مجلة حكمة
نظريات الضمير في العصور الوسطى ستانفورد

نظريات الضمير في العصور الوُسطى – موسوعة ستانفورد للفلسفة / ترجمة: أحمد العطاس – تحرير: محمد الربيعان


خلفية عامة حول نظريات الضمير في العصور الوسطى، وحول نظريات الضمير عند بونافنتورا،  والأكويني، وسكوتس وأوكهام؛ نص مترجم للـد. دوغلاس لانغستون، والمنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة على هذا الرابط، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة للمقالة، حيث أنه قد يطرأ على الأخيرة بعض التحديث أو التعديل من فينة لأخرى منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد، وعلى رأسهم د. إدوارد زالتا، على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة.


 

يميز البشر بين الصواب والخطأ بواسطة الضمير والمفاهيم المرتبطة به مثل المبادئ الفطرة الأخلاقية. في حين أن هُنالك العديد من وجهات النظر في العصور الوسطى المتعلقة بماهية الضمير، فإن معظم الآراء تعتبر أن البشر قادرون على معرفة ما ينبغي فعله بشكل عام وتطبيق هذه المعرفة من خلال الضمير على قرارات معينة حول عمل ما. كما أن القدرة على تطبيق قرارات الضمير مرتبطة بتطور القيم الأخلاقية التي, بدورها, تصقل عمل الضمير.

 

١. الخلفية
٢. بونافنتورا

٣. الأكويني

٤. سكوتس وأوكهام

  • المراجع

  • أدوات أكاديمية

  • مصادر إنترنت أخرى

  • مدخلات ذات الصلة


 

١. الخلفية:

هناك مناقشات هامة عن الضمير إبان وجود [الرواقيين], هذا إن لم يكن قبل ذلك. (إذا قلنا عن الضمير إنه شكل وفكرة من أشكال الوعي الذاتي الأخلاقي، فإن (ريتشارد سورابجي) يزعم أنه يمكن العثور على فكرة الضمير هذه في كتب المسرحيات في القرن الخامس قبل الميلاد، وكذلك في كتابات [أفلاطون وأرسطو] انظر الفصلين الأول والثاني من كتابه الضمير الأخلاقي على مر العصور.

[سينيكا الأصغر] ناقش الضمير في كتابه Epistulae Morales  (٤٣، ٩٧، ١٠٥), ونسب العديد من الصفات إلى ذلك. أما [القديس بول] فناقش الضمير في رسائل مختلفة (كورنثوس الأول؛ الرومان؛ العبرانيين؛ تيموثاوس). ومهما كان تأثير [سينيكا والقديس بول] في المناقشات اللاحقة عن الضمير والفطرة الأخلاقية، فإن المناقشات التالية في العصور الوسطى للضمير مستمدة من تقديم [بيتر لومبارد] لمفاهيم الضمير والفطرة الأخلاقية في جُمله.

ويستشهد [لومبارد] بمقطع من كتابات [القديس جيروم]، فسر فيها [جيرومُ] رؤيةَ [حزقيال] لأربعة كائنات حية تخرج من سحابة. «كان كل مخلوق على شكل إنسان، ولكن كان لكل منهما أربعة وجوه: الوجه الأمامي كان بشراً، الأيمن كان أسدا، الأيسر كان ثورا، والوجه الخلفي كان نسرا» (حزقيال, إصحاح 1 الآيات 1-14). يفسرُ [جيرومُ] الوجهَ البشريَّ بالجزء العقلاني من الإنسان، والأسد بالعاطفي، والثور بالبهيمي، والنسر بـ «الذي يدعيه اليونانيون بالفطرة الأخلاقية: شرارة الضمير التي لم تنطفئ حتى في صدر قابيل بعد أن خرج من الجنة، والتي نلمح من خلالها أننا نخطئ عندما تتغلب علينا الملذات أو الشهوات, وفي الوقت نفسه, فإن تقليد العقل يضللنا.», وتعليقاتُ [جيروم] أن الفطرة الأخلاقية لا تنطفئ أبداً في البشر، وملاحظاتُه في موضع آخر, أن الناس الأشرار لا يستطيعون أن يكونوا بلا ضمير، قادتا [لومبارد] والمفكرين الآخرين إلى تمييز الفطرة الأخلاقية عن الضمير. في حين أنه من غير الواضح أن [جيروم] كان يهدف إلى التفريق بين الاثنين، ويلعب هذا الفرق دوراً رئيسياً في المناقشات اللاحقة عن الضمير في العصور الوسطى.

