ملاحظات موجهة إلى جامع الكتاب الجاهل حول في زمن لوقياينوس كما في عصرنا كان ثمة مُدعون كُثر للمعرفة والعلم أكثر من أصحابها الحقيقيين، في هذه الرسالة يتناول لوقاينوس أحد هؤلاء المدعين – لم يصل لنا اسم لحس حظه – بنقد لاذع وبالغ السخرية، من خلال مقارنات وأمثلة تتصل بهذا الموضوع، وقصص توضح المقصود بشكل دقيق. 1
دعني أخبرك، أنك أخترت الطريق الأسوأ لتحقيق مرادك. فطالما اعتقدت أنك من خلال شراء كل ما يمكن أن تصله يدك من كتب جيدة ستغدو شخصا ذا ذائقة أدبية. فأنت مخطئ تماما. فأنت بهذه الطريقة لا تكشف سوى عن جهلك بالأدب. لأنك ببساطة تفتقد القدرة على شراء الكتب المناسبة. فأي توصية عابرة من شأنها أن تحدد اختيارك. فتبدو حينها كطينة بين يدي كل هاو، وسلعة لكل تاجر.
كيف يمكنك التمييز ما بين الكتب ذات القيمة، وما بين الهراء الجدير بأن يمزق إلى قطع؟ لقد وضعتك ثقتك في الديدان والعثة. فعملها هو دليلك الوحيد لتقدير قيمه الكتاب. في حين أن دقة وتفاني الكُتَاب لا قيمة لهما بالنسبة لك.
لنفترض أنك استطعت الحصول على بعضٍ من الكنوز الحقيقية، كنسخ فريدة لأعمال كالينيوس Callinus 2، أو تلك الذائعة الصيت لأتيكوس Atticus 3 من قِبَلِ أفضلِ الناشرين. فما الفائدة التي ستضيفها لك؟
مفتوحة عيناك، محدقا بالكتب حتى ينالك التعب، تقرأ قليلا من هنا وهناك، بعشوائية، تظل شفتاك مشغولة بجملة بينما عيناك على الفقرة التي تليها. لكن ما فائدة هذا كله؟ إنك لا تستطيع حتى التمييز ما بين الجيد والرديء. تخفق في إدراك المغزى العام للمؤلف، لا تدرك الترتيب التدقيق للكلمات: فالأسلوب الواضح والمزيف – شيء واحد بالنسبة لك
هل نفهم من ذلك أنك تملك ذائقة أدبية دونما تَعلّم؟ كيف؟ ربما، تلقيت كهزيود Hesiod 4، اكليل الغار من آلهة الإلهام Muses 5؟ فيما يتعلق بذلك، أشك في كونك قد سمعت شيئا عن جبل هيليكون 6، حيث تسكن تلك الآلهة، آلهة الإلهام. بيد أن مساعيك عندما كنت شابا لم تكن كمساعي هزيود. إياك أن تستخف بهن. فهن لا يستعلين عن الظهور لراع جلف، أشعث، قد لوحته الشمس، لكن حالما يقتربن من شخص مثلك (أرجو أن تتقبل في هذه اللحظة إغراقي في التفاصيل، عندما أناشدك بحق آلهة لبنان؟) فسوف يزدرين عقلك، وسيضعن بدلا من أكليل الغار، أوراق الأثل والخباز على ظهرك. لا يمكن لمياه أولميوم وهيبوكرين 7 التي هي للأغنام وللرعاة الأقوياء، أن تتلوث بشفاهٍ غير طاهرة. سأسلم بأن لديك قدرا كبيرا من الجرأة: غير أنك بالكاد تملك الثقة لتدعو نفسك عالما. كذلك من الصعوبة بالنسبة لك التظاهر بعمق معرفتك بالأدب. وإلا فدلنا على أسماء معلميك وتلامذتك.
تعتقد واهما أنه بإمكانك التخلص من جهلك ببساطة من خلال شراء الكتب، بوسعك الحصول على كل من أعمال ديموستينس Demosthenes 8 ، ونسخه الثمانية الرائعة لثيوسيدس Thucydides 9، بخطه نفسه، وجميع المخطوطات التي أرسلها سولا Sulla 10 من أثينا إلى إيطاليا، بيد أن كل هذا لن يقربك شبرا من المعرفة، حتى لو توجب عليك أن تضعها تحت وسادتك والنوم عليها، أو إلصاق بعضها البعض وارتدائها، فالقرد يبقى قردا- كما يقال- ولو زين بالذهب.
دائما ما ترى وبيدك كتاب، تقرأ دائما، لكن ما جدوى هذا كله دونما فهم. لن ينخدع بك سوى المغفلين. فربما كانت الكتب أشياء ثمينة في ذاتها، لكن إن كان مجرد الحصول عليها يضمن لمقتنيها الثقافة، عندها سيكون بمقدوركم أيها الأثرياء أن تحصلوا على أي شيء بأموالكم، ولن يكون بوسعنا نحن الفقراء مجاراتكم، وإذا كانت المعرفة سلعة قابلة للبيع والشراء، كما هو الحال بالنسبة للتجار، فلن يكون بمقدور أحد أن يصل لمستوى ثقافة أولئك الذين تمتلئ مخازنهم بالكتب. بيد أنك ستدرك ولا بد أن هؤلاء لا يختلفون عنك كثيرا في قلة الفهم. كما يشاركونك في كل من جهلك ونبرتك المتعجرفة، مثلما هو متوقع من كل شخص يفتقر إلى القدرة على التمييز ما بين الجيد والرديء. رغم أنهم كما لاحظت وأنت تشتري منهم بعضا من الكتب الغريبة أنهم كالينبوع، يفيضون بالكتب ليل نهار.
كيف يمكن مع كل ذلك أن يكون ما تشتريه من الكتب مفيدا لك، إلا إذا كنت تعتقد بأن تكديس العديد من المخطوطات القديمة في خزانتك من شأنه أن يجعلك منك شخصا متعلما.
