مجلة حكمة
إخوان الصفاء ستانفورد Ikhwân al-Safâ

إخوان الصفاء

الكاتبكارميلا بافيوني
ترجمةسارة المديفر
تحميلنسخة PDF

مدخل فلسفي شامل حول أعضاء جماعة إخوان الصفاء وخلان الوفا، وإرثهم الفلسفي، ورسائل اخوان الصفا المحفوظة؛ نص مترجم ومنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة، فقد يطرأ على الأخيرة بعض التعديل منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة. نسخة PDF


من هم اخوان الصفا؟

إخوان الصفاء ( Ikhwân al-Safâ)، ترجم اسمهم للإنجليزية “Brethren of Purity”، هم مؤلفو أحد أكثر موسوعات العلوم اكتمالاً في العصور الوسطى، حيث سبقت أشهرها في العالم اللاتيني بما لا يقل عن قرنين (منها موسوعة أليكساندر نيكام Alexander Neckham، وتوماس دي كانتيمبري Thomas de Cantimpré، وفنسنت دي بوفيه Vincent de Beauvais، وبارثولوميوس أنجليكوس Bartholomaeus Anglicus) فجميعها تعود إلى القرن الثالث عشر. إن “الموسوعة” هي مجموعة من الرسائل عنوانها (رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء) وتتألف من محتوى متنوع للغاية، أعيدت صياغتها لتمثل النموذج التعليمي الكامل المخصص للنخبة (انظر لاحقًا).

وتعتبر معروفة جدا، حيث أجرى باحثون شرقيون وغربيون قدرًا كبيرًا من الأبحاث فيها، لكن تنوع المواضيع فيها والأسئلة التي أثيرت حول هوية وإيديولوجية مؤلفيها لا تزال مجهولة. جاءت بعض هذه الأطروحات إلى العصور الوسطى اللاتينية في شكل منعزل وتحت إسناد خاطئ من خلال النسخة الإسبانية لمسلمة المجريطي، والتي ترجع إلى بدايات القرن الحادي عشر. يأتي هذا التسلسل الزمني الذي نوقش سابقا (Carusi 2000 ، 494-500) موضع تساؤل مؤخرًا من قبل دي كالاتي ٢٠١٤ de Callataÿ. وقد شُجع تطوير البحث في هذا الاتجاه من خلال الدراسة الرائدة لفيرو Fierro ١٩٩٦… الجزء ٩٤ و ١٠٦-١٠٨، راجع أيضا حمداني Hamdani ١٩٧٨، ٣٥٠.

  1. المؤلفين
  2. تسمية إخوان الصفاء والفترة الزمنية
  3. الالتزام الأيديولوجي عند إخوان الصفاء
  4. الرسائل التي حفظت
  5. الإرث الكلاسيكي لـ إخوان الصفاء
  6. المكون الديني
  • المراجع

    • نصوص
    • ترجمات
    • أعمال أدبية مختارة
  • الأدوات الأكاديمية
  • المصادر الإلكترونية الأخرى
  • مداخل ذات صلة

المؤلفين

يقدم المؤلفون أنفسهم بنوع من “الأخوة” (من معاشرة الحكماء). فقد وجهوا رسائلهم إلى “المبتدئين” الذين قد يزيدون من معرفتهم بتلك الرسائل. لقد بنى العالم الأدبي أبو حيان التوحيدي (٩٢٢-٣٢ / ١٠٢٣) بحثه على أفكار أستاذه أبي سليمان المنطقي (حوالي ٩١٢/٩٨٥)، واللاهوتي المعتزلي عبد الجبار الحمداني (حوالي ٩٣٦/١٠٢٥) ومن ذلك حدد أسماء هؤلاء المؤلفين. يعرف بأنهم القاضي أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني وأصحابه الثلاثة أبو سليمان محمد بن معشر البيستي المعروف بالمقدسي، وأبو أحمد المهرجاني، والعوفي. جميعهم جاؤوا من البصرة وكانوا مرتبطين بـأمين المستشارين (Chancellery secretary) زيد بن رفاعة (شتيرن Stern ، ١٩٤٦- ١٩٦٤). لقد فُحص نص التوحيدي بدقة في كرايمر Kraemer ١٩٨٦، ١٣٦، ٢٣٠ وما يليها. وقد كان أيضا موضع تساؤل دي كالاتاي de Callataÿ ٢٠١٤، لأنه يبدو بأن العالم الذي نقل الرسائل إلى الأندلس كان مسلمة القرطبي المجريطى، في النصف الأول من القرن العاشر وليس بعد ذلك.

تسمية إخوان الصفاء والفترة الزمنية

وفيما يتعلق بالتسمية المشتركة “إخوان الصفا”، فقد وضع غولدزيهر I. Goldziher الفرضية القديمة التي تستحق الذكر: والتي تشير إلى احتمالية استعارة الاسم من مجموعة الاسطورة الشهيرة الهندو فارسية (كليلة ودمنة) للإشارة إلى طابع الصداقة المخلصة. إلا أن شتيرن Stern (١٩٦٤، ٤٢١) اعتبر الاسم طريقة للتلميح إلى الإسماعيلية. ويبدو أن الفرضية الأكثر إقناعًا هي تلك التي تربط الاسم بمحتوى وأهداف الموسوعة – وهي عن خلاص الروح من خلال طلب العلم وتطهير القلب (ديوالد Diwald ١٩٧٥، ١٦-٢٢).

أما بالنسبة إلى التاريخ، في القرن التاسع عشر اقترح ديتريسي F. Dieterici الفترة ما بين ٩٦١ إلى ٩٨٦، حيث بنى تقديره على بحث مؤلف المعاجم حاجي خليفة في القرن السابع عشر وعلى وجود أطروحات للشاعر الشهير المتنبي (٩٦٥). واستخدم ماسينيون Massignon (١٩١٣، ٣٢٤) بيتًا لابن الرومي (٨٩٦) لتحديد هذه السنوات كأبعد تاريخ ممكن، واتخذ أقرب تاريخ ممكن ليكون ذلك الذي يشار إليه في تعريف جَيب الزاوية الذي قدمه إخوان الصفاء (فقد راجع طبعة بومباي المجلد الأول ص ٤٦). إن “الحدث المتوقع” الذي ورد ذكره كثيرًا في الموسوعة هو الغزو الفاطمي لمصر، والذي يمكن تتبعه إلى تلك السنوات.

وعلى أساس البيانات الفلكية، قام كازانوفا Casanova (١٩١٥) بدفع الفترة الزمنية للموسوعة إلى حوالي قرن بعد ذلك أي ما بين ١٠٤٧-١٠٥١. أما ماركيه Marquet فقط أكد فرضية ديتريسي Dieterici السابقة، حيث حدد اكتمال الموسوعة بين ٩٦١ و ٩٨٠ (شهادة التوحيدي مؤرخة في ٩٨١)، لكنه أعاد التاريخ أيضًا إلى ٩٠٩. وبالتالي قد يكون “الحدث المتوقع” هو إعلان الخليفة الفاطمي عبيد الله المهدي في إفريقية – وهو ما حدث في تلك السنة. ولخص حمداني Hamdani (١٩٧٨) الآراء المختلفة المتعلقة بتواريخ الموسوعة، وحدد أنه تم تأليفها في مجملها بين ٨٧٣ و ٩٠٩ (حمداني ١٩٩٦ ، ١٤٦ ؛ حمداني ٢٠٠٨ اقترح الفترة حوالي ٩٠٣ إلى ٩٨٠، بناءً على مراجع داخلية وتفاسير إسماعيلية).

وبصرف النظر عن أطروحات الموسوعة الأولى والأخيرة، يُزعم أن القسم الرابع هو النواة التي ألفت الأقسام الثلاثة الأولى حوله (ماركيه Marquet ١٩٩٨، ٥) فضلاً عن كونه أساس الرسائل، حيث يوضح أهمية سر النبوة والإمامة (ماركيه Marquet ١٩٩٨، ٨-٩ ومذكرة ٢١). وقد حدد زمن المؤلفين أيضًا في عصر أقدم تحت تأثير القرامطة (ماركيه Marquet ١٩٧٧؛ كان القرامطة معارضين للخليفة الفاطمي عبيد الله المهدي) أو محصورين على نهج المعتزلة.

إن أثر الفكر التقليدي في الموسوعة بالإضافة إلى شكلها الأدبي يشير بالتساوي إلى أن الموسوعة قد جمعت خلال عدة عقود بين القرن التاسع والنصف الأول من القرن العاشر، وأنها قد تكون خضعت لتفصيل أعمق من ذلك. ويمكن اعتبار مثل هذا المشروع الجماعي نتيجة تجميع “طبقي”. وقد تكون إعادة الصياغة المفترضة للرسائل من أعضاء إخوان الصفا قد نقلت أيضًا بعض هذه الرسائل من موضعها الأصلي إلى موضعها الحالي. حتى عناوين الأقسام الأربعة للموسوعة مضللة.

حيث أن الطريقة التي تتبع بها الرسائل بعضها البعض غالبا ما تكون غير متسقة. يبدو أن المؤلفين قد خططوا لاستخدام الكم الهائل من المعرفة الفلسفية والعلمية الأجنبية الموضحة في الرسائل وطوروها لتتناسب مع الصراعات المذهبية والتغيرات السياسية التي كانت تحدث في زمنهم. ولذلك فإنه من الواجب رفض فكرة أن الموسوعة عمل “معروف” (رودولف Rudolph ٢٠٠٤، ٣٩).

الالتزام الأيديولوجي عند إخوان الصفاء

لأن هدفهم الواضح هو الخلاص، فقد كان يفترض في كثير من الأحيان أن (رسائل إخوان الصفاء) مستوحاة من المذهب الشيعي أو ربما الإسماعيلي، حيث يماثل كلاهما الالتزام الأيديولوجي للموسوعة. تعتبر الموسوعة بالنسبة لماركيه Marquet (١٩٧٥، ٥٨٥) أقدم شرح عام للمذهب الإسماعيلي. في عام ١١٥٠، وبسبب الأرثوذكسية السنية خلال حكم الخليفة المستنجد فقد اتهم عملهم بالهرطقة وأمر بحرق النسخ الموجودة. وعلى الرغم من ذلك، نجت الموسوعة وترجمت إلى الفارسية والتركية (Corbin ، ١٩٦٤ ، ١٩٣-١٩٤). اعتبر المفسر المملوكي الشهير وعالم الدين تقي الدين أحمد بن تيمية (١٣٢٨) بأن إخوان الصفاء من علماء الدين الشيعة الذين تتعارض عقائدهم مع دين الإسلام. ولهذا السبب رفض إسناد (رسائل إخوان الصفاء) إلى عالم ديني مرموق مثل جعفر الصادق (Michot  ٢٠٠٨).

لقد بُذلت محاولات عدة لتحديد الالتزام الأيديولوجي للإخوان ولكن لم يكن هناك إجماع حول هذه المسألة. إن رأي إخوان الصفاء بأن عليّ -رضي الله عنه- هو الوريث الشرعي للنبي (الولي) جعل بعض العلماء يربطونهم بالمذهب الشيعي، على الرغم من وجود إشارات متفرقة ومصطلحات سلبية عن المهدي المنتظر تناقض مذهب الشِيعة الاثنا عشرية. وزُعم أن هناك عناصر أخرى تدل على الإلهام الإسماعيلي لـ إخوان الصفاء، مثل الهيكل الهرمي للكون والإشارات إلى الأدوار السبعة والتمييز بين المختارين والعامة واستخدام الرموز الإسماعيلية (على سبيل المثال النحل كرمز للإمام… إلخ).

وأكد كوربين Corbin (١٩٦٤ ، ١٩٠) بشدة أن إخوان الصفاء ينتمون إلى الإسماعيلية. وقدم تفسيرًا باطنيًا للشعائر الدينية والفلسفية والإخوانية الموصوفة في الرسالة ٥٠ عن أنواع السياسات (Corbin 1950). يعتبر حمداني Hamdani (١٩٩٦، ١٤٦) أن هذه الرسالة هي “الأكثر وضوحا في كونها شيعية أو إسماعيلية” في الموسوعة بأكملها. واتفق تحليل كوربين Corbin الرئيسي مع ماتيلا Mattila ٢٠١٦ وإن كان أكثر دقة. ثم تبع كوربين ماركيه (١٩٦٨ ، ١٠٧١)  حيث شددوا هجماتهم على أفكار المعتزلة والأشعرية. وضح شتيرن Stern (١٩٦٤ ، ٤١٦-٤١٧) وديوالد Diwald (١٩٧٥ ، ٢٦ وما يليها) أن الرسائل مارست تأثيرها على الإسماعيلية فقط في القرن الثاني عشر.

