مجلة حكمة
اللهجات العربية القديمة وأثرها في التراث الشعري - العبدلاوي قدور - حكمة

اللهجات العربية القديمة وأثرها في التراث الشعري – العبدلاوي قدور


يجد الدارس للشعر العربي القديم –منذ العصور الجاهلية إلى نهاية عصر الاحتجاج- تضاربا واختلافا كثيرا في روايته، وقد علل الدارسون القدماء والمحدثون ذلك، وأرجعوه إلى عدة أسباب، منها: القبلي والسياسي والديني والحزبي والشعوبي، ومنها طريقة حفظ وتداول هذا الشعر عن طريق الإنشاد الذي يعتمد على الذاكرة الحافظة التي تتعرض بدورها للسهو والنسيان مع مرور الأزمان، وتعاقب الأجيال.

800px-Sana'_national_museum_02

إلا أن هذه المصادر والمراجع التي أرخت للشعر العربي القديم، وعملت على توثيقه وتناول نصوصه بالنقد والتحليل، قد أشارت في طياتها –وبطريقة غير مباشرة- إلى عامل آخر في هذا الاختلاف، ونعني بذلك (اللهجات/اللغات) العربية القديمة وأثرها في هذا التنوع في الرواية الشعرية. لأننا كثيرا ما نجد الدارسين من قدماء ومحدثين يرجعون بعض هذا التباين على أنه (لغة…). وكان العرب يطلقون مصطلح (لغة) على أي (لهجة) عربية قديمة. وأن اللغة العربية (الفصحى) كانت بمثابة نهر لروافد لغوية/لهجية لجميع القبائل العربية. وأن كل لهجة كانت لها خصائصها اللغوية التي تخضع لها وتميزها عن أخواتها الأخريات، أي تلك المؤثرات اللسنية للقبيلة والمنطقة الجغرافية، التي تتداول فيها هذه اللغة/اللهجة، وأن أثرها لحق هذا الشعر.

والمهتمون بحضارة بلاد العرب، ومنذ القدم، اختلفوا في أصول لهجات اللغة العربية الفصحى، وتاريخها البعيد والتي كانت منتشرة في الجزيرة العربية وأطرافها الأخرى، وهل هي نفسها التي وجدها الإسلام ونزل بها القرآن؟

 

اللهجات العربية القديمة ومراحل تطورها:

لما تصدى المستشرقون لدراسة اللغة العربية قسموها إلى قسمين تبعا للتقسيم الجغرافي لبلاد العرب الذي وضعه العلماء العرب القدامى. فهناك عرب قحطانيون بالجنوب، أي اليمن، حيث اللهجات المعينية والسبئية وغيرهما. وهناك عرب الشمال حيث اللهجات الثمودية واللحيانية والصفوية. وذكروا بأن هذه اللغات لا تمت بصلة إلى اللسان العربي، وإنما هي فروع للغة السامية الأم كالحبشية. وذلك بناء على دراسة كتابة نقوش مكتشفة. ويرى (أ.ولفنسون) أن هذا المسلك في تحديد اللغات العربية القديمة من جانب هؤلاء المستشرقين الأوائل ليس سليما(1). لأنهم قد غابت عنهم معطيات تاريخية ومادية كثيرة. ومن جهة أخرى نرى دارسا عربيا معاصرا يوافق الدكتور جواد علي في منهجيته التي اعتمدها في تحديد لغات العرب القديمة، ودراستها عبر تطورها التاريخي. وقد حدد الدارس هذه الأطوار التاريخية التي مرت منها اللغات العربية في ثلاث مراحل:

أولا: مجموعة (ن)، وأداة تعريفها (ن) وهي اللغة الجنونية، وكانت تثبت كتابيا في آخر الاسم، وأداة تنكيرها (م)، وتثبت كتابيا في آخر الاسم كذلك. وكانت كتابتها الخط المسند.

ثانيا: مجموعة (هـ)، أداة تعريفها (هـ) في أول الاسم، وليس لها أداة تنكير في الكتابة، وكانت أبجديتها الكتابية الخطوط الصفوية والثمودية واللحيانية. وهاتان المجموعتان –الأولى والثانية- أبجديتهما عبارة عن حروف صامتة، وليس لهما صوائت قصيرة أو طويلة.

ثالثا: مجموعة (ال)، أداة تعريفها (ال) وتثبت في أول الاسم، كما تتميز بأداة التنكير (ن) في آخر الاسم على المستوى الصوتي دون الخط. ومع تطور أبجديتها صارت لها صوائت ورموز كتابية. أي أن كتابتها أصبحت معربة، وهي ما أصبح يعرف عند الدارسين باسم اللغات الشمالية (الحجازية).

ويذكر الدارس أنه من خلال مقارنة بين المجموعات اللغوية الثلاث: (ن) و(هـ) و(ال) يتبين لنا أنه “توجد اختلافات في نمط البنية القواعدية (الصرفية والنحوية) لهذه المجموعات اللغوية الثلاث من اللسان العربي”(2). مما يعني أن هذه الأطوار الثلاث للسان العربي تعكس المراحل التطورية لهذه اللهجات/اللغات في مسارها التاريخي، وأن المرحلة الثالثة والأخيرة مثلت محطة الاكتمال والنهاية بالنسبة لهذه اللغة. وأن لهجات/لغات هذه المرحلة الأخيرة هي التي أصبحت سائدة في كل المناطق العربية من اليمن إلى مناطق الشام، مع تميز كل لهجة بخصائص لغوية عن الأخريات حسب المجموعات القبلية، والبيئات الجغرافية، مما يعني أن التواصل اللغوي كان قائما بين جميع القبائل العربية باختلاف مناطق تواجدها، وأن الاختلافات اللهجية كانت طبيعية، ولم تكن أبدا عائقا لهذا التواصل والتفاهم، أي أنها كانت تمثل (لسان) العرب أجمعين.

أما ما يروى عن أبي عمرو بن العلاء “ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا”(3) فبناء على المعطيات السابقة، فإنه يمكن أن يستشف منه أنه يشير إلى الطور الأول لهذه المجموعة اللغوية. لأن عصر هذا العالم الراوية، كان وقتها الإسلام قد دخل اليمن، واعتنقه أهلها عقيدة ولغة، وأن لهجتهم قبيل الإسلام كانت واحدة من لهجات (لسان) العرب في الحجاز والشام، لا تختلف عنها إلا فيما هو طبيعي بين لهجات القبائل الأخرى. كما أن أبا عمرو كان يقصد الفصاحة والبلاغة في الكلام.

ونضيف إلى ذلك، أنه رغم عراقة الحضارة اليمنية، وأثرها الكبير في الحياة العربية بصفة عامة، ولمدة قرون طويلة، فإن ساعة ظهور الإسلام كانت اليمن في حال من الضعف لأسباب عدة، بينما كانت الحجاز في نهضة شاملة، لذا استطاعت اللغات الشمالية أن تنتشر باليمن وتقضي على كثير من اللهجات الجنوبية، مثل ما حدث في عصر النبي (ص) والخلفاء الراشدين، حيث لم يجد الدعاة صعوبة في نشر الإسلام بين أهل اليمن، علاوة على الروابط القديمة والمتينة التي كانت تربط فيما بين الجهتين(4).

 

ضياع واضمحلال:

لقد تساءل كثير من المؤرخين والدارسين على اختلاف عصورهم عن الحضارة العربية القديمة قبل الإسلام، لأن هذه البلاد وبموقعها الجغرافي من العالم قد خصت بأحداث عظيمة في ذلك الزمن، فقد نشأت فيها وتوالت عليها حضارات غيرت كثيرا من الأحداث التاريخية وأثرت فيها. كما أنها كانت مهد الرسالات السماوية والإشعاعات الدينية، مما يعني أن الذي بين أيدي الدارسين من هذا التاريخ الحضاري لهؤلاء العرب لا يتناسب مع تاريخهم الطويل والمزدهر الذي عاشوه قبل الإسلام(5).

ومن جملة ما ضاع من التراث الحضاري العربي في العصور القديمة قبل الإسلام، التراث الفكري والمعرفي، فقد نص على ذلك كثير من العلماء الأوائل عرب وغير عرب، وعلَّ قولة أبي عمرو بن العلاء الذائعة بين الدارسين والمهتمين بالتراث الثقافي العربي القديم: “ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير”(6) لأصدق تعبير عن ذلك. ومما يدلل على هذا الثراء الفكري الذي أبدعته قرائح العرب القدماء ما جاء في كتاب الصاحبي لابن فارس، في باب بعنوان: “القول على أن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها، وأن الذي جاءنا عن العرب قليل من كثير، وأن كثيرا من الكلام ذهب بذهاب أهله”(7). وذكر الأزهري في مقدمة معجمه أن “لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، وما نعلم أحدا يحيط بجميعها غير نبي”(8). وقد نسب ابن فارس هذه العبارة الأخيرة لأحد الفقهاء(9).

ويحتج العلماء على ذهاب كثير مما قالت العرب أننا نجد أئمة اللغة العربية الذين عملوا على جمعها وتدوينها وتوثيقها عاجزين –في أحيان كثيرة- عن شرح بيت شعري، أو معرفة اسم أو دلالته، أو تحديد صيغة صرفية، أو إعراب جملة نحوية، ويصرحون بذلك ويقولون: “قد ذهب من كان يحسن هذا!!!”. أو حتى إن حاول أحدهم إعمال ذهنه في المسألة نجده يسلك طريقة الظن والاحتمال والإمكان! ويكفي من أقوال العرب التي ذهبت أو كادت، وقل من كان يحيط بها من هؤلاء العلماء، باب “الإغراء في اللغة والشعر”، كما أنهم ذهبوا في شرح كلمة (عير) وتفسيرها أكثر من عشرين شرحا، كلها متباينة ومتضاربة في المضان القديمة التي تناولتها(10).

