مجلة حكمة
المقاربة الفلسفية للعب

المقاربة الفلسفية للعب

الكاتبكولاس ديفلو
ترجمةعبد الوهاب البراهمي

يمكننا هنا، ودون أن نلتزم بتعريف الفلسفة، أن نميّزها على نحو كلاسيكي جدّا بمَهَمَّة معرفة الذات لذاتها التي حدّدها لها سقراط، من خلال الرّسم المعروف على معبد دالف والذي اتُخذ كشعار. هذا الـ “أعرف نفسك بنفسك” والتي يمكن أن يؤوّل تأويلات شتّى، ولكنّنا يمكن أن نقرّ أنه يعني، في الحدّ الأدنى، شيئا من قبيل:” حاول فهم من تكون، ما تفعل، وفيم تفكّر، وما تقول”. يمكن أن نتصوّر مسلكين، حتى نستجيب لهذا المقتضى، إمّا بتحليل مباشر للممارسات وطرق تفكيرنا فيها، أو، بطريقة غير مباشرة تبدو أوّلا، بتحليل لتاريخ أفكارنا. بيد أنّه سرعان ما سنتبيّن أن التمشي الثاني يجب أن يكون في الواقع هو الأوّل، إذ قد يكون من السذاجة بمكان الزعم بتحليل مباشر لما نفكّر فيه، دون اعتبار أن المفاهيم ذاتها التي نفكّر بها موسومة بتاريخ ينتجها و يتعامل معها. بل إنّ الأسئلة التي نطرح، وطريقة طرحها هي في الغالب حاصل إرث علينا الوعي به، إذا ما لم ننشأ تحمّله بكل بساطة.

      حينما نتساءل في الفلسفة عمّ يمثّله اللّعب، فإنّ ذلك يؤدّي، إذا ما أردنا ألا نظلّ سذّجا، إلى القيام بعمل مؤرّخ المفاهيم قبل مباشرة البحث عن تعريف أو تحليل للممارسات. يمكننا أن نبيّن، فيما يخصّ اللّعب تحديدا، بأنّ الطريقة التي أُدمج بها هذا المفهوم في الفلسفة قد ساهم طويلا في طريقة تناول الفلاسفة له.

اللعب، نشأة مفهوم

لم يحفل مبحث اللعب في الفلسفة باهتمام كبير (غير أنه مع ذلك قد عرف ضربا من التجديد هذه السنوات الأخيرة، بوصفه عنصر مقارنة بالأحرى أكثر من كونه موضوع دراسة خاصّة، خاصّة مع نشر مقولة فيدجنشتين عن ” لعبة اللغة” ) لكن الجميع يقرّ الآن بأنّ الأمر يتعلّق بموضوع جدير باهتمام الفيلسوف. بيد أنّه من الواضح أنّ الأمر لم يكن دوما كذلك. فبعض النصوص القديمة أو في القرون الوسطى التي تتحدّث عن اللعب (عشر صفحات  لـ أرسطو، وعشرون صفحة من” المجموع اللاهوتي ” للقديس طوماس الإكويني)  تفعل ذلك حتّى تمنحه منزلة مزدوجة القصور: نشاط قليل الأهميّة يخصّ الأطفال، وأولئك الذين ارتفعوا قليلا في سلّم نشاطات الروح، أو أيضا لأولئك الذين، وقد ارتقوا بفكرهم إلى النظرية، يجب عليهم إراحته بهذا النشاط. ومن هذه الناحية فصفحات ” إيتيقا إلى نيقاميقوس” أحسن مثال على ذلك، بما أنها تشير إلى اللعب كي تتّهم مسبقا خلطا ممكنا بين اللعب و”الإيديمونيا l’eudaimonia – (السعادة بوصفها الخير الأسمى). يبدو العمل بالفعل نشاطا غايته في ذاته. وسيستخدمه أرسطو لإظهار أنّه أي اللعب ليس في الواقع نشاطا بل تسلية  أو استرخاء ليس له غاية في ذاته، إلاّ في النشاطات الحقيقيّة.(1) يسعى مؤلّف ” اللعب من باسكال إلى شيللر”(1997)  إلى فهم كيف وبأيّ تحوّل مفاهيمي، قد أُدْمج اللعبُ في مجالِ الموضوعاتِ الجديرة باهتمام الحكيم. 

