مجلة حكمة
أنسكومب

إليزابيت أنسكومب – موسوعة ستانفورد للفلسفة / ترجمة: مروان محمود


مدخل شامل حول حياة إلزابيت أنسكومب وفلستفها، وإلهام فتجنشتاين، ونظرية الفعل، وأخلاقيات الفضيلة، ومبدأ التأثير المزدوج؛ نص مترجم للـد. جوليا درايفر،  والمنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة على هذا الرابط، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة للمقالة، حيث أنه قد يطرأ على الأخيرة بعض التحديث أو التعديل من فينة لأخرى منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد، وعلى رأسهم د. إدوارد زالتا، على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة.


 

كانت جيرترود إليزابيت مارغريت أنسكومب واحدة من أكثر الفلاسفة موهبة في القرن العشرين. ويواصل عملها التأثير بقوة على الفلاسفة الذين يعملون على نظرية الفعل والفلسفة الأخلاقية. تمامًا مثل عمل صديقها لودفيج فتجنشتان، فإن عمل أنسكومب يتسم بحساسية تحليلية حادة.

 

  1. حياتها

  2. إلهام فتجنشتاين

  3. الميتافيزيقيا

  4. نظرية الفعل

  5. الفلسفة الأخلاقية

1.5 أخلاقيات الفضيلة

2.5 مبدأ التأثير المزدوج

  1. خاتمة

  • ببلوغرافيا

  • كتابات أنسكومب

  • ترجمات أنسكومب

  • ببلوجرافيا عامة

  • أدوات أكاديمية

  • مصادر أخرى على الإنترنت

  • مقالات ذات صلة


 

 

  1. حياتها

وُلدت أنسكومب في ليميريك – أيرلندا في 18 مارس 1919 لألين ويلز أنسكومب وجيرترود إليزابيث أنسكومب (ني توماس). في حين ولادتها كان والدها يخدم في الجيش البريطاني. رجعت العائلة فيما بعد إلى إنجلترا، حيث استأنف ألين أنسكومب وظيفته كمدير مدرسة. 

التحقت أنسكومب بمدرسة سيدنهام ، وتخرجت في عام 1937 ، ثم التحقت بكلية سانت هيوز في أكسفورد. حصلت على الدرجة الأولى في Literae Humaniores (الكلاسيكيات والفلسفة) في عام 1941. بقيت عقب تخرجها في عام 1941  لفترة من الوقت في سانت هيوز كطالبة باحثة، وانتقلت بعد ذلك إلى كلية نيونهام في كامبريدج في عام 1942. عرض عليها في عام 1964 الزمالة البحثية في كلية سومرفيل في أكسفورد، ثم تم تعيينها في زمالة التدريس هناك في عام 1964. انتقلت من أكسفورد إلى كامبريدج في عام 1970 عندما مُنحت كرسي الفلسفة في كامبريدج – وهو الكرسي الذي كان يشغله لودفيج فتجنشتاين سابقًا. بقيت في كامبريدج إلى حين تقاعدها في عام 1986.

قابلت في عام 1938 الفيلسوف بيتر جيتش في أكسفورد، وكان كلاهما يتلقيان الإرشادات من نفس القس الدومينيكاني. كانا قد تزوجا في عام 1941، وأنجبوا ثلاثة أبناء وأربع بنات.

لم تتفادى أنسكومب إثارة الجدل، فعارضت علنًا في عام 1956 قرار جامعة أكسفورد بمنح شهادة فخرية لهاري ترومان، الذي اعتبرته قاتل جماعي مردّةً لقراره استخدام الأسلحة النووية ضد مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان. بالإضافة إلى أنها أثارت الجدل مع بعض زميلاتها لخروجهن في الصحافة ضد منع الحمل (انظر أدناه).

واصلت أنسكومب إنتاج عملها الأصيل بعد تقاعدها. ذكر بيتر جيتش، مثلاً، في التحليل Analysis أنها شيّدت مفارقة جديدة (Geach 2006, 266–7).

توفيت أنسكومب في كامبريدج في الخامس من يناير عام 2001.

