مجلة حكمة
الخلايا الجذعية أخلاقيات موسوعة ستانفورد

أخلاقيات البحث في الخلايا الجذعية – موسوعة ستانفورد للفلسفة / ترجمة: وضاح ناصر


مدخل فلسفي شامل حول أخلاقيات البحث في الخلايا الجذعية؛ نص مترجم لد. أندرو سيجيل، محاضر في قسم الأخلاقيات الحيوية (bioethics) في جامعة جون هوبكنز، ومنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة على هذا الرابط، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة للمقالة، حيث أنه قد يطرأ على الأخيرة بعض التحديث أو التعديل من فينة لأخرى منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد، وعلى رأسهم د. إدوارد زالتا، على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة.


تقدم أبحاث الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) الكثير من الأمل لتخفيف المعاناة البشرية الناجمة عن التلف بسبب الإصابات والأمراض. تتميز الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) بإمكانيتها على التجدد الذاتي وبقدرتها على التمايز إلى جميع أنواع خلايا الجسم. إن الهدف الرئيسي من أبحاث الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) هو تحديد الآلية التي تحكم التمايز الخلوي والتي تتحول بموجبها الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) إلى أنواع محددة من الخلايا يمكن استخدامها في الإصابات والأمراض المنهكة والمهددة للحياة.

على الرغم من الوعود العلاجية الهائلة لأبحاث الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) إلا أن هذه الأبحاث قد قوبلت بمعارضة ساخنة لأن تجميع وحصاد HESCs يتضمن تخريب المضغ البشرية. تُشتق HESCs  في المختبر في اليوم الخامس من نمو المضغة (Thomson et al. 1998). تتألف المضغة النموذجية بعمر ال 5 أيام من (200-250) خلية تشكل معظمها الأرومة الغاذية وهي الطبقة الخارجية من الكيسة الأريمية. تُحصد الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) من الكتلة الخلوية الداخلية للكيسة والتي تتألف من (30-40) خلية ويتطلب اشتقاق بيئة الخلايا الجذعية المضغية البشرية (HESCs) إزالة الأرومة الغاذية. تقضي عملية فصل خلايا الكيسة الأرومية على احتمال تطورها المستقبلي. يجادل معارضو أبحاث الخلايا الجذعية المضغية البشرية بأن هذه الأبحاث مستحيلة أخلاقياُ لأنها تتضمن القتل الظالم لبشر أبرياء.

نجح العلماء مؤخراً بتحويل خلايا جلد إنسان بالغ إلى خلايا يبدو أنها تمتلك خصائص الخلايا الجذعية المضغية البشرية من خلال تنشيط أربع جينات في الإنسان البالغ (Takahashi et al. 2007; Yu et al. 2007). يمكن لهذه الخلايا المعاد برمجتها “الخلايا الجذعية المحَفزة متعددة القدرات iPSCs  أن تقضي على الحاجة للخلايا الجذعية المضغية البشرية بشكل نهائي.

على أي حال، يُجمع المجتمع العلمي على أن كلا نوعي أبحاث HESCs و iPSC  يجب أن يستمرا في الوقت الحالي إذ أننا لا نعلم حتى الآن فيما إذا كان ل iPSC  نفس إمكانيات HESCs أو إذا ما كان آمناً زرعها ضمن الإنسان. وهكذا، فإن الجدل القائم حول HESCs سيستمر على الأقل للمدى القريب.

في حين أن المصدر الرئيسي للجدل المحيط بأبحاث HESCs يقع في وجهات النظر المتضاربة حول قيمة الحياة المضغية البشرية، فإن نطاق القضايا الأخلاقية لأبحاث HESCs هو أوسع من التساؤل حول أخلاقيات تخريب المضغ البشرية. إذ أنها تشمل أيضاً تساؤلات، من ضمن أمور أخرى، حول إذا ما كان الباحثون الذين يستخدمون ولا يشتقون ال HESCs هم متواطئون في تخريب المضغ، أو إذا ما كان ثمة تمييز أخلاقي بين تكوين المضغ لأغراض بحثية وتكوينهم لغايات إنجابية، بالإضافة لسماحية استنساخ المضغ البشرية للحصول على HESCs وأخلاقيات تكوين خيمر (chimeras) بشرية أو غير بشرية. يوفر هذا المدخل نظرة عامة على جميع المشكلات المدرجة للتو باستثناء آخر مشكلتين: الاستنساخ وخيمر (chimeras) البشرية وغير البشرية إذ ستُتناول في مداخل منفصلة:

 

  1. أخلاقيات تخريب المضغ البشرية لأغراض بحثية

              1.1. متى تبدأ الكائنات البشرية بالوجود؟

              2.1. الوضع الأخلاقي للمضع البشرية

              3.1. حالة “المضغ المحكوم مصيرها”

  1. أخلاقيات استخدام الخلايا الجذعية المضغية البشرية في الأبحاث

  2. أخلاقيات إنتاج المضغ لأبحاث وعلاجات الخلايا الجذعية

  3. الأعراس المشتقة من الخلايا الجذعية

  4. العُضيات والمعديات والمضغ الصنعية المشتقة من الخلايا الجذعية

  • المراجع

  • الأدوات الأكاديمية

  • مصادر إنترنت أخرى

  • مصادر مقتبسة

  • مصادر أخرى

  • مدخلات ذات صلة

 

  1. أخلاقيات تخريب المضغ البشرية لأغراض بحثية

تقدم الفوائد العلاجية الكامنة في أبحاث HESCs أسس قوية لصالح الأبحاث. إذا ما نُظر إليها من منظور عواقبي بحت، فإنه يكاد يكون أكيداَ أن الفوائد الصحية المحتملة من هذه الأبحاث تفوق خسارة المضغ المتضمنة وأياُ تكن المعاناة الناجمة عن هذه الخسارة بالنسبة للأشخاص الذين يريدون حماية المضغ. ومع ذلك، يجادل معظم الأشخاص الذين يعارضون الأبحاث بأن قيود قتل الأشخاص الأبرياء، والتي تعزز المنفعة الاجتماعية، تنطبق على المضغ البشرية، وبالتالي، فطالما أننا نقبل القيود اللاعواقبية على قتل الأشخاص، فيجب على داعمي أبحاث HESCs أن يردوا على الادعاء القائل بأن هذه القيود تطبق أيضاً على المضغ البشرية.

بأكثر أشكالها بساطةً، يذهب الجدل المركزي الداعم للادعاء القائل بلا أخلاقية تخريب المضغ البشرية على النحو التالي: من غير المسموح أخلاقياً القتل القصد للكائنات البشرية، فالمضغ البشرية هي كائنات بشرية بريئة، وتبعاً لذلك فإنه من غير المسموح أخلاقياً قتل المضغ البشرية. ومن الجدير بالذكر بأن هذه الحجة ولو بدت منطقية، فهي غير كافية لإظهار أن جميع أبحاث HESCs أو حتى معظمها غير مسموحة، إذ أن معظم الباحثين المنخرطين في أبحاث HESCs لا يشاركون في اشتقاق HESCs وبدلاً من ذلك فإنهم يستخدمون خطوط الخلايا التي جعلها الباحثون الذي يقومون بالاشتقاق متاحة. يحتاج المرء كي يُظهر الباحثين الذين يستخدمون HESCs ولا يشتقونها كمشاركين في نشاطات لا أخلاقية الى إثبات تواطؤهم في تخريب المضغ أيضاً. سنعود للتطرق حول هذه الناحية في القسم (2) ولكن الآن دعونا نأخذ بعين الاعتبار الحجة القائلة بأنه من غير الأخلاقي تدمير المضغ البشرية.

