الجرأة، أو تلك الفضيلة التي ظهرت بواسطة أناس خالدون، هذا ما يسعني أن أصف به الكاتب ماريو فارغاس يوسا ( بيرو ، 1936 ) الحاصل على جائزة نوبل للأدب. الكاتب الذي كرس حياته للعديد من الأنشطة بروحٍ فطنة. قدّر له أن يعيش حياةً ملتزمة، كما يتطلب الأدب بالضبط، فهو لا يتردد في التصرف؛ إذا ما استوجب الأمر، كتقدمه لترشح لمنصب رئاسة بلده البيرو سنة 1990. في الوقت الذي كان يؤمن فيه أن من واجبه الأخلاقي أن يكون ناشط فعّالاً في الحياة العامة كديموقراطي، لشجب الحكومات الشمولية أينما وجدت، أو حين صعد إلى الخشبة لأداء دور بدافع حبه الشديد للمسرح. باختصار، هناك أشياء كثيرة عن هذا الكاتب لكن لا يسعنا المقام لذكرها هنا…
فور وصولي وجدته في مكتبه مستغرقا في دراسة ما و هو محاط بالكتب من حوله، رفع رأسه و الابتسامة تعلو وجهه، فحياني بنبرة صوتٍ جميل ليست معهودة إلا في أناس ليما الطيبين، قائلًا: ” كيف الحال ؟.”