    تسمح دراسة تاريخِ مقولةِ اللعبِ ببيان أن الطفرة المفهومية حدثت أساسا في القرن 17م و18م. ويمكن أن نُحدد الإرهاصات منذ نهاية القرن 16م، على نحو غير مباشرجدّا، حينما بدأ الرياضيون في اعتبار ألعاب الحظّ والمال موضوعات مهمّة. هنا كانت بداية ما سيصبح في القرن 17م فرعا مُهمّا للرياضيات: حساب الاحتمالات، الذي نشأ من اللّعب، من حيث أنّ الرياضيين بدؤوا، على ما يبدو، في البحث أوّلا عن إجابة عن الأسئلة القادمة من جهة اللاّعبين، المتصلة بحساب الجولات. وتزعم الخرافة بأنّ أسئلةً من هذا النوع، تَجِدُ مصدرها لدى العسكريين، المُلْزمين غالبا بقطعِ جَوْلاتهم قبل نهايتها: كيف نقسّم بإنصاف المالَ موضوعَ المراهنةِ وِفْقًا لحظوظِ كلِّ فردٍ في الرّبْح، إذا ما قطعنا في الأثناء سيرَ لعبةِ الحظّ و المال المُكوَّنة من عدّةِ جولاتٍ؟ وبالفعل، تكتشف الرياضيات- من حيث كونها أصبحت فرعا نموذجيا للمعرفة -، في ألعاب المَسائل jeux des problèmes التي تستحقّ دراسة خاصّة، ما قد تساهم به بالتأكيد، بالنسبة إلى الكثير، في إدخال اللّعب ضمن موضوعات جديرة بالاهتمام. يمكن القول بأنّ هذه الطفرة المفهومية تنتهي مع شيللر الذي يعطي، في نهاية القرن 18م، وفي” رسالة في التربية الجمالية للإنسان”،  لمفهوم الميل إلى اللعب  (Spieltrieb) بعدا باراديغماتيا.، يصبح بموجبه نشاطُ اللعبِ نموذجًا يَسمح بالتفكير في الإنسانيةِ جمعاءَ فيما تختصّ به، إذ وحده  الإنسان قادر على اللعب، مثلما تقول الجملة المعروفة (والتي تؤشّر في معنى من المعاني على اكتمال هذه الطفرة المفهومية): ” لا يلعب الإنسان إلاّ حيثما يكون معنى هذه الكلمة أنه إنسان، ولا يكون إنسانا تماما إلا حيثما يلعب“.(2) وهذا يعني أنّنا لا نلعب افتراضيّا، لأنّنا بمثابة طفل عاجز عن الارتفاع إلى مستوى النظرية، نشاطَ رجلِ العلمِ، بل نلعب بطريقةٍ مرتبطةٍ أساسا بإنسانيتنا. ما هي العوامل المساهمة في هذه الطفرة بين الاثنين، بين بداية القرن 17م، ونهاية القرن 18م ؟  يوجد بالتأكيد عدد كبير من العوامل، لكن ثلاثة منها بالخصوص قد تبدو ذات دلالة: تغييرٌ اجتماعي، وتغيير للإبستيمولوجيا وللأنتروبولوجيا. ليس الفيلسوف كائنا مجرّدا: يكتب في زمانه، و، جزئيا على الأقلّ، من زمانه. فإذا اهتمّ باللعب في القرن 17م و18م، فلأنّ المجتمع الذي يعيش فيه هو، بلا منازع، مجتمع اللّعب أيضا. إنّ مثال باسكال هنا ذو أهمية.  نحن نعلم فعلا انّه يتعرّض، بوصفه عالِما savant، لمسألة اللعب على صورة مشكلتين يطرحهما “فارس ميري” le chevalier de Méré   متأّتيتين مباشرة من ممارسة لعبة الحظّّ والمال وممّا تثيره من تأملاتٍ. ولكنّه إذا ما بنى باسكال فيما بعد، من حيث هو فيلسوف أخلاق، فكرَ ترفيهٍ يتخذ من اللعب نموذجا للتفكير في السياسي والاجتماعي في كليته، فذاك لأنّ المجتمع الذي يلاحظه يعكس له مشهدَ العالم، حيث كل فرد يلعب، وفي كل الطبقات الاجتماعية.  يعكس الأدب كلّه في القرن 18م، صورة مجتمع تملّكه اللعب.(3) إنّ كتاب ” تاريخ حياتي” لكازانوفا، شاهد نموذجي في هذا الباب، والذي ننسى غالبا أنّه يحوي صفحات مخصّصة أكثر لمختلف الألعاب منها للمغامرات العاطفية، وأنّ هذه الألعاب هي بالمثل مُحَرِّكُ هذه المغامرات التي تجري. ومن ناحية أخرى، فهي أيضا، أي المغامرات، المناسبة التي تُنشر فيها المعاهدات المخصصة للّعب؛ ثمّ من حيث وجود مسرحيات، مثل ” هذا اللاعب” التي  ترجمها ديدرو عن الانجليزية. (4)، والذي أبرز فيها سلبيات اللعب، ومن حيث ما عرفته أيضا موضة الشطرنج من نجاح يشهد به تأثّر روسو الشاب بذلك في شامبيري Chambéry,…  إنّ اللعب ظاهرة اجتماعية لابد من التفكير فيها. و نلاحظ بشكل مواز، تطوّر اهتمام العلماء بالألعاب الأمر الذي يغيّر نظرتنا لظاهرة اللعب. يتعلّق الأمر بألعاب الحظّ والمال كما قلنا ولكن لا ينحصر فيها. إذن هل يمكن للايبنتز أن يعتبر الألعاب فضاءات يُعبّر فيها العقل البشري بحريّة، وأن يأمل في دراسة الألعاب أكثر عن قرب، لأنّ النشاط الترفيهي يمكن أن يقدّم لنا خبرات ثمينة لتنمية فنّ الابتكار؟ ذلك أن الفكر البشري يتجلّى، في عالم اللعب المغلق، وينكشف في قدرته الإبداعية الحرّة، ويُمَاَرسُ في تقدير الحظوظ في لعبة الحظّ والمال، في الحسابات، وفي تحليل التركيبات الاستراتيجية داخل التفكير، وفي توقّع مخططات الخصم في ألعاب النزاع. يمنح اللعب فضاء مميّزا حيث يمارس فيه الذكاء الإنساني، بموجب اللذة التي يثيرها ويؤدي إليها، والتي تَجذب، وتشدّ الاهتمام والتي هي أول محرّك  للمهارة الإبداعية. ويمارس فيه الفكر بحرّية دون إكراهات  الواقع وإلحاح الحاجة، ويقدّم  شروطا خالصة لتمرين الإبداع:”  لا يكون البشر مبدعين أكثر ممّا هم في اختراع اللعب؛ ففيه يكون الفكر في أريحيّة”. (باسكال من رسالة إلى ريمون دي مونتمور  17 جانفي 1716). يندهش الموسوعيون بدورهم لاحقا، ولأكثر من نصف قرن،  من الاختراع اللّعبي ومن الطريقة التي يخمّن بها اللاعبون  تقديرات الاحتمال التي تتطلّب من الرياضيين ساعات دقيقة. وفي النهاية، فمن الواضح أنّنا نشهد في القرن 18م تحوّلا للأنتروبولوجيا الفلسفية، التي تمثّل أعمال روسو وكانط أبرز مظاهرها. و يلاحظ هذا التحوّل من بين أشياء أخرى في النظرة إلى الطفل. ويمكن أن نقول على وجه العموم بأنّنا لسنا أطفالا بشكل افتراضي. يصبح الطفل إنسانية منشأة. وهو ما يفسّر الأهمية التي تسند للتربية. وهو ما يعني ضرورة الاهتمام باللعب، نشاط الطفل بامتياز، والتأكيد على حدود إمكان أن يكون اكتشافا بذاته للحرية، والقاعدة، والجسد… يتعلّق الأمر إذن بحيّز مثالي للتعلّم الذاتي.

