مجلة حكمة
الثالوث النصيري

الثالوث النصيري: المعنى علي، والاسم محمد، والباب سلمان – متي موسى / ترجمة: إبراهيم قيس جركس


كما أسلَفنا في الفصل السادس والعشرين[*]، يتألّف الثالوث النصيري: المعنى علي، والاسم محمد، والباب سلمان الفارسي. وتمّت مناقشة مكانة “علي” ضمن هذا الثالوث في الفصل السابع والعشرين[**]، وسنناقض هنا مكانة الشخصين/الأقنومين الآخرين من الثالوث.

الشخص الثاني في الثالوث النصيري هو الاسم محمد، الذي ظهر في زمن المعنى علي، واعتُبِرَت الفترة الأكمل بين فترات الظهور الإلهية السبعة. أوّل ظهور للاسم في صورة البشر كان آدم، وآخر ظهور كان محمد. ويعتبر الشمالية الاسم محمد إلههم. مع أنّه يحتلّ مكانة ثانوية ضمن الثالوث، دون المعنى علي. فالمعنى علي، بوصفه العَلي الأعلى، هو الذي خَلَقَ/اخترع الاسم محمد من نور ذاته وعلّمه القرآن. المعنى علي هو الذي جعل الاسم نوراً، اختَرَعَه من نور معنويته. وناداه باسمه “محمد”، واصطفاه. قال له: ((كُنْ مُسَبّبَ الأسباب، ومُبَوّبَ الأبواب))[[1]]. والمقصود بعبارة “مُسَبّب الأسباب” أنّ محمد بوصفه اسماً يشغل منصب خالق الكون المادي demiurge، الذي خلق من خلاله المعنى علي العوالم العلوية والسفلية، وأوكل إليه إدارة شؤون الكون[[2]]. بطريقة ما، يحتل الاسم محمد نفس مكانة “الكلمة/اللوغوس” في الديانة المسيحية. ومع ذلك، وعلى عكس اللوغوس، المولود، وليس المُختَرَع، وهو من نفس مادة الأب أو جوهره، نرى أنّ الاسم محمد، كما تمّ توضيحه في كتاب المشيخة، ((أفضل المخلوقات))[[3]].

ويسرد كتاب تعليم الديانة النصيرية العديد من الأسماء التي ظهر فيها الاسم محمد. بعضها يشير إلى صفات محمد الإلهية، وبعضها الآخر مجرّد أسماء وصفات مجرّدة. ومن بين الأسماء المذكورة نجد “مأد المأد” في التوراه، و”المهيمن أو الفادي” في الزبور (المزامير)، “وفارقليط” في الإنجيل (كما يُعرَف الروح القُدُس بهذا الاسم في العهد الجديد)، ومحمد في القرآن. وأهم الأسماء المجرّدة التي أعطيت للاسم محمد: “المشيئة” و”الفطرة” و”العلم” و”القدرة” و”اللطف الخفي”[[4]].

وتجدر الإشارة إلى أنّ الاسم هو أيضاً الحجاب الذي كشف المعنى علي نفسه من خلاله للبشرية. إنه الاسم الذي يحجب سطوع نور الإله عن أعين البشر. وكثيراً ما يأتي ذكر الحجاب وتفصيله في الكتابات والنصوص النصيرية بالارتباط مع الإله[[5]]. جاء في السؤال الرابع من كتاب التعليم ((س: إن كان مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو الله، فكيف تجانس مع المتجانسين؟… الجواب: إعلم أنّ مولانا أمير المؤمنين لايتجانس مع المتجانسين، بل أنّه احتجب بمحمد في كَوره ودَوره وتسمّى علياً))[[6]]. وهذا معناه أنّ ألوهية المعنى علي ساطعة جداً بحيث لا يمكن لكائن بشري احتمالها والنظر إليه بشكلٍ مباشرة بدون حجاب. وهكذا، أصبح الاسم محمد حجاب المعنى علي، الذي أخفى المعنى فيه ذاته، وأظهر نفسه للبشرية من خلاله[[7]].

وفقاً للخصيبي، الله هو باطن محمد، ومحمد هو ظاهر الله. الله يمثّل قوّة الألوهية وقدرتها، ومحمد يمثّل الضعف والعجز البشريين. لهذا السبب، يُسمَح للبشر أن يحملوا اسم محمد أو علي، ولكن ليس مسموحاً أن يتسمّى بشرياً بالله[[8]]. ويقول الشيخ النشّابي في مناظرته شارحاً أنّ محمد وعلي ما هُما إلا اسمين فانيين دنيويين للاهوت، فالإله، المعنى، لم يُظهِر ذاته لأحد سوى لاسمه محمد، وكان الاسم محمد الوحيد الذي يستحقّ مكانة حجاب الله[[9]].

ورد في رسالة التوحيد، للعالم النصيري علي بن عيسى الجسري، أحد تلامذة الخصيبي، حديثاً عن النبي محمد قال فيه: ((أنا من علي، وعلي مني))، بمعنى أنّ محمد اسم علي، ونَفسه، وروحه، وكلمته. جوهرياً، المعنى واحد، والاسم واحد، والباب واحد، مهما تبدّلت أسماؤهم أو تغيّرت صفاتهم. فالمعنى والاسم والباب واحد[[10]].

