مجلة حكمة
هايدغر مفهوم الوجود هيدجر

مقاربة مفهوم الوجود عند هايدغر و الشيرازي – صادق النمر

أصل هذه الورقة (مقاربة مفهوم الوجود عند هايدغر والشيرازي) من محاضرة أُلقيت في الحلقة الفلسفية في الرياض


 ليس من اليسير طرح المقاربات المفهومية بين الفلاسفة ، فكيف إذا ما كان المعنيِّان بهذه المقاربة فيلسوفين من بيئتين ومدرستين مختلفين في الشرق والغرب ، إلا أن المقاربات، في ذاتها ، مهمةٌ لإيجاد مساحات تفاوضية بين المدارس و التقاليد الفكرية، تجعل الحدود أوسع و الآفاق أرحب . و لا ينبغي المرور على فيلسوفين تركا إرثاً عظيماً و أثراً كبيراً على أخلافهما دون التوقف عندهما و محاولة استكشاف شيء من تركتهما وقد وقع الاختيار على مفهوم الوجود لديهما كونه العتبة المفتاحية لفهم مشروعيهما ، و من جهة اشتراكهما هذه ، أعني أساسية الوجود في فلسفتيهما ، تشيَّئت هذه المقاربة كمقدمة وجيزة وتوطئة .

بناء بيت الكينونة :

غادر هايدغر التفسيرَ المفهومي للعالم المتمخض عن التيار الناتج عن الثنائية الديكارتية ، الذات-الموضوع ، فالإنسان عنده هو الذي يواجه العالم ويريد أن يتعرف إليه مغايراً عما كان عند كانط (1724-1804) وهو أنَّ الإنسان بما هو إنسان يجب عليه أن يتعرف إلى ظروف معرفته و حدودها ، و مغايراً أيضاً عما كان عند هيجل الذي يستحيل الإنسان عنده إلى عضو جزئي يتحرك داخل التاريخ و الدولة اللذين هما كلٌّ كلي وظيفته معرفة الأفكار .

وبذكر ذلك ، فقد مر بالفلسفة الأوروبية تياران كلي وذاتي : يسبق الكليُّ الذاتيَّ و يعود الفضل لبروز الذاتي لاحقاً إلى سورين كيركيغارد الدنماركي (1814-1855) الذي رفض تفسير هيجل (1770-1830) الكُلِّياني و رآى في تفسيره شمولية أدت إلى نسيان الفرد و وجوده ، و وجد أن مبدأ الديالكتيك لدى هيجل مبدأً عاجزاً عن تفسير معنى الوجود كما أنه لم يقبل أن الشيء يحمل نقيضه فيه و عده مضاداً للعقل البشري و يُعد كيركيغارد من المعارضين للعقل و يرى أن معرفة الله والوجود أمرٌ غير ممكن عن طريق المنطق العقلاني ، و يرى تقدم الوجود على الماهية [1] . و ابتكر نظريتين : واحدةً عن القلق أو الهلع ، والثانية في وحدة الإنسان الفرد و عزلته في مواجهة الإله  و جاء بنظرية عن المصير التراجيدي للإنسان .

وكما أثر كيركيغارد على الوجودية ، أثّر إدموند هوسرل (1859-1938) عليها تأثيراً عظيماً ، فبوجه عام يستخدم مارتن هايدغر (1889-1976) و جابريل مارسل (1889-1973) و جان بول سارتر (1905-1980) المنهج الفينومينولوجي بالرغم من مخالفتهم لمبدئه و قضاياه الأساسية [2] و ربما يعود ذلك لكون هوسرل قدم نظريات و أفكار حاولت الخروج من قوسي نظرية المعرفة الغربية و ثنائية الذات و الموضوع ، مما جعلها إطاراً لائقاً لاستخدام الوجوديين ، فهوسرل لا يرى وجود تعدد بين الوعي و متعلق الوعي ، و نجد هايدغر منتبهاً لهذا فلديه أن في كل فعل معرفةٍ أمراً آخر وهو الغرض و الغاية و هدف المعرفة بالإضافة إلى أن المعرفة انكشاف و رفع للحجاب بينما لا تجد ذلك عند هوسرل [3].

و يشترك الوجوديون في سمات عدة ، منها انطلاقهم من أن الفلسفة تجربة حياة معاشة ” وجودياً ” يصعب تعريفها تعريفاً دقيقاً لذلك تتسم فلسفاتهم بصبغة شخصية و لعلَّ هذا هو ما جعل فلسفاتهم حقلاً خصباً للآداب.