    إنّ هذا التطوّر التاريخيّ، المضاعف بموروث جمالي وانتروبولوجيا كانطية، هي ما يخوّل لشيللر Schiller تنزيل اللّعب المكانة التي منحه إيّاه، وأن نتمكّن لاحقا، بوصفنا فلاسفة من الاهتمام جدّيا باللعب. لقد تعلّمنا تقديرَ أنّ للّعب مكانة مهمّة في المجتمع وفي بناء الإنسان ذاته. لكن ما يسمح لنا هذا التاريخ بمعرفته، هو أنّ طريقة تعرّفنا على هذه المكانة للعب قد منحتنا طريقة في مقاربة اللعب في الفلسفة، طريقة خاصّة جدّا. فبجعل اللعب باراديغما للتفكير في الإنساني ككلّ، ننتهي إلى نسيان اللعب الواقعي، وإلى تجنّب التساؤل بأناقة عن خصوصيته، بل حتّى عدم الرغبة في الاهتمام به، مثلما يؤكّد ذلك فانك Fink عقب شيللر Schiller.(5)  ألا أكون دون شكّ، قد فعلت قليلا أو كثيرا نفس الشيء من غير هذا العمل التمهيدي. لقد مكّنني الوعي بهذا الموروث، على نحو ما، من التحرّر من هذه الآلية التي للمثل الأعلى، والتساؤلِ أوّلا عن طبيعة هذا النشاط اللعبي.

تعريف فلسفي للعب

يوجد بالفعل عدد معين من التحليلات الفلسفية (أو المشابهة) للعب، لدى مؤلفين مشهورين، أمثال هيزينقا Huizinga، وكايوا Caillois, وهنريو Henriot، الذين يعبّرون عن إرادة لجعل اللعب نموذجا للتفكير في المجتمع ككل، أو الواقع ككل أو الكائن ككل أو كلّ الظواهر الإنسانية… لقد أنجز هويزينغا إذن تحليلا متميّزا للظاهرة اللعبية وقدّم تعريفا أصبح يستخدم كنموذج لكلّ من جاء بعده، لكن بقصد بيان مقدار مماثلة كل الظواهر الإنسانية (الفن والحقوق والدين…) للألعاب. نقول غالبا بأنّ تعريفا حسنا يجب أن يُعرّف كلّ المُعَرَّف ولا شيء غير المعرّف. لكن لا يجب أن نستغرب إذا ما لم يُعرّف تعريفُ هويزينغا للعب المُعَرَّف فحسب، بما أنّ له مَهَمَّة منذ البداية هي القدرة على التطابق مع أشياء أخرى. ويبدو من المهمّ، ومقابل كل هذا التقليد ” للّعب- البراديغم”، محاولةَ فهم ما هو ربما خصوصيّ في اللعب. ماذا نقول حينما نقترح على أصدقاء:” لنلعب لعبة؟” (جملة يفهمها الجميع، ويفهم الجميع أنها تعني حقلا من الأفعال الممكنة والدقيقة جدّا، والتي لا تشمل الممارسات الدينية أو الحقوقية). ماذا نفعل حينما نلعب البولوت belote أو الكرة أو الشطرنج أو الروليت   la roulette..؟