الاسم محمد هو السبيل المؤدّي لمعرفة المعنى علي، وفقاً للمقولة: ((لا يعرف الله إلا الله))[[11]]، أي لا يمكن أن يعرف الله إلا الله نفسه، فالاسم محمد هو الدليل إلى المعنى علي. في الخلاصة، عندما أراد المعنى علي _بصفته الإله العَلي الأعلى_ أن يدعو البشرية لمعرفته، ألهَمَ وأرشد البشر من خلال الاسم محمد، الذي شغل مكانة الوسيط بين الله والإنسان[[12]]. وبغضّ النظر عن مكانة الاسم محمد ضمن النظام العقائدي النصيري، فإنّ النصيريون يؤمنون بأنّ المعنى علي وحده هو الجدير بعبادتهم وتأليههم له.

الشخص أو الأقنوم الثالث ضمن الثالوث النصيري هو شخص “الباب”. في زمن آدم [القبّة الآدمية]، كان الباب هو الملاك جبرائيل، وفي زمن علي، كان الباب هو سَلمان الفارسي. يرد في القدّاس الثالث عند النصيريين، وهو بعنوان “قدّاس الآذان”، العبارة التالية: ((أشهَدُ بأنّ ليس ألهٌ إلا علي أمير النحل الأصلع المعبود، ولا حجاب إلا السيد محمد الحمد الأجَلّ الأعظم المحمود، ولا باب إلا السيد سلمان الفارسي المقصود)). ويسمّى الباب سلمان في نفس القدّاس “السيد سلمان سَلسَل وسَلسبيل بابه الكريم ونهجه القويم”، وتعني كلمتي (سَلسَل وسلسبيل المياه الصافية العَذبة. والأخير حسب اعتقاد معظم المسلمين يُعتقد أنه اسم ينبوع من ينابيع الجنّة)[[13]]. في مصدر آخر، سلمان نفسه لا يُدعى فقط بسلسل وسلسبيل، بل جبرائيل أيضاً (فهو الهُدى واليقين وهو بالحقيقة ربّ العالمين)[[14]].

كما سبق وأشرنا آنفاً، يبدو أنّ ماسينيون يعتقد أنّ كلمة “سلسل” مأخوذة من كلمة “سِلسِلَة” (رابط، أو حلقة)، وهذا ما ينطبق على سلمان، الذي يعتبر “الحَلقة المفقودة” بين الاسم محمد والمعنى علي. كما يستشهد بمصدر درزي ليثبت أنّ الدروز يعتبرون سلمان “السلسلة” أو “الحلقة” للمسجد الأقصى، التي يُقسم الناس عليها[[15]].

لكن أنّى لرجلٍ غريبٍ من بلاد فارس، يكتنف الغموض شخصيته وتاريخه، أن يكون له مثل هذه المكانة الرفيعة والبارزة في التراث الإسلامي، ويعمل كحلقة وصل بين نبي الإسلام محمد وعلي بن أبي طالب؟ لقد كان سلمان الفارسي، وما زال، موضع جدل كبير في التاريخ والتراث الإسلاميين؟

نفى كليمنت هارت في الروايات والأخبار التي نشرها بين عامي 1909 و 1913، الوجود التاريخي لسلمان الفارسي، على الرغم من أنه أقَرّ بوجود سلمان في معركة (الخندق)، التي خاضها نبي الإسلام عام 627م ضدّ القبائل المكّية المتحالفة (الأحزاب)[[16]].

وفي عام 1922، حاول جوزيف هوروفيتز أن يثبت أنّ الحادثة التي نصح فيها سلمان الفارسي النبي بحفر الخندق لإيقاف تقدّم القبائل المكية المهاجمة ليست إلا حكاية خلقها الكُتّاب المسلمون لتجميل انتصاراتهم على المكّيين وجعل سلمان الفارسي هذا _الذي لا نعرف عنه أي شيئ_ مهندساً فارسياً مزدكياً اعتنق الإسلام وأصبح المستشار الخاص لمحمد. ويحاول ماسينيون، الذي يخالف رأيه هذا الرأي تماماً، إثبات أنّ سلمان الفارسي كان شخصية تاريخية حقيقية. وهو يستند في تحليله واستنتاجه هذا على مصادر إسلامية مبكرة، من أبو إسحاق السُبَيعي وإسماعيل السُّدّي (كلاهما توفي سنة 127ه/744م)، إلى ابن مهزيار (المتوفي سنة 210ه/825م)[[17]].

وحسب هذه المصادر، ولد سلمان لعائلة فارسية نبيلة، ونشأ في ظل الديانة المزدكية، وهي فرع من الزرادشتية. ويُعرف إمّا باسم مابِه بن بودخشان، أو روزبه بن مَرزَبان. وبينما كان في رصلة صيد، مرّ بالقرب من دير مسيحي، حيث سمع الترانيم والصلوات، وفُتِنَ منذئذٍ بالديانة المسيحية. اعتنق المسيحية وقرّر أن يعيش حياة التقوى، وامتنع عن شرب الخمر وأكل لحوم الحيوانات المذبوحة من قبل المزدكيين[[18]]. تنقّل سلمان من مدينة إلى أخرى، وتوقف في حمص ودمشق والقدس والموصل ونصيبين وأنطاكيا وعمورية والإسكندرية في مصر، مقيماً دوماً مع الزُهّاد وأهل التقوى. وأثناء وجوده في الإسكندرية، علم  بالظهور الوشيك المُتَوَقّع لنبي في شبه الجزيرة العربية. غادر الإسكندرية لمقابلة هذا النبي الجديد، وتعرّض للخيانة من قبل مرشديه، الذين أسروه وباعوه لبعض العرب، وأولئك بدورهم باعوه لشخص يهودي اسمه عثمان الأشهل، من قبيلة بني قريظة. (تقول بعض المصادر أنّه تمّ بيعه كَعَبد إلى امرأة يهودية أو عربية). في النهاية، سمع سلمان عن محمد وذهب إلى مكّة للبحث عنه، معتقداً أنّه كان النبي الجديد. وعندما رأى محمد، فتّش جسده وشاهد خاتم النبوة على شكل علامة لحمية على كتفه الأيمن. وعندما تعرّف على النبي محمد أنّه رسول الله، اعتنق سلمان الإسلام. وتمّ تحريره وأصبح أوّل شخص فارسي يعتنق الإسلام، ودعاه النبي سلمان[[19]].

