فلسفة قَرْنُنَا هَذَا – مقدمة المترجم: ثابت عيد 13/03/2018 يُسْـعِدُنِي أَنْ أُقَدِّمَ لِلْقَارِئِ الْعَرَبِيِّ التَّرْجَمَةَ الْعَرَبِيَّةَ لِكِتَابِ عِمْلَاقِ السِّيَاسَةِ الْأَلْـمَانِيَّةِ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ (1918م-2015م) وَصَدِيقِهِ الْمُؤَرِّخِ الْأَمْرِيكِيِّ الشَّهِيرِ فِرِيتْسَ شْـتِرْنَ (الْمَوْلُودِ سَنَةَ 1926م): «قَرْنُنَا هَذَا». يُهِمُّنِي فِي هَذِەِ الْمُقَدِّمَةِ الْوَجِيزَةِ الْإِشَارَةُ إِلَى مَا يَلِي: أَوَّلًا: «قَرْنُنَا هَذَا» هُوَ كِتَابٌ حِوَارِيٌّ مَوْسُوعِيٌّ مُثِيرٌ يَسْتَعْرِضُ أَهَـمَّ أَحْدَاثِ الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ بِإِيجَـازٍ. وَمَحَاسِنُ الْإِيجَـازِ كَثِيرَةٌ أَشَارَ إِلَى بَعْضِهَا أَحْمَدُ مَطْـلُوبٍ فِي «مُعْجَمِ الْـمُصْطَلَحَـاتِ الْبَـلَاغِيَّةِ وَتَطَوُّرِهَـا» حَيْثُ يَقُولُ: إِنَّ «أُسْلُوبَ الْإِيجَازِ مِنْ أَهَمِّ خَصَائِصِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ … فَأَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ رَأَى أَنَّ الْبَلَاغَةَ هِيَ الْإِيجَازُ. وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى يَقُولُ لِكُتَّابِهِ: ״إِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ تَجْعَلُوا كُتُبَكُمْ تَوْقِيعَاتٍ، فَافْعَلُوا״ … وَقَالَ الْجَاحِظُ: ״وَأَحْسَنُ الْكَـلَامِ مَا كَانَ قَلِيلُهُ يُغْنِيكَ عَنْ كَثِيرِەِ״ … وَعَدَّ ابْنُ الْـمُقَـفَّـعِِ الْإِيجَازَ هُوَ الْبَلَاغَةَ». وَقَدْ قَابَلْتُ إِيجَازَ «قَرْنِنَا هَذَا»، بِإِسْهَابٍ فِي الشُّرُوحَاتِ وَالتَّعْلِيقَاتِ الَّتِي سَتَصْدُرُ لَاحِـقًا فِي مُجَلَّدٍ مُسْتَقِلٍّ، إِنْ شَاءَ اللَّـهُ. ثَانِيًا: بِجَـانِبِ الْإِيجَازِ يَتَمَيَّزُ «قَرْنُنَا هَذَا» بِالسَّلَاسَةِ، وَالسُّـهُولَةِ، وَالْإِثَارَةِ، وَالتَّنَـوُّعِ، وَالثَّرَاءِ، وَالشُّمُولِ. وَهُوَ مَا جَعَلَهُ مِنْ أَكْثَرِ الْكُتُبِ مَبِيعًا فِي أَلْـمَانِيَا لِفَـتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. «قَرْنُنَا هَذَا» هُوَ مَوْسُوعَةٌ عَالَـمِيَّةٌ مُوجَزَةٌ شَامِلَةٌ تَسْتَحِقُّ الْقِرَاءَةَ وَالدِّرَاسَةَ وَالتَّأَمُّلَ، مِثْلَمَا اسْتَحَقَّتِ التَّأْلِيفَ وَالتَّرْجَمَةَ وَالنَّشْرَ. ثَالِثًا: سَيُدْرِكُ الْقَارِئُ الْعَرَبِيُّ الْـمُثَقَّفُ، عِنْدَ الْاطِّلَاعِ عَلَى «قَرْنِنَا هَذَا»، مَدَى اتِّسَاعِ الْفَجْوَةِ الَّتِي صَارَتْ تَفْصِلُ الْعَرَبَ عَنْ حَضَارَةِ الْعَصْـرِ. فَهُنَاكَ أَحْدَاثٌ عَالَمِيَّةٌ كَثِيرَةٌ لَمْ يُعَالِجْهَا الْبَاحِثُونَ الْعَرَبُ بِمَا تَسْتَحِقُّهُ مِنْ تَحْلِيلٍ وَتَعَمُّـقٍ وَتَفْصِيلٍ حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا. وَهُنَا يَتَّضِحُ مَدَى تَخَلُّفِ التَّعْلِيمِ فِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ، وَغِيَابِ الْجَامِعَاتِ الْعَـرَبِيَّةِ الَّتِي صَارَتْ تَتَذَيَّلُ قَائِمَةَ أَحْسَنِ جَامِعَاتِ الْعَالَمِ، وَتَقَهْقُرِ الْمُسْتَوَيَاتِ الثَّقَافِيَّةِ لِلنُّخَبِ الْعَرَبِيَّةِ. رَابِعًا: حَرَصْتُ عَلَى تَشْكِيلِ تَرْجَمَةِ «قَرْنِنَا هَذَا» الْعَرَبِيَّةِ تَشْكِيلًا كَامِلًا، إِجْلَالًا لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَاحْتِرَامًا لِلْقَارِئِ الْعَرَبِيِّ، وَارْتِقَاءً بِمُسْتَوَى التَّرْجَمَاتِ الْعَرَبِيَّةِ. فَكُنْتُ أُتَرْجِمُ، ثُمَّ أُشَكِّلُ، ثُمَّ أَقُومُ – مُسْتَعِينًا بِأَحْدَثِ بَرَامِجِ الْخُطُوطِ الْعَرَبِيَّةِ – بِاخْتِيَارِ أَجْمَلِ شَكْلٍ كِتَابِيٍّ لِكُلِّ كَلِمَةٍ عَلَى حِدَةٍ. وَبَعْدَ تَشْكِيلِ جَمِيعِ حُرُوفِ التَّرْجَمَةِ، تَوَلَّى الْبَاحِثُ خَالِدُ مُصْطَفَى مَشْكُورًا مُرَاجَعَتَهَا، وَتَصْوِيبَ هَفَوَاتِهَا. خَامِسًا: دَفَعَتْنِي دِرَاسَةُ «قَرْنِنَا هَذَا» إِلَى الْاطِّلَاعِ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ وَفِرِيتْسَ شْتِرْنَ الْأُخْرَى. وَقَدِ اسْتَفَدْتُ كَثِيرًا مِنْ عِلْمِهِمَا، وَتَجَارِبِهِمَا، وَسَعَةِ ثَقَافَتِهِمَا، وَطُولِ خِبْرَاتِهِمَا. فَلَهُمَا مِنِّي كُلُّ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ وَالْامْتِنَانِ. وَكَانَ مِنْ أَهَمَّ مَا قَرَأْتُهُ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ: (1) “Was ich noch sagen wollte“ (مَا أَرَدْتُ قَوْلَهُ)، (2) “Weggefährten. Erinnerungen und Reflexionen“(رُفَقَاءُ الدَّرْبِ. ذِكْرَيَاتٌ وَتَأَمُّلَاتٌ)، (3) “Die Mächte der Zukunft“ (قُوَى الْمُسْتَقْبَلِ)، (4) “Menschen und Mächte“ (شَخْصِيَّاتٌ وَقُوَى) . كَمَا اطَّلَعْتُ عَلَى الْأَعْمَالِ التَّالِيَةِ لِفِرِيتْسَ شْـتِرْنَ: (1) “Fünf Deutschland und ein Leben. Erinnerungen“ (خَمْسُ دُوَلٍ أَلْمَانِيَّةٍ وَحَيَاةٌ وَاحِدَةٌ. ذِكْرَيَاتٌ)، (2) “Kulturpessimismus als politische Gefahr“(التَّشَاؤُمُ الثَّقَافِيُّ كَخَطَرٍ سِيَاسِيٍّ)، (3) “Gold und Eisen. Bismarck und sein Bankier Bleichröder“(ذَهَبٌ وَحَدِيدٌ. بِسْمَارْكُ وَمَصْرِفِيُّهُ بِلَايِخْرُودَرُ)، (4) “Der Westen im 20. Jahrhundert“ (الْغَرْبُ فِي الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ). سَادِسًا: مِنَ الْكِتَابَاتِ الْأَلْمَانِيَّةِ وَالْإِنْجِلِيزِيَّةِ الَّتِي اسْتَفَدْتُ مِنْهَا كَثِيرًا لِفَهْمِ تَارِيخِ أَلْمَانِيَا، وَالتَّارِيخِ الْأَمْرِيكِيِّ: (1) كِتَابُ تِيُو سُومَرَ Theo Sommer، صَدِيقِ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ: “Unser Schmidt“ (رَجُلُنَا شْمِيدْتُ)، (2) كِتَابُ فُولْكَرَ أُولْرِيخَ Volker Ullrich عَنْ هِتْلَرَ: “Adolf Hitler. Die Jahre des Aufstiegs. Biographie“ (سِيرَةُ أَدُولْفَ هِتْلَرَ. سَنَوَاتُ الصُّعُودِ)، (3) مَوْسُوعَةُ هَايِنْرِيخَ أَوْغُسْتَ ڤِينْكِلَرَ Heinrich August Winkler الْمُعَنْوَنَةُ: “Geschichte des Westens“ (تَارِيخُ الْغَرْبِ)، (4) مُذَكِّرَاتُ هِيلْمُوتَ كُولَ Helmut Kohl الْمُخْتَصَرَةُ: “Vom Mauerfall zur Wiedervereinigung“ (مِنْ سُقُوطِ الْحَائِطِ حَتَّى إِعَادَةِ تَوْحِيدِ أَلْمَانِيَا)، (5) قَامُوسُ مَانْفِرِيدَ شْمِيدْتَ Manfred G. Schmidt، الْمُعَنْوَنُ: “Wörterbuch zur Politik“ (قَامُوسُ السِّيَاسَةِ)، (6) وَكَذَلِكَ: “USA-Lexikon“ (مُعْجَمُ الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِـيَّةِ) تَحْرِيرُ كِرِيسْتُوفَ مَاوِخَ ورُوِدِيَجَرَ ب. ڤِيرْسِيخَ Christof Mauch und Rüdiger B. Wersich، (7) (قَامُوسُ التَّارِيخِ الْأَمْرِيكِيِّ): “Dictionary of American History“، تَحْرِيرُ سْتَانْلِي ي. كُوتْلَرَ Stanley I. Kutler، (8) “Der Erste Weltkrieg“ (الْحَرْبُ الْعَالَمِيَّةُ الْأُولَى) بِقَلَمِ فُولْكَرَ بِرْجِهَانَ Volker Berghahn، (9) “Der Zweite Weltkrieg“ (الْحَرْبُ الْعَالَمِيَّةُ الثَّانِيَةُ) بِقَلَمِ جِيرْهَارْدَ شِرَايْبَرَ Gerhard Schreiber، (10) “Willy Brandt“ (ڤِيلِي بِرَانْتَ) بِقَلَمِ بِرْنِدَ فَاوْلِنْبَاخَ Bernd Faulenbach. سَابِعًا: تُعْتَبَرُ مُؤَلَّفَاتُ كِـبَارِ السَّاسَةِ الْغَرْبِيِّينَ مَصْدَرًا مُهِمًّا لِلْمَعْلُومَاتِ. وَقَدِ اسْتَفَدْتُ اسْتِفَادَةً عَظِيمَةً مِنَ الْكُتُبِ التَّالِيَةِ: (1) «جُـرْأَةُ الْأَمَلِ» لِبَارَاكَ أُوبَامَا، (2) «سَلَامٌ لَا تَفْرِقَةٌ عُنْصُرِيَّةٌ» لِچِيمِي كَارْتَرَ، (3) «فِي زَمَانِي» لِدِيكَ تِشِينِي، (4) «عَوْدَةُ التَّارِيخِ» لِيُوشْكَا فِيشَرَ، (5) «رُؤْيَةٌ لِتَغْيِيرِ أَمْرِيكَا» لِبِيلَ كِلِينْتُونَ وَآلَ جُورَ، (6) «قَرَارَاتٌ مَصِيرِيَّةٌ.حَيَاتِي فِي دَهَالِيزِ السِّيَاسَةِ» لِجِيرْهَارْدَ شُرُودَرَ، (7) «قَرَارَاتٌ مَصِيرِيَّةٌ» لِچُورْچَ دَبِلْيُو بُوشَ، (8) «الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ الثَّوْرِيَّةُ» لِتُومَاسَ جِيفَرْسُونَ، (9) «بِالْعَطَاءِ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُغَيِّرَ الْعَالَمَ» لِبِيلَ كِلِينْتُونَ، (10) «أَمْرِيكَا وَالْفُرْصَةُ التَّارِيخِيَّةُ» لِرِيتْشَارْدَ نِيكْسُونَ.(11) «مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِّيَاتِ» لِچُورْچَ بُوشَ الْأَبِ. ثَامِنًا: مِنَ الْمَرَاجِعِ الْعَرَبِيَّةِ، وَالْأَجْنَبِيَّةِ الْمُتَرْجَمَةِ، الْمُفِيدَةِ أَيْضًا: (1) كِتَابُ جَمَالِ الْبَنَّا عَنْ «ظُهُورِ جُمْهُورِيَّةِ ڤَايْمَارَ وَسُقُوطِهَا»، (2) «مَوْسُوعَةُ الْإِمْبِرَاطُورِيَّةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ» لِصَالِحِ زَهْرِ الدِّينِ، (3) «مَوْسُوعَةُ الْيَهُودِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَالصُّهْيُونِيَّةِ» لِعَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَسِيرِي، (4) «مُوجَزُ تَارِيـخِ أَلْمَانِيَا الْحَدِيثِ» لِيُورْجِنَ ڤِيبَرَ، (5) «التَّفَرُّدُ الْأَمْرِيكِيُّ، الْمُحَافِظُونَ الْجُدُدُ وَالنِّظَامُ الْعَالَمِيُّ» لِسْتِيفَانَ هَالْبَرَ وَجُونَاثَانَ كِلَارْكَ، (6) «أَلِكْسِي دُو تُوكْفِيلَ» لِجُوزِيفَ إِبِسْتَايِنَ، (7) «الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ فِي أَمْرِيكَا» لِأَلِكْسِيسَ دِي تُوكْفِيلَ، (8) «الْحَادِي عَشَرَ مِنْ سِبْتَمْبِرَ وَالْإِمْبِرَاطُورِيَّةُ الْأَمْرِيكِيَّةُ» تَحْرِيرُ دِيفِيدَ رَايَ جِرِيفِينَ وَبِيتَرَ دِيلَ سْكُوتَ، (9) «دِيكُ تِشِينِي رَئِيسُ أَمْرِيكَا الْفِعْلِيُّ» لِجُونَ نِيكُولْزَ، (10) «قِيَامُ الرَّايِخِ الثَّالِثِ وَسُقُوطُهُ» لِوِلْيَامَ شَايْرِرَ، (11) «الْوَجِيزُ فِي الْحَرْبِ» لِلْجِنِرَالِ كَارْلَ فُونَ كِلَاوِزْفِتْزَ، (12) «تَارِيخُ أُورُوبَّا فِي الْعَصْرِ الْحَدِيثِ» لِفِيشَرَ، (13) «شُبْهَاتٌ حَوْلَ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ سِبْتَمْبِرَ» لِدِيفِيدَ رَايَ جِرِيفِينَ. (14) «بُوشُ تَحْتَ الْمِجْهَرِ» لِجُوسْتِنَ فِرَانْكَ، (15) «آلُ بُودِنْبِرُوكَ» لِتُومَاسَ مَانَ، (16) «مَوْسُوعَةُ السِّيَاسَةِ» بِتَحْرِيرِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَيَّالِيِّ، (17) «الْمَوْسُوعَةُ الْعَرَبِيَّةُ» الصَّادِرَةُ فِي سُورِيَا، (18) «الْمَوْسُوعَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْعَالَمِيَّةُ» الصَّادِرَةُ فِي السُّعُودِيَّةِ، (19) «الْمَوْسُوعَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْمُيَسَّرَةُ» الصَّادِرَةُ عَنِ الْجَمْعِيَّةِ الْمِصْرِيَّةِ لِنَشْرِ الْمَعْرِفَةِ وَالثَّقَافَةِ الْعَالَمِيَّةِ، (20) «تُومَاسُ جِيفَرْسُونَ وَإِعْلَانُ اسْتِقْلَالِ أَمْرِيكَا» بِقَلَمِ كِرِيسْتُوفَرَ هِيتْشِنْزَ، (21) «چُورْچُ وَاشِنْطُنَ الْأَبُ الْمُؤَسِّسُ» بِقَلَمِ بَوِلَ جُونْسُونَ. تَاسِعًا: فِي السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ يُونْيُو سَنَةَ 1942م تَزَوَّجَ هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ هَانَّلُورَا لُوكِي شْمِيدْتَ Hannelore Loki Schmidt ((1919م-2010م) الَّتِي عَشِقَتِ الطَّبِيعَةَ، وَتَخَصَّصَتْ فِي عِلْمِ النَّبَاتِ وَعِلْمِ التَّرْبِـيَةِ، وَخَلَّفَتْ لَنَا عِدَّةَ مُؤَلَّفَاتٍ مِنْهَا: (1) “Mein Leben für die Schule“ (حَيَاتِي لِلْمَدْرَسَةِ)، (2) “Die Botanischen Gärten in Deutschland“ (حَدَائِقُ النَّبَاتَاتِ فِي أَلْـمَانِيَا). وَتَزَوَّجَ فِرِيتْسُ شْـتِرْنَ إِلِيزَابِيثَ سِيفْتُونَ Elisabeth Sifton، وَهِيَ ابْنَةُ رَايِنْهُولْدَ نِيبُورَ Reihnhold Niebuhr (1892م-1971م) الَّذِي يُعْتَبَـرُ مِنْ أَكْثَرِ عُلَمَاءِ اللَّاهُوتِ تَأْثِيرًا فِي الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ. وَقَدْ تَرَكَ لَنَا الْعَدِيدَ مِنَ الْمُؤَلَّفَاتِ مِنْهَا: (1) “Moral Man and Immoral Society“ (الْإِنْسَانُ الْأَخْلَاقِيُّ وَالْـمُجْتَمَعُ اللَّاأَخْلَاقِيُّ)، (2) “The Nature and Destiny of Man“ (الطَّبِيعَةُ وَمَصِيرُ الْإِنْسَانِ). عَاشِرًا: مِنْ أَفْضَالِ فِرِيتْسَ شْتِرْنَ: (1) مُسَاهَمَتُهُ فِي فَضْحِ جَرَائِمِ دِيكْتَاتُورِيَّةِ هِتْلَرَ الْعَسْكَرِيَّةِ، (2) رَفْضُهُ حَرْبَ ڤِييتْنَامَ، (3) مُعَارَضَتُهُ الشَّدِيدَةُ لِفِكْرِ الْمُحَافِظِينَ الْجُدُدِ، (4) مُقَاوَمَتُهُ سِيَاسَةَ بُوشَ الِابْنِ، (5) إِبْرَازُەُ أَصْحَابَ الْفِكْرِ الْعُنْصُرِيِّ فِي الثَّقَافَةِ الْأَلْمَانِيَّةِ مِنْ أَمْثَالِ يُولْيُوسَ لَانْجِبِينَ وَآرْتُورَ مُولَرَ. أَمَّا هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ، فَمِنْ أَفْضَالِهِ: (1) اسْتِبْسَالُهُ فِي إِنْقَاذِ مَدِينَةِ هَامْبُورْجَ مِنَ الْفَيَضَانَاتِ الَّتِي ضَرَبَتْهَا سَنَةَ 1962م، عِنْدَمَا كَانَ سِينَاتُورًا فِي وِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ.(2) إِدْرَاكُهُ أَهَمِّيَّةَ الصَّينِ وَإِلْحَاحُهُ عَلَى ڤِيلِي بِرَانْتَ لِإِقَامَةِ عَلَاقَاتٍ دِيبْلُومَاسِيَّةٍ مَعَهَا، قَبْلَ أَنْ يَتْبَعَهُ الْأَمْرِيكِيُّونَ فِي ذَلِكَ. (3) اتِّعَاظُهُ مِنْ هَزِيمَةِ نَابُلْيُونَ وَهِتْلَرَ أَمَامَ الرُّوسِ، فَصَارَ يُحَذِّرُ مِنَ الصِّدَامِ مَعَ الرُّوسِ. (4) وَضْـعُـهُ أُسُـسَ الْعَلَاقَاتِ الْوَثِيقَةِ بَيْنَ أَلْمَانِيَا وَفَرَنْسَا، بَعْدَ عُقُودٍ مِنَ الْحُرُوبِ وَالصِّدَامَاتِ. (5) تَمْهِيدُەُ الطَّرِيقَ لِتَوْحِيدِ الْعُمْلَةِ الْأُورُوبِّيَّةِ. (6) حِرْصُهُ عَلَى تَقْدِيمِ الْمُسَاعَدَاتِ لِأَلْمَانِيَا الشَّرْقِيَّةِ، مِمَّا سَـهَّـلَ عَمَلِيَّةَ إِعَادَةِ تَوْحِيدِ أَلْمَانِيَا لَاحِقًا.(7) مُشَارَكَتُهُ فِرِيتْسَ شْتِرْنَ فِي النُّفُورِ مِنَ الْمُحَافِظِينَ الْجُدُدِ فِي أَمْرِيكَا. (8) شُعُورُەُ بِالْامْتِنَانِ تُجَاهَ الرَّئِيسِ الْأَمْرِيكِيِّ بُوشَ الْأَبِ، لِتَسْهِيلِهِ عَمَلِيَّةَ تَوْحِيدِ أَلْمَانِيَا، بَعَكْسِ مَارْجِرِيتَ ثَاتْشَرَ الَّتِي عَارَضَتْهَا بِشِـدَّةٍ.(9) مَقْتُهُ تَوَحُّشَ الرَّأْسِمـَالِيَّةِ، وَتَأْيِيدُەُ الدَّوْلَةَ الْاجْتِمَاعِيَّةَ، وَاقْتِصَادَ السُّوقِ. حَادِيَ عَشَرَ: يَتَكَوَّنُ «قَرْنُنَا هَذَا» مِنْ حِوَارٍ اسْتَمَرَّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، مُقَسَّمَةً إِلَى سِـتَّةِ أَقْسَامٍ، اسْتَعْرَضَ فِيهَا الْمُؤَلِّفَانِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ مَوْضُوعًا أَسَاسِـيًّا، وَعَشَرَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ وَالْقَضَايَا الْجَانِبِيَّةِ، مِنْ أَهَمِّهَا: (1) الْوَعْيُ بِالتَّارِيخِ وَالْحَرْبُ الْعَالَمِيَّةُ الثَّانِيَةُ، (2) دُخُولُ الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْـرِيكِيَّةِ الْحَرْبَ الْعَالَمِيَّةَ الثَّانِيَةَ، (3) نُخْبَةُ السَّاحِلِ الشَّرْقِيِّ، (4) بُوشُ الْأَبُ وَالِابْنُ، (5) مَذْهَبُ مُونْرُو، (6) أَلْفِرِدُ ثَايَرَ مَاهَانَ، (7) أَلِيكْسِيسُ دُو تُوكْفِيلَ، (8) الْعَلَاقَاتُ الْأَمْرِيكِيَّةُ الصِّينِيَّةُ، (9) صُعُودُ الصِّينِ، (10) مَاكُ كِلُويَ وَكِيسِنْجَرُ وَتِشِينِي، (11) الْمُحَافِظُونَ الْجُدُدُ، (12) الْوِلَايَاتُ الْمُتَّحِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ، (13) مُعَادَاةُ السَّامِيَّةِ فِي أَلْمَانِيَا، (14) كِينْسَانِيَّةُ شَاخْتَ، (15) انْتِصَارَاتُ هِتْلَرَ الْمُبَكِّرَةُ، (16) الْهُولُوكَوِسْتُ، (17) حَاجَةُ الْبَشَرِ إِلَى الْمُثُلِ الْعُلْيَا، (18) تُومَاسُ جِيفَرْسُونَ، (19) إِبَادَةُ الْهُنُودِ الْحُمْرِ، (20) تُومَاسُ كَارْلَيْلَ وَيُولْيُوسُ لَانْجِبِينَ، (21) اللَّاعَقْلَانِيَّةُ الْأَلْمَانِيَّـةُ، (22) نِيتْشَةُ، (23) حَرْقُ الْكُتُبِ فِي أَلْمَانِيَا، (24) مَا الَّذِي كَانَ يَعْرِفُهُ الْأَلْمَانُ عَنْ جَرَائِمِ هِتْلَرَ؟ (25) مُصْلِحُونَ بِرُوسِيُّونَ، (26) الْأَخَوَانِ هُومْبُولْتَ، (27) الْأَوْرَاقُ الْفِيدِرَالِيَّةُ، (28) مُعَاهَدَةُ فِرْسَايَ، (29) الْحَرْبُ الْعَالَمِيَّةُ الْأُولَى، (30) لُودِنْدُورْفُ وَهِنْدِنْبُورْجُ، (31) الْامْتِيَازَاتُ الْفَظِيعَةُ لِلْعَسْكَرِ، (32) جُمْهُورِيَّةُ ڤَايْمَارَ، (33) تُومَاسُ مَانَ، (34) جِيرَالْدُ فُورْدَ، (35) الْأَخَوَانِ رُوكْفِيلَرَ، (36) أَدِينَاوَرُ وَكُولُ، (37) مَعْرَكَةُ انْتِخَابِ أُوبَامَا، (38) تَمْوِيلُ الْأَحْزَابِ، (39) أَيْزِنْهَاوَرُ، (40) الدُّسْتُورُ الْأَمْرِيكِيُّ، (41) الدُّسْتُورُ الْأَلْمَانِيُّ، (42) اللِّيبِرَالِيَّةُ الِاقْتِصَادِيَّةُ، (43) بِلَايِخْرُودَرُ، (44) بِسْمـَارْكُ، (45) جُورْبَاتْشُوفُ، (46) انْهِيَارُ الِاتِّحَادُ السُّوڤْيِيتِيُّ، (47) بِرِيچْنِيفُ، (48) دَوْرُ بُولَنْدَا الرِّيَادِيُّ، (49) مُؤْتَمَرُ الْأَمْنِ وَالتَّعَاوُنِ فِي أُورُوبَّا، (50) هُونِيكَرُ، (51) مَشَاكِلُ إِعَادَةِ تَوْحِيدِ أَلْمَانِيَا، (52) اسْتِدَانَةُ الْحُكُومَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ، (53) مَعْنَى الرَّأْسِمَالِيَّةِ، (54) النِّظَامُ الصِّـحِّـيُّ فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِي ثَانِيَ عَشَرَ: رَحَلَ هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ عَنْ عَالَمِنَا فِي الْعَاشِرِ مِنْ شَـهْرِ نُوفَمْـبـِرَ سَنَةَ 2015م. حَزِنْتُ كَثِيرًا عَلَى رَحِيلِهِ، وَبَكَيْتُ طَوِيلًا عَلَى فِرَاقِهِ. فِي الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ نَفْسِهِ أُقِيمَتْ لَهُ جِنَازَةٌ مَهِيبَةٌ فِي مَدِينَةِ هَامْبُورْجَ بِشَمَـالِ أَلْمَانِيَا. جَرَتْ مَرَاسِمُ التَأْبِينِ فِي كَنِيسَةِ الْقِدِّيسِ مِيخَائِيلِسَ Kirche Sankt Michaelis فِي هَامْبُورْجَ بِحُضُورِ أَلْفٍ وَثَمَانِمِئَةِ شَخْصِيَّةٍ أَلْمَانِيَّةٍ وَأَجْنَبِيَّةٍ، تَقَدَّمَتْهُمُ الْمُسْتْشَارَةُ الْأَلْمَانِيَّةُ أَنْجِيلَا مِيرْكِلَ Angela Merkel، وَابْنَةُ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ، سُوزَانَّا هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ Susanne Helmut Schmidt، وَعُمْدَةُ مَدِينَةِ هَامْبُورْجَ أُولَافُ شُولْتِزَ Olaf Scholz، وَالرَّئِيسُ الْأَلْمَانِيُّ الْحَالِيُّ يُوَخِيمُ جَاوِكَ Joachim Gauck، وَالرَّئِيسُ الْأَلْمَانِيُّ السَّابِقُ كِرِيسْتِيَانُ ڤُولْڤَ Christian Wulff، وَالْمُسْتَشَارُ الْأَلْمَانِيُّ السَّابِقُ جِيرْهَارْدُ شُرُودَرَ Gerhard Schröder، وَوَزِيرُ الْخَارِجِيَّةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ الْأَسْبَقُ هِنْـرِي كِيسِنْجَرَ Henry Kissinger، وَرَئِيسُ الْبَرْلَمَانِ الْأَلْمَـانِيِّ نُوبِرْتُ لَامَّرْتَ Norbert Lammert، وَرَئِيسُ الْبَرْلَمَانِ الْأُورُوبِّيِّ مَارْتِنُ شُولِتْسَ Martin Schulz، وَالرَّئِيسُ الْفَرَنْسِيُّ الْأَسْبَقُ جِيسْكَارُ دِيسْتَانَ Giscard d´Estaing، وَمِئَاتٌ مِنْ أَصْدِقَاءِ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ، وَمُحِبِّيهِ. ثَالِثَ عَشَرَ: الْمُلْفِتُ لِلنَّظَرِ أَنَّ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ حَرَصَ عَلَى اخْتِيَارِ الْمُوسِيقَى وَالصَّلَوَاتِ الْخَاصَّةِ بِحَفْلِ تَأْبِينِهِ بِنَفْسِهِ. وَأَوْصَى بِافْتِتَاحِ الْعَزَاءِ بِتِلَاوَةِ الْجُزْءِ الْعَاشِرِ مِنَ الْمَزْمُورِ التِّسْـعِينَ: «أَيَّامُ سِنِينَا هِيَ سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً، وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ». قَالَ الرَّئِيسُ الْأَلْمَانِيُّ جَاوِكُ إِنَّ هِيلْمُوتَ شْـمِيدْتَ كَانَ: «رَجُلَ الْأَفْعَالِ، وَالْأَفْكَارِ الْوَاضِحَةِ، وَالْكَلِمَاتِ الصَّرِيحَةِ … نَحْنُ نُؤَبِّنُ الْيَوْمَ أَحَدَ أَهَمِّ السَّاسَـةِ الْأَلْمَانِ بَعْدَ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ. لَقَدْ قَدَّمَ هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ الْكَثِيرَ لِأَلْمَانِيَا». وَقَالَتِ الْمُسْتَشَارَةُ الْأَلْمَانِيَّةُ أَنْجِيلَا مِيـرْكِلَ: «كَانَ هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ مُؤَسَّسَةً سِيَاسِيَّةً مُسْتَقِلَّةً. إِنَّ أَلْمَانِيَا تَدِينُ لَهُ بِالْكَثِيرِ. لَقَدْ سَاعَدَتْ بَسَالَةُ شْمِيدْتَ أَلْمَانِيَا عَلَى تَجَاوُزِ مَوْجَةِ الْإِرْهَـابِ الدَّامِيَةِ فِي سَبْعِينِيَّاتِ الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ، وَمَكَّنَتْ بَلَدَنَا مِنَ التَّصَدِّي لِلتَّهْدِيدَاتِ السُّوڤْيِيتِيَّةِ، وَمَهَّدَتِ الطَّرِيقَ لِتَوْحِيدِ الْعُمْلَةِ الْأُورُوبِّيَّةِ. إِنَّنِي أَنْحَنِي احْتِرَامًا أَمَامَ مُنْجَزَاتِ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ». وَقَالَ نُوبِرْتُ لَامَّرْتَ، رَئِيسُ الْبَرْلَمَانِ الْأَلْمَانِيِّ: «كَانَ هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ مِنْ أَعْظَمِ الشَّخْصِيَّاتِ السِّيَاسِيَّةِ الْأَلْمَانِيَّةِ الْمُثَقَّفَةِ. لَقَدْ خَدَمَ بَلَدَنَا مُنْذُ كَانَ بَرْلَمَانِيًّا، ثُمَّ عِنْدَمَا أَصْبَحَ وَزِيرًا، وَبَعْدَ ذَلِكَ كَمُسْتَشَارٍ لِأَلْمَانِيَا». أَمَّا جِيرْهَارْدُ شُرُودَرَ، مُسْتَشَارُ أَلْمَانِيَا السَّابِقُ، فَكَتَبَ يَقُولُ: «إِنَّ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ كَانَ مِنَ الشَّخْصِيَّاتِ الْعَظِيمَةِ جِدًّا فِي بَلَدِنَا. وَقَدْ تَرَكَ بَصَمَاتِهِ وَاضِحَةً عَلَى أَلْمَانِـيَا وَأُورُوبَّا أَثْنَاءَ فَتْرَةِ حُكْمِهِ أَلْمَانِيَا 1974م-1982م». وَقَالَ الرَّئِيسُ الْفَرَنْسِيُّ الْأَسْبَقُ جِيسْكَارُ دِيسْتَانَ، صَدِيقُ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ، إِنَّهُ يَعْتَبِرُ رَحِيلَ شْمِيدْتَ خَسَارَةً شَخْصِيَّةً لَهُ: «لَقَدْ كَانَ هِيلْمُوتُ شْمِيدْتَ أَحْسَنَ مُسْتَشَارٍ حَكَمَ أَلْمَانِيَا مُنْذُ كُونْرَادَ أَدِينَاوَرَ. وَقَدْ رَدَّ الْاعْتِبَارَ لِأَلْمَانِيَا بَعْدَ كُلِّ مَا وَاجَهَتْهُ مِنْ أَزَمَاتٍ وَتَحَدِّيَاتٍ، وَكَانَ أُورُوبِّـيًّا قُحًّا». أَمَّا هِنْرِي كِيسِنْجَرَ الَّذِي ارْتَبَطَ بِعَلَاقَةِ صَدَاقَةٍ وَثِيقَةٍ مَعَ هِيلْمُوتَ شْمِيدْتَ، فَقَدْ عُرِفَ قَوْلُهُ إِنَّهُ لَا يُــرِيدُ أَنْ يَرْحَلَ شْمِيدْتُ عَنْ عَالَمِنَا قَبْلَهُ، لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يَحْيَا فِي عَـالَمٍ بِـدُونِ شْمِيدْتَ. قَالَ كِيسِنْجَرُ فِي تَأْبِينِ صَدِيقِهِ شْمِيدْتَ: «إِنَّ أَهَمَّ مَا يُمَـيِّـزُ رَجُلَ الدَّوْلَةِ النَّاجِـحَ: الرُّؤْيَـةُ وَالشَّجَاعَةُ. الرُّؤْيَةُ لِمُوَاجَهَةِ الْجُمُودِ. وَالشَّجَاعَةُ لِقِيَادَةِ سَفِينَةِ الْبِلَادِ إِلَى بَرِّ الْأَمَانِ. لَمْ يَدَّعِ شْـمِيدْتُ يَوْمًا أَنَّهُ يَتَمَتَّعُ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، لَكِنَّهُ كَانَ يُجَسِّدُهُمَا بِامْتِيَازٍ». رَابِعَ عَشَـرَ: يَطْمَحُ هَذَا الْكِتَابُ إِلَى إِلْهَامِ الْعَرَبِ سُبُلَ شَـقِّ طَرِيقِهِمْ نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ. مِنْ أَهَمِّ مَا يَحْتَاجُ الْعَرَبُ إِلَى دِرَاسَتِهِ الْآنَ التَّجَارِبُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ لِلْأُمَمِ الْأُخْرَى، وَتَحْدِيـدُ قُرُونِ التَّقَهْقُرِ الْحَضَارِيِّ وَتَحْلِيلُهَا، وَأَخِيرًا إِدْرَاكُ أَنَّهُ لَا احْتِرَامَ لِلضُّعَفَاءِ فِي هَذَا الْعَالَـمِ. انْطَلَقَ قِطَارُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ مِنْ أَثِينَا فِي الْقَرْنِ الْخَامِسِ قَبْلَ الْمِيلَادِ، ثَمَّ وَصَلَ إِلَى «الثَّوْرَةِ الْمَجِيدَةِ» فِي إِنْجِلْـتِـرَّا (1688م)، لِيَمُرَّ بَعْدَهَا إِلَى الثَّوْرَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ (1763م)، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الْقَارَّةِ الْأُورُوبِّيَّةِ فِي فَرَنْسَا وَثَوْرَتِهَا (1789م-1799م)، قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَحَطَّةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ الْأَلْمَانِيَّةِ الْمُتَأَخِّرَةِ جِدًّا (1949م). أَمَّا الْعَدُّ التَّنَـازُلِيُّ لِعُصُورِ الْانْحِطَاطِ الْعَرَبِيِّ، فَقَدْ بَدَأَ مَعَ سُقُوطِ قُرْطُبَةَ سَنَةَ 1236م، ثُمَّ سُقُوطِ بَغْدَادَ سَنَةَ 1258م. وَهَذَا يَعْنِـي أَنَّ حَجْمَ الْفَجْوَةِ الَّتِي صَارَتْ تَفْصِلُ الْعَرَبَ عَنِ الْحَضَارَةِ الْحَدِيثَةِ قَدْ يَصِلُ إِلَى نَحْوِ سَبْعَةِ قُرُونٍ. فَهَلْ سَيَسْتَطِيعُ الْعَرَبُ سَدَّ هَذِەِ الْفَجْوَةِ وَاللِّحَاقَ بِحَضَارَةِ الْعَصْرِ؟ أَمَّا مَبْدَأُ الْبَقَاءِ لِلْأَصْلَحِ، فَيَحْتَاجُ فَهْمُهُ إِلَى دِرَاسَـةِ أَشْهَرِ مُعَاهَدَاتِ السَّلَامِ فِي الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ، مِثْلِ «بِرِسْتَ لِيتُوفِسْكَ»، وَ«فِرْسَايَ»، لِإِدْرَاكِ مَا يَتَذَوَّقُهُ الضُّعَفَاءُ الْمَهْزُومُونَ مِنْ إِذْلَالٍ وَقَهْرٍ. خَامِسَ عَشَرَ: بِوُدِّي تَوْجِيهُ الشُّـكْرِ لِجَمِيعِ الْأَصْدِقَاءِ الْأَفَاضِلِ الَّذِينَ شَـجَّعُونِي عَلَى إِنْجَازِ هَذِەِ التَّرْجَمَةِ، وَمِنْهُمْ مِنْ مِصْرَ الْعَالِمَانِ مُحَمَّدُ عِمَارَةَ وَمُصْطَفَى لَبِيـبٍ، وَالْبَاحِثَانِ خَالِدُ مُصْطَفَى وَمَجْدِي حُسَـيْنٍ. وَمِنْ قَطَرَ عَبْدُ اللَّـهِ الْأَنْصَارِيِّ، وَمِنَ السُّعُودِيَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ. وَمِنَ الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ فِرِيتْسُ شْتِرْنَ Fritz Stern. وَمِنْ أَلْمَانِيَا جِيشَةُ ڤِنْدِيبُورْجَ Gesche Wendebourg، وَأَنْدِرِيَا هِيمِنْجَرَ Andrea Hemminger، وَسُوسَانَّا سِيمُورَ Susanne Simor، وَكِيرِسْتِينُ شُوسْتَرَ Kerstin Schuster، وَكِرِيسْتِينَا شْنَايْدَرَ Christina Schneider، وَيُولْيَا هِيلْفِرِيخَ Julia Helfrich. وَأَخُصُّ بِالشُّكْرِ الرَّئِيسَ الْأَلْمَانِيَّ السَّابِقَ كِرِيسْتِيَانَ ڤُولْفَ Christian Wulff، وَالْقِيَادِيَّةَ فِي حِزْبِ «الِاشْتِرَاكِيِّينَ الدِّيمُقْرَاطِيِّينَ» فِي أِلْمَانِيَا آنِيتَّا تُونْسِمَانَ Annette Tönsmann، عَلَى مَا أَظْهَرَاهُ مِنْ تَقْدِيرٍ خَاصٍّ لِهَذِہِ التَّرْجَمَةِ. ثَابِتُ عِيدٍ، زِيُورِخَ فِي يُولْيُو 2016م من رمل أو طين: الأنساب والانتماء القبلي في المملكة العربية السعودية – ناداف سامين / ترجمة: فاطمة الشملان الفكر الديني والعاطفة العلمانية: انقسام غير قابل للقياس – صبا محمود / ترجمة: إبراهيم الفريح