الدرونز -أو الطائرات بدون طيّار- طائرات عسكرية يُتَحكّم بها عن بعد، لتُستخدم في المراقبة أو الهجوم. نشأ جدل مُعتبر مؤخرا ، أغلبه أخلاقي، عن استخدامها في القتل المستهدف targeted killings للأشخاص خارج نطاق الحرب التقليدية conventional war. نعني بالحرب التقليدية هنا؛ النزاع المسلح الذي يبدأ ، على الأقل، كصراع بين دولتين. الدرونز مثيرة أخلاقيا ،جزئيا، لأن استخدامها كثيرا ما يقوم على دعوى أخلاقية. نترجم و نلخص هنا – بتصرف- أبرز الأفكار التي تناولها الدكتور ستيفن لي ، الأستاذ في الفلسفة بكليات هوبارت و ويليام سميث، و الأستاذ الزائر بنركز الأخلاق، جامعة تورنتو، في ورقة له.
غالبا ما يطرح تطور التكنولوجيا العسكرية مشاكلا أخلاقية جديدة و صعبة، و الدرونز ليست استثناءا لذلك. عند بحث أخلاقيات تكنولوجيا عسكرية جديدة؛ لعله من المفيد التمييز بين نوعين من المشاكل الأخلاقية التي تثيرها. النوع الأول؛ مشاكل اعتيادية، يمكن حلها بتغيير ضبط التكنولوجيا أو توجيه الأنشطة العسكرية التي تتضمن استخدامها. النوع الثاني من المشاكل؛ مشاكل استثنائية، و هي مشاكل بالغة للغاية و قد تستوجب ألا تُستخدَم هذه التكنولوجيا على الإطلاق. هذا تمييز تقريبي بالطبع. بعض المشاكل الأخلاقية التي تثيرها الدرونز اعتيادية و بعضها استثنائية.
تخوض الولايات المتحدة الأمريكية، و الغرب عموما، حربا عالمية ؛ غالبا ما يشار إليها بـ “الحرب العالمية على الإرهاب” Global War on Terrorism . تندرج بعض هذه الحروب تحت نطاق الحرب التقليدية، و يقع البعض الآخر – و هو الأكثر إثارة للجدل- خارج هذا النطاق. علينا أيضا أن نتساءل عما إذا كانت الحرب على الإرهاب حربا على الإطلاق. الحرب على الإرهاب نزاع غير متناظر asymmetric conflict ، و هو النزاع الذي يكون لأحد طرفيه أفضلية كبيرة نسبيا. يَسِمُ هذا اللاتناظر أغلب حروب الولايات المتحدة و القوى الغربية خلال العقود القليلة الماضية. و الحقيقة أن الدرونز مفيدة بالذات في هذا النوع من الحروب الغير متناظرة.
سنعرض في الجزء الأول من المقال اعتراضين استراتيجيين على استخدام الدرونز ، يليها الحجج الأخلاقية التي يدعيها مؤيدو استخدامها، و من ثمّ الاعتراضات الأخلاقية على هذه التقنية.
![الدرونز الطائرة بدون طيار](https://hekmah.org/wp-content/uploads/2015/07/الدرونز.jpg)