وعلى الرغم من عدم احتمالية هذه القصة. يحتلّ سلمان الفارسي مكانة بارزة في التاريخ المبكر للإسلام. فحكمته، وتقواه، ومعرفته بأديان بلاد فارس والمسيحية كانت أساس وملكية النبي الجديد محمد وأتباعه القلائل. وقد برزت هذه الحكمة عندما أشار على النبي بحفر الخندق لإحباط هجوم المكيين على المدينة. لابدّ أنّ نصيحته قد لقيت استحساناً كبيراً، لأنّ مسلمو المدينة (الأنصار) ومسلمو مكّة (المهاجرون) زعموا أنّ سلمان واحداً منهم. وقد حلّ النبي هذه المشكلة عندما أعلن سلمان فرداً من عائلة النبي. ومن هنا جاء الحديث ((سلمان مِنّا أهل البيت))، بمعنى أنّ سلمان يعتبر عضواً في عائلة النبي[[20]].

إنّ علاقة سلمان الوثيقة بالنبي وعرفته الدينية العميقة يجب أن تكون قد دفعت الوثنيين العرب في مكّة إلى اتّهامه بأنّه من عَلّم القرآن لمحمد، لكنّ الله يدحض مزاعمهم في القرآن بقوله {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} [النحل: 103][[21]]. يقول أحد المفسّرين الأوائل للقرآن، الضّحّاك بن مُزاحِم (المتوفي سنة 73ه/105م)، أنّ العَجَمي في هذه الآية القرآنية هو سلمان ليس غيره. ويؤكّد الضحّاك أنّ سلمان قد ساعد النبي بتعريفه في الكتب الدينية السابقة التي أخذ منها النبي بعض الأفكار والمفاهيم الواردة في القرآن.

ويمضي الإسماعيليون خطوة أبعد نحو الأمام، معتبرين أنّ سلمان قد بلّغ القرآن بكامله إلى محمد، وأنّ الملاك جبرائيل، الذي أنزل الله القرآن من خلاله على محمد، لم يكن سوى سلمان، الذي حمل هذا الوحي الإلهي[[22]].

وهكذا، منذ البدايات المبكّرة للإسلام، تمّ اعتبار سلمان مُسلماً تقياً امتلك عِلماً لُدنياً (معرفة ينزلها الله بشكل مباشر عن طريق الحدس الصوفي). وبفضل هذه المعرفة اللُدنية، ولأنه كان يعتبر فرداً من أسرة النبي، يصبح بإمكاننا فهم المكانة البارزة لسلمان في التراث الإسلامي. ويشهد بذلك علي بذاته، الذي ربط سلمان بلقمان الحكيم المذكور في القرآن، مؤكّداً أنّه ((أدرَكَ علم الأول والعلم الآخر، بحرٌ لايُدرَك قعره، وهو مِنّا أهل البيت))[[23]].

لم يكن سلمان مجرّد زاهد تقيّ، بل كان رفيقاً مقرّباً ومستشاراً مفضّلاً للنبي، وفرد من أفراد عائلته، كما أنّه كان أحد روّاد المسلمين الأوائل (أهل الصفّة) والذين كانوا من شيعة علي بن أبي طالب. وكان من بينهم عمار بن ياسر، وأبو ذرّ الغفاري، والمقداد بن الأسود، وغيرهم ممّن رأوا أنّ علياً كان الأجدر في تولّي الخلافة بعد موت النبي محمد. كانوا معروفين بتديّنهم وتقواهم وتواضعهم وإخلاصهم للإسلام كحركة روحية راقية ومتعالية عارضت الإسراف المادي لقريش (أعداء النبي)، وأيّدوا على بوصفه بطلاً للفقراء والعاجزين والمستضعفين… وهكذا، بدأ التشيّع في زمن النبي كحركة روحية زهدية أبطالها عليّ ومن معه من الصحابة والداعمين له[[24]].

بالنسبة للشيعة، ربما يعتبر سلمان الفارسي الشخصية الأهم بعد علي. فهو لم يكن معروفاً فقط كواحد من شيعة علي وفرداً من آل البيت، بل كان أول من دافع عن حق علي في خلافة النبي، الحق الذي اعتبره الشيعة أساس مفهوم الإمامة. كما ورد أنه أثناء وجوده في الكوفة بالعراق، مقرّ علي، شكّل سلمان تحالفًا مع قبيلة بني عبد القيس، وكان قادراً على كسب دعمهم، مع حلفاءهم من الحمرا، للقتال من أجل حق علي في خلافة النبي[[25]].