ويعارض الوجوديون جميعهم بما فيهم هايدغر التمييز بين الذات و الموضوع و يقللون من قيمة المعرفة العقلية في ميدان الفلسفة و يعلون من قيمة المعرفة التي تكتسب أو تجرب من خلال التعامل مع الواقع و يختص القلق أو الهلع الذي ينتاب الكائن/ الإنسان كتجربة يدرك بها أنه محدود و هشُّ الوجودِ في هذا العالم ،هذا العالم الذي يُلقى فيه إلقاءً ، ثم يدرك أنه سائرٌ فيه إلى الموت كما عند هيدجر. ولا يعلن هيدجر صراحةً أنه منكرٌ للألوهية و يُصرِّح أنه لا ينبغي اعتبار فلسفته منكرةً للألوهية غير أن ذلك لا يعني الكثير[4].

و تجد علاقةً غريبة بين الوجوديين و العرفاء في اهتمامهم بالوجود ومحوريته في النظرة الكونية و في إعلاء شأن التجربة الشخصية في تذوق الوجود فكلاهما أي المدرستين معنيتان بالشهود الداخلي و إدراك المعرفة الحقة من خلال غير العقل و كلاهما استفادتا من الرمز والصورة واللغة الشعرية ، فعبارات كالقلق و العبث عند الوجوديين يقابلهما النور و اليقين عند العرفاء و تنشطان في التعبير عن الذات الموجودة أمام العالمِ ، الكائنةِ هنا، المتورطة بالوجود. وهذان التياران و يا للمفارقة متهمان بالهرطقة؛ تلك دينياً وهاتيك اجتماعياً على أنهما نظرا لموضوع واحد من زوايا مختلفة و كأن النظر إلى موضوع الوجود مرهون بالتهمة و موسوم باللعنة لمحاولة كشف حجابه . وتبدوان في محاولتهما لنقض السائد منبوذتين ، تسيران في الهامش و ما اللجوء إلى الشعر واللغة الشعرية الرمزية المغلقة في بعض الأحيان إلا قماشة للتستر من العيون المراقبة للمعاقبة.

استطاع هايدغر بدخوله بيت الكينونة أن يخرق الجدار الكبير بين العالم و الإنسان بطرحه مفهوم العيش في العالم وهذا الجدار كان مبنياً بواسطة ثنائية الذات والموضوع الديكارتية . فالإنسان لم يعد موجوداً في مقابل العالم ؛ بل هو إنسان يعيش في العالم وهو على الدوام مشغول بتجربته ، من هنا يستفتح هايدغر بحث كتابه الأهم ( الكينونة / الوجود والزمان ) بهذه الجملة : ” إن السؤال المذكور قد ذهب اليوم في النسيان” [5] ، و يعني بالسؤال المذكور سؤال الوجود أو الكينونة – على اختلاف الترجمات و لكنه عند محاولة تعريف السؤال يؤكد أن ذلك ليس أمراً هيناً فقد أعيا من سبقه و ذلك أن الكينونة هي” التصور الأعم و الأفرغ “[6] لذلك هي غير مطاوعة للتعريف و ذلك مبرر من حيث كلية الكينونة القصوى فهي  ” لا تستنبط من التصورات العليا و لا تستعرض من جهة التصورات الدنيا [7] ”  وهي مفهومة  ” بلا أي زيادة [8]” (ص٥٢)  لكنه يذهب إلى أن هذه المفهومية دليلٌ واضح على ” عدم المفهومية[9] “، ما يجعل السؤال يسبح في الغموض فهو كاللغز الذي لا ينفك . وهو هنا يشاطر الملا صدرا ، فتعريف الوجود لديه واضح جداً و لا يكاد يحتاج إلا إلى الإشارة، فتعريف الواضحات من أشكل المشكلات وعلى حد تعبير هادي السبزواري (1797-1873) في أرجوزته ” مفهومه من أعرف الأشياءِ / وكنهه في غاية الخفاءِ ”  ولدى هايدغر ثلاثة أسبابٍ في نظره منعت الفلاسفة من استكشاف معنى الوجود، ” أولاً ، وكما سبق ذكره أن الوجود أكثر المفاهيم ظهوراً / بداهةً ، ثانياً ، وقد ذكر أن الوجود غير قابل للتعريف ، وثالثاً ، تم الحفاظ على أن الوجود من بين جميع المفاهيم مستدلٌ بذاته [10] “، ولتجاوز هذه المسبقات حاول أن يصوغ سؤال الوجود بشكل يمكنه من الإجابة على سؤاله.