 

 

  1. إلهام فتجنشتاين

اجتمعت أنسكومب بفتجنشتاين بعد تخرجها من أكسفورد في كامبريدج. حضرت محاضراته وأصبحت أكثر طلابه تفانيًا. كانت تعتقد أن محاضرات فيتجنشتاين ، مثلاً، حررتها من فخ الفينومولوجية (MPM, ix).عندما عادت إلى أكسفورد ما فتئت أن سافرت إلى كامبريدج للدراسة مع فيتجنشتاين.

باتت أنسكومب واحدة من أصدقاء فتجنشتاين الرائعين، ولاحقًا بعد وفاته، كانت من الوصايا على أعماله المؤلّفة. كتب راي مونك أن أنسكومب كانت “… أحد أصدقاء فتجنشتاين المقربين وواحدة من أكثر طلابه الموثوق بهم، وذلك حالة استثنائية لكرهه العام للنساء الأكاديميات وخاصة الفيلسوفات منهن. لقد أصبحت، في الواقع، رجلاً مُكرَّمًا، تُخاطب بمودته على أنها “رجل شيخ”.” (Monk 1991, 498).

ترجمت أنسكومب كتاب فتجنشتاين تحقيقات فلسفية Philosophical Investigations (1953)، وكتبت مقدمة لرسالة منطقية فلسفية Tractatus عام 1959 (نُشر العمل في الأصل عام 1921). حرَّرت أبرز إصدارات أعمال فتجنشتاين الأخير، مثل كتاب ملاحظات على الألوان Remarks on Color وبطاقات Zettel. وعملت أيضًا على ترجمة عدد من أعماله الأخرى.

 

 

  1. الميتافيزيقيا

واحد من أكثر أعمال أنسكومب تأثيرًا كان عن طبيعة العلاقة السببية. لقد كان من الصعب للغاية تحليل العلاقة العلاقة بين السبب والنتيجة. تحدّى كتاب أنسكومب “السببية والحتمية” بعضًا من العقيدة التجريبية في إفادة هيوم. على سبيل المثال ، اعترضت على الرأي القائل بأن العلاقة السببية تتميز بالترابط المستمر من خلال مناقشة مسألة عداد جيجر عند فاينمان:

ذكر فاينمان مثالاً على عدم حتمية السببية: يتم توصيل قنبلة إلى عداد جيجر ، بحيث تنفجر إذا سجل عداد جيجر قراءة معينة ؛ سواء انفجرت أو لم تنفجر فإن ذلك غير مُحتَّم، لأنها يتم وضعها بالقرب من بعض المواد المشعة التي قد تسجل أو لا تسجل تلك القراءة. (255)

ومع ذلك، إذا انفجرت القنبلة، فإن ذلك سينجم عن نظام عداد جيجر. لا تنطوي السببية على الحتمية أو الضرورة. لأن النشاط الإشعاعي لم يكن كافيًا لهذا التأثير، فإن الحالة هنا تشهد ضد اعتبار الأسباب كشروط كافية.

سينتهي هذا التحدي للإفادة الهيومية إلى أن يكون مؤثرًا للغاية، فقد ساعد ذلك في تشجيع الفلاسفة نحو تطوير إفادات احتمالية عن السببية مُستأثرين بنمط الحالة أعلاه. 

من حيث التصنيف، تقع أنسكومب في المعسكر الأحادي فيما يخص السببية، لأنها رفضت أيضًا وجهة النظر الهيومية القائلة بأن السببية لا يمكن ملاحظتها في حالة واحدة. ومن وجهة نظرها، فإن السبب المعين يسفر عن تأثير معين. وقدمت أنسكومب أمثلة من اللغة العادية التي أبدت بأننا نظهر بأننا نعرف بالسببية. ومثل هذه الأمثة غزيرة. “رأيتها تغسل الأطباق” تبين إدراك العملية السببية. يمكن أن يشير الناقد إلى أننا عندما ننطق بتعبيرات من هذا القبيل ، فإننا نتحدث على نحو فضفاض. لن ينكر هيوم بالتأكيد أننا نقول أشياء مثل هذا. عوضًا عن ذلك، لا يمكن للفحص المتقصي وحده لهذه العملية أن يفسر السببية.

