مجلة حكمة
ابن قسي والتصوف والصوفية

فلسفة ابن قسي الصوفية: وأثرها على التصوف المتأخر بالمغرب الإسلامي – محمد العدلوني الإدريسي


ابن قسي: أحمد بن حسين أبو القاسم التوفي سنة 546هـ، هو زعيم المريدين بغرب الأندلس، من أبناء أثرياء المولدين الذين عرفوا بنفوذهم على المنطقة وتوليهم للوظائف المخزنية ومناصب القضاء على العهد المرابطي.


  • نشأة ابن قسي

يروي “ابن الخطيب” عن ابن قسي أنه ابتنى رابطة بقرية “جلة” في ضاحية “شلب”؛ مسقط راسه، يجتمع فيها بمريديه(2) بعد أن تصدق بأمواله(3). وقد اهتم “ابن قسي” في أول أمره بالزهد الباطني القائم على الحكمة الإلهية، كما عرفت مع مدرسة ابن مسرة(4)، كما أنه اهتم بكتب التصوف، وخاض في موضوعات الغلاة من الباطنية، وعكف على مؤلفات “إخوان الصفا”. إلا أن شغفه كان كبيرا بكتب الغزالي؛ وذلك لما كان لها على هذا العهد من أثر مزدوج، أثر تعليمي سني أشعري، وأثر سياسي معارض للحكم المرابطي المرغم بفقهاء الفروع، حيث اتخذ من مؤلفات هذا الأخير، وخاصة إحياء علوم الدين” واجهة إيديولوجية وورقة سياسية كان يلعب بها ضد خصومه” الملثمين”. يقول ابن الأبار في هذا الصدد: “وأقبل على قراءة كتب أبي حامد الغزالي في الظاهر، وهو يستجلب أهل هذا الشأن محرضا على الفتنة وداعيا إلى الثورة في الباطن”(5).

وقد استغل “ابن قسي” مسألة فتوى الفقهاء المرابطين بإحراق كتب الغزالي (ت 505 هـ) وتكفير صاحبها(6)، فادعى كما ادعى المهدي بن تومرت(7) (473-524 هـ) أنه على مذهب الغزالي، حيث كان ينظم لأتباعه دروسا يشرح فيها أفكار “أبي حامد” ويدافع عنها، ثم يرتب مع خاصة أتباعه الثورة على المرابطين.

ولعل الذي زاد من إشعال نار الحماس في الثورة على المرابطين صدى الاضطرابات التي عرفتها بلاد المغرب ضد دولة الملثمين وكذا ما قام ببلاد الأندلس من ثورات مماثلة للقضاء على حكمهم فيها.

وعلى ما يبدو، فإن “ابن قسي” في إعداده لثورته كان متأثرا إلى حد كبير بمهدي الموحدين، فادعى الهداية وتسمى بالمهدي والإمام(8)، خاصة وقد خلا له الجو بعد موت كبار التصوف الأندلسي “ابن الحكم بن برجان” (ت 536 هـ) و”أبي العباس بن العريف”، و”أبي بكر المايورقي”، في نفس السنة، فجمع حوله الأصحاب والأتباع “المريدين” وذلك بفضل ما أشيع عن مواهبه النادرة حيث: “كثرت مخاريقه واشتهر عنه أنه حج ليلته ويناجي بما شاء، وينفق من الكون”(9).

اتسمت جماعة المريدين هاته، التي يتزعمها “ابن قسي”، بكونها طائفة دينية أو فرقة صوفية، في الظاهر، وأداة سياسية في الباطن، استخدمها في تحقيق مطامعه للوصول إلى الحكم. وفعلا، قاد ابن العريف مريديه مدة طويلة في الثورة، سواء ضد المرابطين، أو ضد الموحدين -(ما يعرف تاريخيا بثورة المريدين)- حتى بعد استسلام جل ثوار الأندلس للسلطان الموحدي “عبد المومن بن علي” (487 هـ – 558هـ). وقد بقيت هذه الحركة قائمة في وجه “بني عبد المومن” إلى آخر حياة مؤسسها والتي انتهت معها حركة المريدين بالأندلس(10).

