مجلة حكمة
شعر الزن الصيني وفلسفته

ترجمات من شعراء فلسفة الزن: كتاب القارب المنجرف أنطولوجيا شعر الزن الصيني / ترجمة: السعيد عبدالغني


شذارات من شعر الزن وفلسفته الصينية

سنغ تسان ، آيات فى العقل المؤمن

الدرب العظيم ليس مستحيلا
لهؤلاء الذين ليس لديهم تفضيلات
عندما يكون الحب والكراهية كلاهما غائبا
كل شىء يصبح واضحا وعلنيا
قم بأقل تمييز ،
على الرغم

أن السماء والأرض خلقوا بلا رابط .
إن اردت أن ترى الحقيقة
إذا كن حياديا تجاه كل الاراء
أن تضع ما تحبه ضد ما تكرهه
هو مرض العقل

حيث المعنى الأعمق للاشياء غير مفهوم
سلام العقل الاساسي فى ابتعاده عن الفائدة .
الدرب رائع كشساعة الفضاء
حيث لا شىء ناقص ولا شىء فائض

فى الواقع ، من الواجب على اختيارنا أن يقبل ويرفض
الذى لا نراه من الطبيعة الحقيقية للاشياء .
لا تحيا فى التشابكات فى الاشياء الخارجية
ولا فى الشعور الداخلي للفراغ
كن هادئا فى وحدانية الأشياء

والرؤى الخاطئة سوف تختفى تلقائيا وحدها .
عندما تحاول أن تصمت باطنيا لتحقيق التلاشي
ستجد الحيوية طافرة من هذا الفعل
طالما بقيت فى اقصوية شىء أو آخر
لن تعرف وحدانيته .
الذين لا يحيون فى درب واحد
يفشلون فى التحقق والتلاشي
فى الاثبات والنفي

أن تنكر واقعية الأشياء
فأنت تفقد معناها الحقيقي
أن تثبت فراغ الأشياء
فأنت تفقد معناها الحقيقي .
كلما تفكر او تتحدث فى شىء
كلما ابعدك ذلك عن التأمل فى الحقيقة
توقف عن الحديث والتفكير
ولن يكون هناك شىء لا تعرفه .
أن تعود إلى الجذر لكى تجد المعنى
ولكن اتباع الظاهر هو فقدان الجوهر .
فى لحظة الاشعاع الداخلي
يوجد رحلة ما بين الظاهر والفراغ
التغيرات التى تبدو أنها تحدث فى العالم الفارغ

ندعوها فقط بالحقيقة لجهلنا
لا تبحث عن الحقيقة
فقط توقف عن إبداء الاراء .
لا تبقى فى الحالة الثنائية

تجنب هذه الملاحقات جيدا
لو كان هناك حتى درب لهذا أو لذاك

للصواب أو الخطأ
فـ جوهر العقل سيتيه فى القلق .
على الرغم من أن الثنائية تأتي من الواحد
لا تلتصق حتى بهذا الواحد
عندما يوجد العقل غير مشوه في الدرب
لا شىء في العالم يمكن ان يؤذي
وعندما يتوقف الشىء عن الأذى
تتوقف عن الوجود في الطريق القديم .

عندما لا تنبع أفكار ملفتة ، يتوقف عندها العقل القديم عن التواجد .

عندما يتلاشي ما نفكر به
يتلاشي موضوع تفكيرنا

لانه عندما يتلاشي العقل تتلاشى الأشياء .
العقل ( الفاعل ) موجود بسبب الأشياء ( المفعولات )

افهم العلاقة بين هذين الاثنين
والحقيقة الرئيسية : وحدانية الفراغ .

فى الفراغ ، الاثنان لا يمكن تمييزهم
وكل منهم يحتوى فيه العالم كله .
إن لم تفرق بين الخشن والناعم
لن تغوِيك الاراء والتعصبات .

كى تحيا فى الدرب العظيم ليس سهلا ولا صعبا ،
لكن هؤلاء محدودي الرؤي ، الخائفين ، المترددين :

كلما يسرعون ،كلما تباطأ وصولهم
والتعلق يصير غير محدود
حتى تعلقك بطريق النور
هو ما يؤدي بك أيضا أن تضل .
فقط لتترك الأشياء فى دروبها القدرية .
عندها لن يكون هناك ذهاب واياب .
طِع طبيعة الأشياء ( طبيعتك )
عندها ستمشي بحرية وتوازن .
عندما يكون تفكيرك خاضعا لسلطة ما
تختفي الحقيقة وتهرب .

حيث كل شىء مظلم باهت .
وطريقتك المرهِقة فى الحكم على الأشياء
تبعث على المضايقة والغرابة

ما الجدوى التى ستأتي من تلك التصنيفات المزعومة والفصل بين الاشياء .