أرجو أن تجيبني على بعض الأسئلة. وفي حالة لم ترد الجواب فقط أومأ برأسك. هب أن مزمار تيموثيوس Timotheus 11 أو إيسمينيس Ismenias 12، والذي يباع في كورنيثيا ببضعة آلاف من الجنيهات، قد وقع بيد شخص يجهل كيفية استخدامه، هل سيجعل ذلك منه زمارا؟ هل كان مجرد امتلاكه سيزيد في معرفته بالعزف شيئا؟ ستومئ برأسك على الأرجح. حتى لو امتلك هذا الشخص مزمار مارسياس Marsyas 13 أو أولومبيوس Olympus 14، فسيظل رغم ذلك عاجزاً عن استعماله ما لم يكن قد تعلم العزف قبل ذلك. خذ مثالا آخراً. مثال الرجل الذي حصل على كل من قوس ونبال هيراكليوس Heracles 15، لكنه ليس فيلوكتيتس Philoctetes 16 ليس له مهارة ذلك الرامي الحاذق ولا عينيه. ماذا ستقول؟ هل سيجد عذرا لنفسه؟ ستهز رأسك مرة أخرى. ذات الشيء ينطبق على ربان سفينة ساذج عهد إليه بقيادتها، أو على راكب خيل غير متمرس. ربما لم يكن ثمة ما ينقص أو يعيب جمال أو كفاءة السفينة، وحتى الحصان كان يمكن أن يكون ميديا Median 17 أو من ثيساليا Thessalian 18 أو من قوبا Koppa 19، لا شك عندي بأن عجز أصحابها سيبدو واضحا للجميع. ألستُ محقا في ذلك؟ والآن أرجو أن أطلب موافقتك على الافتراض التالي: إذا شرع شخص جاهل مثلك في شراء الكتب، فإنه فسيعرض نفسه لا محالة للسخرية. ربما تتردد في الإجابة؟ ذلك واضح بما فيه الكفاية: فمن ذا الذي يرى ذلك، ويتردد في الحكم بعدم جدواه.
قبل عدة سنوات كان هناك رجل ثري في آسيا، كان سيء الحظ لدرجة أنه فقد كلتا قدميه، ربما بسبب سفره عبر الثلوج. لا شك أنها حالة بالغة الصعوبة، وقد بذل كل جهده لتدبير زوجي أرجل خشبية، يستطيع من خلالهما المشي بمساعدة الخدم، بيد أن السخيف في الأمر، هو إصراره الدائم على الحصول أرقى وأحدث الأحذية لقدمه المبتورة. والآن، هل أنت أكثر حكمة منه، وذلك حين تحاول تزيين فهمك الأعرج الخشبي، من خلال السعي على الحصول على مثل تلك الأحذية الذهبية التي من شأنها أن تعوق حرية التفكير؟
من بين مشتريات عدة نسخ من هوميروس. ُمرْ أحدهم ليحضر لك الكتاب الثاني من الإلياذة، ويقرأه لك. من بين بقية الفقرات ثمة فقرة كفيلة بإثارة استيائك، أعني تلك الفقرة التي تدور حول شخص غريب الأطوار، قبيح، مشوة يدعى ثرسيتيس Thersites 20، والآن، لنتخيل بأن ثرسيتيس هذا كما تم وصفه، ارتدى درع أخيليوس 21. ماذا ستكون النتيجة؟ هل سيصبح عندها ذلك المحــارب البهي الطلعة، الشجـــاع، خائضا عباب النهر، ملوثا مياهه بدماء الفريجيين؟22 هل سيستطيع هذا الذي لا يقوى أن يحمل على كتفية رمح أخيليوس، قتل كل من استيروبايوس Asteropaeuses 23 و ليكاؤن Lycaons 24 و هيكتورHector 25 ؟ بالتأكيد لا. سيبدو مثيرا للضحك: حين يتهاوي تحت ثقل الدرع، بعينين ذاهلتين تحت الخوذة. جاراً بتثاقل درع رجل آخيل. ولايكاد يثبت عليه درع الصدر بسبب حدبته. باختصار، لا صانع السلاح ولا مالكه سيتباهون بذلك. إذا لاحظت ذلك، ستجد أنك تشبه ثيرسيتس تماما. فحينما تحمل تلك المجلدات الفاخرة، ذات الأغلفة الأرجوانية المذهبة، وتشرع بالقراءة بتشدق، مشوهاً ومحرفاً محتواها، فأنت بذلك تجعل من نفسك أضحوكة لكل شخص متعلم. أما الأشخاص المتملقون فسيثنون عليك في الظاهر، فيما يتضاحكون فيما بينهم سراً.
سأحكي لك قصة حدثت في دلفي. كان ثمة شخص من مواطني تارانتو يحظى بمكانة رفيعة يدعى ايفانغلوس Evangelus. داعبه ذات مرة حلم الفوز بالألعاب البيثية 26. غير أنه لاحظ استحاله ذلك لا سيما كونه يفتقد القوة والرشاقة اللازمتين للفوز. غير أن الموسيقى بدت له المجال الأسهل لتحقيق مجده. مثلما أوهمه بعض الأشخاص المتملقين، الذين اعتادوا التهليل له والتصفيق بقوه كلما أمسك بقيثارته.
بأبهة كبيرة وصل ايفانغلوس إلى دلفي. مرتديا لباساً موشى بالذهب. مزيناً رأسه بإكليل غار وقطع زمردية كبيرة. أما بالنسبة إلى القيثارة التي صنعت من الذهب والمرصعة بشتى أنواع من الأحجار الكريمة، وبنقوش تظهر صور أبولو Apollo 27 وأورفيوس Orpheus 28 وربات الإلهام، فقد كانت الأجمل والأغلى من بين كل ذلك، حيث أثارت إعجاب الجميع. كان ايفانغلوس هو الثاني من بين ثلاثة متنافسين.
بدأ ثيبياس الثيفي من –طيبة- 29 العزف أولاً، بمهارة واقتدار. ثم جاء دور ايفانغلوس متألقا بالزمرد والبريليوم والياقوت، وزاد من تأنقه ذاك، رداءة الأرجواني المزدان بالذهب. جميع من بالقاعة كانوا منبهرين وينتظرون على أحر من الجمر، إذ أن الغناء والعزف كانا جزءا أساسيا من المنافسة. وما إن شرع في العزف حتى جاءت نغماته غير متسقة وبلا معنى. ولم تلبث أوتار قيثارته أن تقطعت بسبب رعونته في العزف. وعندما بدأ في الغناء بدا صوته غاية في النشاز ما جعل جميع من في القاعة لا يتمالك نفسه من الضحك. قام الحكام بسبب هذه الفضيحة بطرده خارج المسرح. كان مشهد ايفانغلوس الذهبي في تلك اللحظة غاية في الأسى، إذ تم جره خارج المسح، مُدماً باكياً، وهو ينحني في أثناء ذلك ليلتقط الأحجار الكريمة التي سقطت من القيثارة التي أخذت هي الأخرى حظها من الطرد.