يظهر من هذه النبذة عن حياة “ابن قسي” السياسي والمتصوف الثائر، أنه كان رجل دنيا لا رجل دين، ورأس حركة كفاح وثورة من أجل تحقيق أهداف سياسية، لا رجل تصوف بما تحمله هذه الكلمة من معاني التأمل والاستكشاف الباطني(11). إلا أنه مع ذلك انتسب إلى الصوفية وألف في التصوف وكان له أتباع ومريدون، كانت لهم مكانتهم التي لا يمكن إغفالها في التاريخ الفكري عامة والصوفي خاصة.

  • ما هي أهم آراء ابن قسي الصوفية الفلسفية التي تستأثر في نضج التصوف المتأخر بالغرب الإسلامي؟

للجواب على هذا السؤال سنحاول القيام بدراسة بعض النصوص الواردة في مؤلفه الوحيد “كتاب خلع النعلين(12).

موضوع الكتاب، على الرغم مما يهيمن على أسلوبه وأفكاره من خلط وغموض واستغلاق وصعوبة فهم(13) يدور حول تأويل بعض الآيات القرآنية والأخبار النبوية تأويلا ذوقيا.

يعتبر “ابن قسي” أن المادة المودعة في كتابه، استمدها من العلم الإلهي الذي انكشف من قبل “لـموسى” بالواد المقدس طوى، وليوسف بسجنه، هذا الكشف الذي شاهد به الحق شهادة عيان وذوق(14).

وأهم المسائل التي وردت في هذا الكتاب المبرزة لآرائه هي:

  • ـ مسألة الوجود: الإلهيات والكونيات

  • ـ مسألة المعرفة: مصدرها ومنهجها.

  1. مسألة الوجود عند ابن قسي

أ ـ الجانب الوجودي الإلهي: (أو نظرية ابن قسي في الأسماء الإلهية) مؤدى هذه النظرية يمكن اقتباسها من الآية القرآنية: “قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى”(15).

معنى هذه الآية حسب تأويل “ابن قسي”، أنه يستوي أن تدعو الله باسم الله أو باسم الرحمن أو أي اسم آخر من الأسماء الإلهية، حيث المدعو في جميع الحالات هو الذات التي يدل عليها بهذه الأسماء، فالذات التي تسمى بالله هي هي الذات التي تسمى بباقي الأسماء الأخرى: “فكل اسم من الأسماء الإلهية مسمى بجميع الأسماء”(16).

وهذا يعني كذلك أن لكل اسم من أسماء الله غير الذاتية، لأن الأسماء الذاتية لا علم لنا بها، لأن الله استأثر بها في علم علمه(17)، سلطة الخلق في عالمي الغيب والشهادة. مثلا نجد “جبريل”: مخلوق من الاسم “الله” الباطن وهو بذلك أعز وأفضل وأجل مخلوق في عالم الغيب، و”محمد” (ص) مخلوق في الواقع العيني، وهكذا بالنسبة لباقي الأنبياء والمرسلين.

وإذا كانت لا أفضلية عند “ابن قسي” بين هذه الأسماء، إلا أنه يقول بأفضلية المخلوقين منها. سواء في ذلك، الأفضلية بين مخلوقات الاسم الواحد من حيث ظاهره وباطنه، كأفضلية محمد (ص) على جبريل، وأفضلية البشر على الملائكة، أو الأفضلية بين مخلوقات الأسماء الإلهية المتجلية في أفضلية الأنبياء بعضهم عن بعض وبين الأنبياء والبشر(18).