اذا اردت أن تسلك الطريق الواحد ،
لا تكره حتى ذلك العالم من الأحاسيس والأفكار .
فى الواقع ؛ ان تقبلهم كليا فهذا مماثل
يسعى الرجل الحكيم نحو اللاهدف،
ولكن الأحمق يقيد نفسه .
هناك ” دارما ” واحدة ؛

تنبع تصنيفاتتا للأشياء من تلك الاحتياجات المعلقة بالتجاهل ؛
ان تحيك عقلك بعقل مميز فذلك أعظم الأخطاء .

تنبع الراحة والشقاء من الوهم ؛
بالنورانية لا يوجد استحسان واستحقار .
تأتي الثنائيات من الاستنباط الاعمي .
هم كالاحلام، كالازهار فى الهواء ؛
احمق من يحاول اللحاق بهم

الكسب والخسارة ، الخطأ والصواب :
لابد أن تجهض هذه الأفكار فى الحال .

إن لم تنم العين برهة ،
فإن الأحلام سوف تختفي تلقائيا .

ان لم يصنع العقل تمييزاته سوف تبقى الأشياء كما هي ، بنمط واحد .
لكى تفهم لغز الوحدانية هو أن تحرر من كل التشابكات .
عندما ترى الأشياء ببصيرة واحدة ، الوجود الذاتي اللازمني يتحقق .
لا مقارنات ولا قياسات ممكنة فى اللاسببية، حالة اللاعلائقية .

فلتُعِد المتحرك ساكنا
والساكن فى حركة،
فتختفي الحركة والسكون .
عندما تتوقف الثنائيات عن الوجود
تتوقف الوحدانية بدورها عن الوجود .
عند هذه النهاية القصوى لا وجود لقانون ولا لتعبير .
لهذا العقل المتوحد المتوافق مع ذاك الدرب ،
كل محاولات التشبث الرئيسية الذاتية تختفي .

الشكوك والترددات تتدمر

والحياة فى الإيمان الحقيقي محتملة .
بصدمة واحدة تتحرر من هذا العبء الثقيل ؛
لا ثقل فينا ولا رابط بيننا وأي شىء .

كل شىء فارغ
واضح
مشع بنفسه
بدون بذل العقل لقواه .

هنا التفكير .. الشعور .. المعرفة .. الخيال .. بلا قيمة .

فى هذا العالم

لا وجود للأنا ولا لشىء غير الأنا .
لكى تتقبل تلك الحقيقة فقط
عندما يأتيك الشك قل ،”لا ثنائية”
بذلك المفهوم لا شىء منفصل ، ولا شىء مستثني .

لا يهم متى او أين ،
النورانية تعنى أن تسكنك الحقيقة .

هذه الحقيقة وراء الفيض والنقص فى الزمان والمكان ؛
فى هذه الحقيقة الفكرة الواحدة هى آلاف الأزمان .

الفراغ هنا ، الفراغ هناك ،

لكن الكون اللانهائي يقف دائما خلف العيون .
بشكل لانهائي هو متسع وأيضا محدود ،

لا فرق ، لا تعريفات
كلٌ قد اختفى
لا وجود لأية حواجز .
الكثير من الكونية والانعدامية .
لا تضع وقتك فى الشكوك والجدالات
لا شىء فى يدك لتفعله في ذلك .
شىء واحد ، كل الأشياء :

تتحرك هنا وهناك فى اختلاط بلا تمييزات .

لكى تعيش تلك الحقيقة ،

ان تكون بلا تلك الحالة من القلق عن عدم الكمال .
لكى تحيا فى ذلك الإيمان هو الطريق للاثنائية ،
لان اللاثنائية هى أن بذلك العقل الواثق .

الكلمات !
الدرب خارج اللغة

لأجل ذلك المعنى
لا وجود للأمس
لا للغد
ولا لليوم .

****
لى بو

لقد جعلت بيتي بين الجبال

*

لقد سألت لماذا أعيش وحيدا فى غابة الجبال
وأيضا أبتسم وأصمت وحيدا حتى تنمو روحي بصمت
إنها تعيش فى عالم آخر ، عالم ليس ملكا لأحد
تزدهر أشجار الخوخ ويستمر الماء فى التدفق .

***
الغبار القديم

نحيا حياتنا كمتأملين حتى نصير موتى

نصل إلى بيوتنا أخيرا .
رحلة سريعة بين السماء والأرض ،
ثم المرور برماد عشرات آلاف الاجيال .
يستمر أرنب القمر فى خلط الإكسير لأجل لاشىء .

شجرة الحياة الطويلة مضرمة
موتى ، صامتة هي عظامنا البيضاء
عندما تميل أشجار الصنوبر ناحية الربيع .
أتذكر ، وأصرخ ، ناظراً أمامي ؟ أصرخ ثانية
الحياة عبث ؟ ما نفع الشهرة ؟ ما قيمة المجد ؟