سيغدو التفكير بأن لهيغل ما يقوله عن حياتنا أمرا مستغربا. ولكن ماذا إذا أمكن لفيلسوف كتب في أوائل القرن التاسع عشر أن يسلط الضوء على أكثر واجباتنا الأساسية تجاه بعضنا والكوكب؟ يرينا في كتابه فيمونولوجيا الروح أننا لسنا مخلوقات متوحدة ببساطة، منفصلين عن بعضنا البعض، مع أنه يعلم جيدا أننا أحيانا نرى أنفسنا بتلك الطريقة بالضبط. ففي منظوره، الأفراد الواعين لذاتهم ليسوا متوحدين تماما البتة لأنه وفي جزء يعتمدون على بعضهم ولا يمكنهم الاستغناء عن الآخرين. غير أنه يخرج بمزعم إضافي: لا يمكنني أن أبدأ بتأمل ذاتي إلا ككائن اجتماعي. أي عبر مسار مقابلة الآخر تكمن فرصتي في وعي الذات.
“متى ما وصلنا إلى معرفة ذاتنا، قبضنا على السبيل الذي نغدو به مرتبطين جوهريا بالآخرين.”