مجلة حكمة

ظاهرة ترامب: حوار مع فيلسوف هارفرد مايكل ساندل / ترجمة: قيس ناصر راهي

كتاب مايكل ساندل
كتاب (The Tyranny Merit) مايكل ساندل

إن وجود ترامب في السلطة أثار العديد من الأسئلة المركزية، التي منها: هل بإمكان الفرد تحقيق الهدف الذي يسعى إليه؟ ولاسيما أن الحلم الأميركي قائم على ذلك. ومن جهة أخرى، يزعم منتقدو الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أنه قد جلب الخراب للولايات المتحدة، وعلى وفق رأي مايكل ساندل، فإن هذا النقد سهل للغاية، فالغطرسة الليبرالية قد أدت دوراً مهماً في تدهور المجتمع الأميركي، وهذا الأمر لا يتحمله ترامب فحسب، إنما الحزب الديمقراطي الذي سمح له بذلك، وإذا فاز ترامب في الانتخابات القادمة، سيكون السؤال المركزي للسياسة الأميركية هو كيف يمكن حماية القواعد والمؤسسات الديمقراطية في مواجهة التهديد الذي يمثله ترامب؟ واذا فاز بايدن، فسيكون السؤال المركزي، هو كيف  يمكن معالجة التصدع مجتمعنا، وتجديد الشعور بالخير العام ؟

    مايكل ساندل الذي يُعرف بنبرته الودودة، ويتميز بكاريزما توحي للمُقابل بأنه انسان محترم، ويشكل حضورهُ إنموذجاً للنجوم الأميركيين سواء أكانوا في هوليود، والسياسة، أم الجامعة. ومناقشاته حادة للغاية، وغالباً ما تكون نقدية. له من العمر 67 سنة، وهو استاذ فلسفة السياسة في جامعة هارفرد، ومحاضراته في Ted Talks، لها شعبية كبيرة تقدر مشاهداتها بالملايين .

ارتبط تاريخ اصدار كتابه الأخير (استبداد الجدارة: ما مصير الخير العام؟) بشكل متعمد بالأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية الرئاسية الراهنة في الولايات المتحدة الأميركية، ويمكن القول أن الكتاب يتحدث عن  كل من: الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسلفه باراك اوباما، ومنافسة ترامب في الانتخابات السابقة هيلاري كلينتون، وزوجها بيل كلنتون الرئيس الاسبق.

يسعى ساندل في كتابه الجديد، إلى تشخيص المسؤولين عن تفتت المجتمع الأميركي، ومقاربة ذلك التفتت مع ما موجود في دول أخرى، بما في ذلك المانيا، وفي الوقت نفسه، لا يخلو من نقد ترامب، إلا أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، إذ إن نقده يستهدف أيضاً الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن الديمقراطيين الاجتماعيين ذوي الاتجاهات اليسارية في أوربا.

وقد نشرت مجلة دير شبيغل الالمانية  بتاريخ (18-9-2020) مقابلة مع مايكل ساندل أجرتها سوزان باير، بعنوان (Harvard Philosopher Michael Sandel on the Trump Phenomenon)  وهذا نصها أدناه:
 

مجلة دير شبيغل: بروفيسور ساندل، لقد اعتاد القراء على الكتب المنشورة، التي تبدو دائماً بنبرة واحدة: ترامب خطير، ترامب غبي، ترامب هو المسؤول عن كل شيء، لكن في كتابك الأخير (استبداد الجدارة)، قد ركزت على خصومه الديمقراطيين، وتلومهم على محنة المجتمع الأميركي، وهو أمر أثار الدهشة .

ساندل: لتوضيح الأمر فإن كتابي لا ينفي عن دونالد ترامب بأي حال من الأحوال الضرر الذي ألحقه بالسياسة والمجتمع الأميركي، فقد أشعل التوترات العرقية، وحفز بالفعل كل الانقسامات الموجودة في المجتمع الاميركي قبل أن يتولى منصبه، وجعلها أسوأ، إلا أن الكتاب يحاول اظهار دور الحزب الديمقراطي سواء مع كلينتون واوباما أم مع هيلاري في فسح المجال أمام ترامب .

 

دير شبيغل: انك تبرهن بأن الديمقراطيين قد أسسوا لأخلاقيات النجاح، لكن حتى ناخبيهم السابقين، ومن ضمنهم الطبقة العاملة، وقفوا ضدهم، فما الخطأ الذي تضمنته فكرتهم ؟ ولا سيما إن الرسالة التي مفادها، (يمكنك فعل ذلك إذا حاولت)، كانت دائماً جزءاً من الحلم الأميركي العظيم .