في هذه المناقشات، يُشار إلى بعض الأعمال التي قام بها [أفلاطون وأرسطو], في حين أن [أفلاطون وأرسطو] لا يذكران الضمير بشكل واضح, إلا أن مناقشاتهما حول الفضائل والحكمة العملية وضعف الإرادة هي التي تشكل الخلفية الحاسمة لمناقشات العصور الوسطى حول الضمير. ولقد تأثرت هذه المناقشات بشدة عندما عقّبَ [أوغسطينُ] على هذين الكاتبيْن الكلاسيكيين, فعلى سبيل المثال، دافع [أوغسطين] عن مفهوم أفلاطون في وحدة الفضائل، لكنه جادل بأن محبة الله قدمت الوحدة لهم. وعلاوة على ذلك، ادعى أن ما اعتبره المؤلفون الوثنيون فضائل، هو في الواقع، من الرذائل, ما لم تكن مقدمة لمحبة الله.

برزت رؤيتان متميزتان حول العلاقة بين الضمير والفطرة الأخلاقية في أواخر العصور الوسطى. ويمكن التعرف على النظرة الأولى, وهي وجهة نظر إرادية، مع مفكرين فرنسيسكان مثل [بونافنتورا]، والثاني الأكثر وضوحاً [الأكويني]، وهو صاحب وجهة نظر فكرية. يبدو أن كليهما يستمد فكرته حول الضمير من رسالة [فيليب] عن الضمير. ففي رسالته، يناقش [فيليب] بشكل رئيس نظرية الفطرة الأخلاقية، فهو أولا يصفها بأنها إمكانية فكرية لا تخطئ, وأنها توفر حقائق عامة للضمير حول تطبيق معين, ثم, في مواضع أخرى، يصفها, أيضا, أنها الرغبة في الخير، وهي مساوية لردود الفعل العاطفية عندما يتبع المرء الشر بدلاً من الخير. وهذا الوصف الأخير يتوافق بشكل جيد مع آراء [بونافنتورا] حول الفطرة الأخلاقية والضمير.

 

٢. بونافنتورا

يناقش [بونافنتورا] كلاً من الضمير والفطرة الأخلاقية في كتاب تعليق على الجُمل, القسم الثاني، التمييز ٣٩, واضعا الضمير بشكل مباشر داخل الملكة العقلانية، موضحًا أنه الجزء المنطقي؛ لأنه مرتبط بأداء الأعمال, وبالتالي فهو مرتبط أيضاً بالإرادة, وكذلك العواطف. من ناحية أخرى، يضع الفطرة الأخلاقية في الجزء الوجداني من الإنسان؛ لأنه يعتبر الفطرة الأخلاقية هي التي تحفزنا على فعل الخير.

ينقسم الضمير إلى جزئين عامّين عند [بونافنتورا], ويبدو أن الجزء الأول هو قوة اكتشاف الحقيقة في المبادئ العامة العملية مثل «طاعة الله»، «بر الوالدين» و «لا تضر جيرانك». هذا الجزء من الضمير فطري ولا يخطئ، ولا يمكن أن يضيع عند أي أحد، مهما يصبح الشخص فاسدا أخلاقياً. أما الجزء الثاني من الضمير فينطوي على تطبيق المبادئ العامة على الحالات التي قد تكون عامة أو خاصة. هذا الجزء الثاني هو فطري أيضاً، لكن يمكن أن يخطئ؛ لأن المبادئ العامة جداً للجزء الأول، قد يساء استخدامها من خلال التعليل الخاطئ أو الجهل. يفسر سوءُ التطبيق، إلى حد ما، كيف ينخرط الضمير، الموجه لفعل الخير، في المشاركة في أداء أعمال شر. كما أن الفرقَ بين جزئي الضمير منفتحٌ لإمكانية تطويره، من خلال التجربة، لمبادئ السلوك العملي التي لا تنطوي مباشرة على محتوى الفطرة الأخلاقية. من خلال تعميم الأنشطة التي تتم وفقاً لمبادئ الفطرة الأخلاقية، يمكن للمرء صياغة المبادئ العامة الجديدة والغير واردة في الفطرة الأخلاقية، والتي يمكن أن توجه السلوك في سياقات متعددة. ويبدو, بالتالي, أن الضمير ملكة ديناميكية عند [بونافنتورا].