إن المفاهيم والأفكار التاريخية التي هي على الأقل قريبة من تلك الأفكار الشيعية مثل هجاء مذبحة كربلاء، أو التفسير المجازي للقرآن والأحاديث، أو النفور من الحكومات السياسية والأمل في سقوطها عند اكتمال الأدوار السبعة الحالية – تبين أن المؤلفين كانوا يمثلون التيار الإسماعيلي ولكن ليسوا دعاة رسميين له، وذلك وفقًا لشتيرن Stern (١٩٦٤ ، ٤٢١) ولاحقًا بوساني Bausani (١٩٧٨ ، ١٤-١٦).

من ناحية أخرى، لاحظ ماركيه Marquet ١٩٧٣ في الموسوعة (في الرسالة ٤٨ عن الدعوة إلى الله على وجه الخصوص) أثر التنظيم الإسماعيلي الرسمي في ذلك الوقت (راجع ماركيه Marquet ١٩٨١، ٩٥ و ١٩٩٨، ٥-٧-٨) وعلق بأن الدعوة هنا تروق للفلاسفة والصوفيين والحكام. ووفق حمداني Hamdani (١٩٩٦، ١٥٠) فإن الحدث الذي توقعه إخوان الصفاء هو ظهور الفاطميين. ويدّعي ماركيه Marquet أن الرسالة ٤٨ كُتبت قبل ٩١٠ وحُفظت بالكامل تقريبًا في شكلها الأصلي، ولكن حتى لو ألفت بعد ظهور الفاطميين فإن معناها لم يُحرف (Marquet ١٩٨٤ ، ٧٧-٧٨). ولاحظ باحثون آخرون أنه حتى عند مناقشة الرقم سبعة – المرتبط بالإسماعيلية – فإن إخوان الصفاء ينتقدون “أنصار السبعة” ( Hamdani ١٩٧٩، ٦٨ ؛ Netton نيتون ١٩٩٦، ٢٨-٢٩).

يمكن أيضًا ملاحظة الأفكار غير الإسماعيلية في الرسائل، على سبيل المثال الدعوة إلى العزوبة الخاصة بالصوفية. بشكل عام، فإن الأدلة التي تدعم مثل هذه النظريات مستمدة في الغالب من المذاهب أو أجزاء من المذاهب التي لمحوا لها في الموسوعة.

أما في إنكار الالتزام الإسماعيلي للإخوان، على سبيل المثال، يشير نيتون  Netton (١٩٩٦، ٢٨) إلى أنه إذا كانت قضية هذا الولاء محل نقاش واسع النطاق فإن العلماء قد تناولوا “الموضوع الأوسع […] حول ما إذا كان إخوان الصفا يعتبرون مسلمين أساسا”. كما يبدو أن التنوع الهائل لمحتوى الموسوعة، وفي كثير من الأحيان عدم اتساقها قد أعاق العلماء من التوصل إلى استنتاجات مشتركة بشأن التزام المؤلفين الديني (أو بالأحرى الأيديولوجي)… وبالتالي التعرف على أهدافهم. واستؤنفت الطريقة الرئيسية للبحث في هذا المجال في كرايمر Kraemer ١٩٩٢، ١٦٥-١٧٨.

رسائل اخوان الصفا التي حفظت

يُعتقد بأن الرسالتين الإضافيتين بعنوان “الرسالة الجامعة” و “رسالة جامعة الجامعة” تكملان الموسوعة وتشرحان معانيها المستترة (المقصورة على فئة معينة). توجد نسختان من الرسالة الجامعة محفوظة. تنسب إحداها حاليًا إلى المجريطي، وهو العالم والفلكي الإسباني الذي يقال بأنه نقل الرسائل إلى إسبانيا. أما جودفرويد دي كالاتاي Godefroid de Callatay فقد حدد بأن هذه الشخصية هي مسلمة القرطبي (م ٣٥٣/٩٦٤) والفترة الزمنية في النصف الأول من القرن العاشر، مما يؤكد رأي حمداني Hamdani بأن إخوان الصفاء تواجدوا في الفترة الزمنية ما بين الكندي والفارابي (٢٠١٤، ٢٠٠).

أما الرسالة الأخرى فهي منسوبة إلى أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ثاني الأئمة المستورين الثلاثة الذين كانوا وسطاء بين محمد بن إسماعيل وعبيد الله مؤسس الدولة الفاطمية. توجد دراسات حديثة حول جوانب هذا العمل من قبل Baffioni بافيوني (٢٠١١، ٢٠١٢). وتُنسب رسالة جامعة الجامعة إلى أحمد أيضًا (Tamir s.d. ١٨)، مما يعزز ارتباط الموسوعة للإسماعيلية. كما يفترض حمداني Hamdani ٢٠٠٨ بأنها تجميعًا أحدث للرسالة الجامعة.

وفي الوقت الحاضر، يعتبر العلماء دراسة تقليد المخطوطة لهذا النص بما في ذلك التحقيق في غرضها والأدلة في الأدب الإسماعيلي أمرا مهما. إن الرسالة ٥٢ عن السحر هي الأخيرة في الموسوعة، وهي مفقودة في بعض النسخ وقد اعتبرها بعض العلماء (بوساني Bausani ١٩٧٨، ١٢) مزيفة وغير قيمة. لذا تعتبر الرسالة الجامعة هي الرسالة الثانية والخمسين الصحيحة. (راجع دي كالاتي ٢٠١١، ٣ de Callataÿ). إلا أن دي كالاتي يميل إلى اعتبار “النسخة القصيرة” من هذه الرسالة – أي الجزء الذي يتسق تقريبًا مع الثلاثين صفحة الأولى من طبعة بيروت – بأن يكون صحيحا (٢٠١١ de Callataÿ 5ss).

تبدأ كل رسالة بتوضيح الهدف منها. وتحتوي جميعها على أساس من التعاليم العملية وخاتمة تتعلق بالحقيقة أي المعنى المبطن للمحتويات. تحتوي النصوص على دعاء متكرر “للإخوان” التلاميذ – وهم المختارون لدراسة العلوم – مما يعزز من أسلوبهم التعليمي الواعظ. ويعني بأنهم انتبهوا من ” نوم الغفلة ورقدة الجهالة ” إذ دفعوا أنفسهم باجتهاد للعلم مع “تأييد االله لهم بروح منه”.

تتنوع الرسائل في الطول وأسلوبها البسيط. إلا أن هناك العديد من الالتباسات بسبب اللغة والمفردات التي غالبًا من أصل فارسي، وبسبب الأخطاء في نقل النص. يعتقد بوساني Bausani  (١٩٧٨، ١١) أن المؤلفين من أصل فارسي. ولكن بشكل عام فإن المذاهب صريحة وواضحة، وتتكرر عند الضرورة لهدف الرسائل التعليمي.

حتى أن ديوالد Diwald  (١٩٧٥ ، ١٢-١٥) تساءل عما إذا كان هناك حقا أكثر من مؤلف للموسوعة بسبب استخدام ضمير المفرد في بعض المواضع. السؤال الأساسي بالطبع هو ما إذا كان المؤلفون يوحدون مذاهب مجموعات أكبر، كما تقترحه السياقات المختلفة وحتى تناقضاتها.

تعتبر موسوعة إخوان الصفاء نموذجية للتغيرات في العلوم والفلسفة اليونانية خلال القرن العاشر نتيجة لتزايد التأثير الشيعي. في القرن التاسع وبداية القرن العاشر قام الفيلسوف البارز أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي (توفي حوالي ٨٧٠) بتطوير مذاهب فلسفية مفردة (على سبيل المثال في علم الكونيات أو علم النفس). على الرغم من أنه فصلها بطريقة مميزة، إلا أنه لم يحاول الجمع بين هذه المذاهب مع أساسيات العقيدة الإسلامية. تظل الاعتبارات اللاهوتية موازية للقضايا الفلسفية. وكما كان الطبيب محمد بن زكريا الرازي (توفي عام ٩٢٥) المهتم بشكل أساسي بالفلسفة الطبيعية قد شكك في شرعية النبوة. 

وفي زمن الفارابي (توفي عام ٩٥٠ م)، اعتبرت العلوم القديمة عضوية بالكامل وليست فقط حصيلة للشرح النظري، بل كموسوعة حقيقية للعلوم. فيجب أن تحتوي على جميع المستويات – من الأساسيات إلى الأكثر تعقيدًا- أي البنية الضرورية لاكتساب المعرفة القصوى وهو علم الله.

بعد ذلك يبدأ الفكر الإسلامي الأصيل – الديني بالمعنى الدقيق للكلمة – باستبدال مخططات الفلسفة اليونانية بتلك النصوص المقدسة. وهذا ما عرَّفه إ. نيتون I. Netton (١٩٨٩) بأنه “الاغتراب التدريجي عن النموذج القرآني للخالق “. إن العلوم القديمة هي الأساس الذي يُبنى عليه إرث الدين: فالعلوم مهمة ليس فقط في حد ذاتها بقدر ما هي انعكاس جزئي للإله الواحد الأحد. راجع هيك Heck (٢٠٠٢، ٢٠٠٨) للاطلاع على مقالات مثيرة للاهتمام تركز على “استعداد إخوان الصفاء والفارابي للتوجه إلى الفلسفة لشرح الدين وتتبع حدوده”.

إن الشعور الحقيقي بالعلم “الإسلامي” هو إلى حد كبير نتيجة للالتزام الأيديولوجي للمؤلفين. وبالتالي توصل العلماء إلى اعتبار إخوان الصفا ممثلي “النهج الإنساني” للإسلام (على سبيل المثال ألبرت رينا Albert Reyna  ٢٠٠٧). لكن يقع هذا الرأي تحت تحدي نهجهم، فعند رؤية الهدف النهائي لتجربتهم الغنوصية Gnosticism (العرفانية أو المعرفية) كمحاولة لفصل الروح عن روابط المادة وتنقيتها لتحقيق السعادة في الآخرة (انظر أيضًا Reymond  ٢٠١٢، ١٢٦ – ٢٠١٤ ، ١٥٠). وبالنسبة لهم، يمكن تطهير ﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ باتباع الوحي النبوي وبمساعدة العقل.

وبالتأكيد لا يُنظر إلى دراسة العلوم القديمة من “علماء اللاهوت الأرثوذكسيين” على أنها وسيلة للهرطقة وحتى الإلحاد. بل أنها تشرح الواقع الأساسي للكون، وبالتالي تسمح بالفهم العقلاني لمحتويات الوحي والقانون الديني. وكما يصف ريمون Reymond (٢٠١٢، ١٤٣) الموقف الفكري للإخوان بأنه “une mindité en Construction” أي “فكر تحت الإنشاء”… معلنا أيضا بأنه “une avancée dans une mindité forgée par le terminus ad quem prévisible d’une autorité du dogme achronique et indépassable” أي “تقدم فكري تشكل لهدف يمكن التنبؤ به تحت سلطة دوغمائية لا يمكن تجاوزها”. 

إن الدمج بين القضايا العلمية والدينية واضح منذ البداية. حيث أن العلوم هي الموضوع الرئيسي في القسمين الأول والثاني وجزئيًا في القسم الثالث، وعلم اللاهوت في باقي أجزاء الموسوعة. وعلى الرغم من الاقتباس الدائم للنصوص القديمة بدقة كبيرة ومن وجهة نظر فلسفية، إلا أن إخوان الصفاء يعيدون صياغة المصادر اليونانية بعمق بما يتماشى مع أهدافهم التي تختلف تمامًا عن اهداف القدماء. وبالتالي لا ينبغي الاستهانة بجانب الدين لتفسير محتوياتها المختلفة وأهدافها الحقيقية.