   بيد أنّه لفهم ماهية اللعب، لابد أوّلا من بناء تعريف لا يكون ببساطة تجميعا للخصائص، بل يسمح ببيان بأيّ طريقة تستنتج كل هذه الخصائص من مفهوم اللعب. يمكن أن نقول، بالفعل بأنّ مختلف هذه الخصائص كانت بعدُ محدّدة في مختلف أعمالٍ خُصِّصَتْ للّعبِ منذ هويزينغا. إنّ التعريف الذي يقترحه في ” الإنسان اللاعب” « Homo ludens هو في هذا الصدد مثاليّ”: ” اللعب عمل أو نشاط إرادي، مُنْجَزٌ في حدودٍ معينةٍ في الزمان والمكان، وتبعا لقاعدة متفقٌ عليها بحريةٍ لكنها ُمْلِزمَة تماما، من أجل غاية بحدّ ذاتها، مُرفقة بشعور وتوتّر وبفرح، وبوعي “بالوجود على نحو آخر ” غير ” الحياة المألوفة”. يبدو المفهوم، وقد عُرّف على هذا النحو، ملائما ليشمل ما نسمّيه لَعِبًا، في خصوص الحيوان، والأطفال والبشر الراشدين: أداء العنوان والقوّة والفكر، والحظّ. (40) نحن نرى اللعب، وقد انضافت كل خصائصه ببساطة، دون فهم كيف يمكن أن تجتمع معا. بيد أنّه لا أحد من هذه الخصائص يميّز اللّعب، منظورا إليها منفصلة، مثلما لم تكفّ عن التأكيد عليه مختلف وجوه النقد لهويزينقا التي اهتمت بعده باللعب. يجب إذن أن نبيّن النواة المركزية حيث يمكن تفكيك خصوصية اللعب، والتي يمكن انطلاقا منها استنتاج مختلف خصائصه، في تميّزها اللّعبي.غير أنّه قد لوحظ منذ وقت بعيد (ألحّ كانط بالخصوص على هذه النقطة) بأنّ اللعب يتميّز بحضور مقترن بالحريّة والقاعدة لكن لم يقع التساؤل عن العلاقة بينهما، التي مع ذلك يمكن أن تكمن فيه خُصوصية اللّعب. من هنا كان التعريف المقترح في “الْعَبْ وتَفَلَسَفْ”(1997): ” اللعب هو ابتكار حريّة بالقانونية وفيها “. 

  يقدّم اللعب في هذا التساؤل عن علاقات الحرية والقاعدة التي تعني الفلاسفة منذ زمن طويل- وخاصّة أولئك الذين يحاولون التفكير في الحقّ-، ميدان دراسة مفارقية  تستدعي تجديدا للمنظورية. إنّ ما هو خصوصيّ للعب، هو هذه الحريّة التي تنتجها قانونية خاصّة، وقواعد اللعب، التي ينتجها بوصفها حريّة منظّمة بعدُ. وحتّى لا يكون هناك التباس بين المفهوم الميتافيزيقي للحريّة وهذه الحرية اللّعبية الخاصّة، نشير إلى هذه  الحرية بهذا العبارة المستحدثة ” حريّة قانونية ” légaliberté”. يمكننا أن نضرب هنا مثلا سيحدّد معنى هذا التعريف. يوجد شخص ما، السيد س، إطار في مدينة كبيرة. رغب في ممارسة ” الرياضة ” حتى يحافظ على لياقته البدنية. ولهذا سيقصد إحدى المؤسسات المتخصصة والتي تضاعف عددها في المدن الكبرى في السنوات الأخيرة، حيث اقترح عليه خيار قصد قضاء الساعة التي عزم على تخصيصها لهذا الغرض. ولنفترض أنه استطاع بهذا أن يقوم بتقوية عضلاته أو بالسكواتش. الجميع يتفق على أن الأمر في كلا الحالتين، يتعلّق بالرياضة، لكن إمّا أنْ يقود اختيار السيد. س نحو نشاط ليس هو باللعب وألا أحد لا يعتبره كذلك، وإمّا نحو نشاط هو لعب. يتضح من هذا الاتفاق كون الاستخدام العادي للغة يجعلنا نقول ” بأنّ السيد س يلعب السكواتش بين منتصف النهار والساعة الثانية بعد الظهر، ” لكنه ” لم يلعب رياضة تقوية العضلات”. ماذا نستخلص من هذا المثال؟ ماذا يمكننا أن نتعلّم من أن الجميع يعرف دون استخلاص النتائج دوما؟