ولإدراك هذه الحقائق ومعرفة أغوارها يتبع “ابن قسي” منهجا وترتيبا خاصين، من المشخص الجزئي إلى المجرد الكلي. وهكذا فمعرفة الأسماء الإلهية عنده مرحلة وسطى في طريق المعرفة السامية اليقينية، ألا وهي معرفة الله نفسه. أي أننا نعرف العالم أولا والأسماء الإلهية ثانيا، والله نفسه ثالثا. فإذا كانت المعرفة الأولى تتميز بالمباشرة؛ فإن معرفة الأسماء الإلهية، ومعرفة الله لا تتم إلا على قدر ما تقبله عقولنا، كل بحسب استعداده(19)، ومن تمة فحسب ما يتعرف الله سبحانه إلى عباده في الدنيا، يدركونه في الآخرة.

ب ـ الجانب الوجودي الكوني: يقول ابن قسي بالفيض والوجود التراتبي للمخلوقات، حيث يتصور الوجود على شكل سلسلة مكونة من ست حلقات على قمتها الله وهي:

  • الموجود الأول: ليس هو “الله” عنده بل فلك الحياة وهو الذي يتحقق فيه اسم الله الحي (والذي يوصف بالقدرة والإرادة والسمع.. جريا على مذهب “ابن قسي” في الاسماء الإلهية)، وفلك الحياة هو: >>الفلك المحيط بفلك الرحمة التي وسعت كل شيء<<(20) والرحمة يستعملها هنا كما وردت في الآية القرآنية: >>ورحمتي وسعت كل شيء<<(21) عن هذين يظهر الوجود باطنا وظاهرا، باطن الوجود متمثل في العرش المحيط، أما الظاهر فهو العالم الذي نعرفه، والصلة بين العالمين مستمرة، ولو وقع وانفصمت هذه الصلة: >>لزال (من زوال) حفظ الله للعالم، واندك العالم وتلاشى ولم يكن ثم خلق<<(22).

  • الموجود الثاني: وهو فلك الرحمة أو العرش الكريم، خلقه الله من ظاهر الموجود الأول، وخلق من ظاهره روح القدس وهو العرش الذي استوى عليه الرحمن.

  • الموجود الثالث: هو الكرسي والعرش العظيم الذي خلق الله من ظاهره القلم الأعلى واللوح المحفوظ وإليه تنتهي ملاحظة العارفين ومكاشفة النبيين والمرسلين ما عدا “محمد” (ص) فإنه كوشف بما فوق ذلك وشاهد حضرة القرب (القرب من الله)(23).

  • الموجود الرابع: فلك العرش المجيد الذي خلق الله من ظهره جبريل -أي عالم الملائكة- عالم السر والوحي.

  • الموجود الخامس: فلك السماء الذي خلق الله من ظاهره آدم، أي العالم الإنساني.

  • الموجود السادس: فلك الأرض الذي خلق الله من ظاهره الحيوانات والحشرات.

إن أهم ما يمكن ملاحظته في هذا النظام الكسمولوجي الهرمي، هو استناد “ابن قسي” في تصنيفه لمراتب الوجود على بعض الاصطلاحات القرآنية والتي أخضعها لتأويلات، كثيرا ما أخرجتها عن معانيها. وقد أشار إلى ذلك “ابن عربي” في شرحه، حيث اعتبر أن تأويلات “ابن قسي” الباطنية القرآنية تبعدها عن معناها الحقيقي؛ فهو مثلا يستعمل: العرش العظيم والعرش الكريم والعرش المجيد والعرش الذي استوى عليه الرحمن، كما لو كان عروشا مختلفة، بينما العرش واحد لا تعدد فيه(24).

كذلك يمكن ملاحظة أن هناك تشابها كبيرا بين الفيوضات والمراتب الكونية في كوسمولوجيا “ابن قسي” وبين الفيوضات التي قال بها “ابن مسرة” لا من حيث الشكل، ولكن من حيث الفكرة الجوهرية في الخلق بالفيض(25).