يصف [بونافنتورا] الفطرة الأخلاقية بـ «شراراة الضمير»، ويرى أنها تستريح في الجزء العاطفي عند الإنسان، لأن الدافع العام لفعل الخير يوفر الفطرة الأخلاقية والحركة للضمير لكي يعمل. بشكل عام، يرى [بونافنتورا] أن الضمير والفطرة الأخلاقية يتداخل بعضهما ببعض، وينظر إلى تشكيل القواعد الأخلاقية للضمير كتطبيق لرغبة الإنسان لفعل الخير (الفطرة الأخلاقية), كما أنه يرى أن هذه المبادئ الأخلاقية جزء آخر من الرغبة في الخير, لأننا بطبيعتنا لدينا رغبة في الخير، فإننا نرغب أيضاً في تحقيق هذا الهدف. مبادئ الضمير هي مثل هذه الوسائل، لذلك نحن بطبعنا ميَّالون إلى تحقيق مبادئ الضمير. وبالمثل، فإن رد الفعل العاطفي لفعل الشر (الشعور بالذنب أو الندم) هو رد فعل محبط من الرغبة في الخير الذي يحدث عندما يفشل المرء في التمسك بما قرره الضمير لتأدية الخير. في حين أن [بونافنتورا] كان قد وضع الفطرة الأخلاقية والضمير في أجزاء مختلفة في الإنسان، لا يفصلهم عن بعضهم بعضا. على العكس تماماً، فهو ينظر إلى الضمير على أنه مدفوع بالفطرة الأخلاقية وفي الوقت نفسه يوجّهها.

 

٣. الأكويني

[توماس ألأكيوني]، المدافع الرئيسي عن النظرة الفكرية للعلاقة بين الضمير والفطرة الأخلاقية، يعرِّف بوضوح (الضمير) بأنه «تطبيق المعرفة على نشاط Summa Theologiae, I-II, I  إن المعرفة التي تدور في ذهنه تأتي من الفطرة الأخلاقية، الذي يعتبره تصرفاً طبيعياً للعقل البشري والذي ندركه من دون تحقيق المبادئ الأساسية للسلوك. بالنسبة [للأكويني]، إذن، فإن الضمير يطبق أول مبادئ الفطرة الأخلاقية لمواقف محددة. مبادئ الفطرة الأخلاقية هي بالأحرى عامة الشكل. مثلاً، «افعل الخير وتجنب الشر»، و«أطع الله». ولكي تكون فعالا في النشاط البشري، يتطلب الضمير مبادئ تحتوي على مضمون أكبر. يمكن للمرء أن يسمي هذه «المبادئ الثانوية», [والأكويني] يناقشها في أماكن عدة، ويقترح أنها مستمدة من التجربة والتعليم من خلال فضل الحكمة. وبالتالي، فإن وظيفة الضمير عند [الأكويني] هي تطبيق المبادئ العامة للفطرة الأخلاقية والمبادئ الثانوية الأكثر ثراءً بالمحتوى والتي طُوِّرت من خلال الحكمة لظروف معينة.  وتشارك الحكمة في التطبيق لظروف معينة، وفقا [للأكويني]، لأنها متصلة بالإدراك الصحيح للظروف الفردية وهذا الجانب من الحكمة يربط بين الضمير والحكمة بمشكلة ضعف الإرادة.