يوضح عملها في السببية الاستناد على منهجية اللغة العادية. كذلك ساهمت أنسكومب بشكل مباشر في تطوير موضوعات أساسية في فلسفة اللغة العادية نفسها – لقد أثرت في موضوعها ، وليس فقط مجرد الاعتماد عليها منهجياً. وهذا جلي في عملها على تعبير أول- شخص. في ورقتها “الشخص الأول” ، ركزت على استخدام ديكارت”أنا” في تطوير حججه الفلسفية فيما يتعلق بوجود الذات. وعلى ذات أرضية أن ديكارت يجادل بأنه يمكن أن يشك في “أنه لدي جسد” ولكن لا يمكن أن يساوره الشك في “أنا موجود”، فباستطاعته أن يشك في “أنا ديكارت” ولكن ليس في “أنا موجود”. “أنا ديكارت” بالتالي ليس تصريح عن الهوية. “أنا” لا تشير مثل الاسم. في الشك حول “أنا ديكارت”، يتعين عليه أن يملك فكرة “أنا لست ديكارت”. إذن، باستخدام “أنا”، في هذا السياق، فإنه لا يشير إلى نفسه.

ننزع للتفكير في أن “أنا” هي ببساطة بمثابة تعبير يستخدمه الناس للإشارة لأنفسهم. على أية حال، مجددًا،

“عندما تحدث جون سميث عن جيمس روبنسون، فإنه كان يتحدث عن أخيه ، لكنه لم يكن يعرف ذلك”. هذه حالة محتملة. وعلى نفس المنوال، “عندما تحدث جون سميث عن جون هوراتيو أوبيرون سميث (سمي عن إرادة ربما) كان يتحدث عن نفسه، لكنه لم يكن يعرف ذلك.” إذا كان الأمر على هذا النحو، فحينئذٍ يكون “التحدث عن” أو “الإشارة إلى” المرء نفسه تتماشى مع عدم معرفة أن الشيء الذي يتحدث عنه المرء هو نفسه. (47)

إن المشكلة في الرأي القائل بإشارة “أنا” هي أنه عندما يجهل أحدهم هويته أو هويتها، فإن “أنا” لا تستوعب ما يدور في عقل الشخص. وقت يقوم الشخص “بالتحدث عن نفسه”، عندما يقول “شرب جون السم”، فإنه لا يعرف أنه هو نفسه جون، وبالتالي يتحدث عن نفسه بطريقة خارجية صرفة، مجردة من الوعي الذاتي الذي نربطه بتصريح “أنا”. إذن، “شرب جون السم” لا تؤتي ثمارها مثل “أنا شربت السم” – جون سيؤكد الأولى وليس الثانية.

مجددًا، سيكون للجدل حول التعبير عن الذات تأثير كبير في فلسفة اللغة والعقل. كيف تعمل المؤشرات في اللغة، وطبيعة المعرفة الذاتية والوعي الذاتي، بالإضافة إلى الهوية الذاتية.

 

  1. نظرية الفعل

يعد كتاب أنسكومب القصدية Intention (1957) واحدًا من كلاسيكيات الفلسفة في القرن العشرين. في الحقيقة، يستمر هذا الكتاب في كونه نقطة معيارية ومرجعية لأولئك الذين يعملون في نظرية الفعل وعلم النفس الفلسفي. على غرار فتجنشتاين، قدمت أنسكومب أفكارها في شكل نقاط موجزة وأقسام مرقمة. رغم ذلك، طورت أنسكومب نهجها المميز الخاص بها في التحليل الفلسفي. كتابتها أكثر مباشرة وجدلية من فتجنشتاين.

يعمل كتاب القصدية على طبيعة الفاعل من خلال فهم القصد. أشار جون هالدان  John Haldane إلى أن أنسكومب كتبت القصد بعد الحيرة بشأن داعمي ترومان Truman:

إن الحيرة إزاء المدافعين عن ترومان وصلتها إلى نتيجة أنهم فشلوا في فهم طبيعة أفعاله، وهذا ما حفزها على كتابة القصدية، حيث أشارت إلى أنه من خلال فعل شيء واحد (تحريك يد واحدة) قد يفعل المرء عن قصد شيئًا آخر (توجيه الموت نحو البشر). (Haldane, 2000, 1020)

تشير أنسكومب إلى أن “القصد” يتشكل بطرق متنوعة في لغتنا، من خلال مواضع مختلفة. والثلاث مواضع التي قامت بالإشارة لهم:

  1. A هو xing قصدًا. ]ظرف[

  2. A هو xing بقصد فعل y. ]اسم[

  3. A يقصد لفعل y. ]فعل[

يتعلق الموضع (3) بالقصد، وكان من ضمن اهتمامات أنسكومب التمييز بين القصد “في حد ذاته” وبين التصرف عن قصد. تتعلق أحد المسائل المثيرة للاهتمام التي تتناولها بالاختلاف بين المقاصد والتوقعات. كلاهما موجه نحو المستقبل. يبدو أن كلاهما ينطوي على الاعتقاد بأن الحالات ستحدث مستقبلاً. رغم ذلك، هناك اختلاف جوهري، كما يبدو ، فعندما نسوّغ التنبؤ – مثل “سوف تمطر غدًا”، فإننا نستخدم الأدلة. من ناحية أخرى، عندما نبرر وجود قصد، مثل “سأذهب إلى متجر المثلجات غدًا” ، فإننا نعطي أسبابًا ، “… أسباب تجعله مفيدًا أو جذابًا إذا تحقق الوصف ، وليس عن طريق دليل على أن هذا صحيح. ” (Intention, 6)

تثير هذه الفقرة بعض المسائل العميقة بشأن طبيعة القصد. مثلاً، يبدو أن أنسكومب تشير إلى أن نوع واحد من الدوافع ترتبط برغبات الفاعل بحالات معينة. إذا كنت أقصد أن أفعل y، فهل يجب أن تكون الحالة أن أنا، وكل شيء في الاعتبار، يرغب بأن تتحقق y، أو مجرد أن أنا وكل شيء في الاعتبار يرغب بأن تتحقق y؟ يستفسر مايكل براتمان Michael Bratman (1987) عن هذا من خلال الإشارة إلى أن نموذج الاعتقاد/الرغبة في القصد يفشل في نمذجة الدور التنظيمي التي تلعبه المقاصد في المداولة العملية على نحو كاف.

ومن بين تبصراتها الأخرى أنه عندما نصف الفعل المقصود، فإننا نشير إلى شيء يمكن إعطاء دوافع له، ومن خلال “الدوافع”، فإننا لا نعني  “الأسباب”. وبالتالي، فإن مثالها هو أنه عندما يضرب شخصًا ما كأساً على الطاولة، فإن ذلك قد يعطي تفسيرا بأنه رأى وجها في الزجاج وجعله يقفز. يوفر هذا تفسيراً سببياً لسبب قيامه بضرب الكأس على الطاولة ، لكنه لا يوفر الدافع. لم يكن وقوع الكأس من الطاولة مقصودًا، على الرغم من أنه كان سببه كونه خائفًا.

من وجهة نظر أنسكومب، فإن فعلاً معينًا يمكن أن يكون قصديًا تحت وصف واحد، ولكنه ليس قصديًا تحت آخر. فعندما أقوم بتشغيل آلة صنع القهوة في الصباح، يكون ذلك مقصودًا تحت وصف “تشغيل آلة صنع القهوة” وهذا ما أنوي فعله. ولنقل أيضًا، كآثار جانبية ، جعلت زوجي يدخل المطبخ عندما يسمع أن آلة القهوة اشتغلت. هذا ليس عن قصد. حركة يدي التي تشغل ماكينة القهوة ليست مقصودة تحت الوصف “جعلت الزوج يدخل لمطبخ.” لكي تكون الحركة الجسدية فعلاً يجب أن تكون مقصودة تحت وصف ما.

بمعنى، لفهم ما يقصد إلى فعله، يتعين على المرء أن يفهم العمل المقصود. في أداء فعل مقصود ، نتصرف وفقًا للدوافع (المحددة بواسطة أسئلة “لماذا؟” ، كما هو موضح أعلاه). تستعمل أنسكومب نفسها مثالاً لشخص ما ينشر لوحًا خشبيًا. في نشر اللوح الخشبي يكون فعله مقصودًا تحت وصف واحد، وهو “نشر اللوح الخشبي”، ولكن لم يكن تحت الوصف “إصدار ضجة”. لذا ، فهو ينشر اللوح عن قصد، على الرغم من أنه لا يصدر ضوضاء عن قصد لأنه ليس لديه أي نية لإحداث الضجيج (دوافعه لأداء الإجراء لا علاقة لها بإحداث الضوضاء). نصل إلى الادعاء بأن المقاصد شيء ضروري للفعل المقصود. ومع ذلك ، يمكن أن يكون هناك عمل غير مقصود ، ولكنه سيكون مقصودًا تحت وصف آخر.