   أوّلا بأنّ اللعب والرياضة مجموعتان تكشفان عن مساحة للتقاطع، لكنهما لا تتلاءمان تماما. عِدّة ألعاب ليست رياضة (المعركة البحرية، ولعبة الحظ..)، وبعض الرّياضات ليست ألعابا، مثلما هو شأن تقوية العضلات هنا، وبعض الرياضات هي أيضا ألعابا. متى نقول عن رياضة ما بأنّها لعبة أيضا؟ يساعدنا المثال الذي قدمناه على فهم ذلك.  ففي حال تقوية العضلات، فإنّ النشاط موجود قبل قاعة تقوية العضلات. فمختلف الأجهزة مبتكرة لتيسير وزيادة النجاعة لنشاط يسبقها في الوجود، والذي يمكن أن يمارس في مكان آخر وعلى نحو آخر. توجد هنا رياضة وليس لعبا. وفي حال السكواتش، فإنّ ما يحدث هو مختلف تماما. فإذا كنا لا نستطيع ممارسة السكواتش في المنزل، فليس لأنّه فضاء صغير أو أنه يحدث ضجيجا.  فلا يمكن أن نمارس السكواتش إلاّ في قاعة تستجيب لتعريف فضاء اللعب مثلما هو مثبّت في قواعد اللعبة. إنّها القاعدة التي، بتعريفها فضاء اللعب، تعرّف القواعد التي ستتحكّم في بناء قاعات السكواتش التي يمكن  فيها للسيد س. أن يلعب السكواتش. وبالمثل، فإنّ وقت المقابلة تنتجه القاعدة التي، تثبّت في هذا الصدد، عددا من النقاط التي يستهدف الوصول إليها، ولا بواسطة مدّة الوقت المستقطع للسيّد.س. وبالمثل ولنفس الأسباب، تعرّف القاعدة بشروط إمكان فعل لعب السكواتش (و إلاّ، فسيكون لعبة أخرى)، وبكوني لاعب سكواتش بالذات. يوجد أناس ذوو عضلات قوية قبل وجود قاعات تقوية العضلات. وفي المقابل لا يمكن أن يوجد أيّ لاعب سكواتش قبل قواعد السكواتش. نفهم الآن الفرق الذي يؤكّد عليه بعدُ الاستعمال اليومي للغة: رغم أنه توجد رياضة في كلا الحالتين، فلا يوجد لعب إلاّ بوجود للقاعدة سابقة للنشاط  يجعله ممكنا. يمكن أن نبيّن، أنه يكفي حتى نعي بذلك،  أن نعتقد أن حريّة لاعب الشطرنج، الذي هو حرّ دوما في فعل كذا وكذا (تحريك الرّخ أو الفارس…)في الشكل الذي تقرّه القاعدة، لا معنى لها  قبل القاعدة ذاتها. علينا أن نقول أنّ القاعدة، هي التي على نحو ما، تنتج لاعب الشطرنج كما هو. وهو نفس الشيء بالنسبة إلى الملاكمة: لا يتوقّف الفرق بين الملاكمة ومعركة الشوارع أكثر في استخدام القفازات بقدر ما يكون في كون الملاكمين، والوضعية والزمن وشكل المقابلة هي نتاج الشرعية اللعبية التي تحدّد الملاكمة الممكنة. فالملاكمون هم أنفسهم في هذا المعنى، “موضوعات لعبيةّ”، أي نتاج قواعد اللعبة. تبتكر القاعدة حريّة – اللاعب (قانونية الحرية) légaliberté التي ستصبح بدورها مبتكرة في إطار ينتجها ويجعلها ممكنة. وبالمثل، غالبا ما تساؤلنا عن النشاط الخياليّ الذي نقوم به في اللعب، بالتساؤل عن الفرق بين حكاية خيالية (خرافة، حكاية وقصّة) ولعبة تدرج وضعيات خيالية مثل رعاة البقر وهنود الأطفال. بيد أنّه من اليسير بيان بأن الخيال في اللعبة، العبارة المشهورة: ” كأنه هو…” (سنكون هنودا)، ليست بداية حكاية، وليست بالمرة مساويةً لعبارة:” كان يا ما كان”، بل هي بالأحرى إعلان عن مجموع قواعد للفعل، مجموع مفتوح بطريقة داخلية (يمكن أن نضيف بأنّنا كومانش أو أباتش Comanches ou des Apaches، وأنّنا حلفاء التونيك الزُّرْق أو لا) لكنه منغلق على ذاته (لا يمكننا إدخال فارس في اللعبة- وبالتالي لا يمكن أن نستعمل العصيّ في اللعبة كسيوف، بل كأقواس فحسب، أو كرماح – نلاحظ بهذا كيف أن ” كأنّه هو…” هي بالفعل إعلان عن مجموع قواعد للفعل، إعلان  ذو شكل مخصوص قد نسمّيه ” عقدا لعبيا “« contrat ludique).” ). كتب الألسني إيميل بنفينست ” إنّ اللعب هو الذي يحدّد اللاعبين وليس العكس. إنّه يخلق فَاعِلِيه، ويمنحهم منزلة، درجة وصورة؛ و ينظّم وضعيتهم ومظهرهم الفيزيائي والوقائع بحسب الحالات أحياء أو أمواتا “. يحدث شيء ما لصغار الهنود، في الكازينو، في ألعاب الأدوار، في الذهاب،  شيء لا يوجد في أي مكان (وهو ما يفسّر إعجاب القصاصين بعالم اللعب) هو أن من يدخل في عالم اللعب يتخلّى عن حريّته عند الباب، ليقايضها بحرية قانونية la légaliberté تلك التي تنتجها الشرعية اللّعبية. يكون من الممكن، بعد هذه النقاط، المرور من تساؤل عن شروط إمكان اللعب إلى تقصّ متّصل بشروط الألعاب بوصفها بنيات منتجة. يَدْرُس إنتاجيةَ البنيةِ نموذجان متكاملان، المقاربة التي من المناسب تسميتها” بنيوية” والمقاربة الاقتصادية- الرياضية، التي هي بنيوية  في دلالة موسّعة، باعتبارها تهدف إلى فهم كيف أن قاعدة لعبة هي مُوَلّدة لبنية (شجرة الفعل الممكن) التي تسمح بصورنة الفعل ” العقلي”. يجب فيما بعد، الاهتمام بمسألة الكفاية، والتساؤل عمّا يجب أن يكون عليه فرد ما حتى يصير بمقدوره اللعب. يمكن لمُنَظِّرِّ اللعب، وفق هذه الرؤية، استعادة بعض التحاليل لماهية الكفاية الألسنية (يلجأ منظّري اللغة غالبا إلى قياس اللعبة). ويمثّل تمييز سيرل Searle بين القواعد المنظِّمة règles régulatives والقواعد التأسيسية règles constitutives، عونا كبيرا في هذا الباب.  