الإرث الكلاسيكي لـ إخوان الصفاء

دعونا نتناول السمة الأولى للموسوعة، وهي إعادة صياغة المحتويات “العلمية” الأجنبية. حيث تجتمع العناصر الثقافية المختلفة في الرسائل: علم التنجيم البابلي والهندي والإيراني، والسرد الهندي والفارسي، والاقتباسات التوراتية والتأثيرات القبلانية، والإشارات إلى العهد الجديد والغنوصية المسيحية (يمكن العثور على دراسة جيدة لهذه المحتويات في نيتون Netton ١٩٩١، ٥٣ وما يليها، ٨٩ وما يليها. ومؤخرا أكد على أنه “فلسفيًا تشكل (رسائل إخوان الصفاء) […] مثالًا رائعًا للخلط بين الأرسطية والأفلاطونية الحديثة في وعاء السعي الفكري الإسلامي” نيتون ٢٠٠٩، ١٠٩ Netton.

وعلى الرغم من الجمع بين الأفكار الأرسطية والأفلاطونية الحديثة – على سبيل المثال لتعريف قضية أرسطو الفعالة مع ملكات روح العالم، فإن “مصطلحات أرسطو منتشرة في (رسائل إخوان الصفاء)” المرجع نفسه ١١١، ١١٢). إن معظم الاهتمام يصب على اليونانيين من المدعوين بـ “ما قبل سقراط” إلى أفلاطون وأرسطو وأفلوطين والرواقيين. ولهذا يمكن اعتبار الموسوعة كملخص وافي للعلوم الأجنبية، حيث استحقت الاهتمام حتى من جهة المهتمين فقط باكتشاف مدى معرفة العرب عن المذاهب القديمة في ذلك الوقت.

غالبًا ما تُظهر المقارنات بين اقتباسات إخوان الصفاء والنسخ العربية للأعمال الكلاسيكية أنهم ربما استخدموا نفس الترجمات المتوفرة لدينا الآن. وعندما لا تكون مثل هذه المقارنات ممكنة فإن المقتطفات القديمة تتوافق عادة مع النصوص الأصلية الموجودة. ومن خلال الاقتباسات والتقارير وربما الترجمات أيضا لهذه المصادر القديمة، نستنتج بأن إخوان الصفاء يعرضون نفس الخبرة اللغوية والفلسفية المرتبطة بالعلماء الذين ندين لهم بازدهار حركة الترجمة في بغداد.

وفي بعض الحالات قاموا حتى بحفظ الأجزاء العربية الوحيدة من المؤلفين اليونانيين المعروفين لنا، كما يتضح من القصة المعروفة جرجيس (جيجس) في جمهورية أفلاطون في الرسالة ٥٢. (تم تحليل قصة جيجس في Baffioni ٢٠٠١، ١٦٨-١٧٠، ١٧٥-١٧٨). المراجع الأفلاطونية في الموسوعة نادرة أيضًا. وتوجد الغالبية منها في القسم الرابع وتتعلق بمحاكمة وموت سقراط. كما أن هناك تلميحًا لعقيدة الاستذكار reminiscence، والتي نادرًا ما ورد ذكرها في المصادر الإسلامية… راجع الرسالة ٤٢، ٣، ٤٢٤، ١٥ لـ إخوان الصفاء.

كان إخوان الصفاء أيضا على علم بوجهة النظر الأفلاطونية عن الملذات وعن تصور أفلاطون للروح على أنها تتكون من ثلاثة أجزاء متميزة: النفس العقلانية التي تكمن في الرأس، والنفس الغضبية التي في القلب وهي مقر الشجاعة. والنفس الشهوية وهي مقر الشهوة، ومركزها البطن (٣، ٦٨، ٤-٦). إن الإشارات الأفلاطونية فيها دينية وليست فلسفية. ربما يفسر ذلك بتأثير المناهج العلمية الهلنستية (المقررات الدراسية) المعدة للفلاسفة.

حيث بدأت بالتأمل في نظريات الرواقية Stoic bios theoretikòs (الموقف الفلسفي تجاه الحياة) وانتقلت إلى الأعمال الأرسطية التي تمثل الجانب “العلمي” للمعرفة ثم انتهت بالكتابات الأفلاطونية التي تمثل المعرفة “اللاهوتية” (D’Ancona Costa ١٩٩٦، ٣٠-٣١). إن المقاربة الدينية للإرث القديم تدفع إخوان الصفاء إلى اعتبار الفلسفة “تشبه بالإله بحسب الطاقة الإنسانية”. ويوضح هذا التعريف على الفور بأن الهيلينية هي أول مرجع نظري وتاريخي للمؤلفين. ومصدرهم هنا هو أفلاطون أو بالأحرى قراءته الهلنستية (كراوس Kraus ١٩٨٥، ٩٩، ملاحظة ٤).

على الرغم من أن إخوان الصفاء يظهرون متأثرين كثيرا بأرسطو (على سبيل المثال عرضهم للعالم الأرضي أو نظرية المعرفة المتجذرة في الإحساس)، إلا أن ثروة المصادر المتاحة “لإخوان الصفا” أدت إلى دعم مذاهبهم من خلال مجموعة متنوعة من المناهج النظرية، غالبًا ما كانت متناسقة معًا (مما يؤثر حتى على اتساق فكرة إخوان الصفاء عن الله والإسلام والأفلاطونية المحدثة في نفس الوقت، نيتون Netton ٢٠٠٩، ١٠٨). 

الموضوع الأول الذي تم تناوله في القسم الأول هو ما يسمى بالعلوم الرباعية “quadrivium” (مصطلح لاتيني يعني “الطرق الأربعة”) وهي (الحساب والهندسة وعلم الفلك والموسيقى): تحتوي الرسالة ١ على الحساب والرسالة ٢ على الهندسة والرسالة ٣ على علم الفلك والرسالة ٥ على الموسيقى. وذُكر كل من الحساب والهندسة والموسيقى لاحقا في الرسالة ٦ عن النِسب. وبين تلك الرسائل أضيفت رسالة أخرى وهي الرسالة ٤ عن الجغرافيا: “علم الحياة” (علم الكون) والذي كان من الواضح أنه يعتبر جزءًا من علم الفلك.

يمكن تحديد مراجع العلوم المختلفة بشكل عام: إقليدس ونيقوماخس وأحيانًا أرخميدس للمعتقدات الرياضية (في الرسائل ١ و٢ و٦)، ويدعم بطليموس علم الفلك والجغرافيا (في الرسالتان ٣ و٤)، وأما فيثاغورس ومرة أخرى نيقوماخس فهما مصدرا النظرية الموسيقية (في الرسالتان ٥ و٦). لقد رأى الإغريق بالفعل أهمية الحساب والهندسة – وإن لم تكن فريدة – للوصول إلى المعرفة الفلسفية.

خصص جزء كبير من هذا القسم للمنطق، “أداة” العلوم وفقًا لأرسطو وهي وجهة نظر يشاركها المسلمون على نطاق واسع (انظر الرسائل ١٠-١٤). تحل هذه الرسائل محل القواعد النحوية والمنطق والبلاغة التي شكلت في العصور الوسطى علوم ثلاثية “trivium” (باللاتينية: “الطرق الثلاث”) وكانت أساس تعليم “الفنون الحرة”. فلا مكان للشعر أو الأدوات البلاغية في الموسوعة. حيث تزيد الجدلية من التعارض الضار بين التلاميذ. وعلى الرغم من اهتمام إخوان الصفاء باللغة المنطوقة وحتى بالصوتيات، إلا أنهم لم يتعاملوا مع القواعد على أنها علم. وقد درسوا بدلاً من ذلك تقنية الشكل “العام” للغة – المنطق.

ومع الجدل الشهير في القرن العاشر حول تفوق القواعد أو المنطق، ربما انحازوا إلى فيلسوف المنطق المسيحي أبو بشر متى بن يونس أكثر مما انحازوا إلى النحوي أبو سعيد الصيرفي (راجع هيك Heck  ٢٠٠٨ لمنظور جديد حول هذه المسألة). واعتبرت العلوم “الثلاثية” تحضيرية للعلوم “الرباعية” والتي كانت بدورها تعتبر تحضيرية لدراسة الفلسفة واللاهوتية. وُصفت العلوم “الثلاثية” و”الرباعية” في الموسوعة بطريقة فريدة ومتميزة عن غيرهم من الكُتاب المسلمين وعن الغرب اللاتيني (دي كالاتي Callataÿ ٢٠٠٥، ٦١-٦٢).

فإن التأثير الهلنستي ملحوظ حتى عندما يعتمد إخوان الصفاء على المنطق الأرسطي. شملت الرسائل المنطقية إعادة صياغة لكتاب “إيساغوجي” لفَرفوريوس، والذي اعتبره الإغريق لاحقًا أول كتاب من مجموعة كتب الأورغانون (حيث اعتبرت الخطابة والشعر من آخر الكتب) ثم يتبعها كتب أرسطو (المقولات Categories والعبارة De interpretatione وأنولوطيقا الأولى وانولوطيقا الثانية Prior and Posterior Analytics).

يُظهر اختيار النصوص هذا أن إخوان الصفاء يتوافقون مع التقليد “القديم” الذي حصر البحث في الكتب الأولى من كتب الأورغانون، وليس في كتاب الفارابي المعاصر العظيم الذي قام بالتوسع ليشمل المجموعة المنطقية بأكملها. وقد يكون ذلك بسبب الأهداف الدينية للموسوعة. فلا يمكن التعامل مع النصوص الدينية إلا بالاعتماد على الطريقة الصحيحة في العلم، حيث لا يتم استخدام الطرق التي تهدف إلى مجرد الإقناع أو المرتبطة بتحقيق ما هو مفيد (وليس صحيحًا).

يعد المنطق أداة علمية بسيطة كما كان بالنسبة لأرسطو، بل أصبح علم حقيقي وربما كان هو العلم الأكثر أهمية. يسميه إخوان الصفاء “ميزان العلوم” الذي من خلاله يستطيع العلماء أن يميزوا بين “الصدق من الكذب في الأقوال، والصواب من الخطأ في الآراء، والحق من الباطل في الاعتقادات، والخير من الشر في الأفعال” (راجع على سبيل المثال الرسالة ٧، ١، ٢٦٨، ١٤-١٦). 

ترسم الرسالة ٧ في الصنائع العلمية بدقة رؤية إخوان الصفاء المعرفية. حيث قدمت نوع من “التصنيف” للعلوم الإنسانية (١، ٢٦٦، ١٤-٢٧٤، ٢١). هناك ثلاثة أنواع من العلوم في تسلسل هرمي: “التمهيدية” (أو الإعدادية، الرياضية مرة أخرى)، وتلك التي يفرضها القانون الديني (الشرعية الوضعية)، و “العلوم الفلسفية التي تسمح بالفهم الكامل للحقيقة” (الفلسفية الحقيقية، أعلى من العلوم الدينية). العلوم المذكورة أولاً في التصنيف تسمى “علم الآداب” تمامًا مثل العلوم “الثلاثية” و “الرباعية” للموسوعة، ولكن هنا يستخدم المصطلح بمعنى مختلف تمامًا.

حيث تهتم بمسائل المنفعة العملية مثل القراءة والكتابة وعلم اللغة والنحو والشعر (قريبة إلى حد ما من العلوم “الثلاثية”)، ولكنها تشمل أيضًا السحر وعلم الحرف والصنائع والفنون والتجارة والتاريخ وما إلى ذلك. وعلى الرغم من أن إخوان الصفاء ذكروا أن العلوم في المجموعة الثالثة – “الفلسفية” بالمعنى الأرقى – هي موضوع رسائلهم، إلا أنها لا تتطابق تمامًا مع محتويات الموسوعة أو على الأقل مع محتواها الموجود الآن. لذا يمكن اعتبار التصانيف هذه دليلاً على حقيقة أن الموسوعة بأكملها قد كتبت خلال فترة زمنية طويلة جدًا. من ناحية ربما تكون حفظت كمسودة أولى لمشروع مستقبلي، ومن ناحية أخرى فإنها تظهر تفاصيل أكثر للموسوعة على مر القرون. 