ساندل: بالفعل، إن الديمقراطيين قد وعدوا مراراً وتكراراً، وبنوايا حسنة، ايجاد طريقة تخرج الناس من اللامساواة، التي تفاقمت نتيجة العولمة، فهم، يؤكدون على التعليم الجامعي بوصفه الوسيلة للارتقاء، إلا أن هذا الأمر يجعل نصف السكان في تنافس مفرط للحصول على مقاعد في افضل الجامعات، والحصول على أفضل المراتب والدرجات، وفي الوقت نفسه، نشهد وباءً، يتمثل بأن الاباء وبشكل مفرط يخشون من أن يكون ابناؤهم في مراتب متأخرة، فالقول بأن الحظ بين يديك وأنك قادر على تحقيق ما تهدف إليه، ملهمة من ناحية، ولكنها محيرة من ناحية أخرى، وبشكل خاص، فيما يتعلق بأولئك الذين لا ينجحون، وهذا الشعور يستغله ترامب  .

دير شبيغل: لكن هذا التفكير النخبوي لا يقتصر على الديمقراطيين فحسب !

ساندل: هذا صحيح. في الثمانينيات، روج رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر السوق الحرة والعولمة. وفي أثناء التسعينيات، قد تولى بيل كلينتون منصب الرئيس، وصار توني بلير رئيساً للوزراء البريطاني، وجيرهارد شرودر مستشاراً لألمانيا – وجميعهم يمثلون أحزاب يسار الوسط، وقد قبلوا المبدأ الأساس لأسلافهم المحافظين، الذي يقول بأن آليات السوق هي الآلية الأساسية لتحقيق الصالح العام، وكان إيمانهم بالأسواق أكثر ليونة من إيمان ريغان وتاتشر وحاولوا أيضاً تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية لأولئك الذين لم يجدوا فرصة عمل في تلك الأسواق، وهم لم يشككوا في قدرة السوق نفسه .



دير شبيجل: ما الذي كان ينبغي عليهم فعله؟


ساندل: كان ينبغي عليهم إظهار المزيد من التنازلات. نعم، إن فكرة استعمال هيلاري كلينتون لكلمة مؤسف، التي استعملتها في الانتخابات الماضية، في اشارتها الى ناخبي ترامب (العمال ذوي الياقات الزرقاء)، اظهرت غطرسة تجاه من هم أقل تعليماً، كذلك حديث اوباما عن الأشخاص الذين يتشبثون في السلاح أو الدين. ويؤكد الليبراليون التنمية  وفق الجدارة، إلا أننا لا نرتقي إلى مبادئ الجدارة التي نعلنها. بالتأكيد، ينبغي اجتياز امتحانات القبول الصعبة بطبيعتها من أجل الدخول إلى جامعة هارفرد، إلا أن الإعداد لهذه الامتحانات لا يتم إلا لبعض الاشخاص من طفولتهم وحتى مرحلة الشباب، عبر دروس الهوكي والعزف على البيانو، فضلاً عن تعلم اللغات الاجنبية، وكل ذلك يتم بتمويل من الآباء، وبعضهم لا يستطيعون تحمل ذلك، مما يمنع تحقق فرصة لابنائهم، ومن ثمّ، يعتمد الاداء الجيد على الخلفية العائلية وقدر كبير من الحظ، ومن خلال ما ذكر، يمكننا تنمية احساسنا بالتواضع والتعرف بشكل اسهل على اولئك الاقل حظاً .

دير شبيغل: كان أول رئيس أميركي من ذوي البشرة السمراء، ومن المؤكد أنه سيرفض الاتهام بأنه قد وجه خطابه الى نخبة البيض الكبيرة .

ساندل: امتلك اوباما بعض الحجج لصالحه، إذ يمكن لأوباما وبيل كلينتون أن يقولا: لقد قدمنا ​​للعمال مجموعة سياسات أكثر سخاءً، فقد قدمنا ​​رعاية صحية شاملة، وكان الجمهوريون ضدها، وطورنا رعاية الأطفال، وكان الجمهوريون ضدها، وقاتلنا من أجل سياسة ضريبية موجهة إلى الطبقة الوسطى، وكان الجمهوريون يخفضون الضرائب على أصحاب الملايين والمليارديرات. وينتج السؤال الآتي، لكلينتون وأوباما: لماذا صوت العمال لصالح دونالد ترامب ؟ صُدم الديمقراطيون عندما تم انتخاب ترامب، إذ لم يأخذوا على محمل الجد المظالم المشروعة التي تتشابك مع المشاعر القبيحة التي تدفع مؤيدي الشعبوية، وفيما يرتبط بأنصار ترامب، فالأمر لا يتعلق بالأجور والوظائف فقط، إنما بالكرامة والاحترام، فالمظالم ليست اقتصادية فحسب، بل هي أخلاقية وثقافية أيضاً.

دير شبيغل: إذا شعر منتخبو ترامب بالإهانة من النخبة، فهل  من غير المقبول وبشكل خاص أن يروا رجلاً من ذوي البشرة السمراء في سدة الرئاسة، أو مع إمرأه مثلما حصل مه هيلاري كلينتون؟


ساندل: بالتأكيد أن التمييز على أساس الجنس واللون من العوامل التي ساهمت بصعود ترامب، الذي يصدر تصريحات معادية للمرأة وخطابات عنصرية صريحة، لكن من المهم أن نتذكر أن أوباما قد انتخب رئيساً لمرتين، وذهب بعض ناخبي أوباما إلى ترامب، وكان التحيز الجنسي عاملاً في هزيمة هيلاري كلينتون ، فضلاً عن ارتباطها بجدارة النخب، حتى بدت وكأنها تنظر باستخفاف إلى العاملين، أما ترامب فلم يكُن لديه ذلك .


دير شبيغل: لماذا تعتقد أن الديمقراطيين، وبشكل خاص، مرتبطون بآيديولوجيا النخبة؟

ساندل: ذات مرة، دافع الحزب الديمقراطي عن المزارعين والعمال بالضد من اصحاب الامتيازات، وحينها عكست هيلاري كلينتون أثر ذلك في حملتها الرئاسية، فقد تفاخرت بأنها فازت في المناطق التي تشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لأميركا. وقد بينت الاستطلاعات أن التعليم وليس الدخل هو أفضل داعم متوقع لترامب، فمن بين الناخبين هناك ذوي الدخل المتقارب، إذ صوت ذوو التعليم العالي لكلينتون، بينما صوت الأقل مسوى لصالح ترامب .

دير شبيغل: لا شك أن لحظات باراك أوباما مثلت عجرفة وغطرسة النخبة، إلا أنه امتلك خطاباً عاطفياً مؤثراً دل على رغبة في التغلب على الانقسامات، إنظر إلى خطابه في جنازة تشارلستون عام 2015 ، حيث وقع تسعة من أعضاء كنيسة من ذوي البشرة السمراء ضحية هجوم أثناء الصلاة، وجاء المعزون إلى حفل التأبين غاضبين، حينها ألقى أوباما خطاب التأبين ثم غنى “Amazing Grace” للمساعدة في تخفيف غضبهم، وكان الخطاب الذي ألقاه واحداً من أعظم الخطب السياسية الرئاسية في السنوات الأخيرة.


ساندل: نعم، هذا صحيح. لقد كان أكثر بلاغة من أي شخصية سياسية أخرى سمعتها فيما يتعلق بالمساواة العرقية، واعتقد أن التاريخ سينظر بإيجابية إلى أوباما بوصفه شخصية ملهمة. حينما ترشح للرئاسة عام 2008، ألهم شكلاً من المثالية الأخلاقية والمدنية، التي لم نشهدها منذ أجيال، إلا أن عام 2008 كان  ذروة الأزمة المالية. وفي القضايا الاقتصادية، اعتنق العولمة النيوليبرالية، وحينما توفرت الفرصة لإصلاح وإعادة هيكلة الصناعة المالية، قام بإنقاذ البنوك دون تحميلها المسؤولية عن سلوكها غير المسؤول، ولم يفعل الكثير لمساعدة المواطنين العاديين الذين فقدوا منازلهم، وهذا الأمر شكل الغضب المستمر من خطة الإنقاذ، فضلاً عن تغذية سياسة الاحتجاج، فعلى اليسار، كانت حركة (احتلوا) وترشيح بيرني ساندرز، وعلى اليمين، كانت حركة حفل الشاي وانتخاب ترامب .

دير شبيغل: كيف ترى نفسك؟ أنت رجل أبيض وأستاذ في جامعة هارفارد، إنها  النخبة المتميزة.

ساندل: هذا صحيح، أنا أكتب انتقادات للنخب والادارة، وقد شهدوا بذلك شخصياً. أرى الآثار الضارة للمنافسة الشديدة على الجدارة عند العديد من طلابي، فقد وصلوا إلى الجامعة بعد أن انتصروا في منافسة الجدارة المجهدة والمثيرة للقلق، التي استهلكت بشكل متزايد سنوات الدراسة الثانوية للعديد من المراهقين. أفهم أن الوضع في ألمانيا مختلف. ولكن في الولايات المتحدة، ومع وصول الشباب إلى كليات النخبة، اعتاد بعضهم السعي للحصول على أوراق اعتماد بحيث يجدون صعوبة في الأولويات التي تستحق التفكير والاهتمام بها، ويمكن أن يؤدي الضغط لتحقيق ما يريدوه إلى مزاحمة التعلم، وإن استبداد الجدارة يضر بالفائزين ومن يساندهم .