ويرى هايدغر أن الوجود مختلف عن الموجود-هناك ويرى أن الفصل الثنائي بين العالم و الإنسان غير صحيح فليس هناك عالم واحد و إنسان واحد و لكن هناك إنسان -في -العالم ، فسمة الإنسان هي الوجود-في – العالم ، وسائر الموجودات غير الإنسان موجودة لكنه وحده له سمة الإنوجاد ذلك أنه يعي وجوده و يشعر بالمسؤولية ” القلق / الهلع” من هذه الكينونة [11]. فالموجود هناك يتصرف إزاء وجوده نفسه على أنحاء مختلفة و أساس هذا النحو من الوجود هو الوجود- في العالم و ليست العلاقة بين الوجودين قائمة في المكان و إنما تمتاز بذلك النحو من الوجود وهو الهم أو القلق أو الهلع : و ما الوجود في متناول اليد الذي هو أداة إلا أسلوب اهتمام في الوجود يساعد الموجودين هناك أن يكونوا أحراراً في اهتمامهم في ميدان الوجود بالاشتراك.

” في هذا المقام لا تعود الكينونة في تآخيها مع الكائن موجوداً عادياً ، بل هي ما يتسامى فوق الموجودات . نظر المطلق واللامتناهي لدى الفلاسفة أو هي ” الوجود المنبسط ” عند العرفاء . كان هايدغر يوصي من يريد اختبار الكينونة أن يتأمل بالمعنى الذي يسيطر على كل ما هو كائن . و أن يدخل في حالة تأملية وجدانية تسكت فيها الأحكام المنطقية الثنائية ليبدأ الانفتاح على المتعالي [12]. “

إنَّ هايدغر بسعيه الباحث عن الوجود يذهب إلى أقرب ما يمكن لنا أن نجربه أو نتعامل معه من الوجود وهو “الموجود-هناك” الدازاين ويدرك الموجود-هناك الوجودَ المطلق حين يقف أمام حفرة العدم المطلق و حين ينتابه الهلع أو القلق يمس الوجود المطلق و في هذا السياق تكون تجربة الوجود هناك تجربةً ذاتية تنزاح معها فكرة الإنسان الكلي في فكر هايدغر و عوضاً عن ذلك ينطرح وجود الذات و الأنا تلك المشغولة بانهماماتها لتتحول الفلسفة معه من بحثٍ عن الموجود إلى بحثٍ عن الوجود [13].

عن أسفار الملا :

مفهوم الوجود هايدغر الشيرازي
صدر الدين الشيرازي

خرج صدر الدين الشيرازي الشهير بالملا صدرا (1572-1640) من معتكفه في بيته في مدينة كهك متأبطاً كتابه الأهم ” الأسفار العقلية الأربعة ” الشهير بالأسفار ، مبتدأً بذلك مدرسةً فلسفية جديدة تجمع بين المدارس الثلاث في التاريخ الفلسفي في الإسلام . تلك المدارس كانت موزعةً بين متبعي النص المقدس متمثلاً بالقرآن والسنة وهم المتكلمة ، و متبعي النهج العقلاني المشائي ورائدها هنا ابن سينا(980-1037) ، ومتبعي النهج الشهودي الإشراقي متمثلةً بشهاب الدين السهروردي (1154-1191) و محي الدين ابن عربي (1165-1240) ، فكان منهجه كما يصفه ” يجمع بين القرآن و البرهان والعرفان ” وكما هايدغر جعل الملا صدرا الوجود محور فلسفته بيد أنه عالجه معالجةً تختلف عن معالجة سابقيه فابتكر نظريته في أصالة الوجود مخالفاً بذلك الإشراقيين من جعل الأصالة للماهية ، فهي من وجهة نظره أمر غير متعين و مبهم ولا يمكن إدراكه إلا بالوجود و حين تتعين بنور الوجود فخروج الماهية من العدم رهن بنور الوجود و ما هي إلا حدود متميزة عن غيرها من الحدود الأخرى من الماهايات وابتكر بجانب نظرية الأصالة ، نظريته التشكك في مراتب الوجود  .

و من هنا يتحول موضوع الفلسفة الإسلامية التقليدية في ما بعد الطبيعة من الموجود إلى الوجود، وكون الوجود شاهداً في جميع الأشياء لديه بناءً على نظريته فقد وصل بين جميع الموجودات في درجات مختلفة فيما عرف بنظرية وحدة الوجود المتعالية -وهي مختلفة جداً عن ما يراه الحلوليون و الإتحاديون- والتي تعد ذرى ما بلغهُ العرفان في الدائرة الإسلامية .