1.1 متى تبدأ الكائنات البشرية بالوجود؟

إن فرضية الجدل المعارض لقتل المضغ هي أن المضغ البشرية هي كائنات بشرية. إلا أن مسألة متى تبدأ الكائنات البشرية بالوجود هي متنازع عليها أيضاً فوجهة النظر المعيارية بالنسبة لأولئك الذين يعارضون أبحاث HESCs هي أن الإنسان يبدأ بالوجود مع نشوء الخلية الأحادية الملقحة عند التخصيب. في هذه المرحلة، يقال أن المضغ البشرية تكون “أفراد مكتملة الحياة من النوع هومو سابيان والتي تمتلك بداية التكون المتوالي للنمو الموجه ذاتياً نحو البلوغ بحتميتهم وهويتهم السليمة تماماً” (George & Gomez-Lobo 2002, 258). وتُعارض وجهة النظر هذه أحياناً استناداً إلى أن التوائم أحادية الزيجوت تظل ممكنة حتى حوالي اليوم (14- 15) من نمو المضغة (Smith and Brogaard 2003). إذ من غير الممكن للفرد الذي هو توأم مطابق أن يكون متطابقاً رقمياً مع اللاحقة (zygote) أحادية الخلية لأن كلا التوأمين يمتلكان نفس العلاقة مع اللاحقة وعلى التطابق الرقمي أن يحقق العبورية. بمعنى آخر، إذا انقسمت اللاحقة A إلى مجموعتين من الخلايا المتطابقة جينياً والتي تؤدي لظهور توأمين متطابقين B  و C، فلا يمكن ل B  و C  أن يصبحا الفرد نفسه كـA  لأنهما غير متطابقان رقمياً مع بعضهما البعض. يُظهر هذا أنه لا يمكن لجميع الأشخاص أن يؤكدوا أن حياتهم بدأت كلاحقة (zygote) ولكن هذا لا يؤدي إلى أن اللاحقة (zygote) ليست كائناً بشرياً أو أنها لا ليست متفردةً. هذا سوف ينتج فقط إذا اعتقد المرء بأن شرط حالة الكينونة للكائن البشري المتفرد يستحيل لها أن تتوقف عن الوجود بتقسيمها إلى كيانين أو أكثر. ولكن هذا يبدو غير قابل للتصديق، فلنأخذ بعين الاعتبار الحالات التي يمكن أن نتخيل فيها بشراً بالغين يخضعون للانشطار (على سبيل المثال تجارب باتريف الذهنية، حيث تم زرع كل نصف من الدماغ في جسد مختلف) (Parfit 1984).

إلا أنه هناك أسس أخرى يستند عليها البعض في سعيهم إلى رفض فكرة أن الجنين البشري في مراحله المبكرة هو كائن بشري. فوفقًا لإحدى وجهات النظر، فإن الخلايا التي يتألف منها الجنين في مراحله المبكرة هي مجموعة من الخلايا المتجانسة الموجودة في نفس الغشاء ولكنها لا تشكل كائنًا بشريًا لأن الخلايا لا تعمل بطريقة متسقة لتنظيم حياة الفرد والحفاظ عليها (Smith and Brogaard 2003،  McMahan2002). في حين أن كل خلية تكون على قيد الحياة، فإنها تصبح جزءًا من كائن بشري فقط عندما يكون هناك تمايز وتنسيق كبير للخلايا، والذي يحدث في حوالي اليوم 16 بعد الإخصاب. وبالتالي، وبناءً على هذه الحسبة، فإن تفريق خلايا الجنين بعمر 5 أيام لاشتقاق HESCs لا يستلزم تخريب الكائن البشري.

هذا الموضوع يخضع للنزاع على أسس تجريبية. حيث كُشف عن وجود بعض التنسيق بين الخلايا في اللاحقة (zygote) بواقع أن تطور الجنين بمراحله المبكرة يتطلب أن تصبح بعض الخلايا جزءًا من الأرومة الغاذية بينما يصبح الآخر جزءًا من الكتلة الخلوية الداخلية.  إذا لم يتواجد بعض من التنسيق بين الخلايا، فلن يكون ثمة ما يمنع جميع الخلايا من التمايز في الاتجاه ذاته (Damschen, Gomez-Lobo and Schonecker 2006). ومع ذلك، يبقى التساؤل ما إذا كانت هذه الدرجة من التفاعل الخلوي كافية لتحويل الجنين البشري المبكر إلى كائن بشري.  إلا أنه لا يمكن لمقدار التنسيق الخلوي الذي يجب أن يتواجد لمجموعة من الخلايا لتشكيل كائن بشري أن يُحل من خلال الحقائق العلمية حول الجنين، ولكنه سؤال ميتافيزيقي مفتوح عوضاً عن ذلك (McMahan 2007a).

 

  • الوضع الأخلاقي للمضع البشرية

لنفترض بأن المضغة البشرية ذات الـ 5 أيام هي كائن بشري. وفقاً للحجة النموذجية المعارضة لأبحاث HESCs  فإن العضوية لنوع الهومو سابيان تمنح المضغة الحق بألا تقتل. تستند وجهة النظر هذه على أن الكائنات البشرية، على الأقل فيما يتعلق بامتلاكها لهذا الحق، تمتلك الوضع الأخلاقي ذاته في كل مراحل حياتها.

يقبل البعض بأن المضغة البشرية هي كائن بشري ولكن يجادلون بأن هذه المضغ البشرية لا تمتلك الوضع الأخلاقي المشترط توافره لأهلية حق الحياة. إن هنالك سبباً للاعتقاد بأن عضوية النوع ليست هي الميزة التي تحدد الوضع الأخلاقي للكائن. جميعنا اطلعنا على تجارب ذهنية ذات صلة، مع الأخذ بعين الاعتبار ديزني، أورويل، كافكا وعدد لا يحصى من أعمال الخيال العلمي. والنتائج تبدو واضحة: نعتبر الفئران والخنازير والحشرات والمخلوقات الفضائية.. الخ تملك الوضع الأخلاقي للإنسان في تلك العوالم المحتملة بحيث يظهرون السمات النفسية والمعرفية التي عادةً ما نربطها مع الإنسان البالغ. يقترح هذا وجود بعض القدرات العقلية برتبة أعلى يرتكز عليها حق الحياة ولكن في حين أنه لا يوجد اتفاق حول القدرات الضرورية لأهلية حق الحياة، فإن بعضاً من هذه القدرات المقترحة تتضمن: التفكير المنطقي والوعي الذاتي والوكالة (Kuhse & Singer 1992, Tooley 1983, Warren 1973).

تكمن الصعوبة الرئيسية لأولئك الذين يناشدون بمثل هذه القدرات العقلية كحجر محك لحق الحياة في أن الرضيع البشري تعوزه هذه القدرات وتنقصه إلى درجة كبيرة مقارنةً بالعديد من الحيوانات التي يُعتبر قتل معظمها مقبولاً (Marquis  2002). يمثل هذا تحدياً لأولئك الذين يعتقدون أن القيود غير العواقبية على قتل الأطفال والبالغين تنطبق على الأطفال الرضع في مراحلهم المبكرة. يرفض البعض أن تطبق هذه القيود على الرضَع ويجيزون بوجود ظروف من المسموح فيها التضحية بالرضَع في سبيل الخير الأعظم (McMahan  2007b) فيما يجادل البعض بأنه في حين أن الرضع لا يمتلكون الخصائص الجوهرية التي يرتكز عليها حق الحياة ولكن يتوجب علينا التعامل معهم كما و لو أنهم يمتلكون هذا الحق لكي نعزز الحب والاهتمام تجاههم، لما لهذه الاتجاهات من عواقب إيجابية للأشخاص الذي سيصبحون عليهم مستقبلاً (Benn 1973, Strong 1997).