على الفور حله محله إيميليوس الإيلي – من إليا – 30 وعلى الرغم من أن قيثارته كانت قديمة، ومشدودة بسمامير خشبية، وبالكاد كانت ملابسه وإكليله تساوي عشرة شلنات. فقد استطاع مع ذلك بجمال صوته وحسن عزفه أن يفوز بالمسابقة، متفوقاً على الروائع غير المجدية لقيثارة منافسة المرصعة بالجواهر. “إيفانغلوس” يقال أنه قال له،” لك إكليل الذهب، أما أنا فلستُ سوى شخص فقير، حريٌ به أن يُقدم قربانا لدلفي، مع ذلك فلن يأسى لإخفاقك أحد. إن صلفك وعدم كفاءتك قد جعلا منك شخصاً ممقوتاً، هذا كل ما فعلته لك زينتك” يبدو واضحاً مرة أخرى انطباق هذا عليك، إذ لا يختلف إيفانغلوس عنك بشيء سوى تحرجه من التعرض للسخرية على العلن”
لدي قصة أخرى قديمة من ليسبوس Lesbos 31. تبدو ذات صلة وطيدة بموضوعنا. يقال بأنه بعد أن قطعت النساء التراقيات جسد أورفيوس، حمل نهر هيبروس رأسه وقيثارته إلى البحر. كان الرأس عائما فوق القيثارة، يردد أغاني أورفيوس الحزينة، بينما تحرك الرياح أوتار قيثارته، هكذا وصل كل من الرأس والقيثارة إلى شاطئ ليسبوس، حيث حُمل الرأس ليدفن في المعبد الحالي لباخوس Bacchus 32، في حين ظلت القيثارة محفوظة كأثر مقدس في معبد أبولو.
بعد مدة سمع نينثيوس Neanthus ابن الطاغية بيتاكوس Pittacus 33 كيف وصلت القيثارة التي سحرت الوحوش والأشجار والصخور، وكيف أنها وحتى بعد وموت أورفيوس ظلت تعزف من تلقاء نفسها. بهذا الهوس العارم لاقتنائها، عرض للكاهن رشوة ضخمة مقابل الحصول على القيثارة الأصلية، واضعاً مكانها قيثارة تشبهها. ولإدراكه أنه ليس من الحكمة أن يستعرضها في ضح النهار. فقد انتظر حتى الليل واضعا إياها تحت عباءته، ذاهبا إلى أطراف المدينة.
هناك أخرج هذا الشاب الذي لا يحسن شيئا من الموسيقى قيثارته، وبدأ يخبط على أوتارها كيفما اتفق، ظنا منه بأن هذه النغمات المنبثقة من تلك الأوتار الإلهية ستأسر بجمالها كل شيء، جاعلة منه في الوقت ذاته الوارث المحظوظ لعبقرية أورفيوس. غير أن ألحانه لم تجذب له سوى مجموعة من الكلاب تجمعت ناحية الصوت، لتهجم عليه ممزقة إياه إلى أشلاء.
إلى هنا كان مصيره مشابهاً على الأقل لمصير أورفيوس، غير أن سحره لم يفتن سوى الكلاب المتوحشة. ليؤكد هذا بما لا يدع مجالا للشك بأن سحر أورفيوس لا يكمن في القيثارة وحدها، بل في موهبة الغناء والموسيقي الخاصة التي وهبتها لأورفيوس والدته – كاليوبي – 34 أما هي فلم تكن لتختلف عن أي قيثارة أخرى.
لكن ما الحاجة إلى ذكر أورفيوس ونيانثوس؟ ولدينا أمثلة حية. في اعتقادي أن الشخص الذي اشترى المصباح الخزفي لابيكتيتوس Epictetus 35 الرواقي ب 120 جنيها 36 لا يزال حيا، ولا استبعد أنه كان يعتقد أنه بمجرد القراءة على ضوء ذلك المصباح، فإن حكمة ابيكتيتوس لا شك ستصله في أحلامه. وسيغدو حينها شبيهاً بذلك الحكيم المبجل.
فقط قبل يوم أو يومين كان شخص آخر قد بلغ به الحماس لأن يدفع 250 جنيهاً من أجل قطعة يُعتقد أنها سقطت من الفيلسوف الكلبي بروتيوس Proteus 37 أثناء إلقاء نفسه في المحرقة، متباهياً باقتناء هذه القطعة النفيسة، كما يفعل أهل تاجيا Tegea 38 بجلد الخنزير الكاليدوني Calydonian boar، أو الثيفيين بعظام جيريون Geryon 39 ، أو أهل ممفيس بشعر إيزيس Isis. 40 لا يختلف عنك هذا المالك لهذه القطعة النفيسة إلا بجهلة وسذاجته. وها أنت تسير في الطريق الخطأ يا صديقي. ربما كان تحتاجه هو ضربة على الرأس تعيدك لجادة الصواب.
يقال بأن ديونيسوس Dionysius 41 كان كلما شرع في تأليف تراجيديا، تجيء كتاباته رديئة دائماً، إلى الحد الذي جعل من الشاعر فيلوكسينس Philoxenus 42 لا يتمالك نفسه من الضحك منها، وهو الأمر الذي أدى إلى إرساله مرارا للعمل في المحاجر. وعندما وجد ديونيسوس أن جهوده لم تزد أن جعلته أكثر سخافة من ذي قبل، قرر الحصول على الأوراق التي كان اسخيليوس Aeschylus 43 يكتب عليها. متطلعا في الوقت ذاته أن تساعده على استنزال الوحي الإلهي. غير أن كتاباته بدت أسوأ بكثير مما كانت عليه.
من بين ما كتبه سأقتبس التالي :
-
كانت زوجة ديونيسوس، دوريديون.
بيت آخر :
-
رحلت، المرأه الأكثر تفانيا.
كانت تلك أوراق التي يكتب عليها أوراقا أصلية:
-
الرجال الحمقى، هم حمقى حتى النخاع.
لاحظ انطابق ذلك على نفسك. بالمناسبة، لا شيء أكثر اتصالا بك من الشطر الأخير. وبسبب ذلك، فإن ألواح ديونيسوس جديرة بأن تطلى بالذهب.
ماهي فكرتك حول هذه الكتب واللفائف؟ ما الغاية من كل هذا التجليد والزخرفة، زيت شجر الأرز، الزعفران، الصناديق الجلدية ؟ يمكن ملاحظة مدى تأثير الكتب التي تشتريها على لغتك، لا، إنني أرتكب خطأ فادحا حينما أشير إلى لغتك، إذ أنت عيي كسمكة. بل رذائلك الكثيرة هي من ستجعلك مكروها بين الناس. وإذا كان هذا ما تفعله الكتب فلن يرغب أحد بالاحتفاظ بها.