تذكر الرسالتان ٧ و ٨ بوضوح التقسيم الأرسطي للعلوم النظرية والعملية. فتستند الرسالة ٧ إلى حد كبير على فلسفة أرسطو (عندما قدم إخوان الصفاء “الأسئلة الفلسفية” التسعة، فإنهم يقتبسون من الفئات الأرسطية… راجع ١، ٢٦٢، ١٤-٢٦٦، ٧؛ الرسالة ٢٩، ٣، ٣٥، ٦-٧؛ الرسالة ٤٠، ٣، ٣٤٥، ٦-٣٤٦، ٦؛ الرسالة ٤٢، ٣، ٥١٣، ١٤-١٦، و٥١٤، ١٣-٥١٦، ٥). إلا أن الهدف الأسمى لهذا البحث العلمي هو الطريق إلى الآخرة وارتبط أيضا بالزهد الذي يتبناه العلماء والأنبياء: العلم الأرسطي مرتبط بالتعاليم الإسماعيلية (تعليم، راجع ١، ٢٧٤، ٢٠-٢٧٥، ٤).

يقودنا الهدف “المبرمج” للرسالة ٧ إلى اعتبارها مقدمة مثالية للموسوعة بأكملها. ومن ناحية أخرى ثبت التزام المؤلفين الإسماعيلي من خلال حقيقة أنه في الأطروحة التكميلية حول الفنون العملية تم التطرق للأنشطة القديمة “الحرفية” (النفعية) والتي كانت موضع تقدير كبير في الإسماعيلية (راجع لويس Lewis ١٩٤٣؛ ماركيه Marquet ١٩٦١؛ دفتري Daftary ٢٠٠٧، ١١٥… وحديثا، ياسين Yasien ٢٠٠٦). 

على الرغم من أن محتوى القسم الأول هو الأكثر “تجانسًا”، إلا أنه يوجد فيه أيضا تناقض. وهذا واضح بشكل خاص في الرسالة ٩، التي تصور “الرجل الحكيم المثالي” من وجهة نظر الموسوعة حيث لا ينفصل التهذيب الأخلاقي عن التعليم النظري. يبدو هذا النهج أكثر من مجرد صدى للتقسيم الأرسطي المعروف للفلسفة: حيث ينبع من وجهة نظر إخوان الصفاء بأن من يبحث عن الحكمة الحقيقية يجب أن يتمتع بعقل حقيقي وقلب نقي. وتنحرف الرسالة ٩ عن سلسلة الرسائل العلمية.

حيث ينظر في السلوكيات الأخلاقية المختلفة بدعم من سلسلة طويلة من حكايات الأنبياء والحكماء. هناك أيضًا دليل نصي على أن إخوان الصفاء قد وجدوا عمليًا أن الزهد (التصوف؟) طريقة أخرى لتحقيق أو “تعزيز” التطهر (راجع الرسائل ٦ و ١٦ و٢٤).

يتضح الطابع المركب والانتقائي للموسوعة أكثر في الأقسام الثلاثة الأخرى. ففي القسم الثاني تتبع الرسائل ١٥-٢٢ التنسيق الهلنستي لأعمال أرسطو في الفيزياء. وتحاكي الرسالة ١٥ مواضيع الفيزياء. أما في الرسالة ١٦ وعنوانها السماء والعالم، يظهر إخوان الصفاء على أنهم يتماشون مع التقليد الإسلامي الذي حوّل كتاب أرسطو “عن السماوات” De caelo إلى نسخة جديدة.

وتتحدث الرسالة ١٧ عن الكون والفساد. والرسالة ١٨ عن الآثار العلوية، وتستدعي الرسالة ١٩ حول المعادن محتويات الآثار العلوية في الرسالة الأولى والثالثة والرابعة على التوالي. إن الرسالة الرابعة عن الآثار العلوية – والتي تعتبر أحيانًا مزيفة و”أول عمل كيميائي في العالم القديم” وفقًا للعلماء – كانت أساس نظريات التحولات “الكيميائية” في العلوم الإسلامية وعلم المعادن.

تتناول الأطروحة الإخوانية علم المعادن والجيولوجيا والأحجار الكريمة والتوافق بين العالمين العلوي والسفلي وبين النجوم والمعادن، وتعبر عن أحد المبادئ الرئيسية للخيمياء. توجد أصداء أرسطية أخرى في الرسالة ٢٤ عن الحاس والمحسوس، والتي تتوافق معها الرسالة ٣٥ حول العقل والمعقول في القسم الثالث.

وبعد الموضوعات المتعلقة بالطبيعة مثل تركيب الجسد في الرسالة ٢٣، ومسقط النطفة في الرسالة ٢٥، وقولهم الإنسان عالم صغير في الرسالة ٢٦ [حول العلاقة بين العالم الصغير والكبير راجع Maukola ٢٠٠٩، وحول منظور جديد تمامًا راجع Nokso-Koivisto ٢٠١١)، يأتي أهم موضوع تناوله إخوان الصفاء ألا وهو البعد الروحي للإنسان. حيث نوقش من جهة العلاقة بين الروح والجسد في الرسائل ٢٧ و٢٨، والحياة والموت في الرسالة ٢٩، وخاصية اللذات في الرسالة ٣٠.

إن النظرية الأرسطية عن العلة الأولى – والتي ذكرت في الرسالة ٣٧ في ماهية العشق – وتشرح عن الحركة التي منحتها القوة الإلهية للنجوم، تحقق معنى ديني. ويتأكد فيها الحب الذي يشعر به البشر للبقاء والكراهية للموت: وأن الله هو المعشوق الأول لأنه هو الموجود المحض وله البقاء والدوام.

ومن ناحية أخرى تعكس الأطروحات عن الطبيعة توفر مجموعة غنية من المواضيع المعدنية والنباتية والزراعية، مع أن العرب لم يعرفوا أي من أعمال أرسطو حول المعادن أو النباتات. حيث وصلتهم المجموعة الارسطوطالية عن الحيوانات (باستثناء أجزاء من الحيوانات De partibus وجيل الحيوانات De Genéeorium animalium) بشكل مختصر تحت عنوان كتاب الحيوان، لكن الرسالة ٢٢ عن الحيوانات بعيدة تمامًا في محتواها وأهدافها عن مجموعة أرسطو. فهي في الواقع تتضمن كامل الخلاف الميتافيزيقي المعروف حول تفوق الإنسان على الحيوانات (إلى جانب بعض المحاولات لعرضها حتى من “منظور بيئي”… راجع أحدثها ل Darraz ٢٠١٢ وريموند Raymond ٢٠١٤، ١٥١).

إن وجهة نظر المؤلفين في علم الأجنة (الرسالة ٢٥) هي أيضًا مجمعة من مصادر مختلفة. من ناحية معينة، لم يكن إخوان الصفاء أطباء على الرغم من أنهم اظهروا معرفة واسعة بعلم التشريح ويشاركون الأطروحة الأرسطية حول أصل الجنين من الحيوانات المنوية ودم الحيض، بينما لم يقبلوا نظرية أبقراط القديمة كما طورها جالينوس عن الحيوان المنوي الأنثوي الذي يتشارك مع الحيوان المنوي للذكر في تكوين الإنسان. ومن ناحية أخرى فهم يؤكدون على نهج فلكي لعلم الأجنة لا يوجد في المصادر اليونانية. فتعتبر فكرة جديدة قدمها العلماء المسلمين ومنهم انتقلت إلى العالم اللاتيني. وتختلف أيضا المصادر اليونانية للرسالة ٣٧ في ماهية العشق.

إن الانحراف الحقيقي عن الأرسطية يُرى في الرسالة ٢٠ عن ماهية الطبيعة. من حيث أنها توضح تنظير المؤلفين للطبيعة من شرح أرسطو لها، وقد تكون هذه الأطروحة بمثابة مقدمة مثالية للقسم الخاص بالعلوم الطبيعية. إلا أن الجزء الرئيسي منها يتعلق بعلم الملائكة. كما تقدم أيضًا مفهومًا مستوحى من الأفلاطونية الحديثة للطبيعة مما يوحي بالموقف الفلسفي الإسماعيلي، مثل تمثيل أبو يعقوب السجستاني للطبيعة على أنها “قوة مدبرة” و “مصدر الحركة”. 

على الرغم من أن إخوان الصفاء لم يذكروا أفلوطين بصراحة أبدًا، إلا أن القسم الثالث يبدأ برسالتين تتعاملان مع الموجودات العقلية كما فهمها الفيثاغوريون (الرسالة ٣٢) وإخوان الصفا (الرسالة ٣٣). تثبت هذه الرسائل بلا شك أن هؤلاء المؤلفون يعتبرون أنفسهم مسلمين فيثاغوريين حقيقيين. حيث ذكروا أن فيثاغورس “كان رجلا موحدا من أهل حران”. تشرح فكرة فيثاغورس عن أن الواحد مبدأ الأرقام وليس كرقم بحد ذاته وبأن الله هو موجد الموجودات وليس كائنًا كغيره. وإذا كان الله كالواحد فإن العقل يُقارن بالرقم ٢، والنفس بالرقم ٣ والطبيعة (أو الهيولى) بالرقم ٤ (راجع على سبيل المثال الرسالة ٤٠، ٣، ٣٤٧، ٥).

تستمر الموسوعة بعرض نظريات فيثاغورس الرياضية والموسيقية وتتبنى نهجًا عدديًا على أساس عقيدة فيثاغورس بأن “طبيعة الموجودات بحسب طبيعة العدد”. وينظر إلى الواقع كله من منظور عددي. حيث يتبع كل جانب من جوانب الطبيعة – وحتى الدين – نمطًا عدديا. لابد أن ذلك يوضح بأن الكون – الذي تم ذكره أيضًا في الرسالة ٣٤  بأن “العالم إنسان كبير” (جسم العالم بأسره كالإنسان) وهو منظم وفقًا لنماذج كمية متكررة ومحددة جيدًا، وفي الوقت نفسه خاضع لتدبير الله، ومبدأ كل شيء كما الواحد هو أصل كل رقم.

من بين المدارس والمذاهب الفلسفية الأخرى المقتبسة في الموسوعة، هناك دور مهم للهرمسية (ديانة النخبة الفلسفية في مصر القديمة التي أسسها هرمس الهرامسة Hermes Trismegistus)، كما في الرسالة ٣ عن النجوم وبشكل أوسع في الرسالة ٥٢ (ماركيه Marquet ١٩٧٣، ١٩٨٨). وتتطور النظريات القديمة حول حركة النجوم أخيرًا في الرسالة ٣٦ عن الأدوار والأكوار والتي عرفها Cumont و  G. de Callataÿ بأنها “تأويلات نجمية” (fatalisme astral) 

المكون الديني

وكما تعتبر الفلسفة – وسيلة للخلاص – وتُشبّه بالإله وتعني ضمنيًا أن تلميذها لا يتمتع فقط بعقل حاد ولكن أيضًا بقلب نقي (ومن خلالها نؤمن بأن الله هو المعلم الوحيد والأسمى للعلم والأفعال، كما في القرآن الكريم… انظر على سبيل المثال الآية ٣١ من سورة البقرة: “وعلم آدم الأسماء” المذكورة في الرسالة ٢٨، ٣، ١٨، ١٤-١٦ وفي الرسالة ٣١، ٣، ١١٢، ١٩ و ١٤١، ١٣-١٤؛ راجع أيضًا الرسالة ٢٣، ٢، ٣٨١، ١٧)، فإن إخوان الصفاء يعتبرون الرسالة النبوية (الباطنة والظاهرة، الخفية والواضحة) هي الوسيلة الثانية الضرورية لخلاص الإنسان وسعادته. وهذا يعيدنا إلى الجانب الثاني من الموسوعة ألا وهو الالتزام الديني.

لقد رأينا سابقا أن إخوان الصفاء يعيدون صياغة الإرث الكلاسيكي بناحية دينية. كما أنهم يتعاملون مع مسائل فقهية دينية. إن الرسالة ٤٢ عن الآراء والديانات، وهي الأطروحة “المبرمجة” الأخرى للموسوعة والتي تفتتح القسم الرابع، هي بحث للأفكار الأساسية للإخوان مثل المشاكل المعرفية متعددة الأوجه وأصل العالم والأخلاق والعدالة الإلهية والإمامة وكذلك المذاهب المختلفة التي نقدها إخوان الصفاء مثل الأبدية eternalism والازدواجية dualism. كما أنها تطور الجانب التبريري لفكر إخوان الصفاء.

