبارها “حالة” جسدية واحدة يمكن أن تؤثر على المنطق. بينما يقر ديكارت بأن حدّ معتبر من الصحة الجسدية ضروري للحرية التي يتسم بها الفكر العقلاني، فإنه يتجاهل ادّعاء إليزابيث “بضعف جنسها” (Shapiro 1999).

 

3.3. الرياضيات والفلسفة الطبيعية

حدد ديكارت المشكلة الهندسية الكلاسيكية للدوائر الثلاث أو مشكلة أبولونيوس في رسائل نوفمبر 1643، وذلك بعد وقت قصير من المراسلات الأولى مع إليزابيث بشأن اتحاد العقل والجسد: للعثور على دائرة تلامس كل دائرة من الدوائر الثلاث المحددة على مستوى. تشير تعليقات ديكارت إلى أن إليزابيث أتقنت بالفعل تقنيات الهندسة الجبرية رغم أن حلها لم يعد متاحًا. يُعتقد أنها تعلمتها من كتاب يوهان ستامبيون (Johan Stampioen). يبدو أن مقاربة إليزابيث للمشكلة اختلفت عن نهج ديكارت، وعلق ديكارت على أن للحل الذي قدمته تناسقًا وشفافية بحكم استخدامه متغيرًا واحدًا يفتقر إليه. تتضح أيضًا الفطنة الرياضية المعروفة لـ إليزابيث من خلال مشاركتها في توظيف فرانس فان شوتن (Frans van Schooten) في كلية الرياضيات في ليدن، وجهود جون بيل للحصول على مساعدتها في فهم هندسة ديكارت.

خصص ديكارت في عام 1644، كتابه مبادئ الفلسفة (Principles of Philosophy) لـ إليزابيث. لا يقدم ديكارت في هذا العمل الميتافيزيقا الخاصة به على شكل كتاب فحسب، بل يعرض أيضًا الفيزياء ببعض التفصيل. تستجيب إليزابيث لهذا التخصيص بامتنان، ولكنها تقدّم أيضًا انتقادات لتفسير ديكارت للجاذبية المغناطيسية وثقل الزئبق.

تُظهر إليزابيث في المراسلات أيضا أنها مهتمة جدًا بأعمال العالم المادي: فهي تنتقد قراءة كينيلم ديجبي (Kenelm Digby) لكتاب ديكارت؛ وتطلب أعمال هوغلاند (Hogelande) وريجوس (Regius)؛ إنها تقدم تقارير عن ظواهر طبيعية مختلفة، ولا سيما عن الأمراض والعلاجات، بينما تبحث عن تفسير سببي حقيقي لهذه الظواهر.

 

3.4. العواطف والفلسفة الأخلاقية

ذكر ديكارت في مراسلاتهِ إلى إليزابيث لعام 1645 و1646 أنهُ طور فلسفته الأخلاقية، وعلى وجه الخصوص، وصفه للفضيلة بأنها ما نحكم عليه أنه الأفضل. بدأت رسائله كمحاولة لمعالجة مرض إليزابيث المستمر، والذي وصفه ديكارت بأنه مظهر من مظاهر الحزن، والواضح أنه بسبب أحداث الحرب الأهلية الإنجليزية. كما عبرت إليزابيث بنفسها، “لديه من اللطف ما يودُ أن يعالج جسدي وروحي”. (AT 4:208, 24 May 1645). بينما يبدآن بقراءة “عن الحياة السعيدة” (De Vita Beata) لسينيكا (Seneca) يتفق كلاهما على أن العمل ليس منهجيًا بشكل كافٍ، وتتحول المناقشة إلى آراء ديكارت الخاصة. تلعب إليزابيث مرة أخرى في رسائلها دورًا ناقدًا بشكلٍ أساسي.