في عرض [الأكويني] لنقاش [أرسطو] عن ضعف الإرادة في تعليقه على الأخلاق النيكوماشية, المركز الرابع المقدم في الكتاب ٧، الفصل ٣ من الأخلاقيات النيكوماشية, فوفقاً لهذا الموقف، فإن الرجل العاجز عن ضبط نفسه يعرف المبادئ العامة المناسبة للسلوك فيما يتعلق بما يجب فعله، مثلاً، لا يجوز الزنا. فإذا رأى الرجل المنفلت تصرفاً معيناً يقع تحت هذه القاعدة العامة، مثلاً، يرى رجلا يجامع امرأة غير متزوجة في حالة زنا، فلن يقوم بهذا الفعل. ومع ذلك، فإن الرجل المنفلت يحمل أيضاً القاعدة العامة التي تقول ينبغي التمتع بالملذات. إذا كان الرجل المنفلت، مدفوعاً برغباته الخاصة لامرأة معينة غير متزوجة، قد يرى الارتباط الجنسي المقترح حالة تدعو للسرور، ويندرج تحت القاعدة العامة حول السعي وراء المتعة وبتابع العلاقة. إن الرغبة التي لديه، كما كانت، تعميه عن القاعدة العامة عن الزنا الذي لا يزال يمتلكها، ولكن بشكل اعتيادي. والمعرفة نفسها التي يمتلكها بأن العلاقة الحميمية هي حالة من المتعة يحق السعي من ورائه. وعلى ذلك, فهو يعرف (على نحو معتاد) أنه يجب تجنب الزنا، لكنه زنا برغم من ذلك لأنه يرى الزنا كعمل ممتع السعي من أجله. كتعليق عام على تحليل [أرسطو]، يقول [الأكويني]: «ليس من المعرفة العالمية ولكن تقييم المعقول فقط، وهو ليس ممتاز جداً، والذي يُجرُّ عن طريق الشهوة.». تعليق على الأخلاق النييكوماتكية، الكتاب ٧، محاضرة ٣، الفقرة ١٣٥٢. المغزى الذي يقصده [الأكويني] هو أن الرجل المنفلت يمتلك معرفة ما يجب عليه فعله، لكنه مدفوع بشهوته الخاصة، هذه الشهوة تؤدي به إلى التصرف عكس ما لا ينبغي القيام به (عادة). لذلك يفشل الرجل المنفلت؛ لأنه لم يفلح في تنمية الأخلاق الملائمة التي تمكنه من تحديد الوضع بشكل صحيح. هذا التحليل لضعف الإرادة ينسجم مع نظرة [الأكويني] العامة للإرادة كونها قوة سلبية تتابع قدرة العقل بشكل دائم. في حين أن وجهة النظر هذه عن الإرادة قد عدّل عليها بعض من تلاميذ [الأكويني] مثل [جايلز] من روما، ربما تحت زخم إدانة ١٢٧٧، فإن ربطَ [الأكويني] للضمير بالحكمة والفضائل بشكل عام من خلال اهتمامه بضعف الإرادة مبتكرٌ وبلا شك مرتبط باهتمامه في الأخلاق النييكوماتكية. اتبّع [دونز سكوت ووليام أوكهام] دوره في ربط الضمير بالقضايا المحيطة حول تطور الفضائل الأخلاقية.

 

٤. سكوت وأوكهام

يقدم [سكوت] القليل من النقاش الصريح عن كل من الضمير أو الفطرة الأخلاقية, ومع ذلك، فمن خلال نقاشه حول القضايا التي تهتم بشكل رئيس حول تطور الفضائل، يبدو أن نظرته إلى الضمير والفطرة الأخلاقية مستمدة من كل من [بونافنتورا والأكويني]. بعد [الأكويني]، يعتقد [سكوت] أن كلاً من الفطرة الأخلاقية والضمير يجب وضعهما في النظام الفكري. بالاتفاق مع [بونافنتورا]، يمنح [سكوت] الضمير دوراً أكثر فعالاً في شخصية الإنسان بدلاً من التطبيق اللا-إرادي للمبادئ العامة. إن ربطَ [سكوت] الوثيق بين الضمير وتطور الأخلاق يسمحُ له بالجمع بين هذين المصدرين.