ثمة طريقتان يمكن للشخص من خلالهما الاستفادة من دراسة كتب القدماء، فإما أن يتعلم كيف يحسن التعبير عن نفسه، أو أن يقوم من أخلاقه من خلال نصائحهم. لكنه عندما يخفق بالانتفاع بأي من هذين الجانبين. فلن تكون الكتب سوى مسكنا للفئران والهوام. ومكان يطرد إليه الخدم المهملين.
كم ستبدو شديد الحمق عندما يصادفك أحدهم وأنت تحمل في يدك كتابا ( ودائما ما ترى وبصحبتك كتاب ) ويسألك عن الخطيب أو الشاعر أو المؤرخ الذي تحمل كتابه: إذا يمكنك من خلال النظر إلى عنوان الكتاب الإجابة عن ذلك بسهولة. لكن حين يأخذ الحديث مجراه، ويتم التعرض لمحتوى الكتاب بالنقد. فإنك تصبح عندها عييا ودونما حيلة. متمنيا حينها أن تنشق الأرض وتبتلعك. حيث تبدو كبيليروفون Bellerophon 44 تحمل الرسالة التي فيها حتفك.
حدث مرة في كورينثيا أن وجد ديميتريوس الكلبي 45 Demetrius بعض الجهلة يقرأ بصوت عال من مجلد فخم، – أظنه باخوسيات يوريبيدس Euripides46 وعنما وصل إلى مشهد تمزيق بينيثيوس Pentheus من قبل أغوئي Agave . اختطف الكتاب من يده بسرعة ممزقا إياه. قائلا ” من الأفضل أن يعاني بينيثيوس من التمزيق بيدي مرة واحدة من أن يمزق مرارا على يديك”
كثيرا ما تساءلت، بيد أنني لم أحظ بإجابة مقنعة، عن السبب الذي يجعلك مهووساً بشراء الكتب. ثمة شيء واحد يجعل استعمالها مفيداً، وهي أنه حتى الأشخاص الذي يعرفونك معرفة عابرة لن يحتملوك ولو للحظة دونها. فهل يشتري الأصلع مشطاً، والأعمى مرآة، والأصم مزماراً؟ والخصي محظية، والفلاح ومجدافاً، والبحار محراثاً؟ ربما تحاول استعراض ثروتك كلما سنحت لك الفرصة؟ أو بأن تظهر للعامة أن باستطاعتك تبديد أموالك حتى على أشياء ليست ذات نفع بالنسبة لك؟ لا يخفي على أحد، حتى بالنسبة لشخص سوري مثلي بأن اسمك لو لم يكن قد أدرج في وصية ذلك الشخص المسن. لكنت الآن معدماً. وسيتم عرض جمع كتبك للبيع. 47
يظل هناك تفسير محتمل وحيد – لهوسك بجمع الكتب – وهو أن المتملقين الذين يتحلقون حولك قد أوهموك بأنك ذو موهبة استثنائية في الخطابة والتاريخ والفلسفة. وليس اقتنائك لها سوى تأكيد لهذه المجاملات. يبدو أنك تتحدث طويلا إليهم على الطاولة. وليس لأولئك الضفادع العطشى سوى أن يبدوا استحسانهم، وإلا فسوف يحرمون من الشراب.
بالغ السذاجة، تنخدع بكل كلمة تقال لك. لدرجة تعتقد معها أنك تملك مميزات امبراطور. ومثلما كان لدينا الكسندر المزيف pseudo-Alexander، وفيليب المزيف pseudo-Philip 48، وإلى وقت قريب كان هناك نيرون المزيف pseudo-Nero 49 فها أنت ذا تضيف مزيفا آخر إلى جيش النبلاء المزيفين هذا.
ليس ثمة ما يمنع جاهلاً مثلك من أن يضع مثل هذه الفكرة في رأسه، ويمشي بغرور، مقلداً مِشية ولبس وتعابير مثاله المزعوم. حتى بيروس 50 Pyrrhus of Eprius ملك ايبيريا بالرغم مميزاته كان لديه نفس العيب. فتحت تأثير متملقيه كان قد اقتنع بأنه يشبه الإسكندر الأكبر، وقد سبق لي أن شاهدت صورة له، إلا أنه ليس ثمة تشابه بينها إلا كالتشابه بين القرار والجواب – إذا جاز لنا أن نتحدث بلغة الموسيقى – مع ذلك ظل بيروس على رأيه بأنه يشبه الإسكندر. وعلى الرغم مما تنطوي عليه هذه المقارنة من إهانة لبيروس إلا أنه مبررة تماما من حيث اظنها ذات صلة بموضوعنا. فحالما وضع بيريوس هذه الفكرة في ذهنه. لم يجرؤ أحد على معارضته والوقوف في وجهه. إلى جاءت ذات يوم، عجوزٌ من لاساريا Larissa ، لم تكن تعرف بيريوس، لتخبره بالحقيقة العارية، وتشفيه من الوهم الذي كان فيه.
بعدما عُرضت عليها صور كل من فيليب Philip 51 ، بريديكاس Perdiccas 52، الإسكندر Alexander 53 ، كاسندر Casander 54، وبقية والملكوك الآخرين، سألها بيريوس عن أي من صور هذه الشخصيات تشبهه، واثقا كل الثقة بأنها لن تتردد في الإشارة إلى صورة الإسكندر. غير أنها وبعد أن تأملت ملياً، أخبرته أنه يشبه على الأغلب ” الطباخ باتريكون” حيث كان ثمة طباخ بهذا الاسم في مدينة لاريسا يشبهه كل الشبه.
لن أحدد أية شخصية تشبه في هذه المسرحية الحقيرة. كل ما أستطيع قوله بيقين، هو أنك تفوق أي مجنون في جموح هذيانه. بعد كل هذه الأمثلة الناقدة لك، لن يأخذنا العجب حينما نعلم أن الأشخاص الذين يتملقونك قد بالغوا جدا في إيهامك بأنك شخص مثقف.
لا أهمية لكل هذا. إذ يبدو الآن ولعك المرضي بجمع الكتب واضحاً بما فيه الكفاية، وقد كان علىّ أن ألاحظ هذا مبكراً، لكنني ربما غفلت عن ذلك. تبدو خطتك كالتالي: بما أنك على علم بالميول الأدبية للإمبراطور، وتقديره للثقافة، فإنك تعتقد أنه من المستحسن بالنسبة لك أن تلفت أنتباهه إلى تبحرك في الأدب.