  • 2 – مسألة المعرفة، مصدرها ومنهجها

يرى “ابن قسي” أن المعرفة (العلم) كلها من عند الله، سواء منها النقلية (الإخبارية) أو الإلهامية (الكشفية اللدنية) والفرق إنما هو في طريقة تلقيها منه، فإذا كانت الأولى بواسطة، (الرسل والأنبياء)، فإن الثانية مباشرة تلقائية بغير واسطة ولا وساطة. غير أن الانتقال من العلم الأول إلى الثاني لا يتم إلا لمن “أحكم أصول الطريق وصدقت عزيمته فيه”(26). فأما عن هذه المعرفة التلقائية التي لا تحتاج إلى معلم ولا كتاب: “فهي العذراء الرزان، تنزلت من ملكوت الأنوار إلى حجب الأسرار إلى فرش بيوت الأحرار.. [ لا يحصل عليها] إلا من عنده ورق السر العلمي وذهب النور العملي..”(27). أي أن هذه العلوم والمعارف لا تنزل إلا على قلب من كان أهلا لها، وهم الأنبياء أو من يعمل بها عن طريق الإيمان الصادق فيحصل معناها ذوقا. فإذا تحقق للسالك ذلك يناديه الحق: إنك أخذت هذه الحكمة وعليها غبار الوساطة وجاهدت في بلوغها: “فإنني أريد أن أمنحكها من معدنها وأوقفك عليها من أخبار موجدها بارتفاع الوسائط.. وأعملك بها شفاها، وأمنحك إياها وجاها، إن كانت حكمة خبرية من الصحف المنزلة على الذات النبوية، فتنقلك للمناسبة من الإخبار الكوني الإلهي”(28). فعند هذا المقام يكون السالك قد: “آنس من جانب الطور نارا، فليعلم أنه بالوادي المقدس والمقام الأعز والأقدس: فهناك فليخلع النعلين وليقتبس النور من موضع القدمين، فليس إلا النور الحق والكلام الصدق والسر الذي قام به الأمر والخلق”(29).

إذا وصل السالك إلى مقام خلع النعلين واقتباس النور من موضع القدمين يصبح عارفا للحقيقة مشاهدا لنور الحق سامعا لكلام الصدق.

وعلى هذا نجد أن “ابن قسي” لا يحصر أخذ العلم مباشرة عن الله في الأنبياء والرسل، بل يرى أن باب العلم مفتوح لكل مؤمن بكتبه ورسله ومحصل للحكمة الإخبارية على وجهها علما وعملا. وهو في هذا قريب مما ذهب إليه “ابن مسرة”، أو ما نسبته إليه المصادر، من أن النبوة اكتساب يحرزها من بلغ الغاية من الصلاح وطهارة النفس(30).

يظهر من هذا التحليل الموجز لبعض الجوانب من آراء “ابن قسي” الصوفية الفلسفية مدى بروز الطابع التيوصوفي(31) في فكره، والذي سيكون له لا محالة، الأثر البالغ في نضج التصوف الفلسفي في المرحلة اللاحقة. وعليه، نذكر، على سبيل المثال لا الحصر، التأثير الذي تركه في قطب التصوف الفلسفي، محيي الدين بن عربي (ت 638هـ) -رغم ما أبداه هذا الأخير من شكوك في عقيدة “ابن قسي” الصوفية، وما وجهه من انتقادات لطريقته وأسلوبه في التحليل والتأويل(32)– ويتمثل ذلك في أخذه لتلك المعاني الصوفية التي تأول بها “ابن قسي” النصوص القرآنية، واقتبس طريقته في ذلك التأويل على الرغم من غرابتها وعدم اتساقها(33) واستفاد كذلك من مذهبه في الأسماء الإلهية، واستغله إلى أقصى حد في بناء نظريته الأنطلوجية في وحدة الوجود؛ في أنه كان يرى للاسماء دورا في خلق العالم(34).