أما من الرسالة ٤٣ فما بعدها، فقد بنى إخوان الصفاء نظامهم الخاص من وجهة نظر دينية غالبًا بأسلوب مجزأ نموذجي مشابه للكتابات المبطنة الإسلامية. وتتناول الرسالة ٤٣ ماهية الطريق إلى االله عز وجل من خلال صفاء النفس، ثم عن اعتقاد إخوان الصفاء ومايسمى بمذهب “الربانيين” ورثة التقليد النبوي الذي ينسب أصله إلى الحكماء القدامى (الرسالة ٤٤). أما الرسالة ٤٥ فهي عن كيفية معاشرة إخوان الصفا وتعاون بعضهم مع بعض. والرسالة ٤٦ عن ماهية الإيمان ليس فقط في الإسلام ولكن أيضًا في الأديان السماوية السابقة والقدماء من الحكماء.

وتتناول الرسالة ٤٧ النبوة والإمامة. وتناقش الرسالة ٤٨ كيفية الدعوة. وتتناول الرسالة ٤٩ ما يسمى بـ “الروحانيين”، أي الملائكة الموكلين بحركة المجالات. وتناقش الرسالة ٥٠ أنواع السياسات المختلفة (الجسمانية والنفسانية وعن سياسة الأصحاب… إلخ) حيث أن جوهر الرسالة هو المنهج الديني والفلسفي تجاه الله. ثم تجمع الرسالة ٥١ خيوط الرسائل، وتليها الرسالة ٥٢ عن السحر.

تعالج الرسالة ٤٠ في العلل والمعلولات المشكلة الجوهرية لأصل العالم. وينحرف إخوان الصفاء في الأهداف الدينية عن النهج الغائي لأرسطو بأن “الطبيعة لم تفعل شيئا باطلا”. حيث يعتبر فهم مسألة الخلق – وهي أحد المبادئ الإسلامية الأساسية – أعلى مستوى للمعرفة. لذلك يُدافع عن القدماء من تهمة الخلود (راجع ٣، ٣٥٦، ١١-١٨) ولأجل العامة، يُشرح معنى الخلق من خلال مقارنة خلق الله بالصُناع. إلا أن إخوان الصفاء – مثل الإسماعيليين – يتبنون وجهة نظر الأفلاطونية الحديثة كأفضل تفسير لأصل العالم من خلال الإله. العالم إذن ينبثق من الله من خلال أقانيم العقل والروح.

إن مصطلح الفيض emanationism هو التعبير الفلسفي للخلق، حيث يشرح الهيكل الموسوعي للأطروحات. تنشأ المستويات المختلفة للعالم وصولاً إلى الممالك الثلاث للمولدات (حيوانية ونباتية ومعدنية) باستمرار بوساطة من الواحد الأحد. ولهذا السبب ومن خلال اكتساب جميع العلوم العليا والدنيا يمكن الوصول إلى المصدر المشترك لكل شيء وهو “علم الله” بالمعنى المزدوج أي المتعلق بالله وفيما يتعلق بالله – لم تعد الميتافيزيقا القديمة (metà ta physikà) تشير إلى ما “بعد” الفيزياء بل إلى ما “وراءها”.

وبالتالي بدلاً من اعتبار الأفلاطونية الحديثة (ومذهب فيثاغورس الجديد Neopythagorism) مجرد مصادر أجنبية، يمكن اعتبارهما بمثابة فلسفة إخوان الصفاء الصحيحة. اعتبرت فلسفة التشبه بالإله هي المبدأ الإرشادي لنظام إخوان الصفاء، إلى جانب التركيز على الوحي الإلهي أيضا.

تتناول الرسائل القضايا الدينية الرئيسية الأخرى في العقيدة الإسلامية: الوحدانية والفردانية، وصفات الله والملائكة، ومصير الإنسان، والخير والشر، والبعث والقيامة. تؤخذ الإرادة والقوة الإلهية في الاعتبار أيضًا عند محاولة تفسير الشر في العالم على الرغم من أن الإسلام بالطبع لا يُعرف الله على أنه سبب الشر (الرسالة ١٩). حيث ينسب إخوان الصفاء مسؤولية ذلك إلى البشر أو إلى المخلوقات بشكل عام، ويعتقدون بذلك من منظور معتزلي تمامًا. توجد كائنات “وسيطة” في الترتيب الهرمي للكون حيث يرتبط بها كل ما يحدث في العالم. أما الله “المعشوق الأول” فهو بعيد تمامًا عن كل ذلك… مثل الملوك الذين تكون أوامرهم فوق كل شيء عند حكمهم.

الرسالة ٣٩: هي عن أجناس الحركات حيث تتناول حركة الكون كله من حركة النجوم وصولًا إلى حركة البشر (الطبيعية والطوعية). والهدف منها هو إثبات وجود الله الذي خلق العالم والذي بيده نهايته. أما في الرسالة ٢٧ تتحد النفوس (القائمة بذاتها وفقًا للعقيدة القديمة) مع الأجساد البشرية لضمان الخلاص البشري؛ ومن هنا يقال أن الحكماء والأنبياء هم “أطباء النفوس” (٣ ، ١٣ ، ٧ وما يليها). إلا أن الموضوع الديني الرئيسي هو البعث والقيامة وقد ذُكر بدقة في الرسالة ٣٨ حيث يعتبر أيضًا العلم الأسمى (٣ ، ٢٨٨ ، ٣-٥). ولقد سبق تناول الموضوع هذا في الرسالة ٢٩ (حكمة الموت هي الرجوع إلى الله ، والبلاء الأكبر هو لعنة جهنم).

وبنفس السياق، تنص الرسالة ٣٠ على أن “الجحيم” الحقيقي في الأرض و “النعيم” في الجنة. ومع ذلك فإن إخوان الصفاء يعتبرون الجهل بجمال الحياة الآخرة من لدن “العناية الإلهية” وهو الأمر الذي قد يدفع الناس إلى الرغبة في الموت قبل النهاية الطبيعية للحياة. وبذلك فإنهم بعيدون عن عقيدة فيثاغورس التي اعتبرت الروح ساقطة مسجونة داخل الجسد كما في “الضريح”.

ختاما، وكما يتناول الفارابي في (احصاء العلوم) العلوم الإسلامية مثل علم الكلام والفقه، فإن إخوان الصفاء يشددون بشكل أساسي على الدين. وفي (رسائل إخوان الصفاء) لا يصح التمييز المعتاد بين فلسفة/علوم (المعرفة العقلية) واللاهوتية (المعرفة النقلية) أو بين العقل والإيمان لأن كليهما يجتمعان.

من الناحية الشكلية، يظهر الالتزام الديني في الاقتباسات القرآنية المتكررة لدعم المذاهب القديمة، وأحيانًا من خلال تفسيرات لا تتماشى مع العقائد اللاهوتية. وفوق كل شيء تماشى إخوان الصفاء مع المفهوم الأعلى الإسلامي لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة حيث تشير الرسائل إلى كيفية الوصول إلى ذلك. فمن الناحية الجسدية، يكون ذلك من خلال العناية بالجسد فعندما يكون الجسد صحي ومتوازن يتحقق شرط تطهير الروح.

أما من الناحية الميتافيزيقية، يقال بأن النفس الطاهرة قادرة على تلقي العلم وبالتالي فهي قادرة على الخلاص… على الرغم من أن إخوان الصفاء مثل الإسماعيليين ينكرون إمكانية تحقيق الخلاص من خلال الفلسفة فقط.

إن النبوة جزء لا يمكن إنكاره من التجربة النظرية التي يتميز بها إخوان الصفاء. ترتبط رؤيتهم السياسية بهذا الأمر وتشير إلى أن تحقيق السعادة يُنظر إليه من منظور سياسي أيضًا حيث يتطلب التدقيق فيما يخطط له ليكون جديراً بالدخول إلى محيط الإمام. في الرسالة ٤٠، شددوا على أن علم تفسير المعاني المبطنة للقرآن (معانيه الخفية) هو أسمى موهبة إلهية (وبذلك يعطي إخوان الصفاء تفسيرًا لآية ٧ من سورة آل عمران. والتي سبقت تفسير ابن رشد بقرنين من الزمان… راجع ٣، ٣٤٤، ١٠-٣٤٥ ، ٥). 

أما المحور الثاني لـ فلسفة إخوان الصفاء بجانب الخلق فهو بحثهم عن الإمامة. بدأت أولا في الرسالة ٣١ عن اختلاف اللغات (يُنظر إليه الآن من وجهة النظر المذكورة في العنوان بواسطة ألبرت رينا Albert Reyna ٢٠٠٩). هنا يشير إخوان الصفاء إلى أن المعتقدات الدينية تتغير نتيجة التحولات اللغوية. وبشكل أكثر تحديدًا فإن الاختلافات والتناقضات داخل الأمة بسبب التغيرات في اللغة العربية مرتبطة بالنقاش حول هوية خليفة الرسول، وهو السبب الرئيسي للانقسام في الإسلام “إلى زمانهم”، كما يقول إخوان الصفاء (راجع الرسالة ٣١ ، ٣، ١٥٣، ٨-١٠ و ١٦٥، ٨-١٢).

وبينما يتفق الجميع على مهام الإمام إلا أن هناك خلاف حول هويته. وذلك لأن الإمامة نوعان: نبوة ومُلك. وعادة ما تُميز خصال الملك بدقة عن خصال النبي، لأن الرئاسة عمل دنيوي والنبوة أمر آخروي (٣، ٤٩٧ ، ٥-٦). في بعض الأحيان تجتمع هذه الصفات في شخص واحد، فيكون هو النبي المبعوث والملك أيضًا (٣، ٤٩٥ ، ١٨-١٩). في حين أن الرسول محمد كان نبيًا وحاكمًا للأمة الإسلامية حتى يضمن أفضل حماية لها، إلا أن خلفائه المحتملين لم يضاهوه دائمًا في النبل.

لذلك تكون النبوة والملك أحيانًا بين شخصين مختلفين، فأحدهما هو النبي المبعوث إلى تلك الجماعة والآخر هو الشخص الذي فوض بالسلطة. حيث يدعم كل منهما الآخر (٣، ٤٩٥ ، ١٩-٢١). يبدو إذن أن المشكلة الحقيقية هي نزاهة الخليفة، والتي هي وحدها شرط من شروط الخلافة النبوية الشرعية. إن فكرة إخوان الصفاء المحددة لهوية هذه الشخصية غير واضحة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه لا يوجد فرق بين النبي والإمام أو الملك فيما يتعلق بالصفات المطلوبة، كما توضح الرسالة ٤٧ في ماهية الناموس الإلهي. الحل “العقائدي” الوحيد المعروض في الموسوعة يبين بأن الحاكم الزاهد يمكنه شرعا أن يحل محل الإمام.

لم يحلل العلماء الأفكار السياسية لـ إخوان الصفا على نطاق واسع، إلا عندما تم اعتبارهم حركة سياسية. (إن اهتمام إخوان الصفاء بالقضايا السياسية أكده بشكل رئيسي علماء الشرق الذين يميلون بشكل عام إلى فرضية كونهم “إسماعيليين”. راجع حجاب Hijab ١٩٨٢؛ تامير Tamir ١٩٨٣، ٨٩-١٠٨). يختلفون إخوان الصفا في الواقع مع “الفلاسفة” الذين اتخذوا موقفًا غريبًا تجاه ما يتعلق بالتوقعات السياسية للمجتمع الذي عاشوا فيه، وذلك نتيجة تحليلهم لجمهورية أفلاطون (راجع على سبيل المثال Kraemer ١٩٨٧ و Stroumsa ٢٠٠٣).

إلا أن إخوان الصفاء قاموا بمقاربة السياسة من جانب نظري، ويمكن فهم المذاهب الفلسفية التي طورت في رسائلهم على أنها عناصر فعالة في رؤيتهم السياسية. في الرسالة ٤٨ عن الدعوة إلى الله، ذُكرت المدينة الفاضلة  – وهي أقل شهرة ولكنها ليست أقل جدارة من تلك التي طرحها الفارابي. وفي هذه المرة لا يستتر إخوان الصفاء خلف الإرث الأفلاطوني القديم: فقد قاموا بصراحة بتكييف هذه الفكرة اليونانية إلى موضع إسلامي… وقد سُلط الضوء على جوانب مختلفة من “الإسماعيلية” في الأطروحة في Baffioni، 2014a. 