لذا، نجد العلماء والدارسين على اختلاف عصورهم ومشاربهم يأسفون على اندراس كثير من العلوم العربية القديمة، ومن ضمنها لهجاتهم القبلية، لأن العلماء الذين جمعوا اللغة واستنبطوا علومها، أهملوا جانبا مهما من هذه اللهجات العربية، والخصائص المميزة لكل منها، وصبوا اهتمامهم على كل ما هو فصيح وبليغ فيها، والذي يرقى إلى اللغة الفصحى، لغة الفكر، والإبداع والخطب والمنافرة والحكم والأمثال، والتي كانت مشتركة بين أهل هذه الطبقة من العرب. كما أن نزول القرآن الكريم بلسان العرب أعطى مفهوما قدسيا للغة الفصحى، وجعل لها مكانة خاصة في نفوسهم، فهي لغة الإعجاز الإلهي، وبها تؤدى الشعائر الدينية، ومن القدماء من روى بأنها لغة أهل الجنة، فاستقرت بذلك في وجدانهم، فاهتموا بدراستها، وتهذيب ألفاظها وضبط علومها وبكل ما يرقى بها إلى فصاحة وبلاغة لغة القرآن. واعتبروا “أن كل ما يخالف العربية الفصحى في نطقها للأصوات، كان من الصور اللغوية الفاسدة، لذا لم تحظ عندهم اللهجات العربية القديمة ببعض ما حظيت به الفصحى من تدوين ودراسة”(11).

وفي هذه الفورة العارمة التي أحدثها الإسلام في نفوس العرب، والهزة العنيفة التي رجت عقولهم، وقيام الجهاد والفتوحات الإسلامية الكبرى، كلها عوامل وأسباب كان لها تأثير كبير في اضمحلال ظواهر لغوية كثيرة للهجات القبائل العربية، وذوبان ما يوافق لغة القرآن منها في لسانه العربي المبين، والذي يدعي بعضهم أن أكثره من لغة الحجاز(12). وبذلك انصهر كل ما هو فصيح من أساليب اللهجات العربية في اللغة الفصحى التي هي لسان العرب جميعا، الذي اصطفاه الله ليكون لغة وحيه، حيث قال: “وهذا لسان عربي مبين”(13). وغيرها من الآيات القرآن الأخرى التي تنص على أن القرآن نزل بلسان العرب أجمعين.

وإن كنا بدورنا نأسف على ذهاب اللهجات/اللغات العربية القديمة، واندثار كثير من خصائصها الصوتية والإعرابية، فإننا لا نعدم بعض الظواهر اللغوية لهذه اللهجات التي ظلت حية في ثنايا اللغة العربية الفصحى، والتي حافظت عليها ألسنة الناطقين بها ضمن كلامهم المنثور والمنظوم وفي أمثالهم وطرائفهم. وهذا ما نجده في المظان القديمة متناثرا بين دفاترها وسطورها، بل هناك مصنفات لغوية قديمة سجلت جملة من خصائص هذه اللهجات/اللغات. وأوعزتها إلى قبيلتها وموطنها، ومدى تباينها أو تقاطعها مع أخواتها من لهجات القبائل الأخرى، وقد نص جلال الدين السيوطي في كتابه المزهر في علوم اللغة وأنواعها على أكثر هذه المصادر القديمة من معاجم ونوادر وأمالي في اللغة. وقد تعرض ابن جني في كتابه الخصائص لهذه اللهجات العربية القديمة ومميزات كل منها من حيث الفصاحة وقواعدها الصرفية والنحوية. ومن أهم المصادر القديمة التي حافظت على كثير من ظواهر هذه اللهجات القرآن الكريم وقراءاته المتعددة التي قرئ بها زمن الرسول (ص)، وأقر عليها المسلمين حتى أصبحت سنة متبعة لا يجادل فيها أحد، بل كانت رحمة إلهية للعرب المسلمين في ذلك العصر. وبما أن أهم نص لغوي قديم وصلنا موثقا هو القرآن الكريم، فإن الباحث يمكن أن يطمئن إليه أثناء بحثه في لغات العرب، لذا “فالقراءات القرآنية هي أغنى مصادر في دراسة اللهجات العربية القديمة”(14). كما أنها تعكس إلى حد بعيد خصائص هذه اللهجات، لأن القرآن لما نزل فهمته في جملته جميع القبائل العربية ما دام ينطق بلسانها(15)، هذا اللسان الذي تمثلت فيه خلاصة صفاء أساليبهم، وفصاحة كلامهم. لأن اختلاف هذه اللهجات في بعض الجوانب، لا يعني –كما رأينا سابقا- صعوبة التواصل فيما بين هؤلاء العرب عبر قبائلهم، لأن ما يوجد بينها من تباين في بعض التعابير والصيغ “لا يمس جوهر اللغة، فتبقى اللهجات غالبا مفهومة لدى متكلمي اللغة الواحدة”(14). وحفاظا على هذا التنوع اللغوي/اللهجي الموحد في (اللسان العربي) شرعت تلك القراءات لكتاب الله سعة ويسرى لجميع العرب لتلاوة القرآن والتعبد به، حسب طريقة إنجازهم اللغوي، بناء على قول الرسول الكريم: “أنزل القرآن على سبعة أحرف”.