تتخذ انتقاداتها لديكارت ثلاث مواقف فلسفية متميزة. أولاً، تتبنى موقف أخلاقيات الفضيلة الأرسطية، في اعتراضها على أن تفسير ديكارت الليبرالي جدًا للفضيلة، والذي يتطلب فقط النية لفعل الخير، لا يتطلب أن تتحقق النوايا الحسنة للفرد في أفعال جيدة واقعيًا. وهذا يعني بأن ديكارت يعلّق الفضيلة على النصيب أو الحظ الأخلاقي. ومع ذلك، فقد تجاوزت الموقف الأرسطي القانوني لتؤكد أنه حتى قدرتنا على التفكير تخضع للحظ (يساعد هذا الموقف فهم موقفها من طبيعة العقل الإنساني. راجع المناقشة في فقرة 3.2 أعلاه).كما تتخذ إليزابيث موقفًا كلاسيكيًا من الرواقية، بقدر ما تعترض على الطريقة التي يفصل بها تفسير ديكارت الفضيلة عن القناعة. تعترض أيضًا على أن تفسير ديكارت للفضيلة يسمح للعامل الفاضل بارتكاب الخطايا، وهي لا ترى كيف يمكن للعامل أن يتجنب الندم مواجهًا تلك الخطايا. بقدر ما نأسف عندما تنحرف أفضل نوايانا عن مسارها الصحيح، يمكن أن نكون فاضلين ونفشل في أن نكون مُقتنعين. في حين أنه من غير الواضح ما إذا كان اعتراضها سيكولوجيًا أم معياريًا، فإنها تؤكد أن تحقيق الرضا يتطلب “ علمًا لانهائيًا ” (4: 289) حتى نتمكن من معرفة كل تأثير أفعالنا، وبالتالي تقييمها بشكل صحيح. لا يمكننا أن نحقق الفضيلة ولا أن نكتفي بالقناعة من وجهةِ نظرها بدون مَلَكة العقل الكامل. (See Shapiro 2013 for an interpretation of these remarks.) طلبت إليزابيث من ديكارت في رسالة بتاريخ 13 سبتمبر 1645، “تحديد العواطف، من أجل التعرف عليها بشكل أفضل” (AT 4: 289). دفع هذا الطلب ديكارت إلى صياغة أطروحة حول العواطف، علقت عليها إليزابيث في رسالتها المؤرخة بتاريخ 25 أبريل 1646، والتي نُشرت في نهاية المطاف في عام 1649 باسم “عواطف الروح”. أدت مخاوف إليزابيث بشأن قدرتنا على تقييم أفعالنا بشكل صحيح لتُعَبِرَ عن قلقها هذه المرة حول إمكانية قياس القيمة بموضوعية، نظرًا لأن كل منا لديه تحيزات شخصية، سواء من خلال المزاج أو من خلال مسائل المصلحة الذاتية. تشير ضمنيًا إلى أنه بدون مقياس مناسب للقيمة، لا يمكن حتى لتفسير ديكارت للفضيلة أن ينطلق من الأرض، لأنه ليس من الواضح ما الذي يجب أن يشكل حكمنا الأفضل لتحديد أفضل مسار للعمل. ثمة وجهة نظر أخلاقية خلف اعتراض إليزابيث هنا شبيهة بنظرة هوبز والمتعاقدين الآخرين، والتي تعتبر الخير مسألة توازن بين المصالح الذاتية المتنافسة.

يهدف ديكارت في رسالته المؤرخة في الخامس عشر من سبتمبر لعام 1645، إلى الرد على بعض مخاوفها، من خلال تحديد مجموعة من الحقائق الميتافيزيقية التي تكفي معرفتها لتوجيه أحكامنا العملية، بما في ذلك أن كل الأشياء تعتمد على الله (الموجود)، وطبيعة الإنسان، العقل وخلوده، واتساع الكون (15 September 1645; AT 4:292). ترد إليزابيث مؤكّدةً أن هذه الاعتبارات تفتح المزيد من المشاكل – لشرح الإرادة البشرية الحرة، وكيف أن فهم خلود الروح يمكن أن يجعلنا نسعى إلى الموت، وتمييز العناية الخاصة عن فكرة الله – دون تقديم أي توجيه لتقييم الأشياء بصورة صحيحة (راجع Schmaltz  لفهم رؤية إليزابيث للإرادة الحرة والإرادة العليا).

 

3.5. الفلسفة السياسية

يتضح ارتباط اهتمام إليزابيث بتقييم الأعمالِ ونتائجها بشكلٍ صحيح بمكانتها كأميرة في المنفى، وتأمل أن تستعيد عائلتها بعض قوتها السياسية. إنها مهتمة بشكل خاص بالمشاكل التي يواجهها الحكام عند اتخاذ قرارات من شأنها التأثير على مجموعة كبيرة من العوام. ولهذا طلبت من ديكارت تقديم المبادئ الأساسية “المتعلقة بالحياة المدنية (AT 4:406, 25 April 1646) ولأفكاره حول (الأمير) لمكيافيلي. يرفض ديكارت بأدب في البدء، لكنه في النهاية يعرض أفكاره في رسالته بسبتمبر 1646. تقدم إليزابيث قراءتها الخاصة في رسالتها المؤرخة بتاريخ 10 أكتوبر 1646. يوفر تركيز ميكافيلي على الدولة التي يصعب حكمها من وجهة نظر إليزابيث إرشادات مفيدة لتحقيق الاستقرار، لكنه لا يذكر الكثير في كيفية الحفاظ على الدولة مستقرة. من المعقول أن نفترض أن مزيدًا من الدراسة حول هذه القضايا قد أفادتها بإدارة الدير في هيرفورد.