ويصرّ مسلمون أخرون أوائل على الأصل الإلهي لإمامة علي بن أبي طالب، معتبرين أنّها نفس إمامة آدم التي منحه إياها الله. وهكذا نجد صعصعة بن صَوحان عام 33ه/653م أثناء مثوله أمام معاوية، مناوئ لعلي، أعلن بلا ريب أنّ ولاية آدم وولاية علي واحدة، وكلتاهما نابعتان من المصدر الإلهي ذاته (الآية 30 من سورة البقرة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} حيث عيّن الله آدم خليفةً [إماماً] على الأرض)[[26]][#].

كانت علاقة سلمان بعلي قوية للغاية لدرجة أنّه أصبح الشاهد الأكثر ثقةً بولاية علي. ويقال أنّه أخبر المسلمين في يوم من الأيام ((ولو أخبرتكم بكلّ ما أعلم [عن علي] لقالت طائفة: لمجنون. وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان))[[27]]. ما يريد سلمان الإخبار به هنا هو مزايا علي الروحية الخاصة والمعرفة الربّانية التي تلقّاها من النبي، والتي جعلت منه _حسب المعتقد الشيعي_ الشخص الأحق والأجدر بخلافته.

منذ زمن النبي محمد، أرتبط سلمان مع غيره من صحابة لهم دور مهم وحيوي في النظام العقائدي النصيري. هؤلاء الأيتام (الأفذاذ) كما يسمونهم النصيريون، هم شيعة علي الأوائل (المؤيّدون). وبحسب أحد الأحاديث والمرويات، قال النبي إنّ الجنة تشتاق إلى أربعة: علي وسلمان وعمار والمقداد[[28]]. هؤلاء أنصار علي على درجة كبيرة من الأهمية لدرجة أنّ الشيعة اختاروا أربعة رجال سمّوهم النقباء، ولاحقاً سموّهم بالأركان، وهم بالتحديد: سلمان، وأبو ذَرّ، والمقداد بن الأسود، وحذيفة ابن اليمان. إنهم، على حدّ قول علي بن إبراهيم (القمّي)، المُشار إليهم في القرآن {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [سورة الأنفال: 2، 3][[29]]. وكما سنرى لاحقاً، يؤكّد النصيريون أنّ الأيتام قد خلقهم سلمان الفارسي.

في ضوء هذه الرواية عن سلمان، فإنّ تصويره كواحدٍ من أوائل المسلمين الرواد الذين أيّدوا حق علي في الخلافة والإمامة له أهمية قصوى في المعتقد الشيعي. إنّهم لا ينظرون إليه كرجل عادي، بل شخصاً يملك حكمة إلهية ومعرفة بالديانات السابقة. فوفقاً للأسطورة الإسلامية، فقد عاش سلمان قبل الإسلام بفترة طويلة حتى أنّه عاصر عيسى المسيح وحوارييه. وبهذا المعنى، يُعتقد أنّ سلمان أصبح الرابط أو صلة الوصل بين المسيحية والإسلام، وهو الشخص الذي أعلن ظهور النبي الجديد محمد بن عبد الله. ويورد ابن إسحاق، أحد أوائل كُتّاب السيرة المحمدية، حديثاً عن النبي أنّه قال لسلمان أنّه قابل عيسى بن مريم[[30]]. بالنسبة للشيعة، فإنّ عمر سلمان (الذي يعتقد أنه عاش منذ زمن المسيح) وامتلاكه للمعرفة الإلهية، قد جعله شاهداً على الأنبياء الأوائل ورسالاتهم، وخاصةً العلاقات بين موسى وهارون، التي استشهد بها محمد لإسقاطها على علاقته بعلي، يروى في الحديث أنه قال: ((يا علي أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبي بعدي))[[31]]. غالباً ما يستشهد الشيعة بهذا الحديث لإثبات تعيين محمد علياً خليفةً له عن طريق الوصية، وثبّته في مركز الإمامة، كما عيّن موسى هارون خليفةً له.

الشاهد على هذا الحديث هو سلمان، الذي عاش زمناً طويلاً وامتلك معرفة إلهية خوّلته بإعلان علي الخليفة الأجدر والأفضل للنبي[[32]]. بهذا المعنى يصبح سلمان الحلقة المفقودة للمشيئة الإلهية التي تربط بين علي ومحمد. وبنفس المعنى، يمنح الشيعة مكانة بارزة وعالية لعلاقة سلمان بعلي ومحمد، وبالأخص الأخير، الذي اعتبر سلمان فرداً من أفراد آل البيت لتشريع زعمهم بأنّ النبي عيّن علياً خَلَفَاً له وإماماً على المسلمين. لم يكن سلمان يعتبر مجرّد رجل تقي وزاهد ومسلم مثالي، بل كان، كما قال النبي: ((ابن الإسلام))[[33]].

باختصار، بالنسبة للشيعة الإمامية، الذين يؤكّدون على السلطة الإلهية للأئمّة الإثني عشر، سلمان هو المستشار الإلهي الذي تركه النبي لعلي، حتى أنّه على المسلمين جميعاً الاعتراف بعلي إماماً أوحد لهم والوريث الأجدر والأحق للنبي، على أساس شهادة سلمان الإلهية، وعليهم أن يدركوا أنّ منصب الإمامة، أو الخلافة، كان مقصوراً على علي وحده. وبسبب مكائد بعض صحابة النبي (أبو بكر، وعمر، وعثمان)، تمّ الاستيلاء على هذا المنصب واغتصابه من علي. والشاهد مرّةً أخرى كان سلمان نفسه، الذي أطلق العَنان لمصادره من أجل الدفاع عن حق علي في الإمامة[[34]].