دير شبيجل: الاستبداد كلمة قوية جدًا. “في مجتمع فردي مثل الولايات المتحدة، قد يكون من الصعب تحقيق التماسك”.

ساندل: توجد إحصائية واقعية  لدراسة حديثة تناولت الصحة العقلية لـ 67000 طالب جامعي في أكثر من مائة كلية، وتبين أن مستويات التوتر الهائلة تؤدي إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، وإن واحد من كل خمسة طلاب جامعيين، قد ابلغ عن أفكار انتحارية، وإن معدل الانتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 عاماً قد ارتفع بنسبة 36 في المائة من عام 2000 إلى عام 2017 .

دير شبيغل: لم يتبق سوى بضعة أسابيع ليوم 3 تشرين الثاني ا موعد لانتخابات في الولايات المتحدة، فما المهام التي ستواجهها الطبقة السياسية إذا: أ- فاز ترامب أو ب- فاز منافسه جو بايدن؟

ساندل: إذا فاز ترامب، فسيكون السؤال المركزي للسياسة هو كيف يتم حماية القواعد والمؤسسات الديمقراطية في مواجهة التهديد الذي يمثله ترامب؟ أما إذا فاز بايدن، فسيكون السؤال المركزي هو كيف تعالج الانقسامات العميقة في مجتمعنا ؟ وكيف يمكننا تجديد الشعور بالخير العام؟ لكننا لا نستطيع أن نبدأ في معالجة انقساماتنا إذا لم نفهم سبب فقدان التماسك الاجتماعي، ففي كتابي (استبداد الجدارة) أحاول اقامة حوار حول هذه الأسباب، وعن الكيفية التي يمكننا من خلالها بناء سياسة للخير العام .

دير شبيغل: لكن ليس من السهل فرض التماسك وروح الجماعة سياسياً، وبالتأكيد ليس من التنازلات .

ساندل: صحيح. تأتي التنازلات من التجربة، ومن الرسائل التي يعطيها الآباء لأطفالهم أثناء تربيتهم لهم ومن خلال الدروس الضمنية التي تنقلها المدارس عن النجاح. هل يُكافأ الأداء المعرفي بشكل أساس أم يتم تنمية المهارات الاجتماعية وتقديرها كذلك؟ هل يمكننا إنشاء مساحات عامة يجتمع فيها أشخاص من طبقات اجتماعية مختلفة، أم يجب أن نتراجع إلى مجتمعات مسوّرة في صحبة من نوعنا؟ هل نرسل أطفالنا إلى المدارس العامة، حيث يلتقون بأطفال من فئات اجتماعية أخرى؟ هل نتخلى عن سكاي بوكس ​​VIP في الساحات الرياضية التي تفصلنا حتى أثناء مشاهدة فريقنا المفضل؟ وفوق كل شيء: هل نعترف بأننا مدينون لنجاحنا، للأسرة والمجتمع وظروف الحياة والحظ؟

دير شبيغل: الآن، لقد مرت علينا شهور منذ بداية جائحة كورونا العالمية، وأظهرت لنا مدى ضعف الإنسانية، فهل توجد – ليس على نطاق واسع، ولكن على نطاق أصغر – علامات تضامن جديدة بين الطلاب؟

ساندل: في مجتمع فردي مثل الولايات المتحدة، قد يكون من الصعب تحقيق التضامن، وإلا كان لدينا دولة رفاهية أكثر سخاء. قد تكون هناك بعض الإشارات الصغيرة على أن الأشياء تسير في الاتجاه الذي سألت عنه. مؤخراً، سألت مجموعة من الطلاب عما إذا كانوا يفضلون، أثناء الوباء، إغلاق الاقتصاد لحماية أفراد المجتمع الضعفاء، أو سياسة مناعة القطيع، كما هو الحال في السويد، إذ تخاطر الحكومة بتفشي المرض بشكل كبير من أجل الحفاظ على استمرار الاقتصاد، وكان الطلاب يعارضون بأغلبية ساحقة فكرة مناعة القطيع ، لأنهم أدركوا خطورتها على الضعفاء وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أساسية في المجتمع، لكن من السابق لأوانه استخلاص أية استنتاجات، وفي الوقت الحالي، ينتشر طلابي في جميع أنحاء العالم ، ويتعلمون عن بُعد ، بينما نحاول التفكير في معنى العدالة في خضم الوباء.

دير شبيغل: بروفيسور ساندل، نشكرك على هذه المقابلة.

 

المصدر