مجلة حكمة
السياقية ابستمولجيا

السياقية في الإبستمولوجيا الحديثة – جون توري، ومارك ألفانو، وجون غريكو


السياقية في الإبستمولوجيا الحديثة

  • السياقية

وفقًا لوجهة نظر نوقِشَت السياقية (Contextualism) على نطاق واسع في الإبستمولوجيا الحديثة،. وشروط الحقيقة لخصائص المعرفة مثل قولنا: “س يعرف ب” حساسة للسياق؛. وذلك يعود إلى حساسية السياق للفعل المعرفي “يعرف” (للمراجعة، انظر Rysiew 2016). يختلف السياقيّون حيال الكيفية التي تتم بها نمذجة حساسية السياق المزعومة. يقول البعض إن كلمة “يعرف” مؤشر ذو سياق ثابت، وهو دالٌّ من السياقات إلى المحتويات (Cohen 2013).

بينما يدعي البعض الآخر، أن “يعرف” مدلول غامض يحتاج إلى تكميل سياقي لإسناد خاصية محددة (Heller 1999). يجادل النقاد بأن المقترحات السياقية الرائدة قد تكون لسبب أو بغير سبب؛. لأننا نفتقر إلى أدلة مستقلة على أنَّ “يعرف” حساس للسياق بهذه الطرق (Stanley 2005)، أو لأن التجارب السلوكية تظهر أن الأشخاص لا يقيِّمون سمات المعرفة بالطريقة التي افترضها أو تنبأ بها أنصار السياقية البارزون (Turri 2016b).

يدافع غريكو (2004، 2008) عن نسخة من السياقية يسميها “السياقية الفضائلية”. تنبثق هذه السياقية من الفكرة الأساسية المذكورة سابقًا، وهي أنّ “تعرف” يعني أن تعتقد الحقيقة؛ بسبب فضيلتك الفكرية أو قدرتك. عندما نقول “بسبب فضيلتك الفكرية أو قدرتك “، كيف نفهم “بسبب”؟ بشكل عام، الحديث التأويلي حساس للسياق. إنه حساس للسياق بطريقتين أساسيتين:

  • أولًا: تميل السمات غير الطبيعية إلى أن تكون بارزة بشكل تأويلي. إيضاحًا لذلك، ضع في مخيلتك المشهد الآتي: ذعرٌ استولى على مبنى سكني في مانهاتن،. والذي حدث بعد وقت قصير جدًّا من تجول نمر في الردهة. ليس لدينا مشكلة في تحديد سبب الذعر: النمر. هذا صحيح على الرغم من أن وجود النمر ليس كافيًا بشكل فردي لإثارة الذعر – يجب على الناس أيضًا الخوف من النمور، لكنهم يفعلون ذلك عادةً.

  • ثانيًا: تحدد اهتماماتنا وأغراضنا ميزات معينة على أنها ذات صلة خاصة؛ حيث نميل إلى التركيز على الأشياء التي يمكننا السيطرة عليها. إذا سأل أحد الطلاب المدرس عن سبب إخفاقه في الامتحان، فقد يشير المعلم إلى أنه نادرًا ما جاء إلى الفصل، مهملاً أسبابًا أخرى مثل الدراسة حتى صباح الامتحان.

 إذا كان الحديث التوضيحي حساسًا للسياق بشكل عام،. وكان حديث المعرفة مجرد نوع من الحديث التوضيحي، فربما تكون سمات المعرفة كذلك. من خلال تغيير ما يبدو طبيعيًّا أو عن طريق تغيير اهتماماتنا وهدفنا، قد ننتقل من سياق يعبر فيه قول “س تعتقد بالحقيقة بسبب فضيلتها” عن حقيقة،. إلى سياق حيث يعبر نطق الكلمات نفسها عن الخطأ.

وبما أن قول “س يعرف” هو بمنزلة قول “س تعتقد بالحقيقة بسبب فضيلتها”، فإن ذلك يعني أن سمات المعرفة حساسة أيضًا للسياق. من خلال اشتقاق تفسيرها لحساسية السياق من الطابع العام للحديث التوضيحي، قد تتجنب السياقية الفضائلية الاتهام بأنها غير محفزة ومخصصة. ومع ذلك، توجد حاجة إلى مزيد من العمل لاختبار ما إذا كانت النظرية تتناسب مع السلوك اللُّغوي الفعلي للناس.