أفاد رأي أنسكومب عن القصد والفعل المقصود العديد من الكتابات اللاحقة حول الموضوع.توسع دونالد دافيدسون  Donald Davidson (1980) وفقًا لادعائاتها المتعلقة بتحديد الفعل، ووافقها على ذلك:

إذا كان الشخص Fs  بواسطة Ging، فعندها فعل  Fing = فعل Ging خاصتها.

يعرف هذا باسم أطروحة دافيدسون/أنسكومب (انظر Wilson, 1989، أنظر أيضًا في المدخل عن الفعل action). يختلف دافيدسون على أي حال مع أنسكومب من ناحية مسألة الدوافع كأسباب. يؤكد دافيدسون، على العكس من أنسكومب، بأن تفسير الدافع للفعل هو أيضًا نوع من التفسير السببي له. عندما يفسر المرء فعلاً ، فإنه يستشهد بالاعتقاد والرغبة التي تسببت في الفعل. إن الدافع، بالمعنى الذي أشارت له أنسكومب، يتوافق مع ما يرغب به الفاعل. عندما أذهب إلى متجر الآيس كريم للحصول على مخروط الآيس كريم، فإني أرغب في الحصول على مخروط الآيس كريم وأعتقد أنه يمكنني الحصول على واحد من متجر الآيس كريم. هذا هو ما يسبب الفعل المقصود للذهاب إلى متجر الآيس كريم.

يتبع جورج ويلسون George Wilson أنسكومب في أنه هو أيضًا يعتقد بأنه تفسير الفعل من زاوية الدوافع للفعل يستند إلى القصد وراء الفعل (Wilson 1989). يبرهن ذلك على إشكالية عندما ننظر إلى العلاقة بين فلسفة علم النفس وعلم النفس الأخلاقي.

واحدة من أبرز الأفكار التي أسهب في شرحها كتاب القصدية هي “اتجاه المطابقة “direction of fit”. على الرغم من أن الفكرة قد تبلورت مع جون أوستن J.L. Austin، إلا أن لأنسكومب فضل في الشرح الواضح لها. “اتجاه المطابقة” هو كيف أشار جون سيرل John Searle إلى فكرة أنسكومب أن هناك شيئين اثنين يمكننا إنجازهما بالكلمات – في بعض الأحيان نحاول أن نجعل الكلمات تتطابق، أو تتناسب مع ما هو موجود في العالم، وأحيانًا أخرى نحاول جعل العالم يتناسب مع الكلمات. اتضح أن هذا مهم في نظرية أفعال الكلام، لأن أفعال الكلام تمثل اتجاهًا واحدًا مطابقًا. عندما تلفظ المرء بأمر ما، مثلاً، لا يحاول الفرد وصف العالم أو تقديم تأكيد من المفترض أن يتطابق مع ما هو موجود في العالم. وإنما، النقطة المهمة هي إحداث حالة في العالم. [1]

لننظر في هذه الفقرة المشهورة من القصدية:

لنعتبر أن رجلاً يذهب في جولة ببلدة ما حاملاً قائمة تسوق بيده.  من الواضح الآن أن علاقة هذه القائمة بالأشياء التي يشتريها فعليًا هي نفسها، سواءكانت زوجته قد أعطته القائمة أم هي قائمته الخاصة؛ وأن هناك علاقة مختلفة حين يتم عمل قائمة من قبل المحقق الذي يسير معه. إذا وضع القائمة بنفسه، فقد كان ذلك تعبيرًا عن القصد، وإذا كانت زوجته من أعطته إياها، فإن ذلك كان في دور تنفيذ الأمر. إذن ما هي العلاقة المتطابقة مع ما يحدث، بالأمر والقصد، والتي لا يشاركها السجل؟ إنها بالتحديد هذه:  إذا كانت القائمة والأشياء التي يشتريها الرجل لا يتوافقان، وإذا كان هذا وذاك وحدهما ينطويان على غلط، فإن الغلط ليس في القائمة بل في أداء الرجل (إذا كانت لزوجته أن تقول: “انظر ، مكتوب الزبدة وأنت قمت بشراء السمن “، بالكاد يجيب:” يا له من خطأ! يجب أن نضع تلك الصحيحة “ونغير الكلمة في القائمة إلى” السمن “) ؛ بينما إذا كان سجل المحقق وما يشتريه الرجل لا يتفقان، فإن الخطأ يقع في السجل (section 32)..

برهن “اتجاه المطابقة” على فائدة فهم الفرق بين الحالات الذهنية مثل الاعتقاد والرغبة. المعتقدات تصف العالم ، والرغبات ليست وصفية. الرغبات تحدث التغيير في العالم. وعليه فإن الرغبات في حد ذاتها ليست صحيحة أو خاطئة، على الرغم من أنه قد تستند إلى معتقدات قد تكون صحيحة أو خاطئة. وهكذا فإن الطريقة البديهية لترسيم حدود وظيفة الاعتقاد والرغبة تساعد في توضيح نظريات المعيارية normativity  المختلفة وما هو على المحك بين هذه النظريات. إن النظرية القائمة على الرغبة، مثلاً ، قد لا تكون ملتزمة بحقيقة أو زيف المطالبات الأخلاقية. هذا مهم أيضًا في معرفة مصير الاختلافات بين المعرفة والتفكير التأملي أو النظري وبين التفكير والمعرفة العملية.

طبقت أنسكومب وجهات نظرها حول القصدية لتوضيح مواقفها بشأن القضايا المثيرة للجدل، مثل إدانة وسائل منع الحمل. تتمثل أحد المعضلات في العقيدة الكاثوليكية التي تدين منع الحمل، مع السماح “بالوعي بالخصوبة rhythm method” لتفادي الحمل، هي توفيق المبررات بطريقة متسقة. اتهم الكثيرون الكنيسة بعدم الاتساق، لأن القصد في عدم الحمل أثناء الجماع موجودة في كلتا الحالتين. تدعي أنسكومب أن المقاصد تختلف.

السبب وراء تشوش الناس إزاء القصد، والسبب في اعتقادهم في بعض الأحيان أنه لا يوجد فرق بين استخدام وسائل منع الحمل واستخدام أوقات العقم لتجنب الحمل، مردّه هذا: إنهم لا يلاحظون الفرق بين “القصد” عندما يعني القصدية نحو الشيء الذي تفعله – أن تقوم بذلك عن عمد – وعندما يعني ذلك قصد آخر أو مصاحب وأنت تفعل الشيء. (CC ، 135)

ما تدعيه أنسكومب هو  أن المقاصد الأخرلا التي تصاحب هذه الأفعال هي نفسها، لكن نوع الفعل الفعل الذي يقوم به الفرد في كل حالة يختلف بطريقة واضحة.  ادعاءها هو أن استعمال وسائل منع الحمل، على عكس توقيت الجماع ليتماشى مع فترات العقم، هو نوع من التصرف السيء لأنه في حالة الجماع الجنسي “… أن يكون القصد من هذا الفعل ليس القصد من فعل الزواج على الإطلاق ، سواء كنا أو لم نكن متزوجين”(CC,136). عند ممارسة المرء للجنس باستعمال أدوات منع الحمل، فإن لدى الشخص القصد في أن يجعل نفسه عقيمًا، فالمرء لا يتصرف بقصد ممارسة الجنس بشكل طبيعي، كما هو الحال في أوقات العقم. على الرغم من أن كلا النوعين من التصرفات يهدفان إلى تحديد حجم الأسرة ، إلا أن المقاصد الأساسية مختلفة. بمعنى أن المقاصد التي تحدد الأفعال في حد ذاتها مختلفة. إن انحراف ممارسة الجنس، كما تقول أنسكومب، في الزواج، بهذا الأسلوب، يشبه كتابة شيك مزور لسبب خيّر. إن المقصد الآخر، لنقل، في مساعدة المحتاجين مقصد نبيل، ولكنه  لا يُبرّئ تزوير الشيك. ومن نافل القول أن وجهة النظر هذه أثارت الجدل على نطاق واسع.