 

الأحرف السبعة واللهجات العربية القديمة:

وفي هذا الإطار يجب أن يفهم الحديث النبوي “إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه، متفق عليه، وهذا لفظ البخاري عن عمر”، وفي رواية أخرى أنه “أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف” وقال بعض العلماء، يمكن أن يقرأ القرآن على عشرة أحرف، وذهب هؤلاء العلماء في ذكر سبب ورود الحديث النبوي وشرحه وتأويله مذاهب شتى، رفض أكثرها جلة منهم، لأنها تخرج عن حد المنطق، وتحمل الحديث النبوي وما رواه الصحابة في شأنه أكثر مما يجب أن يتحمل، ويسلم به عقل الباحث المدقق(16).

وحتى يمكننا تحديد هذه اللهجات/اللغات في القراءات القرآنية، لا بد لنا من أن ندقق النظر في معنى العدد (سبعة)، وكذا (حرف)، فهل المراد بهذا العدد معناه العددي المضبوط من واحد إلى سبعة؟ أم أن معناه أن يقرأ الحرف الواحد على سبعة أوجه؟ أم يعني أنه نزل بسبع لهجات عربية دون غيرها؟

أما معنى (حرف) فيصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة، وعلى الجهة. وقال ابن قتيبة: “و(الحرف) يقع على المثال المقطوع من حروف المعجم، وعلى الكلمة الواحدة، ويقع الحرف على الكلمة بأسرها، والخطبة كلها، والقصيدة بكمالها”(17).

إذن، فما يمكن أن يخرج به الدارس مما بسطه هؤلاء العلماء في معاني الأحرف السبعة، أن القرآن لم ينزل بسبع لغات لقبائل عربية دون أخرى، أو أن الكلمة أو الجملة القرآنية يمكن أن تقرأ كل منهما على سبعة أوجه. وبناء على المعطيات التاريخية واللغوية لـ (لسان العرب) في عصر البعثة النبوية أن فحوى الحديث النبوي وجوهره، هو “السعة والتيسير، وأنه لا حرج عليهم في قراءته للأحرف السبعة(18). وأما جلال الدين السيوطي فقد أورد الرأيين معا وأيدهما.

ومما يعضد هذا الرأي أن أوجه التغاير أو التباين بين اللهجات وقتذاك لم يخرج عن هذا الحد. وأن كثيرا من الدارسين للغات العرب القديمة، والقراءات القرآنية، قديما وحديثا قد أجمعوا على أن الخلاف كان محصورا في هذا العدد، إما في بنية الكلمة أو الجملة القرآنية على المستوى الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي، لأن “علم اللهجات العام في اللسانيات الحديثة يرى أن الاختلافات بين لهجات (لغات) اللسان الواحد، في طور واحد من مراحل تطوره التاريخي لا تكون إلا في إطار نمط واحد من البنية القواعدية (الصرفية والنحوية)”(19). وإذا ما حاولنا حصر هذا التغاير في اللهجات العربية القديمة ومن خلال القراءات القرآنية، فإننا نجده يتجلى فيما يلي:

1) الاختلاف في الشكل والإعراب، 2) الاختلاف في حروف الكلمة والمعنى واحد، 3) الاختلاف في التقديم والتأخير في حروف الكلمة أو ألفاظ الجملة، 4) الاختلاف في الزيادة والنقصان، 5) الاختلاف في الحذف والإثبات، 6) الاختلاف في التذكير والتأنيث، 7) الاختلاف في الإنجاز الصوتي(19) أي على المستوى الفنولوجي لهذه اللهجات، كالفتح والإمالة، والتفخيم والترقيق، والهمز والتسهيل، والإدغام والإشمام والمد لبعض الحركات، ويعتبر هذا العنصر الأخير أبرز عامل تجلت فيه ظواهر هذه الاختلافات بين اللهجات العربية القديمة. وأنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يقلد أفراد قبيلة أصوات قبيلة أخرى في جميع كلامهم دون أن يخطئوا في بعضه على الأقل، وهذا ما يعكس السر الإلهي من التوسيع على المسلمين في قراءتهم للقرآن بسبعة أنحاء.

ومما يدل على أن العنصر الفنولوجي أكبر مهيمن على العناصر الأخرى، وأنه الذي يبرز فيه أكثر هذا التباين اللهجي، أن الصحابة عرفوا الحروف السبعة قراءة على الرسول، لأن أكثرهم كانوا أميين ولم يدروا معناها إلا ممارسة وإنجازا، أما بعد ذلك فإن العلماء والمقرئين عملوا على دراسة لغة القرآن وأثر اللهجات العربية فيها، فتوصلوا إلى معاني الحروف السبعة عن طريق “الاستنباط والاستقراء”(19).