وفي النهاية، يجب محاولة فهم بأيّ طريقة نقوم بتشغيلها، حينما تُدمج قواعد اللّعب (المرحلة الأولية التي دونها لا تكون اللعبة ممكنة). يمكن إذن تحليل الذكاء اللّعبي بوصفه تقديرا للتوجّهات. ويمكننا إذن إعادة تأويل الفعل اللّعبي بواسطة مقولات الفلسفة الكلاسيكية، تحت مبحث التحوّط أو الحذر. يتضّح السلوك اللعبي نوعا مخصوصا من السلوك الحَذِرِ في هذه البنيات لإيجاد الخطر الذي هو الألعاب: تنتج القواعدُ  فضاءَ لاتحديدٍ indétermination تجد فيه الحريةُ الشرعيةُ حيّزَ ممارستها. يمكننا إذن بيان كيف أن خصائص اللعب تُستنتج من التعريف، وكيف يَسمح هذا التعريف بفهم هذه الخصائص في خصوصيتها اللّعبية. لقد لوحظت غالبا  نقطة، عند هيويزينقا كما لدى الأطباء النفسانيين مثل شاتو: يتعلق الأمر هنا بما يمكن تسميته السّياج اللعبي clôture ludique. والذي يُفسّر بكون اللعب لا يوجد إلاّ من حيث أن فضاء اللعب وزمانه مُكوّنان- ومن هنا مغلقان- بفعل القواعد التي تعرّفه. هذه الفكرة غالبا ما تكون أحد العناصر الهامّة للقِصص التي يكون فيها اللعب موضوعا رئيسيّا، مثل ” اللاعب” لدوستويفسكي، ” ولاعب الشطرنج” أو ” أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة ” لزويغ، Zweig أو أيضا بصورة مختلفة، ” ذكرى الطفولة” لبيراك Perec. إنّ فضاء اللعب لكونه مُكَوَّنا، فهو علائقيّ وزمن اللّعب  تسلسليّ. وهكذا، فإنّ ما يصنع الفرق بين ملعب كرة القدم ومَرْعَى البقر ليس نوعية العشب: تعرّف القواعد الخاصة بملعب كرة القدم لا فقط حدود الملعب بل أيضا العلاقات داخل هذا الفضاء. إنّها تنتج هذا الملعب بوصفه فضاءا كيفيّا، بتعريف مساحة التدخّل وخطوط التماس، والجهتين الخاصتين بالفريقين. هذه الفضاءات ليست محايدة، بل تصبح موسومة بهذه العلاقات (ملعب الخصم ليس له من معنى إلا في علاقة خصومة). تكشف قاعدة التماس toucheمثلا، أن الأمر يتعلق بعلاقات بين لاعبين في الفضاء المشغول. وبالمثل، فإنّ زمن المقابلة هو زمن جزئي، يملك بهذا خصائص: انفتاحا (زمن الملاحظة، والتموقع، والتخويف)، ونهاية المقابلة (استعجال الدقائق الأخيرة، القوى المبذولة في اللعب…). يصنع هذا الزمن الخاص في جانب منه، قدرة اللعب على أن يسلّينا عن الزمن الفارقي indifférencié للعطالة. تنتج القاعدة المؤسّسة السياج اللّعبي، الذي يحدّد زمنا وفضاءا مغلقا: من هنا، يمكن للّعب أن يبدو مثل خالق، داخل الحياة اليومية وبمادتها بالذات، لعالم لوحده، داخل- خارج، هو عنصر افتتان للظاهرة اللعبية. وإذا كان عالما فعلينا إذن الدخول فيه: هذا هو معنى التعاقد اللعبي الذي بواسطته يدخل المشاركون في اللعبة.(في هذا المعنى يتحدّث هويزينغا عن نشاط إراديّ). وهو أمرٌ بَيِّنٌ،  حينما نشارك في دورةٍ، أو حينما ندخل في كازينو، وهو ضمنيٌّ  في أغلب ألعاب الأطفال (وهو ما يفسّر غالبا لزوم التداول أثناء المقابلة فيما لنا الحقّ في فعله). يأخذ هذا التعاقد اللّعبي في ألعاب المنافسة والنزاع، كامل معناه: إنه يعبّر عن الخَلْقِ لزوج من حرية قانونية في تنازع، لكلّ منهما شرط البقاء في لعبة إقصاء الآخر. ذلك أن ّ اللّعب يخلق كل حريّة قانونية بوصفها كوناتوس conatus سبينوزي: إرادة الجهد في المحافظة على وجود الكائن وزيادة قدرته على الفعل. فالروليت la roulette مثلا، هذه القدرة على الفعل تتجسّد في عدد القطع الصغيرة plaquettes التي نحصل عليها، والتي تمثّل هامش مناورة للاّعب، الذي سيشتغل على بقاءه في اللعب وزيادته إن أمكن. (7). إن ألعاب التنافس هي ألعاب تُنظّم فيها القاعدة نزاعَ قوى الفعل مثلما أنّ كلّ لاعب لا يستطيع الحفاظ على كيانه اللّعبي إلاّ بتقليص الكيان اللّعبي للآخر. وعلى العكس، فإنّ ألعاب المشاركة هي ألعاب يجب فيها على كلّ قوّةِ فعلٍ أن تشتغل، في الحفاظ على  كيانها، على أن تحافظ كلّ القوى على بقاءها. يساعد مفهوم ” الكوناتوس” على فهم ما قد يحدث من خصوصيّ في المتعة اللعبية. يقينا، كل لعبة هي مجموع مُتَع مختلفة، فرحة البذل لدى واحد، والإثارة لدى آخر، والنشاط الذهني لدى ثالث، لكن توجد فعلا متعة خاصّة تمنح اللعب نبرته، وتجعله لا يولّد نفس المتعة التي تولّدها تسلياتٌ أخرى، وتجعله يتمسّك بهذا الكوناتوس اللعبي conatus ludique. إنّ كل ما يزيد من قدرةِ الفعلِ لقانونيةِ حُريتِنَا في اللعبِ يُشعرنا بالمتعة. ” يخلق السياج اللعبي زمنا مقطعيا وفضاء علائقيّا يكوّن العالم الخاص الذي توجد فيه (ومن المحتمل أن تتواجه) الحريّات القانونية. إنّ التمرين الذي به تحافظ الحرية القانونية على بقاءها في عالمها(وبذلك بالذات تحافظ على عالمها) ليس العنصر الوحيد، بل يمثّل المكوّن الخاص للمتعة اللّعبية” (8).