يدعي البعض أنه يمكننا التوفيق بين عزو حق الحياة لجميع البشر مع وجهة النظر القائلة بوجود درجات أعلى من القدرات العقلية كأساس لحق الحياة وذلك بالتمييز بين فهمين للقدرات العقلية: قدرات “الممارسة اللحظية” والقدرات “الطبيعية الأساسية” (George and Gomez-Lobo 2002, 260). وفقاً لوجهة النظر هذه فإن قدرة الفرد على الممارسة اللحظية للوظائف العقلية الأعلى هي تحقيق للقدرات الطبيعية للوظائف العقلية الأعلى التي تتواجد في المرحلة المضغية للحياة. تمتلك المضغة البشرية “طبيعة عقلانية” ولكن هذه الطبيعة لا تُدرك بشكلها الكامل إلى أن يصبح الأفراد قادرين على ممارسة قدراتهم على التفكير المنطقي. ويٌقال بأن الفرق بين هذه الأنواع من القدرات هو اختلاف بين درجات التطور على مدى استمرارية النمو. هناك فقط اختلاف كمي بين المقدرات العقلية لكل من المضغ والأجنة والرضع والأطفال والبالغين (والمثل أيضاً بين الرضع والأطفال والبالغين) ولا يمكن لهذه الفروقات، كما يسير الجدل، أن تعامل بعض الأفراد باحترام أخلاقي بينما يُحرم الآخرون منها.

بالنظر إلى أن الجنين البشري لا يمكنه التفكير على الإطلاق، فإن الادعاء بأن له طبيعة عقلانية قد صدم البعض على أنه بمثابة تأكيد على أن لديه القدرة على أن يصبح فردًا يمكنه الانخراط في التفكير (Sagan & Singer  2007). لكن امتلاك كيان لهذه الإمكانية لا يستلزم منطقياً امتلاكها لنفس وضع الكائنات التي حققت بعض هذه الإمكانيات أو كلها (Feinberg 1986). علاوةً على ذلك، مع قدوم تقنيات الاستنساخ أصبح مجال الكائنات التي يمكننا تعريفها كأشخاص محتملين يخلق معضلات لأولئك الذين يضعون وزناً أخلاقياً كبيراً يفوق إمكانيات المضغ. يمكن للخلية الجسدية الواحدة أو HESCs من حيث المبدأ (وإن لم يكن بعد قيد الممارسة) أن تتطور إلى كائن بشري تحت الشروط الصحيحة والتي هي: نقل أنوية الخلايا إلى بويضة مستأصلة، يتم تحفيز البويضة الجديدة كهربائياً لتشكيل المضغة، تنقل بعدها المضغة إلى رحم امرأة ليتم إكمال حملها. فإذا كان أساس حماية المضغ هو امتلاكها الإمكانية لتصبح كائنات عاقلة، فإن البعض يجادل إذن بأننا نملك سبباً لعزو مكانة أخلاقية عالية لترليونات الخلايا التي تشترك بهذه الإمكانيات ولمساعدة أكبر قدر من هذه الخلايا بقدر ما نستطيع منطقياً لتحقيق هذه الإمكانيات (Sagan & Singer 2007, Savulescu 1999). ولكون هذا موقفاً نتوقع من الجميع تقريباً رفضه فمن غير الواضح إذا ما كان معارضي أبحاث HESCs قادرين أن يرتكزوا بموقفهم بشكل فعال على إمكانيات المضغ البشرية.

أحد الردود على هذا الخط من المجادلة هو القول بأن المضغ تمتلك نوعاً من الإمكانيات لا تمتلكه الخلايا الجسدية وHESCs. لدى المضغة إمكانيات وهي امتلاكها “للنزعة النشطة” و “القوة الجوهرية” لتتطور إلى إنسان بالغ (Lee & George  2006). يمكن للجنين أن ينضج من تلقاء نفسه في غياب التدخل في نموه، ولكن الخلية الجسدية، من ناحية أخرى، لا تمتلك القدرة الموروثة أو النزعة للنمو إلى إنسان بالغ. على أي حال، فإن بعض الأسئلة حول هذا التمييز تبقى واردة وبالأخص في سياق أبحاث HESCs. في حين أنه من الصحيح أن الخلايا الجسدية قادرة على تحقيق إمكانياتها فقط بمساعدة التداخلات الخارجية، فإن نمو المضغة أيضاً يتطلب استيفاء العديد من الشروط الخارجية. في حالة المضغ الملقحة طبيعياً يتوجب عليها أن تُزرع وتتلقى التغذية وتتجنب التعرض للمواد الخطرة في الرحم. في حالة المضغ الفائضة المنتجة بالتلقيح المخبري، والتي هي حالياً مصدر أبحاث HESCs، فيجب أن تُذاب المضغ ثم تنقل إلى رحم امرأة راغبة. بالأخذ بعين الاعتبار الدور الذي تلعبه العوامل الخارجية (متضمنةً التداخلات التكنولوجية) في تحقيق المضغة لإمكانياتها، يمكن للمرء أن يتساءل إذا ما كان ثمة تمييز أخلاقي ذي صلة بين إمكانيات المضغ وإمكانيات الخلايا الجسدية وبالتالي إثارة الشكوك حول “الإمكانية المحتملة” كأساس لحق الحياة (Devolder & Harris 2007).

يقر البعض بأن المضغ البشرية تفتقر للخصائص الضرورية لحق الحياة، ولكنهم يعتقدون بامتلاكها للقيمة الجوهرية التي تستدعي التقدير والاحترام ووضع بعض القيود الأخلاقية لاستخداماتها على الأقل: “تتطلب حياة كائن بشري واحد الاحترام والحماية.. بغض النظر عن الشكل والهيئة، وذلك بسبب الاستثمار الخلاق المعقد الذي تمثله وبسبب أعجوبة العمليات الإلهية أو التطورية التي تنتج حياة جديدة من الحياة القديمة” (Dworkin l992, 84). على أي حال، تتشعب الآراء بخصوص مستوى الاحترام الذي تتطلبه المضغ والحدود المطلوب تواجدها لاستخدامات المضغ. يعتقد بعض المعارضين لأبحاث HESCs بأن معاملة المضغ البشرية كأدوات بحثية محضة يخفق في إظهار الاحترام اللازم لها. فيما يتبنى المعارضون الآخرون وجهات نظر أقل استبداداً إذ يعتبر البعض المضغ، على سبيل المثال، أقل قيمة من الإنسان البالغ ولكن يجادلون بأن فوائد أبحاث HESCs تخمينية للغاية لتبرر تخريب المضغ وأن الفائدة المتأتاة بأي حال من الأحوال يمكن أن تتحقق من استخدام مصادر خلايا جذعية غير مثيرة للجدل (الخلايا الجذعية للبالغين مثلاً) (Holm  2003).

من المرجح أن يتفق العديد من الداعمين، إن لم يكن معظمهم، لاستخدام المضغ البشرية لأبحاث HESCs مع معارضي الأبحاث بأن ثمة ظروف يُظهر فيها استخدام المضغ البشرية نقصاً في الاحترام المناسب للحياة البشرية، مثلاً عند عرضها للاستهلاك من قبل المتنافسين في مسابقات تلفزيون الواقع أو عندما تُخرّب لغرض إنتاج مستحضرات التجميل. لكن يعتقد معارضو الأبحاث بأن قيمة المضغ البشرية ليست كبيرة كفاية بحيث تقيد مواصلة الأبحاث التي قد تؤدي إلى فوائد علاجية بالغة الأهمية. يتساءل داعمو الأبحاث بشكل متكرر حول إذا ما كان معارضو الأبحاث متسقين بعزو أهمية عالية للمضغ البشرية، إذ أن المعارضين غالباً ما يبدون القليل من الاهتمام حول حقيقة أن الكثير من المضغ المنتجة لمعالجة الخصوبة غالبا ما يتم التخلص منها.