وبعد هذا يجب طرح تساؤل محوري، إذا كان هذا أثر اللهجات العربية القديمة في النص القرآني، فما هو دورها في النصوص العربية القديمة على اختلاف أجناسها؟ والتي هي في الأصل ترجع بتاريخها إلى ما قبل وجود هذا النص المقدس، ألا يمكن أن نتلمس في طياتها ظواهر لهذه اللهجات، ومدى أثرها في اختلاف رواية الشعر العربي القديم خاصة؟

 

 

ظواهر لغوية قديمة في التراث الشعري:

قال ابن هشام في شرح الشواهد: “كانت العرب ينشد بعضهم شعر بعض، وكل يتكلم على مقتضى سجيته، ومن ههنا كثرت الروايات في بعض الأبيات”(20). وعلينا أن نركز النظر على هذا الجزء من هذه القولة (مقتضى سجيته التي فطر عليها) أي سليقته اللغوية الأولى التي شب عليها وسط مجتمعه القبلي. وبذلك كانوا يروون الشعر العربي القديم وغيره من كلامهم، واسمين إياه بخصائص لهجتهم الصوتية التي تتميز بها كل قبيلة عن القبائل الأخرى، أو تتداخل معها. لأن كلام العرب الفصيح الذي “اجتمعت فيه لغتان أو ثلاث، أكثر من أن يحاط به” ومن ذلك تعدد الدلالات للاسم الواحد في كلامهم، واختلاف الصيغ الصرفية للكلمة الواحدة. و”كلما كثرت الألفاظ على المعنى الواحد كان ذلك أولى بأن تكون لغات لجماعات اجتمعت لإنسان واحد”. وروي عن الأصمعي أن رجلين اختلفا في كلمة (الصقر) أهو بالصاد أم السين؟ فاتفقا على أن يحكما أول وارد عليهما، فقال: “لا أقول كما قلتما، إنما هو (الزقر)(…) وهكذا تتداخل اللغات”(21).

ويرى ابن جني في حديثه عن الأفعال وأوزانها، أن ما أدرج منها في خانة (الشاذ) إنما كثيره وهم من بعض العلماء، ودليل على قصر نظرهم، و”اعلم أن أكثر ذلك وعامته إنما هو لغات تداخلت فتركبت..” ويضرب جملة من الأمثلة وكيف تتحول الصيغ الصرفية للفعل الواحد من لغة إلى لغة، وكلها صحيح فصيح بالنسبة إلى صاحبه ولجميع أصحاب هذه اللغات القديمة(22). وأثناء مطالعتنا للمصادر القديمة ولا سيما الدواوين والمجموعات الشعرية، كثيرا ما نجد ذلك، كاختلاف الروايات بين الألفاظ المترادفة أو في تركيب حروفها، أو في تقديم بعضها على بعض، أو في إبدال حرف بآخر. أي نفس صور التغاير التي ميزت لغات الأحرف السبعة عن بعضها. ومن هؤلاء العلماء القدماء أو من المحققين المحدثين من ينص على أن ذلك (لغة…).

ورغم ذلك فإنه يمكن أن نسلم بصعوبة البحث عن اللهجات العربية القديمة في التراث الشعري ولعدة أسباب، منها:

 

1 ـ إن هذا الشعر نظم باللسان العربي، أي باللغة العربية الفصحى، التي كانت تمثل أعلى طبقة لغوية لكل اللهجات العربية الأخرى، وكان يستعملها أهل الفكر والأدب، حيث كان ينظم بها الشعر وتلقى بها الخطب في المحافل والمواسم والأسواق، لذا ستكون ظواهر اللهجات القبلية ضئيلة في هذا الشعر.

2 ـ إن هذا الشعر –ورغم قدمه- قد وصلنا متأخرا من حيث التدوين، وبالطريقة التي استقرت عليها العربية الفصحى في لغة القرآن، مما يعني أن الخصائص الصوتية واللغوية لهذه اللهجات قد ضاعت إلا ما استطاع بعض علماء اللغة أن يدونوه، أو ما بقي يتسرب على ألسنة بعض الشعراء في العصر الإسلامي وفي غفلة منهم إلى لغتهم الشعرية، وهو ضئيل جدا بالنسبة لثراء هذه اللهجات.

3 ـ لعل الرجز أقرب لون تعبيري لغوي للحفاظ على بعض ألوان هذه اللهجات العربية القديمة، وصفاتها الصوتية، وصيغتها الصرفية، لأنه أقرب الإيقاعات الصوتية العفوية للسليقة اللغوية. لذا، فهو أغنى مصدر قديم مع القراءات القرآنية بالطبع للبحث عن هذه اللهجات(23).