وخلال الفترة المبكرة للإسلام، تمّ تكريم سلمان بوصفه المستشار الأقرب والأوثق للنبي، وأحد أوائل الزُهّاد الذين أُطلِقَ عليهم لاحقاً بالصوفيون، الحاصل على المعرفة الإلهية، وأحد أفراد آل بيت النبي محمد، وابن الإسلام. وقد كان سلمان بالنسبة لابن عربي، صاحب كتاب الفتوح المكّيّة [صـ255-256]، رجلاً معصوماً لأنّه، كأحد أفراد أسرة النبي، كان قد تقدّس وتطهّر من الخطايا والذنوب.

بالنسبة للشيعة، تم تكريم سلمان أيضاً بوصفه شاهداً على حق علي في الإمامة. ولكن مع مرور الزمن، وتصاعد حدّة الصراع بين الشيعة وخصومهم، ظهرت جماعة من الغُلاة أو الشيعة المتطرّفون، بمن فيهم محمد أبو الخطّاب [المتوفي سنة 138ه/755م]، الذي ألّه الأئمّة. كان من الطبيعي أن يؤلّهوا سلمان أيضاً، أو يعتبرونه ذو طبيعة إلهية قدسية، وهو المدافع الأول عن حق علي بالخلافة والإمامة، وأن يدعوه “سَلْسَل” و”سلسبيل”، وكلا اللَقَبَين يبدأ بحرف “س”، كما يبدأ اسم “سَلمان”[[35]].

لذلك نجد أبو الحسن الأشعري [المتوفي سنة 324ه/935م] يؤكّد أنّ في زمنه، هناك مَنْ يقول بألوهية سلمان الفارسي[[36]]. فمن الواضح أنّ بعض هذه الطوائف [المتطرّفة] اعتقدت بألوهية كلٍ من علي ومحمد وسلمان الفارسي،  ومنحت أسمائهم مكانة روحية كبيرة، مشيرةً إليهم من خلال الحروف المبدئية لأسمائهم (ع م س: عمس).

يخبرنا الكاتب الإسماعيلي أبو حاتم الرازي [توفي سنة 934م] في كتابة “الزينة” أنّ “الفرقة العينيّة” (من حرف العين في بداية اسم علي) أكّدت على ألوهية كلٍ من علي ومحمد، مع تفضيل الأول، في حين أنّ “الفرقة الميمية” من حرف الميم في بداية اسم محمد)، أكّدت على ألوهية كلٍ من علي ومحمد، لكنّها فضّلت محمد على علي[[37]].

ويمضي الرازي قائلاً أنّ هناك فرقة من الغُلاة تسمّى “السَلمانية”، يعتقد أتباعها أنّ سلمان الفارسي كان نبياً. وهناك آخرون، حسب قول الرازي، يؤمنون بألوهية سلمان، وهم يقيمون اعتقادهم بلاهوت سلمان على أساس الآية القرآنية {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} [سورة الزُخرُف: 45] حيث يطلب الله من النبي محمد أن يسأل الرسل الذين أرسلهم الله قبله، وسلمان كان نبياً مُرسَلاً قبل محمد. وهم يبرّرون هذا التفسير المجازي لهذه الآية بأنّ اسم سلمان يبدو متطابقاً مع الكلمتين العربيتين (اسأل مَنْ). وخَلُصَ الرازي إلى القول بأنّ بعض الغُلاة يغالون في دور سلمان ويبالغون في تقديسه لدرجة تفضيله على علي[[38]].

ولابد أن تكون إحدى تلك الفرق المُغالية هم النصيريين، الذين يؤكّدون أنّ المعنى علي والاسم محمد والباب سلمان ما هم إلا إله ثالوث يرمزون إليه بالأحرف المبدئية الثلاثة ع، م، س. لابد أنّهم برزوا في بدايتهم كجماعة من الغُلاة خلال القرن الثاني من العصر الإسلامي (القرن الثامن للميلاد)، واندمجوا مع جماعات أخرى من الغُلاة “كالفرقة السينية” (المذكورة آنفاً)، والعَليائية، والخطّابية، التي أسّسها أبو الخطّاب، الذي عاصر الإمام جعفر الصادق [المتوفي سنة 765م]. وظلّوا من دون هوية متميّزة حتى القرن التالي، عندما برز محمد بن نصير، الذي زعم أنّه باب الإمام الحادي عشر، الحسن العسكري [توفي سنة 873م]، وانفصل عن الجماعة الأخيرة واستقل عنها مؤسّساً فرقته الخاصة التي عُرِفَت بالنصيرية. وقد خَلّف لنا الحِبر النصيري العظيم وأحد مؤسّسي العقيدة النصيرية أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي [توفي سنة 957م] أدلّة هامّة تشير إلى أنّ النبي محمد سَمّى سلمان الفارسي باباً، وهو المنصب ذاته الذي خَصّصه النصيريون لسلمان ضمن ثالوثهم المقدّس.