 

1.3 حالة “المضغ المحكوم مصيرها”

عندما تتواجد المضغ الزائدة بعد معالجة الخصوبة فإن الأفراد الذين أنتجت المضغ لأجلهم يمتلكون عادة خيار تخزينها للاستخدامات الإنجابية المستقبلية أو التبرع بها لزوج عقيم أو التبرع بها للأبحاث أو خيار التخلص منها. يحاجج البعض بأنه طالما أن قرار التبرع بالمضغ للأبحاث يأتي بعد قرار التخلص منها، فإن استخدامها لأبحاث HESCs مسموح أخلاقياً حتى ولو افترضنا بأنها تمتلك الوضع الأخلاقي للأشخاص. يأخذ هذا الادعاء شكلين مختلفين: الأول يقول بأنه من المسموح أخلاقياً قتل شخص على وشك أن يقتل على يد شخص آخر حيث أن قتل هذا الشخص سيساعد الآخرين (Curzer, H. 2004). الثاني يقول بأن الباحثين الذين يشتقون HESCs من المضغ المعدة للتخريب ليسوا مسؤولين عن موتها. عوضاً عن ذلك، فإن قرار التخلص من المضغ هو السبب في موتها، والأبحاث مسؤولة فقط عن أسلوب موتها (Green 2002).

تفترض كلتا نسختي المجادلة هذه أن قرار التخلص من المضغ الفائضة السابق لقرار التبرع بها للأبحاث يستلزم أن المضغ المتبرع بها هي محكوم عليها بالتخريب عندما تلقاها الباحثون. هناك حجتان يمكن للمرء أن يوجههما ضد هذا الافتراض. الأولى: يمكن لمن يرغب في التبرع بالمضغ للأبحاث أن يختار أولاً التخلص منها، فقط لأن فعل ذلك هو شرط مسبوق للتبرع بها. قد يكون هناك حالات يختار فيها الفرد خيار التخلص من المضغ كان قد تبرع بها لأزواج آخرين حيث أن خيار التبرع البحثي كان غير متوفر. وهكذا فإن حقيقة قرار التخلص من المضغ هو سابق لقرار التبرع بها لا تثبت بأن المضغ كان محكوماً عليها بالتخريب قبل أن يتخذ قرار التبرع بها للأبحاث. الثانية: يمكن للباحث الذي يتلقى المضغ أن يختار إنقاذها عن طريق الاستمرار بحفظها أو بالتبرع بها لأزواج عقيمة. بالرغم من أن ذلك سينتهك القانون إلا أن حقيقة امتلاك الباحثين السلطة لتجنب تخريب المضغ التي سوف يتلقاها/تتلقاها يخلق مشاكلاً للادعاء القائل بأن قرار التخلص من المضغ يحكم عليها بالتخريب أو هو السبب بذلك.

  1. أخلاقيات استخدام الخلايا الجذعية المضغية البشرية في الأبحاث

افترض جدلاً أنه من غير المسموح أخلاقياً تدمير المضغ البشرية، إلا أن هذا لا يؤدي إلى أن جميع أبحاث HESCs غير مسموحة أخلاقياً لأنه في بعض الأحيان من المسموح لنا أن نستفيد من الأخطاء الأخلاقية. على سبيل المثال لا يوجد مانع من زراعة الأعضاء بالنسبة للجراحين والمرضى المستفيدين من ضحايا الجرائم والسائقين المخمورين (Robertson 1988). إذا كان هناك شروط يمكن للباحثين فيها استخدام HESCs من دون اعتبارهم متواطئين في تخريب المضغ إذاً فيمكن لأولئك المعارضين لتخريب المضغ أن يدعموا HESCs تحت ظروف معينة.

من الواضح أن الباحثين الذين يستخدمون HESCs  متورطون في تخريب المضغ حيث أنهم يشتقون الخلايا بأنفسهم أو يجندون آخرين لاشتقاقها. على اي حال، فإن معظم المتقصين الذين يجرون أبحاثًا في HESCs  يحصلون عليها من مجموعة موجودة من خطوط الخلايا ولا يلعبون أي دور في اشتقاقها. تقول إحدى وجهات النظر بأنه لا يمكننا إرجاع مسؤولية أخلاقية أو سببية للمتقصين حول تخريب المضغ والتي تشتق منها HESCs التي تستخدمها حيث “لم يكن لخططهم البحثية أي تأثير على ما إذا كان الاشتقاق الأصلي غير الأخلاقي قد حدث” (Robertson 1999). إلا أن وجهة النظر هذه تتطلب تأهيلاً. فقد يكون هناك حالات تشتق فيها الـ HESCs للغرض المباشر من جعلها متوافرةً بشكل واسع لباحثي HESCs، في هذه الحالات قد يظهر من ذلك أنه لا توجد خطط للباحثين الأفراد لتحفيز اشتقاق هذه الخلايا. ومع ذلك قد يجادل المرء بأن الباحثين الذين يستخدمون هذه الخلايا متواطئون بتخريب المضغ التي اشتُقت الخلايا منها لأنهم مشاركون بمشروع الأبحاث الذي يخلق الحاجة لـ HESCs. حتى يتمكن هؤلاء الباحثون من تجنب تهمة التواطؤ بتخريب المضغ فيجب أن تكون الحالة بأن الباحثين الذين يشتقون HESCs قد أجروا عملية الاشتقاق بغياب الطلب الخارجي على الخلايا (Siegel 2004).

مسألة التواطؤ هذه تذهب أبعد من التساؤل حول دور الباحثين في تخريب المضغ البشرية المحددة والتي يشتق منها الخلايا التي تستخدمها / يستخدمها. هنالك قلق أبعد حول أن البحث في HESCs الموجودة قد يؤدي إلى تخريب مستقبلي للمضغ: “إذا ما أدت هذه الأبحاث إلى علاجات ممكنة سوف يزداد الاستثمار الخاص بهذه الجهود بشكل هائل كما سيصبح من الصعب مقاومة الطلب على العديد من آلاف خطوط الخلايا بملفات جينية مختلفة” (مؤتمر الولايات المتحدة للأساقفة الكاثوليك 2001). يواجه هذا الاعتراض صعوبتين اثنتين. الأولى أنها تبدو شاملة ًجداً: فأبحاث الخلايا الجذعية البالغة والخلايا الجذعية الحيوانية اللابشرية بالإضافة للأبحاث بشكل عام بالجينات والمضغيات وبيولوجيا الخلايا يمكن لها أن تكون متواطئة، إذ أن جميع هذه الأبحاث يمكن أن تطور فهمنا ل HESCs وينتج عنها ازدياد في الطلب على الخلايا. ولكن لا أحد بما فيهم معارضي أبحاث HESCs يجادل بأننا يجب ألا ندعم هذه المجالات البحثية. الثانية: إن الادعاء حول الطلب المستقبلي ب HESCs هو تخميني. في الواقع، يمكن لأبحاث HESC  الحالية أن تقلل أو تلغي الطلب على الخلايا بشكل نهائي من خلال توفير نظرة ثاقبة في بيولوجيا الخلية التي قد تمكن من استخدام مصادر بديلة للخلايا (Siegel 2004).