4 ـ كما أن كثيرا من ألفاظ وصيغ هذه اللهجات قد أصبح متبادلا بين كثير من متكلميها. وبما أن الشعراء أمراء الكلام كما تقول العرب، فإن من هؤلاء من كان يستعمل أكثر من صيغة لغوية للقبائل العربية، نظرا للتأثير المتبادل الذي أدى إلى تداخل كثير من اللهجات، فإن “هذا الشعر لا يمثل لهجة بعينها، وإنما انتشرت فيه خصائص لهجات كثيرة. وإذا كان لنا أن نركن إليه فليس إلا للقليل منه، ذلك الذي عزت القدماء ألفاظه إلى لهجات بعينها”(23).

 

وهذا ذو الرمة الشاعر البدوي، نجده تأثر بعنعنة تميم وهو ليس منها:

أعن ترسمت من خرقاء منزلة     ماء الصبابة من عينيك مسجوم

 

والعنعنة هي لغة في قيس وتميم، حيث تجعل الهمزة المبدوءة بها عينا (أنك: عنك)(24). وقال لبيد بن ربيعة:

سقى قومي بني مجد وأسقى     نميرا والقبائل من هلال

حيث (سقى وأسقى) بمعنى واحد، أي (لغتان)(25).

 

لكن رغم ذلك سنعمل على استخراج بعض النصوص الشعرية من هذا القليل من الشعر العربي القديم، الذي تتجلى فيه ظواهر لغوية من (اللهجات/اللغات) العربية القديمة.

يقول حمزة بن الحسن الأصفهاني في كتابه التنبيه على حدوث التصحيف رواية عن علماء الفرس، أن لغات سائر الأمم لا تتولد فيها الزيادات بخلاف لغة العرب التي تتوسع في ألفاظها وكلماتها عبر العصور. وعزا ذلك إلى شعراء العربية خاصة، وأنهم يخترعون مفردات وتعابير غريبة عن لغتهم، تضطرهم إلى ذلك الضرورة الشعرية. ونرى هذا حكما ساذجا ونسبيا، لأن اللغات الطبيعية كائن حي تتطور مع الناطقين بها، وأن ألفاظا تضمحل مع مرور الزمن، وتتولد عنها أخرى لحاجة العصر إليها. وهكذا نجده يعتبر كلمات القافية في الأبيات الشعرية الأربعة الآتية هي من صنع هؤلاء الشعراء.

قال طرفة بن العبد في مدح قتادة بن سلمة، لأنه أنجد قومه في سنة مجدبة:

1 ـ أبلغ قتادة غير سائله    مني الثواب وعاجل الشكم(26).

أي أنه أراد (الشكر) فدعته القافية، فقال (الشكم) حسب حمزة.

 

وقال علقمة الفحل:

2 ـ أم هل كبير بكى لم يقض عبرته     إثر الأحبة يوم البين مشكوم(27).

 

وقال آخر:

3 ـ أناس ما انقضوا حتى     تقضى الحمد والشكد.

 

وروي لمزرد:

4 ـ أنت أسديتها إلي فإن أشكرك فأنت موضع شكب.

 

وهكذا، فإن هذه الألفاظ (الشكم، مشكوم، الشكد، شكب) في نظر حمزة لا توجد في لغة العرب، وإنما تعسفها هؤلاء الشعراء لإقامة وزن القافية. ونحن إذا تصفحنا المعاجم العربية القديمة نجد ما يلي: (الشكم والشكب) العطية، عن الأصمعي. والشكد كالشكر، يمانية، أي لغة اليمن. و(الشكب) لغة في (الشكم)، وهو الجزاء وقيل العطاء(28).

ونجد في معلقة امرئ القيس قوله:

5 ـ فقلت له لما تمطى بصلبه      وأردف أعجازا وناء بكلكل

 

هذه رواية صاحب شرح القصائد العشر، لكن القرشي صاحب كتاب جمهرة أشعار العرب، رواه (بجوزه) بدل (بصلبه)، وهي رواية الأصمعي، ومعناهما واحد “لما تمدد وسطه”. وعندما نتساءل عن سبب اختلاف الروايتين في هذا الحرف، نجده راجعا إلى تداخل اللغات العربية القديمة. مما يعني أن اللفظين لغتان فصيحتان معا، فتساوت الرواية بهما لدى الرواة والمنشدين(29).

وجاء في معلقة لبيد بن ربيعة:

6 ـ لتذودهن وأيقنت إن لم تذد     أن قد أجم مع الحتوف حمامها(30)

 

جاء في شرح القصائد العشر، هكذا (أجم) بجيم معجمة. وفي جمهرة أشعار العرب بحاء مهملة (أحم) ولم يوردها صاحب اللسان هكذا رباعية بالهمز، بل أوردها مجردة منه، (أجم وجم، وأحم وحم) كذا: كل ما حان وقوعه. ويقال: “أحم هذا الأمر (حم، وحم)، أما (أجم) فليس فيه إلا (لغة) واحدة”. وجاء في اللسان في باب الثلاثي (جم) مع (حم). “وحم الشيء وأحم، أي قدر فهو محموم” وأورد عدة شواهد شعرية لكلا اللفظين، مما يعني أنهما معا من باب الإبدال الذي يقع بين لغات/لهجات العرب.