فالوجود بحسبه واقع خارجي و منشأ كل قدرة و فعلية ولذلك هو أصيل أما الماهية فهي ليست إلا حدَّ الوجود بمعنى أنها انتزاعٌ ذهني فقط . وأوضح الأشياء هو الوجود بخلاف الماهية و لا ينبغي أن يُعرَّف المعرِّف كونه أظهر شيء وإلا وقعنا في الدور و التسلسل. ولا شيء أوضح من الوجود حتى يستعان به لتعريفه . و تختلف نظرته في وحدة الوجود عن نظرية العرفاء والصوفية في مبدأ مهم في فلسفته ، وهي بتعبيره التشكك في مراتب الوجود ويعني بذلك شدة الوجود و ضعفه في الموجودات ” الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة ” وهدفه من هذا الطرح هو إيضاح سلسلة الموجودات بمراتبها عامةً . ويعني أن لا تساوي بين الموجودات بل إن هناك من الموجودات ما هو أعلى في الرتبة، فجميعها أي الموجودات ، تشترك في حقيقة واحدة هي الوجود لكن لا يمكن قياس صدق الوجود على الواجب كما هو على الممكن ، وذلك أن المفهوم الواحد يمكن انتزاعه من الكثرات إذا ما كان بينهما قدر اشتراك و سوى ذلك فلا .  وقد أفاد الشيرازي في تكوين نظريته في وحدة الوجود من الفلاسفة الفهلويين القدماء و مختصر رأيهم أن حقيقة الوجود شبيهة بـ النور المحسوس فكونه ظاهراً بنفسه مظهراً لغيره يبقى ذا حقيقة واحدة و إنما يختلف بالشدة والضعف ، والضعف لديهم ليس أمراً وجودياً بل عدمياً ناتجاً عن عدم قوته و تلك حقيقة النور [14].

” الحق أنها حقيقة واحدة في عين أنها كثيرة لأنا ننتزع من جميع مراتبها و مصاديقها مفهوم الوجود العام الواحد البديهي ومن الممتنع انتزاع مفهوم واحد من مصاديق كثيرة بما هي كثيرة غير راجعة إلى وحدة ما..[15] “

و جديرٌ بالذكر أنه بالقدر الذي يأخذ فيه العدم حيزاً مهماً من فلسفة الوجوديين و هايدغر من ضمنهم ، فإنه لا أهمية له في فلسفة الشيرازي بل لا حقيقة له ، فحيث لا وجود فثمة عدم ، فالعدم بطلان محض لا مفهوم له إلا بإضافته للوجود فيقال عدم هذا و عدم ذلك ، و من اللافت أنه يستخدم مفهوم العدم للبرهنة على اتحاد معنى الوجود ، وذلك لأن العدم لا تمايز فيه و إذا كان كذلك فيجب أن يكون الوجود كذلك ، ”  فلو كان للعدم معنى واحد و للوجود مفاهيم متعددة فيلزم ارتفاع النقيضين في بعض الموارد فيما إذا صدق الوجود على شيء بالمعنى الأول ذي المفاهيم المتعددة ، ولم يصدق عليه الوجود بالمعنى الثاني ذي المفهوم الواحد ، أما العدم فلأجل انتقاضه بالوجود ولو بالمعنى الأول ذي المفاهيم المتعددة و أما الوجود فهو أيضاً مثله إذ المفروض عدم صدق الوجود بالمعنى الثاني ذي المفهوم الواحد فينتج ارتفاع النقيضين أي عدم صدق الوجود بالمعنى الثاني ذي المفهوم الواحد و العدم على الإطلاق[16].

نقاط التقاء وافتراق :

١-  الوجود عن هايدغر عرْضي بين الوجود والموجود بينما الوجود لدى الملا صدرا عمودي بين عالم علوي وعالم دنيوي و هاتان علاقتان غير متعادلتين ألبتة.( هنري كوربان)

٢- كلا الفيلسوفين جعلا من الوجود الركيزة الأساس في فلسفتيهما مع أنهما بلغا نتائج مختلفة عن بعضهما البعض . فهايدغر يرى أن فهم الوجود أو الكينونة يقودنا إلى مفهوم ” الوجود نحو الموت” بينما الشيرازي يقوده ذلك إلى الوجود وراء الموت .