وبالتالي، في حين قد يكون ممكناً للباحثين أن يستخدموا HESCs دون أن يكونوا مسؤولين أخلاقياً عن تخريب المضغ البشرية فإن هذا لا ينهي التساؤل حول التواطؤ. فالبعض يجادل بأنه يمكن للعملاء أن يكونوا متواطئين في أفعال خاطئة ليسوا مسؤولين أخلاقياً عنها. يظهر أحد أشكال التواطؤ هذه من الارتباط مع الفعل الخاطئ والذي يرمز إلى الإذعان للخطأ (Burtchaell 1989). إن فشل الشخص في اتخاذ الإجراءات المناسبة لإبعاد نفسه عن الأخطاء الأخلاقية يمكن أن يسبب نشوء “الذنب الميتافيزيقي” والذي ينتج تلوثاً أخلاقياً يكون فيه الشعور بالعار هو الاستجابة الملائمة له (May 1992). ليظهر السؤال التالي كنتيجة لذلك: بفرض أن تخريب المضغ البشرية خاطئ أخلاقياً، فهل يُعتبر الباحثون في HESCs والذين هم غير مسؤولين أخلاقياً عن تخريب المضغ متواطئين، وذلك لأنهم يحاذون أنفسهم مع العمل الخاطئ؟

أحد الردود على ذلك هو أن الباحث الذي يستفيد من تخريب المضغ يجب ألا يُعاقب على الفعل أكثر من عقاب جراح زرع الأعضاء الذي يستخدم أعضاء ضحايا القتل والسائقين المخمورين كجزاء لعملية القتل (Curzer  2004)، لكن من غير المحتمل أن يكون هذا الرد مرضياً لمعارضي أبحاث HESCs إذ يمكن القول أن هنالك فرقاً مهماً بين حالة زراعة الأعضاء و أبحاث HESCs من حيث أن الخطأ الأخلاقي المترافق مع الأخير:  (أ) يقلل منهجياً من قيمة فئة معينة من البشر وأنه (ب) مقبول اجتماعيا إلى حد كبير ومسموح قانونيا. قد يقترح معارضو أبحاث HESCs بأن هذه الأبحاث أكثر شبهاً بالنوع التالي من الحالات: تخيل مجتمعاً يكون فيه ممارسة قتل أعضائه الذين ينتمون إلى عرق معين أو مجموعة عرقية مسموح قانونياً ومقبول من العموم. ولنفترض أن المواد الحيوية المستخلصة من أولئك الأفراد بعد موتهم تصبح متوافرة للأغراض البحثية. فهل يمكن للباحثين أن يستخدموا هذه المواد مع إبعاد أنفسهم بشكل مناسب عن الممارسات الخاطئة؟ يمكن القول أن ليس بإمكانهم. إن هناك حاجة ملحة للاحتجاج على الأخطاء الأخلاقية عندما تكون هذه الأخطاء مقبولة مجتمعياً وقانونياً، لتصبح محاولات الاستفادة من الخطأ الأخلاقي في مثل هذه الظروف غير ملائمة لتنظيم احتجاج مناسب (Siegel 2003).

ولكن حتى لو افترضنا أنه لا يمكن لأبحاث HESCs تجنب التلوث بالذنب الميتافيزيقي، فمن غير الواضح إذا ما كان الباحثون الذين لا يحملون أي مسؤولية أخلاقية لتخريب المضغ هم ملزمون أخلاقياً بعدم استخدام HESCs. قد يجادل المرء بأن هناك واجباً ظاهرياً أصلياً لتجنب هذا التلوث الأخلاقي، ولكن يُتَجاوز عن هذا الواجب من أجل قضية نبيلة.

 

  1. أخلاقيات إنتاج المضغ لأبحاث وعلاجات الخلايا الجذعية

تُشتق معظم HESCs من المضغ المنتجة لعلاج العقم والتي هي بشكل نهائي زائدة عن الحاجة الكلية للأفراد العقيمين لتحقيق الحمل. إن توفر ال HESCs المشتقة من المضغ المتبقية للمتقصين هو أداة قوية لفهم الآليات الحاكمة لتمايز الخلايا. على أي حال، إن هناك أسباباً علمية وعلاجية لعدم الاعتماد بشكل كامل على المضغ المتبقية. فمن وجهة نظر بحثية، فإن تكوين المضغ من خلال تكنولوجيا الاستنساخ من خلايا معروفة بامتلاكها تحورات جينية معينة سيسمح للباحثين دراسة أسس الأمراض الجينية مخبرياً. ومن وجهة نظر علاجية، ال HESCs المُستحصل عليها من المضغ المخصبة في المخبر (IVF) المتبقية لا تملك التنوع الجيني الكافي لتحديد مشكلة الرفض المناعي عند المستقبلين لزراعة الخلايا الجذعية. قد أثبتت الخلايا الجذعية المتعددة القدرات المحفزة في نهاية المطاف أنها كافية للغايات البحثية والعلاجية هذه، حيث يمكن (أ) اختيار الخلايا لطفرات جينية محددة و (ب) أن توفر تطابقاً وراثياً تاماً لمستقبلي الخلايا الجذعية. إن أفضل طريقة لعنونة المشكلة العلاجية حالياً هي عن طريق خلق بنك عام للخلايا الجذعية يمثل حوضاً متنوعاً لخطوط الخلايا الجذعية (Faden et al. 2003, Lott & Savulescu 2007). سوف يتطلب نوع بنوك الخلايا هذا تكوين المضغ من متبرعين يتشاركون أنواع HLA  ذاتها، بمعنى آخر، نسخ متماثلة من الجينات التي تتوسط تعرُّف ونبذ الجهاز المناعي.

لكل من هذه المشاريع مجموعته الخاصة من القضايا الأخلاقية. ففي حالة أبحاث الاستنساخ يثير البعض القلق، مثلاً، حول أن اكتمال تقنيات الاستنساخ للأغراض البحثية سوف يمكن السعي وراء الاستنساخ الإنجابي إضافةً إلى زيادة الجهود المبذولة للحصول على آلاف البويضات اللازمة لإنتاج المضغ المستنسخة مما سيؤدي إلى استغلال النساء اللواتي يقدمن البويضات (مجلس الرئيس لأخلاقيات البيولوجيا 2002 ، Norsigian  2005). أما بالنسبة لبنوك الخلايا الجذعية، فمن غير الممكن عملياً خلق بنك من HESCs قادر على توفير تطابق مناعي وثيق لجميع المتلقين، لينتج عن هذا ظهور تحدٍ لتحديد من لديه إمكانية الوصول الحيوي لعلاجات الخلايا الجذعية. يمكن لنا أن نبني البنك بحيث يوفر توافقاً مع أكبر عدد من السكان أو أن يعطي الجميع فرصاً متساوية لإيجاد التطابق أو أن يضمن بأن كل المجموعات العرقية الموروثة ممثلة بعدل في هذا البنك (Faden et al. 2003, Bok, Schill, & Faden 2004, Greene 2006).
إلا أن ثمة تحديات عامة أكثر فيما يخص تكوين المضغ لأغراض بحثية وعلاجية. إذ يجادل البعض بأن تكوين المضغ لأغراض لا إنجابية إشكالي من الناحية الأخلاقية بغض النظر سواءً تكونت مضغ عن طريق الاستنساخ أو بالتخصيب المخبري. هنالك مجادلتان ذات صلة تطورتا بهدف التمييز الأخلاقي بين تكوين المضغ لأغراض إنجابية وبين تكوين المضغ لأغراض بحثية وعلاجية. الأولى، يُنظر لكل جنين تكون لأغراض إنجابية بالأصل على أنه طفل محتمل بمعنى أن كل مضغة تكون مرشحةً للزرع والتطور إلى إنسان بالغ. على النقيض، يُنظر للمضغ التي تكونت لأغراض بحثية أو علاجية كمجرد أدوات منذ البداية (Annas, Caplan & Elias 1996, President’s Council on Bioethics 2002، مجلس الرئيس لأخلاقيات البيولوجيا 2002). الثانية، بينما تُنتج المضغ المكونة لأغراض بحثية وعلاجية بقصد تخريبها، فإن تخريب المضغ التي أُنشئت للتكاثر هو نتيجة متوقعة ولكنها غير مقصودة لتكوينها (FitzPatrick 2003).

يقترح أحد الردود على المجادلة الأولى بأنه يمكننا تحت ظروف محددة أن ننظر إلى مضغ الأبحاث كأطفال محتملين بالمعنى المناسب. فإذا ما أُدرِجت جميع مضغ الأبحاث في اليانصيب بحيث يُتبرع من خلاله ببعض المضغ لأفراد لغايات إنجابية فإن جميع مضغ الأبحاث سوف تمتلك نفس الاحتمال بأن تتطور إلى إنسان بالغ (Devander  2005). في حين أن أولئك الذين يعارضون تكوين المضغ للأبحاث سيستمرون بمعارضتهم لحالة يانصيب أجنة الأبحاث غالباً، يمكن القول أنه ليس من المهم ما إذا كان يُنظر إلى المضغ كأطفال محتملين عند تكوينها. بالطبع سوف ينظر إلى مضغ الأبحاث في حالة اليانصيب كأطفال محتملين وأدوات بحثية محتملة بنفس الوقت. ولكن ذلك صحيح أيضاً في حالة المضغ المكونة لأغراض إنجابية حيث أن المرضى يكونون منفتحين حول التبرع بالمضغ الزائدة للأبحاث.