هل كان إخوان الصفاء إسماعيليين؟ هذا السؤال يفتح طريق الجانب الثاني من الجدل – وهو الالتزام الإسماعيلي للإخوان.

إن مقولة “الملك والدين توأمان” في إشارة إلى النبي والملك المفوضين لأداء وظائف الإمام بالمعنى الذي يصرح به إخوان الصفاء يتناسب مع الحكام الفاطميين تمامًا. وإن أمكن الدفاع عن هذه الفرضية، فإن “التقاليد” التي نوقشت في الرسالة ٣١ اشارة إلى سوء الفهم الناجم عن تنوع اللغات يمكن فهمها على أنها نسخة فاطمية للشريعة. فإذا ارتبط “المشرع” الإخواني بالتجسد التاريخي للعقيدة الإسماعيلية، أي مع الخليفة الفاطمي، وإذا كانت “المدينة الفاضلة” هي التي يحكمها هؤلاء الخلفاء، فإن إخوان الصفاء هم دعاته. قد تدعم الرسالة ٤٨ التي شملت مصطلح الدعوة في عنوانها، فرضية مشروع الجدل الثابت للإخوان.

يظهر إخوان الصفاء كأهل العلم الذين لديهم مهمة الترويج (للدعوة). بل أنهم في بعض الأحيان وكأنهم يحتذون بصفات الإمام-الملك. فيقدمون أنفسهم في الرسالة ٤٧ على أنهم أفضل المرشدين للدفاع عن الإسلام من حيث الحكماء والفلاسفة والفضلاء والأنبياء وخلفاء الأنبياء والأئمة المهديون (٤، ١٢٦، ٥-١٧). إن هدف إخوان الصفاء بأن يكونوا مرشدين للمجتمع تأكد من خلال فقرة في الرسالة ٩. فقد وُصِف الزاهدون بأنهم “الزاهدون في الدنيا، العارفون عيوبها، الراغبون في الآخرة، المتحققون بها، الراسخون في علمها، وهم أولياء الله المخلصون، وعباده المؤمنون، وصفوته من خلقه أجمعين، الذين سَمَّاهُمُ الباري تعالى: أُولِي الألباب وأولي الأبصار وأولي النُّهَى” (١، ٣٥٧، ٥-٩).

وتتوافق هذه الصفات مع صفات إخوان الصفاء المنخرطين – كقادة في مجتمعهم – في فلسفة الخلاص ولكنها أيضًا تتوافق مع صفات الأنبياء والأئمة تمامًا. ومن وجهة النظر هذه فإن قراءة مؤلفينا للقرآن الكريم قد تكون – ليست من منظور شيعي أو إسماعيلي – بل ترجع للتأويل الذي يلاحظ في موسوعتهم، حيث اقتبسوا كلام الله عز وجل وعلقوا عليه باستمرار ( Baffioni 2012b ؛ Gobillot 2013). واشاروا إلى المدينة الروحانية بـ “مدينتنا الروحانية” حيث تتزامن مع الفردوس.

في الرسالة ٤٧ قيل أن خلفاء النبي هم “أخيار العقلاء” وذلك يؤكد على الوظيفة المعرفية للخليفة الشيعي. في هذه الحالة لا يعد الحاكم المؤقت “الإمام الحاكم” ضروريًا لأن القانون العقلاني هو المرشد الحقيقي، وهو “المتجسد” في الإمام “الراشد” وفي عقله ومعرفته. وعلى عكس بافيوني (Baffioni  ٢٠٠٦، ١٤٩-١٥٠) يبدو أن هيك ( Heck ٢٠٠٨، ٢٠٥-٢٠٩) يؤيد قراءة نيتون Netton للإرشاد الفكري من منظور العقل العقلاني. 

تحدد عناصر أخرى موقف إخوان الصفاء السياسي بشكل أفضل. حيث تناولوا تاريخ الإسلام المبكر من منظور شيعي. وذُكرت بعض الأحداث المهمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته؛ ثم سرعان ما تحول التركيز على حدثين مهمين أدوا إلى هزيمة الشيعية، معركة صفين ومذبحة كربلاء. وفي فقرة عن النضال من أجل الإمامة، عارضوا “أهل الشريعة المحمدية والعصبة الهاشمية” (راجع الرسالة ٣١، ٣، ١٦٥، ١١-١٢). فإذا كانت العصبة الهاشمية من العباسيين (أو حتى أنصار أبو هاشم، ابن محمد بن الحنفية)، فيفهم أن الأولين هم سلالة النبي مباشرة من جهة فاطمة، ومن هنا يظهر تشدد إخوان الصفاء العلوي الصارم. 

توجد فقرة أخرى من الرسالة ٣١ (٣، ١٥٣، ١١-١٥٦، ٩) قد تدعم فرضية أن هدف المؤلفين كان الخليفة المأمون، على الرغم من سياسته المؤيدة للعلويين (ودعمه السياسي للمعتزلة). فقد كتب إخوان الصفاء عن حاكم شجع الخلافات السياسية والدينية بين العلماء من مختلف المذاهب، مدعيًا لنفسه الحق في تفسير الشريعة على أساس عقيدة المعتزلة عن أن القرآن مخلوق. إلى جانب ذلك أيضا وصف أهل بيت النبوة (أهل البيت: محمد، وابنته فاطمة، وابن عمه وصهره علي وأبناؤهم الحسن والحسين) بصفتهم الأقرباء الصحيحين للخلافة النبوية. مازال من الممكن تحديد هوية إخوان الصفاء من توافقها مع مؤيدي المفهوم الصارم “للإمامة العلوية” والذي بموجبه ينتمي علم الخلافة إلى آل بيت النبي فقط.

إذا أمكن الدفاع عن هذه الفرضية، فإن الرسالة ٣١ لا تحتوي فقط على جوهر الفكر السياسي للإخوان بل أيضًا على التزامهم الإسماعيلي. إن عرضهم “للمدينة الفاضلة” حيث الحب المتبادل أساس المجتمع وهدفه، لا يؤكد لنا كون إخوان الصفاء يهدفون إلى حكم روحي أو حكومة حقيقية مثل حكومة الخليفة الفاطمي، والذين قد يكونون هم دعاته. يميل العلماء إلى اعتبار هذه “المدينة الفاضلة” بنفس مثالية مدينة الفارابي (راجع على سبيل المثال ماركيه Marquet ١٩٧٣، ١٥٣؛ وحمداني Hamdani ١٩٩٩، ٨١). وغالبًا ما يُتوعد بهزيمة الشر في الموسوعة (راجع على سبيل المثال الرسالة ٣١ ، ٣ ، ١٥٤ ، ١٩-٢٤ ، ١٥٦ ، ٢-٣).

حيث يقدم إخوان الصفاء في الرسالة ٤ تصوراً دورياً عن حكم أهل الزمان، ويذكرون أنه “قد تناهت قوة أهل الشر” وليس بعد ذلك إلا الانحطاط والنقصان. وفقًا للطيباوي Tibawi (١٩٥٥، ٣٧ ، الحاشية ٤) فإن إخوان الصفاء ينذرون هنا بسقوط العباسيين (راجع أيضًا الطيباوي، ١٩٧٨، ٦٠). وتبدأ دولة أهل الخير من قوم علماء حكماء وخيار يجتمعون ويتفقون على رأي واحد ودين واحد ومذهب واحد، ويعقدون بينهم عهدا وميثاقا بأنهم يتناصرون ولا يتخاذلون، ويتعاونون ولا يتقاعدون عن نصرة بعضهم بعضا، ونصرة الدين وطلب الآخرة، ولا يبتغون سوى وجه الله ورضوانه (١، ١٨١، ١٤-١٨٢، ٢). 

بناءً على الأبحاث السابقة، عرّف عباس حمداني جماعة إخوان الصفا بأنهم “مجموعة من المثقفين الذين يعملون في هيكل تنظيم فكري للدعوة الفاطمية ويدعون إلى فلسفة التغيير الناشطة المطلوبة في العالم الإسلامي”. بينما يصف فرحان Moh. Jalub Farhan إخوان الصفاء بأنهم عارضوا الدولة البويهية على الرغم من أنها دعمت العلم (١٩٩٩، ٣٠ ، ٣١). قد يكون إخوان الصفاء الذين تعاونوا في إخراج النسخة النهائية للموسوعة في القرن العاشر أعداء غير صريحين للبويهيين الذين كانوا شيعة وليسوا إسماعيليين.

وبشكل عام فإن الرؤية السياسية الموضحة أعلاه تقوم على عناصر مذهبية من الإسماعيلية. إن الانقسام بين “المختارين” و”الجماهير” يخصص الأولى فقط للبحث تحت منهج دراسي على أساس “فلسفة الخلاص”. ويربط التسلسل الهرمي الصارم للكون كل مستوى من مستويات الوجود – الجسدي والروحي – بما يسبقه وما يتبعه، حيث لا يمكن للكائنات التي تنتمي لمستويات مختلفة تجاوز ذلك. (تجدر الإشارة إلى أن هذا قد يشكك في نسب فكرة “التطور” إلى إخوان الصفاء من بعض العلماء؛ انظر على سبيل المثال Vernet Ginés ١٩٩٠، ١٩٠؛ Marquet ١٩٩٢). تعكس الأهداف الوعظية للحاكم جانب الدعاية الإسماعيلية المعروفة “بالتعليم”.

وعلى نطاق واسع، فقد اُعترف بتأثير الرسائل على الأدب الإسماعيلي لاحقا (Daftary ٢٠٠٧ ، ٢٣٦). حيث نقل المفكرون من مختلف المعتقدات محتوى الرسائل وطوره لاحقا. غير أنه من الجدير بالذكر أن الاقتباسات الحرفية المطولة (وحتى الترجمات) من إخوان الصفا موجودة عند المفكر الشهير والداعية الاسماعيلي ناصر خسرو (١٠٠٤-١٠٧٤) (انظر Baffioni 2013b: قد يكون هذا دليل على استخدام المؤلفين الإسماعيليين لـ(رسائل إخوان الصفاء) في القرن الحادي عشر، على عكس ديوالد Diwald ١٩٧٥ ، ٢٧). وإذا كان إخوان الصفاء إسماعيليين أو مرتبطين بشكل ما بالإسماعيلية، إذا فالإسماعيلية أثرت على جزء أوسع بكثير من الفكر والثقافة الإسلامية مما كان معروف سابقا.

وفيما يتعلق بالالتزام الإسماعيلي لـ إخوان الصفا، فقد فُحصت مؤخرًا بعض جوانب فلسفتهم عن الطبيعة (في الجيولوجيا وعلم المعادن وعلم النبات) (Baffioni ٢٠٠٨ ، ٢٠٠٩ ، 2010b ؛ de Callataÿ ٢٠٠٨). حيث بُحث في علم المعادن وعلم النبات من أجل إيجاد أوجه تشابه مع الفلسفة الإسماعيلية، وخصوصا مع المفكر الإسماعيلي والداعي لها حميد الدين الكرماني. والنتيجة أنهم اشتركوا في العديد من الآراء الأساسية، ولكن إخوان الصفاء قاموا بالتفصيل أكثر. أضف على ذلك أن بعض جوانب علم الكونيات للإخوان، ولا سيما استخدامهم لمصطلح ومفهوم الإبداع، لها صلة بتحديد أوجه التشابه (Baffioni 2011a؛ 2013a؛ 2013c). سؤال أخير مثير للاهتمام هو كيف يرتبط معنى الشياطين وأبليس في الرسالة الجامعة بتفسير هذه المصطلحات في الكتابات المبطنة الأخرى مثل شجرة اليقين (ربما من أصل قرامطي).