  1. المراسلات مع الكويكرز

كما تقابلت إليزابيث مع عدد من الشخصيات البارزة من الكويكرز، بما في ذلك روبرت باركلي وويليام بن، اللذان زاراها في الدير في هيرفورد. وعلى الرغم من محاولات باركلي وبن لجعل إليزابيث تغير مذهبها، إلا أنها لا تبدو مهتمة بإشراكهما فلسفيًا أو لاهوتيًا. بقدر ما لعب الاسكتلنديون الكويكرز دورًا استراتيجيًا في الجهود المبذولة لاستعادة العرش الإنجليزي، يمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كان تعاملها معهم سياسيًا ببساطة. يجعل اهتمام إليزابيث الطويل بالنظريات البديلة الناشئة، بجانب اهتمامها بالعناية الإلهية، من المعقول اهتمامها فكريًا برؤيتهم للعالم.

 

 

 


الفهرس

المصادر الأولية

  • Barclay, Robert, 1870, Reliquiae Barclaianae: Correspondence of Colonel David Barclay and Robert Barclay of Urie, London: Winter & Bailey, Lithograph.
  • Blom, John, 1978, Descartes: His Moral Philosophy and Psychology, New York: New York University Press. (Includes translation of much of the Descartes-Elisabeth correspondence.)
  • Descartes, René, 1996, Oeuvres. Vol. III–V, Charles Adam and Paul Tannery (eds.), Paris: Vrin (cited internally by AT followed by volume and page number).
  • –––, 1984–1991, The Philosophical Writings of Descartes, vol. I–III, John Cottingham, Robert Stoothof and Dugald Murdoch(eds.), and for Vol III, Anthony Kenny (eds.), London: Cambridge University Press (cited internally as CSM or CSMK, followed by volume and page number).
  • –––, 1989, Correspondance avec Elisabeth, Jean-Marie Beyssade and Michelle Beyssade (eds.), Paris: Garnier-Flammarion.
  • –––, 2013, Der Briefwechsel zwischen René Descartes und Elisabeth von der Pfalz, Benno Wirz, Isabelle Wienand and Olivier Ribordy (eds.), Hamburg: Meiner.
  • –––, 1935, Lettres sur la morale: corréspondence avec la princesse Elisabeth, Chanut et la reine Christine, Jacques Chevalier (ed.), Paris: Hatier-Boivin.
  • –––, 1657–67, Lettres de Monsieur Descartes, Claude Clerselier (ed.), 3 vols. Paris:Angot.
  • Foucher de Careil, Alexandre, 1879, Descartes, la Princesse Elisabeth et la Reine Christine, Paris: Felix Alcan.
  • Malebranche, Nicholas, 1961, Vol. XVIII, André Robinet (ed.), Paris: Vrin.
  • Müller, Frederick. 1876, “27 onuitgegeven brieven aan Descartes,” De Nederlandsche Spectator, 336–39.
  • Nye, Andrea, 1999, The Princess and the Philosopher: Letters of Elisabeth of the Palatine to René Descartes, Lanham, MD: Rowman & Littlefield.
  • Penn, William, 1695 and 1714, An Account of W. Penn’s Travails in Holland and Germany, Anno MDCLXXVII, London: T. Sowle.
  • Princess Elisabeth of Bohemia and René Descartes, 2007, The Correspondence between Princess Elisabeth of Bohemia and René Descartes, Lisa Shapiro (ed. and transl.), Chicago: University of Chicago Press.
  • Reynolds, Edward, 1640, Treatise of the Passions and the Faculties of the Soule of Man, London: Robert Bostock, facsimile reproduction, Margaret Lee Wiley (ed.), Gainesville, FL: Scholars’ Facsimiles and Reprints, 1971.
  • Strickland, Lloyd (ed. and transl.), 2011, Leibniz and the Two Sophies: The Philosophical Correspondence, Toronto: Centre for Reformation and Renaissance Studies.
  • Verbeek, Theo, Erik-Jan Bos and Jeroen van de Ven (eds.), 2003, The Correspondence of René Descartes1643, Utrecht: Zeno Institute for Philosophy.
  • المصادر الثانوية