أما بالنسبة للمجادلة الثانية، فإن التمييز بين الأذى المتعمد والتنبؤ به هو أمر يعلِّق عليه كثير من الناس أهمية أخلاقية، وهو أمر أساسي لعقيدة التأثير المزدوج. ولكن حتى لو اعتقد المرء بأنه تمييز أخلاقي مهم، فمن غير الواضح إذا ما كان مناسباً توصيف تخريب المضغ الزائدة على أنه أثر جانبي متوقع وغير مقصود لتكوين المضغ لعلاج الخصوبة. إن عيادات الخصوبة لا تتنبأ فقط بتخريب بعض المضغ، بل تختار أيضاً أن تقدم للمرضى خيار التخلص من المضغ والقيام بذلك التخلص عند طلب المريض. كما أن المرضى الذين يختارون التخلص من المضغ هم أيضاً لا يتوقعون فقط تخريب المضغ، فاختيارهم لهذا الخيار يبدي قصدهم بتخريب المضغ. وهكذا فإن ثمة سبب للشك حول وجود تمييز أخلاقي بين تكوين المضغ لأغراض بحثية وبين تكوينها لأغراض إنجابية على الأقل في ضوء ممارسات عيادة الخصوبة الحالية.

 

  1. الأعراس المشتقة من الخلايا الجذعية

تقترح الدراسات العلمية الحديثة أنه من الممكن اشتقاق الأعراس من الخلايا الجذعية البشرية متعددة القدرات. فلقد قامت الأبحاث بتوليد نطاف وبيوضات من ESCs  و iPSCs للفأر واستخدمت هذه الأعراس المشتقة من الخلايا الجذعية لإنتاج نسل جديد (Hayashi 2011; Hayashi 2012). في حين أن الأمر قد يستغرق عدة سنوات قبل أن ينجح الباحثون على اشتقاق الأعراس من الخلايا الجذعية البشرية فإن الأبحاث تحمل الكثير من الوعود بما يخص العلوم الأساسية والتطبيقات السريرية. على سبيل المثال، يمكن أن تقدم الأبحاث منظوراً أعمق مهماً فيما يتعلق بالعمليات الأساسية لبيولوجيا الأعراس وأن تساعد في فهم الاضطرابات الجينية وأن تقدم علاوةً على ذلك للأشخاص العقيمين وسيلة لتكوين أطفال مرتبطين جينياً. إن القدرة على اشتقاق الأعراس من الخلايا الجذعية البشرية يمكن لها أيضاً أن تقلل أو تلغي الحاجة لمتبرعي البويضات وبالتالي المساعدة بتجاوز القلق حول استغلال المتبرعين والمخاطر التي ينطوي عليها استخراج البويضات. ومع ذلك فإن الأبحاث تقود إلى ظهور بعض القضايا الجدلية المتعلقة بالمضغ والجينات وتكنولوجيا التكاثر المساعدة (D. Mathews et al. 2009).

تظهر أحد المشاكل في حقيقة أن بعض أبحاث الأعراس المشتقة من الخلايا الجذعية تتطلب تكوين المضغ سواء باستخدام  ESCs أو iPSCs  . لإثبات أن تقنية ما لاشتقاق الأعراس البشرية من الخلايا الجذعية تنتج نطافاً وبويضات هي فعالة، من الضروري توضيح قدرة هذه الخلايا على إنتاج المضغ وهذا يستلزم تكوين المضغ من خلال التخصيب المخبري. وبما أنه من غير الآمن زرع المضغ المكونة خلال المراحل المبكرة من الأبحاث فإن الترتيب المحتمل للأجنة هو تخريبها. في حالات كهذه تعتبر الأبحاث متواطئة في جميع القضايا الأخلاقية المحيطة بتكوين وتخريب المضغ لغرض البحث. على أي حال تكوين المضغ للأبحاث في وضع كهذا لا يستوجب تخريبها بالضرورة كما هو الحال عندما يتم تكوين المضغ لاشتقاق خطوط الخلايا الجذعية إذ يمكن للمرء من حيث المبدأ تخزينها إلى أجل غير مسمى بدلاً من تخريبها. إلا أن هذ يترك موضوعاً للاعتراض وهو أن الحياة تُخلق لغرض استخدامها كأدوات. لكن قوة هذا الاعتراض مشكوك فيه لأنه من غير الواضح أن هذا الاستخدام الآلي (كأدوات) يُعتبر مرفوضاً أكثر من الممارسة الروتينية والمقبولة على نحو واسع لتكوين مُضغ أطفال الأنابيب الزائدة في السياق الإنجابي لزيادة احتمال توليد عدد كافٍ من المضغ القابلة للحياة لإحداث الحمل.

 

كما وتنبثق قضايا أخرى من احتمال إمكانية إنتاج كميات كبيرة من البويضات من الخلايا الجذعية. فمع توسع القدرة على تحديد الألائل الممرضة وغير الممرضة من خلال التشخيص الجيني السابق للزرع (PGD)، فإن القدرة على تكوين أعداد هائلة من المضغ ستزيد بشكل كبير من فرص العثور على جنين يمتلك معظم أو كل الصفات التي يرغب المرء في اختيارها ليكون هذا مفيداً في تجنب ولادة أطفال بأمراض جينية. لكن القضية تصبح مصدراً للخلاف الأخلاقي إذا كان من الممكن الاختيار من السمات غير المرضية مثل التوجه الجنسي والطول والذكاء الخارق والذاكرة والإمكانيات الموسيقية. إحدى الحجج الشائعة ضد استخدام PGD  بهذه الطريقة هي أن ذلك يمكن أن يقلل من قيمة حياة أولئك الذين لا يتمتعون بالخصائص المختارة. ومما يثير القلق أيضاً حول توظيف PGD  لاختيار السمات غير المرضية هي فشلها بالاعتراف بـ “هبة الحياة” وذلك بمعاملة الأطفال كـ “أشياء من تصميمنا أو منتجات لإرادتنا أو أدوات لطموحاتنا” بدلاً من قبولهم كما وُهبوا لنا (Sandel 2004, 56). إضافةً لذلك، ثمة قلق حول التقدم في علم الجينات من كونه يزيد من عدم المساواة إذ تَمنح سمات معينة مزايا اجتماعية واقتصادية ويكون للأثرياء فقط الموارد اللازمة للوصول إلى هذه التكنولوجيا (Buchanan 1995). بالطبع يمكن للمرء أن يتساءل إذا ما كان اختيار السمات غير المرضية سوف يقود حقيقةً إلى التقليل من قيمة السمات الأخرى أو إن كان سيغير طبيعة الحب المحتمل أو ما إذا كانت هذه السمات متمايزة بدرجة كافية عن الأساليب المسموح بها حاليًا لاكتساب تفوق اجتماعي واقتصادي لتبرير تنظيم هذه الممارسة. ومع ذلك، فإن القدرة على إنتاج الأعراس المشتقة من الخلايا الجذعية البشرية ستجعل هذه القضايا أكثر إلحاحًا.