المراجع

نصوص إخوان الصفاء 

  • Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’ wa Khullân al-Wafâ’, 1957, Mustafâ Ghâlib (ed.), Beirut: Dâr al-Sâdir, 4 vols. I indicate the volume, page(s) and line(s) of each quotation or reference; addings in square brackets. (Other eds.: Bombay 1887–89, 4 vols.; Khayr al-Dîn al-Ziriklî, Cairo 1928, 4 vols.; ‘Ârif Tâmir, Beirut – Paris 1995, 5 vols.).
  • رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفا، ١٩٥٧، مصطفى غالب (تحقيق)، بيروت: دار صادر، 4 مجلدات. يشير العدد إلى المجلد والصفحة (الصفحات) والسطر (الأسطر) لكل مرجع؛ في القوسين المربعين. (طبعات أخرى: طبعة بومباي ١٨٨٧-١٨٨٩، ٤ مجلدات. وخير الدين الزركلي، القاهرة ١٩٢٨، ٤ مجلدات. وعارف تامر ، بيروت – باريس ١٩٩٥، ٥ مجلدات).
  • Al-Risâla al-Jâmi‘a, Tâj Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’ wa Khullân al-Wafâ’, 1949-51, Jamîl Salîbâ (ed.), Damascus: al-Majma‘ al-‘Ilmî al-‘Arabî; Al-Risâla al-Jâmi ‘a, Tâj Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’ wa Khullân al-Wafâ’, 19842, Mustafâ Ghâlib (ed.), Beirut: Dâr al-Andalus.
  • الرسالة الجامعة تاج رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا ، ١٩٤٩-١٩٥١، جميل صليبا (تحقيق)، دمشق: المجمع العلمي العربي. الرسالة الجامعة تاج رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفا، ١٩٨٤ ، مصطفى غالب (تحقيق)، بيروت: دار الأندلس.
  • Risâlat Jâmi‘a al-Jâmi‘a li-Ikhwân al-Safâ’ wa Khullân al-Wafâ’, 19702, ‘Ârif Tâmir (ed.), Beirut: Dâr Maktabat al-Hayât.
  • رسالة جامعة الجامعة لـ إخوان الصفاء وخلان الوفا، ١٩٧٠، عارف تامر (تحقيق وتقديم) ، بيروت: دار مكتبة الحياة.

ترجمات لـ إخوان الصفاء

  • Albert Reyna, R.F., 1995, “La ‘Risâla fî mâhiyyat al-‘isq’ de las Rasâ’il Ijwân al-Safâ’,” Anaquel de Estudios Arabes, 6: 185–207.
  • Baffioni, C., 1989, L’Epistola degli Ihwan al-Safâ’ «Sulle opinioni e le religioni», Napoli: Istituto Universitario Orientale.
  • –––, 1994, Frammenti e testimonianze di autori antichi nelle Rasâ’il degli Ihwân al-Safâ’, Roma: Istituto Nazionale per la Storia antica.
  • –––, 2006, Appunti per un’epistemologia profetica. L’Epistola degli Ihwan al-Safâ’ «Sulle cause e gli effetti», Napoli: Istituto Universitario Orientale – Guida.
  • –––, 2010a, Epistles of the Brethren of Purity On Logic. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistles 10–14, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • –––, 2012a, Epistles of the Brethren of Purity On the Natural Sciences. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistles 15–21–, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Bonmariage C., 2008/2009, “De l’amitié et des frères: l’Épître 45 des Rasâ’il Ikhwân al-Safâ. Présentation et traduction annotée,” Bulletin d’Etudes Orientales, 58: 315–350 and 443–444.
  • de Callataÿ, G., 2003, “Ikhwân al-Safâ: des arts scientifiques et de leur objectif,” Le Muséon, 116: 231–258.
  • de Callataÿ, G., Halflants, B., 2011, Epistles of the Brethren of Purity On Magic. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistle 52a, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Dieterici, F., 1969, Die Philosophie bei den Arabern im X. Jahrhundert n. Chr., Gesamtdarstellung und Quellenwerke, Hildesheim: Olms (repr. Leipzig: Hinrich, 1868, 1876, 1871, 1872).
  • Diwald, S., 1975, Arabische Philosophie und Wissenschaft in der Enzyklopädie. Kitab Ihwan as-safa (III). Die Lehre von Seele und Intellekt, Wiesbaden: Harrassowitz.
  • El-Bizri, Nader, 2012, On Arithmetic and Geometry. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistles 1 & 2, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Gautier Dalché, P., 1988, “Epistola Fratrum Sincerorum in Cosmographia: une traduction latine inédite de la quatrième Risâla des Ihwân al-Safâ’,” Revue d’histoire des textes, 18: 137–167.
  • Giese, A., 1990, Ihwân as-Safâ’, Mensch und Tier vor dem König der Dschinnen, Hamburg: Meiner.
  • Goldstein, B.R., 1964, “A Treatise on the Number Theory from a Tenth-century Arabic Source,” Centaurus, 10: 129–160.
  • Goodman, L.E., 1978, The Case of Animals versus Man before the King of the Jinn: A Tenth-century Ecological Fable of the Pure Brethren of Basra, Boston: Twayne Publishers.
  • Goodman, L.E., McGregor, R., 2010, The Case of Animal versus Man Before the King of the Jinn. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistles 22, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Ikhwân al-Safâ’, 1996, Les révolution set les cycles (Épîtres des Frères de la Pureté, XXXVI), Traduction de l’arabe, introduction, notes et lexique par G. de Callataÿ, (Sagesses musulmanes, 3), Beyrouth – Louvain-la-Neuve: Al-Bouraq – Academia-Bruylant.
  • Lizzini, O., 2009, L’angelologia nelle epistole dei Fratelli della purezza: l’esempio della natura, in G. Agamben, E. Coccia eds., Angeli. Ebraismo Cristianesimo Islam, Milano: Neri Pozza, pp. 1965–2012.
  • Michot, J., 1974–75, “L’épître de la résurrection des Ikhwân al-Safâ’,” Bulletin de Philosophie Médiévale, 16–17: 114–148.
  • Jamil Ragep, F., Mimura, T., 2015, On Astronomia. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistle 3, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • van Reijn, E., 1995, The Epistles of the Sincere Brethren (Rasa’il Ikhwan al-Safa’): An Annotated Translation of Epistles 43 to 47, Montreux: Minerva Press.
  • Sánchez, I., Mongomery, J., 2014, On Geography. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistle 4, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Shiloah, Amnon, 1964, “L’épître sur la musique des Ikhwân al-Safâ’,” Revue des Etudes islamiques, 32: 125–162.
  • –––, 1966, “L’épître sur la musique des Ikhwân al-Safâ’,” Revue des Etudes islamiques, 34: 159–193.
  • Tornero Poveda, É., 2006, La disputa entre los animales y el hombre/Ijwân al-Safâ’, Madrid: Siruela.
  • Walker, P.E. et al., 2015, Sciences of the Soul and Intellect Part I. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistles 32–36, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Wright, O., 2010, Epistles of the Brethren of Purity On Music. An Arabic Critical Edition and English Translation of Epistle 5, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Yusufji, D.H., 1943, “The Forty-third Treatise of the Ikhwân al-Safâ’,” Muslim World, 33: 39–49.