A. Biographies of Elisabeth

  • laze de Bury, Marie Pauline Rose Stewart, 1853,Memoirs of the Princess Palatine, Princess of Bohemia, London: Richard Bentley.
  • Creese, Anna, 1993,The letters of Elisabeth, Princess Palatine: A seventeenth century correspondence, Princeton: PhD dissertation, Ann Arbor: UMI 9328035.
  • Godfrey, Elizabeth, 1909,A Sister of Prince Rupert: Elizabeth Princess Palatine and Abbess of Herford, London and New York: John Lane.
  • Zendler, Beatrice, 1989, “The Three Princesses,” Hypatia, 4.1, 28–

B. The Intellectual Historical Context

  • Adam, Charles, 1917,Descartes et ses amities féminines, Paris: Boivin.
  • Foucher de Careil, Alexandre, 1862,Descartes et la Princesse Palatine, ou de l’influence du cartésianisme sur les femmes au XVIIe siècle, Paris: Auguste Durand.
  • Harth, Erica, 1992,Cartesian Women: Versions and Subversions of Rational Discourse in the Old Regime, Ithaca: Cornell University Press.
  • O’Neill, Eileen, 1998, “Disappearing Ink: Early Modern Women Philosophers and Their Fate in History,” inPhilosophy in a Feminist Voice, Janet A Kourany (ed.), Princeton: Princeton University Press.
  • –––, 1999, “Women Cartesians, ‘Feminine Philosophy’ and Historical Exclusion” inFeminist Interpretations of René Descartes, Susan Bordo (ed.), University Park, PA: Pennsylvania State University Press.
  • Pal, Carol, 2012,Republic of Women: Rethinking the Republic of Letters in the Seventeenth Century, New York/Cambridge: Cambridge University Press.
  • Scheibinger, Londa, 1989,The Mind Has No Sex? Women in the Origins of Modern Science, Cambridge: Harvard University Press.

C. Seventeenth-Century Accounts of Causation and Conceptions of the Physical World

  • Clatterbaugh, Kenneth, 1999,The Causation Debate in Modern Philosophy 16371739, New York: Routledge.
  • Gabbey, Alan, 1990, “The Case of Mechanics: One revolution or many?”, inReappraisals of the Scientific Revolution, David C. Lindberg and Robert S. Westman (eds.), Cambridge: Cambridge University Press.
  • Garber, Daniel, 1992,Descartes’ Metaphysical Physics, Chicago: University of Chicago Press.
  • –––, 1992, “Descartes’ Physics” inThe Cambridge Companion to Descartes, John Cottingham (ed.), Cambridge: Cambridge University Press.
  • Garber, Daniel, John Henry, Lynn Joy and Alan Gabbey, 1998, “New Doctrines of body and its powers, place and space” inThe Cambridge History of Seventeenth Century Philosophy, Daniel Garber and Michael Ayers (eds.), Cambridge: Cambridge University Press.
  • Nadler, Steven (ed.), 1993,Causation in Early Modern Philosophy, University Park: Penn State University Press.

D. Interpretations of the Descartes-Elisabeth Correspondence

  • Alanen, Lilli, 2004, “Descartes and Elisabeth: A Philosophical Dialogue?” inFeminist Reflections on the History of Philosophy, Lilli Alanen and Charlotte Witt (eds.), New York/Dordrecht: Kluwer, 193–
  • Broad, Jacqueline, 2002,Women Philosophers of the Seventeenth Century, Cambridge: Cambridge University Press.
  • Néel, Marguerite, 1946,Descartes et la princess Elisabeth, Paris: Editions Elzé
  • Pellegrin, M-F and D Kolesnik (eds.), 2012,Elisabeth de Boheme face a Descartes: Deux Philosophes, Paris: Vrin.
  • Petit, Léon, 1969,Descartes et Princesse Elisabeth: roman d’amour vécu, Paris: A-G Nizet.
  • Rodis-Lewis, Genevieve, 1999, “Descartes et les femmes: l’exceptionnel rapport de la princesse Elisabeth” inDonna Filosofia e cultura nel seicento, Pina Totaro (ed.), Rome: Consiglio Nazionale delle recherche, 155–
  • Wartenburg, Thomas, 1999, “Descartes’s Mood: The Question of Feminism in the Correspondence with Elisabeth” inFeminist Interpretations of René Descartes, Susan Bordo (ed.), University Park, PA: Pennsylvania State University Press.