٣- يشترك الفيلسوفان في التأكيد على صعوبة الإحاطة بـ مفهوم الوجود و إدراكه و يرى الملا صدرا أن معرفة كنه الوجود منحصرةٌ بأهل التأمل. و بينما يقر الملا بصعوبة نيل هذا المطلب و يعزف عن تقديم مقترح بذلك ، نجد هايدغر يجرأ و يطرح مفاهيم من قبيل حفرة العدم وما سوى ذلك من الأمور السلبية لكن بشكل ، ولو قلنا على نحو التسامح ، سلوكي شبيه بالعرفان حين يرى أن التجربة الحقيقة للوجود عن الإنسان تبرز و تتمظهر عندما يجد نفسه في مواقع كتلك .

٤- مفهوم أصالة الوجود عند الشيرازي يلزمنا بقبول مقدمة بداهة الاشتراك المعنوي و كلية الوجود ، لكن هايدغر يرفض كل مقدمات الوجود و يرجعها إلى أحكام مسبقة تاريخية عن الوجود كونها الفلاسفة السابقون .

٥- مفهوم اللانهائية لا يأخذ حيزاً مميزاً من فلسفة هايدغر في حين أن الوجود اللامتناهي يحتل حيزاً مهما بل جوهرياً في فكر الملا صدرا .

٦- يدور محور الوجود في فكر هايدغر حول الدازاين أو الموجود هناك ، و تسامحاً في العبارة يدور حول الإنسان ، و أصالة الوجود تنتمي له وذلك لأن الإنسان هو الكائن الذي يهتم بسؤال الوجود و دون سائر الموجودات لديه الاستعداد للسؤال ، بينما يرى صدرا أن الأصالة هي للوجود بإطلاقه وهي حقيقة الوجود وليس مفهومه و تمتد إلى الوجود الرباني الخالص إلى الوجود الزائل الممكن ، ولديه الماهية لا تظهر إلى في الذهن و ليس لها محل في خارجه فهي طبيعة ثانية في الذهن تابعة لارتباطها بالوجود في عالم الذهن ، وكلما اكتمل الذهن ضعفت الماهية ومن هنا ليس للوجود الواجب ماهية .(ص ٢٣٣ رضا)

٧- يؤكد الوجوديون  أن الوجود متقدم على الماهية ، على الفرق الذي نجده بين الوجود الإنساني الخاص عند الوجوديين و بين تقدم حقيقة الوجود على الماهية عند ملا صدرا . (بوشينسكي ، رضا) .

٨- يظهر في فلسفة هايدغر طابع التساؤلية ، ويقابلها في فلسفة الملا صدرا طابع الإجاباتية .


 المصادر :

-الكينونة والزمان . هيدغر ، مارتن ، ت: المسكيني ، فتحي

-الفلسفة المعاصرة في أوروبا. بوشينسكي

-الاستغراب : الوجود بين الوجودية و أصالة الوجود. آية اللهي ، حميد رضا

-قاعدتان فلسفيتان . السبحاني ، جعفر .

-الفلسفة الألمانية . بووي ، أندرو .

– الاستغراب:  الفيلسوف الحائر في الحضرة . حيدر محمود .

– الاستغراب : هنري كوربان وسيطاً بين هايدغر و السهروردي .

– أصول الفلسفة و المنهج الواقعي : الطباطبائي ، محمد حسين .

-Heidegger and Mulla Sadra On The Meaning Of Metaphysics. U. Faruque, Muhammad.

-Fundamental Explication Of Transcendence In Mulla Sadra’s and Heidegger’s Philosophy. Akbarian, Reza & Zamaniha, Hossein.

-Heidegger and Being and Time. Mulhall, Stephen 2nd Edition.


[1] بوشينسكي ، صـ٢١٢

[2]  بوشنسكي ، صـ٢١٣

[3] حميد رضا ، صـ ٢٢١

[4] بوشيسكي ، صـ٢١٥

[5] هايدغر ؛ صـ٤٩

[6] . نفسه ، صـ٥٢

[7].  نفسه، صـ٥٢

[8] . نفسه ، صـ٥٢

[9] . نفسه، صـ ٥٣

[10] Akbarian. P8 . ترجمتي

[11] حميد رضا ، صـ٢٢٢

[12] حيدر . صـ١٩

[13] حميد رضا ، صـ٢٢٤

[14] السبحاني ، صـ١٣٤

[15] السبحاني ، صـ١٣٥ والعبارة لأستاذه الطباطبائي .

[16] السبحاني ، صـ١٢٧