كما أن أثر فكر “ابن قسي” كان له صداه في تصوف “ابن سبعين” (ت 668هـ) وقد ذكر “الششتري” (ت 668هـ).. “ابن قسي” في عداد شيوخ الطريقة السبعينية(35) 

مجلة الجابري – العدد السابع عشر 


هوامش:

  • 1 – انظر ترجمته الكاملة في:
  • أ ـ المعجب في تلخيص أخبار المغرب، طبعة سلا، تحقيق الفاسي، ص126-127.
  • ب – الإعلام، ج2، الرباط 1974، ترجمة 127، ص58.
  • ج – أعمال الأعلام “ابن الخطيب” طبعة بيروت، ص248-249.
  • 2 – ابن الخطيب: أعمال الأعلام، ص 249 نشر “لفي بروفنصال ” بيروت 1956.
  • 3 – هنري كوربان: تاريخ الفلسفة الإسلامية، ط1، 1966، ص335.
  • 4 – كان من أهم مريدي “ابن قسي” رجال من علية القوم وكبار الجند، كأبي الوليد ابن عمر بن المنذر من أعيان شلب وقد كان زاهدا عالما، تصدق بكل ماله، تشيخه، كما أنه اهتم مثله بكتب الغزالي، و”محمد بن يحي” المعروف بابن القابلة، يحكي عنه “ابن الخطيب” أنه كان بليغا، شجاعا صارما وداهية (أعمال الأعلام، ص250) وكان عضد “ابن قسي” في ثورته وبناء دولته وكذلك “محمد بن يحي الشليشي” وهو من أكبر أتباعه الذين عملوا على بث دعوته في جل الأندلس الإسلامية.
  • 5 – “ابن الآبار” الحلة السراء، ج2، ص197، تحقيق د.حسين مؤنس، القاهرة 1963.
  • 6 – الرجوع في هذه المسألة إلى كتاب “محمد القبلي”، مراجعات حول المجتمع والثقافة “بالمغرب الوسيط”، 1974، ص.ص 21-51.
  • 7 – انظر ترجمة “ابن تومرت” بكتاب المغرب بروض القرطاس لابن أبي زرع، الرباط 1973، ص173-178.
  • 8 – ابن الآبار الحلة السراء، ج2، ص197.
  • 9 – ابن الآبار الحلة السراء، ج2، ص197.
  • 10 – انظر كتاب العبر، “ابن خلدون”، المجلد 6، ص234و 235 دار الفكر بيروت 1979م ود.علي أمليل الخطاب التاريخي، دراسة المنهجية ابن خلدون، ط2، 1984، ص182-183.
  • 11 – د.أبو العلا عفيفي كتاب أبو القاسم بن قسي “خلع العلين”، مجلة كلية الآداب، الإسكندرية، عدد 11، ص60.
  • 12 – اعتمد أبو العلا عفيفي في مقالته السابقة الذكر على مخطوطين: الأول مخطوط “أي صوفيا” باسطنبول رقم 1879-1113 Const, cat وبها شرح “ابن عربي” على مقتبسات من خلع النعلين عنوان الكتاب: “شرح خلع النعلين”.
  • والمخطوطة الثانية بدار الكتب المصرية بالقاهرة رقم 293 تحت عنوان خلع النعلين في الوصول إلى حضرة الجمعين وهو في الحقيقة ليس بكتاب “خلع النعلين”: لابن قسي ولكنه لبعض المتأخرين من أتباع “ابن عربي” تم جمعه من بعض عبارات ابن قسي وبعض شروح ابن عربي.
  • 13 – إن ابن قسي حسب نقد شارحه “ابن عربي” لم يتكلم بلغة التصوف، لغى الكشف والذوق.. ولم يتكلم بلغة الفلاسفة والمتكلمين.. وإنما تكلم بلغة البلاغة والشعر في مسائل تعلو عن البلاغة والشعر، لأن لغة الشعر منصبة في قوالب مادية حسية، والتصوف حال فوق المادة والحس (نفس المرجع السابق، ص64).