 

  1. العُضيات والمعديات والمضغ الصنعية المشتقة من الخلايا الجذعية

ثمة العديد من الدراسات العلمية الحديثة والتي تمتلك فيها الخلايا الجذعية، تحت شروط بيئية مخبرية محددة، تنظيماً ذاتياً في هياكل ثلاثية الأبعاد تُمثل وتلخص بعض وظائف الأعضاء البشرية (Lancaster & Knoblich 2014; Clevers 2016). شُكلت هذه “العُضيات” مع الخلايا الجذعية البشرية لمجموعة متنوعة من الأعضاء، بما في ذلك، من بين أمور أخرى، الكلية والكبد والأمعاء والبنكرياس وشبكية العين والدماغ. بالإضافة إلى العُضيات، فقد ظهر أن الخلايا الجذعية قادرة على التنظيم الذاتي على شكل هياكل تشبه المضغة في المختبر. شكلت الخلايا الجذعية هياكل، يشار إليها بـ “المعديات” تحمل بعض التشابه مع المضغ خلال تكون المعيدة وهي مرحلة بعد عدة أيام من الزرع حيث يبدأ تخطيط الجسم وبعض أنواع الأنسجة ، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي ، في التطور (Warmflash et al. 2014; Deglincerti et al. 2016; Shahbazi 2016). كما دمج الباحثون الخلايا الجذعية المضغية للفأر مع الخلايا الجذعية للأرومة الغاذية لتكوين “المضغ الصنعية”، والتي تملك بنية مقاربة للمضغ قبل الزرع (Rivron et al. 2018). ولقد ظهر أن المضغ الصنعية زُرعت في رحم الفأر، على الرغم من عدم توضيح إمكانية تطورها حتى النضج.

في حين أن هذا التقدم العلمي يوفر سبلاً واعدة لفهم أفضل للتطور البشري وللأمراض إلا أنه يؤدي إلى بزوغ قضايا أخلاقية جديدة وإشكالية. ففي حالة العُضيات، ينشأ عن العُضيات الدماغية أكثر القضايا إزعاجاً. أنتج الباحثون العُضيات الدماغية بدرجة من التطور مقاربة لجنين بعمر عدة أشهر واستخدموها للتو لدراسة كيف لفيروس الزيكا أن يسبب صغر الرأس للأجنة (Garcez et al. 2016). ثمة في الوقت الحاضر عدة إثباتات تظهر أن العُضيات الدماغية يمكن أن تكون قادرةً على تلقي تحفيزات واردة ينتج عنها أحاسيس بسيطة (Quadrato et al. 2017) إلا أنهم يفتقرون حالياً إلى ذلك النوع من الشبكات العصبية الناضجة وإلى المدخلات والمخرجات الحسية الضرورية لتطوير القدرات المعرفية. إذا ما طُوّرت القدرات المعرفية للعُضيات الدماغية من خلال الهندسة الحيوية، فإن ذلك سيوفر أسساً لعزو وضع أخلاقي عالٍ لهم، والذي من شأنه أن يثير قضايا مرافقة حول التزاماتنا الأخلاقية لهم. فمن المرجح في المدى القريب أن تُطوّر العُضيات الدماغية بعضاً من مستوى الوعي على فرض أن لدينا فهماً مشتركاً للوعي (الوعي الاستثنائي على سبيل المثال)، وعليه تكمن أحد التحديات في إيجاد وسائل لقياس وجود الوعي إذ أن العُضيات الدماغية لا تمتلك القدرة على التواصل حول حالتها الداخلية (Lavazza & Massimini 2018). ولكن حتى لو تمكنا من التحقق من وجود الوعي لدى العُضيات الدماغية، يبقى التساؤل حول الأهمية والاعتبار الأخلاقي لهذا الوعي (Shepherd  2018). إلا أن هنالك جدالاً حول إذا ما كان الوعي ذا قيمة جوهرية وإذا ما كان أفضل للكائن الواعي ألا يمتلك الوعي في بعض الحالات (Kahane & Savulescu 2009). أولئك الذين يرفضون القيمة الجوهرية والأهمية الأخلاقية للوعي قد يجدون أن حالة الكيان الواعي الذي أدى إلى وجود غير متجسد فحسب، يظهر ويستمر في غياب أي ترابط اجتماعي أو ثقافي، ويفتقر إلى المعتقدات والرغبات، ليكون حالة نموذجية تكون فيها قيمة الوعي مشكوك بها.

عند الأخذ بعين الاعتبار المعديات والمضغ الصنعية (إذا أُنتج الأخير مع الخلايا الجذعية بنجاح) يصبح التساؤل المركزي حول إذا ما كان لهذه الكيانات بنى ووظائف كافية لتماثل المضغ البشرية مما يؤدي إلى قلق أخلاقي حول استخدامها في الأبحاث. لا تمتلك المعديات جميع سمات المضغ إذ أنها غير قادرة على تشكيل جميع الأنسجة المضغية (مثلاً هي لا تمتلك الأديم الظاهر الغاذي الذي يتوسط الربط مع الرحم). في الوقت ذاته، يمكن للمعديات، مع أنسجة مضغية إضافية، أن تحقق مرحلة تطورية تظهر فيها خطة الجسد بشكل كامل، تذكر الجدل السابق (نوقش في القسم 1.1 في الأعلى) الذي يرفض فكرة أن المضغ البشرية هي كائنات بشرية حيث أن الخلايا المكونة للجنين في مرحلته الأولى لا تعمل بشكل متناسق لتنظيم كائن حي منفرد والحفاظ عليه. يمكن للمعديات من حيث المبدأ أن تعمل بهذه الدرجة العالية من التنسيق. في حين أنه يمكن للشخص أن يستمر برفض أن سمات المعديات هذه تمنحها حقوق الإنسان، إلا أن المرحلة المتقدمة جداً لتطورها يمكن أن تؤسس لادعاءات منطقية لمنحهم احتراماً أكبر من المضغ في مراحلها المبكرة. في حالة كل من المعديات والمضغ الصنعية البشرية، فإن احتمال افتقارهم القدرة على التطور إلى كائنات بشرية ناضجة في النهاية قد يكون ذا أهمية كبرى في تمييزهم أخلاقياً عن المضغ البشرية العادية. وكما ذُكر سابقاً (في القسم 1.2 في الأعلى)، فإن إحدى الحجج لعزو وضع أخلاقي عالي للمضغ البشرية ولتمييز إمكانياتها عن إمكانيات الخلايا الجسدية هي أن المضغ تمتلك “ميلاً فعالاً” و “قوة جوهرية” للتطور إلى إنسان بالغ بمفردها. إذا كانت المضغ الصنعية والمعديات لا تمتلك هذا الميل وهذه القوة، فقد لا يرفض أولئك الذين يعارضون بعض أشكال أبحاث المضغ البشرية تكوين واستخدام المعديات البشرية والمضغ الصنعية لغرض الأبحاث.


المراجع:

  • Annas, G., Caplan, A., and Elias, S., 1996, “The Politics of Human-Embryo Research—Avoiding Ethical Gridlock,” New England Journal of Medicine, 334: 1329–32.
  • Benn, S.I., 1973, “Abortion, Infanticide, and Respect for Persons,” in The Problem of Abortion, Joel Feinberg (ed.), Belmont, CA: Wadsworth: 92–103.
  • Bok H., Schill K.E., and Faden R.R., 2004, “Justice, Ethnicity, and Stem-Cell Banks,” Lancet, 364(9429): 118–21.
  • Buchanan, A., 1995, “Equal Opportunity and Genetic Intervention,” Social Philosophy and Policy, 12(2): 105–35.
  • Burtchaell, J.T., 1989, “The Use of Aborted Fetal Tissue in Research: A Rebuttal,” IRB: A Review of Human Subjects Research, 11(2): 9–12.
  • Curzer, H., 2004, “The Ethics of Embryonic Stem Cell Research,” Journal of Medicine and Philosophy, 29(5): 533–562.
  • Damschen, G., Gomez-Lobo, A., and Schonecker, D., 2006, “Sixteen Days? A reply to B. Smith and B. Brogaard on the Beginning of Human Individuals,” Journal of Medicine and Philosophy, 31: 165–175.
  • Clevers, H., 2016, “Modeling Development and Disease with Organoids,” Cell, 165: 1586–1597.
  • Deglincerti, A., et al., 2016, “Self-Organization of the Attached In Vitro Human Embryo,” Nature, 533: 251–54.
  • Devolder, K., 2005, “Human Embryonic Stem Cell Research: Why the Discarded-Created Distinction Cannot Be Based on the Potentiality Argument,” Bioethics, 19(2): 167–86.
  • Devolder, K., and Harris, J., 2007, “The Ambiguity of the Embryo: Ethical Inconsistency in the Human Embryonic Stem Cell Debate,” Metaphilosophy, 38(2–3): 153–169.
  • Dworkin, R., 1992, Life’s Dominion, New York: Vintage.
  • Faden, R.R., et al., 2003, Public Stem Cell Banks: Considerations of Justice in Stem Cell Therapy, Hastings Center Report, 33: 13–27.
  • Feinberg, J., 1986, “Abortion,” in Matters of Life and Death, T. Regan (ed.), New York: Random House.
  • FitzPatrick, W., 2003, “Surplus Embryos, Nonreproductive Cloning, and the Intend/Foresee Distinction,” Hastings Center Report, 33: 29–36.
  • Garzes, P.P., et al., 2016, “Zika Virus Impairs Growth in Human Neurospheres and Brain Organoids,” Science, 352: 816–18.
  • George, R.P., and Gomez-Lobo, A., 2002, “Statement of Professor George (Joined by Dr. Gomez-Lobo),” in Human Cloning and Human Dignity: An Ethical Inquiry, report by the President’s Council on Bioethics: 258–266.
  • Green, R., 2002, “Benefiting from ‘Evil’; An Incipient Moral Problem in Human Stem Cell Research,” Bioethics, 16(6): 544–556.
  • Greene, M., 2006, “To Restore Faith and Trust: Justice and Biological Access to Cellular Therapies,” Hastings Center Report, 36(1): 57–63.
  • Hayashi, K., et al., 2011, “Reconstitution of the Mouse Germ Cell Specification Pathway in Culture by Pluripotent Stem Cells,” Cell, 146(4): 519–532.
  • Hayashi, K., et al., 2012, “Offspring from Oocytes Derived from In Vitro Primordial Germ Cell-Like Cells in Mice,” Science, 338(6109): 971–975.
  • Holm, S., 2003, “The Ethical Case Against Stem Cell Research,” Cambridge Quarterly of Healthcare Ethics, 12: 372–83.
  • Kahane, G. and Savulescu, J., 2009, “Brain Damage and the Moral Significance of Consciousness,” Journal of Medicine and Philosophy, 34: 6–26.
  • Kuhse, H., and Singer, P., 1992, “Individuals, Human, and Persons: The Issue of Moral Status,” in Embryo Experimentation: Ethical, Legal, and Social Issues, P. Singer, et al. (eds.), Cambridge: Cambridge University Press, 65–75
  • Lancaster, M.A., and Knoblich, J.A., 2014, “Organogenesis in a Dish: Modeling Development and Disease Using Organoid Technologies,” Science, 345(6194): 1247125.
  • Lavazza, A. and Massimini, M., 2018, “Cerebral Organoids: Ethical Issues and Consciousness Assessment,” Journal of Medical Ethics, 44: 606–10.
  • Lee, A.Y., 2018, “Is Consciousness Intrinsically Valuable,” Philosophical Studies, 20: 1–17.
  • Lee, P., and George R., 2006, “Human-Embryo Liberation: A Reply to Peter Singer,” National Review Online(25 January). [Available online]
  • Lott, J.P., and Savulescu, J., 2007, “Towards a Global Human Embryonic Stem Cell Bank,” American Journal of Bioethics, 7(8): 37–44.
  • Marquis, D., 2002, “Stem Cell Research: The Failure of Bioethics,” Free Inquiry, 23(1): 40–44.
  • Mathews, D., et al., 2009, “Pluripotent Stem Cell-Derived Gametes: Truth and (Potential) Consequences,” Cell: Stem Cell, 5: 11–14.
  • May, L., 1992, Sharing Responsibility, Chicago: University of Chicago Press.
  • McMahan, J., 2002, The Ethics of Killing: Problems at the Margins of Life, New York: Oxford University Press.
  • McMahan, J., 2007a, “Killing Embryos for Stem Cell Research,” Metaphilosophy, 38(2–3): 170–189.
  • –––, 2007b, “Infanticide,” Utilitas, 19: 131–159.
  • Norsigian, J., 2005, “Risks to Women in Embryo Cloning,” Boston Globe, February 25.
  • Parfit, D., 1984, Reasons and Persons, Oxford: Clarendon Press.
  • Quadrato, G., et al., 2017, “Cell Diversity and Network Dynamics in Photosensitive Human Brain Organoids,” Nature, 545: 48–53.
  • Rivron, N.C., et al., 2018, “Blastocyst-Like Structures Generated Solely from Stem Cells,” Nature, 557: 106–11.
  • Robertson, J., 1988, “Fetal Tissue Transplant Research is Ethical,” IRB: A Review of Human Subjects Research, 6(10): 5–8.
  • –––, 1999, “Ethics and Policy In Embryonic Stem Cell Research,” Kennedy Institute of Ethics Journal, 2(9): 109–36.
  • Sagan, A., and Singer, P., 2007, “The Moral Status of Stem Cells,” Metaphilosophy, 38(2–3): 264–284
  • Sandel, M., 2004, “The Case Against Human Perfection,” Atlantic Monthly, 293(3): 51–62.
  • Savulescu, J., 1999, “Should We Clone Human Beings?” Journal of Medical Ethics, 25(2): 87–98.
  • Shahbazi, M.N., et al., 2016, “Self-Organization of the Human Embryo in the Absence of Maternal Tissues,” Nature Cell Biology, 18: 700–08.
  • Shepherd, J., 2018, “Ethical (and Epistemological) Issues Regarding Consciousness in Cerebral Organoids,” Journal of Medical Ethics, 44: 611–12.
  • Smith, B., and Brogaard, B., 2003, “Sixteen Days,” Journal of Medicine and Philosophy, 28: 45–78.
  • Siegel, A., 2003, “Locating Convergence: Ethics, Public Policy, and Human Stem Cell Research,” in The Stem Cell Controversy, M. Ruse and C. Pynes (eds.), Amherst, NY: Prometheus Books.
  • –––, 2004, “Temporal Restrictions and the Impasse on Human Embryonic Stem Cell Research,” The Lancet, 364(9429): 215–18.
  • Strong, C., 1997, “The Moral Status of Preembryos, Embryos, Fetuses, and Infants,” Journal of Medicine and Philosophy, 22(5): 457–78
  • Takahashi, K., et al., 2007, “Induction of Pluripotent Stem Cells from Adult Human Fibroblasts by Defined Factors,” Cell, 131: 861–872.
  • Thomson, J.A., et al., 1998, “Embryonic Stem Cell Lines Derived from Human Blastocysts,” Science, 282: 1145–47.
  • Tooley, M., 1983, Abortion and Infanticide, New York: Oxford University Press.
  • Warmflash, A., et al., 2014, “A Method to Recapitulate Early Embryonic Spatial Patterning in Human Embryonic Stem Cells,” Nature Methods, 11: 847–854.
  • Warren, M.A., 1973, “On the Moral and Legal Status of Abortion,” Monist, 57: 43–61.
  • Yu, J., et al., 2007, “Induced Pluripotent Stem Cell Lines Derived from Human Somatic Cells,” Science, 318: 1917–1920.

الأدوات الأكاديمية

 

How to cite this entry.

 

Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.

 

Look up this entry topic at the Indiana Philosophy Ontology Project (InPhO).

 

Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

 


مصادر إنترنت أخرى

مصادر اقتباس


مصادر أخرى


مدخلات ذات صلة

abortion | cloning | double effect, doctrine of | ethics, biomedical: chimeras, human/non-human | parenthood and procreation | systems and synthetic biology


[1] Siegel, Andrew, “Ethics of Stem Cell Research”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2018 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/win2018/entries/stem-cells/>.