حينما يشار لك عند الامبراطور كأحد أكثر الأشخاص شراء وجمعا للكتب. ستعتبر ذلك حينها بمثابة صعود نجمك. يا للمخلوق التعس! هل تظن أن الإمبراطور سيعلم ذلك دون بقية القصة، خطاياك التي في وضح النهار، سكرك، عربدتك كل ليلة؟ ألا تدرك أن الإمبراطور يعلم كل خافيه؟
لا يمكن لأفعالك هذه أن تكون خافية حتى عن الأعمى والأصم. سأخبرك بشيء ربما لا تعرفه. لا يعتمد حصول الشخص على حظوة عند الإمبراطور على كم النقود التي أنفقها في شراء الكتب. بل على اتزان شخصيته وسلوكه اليومي.
هل تعول على كل من أتيكوس وكالينويس، ناسخي الكتب، في تكوين سمعه حسنة؟ فأنت مخدوع إذا، ليس لأولئك الأشخاص عديمي الشفقة من هم سوى الالحاح عليك لشراء المزيد الكتب والوصول بكل إلى حافة الإفلاس. لتعد إلى رشد قبل فوات الأوان: بع مكتبتك لمن يستحقها. ومنزلك الجديد أيضاً، وسدد جزءاً من ديونك لتجار العبيد.55
ها أنت ترى الصعوبة في الجمع بين كل من هاتين الهوايتين في وقت واحد، فإلى جانب كتبك الباهظة الثمن ثمة هويات قديمة محببة إلى نفسك والتي لا تكاد تشبع نهمك. بيد أنه لا يمكنك الاستمرار بذلك دون مال. لاحظ كم ثمينة هي النصيحة التي سأقدمها لك. اقترح عليك أن ستغني عما هو فائض لديك، وأن تركز على جوانب القصور الأخرى لديك. بعبارة أخرى. فإما ان تحتفظ بأموالك حفاظاً على حريتك من تجار العبيد، وإما أن تنفد مدخراتك الشخصية، لينتهي بك المطاف عبداً عند أولئك الذين يتلهفون إلى كل قرش تمتلكه. فهم لم يتورعوا عن الحديث عن ذلك عندما كنت ثملا. فقد تناهي إلى سمعي مؤخراً بعض القصص المزعجة عنك. مدعمة بشهود عيان: كان المارة هم من شاهد تلك الحادثة، كم كنت غاضبا لأجلك، كدت أضرب رفيقي. المزعج في الأمر أنه استدعى أكثر من شاهد لديهم نفس الرواية. لتعتبر هذا تحذيراً يحملك على الاقتصاد وعدم البذخ، وربما كان في إمكانك حينها الاستمتاع في منزلك بكل حرية. لا اعتقد بهذا أنك ستتخلى عن كل عاداتك تلك. فذلك أمرٌ ميؤوس منه تماما. فالكلب الذي يقضم الجلد مرة سيقضمه دائما.
من ناحية أخرى، يمكنك الاستغناء عن الكتب بسهولة، فثقافتك تامة، وليس ثمة جديد لتتعلمه. باستطاعتك استحضار كل شيء كتبه القدماء بسهولة. تعرف كل شيء يتعلق بالتاريخ. فأنت صاحب الاختيارات الممتازة، واللغة الأنيقة. حيث أتقنت اللغة الإتيكية بكل تفاصيلها.56 لقد جعلت منك أكوام الكتب تلك أديبا يشار له بالبنان. (ما دمت تحب الإطراء، فلا يوجد سبب يمنعني من أغمرك بكل هذا المديح )
غير أنني سأبدو فضوليا حول نقطة ما. ما هو كتابك المفضل من بين كل هذه الكتب الكثيرة؟ أفلاطون Plato ؟ أنتيسِتنيس Antisthenes 57؟ أرخيلوخوس Archilochus 58؟ هيبوناكس Hipponax 59؟ وإذا كنت تفضل عليهم الخطباء؟ فهل سبق لك وأن قرأت “خطاب إيسخينيس Aeschines لتيمارخوس Timarchus 60؟
أنا علي يقين بأنك تحفظ كل ذلك عن ظهر قلب. هل واجهتك صعوبة في قراءة اريتسوفان Aristophanes 61 أو إيبوليس Eupolis 62؟ هل تمعنت جيدا في مسرحية الغطاس Baptae 63 ؟ إذن، لا شك أنك واجهت بعضا من الحقائق المحرجة في تلك المسرحية؟ من الصعوبة تصور امتلاكك ذهن قادر على فهم كتب الأدب تلك، أو أن تلك اليدين تقلبان صفحاتها. في أي قت تقرأ؟ في الصباح أم في المساء؟ إذا كان في الصباح، فلا بد في فترة لم يكن ليراك فيها أحد. وإذا كان في المساء، فمتى؟ هل وسط ذروة انشغالاتك المبتذلة 64، أو أنك تنتهي منها قبل أن تشرع في ممارسة مواهبك الادبية؟
وكشخص محب لاحتفالات الصخب والعربدة “كوتيتو” Cotytto 65 فليس ثمة داع للمغامرة بسلوك مسارات الأدب. وبما أنك قد نلت كفايتك من الكتب فلتتفرغ لأعمالك الخاصة. وإذا ما خالجك أدنى إحساس بالعار، وهو مما لا شك فيه فعليك أن تتخلى عنها أيضا. تذكر احتجاج فايدرا Phaedra 66 الغاضب على اغتصابها:
كان الظلام شريكهم. لا يخشون شيئا، ولا جدران الغرف التي تكتم أسرارهم.
لكن بما أنك عزمت على عدم التعافي فلا جدوى من ذلك كله، فلتستمر إذن في شراء الكتب وتكديسها. والإبقاء عليها مغلقة بأمان. ولتحظ بالصيت من مجرد امتلاكها. وليكن ذلك كافيا، دون لمسها أو حتى قراءتها. ودون أن تلوث بقراءتك شعرَ وبلاغة القدماء، فما الضرر الذي لحقك منهم، لينالهم كل هذا؟
أنا على يقين بأن كل هذه النصائح ستذهب سدى، هل على الحبشي أن يغير لونه؟ ستستمر بشراء كتب لست قادر على استعمالها. رغبة في نيل المتعة التي ينالها المتعلمون، والذين لا تكمن أهمية الكتب بالنسبة لهم في غلاء أسعارها أو من مظهرها الجذاب، بل فقط من مضامينها ومحتوياتها.