وبحسب رواية الخصيبي، فإنّ محمد بن أبي زينب الأسدي، المعروف أيضاً بلقب أبو الخطّاب، وقد ذكرناه سابقاً، كان بصحبة الإمام جعفر الصادق، عندما التفت إليه الأخير، قائلاً أنّه أراد أن يخاطبه كما خاطب جدّه الأكبر، النبي محمد، سلمان الفارسي. ومضى الصادق إلى القول أنّه في يومٍ من الأيام كان سلمان بصحبة النبي الذي خاطبه على النحو الآتي: ((ياسلمان، أنت خزائن علمنا وموضع سرنا، النقطة المركزية في أوامرنا ونواهينا، ومعلّم المؤمنين بممارساتنا الدينية وأخلاقنا. قسماً بالله! أنت الباب لمعرفتنا، ومنك تنبثق المعرفة الإلهية بالتنزيل والتأويل، والسر الخفي ولغز هذا السر. مباركٌ أنت أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً، حياً وميتاً. وأنا أخاطبك، يامحمد [أبو الخطاب]، كما خاطب جدّي الأعظم النبي سلمان))[[39]]. وسنرى لاحقاً أهمية أبو الخطّاب ومكانته عند النصيريين، كأحد الغُلاة الأوائل، عندما نناقش بالتفصيل أعياد النصيريين ومناسباتهم.

يتّضح من هذا الحديث أنّ النبي محمد كان أول من أطلق لقب “باب” على سلمان، من خلاله كانت تنتقل المعرفة الإلهية للأقدمين. كما أنّ النبي عاعترف بسلمان بأنه المصدر الذي انبثقت عنه هذه المعرفة. كان ناقلاً ثقةً للنبي، وكان من أوائل المسلمين وأبرزهم. وكان يسمّى، كما أسلفنا سابقاً: ابن الإسلام. وقد جعل النصيريون سلمان، الذي كانوا يسمّونه “سَلْسَل” و “سلسبيل”، ينبوع الماء في الجنة، حسب التراث الإسلامي. كما نجد الكثير من الإشارات إلى سلمان في كتاب المشيخة، على غرار: ((اللهمّ بارِك سيدنا محمد وآل سيدنا محمد، وسَلسَل وأيتام سلسل))[[40]].

في مقدمته لكتاب “مجموع الأعياد”، يناشد الطبراني المعنى علي للصلاة على اسمه [محمد] فيقول: ((…وعلى باب رحمته ووليّ بريّه، النور الأنور، والمصباح الأزهر، باب الأبواب، ومُسَبّب الأسباب، الروح الأمين، والماء المَعين، حجّة القاصدين، ومنهل الواردين، عين الحياة الأبدية، وقاسم أرزاق البرية، مُهلِك الطاغين بالخَسف، ومدمدم الديار بالرجف، صاحب الآراء الراجحة، والمناهج الواضحة، والدلائل اللائحة، والبراهين الفائحة، والطرائق المحمودة، والمشاهد المشهودة، والمراشد المقصودة، والعلوم المورودة، مرتّب المراتب، ومبدي العجائب، ومنشئ السحاب، ومنير الكواكب، الباب الأعظم سلسل، ومن به العالِم العارِف يتوسّل))[[41]]. طبعاً، بالكاد هناك صلاة تضرّعية مُلحَقَة بالاحتفالات المختلفة في هذا الكتاب إلا ويرد فيها حَمد لسلمان والتضرّع لمعونته القدسية إلى جانب المعنى علي. في خطبة عيد الفطر، يدعو المؤمنون النصيريون الله ليصلّي على ((باب رحمتك، وبداية حكمتك))، وفي خطبة عيد الأضحى، وبعد التضرّع لعلي المعنى ومحمد الاسم، يشهد المؤمنون النصيريون بأنّ: ((أسألك يامولاي باسمك وبابك… أن تجعلني وإخواني المؤمنين في هذا اليوم من الآمنين الفائزين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون))[[42]].

يعتبر سلمان الفارسي ضمن النظام العقائدي النصيري مثل المعنى والاسم، يظهر بأسماء مختلفة في القباب السبعة للظهورات الإلهية. ويسرد مؤلّف كتاب “تعليم الديانة النصيرية” في المسألة رقم 23 أسماء سلمان. فهو يُدعى: الروح الأمين، القُدُس، رب الناس، جبل طور سين، الغراب، الفُلك، الناقة، العصا، العَرش، السفينة، اللوح والقلم، سارق الصاع، جبرائيل، البقرة، وهذه بعضها[[43]].

يرتبط اسم سلمان أيضاً بالزكاة، على النحو الذي يرتبط فيه اسم النبي محمد بالصلاة. وحسب مقطع منسوب للخصيبي: ((سلمان هو الزكاة، الباب (وهو المَلَك جبرائيل)، ولاسبيل إلى الاسم إلا من خلاله))[[44]]. هذه الرموز تستخدم من قبل النصيريين لإثبات أنّ محمد وسلمان يمثّلان المخاوف الروحية والدنيوية كذلك.

من المهم الإشارة إلى أنّ النصيريون يؤمنون بأنّ سلمان ظهر في القبّة الفارسية، واحدة من القباب الإلهية السبعة، بأشخاص الملوك البراهميين الفرس، ومن بينهم فيروز، أنوشروان، بهرام، فرديون، وآخرون[[45]]. مرةً أخرى نلاحظ هنا الجذور الفارسية لبعض المفاهيم والعقائد النصيرية، على الرغم من عدم وجود دليل على أنّ سلمان قد أثّر بفارسيته على النبي أو على التراث الإسلامي.

