مجلة حكمة
رواية 9/11

لماذا أصبحت رواية ٩/١١ نوعًا أدبيًا متنازعًا عليه ومضطربًا؟ – آرين كيبل / ترجمة: خالد الرشيد

مقالة في تأثير الهجوم الإرهابي على عالم الأدب بعد ١٥ سنة


الآلاف من البشر زاروا النصب التذكاري لـ ٩/١١، واستمر انتشار نظريات المؤامرة، وما زال لدى الكثير شعور الفقدان عميقًا. فبعد ١٥ عامًا ما زال الهجوم الأرهابي الذي دمر برجي التجارة العالميين في نيويورك يأسر المخيلة.

وخلال هذه ١٥ عامًا، حاولت ردود الفعل الفنية والأدبية فهم وإيجاد معنى لهذه الأحداث المعروفة ب ٩/١١. وأحد وسائل هذه الردود التي حظيت بإهتمام نقدي ثري هي الرواية، ونحن يمكننا الاستفادة من هذا الاهتمام. إن الطرق، التي من خلالها يُتوقعشكل الرواية وتُقدم طرق نقدها وغالبا تربط النقاشات حول الدور الواسع للرواية في المجتمع، تثير الأسئلة الملحة حول كيفيةرؤيتنا لهذه الهجمات.

أما النقاشات النقدية المنتشرة التي كانت عن الرواية وأبرزت أهميتها عززت بطريقة ما من تأكيد جورج بوش وهو “أن ليلة الحادي عشر من سبتمبر أسدلت ظلامها على عالم جديد”. ولهذا، يجادل بعضهم أن هذه النقاشات تقلل من تعقيد التاريخ الذييسبق ٩/١١ وآثار الحدث نفسه، مما يعطي الحدث أهمية متضخمة ومبالغ فيها في عالم السرد.

وقبل أن يكون هناك روايات من هذا القبيل، عكست الحاجة الواضحة إلى تفسيرات أدبية كيف أن الكثير كان يشعرون بأن الحدث لا يمكن سبر غوره. وربما لأن ٩/١١ كان حدثًا مرئيًا، فإن الصحف والمجلات عولت على الأدباء – الذين هم الخبراء فياستكشاف حالة الإنسان من خلال الكلمة المكتوبة – ليفسروا أو يقصوا هذه الصدمة.

فلجأ آين ماكيون ودون ديليلو ومارتن آميز وجون أبدايك في مقالاتهم المبكرة إلى الردود غير الأدبية الشهير مثل ملفات”صورالحزن” الكئيبة التابعة لصحيفة النيويورك تايمز التي ظهرت في خريف ٢٠٠١. وأشار هؤلاء الكتاب الأدباء إلى صعوبة كتابة القصة عن أحداث “لا يمكن تخيلها”. هذا بالطبع أذكى نار الانتظار لظهور رواية ٩/١١ الحتمية: فكيف سيحاول الكتاب تمثيل”ما لا يمكن سبر غوره”؟

فعندما صدرت روايات ديليلو وكلير ماسود وجي ماكينيرني 

وكن كالفس، اكتشف النقاد سريعًا التشابه المدهش بين هذه

الروايات. فالروايات التي ظهرت بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧

 ركزت على كيفية تعامل الطبقة البيضاء الثرية في نيويورك 

مع الصدمة. وكلهم فعلوا ذلك من خلال سرديات الزواج

 أو العلاقات الاجتماعية.

ولذا يسأل بانكاج ميشرا سؤالًا مشككًا في مناقشته للروايات في مقالته “نهاية البراءة”:

“هل يفترض علينا أن نرى الخلاف الزوجي هو الصورة المجازية

لأمريكا ما بعد ٩/١١؟” لقد إنزعج ميشرا من ديليلو لأنه “لجأ مثل

ماكينيري وكالفس إلىالمحلية” رغم أن ديليلو لديه نظرة ثاقبة في موضوع الارهاب.

وتبعت المقالات الأكاديمية لريتشارد قري ومايكل روثبيرق هذه النهج حيث نقدت هذه الروايات “لفشلها” في الربط بين الآخروالمواضيع الجيوسياسية المتعلقة بـ ٩/١١. فكان قري حادًا حينما قال: “إن هذه الأزمة أصبحت بكل ما تعنيه الكلمة مدجنةمحليًا.”

يرى ميشرا وقري وروثبيرق أن الأدب يجب أن يقوم بمهمة لا

 

المصدر