تظن أنك تستطيع أن تخفي جهلك من خلال تكديس وتجميع الكتب، وأنك بذلك تذر الرماد في عيوننا. ألا تعلم بأنك مثل أولئك الأطباء المحتالين، يحيطون أنفسهم بمحاجم فضية، ومباضع ذات قبضات مذهبة، وصناديق عاجية يضعون فيها أدواتهم، في حين يعجزون عن استعمالها وقت الحاجة إليها ليخلوا مكانهم لجراحين أمهر وأحذق، بمباضع حادة ذات مقابض صدئة، بيد أنه في استطاعتهم شفاء المرضى. ثمة مثال آخر ينطبق عليك تماماً. أعني مثال الحلاقين. ستجد أن المهرة منهم لا يملكون سوى موسى واحدة، ومقص، ومرآة، وهذا كل ما يتطلبه عملهم. في حين تجد أمواس المحتالين كثيرة، ومراياهم صقيلة، دون أن يخفي ذلك عجزهم. وما يثير الضحك هو أن الرجل العادي يعمد إلى قص شعرة عند أحد أفضل الحلاقين، ثم يذهب لتصفيفه أمام مراياهم الفخمة.
وبما أنك عاجز عن الاستفادة من هذه الكتب فإن أفضل ما يمكنك القيام به هو إعارتها للأخرين. بيد أنه لم يحدث وأن أعرت أحدهم كتابا، كالكلب في المعلف، لا يأكل الذرة، ولا يدع الخيل تأكل. ذلك رأيي الصريح حول كتبك، وسأجد فرص أخرى ربما للتطرق لسلوكك السيئ يوما ما.
الهوامش:
- Lucian. The works of lucian. Translated by Thomas Franklin. Printed for T. Cadell . p 74
- شاعر يوناني عاش في أفسس في أسيا الصغرى في منتصف القرن السابع قبل الميلاد.
- يبدو أنها راسائل شيشرون إلى تيتوس بومبونيوس اتيكوس وهو ناشر ومصرفي روماني 110-31 ق م.
- في ملحمته ثيوجيني أو أنساب الآلهيه يذكر هزيود كيف أن ربات الإلهام التي تسكن في جبل هيليكون قد أعطته القدرة نظم الشعر عندما كان راعيا.
- آلهات الإلهام أو الموسات أو الموسيات هن آلهات غاية في القدم تعتبر مصادر للوحي الفني ويحمين ويلهمن الشعراء.
- هيليكون هو جبل يقل في إقليم بويوتيا، ويقع في مدينة أسكرا مسقط رأس هزيود. واشتهر بأنه موطن آلهات الإلهام.
- هيبركون هو نبع يجري في منحدرات جبل هيلكون والذي يعتبر مصدرا لإلهام الشعراء.
- أحد أهم الخطباء اليونانيين 384-322 ق.م . شارك في مع مجموعة الخطباء اليونانيين الذي تصدوا لمهمة الدفاع عن حرية المدن الإغريقية إبان الغزو المقدون. وكان ذا عناية بكتابات ثوسيديديس.
- المقصود بالكتاب تاريخ الحرب البيلوبونيزية الذي ألفه المؤرخ الأثيني ثوسيديديس 462-395 في ثمانية أجزاء.
- هي الكتب والمخطوطات التي نقلها القائد والقنصل الروماني لوسيوس سولا 138-78 ق.م من مكتبة أبليكون والتي كانت تحتوي على نوادر الكتب والمخطوطات، حيث كان من ضمنها المجموعة الوحيدة من كتب أرسطو. أنظر
W.K.C.Guthrie. A History of Greek Philosophy: Aristotle, an encounter.VI.PP 60-61
- تيموثيوس شاعر غنائي يوناني عاش في الفترة 446-357 ق.م
- موسيقى من طيبة عاش في القرن 4 قبل الميلاد.
- هو مزمار الربة أثينا الذي حصل عليه مارسياس وتنافس به مع أبولو وكان الملك ميداس هو الحكم في هذه المناسبة ففضل مارسياس مما حدا بأبولو بمعاقبتهما معاً بأن جعل للملك ميداس أذني حمار لأنه لا يجيد سماع الموسيقى وتمييز الافضل منها وحكم على مارسياس بأن يربط على شجرة ويسلخ حيا. ما جعل الملك ميداس يخفي أذني الحمار تحت قبعة كبيرة لكن حلاقه اكتشف السر ولم يقدر على أن يحافظ عليه فحفر حفرة في الأرض وهمس فيها “ميداس لديه أذنا حمار” وملأ الحفرة ظنا منه أن سره في أمان ولكن القصب الذي نما على الحفرة نشر السر في المكان وكانت الاسطورة موضوعا للعديد من المسرحيات.
- إلى جانب مارسياس يعتبر أولومبيوس أهم شخصيتين أسطوريتين ينسب لهما اختراع الناي.
- نصف إله إغريقي. وابن الإله زيوس والبشرية ألكميني وكان بارعا في الرمي بالنبال، والذي لم تسلم من نباله الآلهة نفسها مثل هيرا وأوقيانوس إله البحر وهيليوس إله البحر. أنظر. عب المعطي شعراوي. أساطير إغريقية. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب. 1982. ص 369-416
- بطل أسطوري كان مشهورا بالرمي بالسهام، وقد شارك في حرب طروادة. وصفه هوميروس “فيلوكتيتيس الذي يجيد الرماية” أنظر الإلياذة الكتاب الثاني الشطر 715 ص 172
- إقليم يقع في شمال غرب إيران حاليا، وكان تعتبر المقاطعة الأبرز في آسيا كلها من حيث اتساع مساحة أراضيها وعدد الرجال فيها وجودة خيولها. أنظر بيير بريانت. موسوعة تاريخ الإمبراطورية الفارسية من قورش وحتى الإسكندر. الدار العربية للموسوعات. ج 5-6 ص 104
- منطقة تقطع في اليونان لحاليه وكانت تسمى أيوليا، وكانت تشتهر بجودة خيولها. كما أن حصان الإسكندر الأكبر ” بوسيفالوس ” من ثساليا أنظر
Maria Mili. Religion and society in ancient Thessaly. Oxford Uneversty.2012. p 260 and Jan Worthington. Alexander the great: man and god. Routledge.2004. p 32
- إشارة إلى الخيول الكورنثية التي اشتهرت بها كورنثة والتي كانت تحمل العلامة قوبا koppa وهو الحرف الأول في الأسم القديم للمدينة ولم يعد يستعمل. أنظر اريستوفان. مسرحية السحب. ترجمة أحمد عتمان. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ص 361.
- أنظر وصف ثرسيتيس في الإلياذة، المركز القومي للترجمة، الكتاب الثاني ص
- بطل أسطوري وأحد الشخصيات الأساسية التي تدور حولها الإلياذة. وهو نصف إله والدته هي الآلهه ثيتيس والبشري بيليوس.