   وفي الختام، سيكون لنا الوقت للفهم، على أساس العناصر التي وقع تناولها على وجه العموم في هذا العرض، الذي نعتذر فيه عن السرعة، بأن الأمر يتعلّق في هذا العمل بقول ما يشكلّ خصوصية اللعب. ويمكننا أن نتساءل، مثلما هو غالبا في الفلسفة، فيم يمكن أن يفيد هذا القول. لا يجب أن نخجل من هذا السؤال، شريطة من دون شكّ ألا يصلح لمحو كراهية لكلّ بعد تفكّري. فمن جهة، ليس من غير المفيد كلية ومن دون شكّ، محاولة فهم أفضل، بطريقة أكثر دقّة، لما نعرفه بعدُ بشكلٍ ما دون معرفته حقاّ بشكلٍ صريحٍ: تسمح أنشطة التوضيح غالبا، برغم بطئ تمشيّاتها الظاهرة، من تجنّب نقاشات مطوّلة جدا وعقيمة، وبناءَ تأملاتٍ أخرى على أسسٍ أكثرَ سلامة. ومن ناحية أخرى يسمح استكشاف الأبعاد الخاصّة، في الحالة الخاصّة للعب، (كل ما نملكه بعدُ حينما نقترح ” أن نلعب لعبة “) بفهمٍ أفضلَ للعناصر التي يُشكّل بها عالمُ اللّعبِ صورةً خاصّة ًللثقافةِ، بثرائه وحكاياته، ونقاط قوّته وفضاءاته المشتركة. يمكننا إذن الوصف، وإن شئنا، الدفاعُ عن اللعب بوصفه ثقافةً. لكنّ، من البديهي أنّ هذه قصّة أخرى… 

