الكاتب | إدواردو غاليانو |
ترجمة | محمد وليد قرين |
يلجأ أصحاب السلطة إلى الماضي، معتقدين أنّه هادئ، معتقدين أنه ميّت، من أجل إنكار الحاضر، المتحرك والمتغيّر؛ وكذلك من أجل إلغاء المستقبل. يدعونا التاريخ الرسمي إلى زيارة متحف المومياء. وبالتالي ليس هناك حاجة للقلق، إذ من الممكن دراسة الهنود الذين ماتوا قبل قرون ومن الممكن في نفس الوقت احتقار أو تجاهل الهنود الذين يعيشون الآن. من الممكن تأمل الأطلال الهائلة لمعابد العصور القديمة، بينما يتم مشاهدة تسميم الأنهار بأياد مكتوفة حيث يسكن الهنود حاليا.
يتواصل الغزو، في كامل أمريكا، من شمالها إلى جنوبها، كما تتواصل حملات الطرد من البيوت والنهب والقتل ضد الهنود الأحياء. يتواصل الاحتقار أيضا: فوسائل الإعلام الحديثة، التي تروّج للاحتقار، تعلّم المهزومين احتقار أنفسهم: وفي عزّ زمن التلفزيون، يلعب الهنود الصغار أدوار الكاوْبُويْز، ونادرا ما نجد بينهم من يريد لعب دور الهندي.
العنوان في الأصل: De espaldas a la vida