مجلة حكمة

هل تؤثر فحوصات سلالات الحمض النووي على مشاعرك العنصرية؟ – ترجمة: سارة اللحيدان


FDD86161-2FFD-44CA-8ECBB4D84F2C5AA2

 

تنامى استخدام الحمض النووي بشكل سريع عبر مؤسسات مثل 23andMe و AncestryDNA , بمجموع فحوصات بيعت حول العالم, وبلغ عددها ثلاثة ملايين فحصا. والآن باستطاعتك الحصول على المنزلة العشرية لتداخل حمضك النووي مع كافة الفئات العرقية، تماما مثلما حصل مع أوبرا والأمير ويليامز في برنامج (Finding Your Roots ) كل ما تحتاجه أقل من مئتي دولار، وعينة من اللعاب، وانتظار لستة أسابيع.

 

F1.medium

لكن الأبحاث الأخيرة التي قمنا بإجرائها، وقد نشرت في هذا الشهر بمجلة   Personality and Social Psychology Bulletin,  ، توحي بأن النتائج التي تحصل عليها قد يكون لها عواقب قاسية، لدرجة عنصريتك وعدائيتك تجاه الآخرين.

سلطت مبادرات السلام الضوء على القواسم المشتركة للمجموعات الإثنية في جهودها لتعزيز السلام، بعدما أُكد اختلافات مجموعات الحمض النووي في كل من الإبادة الجماعية في البوسنة ورواندا. وهذا يقودنا للسؤال حول ماهية التأثيرات الحقيقية للكشف عن تشابه حمضك النووي أو اختلافه مع آخرين من البشر؟

في تجربتنا الأولى، قام المشاركون من العرب واليهود بقراءة مقال صحفي ينوّه بتجربة علمية تُفصح إما عن تشابه جيني، أو اختلاف جيني تام بين كلا المجموعتين. قمنا بعد فترة وجيزة بقياس النمطية العرقية تجاه بعضهم البعض، وجدنا أن المقال الصحفي الذي قرأه المشاركون بصرامة قد أثر على سلوكياتهم، فعندما علموا باختلافاتهم الجينية، لا التشابه، قام بوصف المجموعة الأخرى بأنها الأكثر عنفا، والأقل ودّا.

في تجربة منفصلة، قمنا باختبار ما إذا كانت نتائجنا قد تؤثر على السلوك العدواني الحقيقي. وهنا جعلنا المشاركين اليهود يصدقون بأنهم يلعبون لعبة إلكترونية مع خصوم عرب يجلسون في الغرفة الأخرى. وإذا فاز المشارك اليهودي، سيطلق لخصمه صوت انفجار ذي دوي عال- أعلى من علو إنذار الحريق. والمدهش أن المشاركين اليهود الذين علموا بالاختلافات الجينية “عاقبوا” خصومهم العرب المزعومين بانفجار ذي دوي أعلى من أولئك الذين علموا بتشابههم الجيني.

لكن هل يمكن لمعرفتنا بالتشابه أو الاختلاف الجيني أن تغير من دعم الناس للحرب؟ لفحص ذلك، في التجربة الثالثة- أجريت خارج المعمل المخبري- قمنا بجعل المشاركين اليهود يقرأون من مقالاتنا المختلفة ويقومون بتقدير دعمهم لخلق السلام مع الفلسطينيين. وهنا بينت النتائج أن العلم بالتشابهات الجينية ربما يكون تدخلا ناجحا لتقليص الصراع.

عندما قمنا أخيرا بنقل التجربة لإسرائيل-مع حالة العنف الدائم ووجهات النظر السلبية المترسخة- وجدنا شيئا مختلفا تماما. كان العلم بالاختلافات الجينية مؤثرا حقيقيا. ففي هذا الحقل، أجريت التجربة على متنقل إسرائيلي، وقد زاد دعم اليهودي الإسرائيلي للعنف وما يدعى بسياسات الحرب تجاه الفلسطينيين أكثر بعد قراءته عن الاختلافات الجينية مع العرب.

وبما أنه من المألوف جدا أن تحصل على نتائج فحص سلالات الحمض النووي التي تُظهر انعدام تداخله مع أصول أخرى من البشر- البشر الذي يحمل معظمنا تجاههم رؤى سلبية- وبما أن الاختلافات الجينية تؤكد أيضا على خطاب الإبادة، فهذه النتائج مدعاة للقلق.

ما نلمح له هو أن خدمات سلالات الحمض النووي تنبهنا إلى أن نتائج سلالاتنا هي مبنية في الواقع على ما نسبته 0,1 من جيناتنا. ونلمح أيضا للمنظمات مثل International Crisis Group و Genocide Watch أن تعير اهتماما خاصا عندما تسلط الدعايات الاعلانية الضوء على الاختلافات الجينية لمجموعات متقاتلة. وعلى الإعلام العام أيضا الحذر عند الإعلان عن سلالات تلك الجماعات.

كثيرا ما تعلن مقالات الصحف والمجلات عن درجة تداخل الحمض النووي بين جماعات تملك صراعا تاريخيا مثل – هوتو والتوتسي، العرب واليهود، الرومانيين والأوروبيين البيض، الروس والأوكرانيين، الإيرلنديين والإنجليز- مع ذلك، من النادر أن توضح تلك المقالات أنه ليس هنالك أساس وراثي للعرق.

إلى ذلك اللحين، عندما تقابلنا معلومات حول اختلاف حمضنا النووي عن بقية البشر، من المهم أن نذكر أنفسنا أن هذه الاختلافات هي في الواقع تكاد لا توجد. وقد تكون هنالك عواقب عنيفة إن فشلنا في ذلك.

 

المصدر