         أعمال أدبية مختارة حول إخوان الصفاء

  • Albert Reyna, R.F., 2007, Humanismo islámico: una antropología de las Epístolas de los Hermanos de la Pureza, Ibrahîm Albert Reyna, Almodovar del Río: Junta Islamica, Centro de Documentación y Publicaciones.
  • –––, 2009, “El concepto de lenguaje en las Epístolas de los Hermanos de la Pureza,” Anaquel de Estudios Arabes, 20: 5–17.
  • Baffioni, C., 2001, “Frammenti e testimonianze platoniche nelle Rasâ’il degli Ikhwân al-Safâ’,” in Autori classici in lingue del Vicino e Medio Oriente, G. Fiaccadori (ed.), Roma: Istituto Poligrafico e Zecca dello Stato, pp. 163–178.
  • –––, 2008, L’influence des Ikhwân al-Safâ’ sur la minéralogie de Hamîd al-Dîn al-Kirmânî, in G. de Callataÿ, B. Van den Abeele eds., Une lumière venue d’ailleurs. Héritages et ouvertures dans les encyclopédies d’Orient et d’Occident au Moyen Age, Actes du colloque de Louvain-la-Neuve, 19-21 mai 2005, Louvain-la-Neuve: Brepols, pp. 31–47.
  • –––, 2009, Le monde végétal dans la Râhat al-‘aql de Hamîd al-Dîn al-Kirmânî et l’influence des Ikhwân al-Safâ’, in A. Paravicini Bagliani (ed.), Le monde végétal. Médicine, botanique, symbolique, Tavernuzze-Impruneta (Firenze): SISMEL-Edizioni del Galluzzo, pp. 63–75.
  • –––, 2010b, La science des pierres précieuses dans l’Épître des Ikhwân al-Safâ’: entre les catalogues encyclopédiques et le commentaire philosophique, in J. Thomasset, J. Ducos, J.-P. Chambon eds., Aux origines de la géologie de l’Antiquité au Moyen Âge, Actes du Colloque International 10–12 mars 2005, Paris Sorbonne (Paris IV), Paris: Honoré Champion, pp. 75–90.
  • –––, 2011a, Ibdâ‘, Divine Imperative and Prophecy in the Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’, in O. Ali-de-Unzaga ed., Fortesses of the Intellect. Ismaili and Other Islamic Studies in Honour of Farhad Daftary, London-New York: I.B. Tauris Publishers in Association with the Institute of the Ismaili Studies, pp. 213–226.
  • –––, 2011b, “Eléments platoniciens et néo-platoniciens de la représentation d’Adam dans la Jâmi’a al-Jâmi’a,” in P. Arfé et al. ed., Adorare coelestia, gubernare terrena. International conference in honour of Paolo Lucentini, Naples 6–7 november 2007 (Instrumenta Patristica et medievalia, 58), Brepols: Turnhout, pp. 99–111.
  • –––, 2012b, “La figure d’Adam dans la Jâmi’a al-Jâmi’a,” in A. Paravicini Bagliani (ed.), Adam, le premier homme, Tavernuzze – Impruneta (Firenze): SISMEL – Edizioni del Galluzzo, pp. 115–134.
  • –––, 2013a, “Le Role of the Divine Imperative (amr) in the Ikhwân al-Safâ’ and Related Works,” Ishraq. Edjegodnik islamskoj filosofii (Moskva), 4: 46–70.
  • –––, 2013b, “Nâsir-i Khosrow, translator of the Ikhwân al-Safâ’?,” in V. Klemm et al. ed., Sources and Approaches across Disciplines in Near Eastern Studies Proceedings of the 24th Congress, Union Européenne des Arabisants et des Islamisants (Orientalia Lovaniensia Analecta, 215), Leuven – Paris – Walpole, MA: Peeters en Departement Oosterse Studies, pp. 319–331.
  • –––, 2013c, “The Terms Ibdâ‘, al-Mubda’ al-Awwal, and Mubda’ât in the Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’”, in P. Fodor et al. ed., More Modoque. Die Wurzeln der europaischen Kultur und deren Rezeption im Orient und Okzident. Festschrift fur Miklos Maroth zum siebzigsten Guburtstag, Budapest: Forschungen fur Humanwissenschaften der Ungarischen Akademie der Wissenschaften, pp. 293–311.
  • –––, 2014, “Epistle 48 of the Ikhwân al-Safâ’ and their Ismâ’îli Commitment,” in I. Lindstedt et al. (eds.), Case Studies in Transmission (The Intellectual Heritage of Ancient and Mediaeval Near East, 1), Münster: Ugarit Verlag, pp. 11–21.
  • Bausani, A., 1978, L’enciclopedia dei Fratelli della Purità. Riassunto, con Introduzione e breve commento, dei 52 Trattati o Epistole degli Ikhwân as-safa’, Napoli: Istituto Universitario Orientale.
  • de Callataÿ, G., 2005, Ikhwan al-Safa’. A Brotherhood of Idealists on the Fringe of Orthodox Islam, Oxford: Onerowrld.
  • Carusi, P., 2000, “Le traité alchimique Rutbat al-hakîm. Quelques notes sur son introduction,” Appendix to “Alchimia islamica e religione: la legittimazione difficile di una scienza della natura,” in Religion versus Science in Islam: a Medieval and Modern Debate, C. Baffioni (ed.), Oriente Moderno, 80: 491–502.
  • Casanova, P., 1915, “Une date astronomique dans les Epîtres des Ikhwân as-Safa’,” Journal Asiatique, 5: 5–17.
  • Corbin, H., 1950, “Rituel sabéen et exégèse du rituel,” Eranos Jahrbuch, 19: 181–246.
  • –––, 1964, Histoire de la philosophie islamique, I. Des origines jusqu’à la mort d’Averroës, avec la collaboration de Seyyed Hosseïn Nasr et Osman Yahya, Paris: Gallimard.
  • Daftary, F., 2007, The Isma‘ilis. Their history and doctrines, Second Edition, Cambridge: Cambridge University Press.
  • –––, 2004, Ismaili Literature, London: Tauris in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • D’Ancona Costa, C., 1996, La casa della sapienza. La trasmissione della metafisica greca e la formazione della filosofia araba, Milano: Guerini e Associati.
  • Darraz, Muhd Abdallah, 2012, “Islamic eco-cosmology in Ikhwân al-Safâ’s view,” Indonesian Journal of Islam and Muslim Societies, 2(1): 133–161.
  • –––, 2008, World Cycles and Geological Changes According to the Brethern of Purity, in P. Adamson ed., In the Age of al-Fârâbî: Arabic Philosophy in the Fourth/Tenth Century, London-Turin: The Warburg Institute-Nino Aragno Editore, pp. 179-193.
  • De Smet, D., 1999, “Le soleil, roi du ciel, dans la théologie astrale des Frères de la Pureté (Ihwân as-Safâ’),” in Le ciel dans les civilisations orientales – Heaven in the Oriental civilizations, Acta Orientalia Belgica, 12: 151–160.
  • El-Bizri, N. (ed.), 2008, The Ikhwân al-Safâ’ and their Rasâ’il, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies.
  • Farhan, Mohammed Jalub, 1999, “Philosophy of mathematics of Ikhwân al-Safa [sic],” Journal of Islamic Science [Aligarh], 15 (1–2): 25–53.
  • Fierro, M., 1996, “Bâtinism in al-Andalus. Maslama b. Qâsim al-Qurtubî (d.353/964), author of the Rutbat al-Hakîm and the Ghâyat al-Hakîm (Picatrix)”, Studia Islamica, 84(2): 87–109.
  • Gobillot, G., 2013, “L’éthique des Ikhwân al-Safâ’ dans son rapport au Coran,” in M.A. Amir-Moezzi ed., Islam: identité et altérité. Hommage à Guy Monnôt, o.p., Brepols: Turnhout, pp. 197–245.
  • Goldziher, I., 1910, “Über die Benennung der ”Ichwan al-safa“,” Der Islam, 1: 22–26.
  • Hamdani, Abbas, 1978, “Abu Hayyan al-Tawhidi and the Brethren of Purity,” International Journal of Middle Eastern Studies, 9(3): 345–353.
  • –––, 1979, “An Early Fatimid source on the time and authorship of the Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’,” Arabica, 26: 62-75.
  • –––, 1996, “A Critique of Paul Casanova’s Dating of the Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’,” in Medieval Isma‘ili History and Thought, F. Daftary (ed.), Cambridge: Cambridge University Press, pp. 145–152.
  • –––, 1999, “Brethren of Purity, a Secret Society for the Establishment of the Fatimid Caliphate: New Evidence for the Early Dating of their Enciclopædia,” in L’Egypte fatimide son art et son histoire, M. Barrucand (ed.), Paris: Presses de l’Université Paris-Sorbonne, pp. 73–82.
  • –––, 2008, The Arrangement of the Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’ and the Problem of Interpolations, in El-Bizri, N. ed., The Ikhwân al-Safâ’ and their Rasâ’il, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies, pp. 83–100.
  • Heck, P.L., 2008, Doubts about the Religious Community (Milla) in al-Fârâbî and the Brethren of Purity, in P. Adamson ed., In the Age of al-Fârâbî: Arabic Philosophy in the Fourth/Tenth Century, London-Turin: The Warburg Institute-Nino Aragno Editore, pp. 195-213.
  • Hijab, Muhammad Farid, 1982, Al-falsafa al-siyasiyya ‘inda Ikhwân al-Safâ’, s.l.: Al-hay’a al-misriyya al-‘amma li ’l-kitab.
  • Kraemer, J. L., 1986, Philosophy in the Renaissance of Islam. Abû Sulaymân al-Sijistânî and his Circle, Leiden: Brill.
  • –––, 1987, “The jihad of the falasifa,” Jerusalem Studies in Arabic and Islam, 10: 288–324.
  • –––, 1992, Humanism in the Renaissance of Islam. The Cultural Revival during the Buyid Age, Leiden-New York-Köln: Brill.
  • Kraus, P., 1986, Jabir ibn Hayyan. Contribution à l’histoire des idées scientifiques dans l’Islam. Jabir et la science grecque, Paris: Les Belles Lettres (anast. repr.).
  • Lewis, B., 1943, “An Epistle on Manual Crafts,” Islamic Culture, 17: 141–151.
  • Marquet, Y., 1961, “La place du travail dans la hiérarchie isma‘ílienne d’après L’encyclopédie des Frères de la Pureté,” Arabica, 8: 225–237.
  • –––, 1962, “Imamat, resurrection et hiérarchie selon les Ikhwan as-Safa,” Revue des Etudes islamiques, 30: 49–142.
  • –––, 1966, “Sabéens et Ihwan al-Safâ’,” Studia Islamica, 24: 35-80.
  • –––, 1967, “Sabéens et Ihwan al-Safâ’,” Studia Islamica, 25: 77–109.
  • –––, 1968, “Ikhwân al-Safâ,” in Encyclopedia of Islam, New Edition, III, Leiden: Brill, 1071–1076.
  • –––, 1973, La philosophie des Ihwan as-Safâ’: l’imâm et la société, (Travaux et documents N° 1), Dakar: Université de Dakar, Faculté des Lettres et Sciences Humaines, Departement d’arabe.
  • –––, 1975, La philosophie des Ihwan al-Safa’, Alger: Etudes et Documents.
  • –––, 1977, “Ihwân al-safâ’, Ismaïliens et Qarmates,” Arabica, 24: 233–257.
  • –––, 1981, “Les Ihwan al-Safâ’ et l’Ismaïlisme,” in Convegno sugli Ihwan al-Safa’, Roma: Accademia nazionale dei Lincei, pp. 69-96.
  • –––, 1988, La philosophie des alchimistes et l’alchimie des philosophes. Jâbir ibn Hayyân et les «Frères de la Pureté», Paris: Maisonneuve et Larose.
  • –––, 1992, “La détermination astrale de l’évolution selon les Frères de la Pureté,” Bulletin des Études Orientales (Damas), 44: 127–146.
  • –––, 1998, “La réponse ismaïlienne au schisme qarmate,” Arabica, 45: 1–21.
  • Massignon, L., 1913, “Sur la date de la composition des »Rasâïl Ikhwân al Safa«,” Der Islam, 4: 324.
  • Mattila, J., 2016, “The philosophical worship of the Ikhwân al-Safâ’,” Journal of Islamic Studies, 27: 17–38.
  • Maukola, I., 2009, “Creation in miniature: varieties on the microcosm in the Rasâ’il Ikhwân al-Safâ’,” Studia Orientalia, 107: 229–256.
  • Michot, Y.J., 2008, Misled and Misleading… Yet Central in their Influence: Ibn Taymiyya’s Views on the Ikhwân al-Safâ’, in El-Bizri, N. ed., The Ikhwân al-Safâ’ and their Rasâ’il, New York: Oxford University Press in Association with the Institute of Ismaili Studies, pp. 139–179.
  • Nagy, A., 1897, Die philosophischen Abhandlungen des Ja‘qūb ben Ishāq al-Kindī, Münster: Aschendorffschen Buchhandlung.
  • Netton, I.R., 1989, Allah Transcendent. Studies in the Structure and Semiotics of Islamic Philosophy, Theology and Cosmology, Richmond: Curzon Press.
  • –––, 1991, Muslim Neoplatonists. An Introduction to the Thought of the Brethren of Purity, Edinburgh: Edinburgh University Press.
  • –––, 1996, “Foreign Influences and Recurring Ismâ‘îli Motifs in Rasâ’il of the Brethren of Purity,” in Seek Knowledge: Thought and Travel in the House of Islam, London – New York: Routledge Curzon, pp. 27–41.
  • –––, 2009, “Private caves and public islands,” in The afterlife of the Platonic soul: reflections of Platonic psychology in the monotheistic religions, M. Elkaisy-Freimuth, J.M. Dillon, eds., Leiden – Boston: Brill, pp. 107–120.
  • Nokso-Koivisto, I., 2011, “Summarized beauty: the microcosm-macrocosm analogy and Islamic aesthetic,” Studia Orientalia, 111: 251–269.
  • Raymond, H., 2014, “Le tribunal des animaux en Islam (IVe-Xe siècle),” Arabica, 61(1–2): 116–152.
  • Reymond, P.-L., 2011, “La question de la mentalité à travers la démarche des Ihwân al-Safâ’ dans la 17e nuit du Kitâb al-Imtâ‘ wa-l-mu‘ânasa d’Abû Hayyân al-Tawhîdî,” Bulletin d’Etudes Orientales, 60: 123–144; summaries in French, Arabic and English on pp. 319–320.
  • Rudolph, U., 2005, Islamische Philosophie. Von den Anfängen bis zur Gegenwart, München: Beck.
  • Stern, S.M., 1946, “The authorship of the Epistles of the Ikhwan-as-Safa,” Islamic Culture, 20: 367-372.
  • –––, 1964, “New information about the authors of the ‘Epistles of the Sincere Brethren’,” Islamic Studies, 3: 405–428.
  • Stroumsa, S., 2003, “Philosopher-king or philosopher-courtier? Theory and reality in the falâsifa‘s place in Islamic society,” in Identidades marginales, (Estudios onomástico-biográficos de al-Andalus, XIII), C. de la Puente (ed.), Madrid: Consejo Superior de Investigaciones Cientificas, pp. 433–459.
  • Tâmir, ‘Arif, 1983/1403H., Ibn Sînâ fî marâbi‘ Ikhwân al-Safâ’, Beirut: Mu’assasa ‘Izz al-Dîn li ’-Tibâ‘a wa ’l-nashr.
  • Tibawi, A.L., 1955, “Ikhwân as-Safa and their Rasâ’il. A Critical Review of a Century and a Half of Research,” Islamic Quarterly, 2: 28–46.
  • –––, 1978, “Further studies on Ikhwân as-Safa,” Islamic Quarterly, 20-22: 57–67.
  • Vernet Ginés, J., 1990, “Las obras biológicas de Aristóteles en árabe: el evolucionismo en Ibn Jaldun,” in Ensayos sobre la filosofía en al-Andalus, A. Martínez Lorca (ed.), Barcelona: Editorial Anthropos, pp. 187–193.
  • Yasien Mohamed, 2006, “The classical Islamic concept of work and the craft,” Journal for Semitics: Tydskrif vir Semitistiek, 15(1): 130–145.

الأدوات الأكاديمية ( Ikhwân al-Safâ)

 

How to cite this entry.
Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.
Look up topics and thinkers related to this entry at the Internet Philosophy Ontology Project (InPhO).
Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

المصادر الإلكترونية الأخرى ( Ikhwân al-Safâ)

  Islamic Philosophy Online

  http://www.muslimphilosophy.com/ip/rep/H051

  Ikhwân al-Safâ’, entry by Diana Steigerwald in the Internet Encyclopedia of Philosophy

  The Rasail Ikhwan as-Safa, at Ismaili.NET


مداخل ذات صلة

الفارابي إخوان الصفاء | الكندي | al-razi | Arabic and Islamic Philosophy, disciplines in: natural philosophy and natural science | Arabic and Islamic Philosophy, historical and methodological topics in: Greek sources | Arabic and Islamic Philosophy, special topics in: prophecy | creation and conservation | Neoplatonism | Pythagoreanism | soul, ancient theories of


مرجع مدخل (إخوان الصفاء)

[1] Baffioni, Carmela, “Ikhwân al-Safâ’”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Fall 2016 Edition), Edward N. Zalta (ed.), forthcoming URL = <https://plato.stanford.edu/archives/ fall2016/entries/ikhwan-al-safa/>.