سكب البنزين على النار: ولاية واشنطن تعلن حالة الطوارئ إثر تفشي عدوى الحصبة – كيرك جونسون / ترجمة: رغد السياري، مراجعة: مصطفى الحفناوي
20/02/2019
سياتل–عدوىالحصبة، التي أُعلن أنها لم تعد خطرًا يهدد الصحة العامةفي الولايات المتحدةمنذ ٢٠ سنة،تظهر مجددًاهذا الشتاء، فيشمالغربي المحيط الهادئ،وولاياتٍ أخرى؛ حيث يحظىفيها الوالدان نسبيًّابحرية اختيار تطعيم أطفالهم منعدمه.
سجلمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، تسعًا وسبعين حالةً منالحصبة منذ بداية هذه السنة، وخمسون حالة من هذا المرض شديد العدوى، كانتفي ولاية واشنطن.
تفشتعدوىالحصبةأيضًافيالمجتمع العبري اليهوديفي بروكلن؛حيثسُجِّلتْأربعٌ وستونَحالةً،معظمهافيأواخر العام الماضي.كماصرَحمركزمكافحة الأمراضوالوقاية،أن تفشي هذا المرض بدأ؛عندما أُصيب طفلٌ لم يتم تطعيمه بالفيروس، أثناء زيارتهإلى إسرائيل التي تعاني من تفشي الحصبة.
لكنمنذ يناير هذه السنة،لمتشهد منطقةمن قبل هذا الكم الهائل من الحالات، التيشهدتها مقاطعة كلارك في واشنطن،وهيتشهد نموًّا سريعًا فيالمنطقةالحضرية بالقرب منبورتلاند في ولايةأوريغون؛حيث أعلن موظفو الصحة حالةَ الطوارئ الشهر الماضي، وتسجيل ٤٩حالةمعظمها من الأطفالدونسنالعاشرة.
تشهد مقاطعة كلارك أقل معدلات للتطعيم في ولاية واشنطن. وبناءً على الأرقام التي أعلنتها الولاية،نحو٧٨بالمائةمنأطفالالحضانةحتى الثانوية تم تطعيمهم.
تعدبورتلاند بالإضافةإلىمناطق أخرى في الغرب، مثل سياتل وفينكس وسالت ليكسيتي وهيوستون،مناطق مكتظة بالأهالي،الذين يفضلون عدمتطعيم أطفالهم لأسباب طبية، أو فلسفية،أو دينية.
يعتبر علماء الأوبئة بأن الحد الأدنى للوقاية من تفشي الحصبةفي العمومِ،يتحقق عند الوصول إلىمعدلتطعيمبنسبة ٩٣٪ أو أعلى.
يقول د.آلان ملنك، مدير الصحة العامة في مقاطعة كلارك: “إذا كان لديك مجتمعٌ غير مطعَّم، فالأمرأشبهبسكب البنزين على النار“، ويؤكدُّ أن:“الحصبة معدية بشكل مريع، ومعدلات المناعةتستمر بالانخفاض”.
تسبب الحصبةأضرارًا عصبية دائمة،بالإضافة إلى الصمم،وفي حالات نادرة نسبيًّا قد تصل إلى الوفاة.وبناءً علىالمؤتمر الوطني للهيئات التشريعية،تمنحكل الولايات للأهلحقالامتناع عن تطعيم أطفالهملأسبابٍطبية، ومعظمهاتسمح بذلك أيضًالأسباب دينية.
لكن١٧ولاية،ومن ضمنها واشنطنوأوريغون وكلارادو وتكساس؛لم يقفوا عند هذا الحد؛إذمنحوا الأهلأحقية الامتناع عن تطعيم أطفالهم لأسباب مبهمة، كأسباب شخصية أو فلسفية.وبعضهذه الأسبابقد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحركات المناهضة للتطعيم،مثل الادعاءاتالتي تمكشفهاوإثباتخطأهاوزيفها، كعلاقةالتطعيم بمرض التوحد.
يقول د. بيترهوتز،المدير المشاركفي مركزتطويراللقاحفي مستشفى تكساس للأطفال،التابع لكلية الطبفي جامعة بايلور في هيوستن: “أنا قَلِقٌ جدًّا من أن يصبح انتشار وباءالحصبة شيئًا طبيعيًّا ومعتادًا عليه”.
ويضيف أن المعلومات المغلوطةعن التطعيمانتشرت،وسمح المشرعون لهذه الإشاعاتبأن تؤثرعلى قراراتهم في تقنين ذلك.
ويؤكد د.بيترهوتز:“يعتبر المشرعون في الولايات، المسؤولين عنهذا التمكين؛ حيث أنهمسوّغواالتلاعببهم”.
قال د. ميل نك، مسؤول مقاطعةكلارك، أنه سمع ما تناقله الأطباء منذ تفشي الحصبةمؤخرًا عن ارتفاع معدل زيارة الأهللتطعيم أطفالهم،وأشار إلى الخطط الجارية لإنشاء عياداتمجانيةمتخصصة في التطعيم.
ويقول أيضًابخصوص التطعيم: “نوّم طفل في المستشفىبسبب الحصبة، وآمل ألّا يتطور الموضوعإلى الإصابة بالتهاب الدماغأوحتىالوفاةليغير الناس آرائهم”.
ونقلًا عنمركز مكافحة الأمراض والوقايةمنها،سُجلت ١٧ حالة تفشي للحصبة في عام 2018،خاصةفيأنحاء مناطق البلد.
وفي ٢٠١٧ سُجلت ٧٥ حالةفي مينسوتا فيمجتمع صوماليٍّ-أمريكيّحيث يتدنى معدلالتطعيم.أما في عام ٢٠١٥فارتبطت ١٤٧ حالة عبر الولاياتبمنتزه في كاليفورنيا،حيث زاره أحد الأشخاص المصابينبالحصبة كما يُزعم؛مما أدىلانتقال العدوى للكثير.
وعلى الجانب الآخرفيالمجلس التشريعي لولاية واشنطن،يشجعمجموعة من المشرعينعلى العدول عن حكم الولايةالتي تسمحبالامتناع عن التطعيم لأسباب شخصية أوفلسفية،ورفعوا مشروع قانون في خضم تفشي الحصبة ولكن لم يُفتح التصويت عليه بعد.