ووفقا لتقاليد الفضيلة، فمن أجل القيام بعمل فاضل، يجب على المرء أن يمتلك المبدأ الأخلاقي الصحيح المرتبط بالفضيلة ذات الصلة. ومع ذلك، يجب على المرء أن يؤدّي إجراءات فاضلة مناسبة لتطوير عادة الفضيلة ومعرفة المبدأ الأخلاقي ذي الصلة.  تبدو الدائرة كحلقة مفرغة بما يكفي لتعطل أي محاولة لزراعة الفضائل. يعتبر [سكوت] الضميرَ طريقةً لدخول الدائرة. عندما يقوم الشخص بصياغة ما يجب القيام به في بعض الظروف، فهذا ممارسةٌ للضمير، الذي حدد الإجراء المناسب من مبادئ الفطرة الأخلاقية. على أساس المبادئ الأخلاقية للضمير، يمكن لأي شخص القيام بإجراء يوفر الأساس ذا الصلة لتطوير الفضائل. من أجل أداء هذه الأفعال يؤدي الضميرُ هذا النوعَ من العادة التي يعتقد [سكوت] أنها فضيلة. على نحو مثالي، تُوحَّد الفضائلُ الأخلاقيةُ؛ لأن الشخص الكامل الفاضل يجب أن يملك كل الفضائل. في الواقع يبدو أن الشخص الكامل الفاضل عند [سكوت] يشبه, إلى حد بعيد, رجلَ الحكمة العملية، [أرسطو]. هذا الشخص الذي طوّر، من خلال تجارب طويلة، الفضائل الأخلاقية، وقادر على توصيل جميع المواقف الأخلاقية بشكل جيد, التي في وجهة نظر [أرسطو] يجب أن تفعل كما يفعل رجل الحكمة العملية لكي تكون أخلاقياً. إن الشخص الكامل المثالي عند [سكوت]، مثل رجل الحكمة العملية، يتمتع بمهارة في تحديد ما يجب القيام بفعله في ظروف معينة، تغمره البهجة عندما يتصرف وفق فضائله، ويمتلك كل الفضائل الأخلاقية والتي طورها من خلال التجربة.

ويشير النقاش الذي أجراه [أوكام] عن الضمير والحكمة والفضائل, إلى أنه يتلو دورَ [سكوت] نحوَ نقاش الضمير فيما يتعلق بالفضائل. وهو يتفق مع [سكوت] في أن الضمير يمكن أن يوفر الدخول إلى الدائرة الظاهرة لأداء الأعمال الأخلاقية من أجل تطوير النوايا التي تبدو ضرورية لأداء الأعمال الفضيلة في المقام الأول. مع ذلك، فهو ينتقد [سكوت] بسبب فشله في التفريق بين درجات الفضائل وعلاقة الضمير بالحصافة. لم يذكر أبداً الفطرة الأخلاقية في كتاباته, وشدد على حقيقة أن الأفعال الداخلية فقط لديها قيمة أخلاقية. ووفقاً له، يعتبر أن الأفعال الخارجية ذات أهمية أخلاقية فقط عندما تكون آتية من أفعال داخلية, وفي هذه الادعائييْن الأخيرين, بوجه التحديد، مارس [أوكامُ] تأثيراً كبيراً على مفكري الإصلاح, مثل [لوثر وكالفن], في مناقشاتهم حول الضمير. في الواقع, فإن مواضيع الضمير والفطرة الأخلاقية قد نوقشت في الجامعات الألمانية باهتمام كبير قبل وبعد عصر الإصلاح. انضم بعض المفكرين المشاركين في هذه المناقشات [Usingen & Peyligk] بطرق مختلفة إلى وجهات نظر [بونافنتورا والأكويني وسكوت وأوكام] بينما قام آخرون [Bernhardi & Melanchthon] بمزج وتغيير وجهات النظر المختلفة والموجودة بين هؤلاء المفكرين. تتعلق العديد من هذه المناقشات عن الضمير بالقضايا المتعلقة بالتفكير العملي. ومن المثير للاهتمام أن نقاشات الضمير والفطرة الأخلاقية ظهرت في أعمال الفلسفة الطبيعية. وكان قد وُجِدَ, بعد [لوثر]، روابطُ بين الضمير والمعرفة العملية في كتابات [الأكويني, سكوت، وأوكهام] لتفسح المجال، تحت تأثير [جوزيف بتلر وإيمانويل كانط]، لتصوير الضمير كملكة عقلية.