- الإلياذة الكتاب 21 ص 680-681.
- استيروبايوس هو ابن بيلاجون قتله آخيل أنظر المصدر السابق 684-685.
- أنظر مقتل ليكاؤون في المصدر السابق، الكتاب 21 ص 680-683.
- هو ابن برياموس ملك طروادة، قتله أخيلوس انتقاما لمقتل باتركلوس على يد هيكتور. المصدر السابق، الكتاب 21 خصوصا 718-721.
- نسبه الى البايثون وهي الحية التي قتلها الإله أبولو. وهو احتفال رياضي وموسيقي كان يقام في مدينة لفي كل أربعة سنوات، ويقام بعد سنتين من الألعاب الأولمبية، تكريما للإله أبولو.
- ابن الإله زيوس والآله ليتو ويعتبر إله الشمس والموسيقى والرماية والرسم والنبوءة.
- أمير من تراقيا ويعد أول الشعراء وهو ابن كاليوبي إحدى آلهات الإلهام. وملهمة الشعر الملحمي والفصاحة.
- أحد أهم المدن في إقليم بويوتيا. يرجع تأسيسها الأسطوري على يد كاديموس ملك صور.
- مدينة يونانية تقع على الساحل الجنوبي لإيطاليا حاليا. أسسها بعض اليونانيين الفارين من الغزو الفارسي.
- وتسمى أيضا بموتيليني وتعد ثالث أكبر الجزر اليونانية في بحر إيجة، في القرن السادس قبل الميلاد أصبحت مركزا للشعر الغنائي.
- باخوس هو الاسم المكافئ لديونيسوس عند الرومان، وأحد أهم آلهة الأولمب أهمية وهو ابن زيوس من سيميلي، يعتبر إله الخمر والمتعة والابتهاج لاحقا في القرن الخامس ق.م سيصبح إلها للموتى بدلا عن هاديس.
- أحد الحكاء الأغريق السبعة، قائد وسياسي عاش في الفترة بين 650 -570 ق.م انتخب حاكما على مدينة ميتيليني. في جزيرة ليسبوس لما يقرب من عشرة أعوام كطاغية معين من الشعب appointive tyranny أو ما يعرف بالطاغية المنتخب بحسب أرسطو elected tyrant وهو نوع من الطغيان يختلف عن طغيان البرابرة الذي لا يستند على إرث تاريخي، بل يتم انتخاب الطاغية من قبل الشعب . كما قام باستحداث إصلاحات قانونية واسعة والعفو عن جميع المنفيين السياسيين. أنظر
James McGlew. The tyranny and political culture in the ancient greece. Coenell university press.1993. pp 79-80
- من المترجم للتوضيح. أنظر الهامش 27.
- فيلسوف رواقي ولد في حدود العام 50 م، وكان أحد عتقاء الإمبراطور نيروز ومن حينها كرس نفسه للفلسفة، وعندما طرد الأمبراطور دوميتيانوس في العام 94م كل الفلاسفة من روما، اعتزل ابيكتيتوس في نيكوبوليس حيث عاش فقرا حتى وفاته في العام 125. كان ابيكتيتوس قد صنع مصباحا من الخزف حينما سرق منه مصباحه الحديدي. أنظر ابيكتيتوس، المختصر. ترجمة عادل مصطفى، دار هنداوي. نسخة إلكترونية ص 50.
- هكذا في الأصل، والأدق أنه اشتراها ب 3000 دراخما. انظر المصدر السابق.
- بروتيوس بيرجرنيوس ، فيلسوف يوناني كلبي عاش في الفترة من (95-165) كان قد ألقى نفسه في محرقة الجثث بعد أن ألقى خطابا تأبينيا لنفسه، تجدر الإشارة إلى أن لوسيان نفسه قد ألف كتابا عن بيرجرنيوس أسماه موت بيرجرنيوس The Death of Peregrinus ويكاد هو العمل الوحيد الذي يذكر أمور تفصيلية عن حياة هذا الفيلسوف الكلبي، وإن بشكل ساخر.
- تاجيا هي واحدة من أقوى المدن في أركاديا القديمة وتقع حاليا في جنوب شرق اليونان وبها يقع معبد أثينا آليا، والذي تزعم الاسطورة أنه تم الاحتفاظ بجلد الخنزير الكاليدوني بداخله. وتعد أسطورة الخنزير الكاليدوني أحد أهم الأساطير في الميثيولوجيا اليونانية حيث أرسلت الربة أرتميس إلى كاليدون خنزيرا بريا هائل الحجم ليعيث في المنطقة خرابا، مدمرا المزارع ومروعا السكان، الأمر الذي تسبب بحدوث مجاعة وذلك عقابا للملك أوينيوس بسبب تجاهله تقديم قربان للربة أرتميس. فأرسل مجموعة من الصيادين والمحاربين ومن ضمنهم أتلانتا، لقتل هذا الخنزير على أن تقدم أنيابه وجلده لمن يقتل الخنزير حيث كان ذلك من نصيب أتلانتا. أنظر عبد المعطي شعراوي، أساطير إغريقية: أساطير البشر. الهيئة المصرية العامة للكتاب. ج1 ص 180-181
- بحسب الأسطورة فإن جيرون هو ملك تارتسوس الواقعة في إسبانيا، مسخ له ثلاثة رؤوس وست أذرع وثلاثة أجساد تتفرع من وسطهز أما بقية جسدة الأسفل فبشريز ويرتبط ذكر جيرون في الميثولوجيا الإغريقية بالمهمة العاشرة التي وجهها يوروسثيوس إلى هيراكليس، والمتمثلة في سرقة قطيع جيرون، كما أن عظام عظام جيرون أصبحت موضوعا للعبادة حيث كانت تعرض في كل من أولمبيا وثيفا. أنظر أساطير إغريقية. ج 1 ص 404-407 و Adrienne Mayor. The Fiest Fossil Hunters: paleontology in greek and roman times. princeton university press.2000. pp 293-294
- إشارة إلى طقوس مرتبطة بعبادة الربة إيزيس، حيث تشير الأسطورة أن إيزيس قد قامت بقص شعرها حزنا على زوجها أوزير. أنظر : آرموار. آلة مصر القديمة وأساطيرها. ترجمة. مروة الفقي. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة. 2005.ص 57.
- هو ديونيسوس الأول طاغية سرقوسة، 432-367 ق.م أشتهر بتقريبة للشعراء والفلاسفة كأفلاطون والمؤرخ فيليستس وفيلوكسينيس، ومعاملتهم بقسوة وخشونة.