  • 14 – شرح خلع النعلين و21 أ و48 ب ضمن مقال عفيفي، نفس المرجع ص64، وتجدر الإشارة هنا أن هذا الكتاب كما سيتبين ذلك من تحليلنا لمحتواه، هو شرح حكمي، إلهي، صوفي للآمر الذي تلقاه موسى عليه السلام بالجبل المشتعل بالواد المقدس طوبى، في قوهل تعالى: >>إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوبى<< سورة طه الآية 12.
  • 15 – الآية القرآنية 110 من سورة الإسراء.
  • 16 – كتاب خلع النعلين نفس المصدر، و33أ عن نفس المقال، ص75.
  • 17 – من عادة “ابن قسي” وحسب أسلوبه التمثيلي الذي تطغى عليه التشبيهات وضرب الأمثال وتشخيص المعاني وتجسيم المجردات، أن يشخص الأسماء الإلهية.
  • 18 – نفس المرجع السابق، ص77.
  • 19 – نفس المرجع السابق، نفس المعطيات.
  • 20 – شرح خلع النعلين و34أ عن نفس المرجع، ص79.
  • 21 – الآية القرآنية 155 سورة الأعراف.
  • 22 – شرح خلع النعلين و37ب نفس المرجع، ص81.
  • 23 – هذه الفكرة استقاها “ابن قسي” من خلال تأويله لقوله تعالى: >ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى< الآيات 8-9-10-11 لسورة النجم.
  • 24 – شرح خلع النعلين نفس المعطيات السابقة، ص82.
  • 25 – عن النظام الكسمولوجي عند ابن مسرة، انظر Ibn Massara y su escuela, Madrid 1914
  • وكذلك دائرة المعارف الإسلامية، ص386 وما يليها.
  • 26 – شرح خلع النعلين، نفس المعطيات، ص85.
  • 27 – شرح خلع النعلين، ورقة 22أ، ص63
  • 28 – شرح النعلين، ورقة 25أ، ص86.
  • 29 – شرح النعلين، ورقة 25ب، ص63.
  • 30 – انظر في هذه المسألة كتاب “الفصيل” لابن حزم نفس المعطيات السابقة، مجلد 3(ج4) ص199. ود.إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي، ط2، بيروت 1969، ص34.
  • 31 – الطابع الثيوصوفي Theosophie طابع نظري إشراقي ديني موضوعه علاقة الرب بالعبد.
  • 32 – حيث كان “ابن عربي” في “ابن قسي” أنه رجل مقلد في جميع ما قاله في كتابه، ناقل عن غيره من غير ذوق أو كشف من ذاته، انظر ص60 من تعليق أبو العلا عفيفي على “خلع النعلين” وما قاله ابت عربي في صاحب الكتاب.
  • 33 – لقد أشار ابن عربي إلى ابن قسي إشارات كثيرة، واستشهد بأقواله وأفكاره في عديد من مؤلفاته وعلى رأسها الفتوحات المكية وفصوص الحكم وجل هذه الإشارات منصبة على فكرة “ابن قسي” “أن كل اسم من أسماء الله يتسمى بجميع الأسماء الإلهية”.
  • الرجوع مثلا إلى الفتوحات المكية، ج2، ص686 وخصوص الحكم ج1، ص180و ج2، ص56 حيث يقول مثلا: “ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها: إذا قدمته في الذكر نعته بجميه الاسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء” الفصوص، ص81، ج1).
  • 34 – انظر كتاب “ابن عربي” فصوص الحكم، ج1، ص48-49 والفتوحات المكية ج2، ص69 وص71.
  • 35 – يقول الششتري في قصيدته النونية التي يضع فيها سلسلة السند الصوفية للطريقة السبعينية:
  • وَلِابْنِ قَسِيٍّ “خَلْعُ نَعْلِ” وُجُودِهِ وَلَبِسَ مِنَ اَلْأَسْرَارِ فَاسْتَقْطَرَ اَلْمُزْنَا
  • (ديوان أبي الحسن الششتري، تحقيق علي سامي النشار، الإسكندرية 1960، ص75 وكذلك ابن الخطيب، روضة التعريف بالحب الشريف، ص616.