E. The Real Distinction, Mind-Body Interaction and the Union of Mind and Body in the Correspondence

  • Alanen, Lilli, 2003,Descartes’s Concept of Mind, Cambridge: Harvard University Press.
  • Broughton, Janet and Ruth Mattern, 1978: “Reinterpreting Descartes on the Notion of the Union of Mind and Body”,Journal of the History of Philosophy, 16(1): 23–
  • Garber, Daniel, 1983, “Understanding Interaction: What Descartes Should Have Told Elisabeth, ” Southern Journal of Philosophy(Supplement), 21: 15–
  • Garber, Daniel and Margaret Wilson, 1998, “Mind-body problems” inThe Cambridge History of Seventeenth Century Philosophy, Daniel Garber and Michael Ayers (eds.), Cambridge: Cambridge University Press.
  • Hatfield, Gary, 1992, “Descartes’ physiology and its relation to his psychology”, inThe Cambridge Companion to Descartes, John Cottingham, (ed.), Cambridge: Cambridge University Press, 335–
  • Mattern, Ruth, 1978, “Descartes’s Correspondence with Elizabeth: Concerning Both the Union and Distinction of Mind and Body, ” inDescartes: Critical and Interpretative Essays, Michael Hooker (ed.), Baltimore: Johns Hopkins University Press.
  • O’Neill, Eileen, 1987, “Mind-Body Interaction and Metaphysical Consistency: A defense of Descartes,” Journal of the History of Philosophy, 25(2): 227–
  • Radner, Daisie, 1971, “Descartes’ Notion of the Union of Mind and Body,” Journal of the History of Philosophy, 9: 159–
  • Richardson, RC, 1982, “The ‘Scandal’ of Cartesian Interactionism,” Mind, 92: 20–
  • Rozemond, Marleen, 1998,Descartes’s Dualism, Cambridge: Harvard University Press.
  • –––, 1999, “Descartes on Mind-Body Interaction: What’s the Problem?”,Journal of the History of Philosophy, 37(3): 435–
  • Shapiro, Lisa, 1999, “Princess Elizabeth and Descartes: The Union of Mind and Body and the Practice of Philosophy”,British Journal for the History of Philosophy, 7(3): 503–
  • Tollefson, Deborah, 1999, “Princess Elisabeth and the Problem of Mind-Body Interaction,” Hypatia, 14(3): 59–
  • Wilson, Margaret, 1978,Descartes. New York: Routledge.
  • Yandell, David, 1997, “What Descartes Really Told Elisabeth: Mind-Body Union as a Primitive Notion,” British Journal for the History of Philosophy, 5(2): 249–

F. Descartes’s and Elisabeth’s Moral Philosophy

  • Marshall, John, 1998,Descartes’s Moral Theory, Ithaca: Cornell University Press.
  • Mesnard, Pierre, 1936,Essai sur la morale de Descartes, Paris: Boivin & Cie.
  • Nye, Andrea, 1996, “Polity and Prudence: The Ethics of Elisabeth, Princess Palatine” inHypatias Daughters, Linda Lopez McAlister (ed.), Bloomington: Indiana University Press.
  • Rodis-Lewis, Genevieve, 1957,La morale de Descartes, Paris: PUF.
  • Schmaltz, Tad, forthcoming, “Princess Elisabeth of Bohemia on the Cartesian Mind: Interaction, Happiness, Freedom,” inFeminist History of Philosophy: The Recovery and Evaluation of Women’s Philosophical Thought, E. O’Neill and M. Lascano (eds.), Dordrecht: Springer.
  • Shapiro, Lisa, 2013, “Elisabeth, Descartes, et la psychologie morale du regret”, inÉlisabeth de Bohème face à Descartes: Deux Philosophes, M-F Pellegrin and D Kolesnik (eds.), Paris: Vrin, 155–
  • أدوات أكاديمية
 

How to cite this entry.

 

Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.

 

Look up this entry topic at the Internet Philosophy Ontology Project (InPhO).

 

Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

مصادر الانترنت الاخرى

مداخل ذات صلة


[1] Shapiro, Lisa, “Elisabeth, Princess of Bohemia”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2014 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/win2014/entries/elisabeth-bohemia/>.