- شاعر يوناني عاش في الفترة من 435-380 في فترة حكم ديونيسوس طاغية سرقوسة. أنظر تفصيل حادثة إرسال فيلوكسينس للعمل في المحاجر أنظر
Kathryn Bosher. Theater outside Athens: Drama in Greek Sicily and South Italy Cambridge university press.2012 p138-139
- روائي ومسرحي يوناني 525-456 ق.م
- هو بطل أسطوري في الميثولوجيا اليونانية، قتل بالخطأ أخاه فهرب إلى ملك أرغوس الذي كان يمت له بصله قرابة فبرأه من ذنبه، إلا أن زوجة الملك (أنتيا) وقعت في غرامه إلا أنه صدها فاتهمته بالاعتداء عليها، فأرسله بروتيوس إلى ملك ليديا برسالة مكتوبه برموز يصعب حليها تفيد بقتل حامل الرسالة.
- فيلسوف كلبي من كورنثيا عاش في روما خلال فترة كل من كاليجولا و نيرون وفاسبيان.
- أحد أهم كتاب المسرح في اليونان 480-406 والإشارة هنا إلى مسرحيته عابدات باخوس أو البايخات وهي مسرحية دينية تصف نظام عبادة ديونيسوس في بويتويا والتي تتصف بالهوس والحمى الدينية حيث يعارض ملك ثيفيا بينيثيوس هذه العبادة فيتم قتله على يد هؤلاء النسوة والتي كانت أمه أغوئي من بينهن دون أن تدري أنه ابنها.
- إشارة إلى عادة قديمة في ذلك الوقت وهي أن بعض كبار السن يوصون بثرواتهم أو جزء منها لتلامذتهم أو أصدقائهم الأصغر سنا، وكأن لوسيان يلمح إلى أن هذا الشخص الذي يتعرض له بالنقد قد ورث ثروته من شخص مسن.
- هو اندريسكوس أمير مقدوني زعم أنه ابن برسيوس آخر ملوك مقدونيا، وذلك لشببه الكبير به.
- بعد وفاة الإمبراطور نيرون منتحرا عام 68م ظهر عدة أشخاص – ثلاثة على وجه التحديد يتظاهرون بأنهم الإمبراطور نيرون.
- ملك وقائد عسكري 319-272 ق.م حكم منطقة ايبيريا الواقعة شمال اليونان، حقق انتصارات على كل من الرومان المقدونيين على السواء إلا أنها كانت انتصارات ذات كلفة عالية.
https://www.ancient.eu/pyrrhus/
- هو فيليب الثاني والد الإسكندر 382- 336 ق.م.
- أحد أهم قادة الإسكندر، وقائد الجيش الملكي. بعد وفاة الاسكندر أصبح وصيا على الخزانة بالإضافة إلى وصايته على كل من فيليب الثالث والاسكندر الرابع.
https://www.ancient.eu/Perdiccas/
- الاسكندر ابن فيلب الثاني 336-323 ق.م
- هو ابن الجنرال المقدوني انتيباير 355-297 ق.م أعلن نفسها حاكما بعد الاضطرابات التي أعقبت موت الاسكندر
https://www.ancient.eu/Cassander/
- يشير إلى عبودية الدين وهي هذه الممارسة منظمة قانونيا في التشريع الروماني تحت ما أطلق عليه باللاتينية Nexum والتي بموجبها يصبح الشخص العاجز عن أداء دينه عرض للاسترقاق، وتم إلغائة في 313 ق.م. أنظر الدراسة التي أعدها موريس سلفر The Nexum Contract as a “Strange Artifice” في
http://local.droit.ulg.ac.be/sa/rida/file/2012/11.Silver.pdf
- الاتيكية هي اليونانية لسكان أثينا.
- أنتيسِتنيس تلميذ سقراط 365-445 ق.م أحد رواد ومؤسسي الفلسفة الكلبية.
- أرخيلوخوس شاعر غنائي اغريقي عاش في الفترة من 680-645 ق.م.
- هيبوناكس شاعر يوناني اشتهر بالهجاء المقذع عاش في القرن 6 ق.م.
- يعد خطاب إيسخينيس لتيمارخوس من الخطابات المهمة في التاريخ اليوناني وهو خطاب ألقاه إيسخينيس وهو خطيب يوناني كان يسعى إلى عقد المهادنة مع ملك المقدوني فيليب الثاني والد الإسكندر ضد تيمارخوس الذي كان يسعى جنبا إلى جنب مع ديموسثينيس لمعارضة التوسع المقدوني، كانت الدعوى تهدف إلى حشد الأدلة التي تثبت عدم صلاحية تيمارخوس لممارسة صلاحياته كسفير إلى فيليب الثاني لمهادنته، وقد نجح في عزل تيارخوس عن شغل الوظيفة العامة، تكمن أهمية هذا الخطاب في كونه يعد أحد أهم المصادر حول موقف الفكر الأثيني من المثلية الجنسية إضافة لكونه أحد أطول النصوص التي تعالج موضوع المثلية الجنسية في العالم اليوناني القديم أنظر
https://sourcebooks.fordham.edu/pwh/aeschines.asp
Aeschines. The speeches of Aeschines. ( Translate by Charles Adams) London: William heinemann. P5-156
- كاتب مسرحي يوناني ساخر عاش في الفترة من 386-446 ق.م.
- إيبوليس شاعر يوناني عاش في لفترة 446-441 ق.م وازدهر خلال فترة الحروب البيلوبونيسية.
- هي مسرحية ساخرة كتبها الشاعر والمسرحي إيبوليس منتقدا من خلالها مظاهر العربدة التي ترافق عبادة الآلهه الدورية والتراقية كوتيتو التي تتسم بالتهتك والعربدة. يشير مصطلح Baptae أو الغطاس إلى ممارسة طقسية يقوم من خلالها المحتفلون بغمس أرديتهم بأصباغ زرقاء وخضراء وأرجوانية.
- إشارة إلى أنه يكون مشغولا في الليل بمساعيه الغرامية والفاحشة.
- أنظر الحاشية 63
- أحد الشخصيات الدرامية في المسرح اليوناني هي ابنة الملك مينوس تزوجت ثيسيوس وكان لهذا الأخير ابن هو هيبولوتوس. وقد وقعت في حب هذا الشاب الذي رفض إغرائاتها، فقتلت نفسها بعد ان اتهمت هيبولوتوس اتهاما كاذبا بإغرائها.
مراجع أخرى
ديفانبيه. معجم الحضارة اليونانية القديمة. ترجمة أحمد عبد الباسط حسن. القاهرة: المركز القومي للترجمة.2012