لقد رأينا أنّ سلمان ضمن النظام العقائدي النصيري هو _في المقام الأول_ الباب، الذي خلقه الاسم [محمد] بأمر مولاه المعنى [علي]. ولهذا السبب، يسمّي سلمان النبي “مولاي الآعظم”[[46]]. إنّه الباب الأوحد الذي يقود للمعنى، مسبّب الأسباب [علي]، من خلال اسمه [محمد]. لا أحد يقترب من معرفة المعنى [علي] إلا عن طريقه[[47]]. إنه معلّم الإنسان، المرشد للرسول محمد، الذي منصبه ليس إلا وسيطاً بين المعنى [علي] والباب [سلمان][[48]]. بهذا المعنى، إنّ مكانة الباب يبدو أنها تكمل النظام العقائدي النصيري للظهورات الإلهية الثلاث للمعنى. طبعاً هذه المنزلة البابية ضرورية جداً ومحورية ضمن العقيدة النصيرية، فمن دون الباب لايمكن لأحد بلوغ معرفة المعنى [علي]. برأي الكاتب، إنّ منزلة الباب تشكّل حجر الزاوية في النظام العقائدي النصيري، ضمن المرجعية الإلهية والمعصومة للأئمة الإثني عشر وديمومة هذه المرجعية والسلطة الإلهية في شخص محمد بن نصير، مؤسّس الفرقة النصيرية، باعتباره باب الأئمة ووصيّهم.


الفصل التاسع والعشرون من كتاب:

Extremist Shiites: The Ghulat Sects, Matti Moosa, Syracuse University Press, 1988, NY, PP. 342-351

[1]) كتاب المشيخة، لايد، اللغز الآسيوي Lyde, The Asian Mystery, 124 بالإضافة إلى “كتاب تعليم ديانة النصيرية”، ،سؤال 11 و12. Arab MS. 6182, questions 11 and 72, B ibliotheque Nationale

[2]) انظر مراجعة كتاب لايد، اللغز الآسيوي، بقلم تشارلز هنري بريغهام في:

Charles Henry Brigham in North American Review 93 (1861): 355.

[3]) كتاب المشيخة، لايد، صـ124.

[4]) كتاب تعليم ديانة النصيرية، سؤال 16 و 18.

[5]) كتاب المشيخة، لايد، صـ122.

[6]) كتاب تعليم ديانة النصيرية، سؤال 4.

[7]) انظر أيضاً: أبو موسى الحريري، العلويون النصيريون، صـ51.

[8]) انظر كتاب مسائل ابن هارون الصائغ، عن سيده، المكتبة الوطنية بباريس، Arab MS, 1450, fol, 53,

[9]) مناظرة النشابي، المكتبة الوطنية بباريس، Arab MS. 1450, fois. 95 -95

[10]) السابق، صـ47. رسالة التوحيد، للجسري، المكتبة الوطنية بباريس، Arab MS. 1450, fol. 46, والحريري، العلويون النصيريون، صـ63.

[11]) انظر “كتاب الأسوس”، المكتبة الوطنية بباريس، Arab MS. 1449, fol. 1. و”كتاب الأصيفر”، الكتبة الوطنية، Arab MS. 1450, fols. 11 and 18. انظر أيضاً كتاب الحريري، العلويون النصيريون، صـ47.

[12]) المناظرة، المكتبة الوطنية بباريس، Arab MS. 1450, fols. 95—96

[13]) انظر القدّاس الثالث من كتاب الأذني “كتاب الباكورة السليمانية”، صـ40. والمخطوطة المجهولة في المكتبة الوطنية بباريس، MS. 1450, fol. 55

[14]) كتاب المجموع، السورة الخامسة، في كتاب الأذني “الباكورة”، صـ18. وكتاب الصراط، في المكتبة الوطنية بباريس Arab MS. 1449, fol, 122 وأرشيف كاتافاغو:

Catafago, “Drei Messen der Nosairier ,” 393

[15]) Massignon , Salman Pak et les Premices Spirituelle de [’Islam, 37, n. 3,

[16]) Ibid., 8.

[17]) Ibid., 8; 13-14; and 1 Horovitz “Salman al-Farisi,” Der Islam 12 (1922): 178-83,

مصادر أخرى يوردها ماسينيون: عُبَيد المُكتب [توفي سنة 140هـ/757م]، وابن إسحاق [توفي سنة 150هـ/767م]، وعبد الملك الخَثعَمي [توفي سنة 180هـ/796م]، وسَيّار العَنزي [توفي سنة 199هـ/814م]

[18]) Massignon , Satman Pak et les Premices Spirituelle del ’Islam iranien, 1 3 -1 4

ويعرف محمد [بن سنان] الزاهري باسم ابن سَعد، “الطبقات الكبرى”، ج4، صـ53-57. ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا (القاهرة: مصطفى البابي الحلبي، 1375هـ/1955م)، صـ214-217.

[19]) 17 Massignon , Salman Pak et les Premices Spirituelles de l ’Islam iranien, 14,

ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج4: 53-57. ابن هشام، السيرة النبوية، ج1: 218-220. جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي، صفة الصفوة، ج1: 523-556.

[20]) جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي، صفة الصفوة، 1: 535. السُبَيطي، سلمان الفارسي، صـ26-27. ابن هشام، السيرة النبوية، 1:70. والشائبي، الصّلة بين التصوّف والتشيّع، 19، 26، و30-31.

Massignon, Salman Pak et les Premices Spirituelles de l ’Islam Iranien, 16-17

[21]) الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، 14/صـ111. معصوم علي، طرائق الحقائق، 2/صـ2.