وهذا الاختلاف بين اللغات/اللهجات العربية القديمة في موضوع الإعجام والإهمال بين الحروف الهجائية ذات الصورة الواحدة في الخط، وما لعبته من دور في اختلاف رواية الشعر العربي القديم، دقيق المسلك، صعب المنال، لطيف المأخذ، وكثيرا ما يزل بالمتسرع في الحكم، فيقضي بأنه تصحيف وهو ليس كذلك، كما ذكر السيوطي، ومثله قول زهير بن قيس:

7 ـ ومجنبات ما يذقن عدوفة     يقذفن بالمهرات والأمهار

 

رواه أبو عمرو الشبياني (عدوفة) بدال مهملة، فقال يزيد بن مزيد: “صحفت أبا عمرو، إنما هي (عذوفة) بذال معجمة”. فقال أبو عمرو: “لم أصحف أنا ولا أنت، تقول ربيعة هذا الحرف بالذال المعجمة، وسائر العرب بالدال المهملة، منها قبيلة ربيعة”(31).

ومما روي بالسين والشين قول الكميت:

8 ـ وغادرنا على حجر بن عمرة       قشاعم ينتهشن وينتقينا

 

وعن الأصمعي: نهشته الحية، ونهسته، إذا عضته. “والنهش والنهس هو أخذ اللحم بمقدم الأسنان”. ولمثل هذا ذهب الليث وأبو العباس. ومرد الاختلاف بين الصوتين راجع لتقارب مخرجيهما، وهو يدخل في باب (إبدال الأصوات)، وهو ظاهر في اللهجات العربية القديمة والحالية، وفي جميع اللغات الطبيعية كما ينص على ذلك علم الفنولوجيا الحديث(32).

أورد ابن قتيبة قول هوبر الحارثي:

9 ـ تزود منا بين أذناه ضربة     دعته إلى هابي التراب عقيم

 

(أذناه) بالألف والواجب أن تكون بالياء للإضافة، ومثل هذا جاء في قول الراجز:

10 ـ أي قلوص راكب تراها

طاروا علاهن فطر علاها

 

علاها: أراد (عليها)، وقلب الياء الساكنة إذا انفتح ما قبلها ألفا لغة بني الحارث بن كعب. وعن سيبويه: “ألف (علا) منقلبة من واو، إلا أنها تقلب مع المضمر ياء، وبعض العرب يتركها على حالها”(33).

وقال العجاج في خلق الله للأرض:

11 ـ وحى لها القرار فاستقرت

وشدها بالراسيات الثبت

 

“أراد (أوحى)، إلا أن من لغة هذا الراجز إسقاط الهمزة مع الحرف ويروى (أوحى)”. والعرب تقول (أوحى) و(وحى)، و(أومى) و(ومى) بمعنى واحد(34).

قال كثير عزة:

12 ـ لها مهل لا يستطاع دراكه     وسابقة ملحب لا تتحول

 

(ملحب) أصلها (من الحب). “وحذف النون في مثل هذا (لغة) معروفة فصيحة”(35) وعن المغيرة بن حبناء، قال:

13 ـ إني امرء حنظلي حين تنسبني    لا ملعتيك ولا أخوالي العوق.

 

(ملعتيك) يريد (من العتيك). و”حذف النون في مثل هذا (لغة) لبعض العرب”(36).

وروى المفضل الضبي لدى الأصبع العدواني:

14 ـ أجعل مالي دون الدنا غرضا     وما وهي ملأمور فانصدعا

 

يريد (من الأمور)، وعلق محقق المفضليات على هذا بقوله: “وكثيرا ما يحذفون النون من (من) عند الألف واللام لالتقاء الساكنين. وهذا ما يدل على أن ما ينطق به العوام في بلادنا في مثل ذلك، له أصل صحيح في لغة العرب”(37).

وقبل أن أختم كلامي، لا بد أن أشير إلى تشعب هذا الموضوع واتساعه، وتقاطعه مع كثير من المواضيع الأخرى، في لغة العرب وشعرها، وحين نفتح المظان اللغوية القديمة نستغرب مما نجهل عن هذه اللغة، ولهجات قبائلها العربية، وكذا صعوبة البحث والتنقير في المصادر القديمة التي توزعتها. وإذا كنا نتحسر على ضياع كثير من المصنفات الأخرى التي تطرقت للغات العرب وكلامها والتي لم يبق لدينا منها غير عناوينها أو بعض مما جاء فيها، عرفنا أن لغات العرب كانت غنية وثرية كما بدأت قولي، وأن تداخل لغات اللسان العربي وتفاعلها مع بعضها هو أكثر وأغرب مما نتصور. جاء في كتاب المزهر: “روي أن رجلا قال لعمر بن الخطاب: ما تقول في رجل (ظحى) (بضبي)، فعجب عمر ومن حضره من قوله، فقال: يا أمير المؤمنين، إنها (لغة) وكسر اللام، فكان عجبهم من كسره لام (لغة) أشد من عجبهم من قلب الضاد ظاء(ضحى) والظاء ضادا(ظبي)”(38)

 

 

 


الهوامش:

(1)  تاريخ اللغات السامية، ص163.