 

 


المراجع:

  • Baylor, Michael G., 1977, Action and Person: Conscience in Late Scholasticism and the Young Luther, Studies in Medieval and Reformation Thought, Volume XX, Leiden: E. J. Brill.
  • D’Arcy, Eric, 1961, Conscience and Its Right to Freedom, New York and London: Sheed and Ward.
  • Davies, Brian, 1992, The Thought of Thomas Aquinas, Oxford: Clarendon Press.
  • Dolan, Joseph V., 1971, “Conscience in the Catholic Theological Tradition,” in William C. Bier (ed.), Conscience: Its Freedom and Limitations, New York: Fordham University Press.
  • Eardley, P. S., 2003, “Thomas Aquinas and Giles of Rome on the Will,” Review of Metaphysics, 56 (4): 835–862.
  • Forschner, Maximilian, 2004, “Stoische Oikeiosislehre und mittelalterliche Theorie des Gewissens,” in J. Szaif and M. Lutz-Bachmann (eds.), Was ist das fur den Menschen Gute?/What Is Good for a Human Being?, Berlin and New York: Walter de Gruyter.
  • Holopainen, Taina M., 1991, William Ockham’s Theory of the Foundations of Ethics, Helsinki: Luther-Agricola-Society.
  • Iozzio, Mary Jo, 2006, “Odon Lottin, OSB (1880–1965) and the renewal of Agent-Centered Moral Thought,” Modern Schoolman, 84 (1): 1–16.
  • Karkkainen, Pekka, 2012, “Synderesis in Late Medieval Philosophy and the Wittenberg Reforms,” British Journal for the History of Philosophy, 20 (5): 881–901.
  • Kent, Bonnie, 1989, “Transitory Vice: Thomas Aquinas on Incontinence,” The Journal of the History of Philosophy, 27 (2): 199–223.
  • Kent, Bonnie, 1995, Virtues of the Will. The Transformation of Ethics in the Late Thirteenth Century, Washington, D.C.: Catholic University of America Press.
  • Kreis, Douglas, 2002, “Origen, Plato, and Conscience (Synderesis) in Jerome’s Ezekiel Commentary.” Traditio, 57: 67–83.
  • Langston, Douglas C., 2001, Conscience and Other Virtues. From Bonaventure to MacIntyre, University Park: Pennsylvania State University Press.
  • –––, 1993, “The Spark of Conscience: Bonaventure’s View of Conscience and Synderesis,”Franciscan Studies, 53: 79–95.
  • –––, 2008, “The Aristotelian Background to Scotus’s Rejection of the Necessary Connection of Prudence and the Moral Virtues,” Franciscan Studies, 66: 317–336.
  • Lottin, O., 1957 [1948], Psychologie et morale aux XIIe et XIIIe siecles, Volumes I (second edition) and II, Gembloux: J. Duculot.
  • Nelson, Dan, 1988, The Priority of Prudence, College Park: Penn State Press.
  • Potts Timothy C., 1980, Conscience in Medieval Philosophy, Cambridge: Cambridge University Press.
  • –––, 1982, “Conscience,” in N. Kretzmann, A. Kenny, and J. Pinborg (eds.),. The Cambridge History of Later Medieval Philosophy, Cambridge: Cambridge University Press.
  • Saarinen, Risto, 1994, Weakness of the Will in Medieval Thought From Augustine to Buridan, Leiden: E. J. Brill.
  • Sorabji, Richard, 2014, Moral Conscience Throughout The Ages: Fifth Century BCE to the Present, Chicago: University of Chicago Press.
  • Zachman, Randall C., 1993, The Assurance of Faith. Conscience in the Theology of Martin Luther and John Calvin, Minneapolis: Augusburg Fortress Press.

أدوات أكاديمية

 

How to cite this entry.

 

Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.

 

Look up this entry topic at the Indiana Philosophy Ontology Project (InPhO).

 

Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

مصادر إنترنت أخرى

[Please contact the author with suggestions.]

مدخلات ذات صلة

Aquinas, Saint Thomas | Aristotle, General Topics: ethics | Augustine, Saint | Bonaventure, Saint |Duns Scotus, John | Ockham [Occam], William | Plato | practical reason: medieval theories of |virtue: medieval theories of