Massignon, S al man Pak et les Premices Spirituelles de l ’Islam iranien, 33

[22]) عن سلمان بوصفه الملَك جبريل انظر:

Massignon, S al man Pak et les Premices Spirituelles de l ’Islam iranien, 33

Corbin, Cyclical Time and Ismaili Gnosis, 72 and 124—26.

[23]) جمال الدين أبو الفرج الجوزي، صفة الصفوة، 1/صـ546. وبشأن الحديث المتعلق بالإمام الخامس الباقر من قِبَل جابر الجُعفي، انظر:

Corbin, Cyclical Time and Ismaili Gnosis, 144

[24]) الشائبي، الصلة بين التصوّف والتشيّع، صـ22.

[25]) أنظر:

Massignon, Salman Pak et les Premices Spirituelles de l ’Islam iranien, 29

[26]) السابق. وحسب المسعودي، قال صَعصَعَة في حضرة معاوية أنّ علياً وأصحابه هم من بين الأئمّة الأبرار. انظر: أبو الحسن المسعودي، مروج الذهب، 2/341. وللمزيد عن آدم، وخصوصاً عند الإسماعيلية انظر

Corbin, Cyclical Time and Ismaili Gnosis, 42-43 و66-69 و79-80

[#] تفسير الآية 30 من سورة البقرة (اللسان في ظلال القرآن)

[27]) المجلسي، بحار الأنوار، ج22، صـ387.

[28]) الطبراني، المعجم الكبير، حديث رقم 5923

[29]) ابن إبراهيم، التفسير، 287.

[30]) ابن هشام، السيرة النبوية، 1/صـ222. وبالنسبة للوجود الدائم لسلمان الفارسي من زمن المسيح وصولاً إلى محمد أنظر:

Corbin, “Le Livre du Glorieux de Jabir Ibn Hayyan,” Eranos-Jahrbuch, 18 (1950); 47—114.

[31]) صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب, فتح الباري (7/ 71)، ح (3706)، وصحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب (4/ 1870)، ح (2404)، والمسند للإمام أحمد (6/ 438)، (6/ 369(

[32]) الشائبي، الصّلة بين التصوّف والتشيّع، صـ28.

[33]) النوبختي، فرق الشيعة، صـ58

[34]) Massignon , Salman Pak et les Premices Spirituelles de l ’Islam iranien, 35

[35]) السابق، صـ37. وعن أبو الخطّاب انظر الأشعري، كتاب مقالات الشيعة، صـ10-11، وعبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، صـ247-248. والرازي، كتاب الزينة، صـ289.

[36]) الأشعري، كتاب المقالات، صـ13.

[37]) الرازي، كتاب الزينة، صـصـ307. والشهرستاني، كتاب الملل، جـ2، صـ13.

[38]) الرازي، كتاب الزينة، صـ306. وماسينيون  Salman Pak et les Premices Spirituellesdes l ’Islam iranien, 4 2 -4 9. المثير للاهتمام أنّه بالرغم من أنّ الرازي نفسه كاتباً إسماعيلياً، إلا أنّه يبدو محايداً ككاتب ومؤرّخ للمذاهب والملل. ويغدو الوضع أكثر إرباكاً عندما ندرك أنّ في كتاب “أمّ الكتاب” وهو مصدر ماقبل إسماعيلي يعود للقرن الثامن، يبدو سلمان ككيان قدسي مُرسَل من الله، وبابه، وكتابه (القرآن)، وعرشه، ويده اليمنى، ووصيّه، وحجابه. انظر “أمّ الكتاب”، صـ139 و172. وانظر أيضاً:

Corbin, Cyclical Time and Ismaili Gnosis, 171.

[39]) هذا الحديث، المنسوب إلى الخصيبي، يظهر في كتاب الحسين محمد تقي الطبرسي النوري، نَفَس الرحمن في أحوال سَلمان، (طهران، 1285/1868)، الجزء الخامس، صـ53. أنظر أيضاً:

Massignon , Salman Pak et les Premices Spirituelles l ’Islam iranien, 48

[40]) كتاب المشيخة، لايد: “اللغز الآسيوي”، صـ130.

[41]) الطبراني، كتاب مجموع الأعياد، شتروتمان، دير إسلام، 27: 23.

[42]) السابق، صـ23 و67. وفي رسالة التوحيد، مخطوط المكتبة الوطنية بباريس  Arab MS. 1450, fol 47 ، يعتبر سلمان كخالق للعالم.

[43]) كتاب تعليم ديانة النصيرية، المكتبة الوطنية بباريس Arab MS. 6182, question 23, fol. 6,. في مقدمة الشاهنامة، يظهر سَلمان باك (النقي) كتجسيد نمطي أرضي لجبريل. أنظر أيضاً Corbin, Cyclical Time and Ismaili Gnosis, 72, No.3

[44]) كتاب المشيخة، لايد “اللغز الآسيوي”، صـ129.

[45]) السابق، لايد “اللغز الآسيوي”، صـ131. والطبراني “كتاب مجموع الأعياد”، شتروتمان، صـ209-222.

[46]) كتاب المشيخة، لايد “اللغز الآسيوي”، صـ131.

[47]) أنظر المخطوطة Arab MS. 1450, fob 55, المكتبة الوطنية بباريس، والقدّاس الثالث (يسمى بقدّاس الآذان) في كتاب الأذني، الباكورة السليمانية، صـ41.

[48]) كتاب تعليم ديانة النصيرية، Arab MS. 6182, questions 24—29;المكتبة الوطنية بباريس، وكتاب المشيخة، لايد “اللغز الآسيوي“، صـ131.