(2) الدكتور جعفر دك الباب، مجلة التراث العربي، عدد 9/82، ص162.

(3)  طبقات فحول الشعراء، 1/11، الخصائص، 1/286.

(4)  تاريخ اللغات السامية، ص205.

(5)  تاريخ العرب قبل الإسلام، 1/16. تاريخ اللغات السامية، ص170.

(6)  طبقات فحول الشعراء، 1/25. الخصائص، 1/286.

(7)  الصاحبي،  ص58. المزهر في علوم اللغة وأنواعها، 1/66.

(8)  تهذيب اللغة، 1 /4، فجر الإسلام، ص60. دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي، ص21.

(9)  هو الإمام الشافعي كما يقول المحقق. الصاحبي، ص26، هامش رقم2.

(10)  الصاحبي، ص58. التنبيه على حدوث التصحيف، ص130. شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف، ص303. المزهر، 1/66.

(11)  لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة، ص34.

(12)  تاريخ اللغات السامية، ص166. تاريخ العرب قبل الإسلام، ص8/567.

(13)  سورة النحل، آية 103.

(14)  لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة، ص33.

(15)  تاريخ اللغات السامية، ص208.

(16)  النشر في القراءات العشر، 1/19. الإتقان في علوم القرآن، 1/48.

(17)  تأويل مشكل القرآن، ص35.

(18)  تأويل مشكل القرآن، ص34. النشر في القراءات العشر، 1/26. الإتقان في علوم القرآن، 1/48.

(19)  الصاحبي، ص28. المزهر، 1/255. الخصائص، 2/10. النشر في القراءات العشر، 1/26.

الإتقان في علوم القرآن، 1/48. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، 8/569. مبحث في علوم القرآن، ص104. دراسات في علوم القرآن، ص118. مجلة التراث العربي،، عدد 9/82، ص158. وتجد في جميعها أمثلة كثيرة للأحرف السبعة في القراءات القرآنية.

(20)  المزهر، 1/261. ومع الإشارة إلى أن هذا النص هو الذي أتارني لتناول هذا الموضوع.

(21)  الخصائص، 1/372-374. الصاحبي، ص58-67.

(22)  الخصائص، 1/375.

(23)  الخصائص، 1/370-374. لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة، ص68-76-289.

(24) الديوان، ص80. الخصائص، 2/11. المزهر، 1/221.

(25) الديوان، ص110. الخصائص، 1/370.

(26) وقال طرفة بعدها: “أرجو أن يصل شكري لقتادة دون أن أنتظر منه جزاء على ثنائي ومدحي إياه” الديوان، ص145، الشكم: العوض والجزاء.

(27) الديوان، ص17. والمشكون: المجازى أو المثاب المكافأ.

(28) لسان العرب -(شكم، شكب، شكد). معجم كتاب العين- (شكد، شكم) 5/300. التنبيه على حدوث التصحيف، ص98. شعراء النصرانية، ص315 و498.

(29) شرح القصائد العشر، ص67. جمهرة أشعار العرب، ص132. اللسان (صلب) (جوز).

(30) شرح القصائد العشر، ص237. جمهرة أشعار العرب، ص258. المزهر، 1/537-541.

(31)  ورد هذا البيت في مكان آخر من لسان العرب ضمن ثلاثة أبيات، منسوبا للربيع بن زياد العبسي. المجنبات: الخيل تجنب إلى الإبل. و(عذوف) بذال معجمة وباتت الدابة على غير (عدوف) أي على غير علف، هذه (لغة) مضر. المزهر، 1/537. اللسان – (عدف) و(مهر).

(32)  الديوان،  ص269. المزهر، 1/550. الأصوات اللغوية، ص199. اللسان (نهس).

(33)  تأويل مشكل القرآن، ص50. اللسان (علا). وأورد ابن قتيبة هذا الشاهد على قوله تعالى (إن هذان لساحران). وقال إنها “لغة الحارث بن كعب. يقولون مررت برجلان، وقبضت منه درهمان، وجلست بين يداه، وركبت علاه” وانظر الصاحبي، ص15.

(34)  الديوان، ص266. تأويل مشكل القرآن، ص111. اللسان (وحى).

(35)  رواية الديوان (في الحب). والمهل: التقدم والسبق. يريد أن حبها متمكن لأنه أسبق، ص256. الشعر والشعراء، 1/509.

(36)  الشعر والشعراء، 1/406 وجاء في اللسان برواية مغايرة. والعوق: قوم من أزد عمان، ويعوق: اسم صنم، كان لكنانة (عوق).

(37)  المفضليات، 29/6. والدنا: العيب والدنس. الغرض: هدف الرمي، يجعل ماله وقاية عرضه.