                                                كولاس ديفلو  (جامعة جيل فارن دي بيكاردي، امنيانس).


 

هوامش

* – مقال نشر في “البلاء الإنسانيperformances humaines: فنّ اللعب، فنّ العيش. تحت إشراف ف. بيرقل، نشر CREPS Aquitaine, 2006, p. 61-76، وهي محاضرة تهدف إلى تقديم ملخّص عن أعمالي(إشارة إلى الكاتب) حول اللعب: كتاب “اللعب من باسكال إلى شيللر”(كولاس ديفلو) (باريس puf 1997).

1- كانطوماس الأكويني قد كتب في إطار استمرارية تامة لهذا الإرث القديم ما يلي:” إنّ الأفعال التي نقوم بالذات ونحن نلعب، منظورا إليها في ذاتها، ليست مرتبة من أجل غاية. لكن ما نجده فيها من متعة مطلوب من أجل الراحة وسكينة النفس. فإذا ما قمنا بها على هذا النحو باعتدال، كان من الجائز استخدام اللعب. لأجل ذلك، قال سيسرون أيضا:” من الجائز استخدام اللعب والمزاح، لكن بمثل النعاس وضروب الإلهاء الأخرى، أي بعد تلبية الإلزامات الهامّة والجدية”. (IIa IIae Q. 168, art. 2.  )

2- شيللر. رسالة حول التربية الجمالية للإنسان. ترجمة.ر. لورو، باريس أوبيي 1943. أعيد نشره 1992 ص 221.

3- تبيّن أعمال المؤرخين أمثال كتاب أوليفي غروسي، ” الحياة اليومية لللاعبين في ظل النظام القديم في باريس وفي البلاط” (باريس، هاشات  1985) إلى أيّ حدّ تحتل الظاهرة اللعبية في مستويات مختلفة مكانة هامة  في القرن 17 م و18م. ويمكننا التساؤل مع ذلك إذا ما كان الناس يلعبون فعلا أكثر في تلك المرحلة من القرون الوسطى وعصر النهضة، او أن ما يبدو منتشرا في النصوص التي سيتند إليها المؤرخون ليست بالأحرى حضورا كبيرا للعب في وعي العصر، يجعلنا نشهد به، ونكتب عنه ونسخر منه ونقلق بشأنه…من البدهي انه من الصعب الحسم في هذه المسألة. ثمّ هل تكوّن اللعب في ذلك العصر بوصفه ظاهرة اجتماعية؟

4- أتمّ ديدرو ترجمة ”  The Gamester, ”  لمور  في سبتمبر 1760.

5- يرفض شيللر اعتبار ” الألعاب المستخدمة في الحياة الفعلية” (المصدر السابق ص 221)، و يؤكّد فانك بوضوح بأنّ ما يعنيه ليس ” طابعا ملحوظا لظاهرة اللعب مثلما نعرف في الحياة اليومية” )(اللعب بوصفه رمزا للعالم . ترجمة هيلدنبرغ  وأ. ليدنبرغ. باريس  مينوي Minuit، سلسلة  ” حجج”  1966 ص. 54).

6-  ج. هويزنقا  أومو ليدنس Homo ludens الإنسان اللاعب.” محاولة في الزظيفة الاجتماعية للعب” ترجمة س. سيريسيا C. Seresia باريس غاليمار 1951 أعيد نشرها في سلسلة ” تال« Tel » 1988 ص58.

7- يؤكّد ليبنتز في المشروع الغريب لمؤسسة في منتصف الطريق بين مدينة العلماء وكازينو معطى في الملحق لكتاب ” اللعب من باسكال إلى شيللر”، يؤكد بعدُ، في عصر أبعد ما يكون فيه تعميم الإستعمال، على الأهمّية  في جعل الللاعبين يلعبون ب”علامات ” marques  بدل المال.” الأمر الذي يجعل الناس يلعبون بأريحية”. (ص 121).

8- أسمح لنفسي بذكر نفس السطور، التأليفية للفصل الأخير من ” اللعب والتفلسف” ص 249.