انتقد برنارد وليامز Bernard Williams ومايكل تانر Michael Tanner حجتها بسبب فشلها في دراسة  واحدة من أطروحاتها الخاصة – أن الأفعال ، بما في ذلك أنواع الأفعال ، يمكن أن تندرج تحت مجموعة متنوعة من الأوصاف.   تختار أنسكومب، حسب رأيهم،  أوصاف الأفعال للوصول إلى النتيجة التي تريدها – إن التمييز بين الوعي بالخصوبة ووسائل منع الحمل التي ليس تمييز بهذه البساطة فحسب. ولكنهم يؤكدون على أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك بشكل مقنع. يقولون أن الأزواج الذين يطبقون الوعي بالخصوبة يتخذون خطوات لتحقيق العقم مثلهم مثل أولئك الذين يأخذون بوسائل منع الحمل. وتلك الخطوات ضرورية لفهم الأفعال نفسها، وليس ببساطة مقصد آخر للأفعال فحسب.

إن أطروحات أنسكومب حول القصدية تبرز بشكل واضح أيضًأ في دفاعها عن مبدأ التأثير المزدوج  Double Effect، والذي سيتم مناقشته بإسهاب أدناه.

 

  1. الفلسفة الأخلاقية

1.5 أخلاقيات الفضيلة

شجعت مقالة أنسكومب “الفلسفة الأخلاقية الحديثة Modern Moral Philosophy” على تطور أخلاقيات الفضيلة بوصفها بديلاً عن النفعية، والأخلاقيات الكانتية ، ونظريات العقد الاجتماعي. إن مهمتها الأساسية في المقال هي أن النهج العلماني إزاء النظرية الأخلاقية بلا أساس. فهم يستعملون مفاهيم مثل “يجب أخلاقيا” ، “ملزم أخلاقيا” ، “محق أخلاقيا” ، وهكذا دواليك، والتي هي قانونية وتتطلب مشرعا بوصفه مصدرًا للسلطة الأخلاقية. شغل الله في الماضي هذا الدور، ولكن الأنظمة التي تستغني عن الله كجزء من النظرية تفتقر إلى الأساس المناسب لتوظيف ذو فائدة لتلك المفاهيم.

ثمة منهجين لقراءة هذه المقالة. الأولى هي بقرائتها بشكل مباشر على أنها اتهام للنظريات الأخلاقية السائدة في الخميسنيات، وحجة تليها لتطوير نظرية أخلاقية بديلة لا تشترط مشرّعًا، ولكن  لا تحاول بعد ذلك الإبقاء على الهيكل التشريعي الذي لم يعد له وجود والناشئ بطبيعة الحال من الأخلاق الدينية الأساسية. نحتاج حسب وجهة النظر هذه إلى تطوير بديل مستند إلى علم النفس الأخلاقي وأخلاقيات الفضيلة وحقائق الطبيعة البشرية وعرضًا لما هو خير للبشر على أساس هذا النهج. ومن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الفلاسفة الأخلاقيون الحديثون أنهم يحاولون تقديم إفادة لما هو “صحيح أخلاقيًا أو الخاطئ أخلاقيًا” والتي لا تحتوي حقًا على محتوى خارج الساحة التشريعية التي يقدمها الدينيّ. تكتب أنسكومب: “سيكون من المعقول تمامًا أن نتخلى عنها. فهي لا تملك معنى معقول خارج المفهوم القانوني للأخلاقيات، ولن يحافظوا على مثل هذا المفهوم، وبإمكانك أن تفعل ما هو أخلاقي بدونها، كما يتبين من مثال أرسطو. سيكون تحسنًا عظيمًا، إذا ذكر المرء دائمًا، عوضًا عن “خطأ أخلاقيًا”، تصنيفات مثل “كاذب” و “مذموم” و”ظالم” “((MMP, 8–9.

وبالتالي، يعتبرها كثيرون أنها تدافع عن هذا البديل –  البديل المعتمد، مثل إفادة أرسطو، على مفاهيم أكثر ثراءً “وكثافة” مثل “العدل” عوضًا عن المفاهيم “الشحيحة” مثل “خطأ أخلاقيًا” والتي – خارج منظور ميتافيزيقي معين – تفتقر للمضمون. وهذا من الطبيعي تمامًا أن يقود إلى تأكيد تطور أخلاقيات الفضيلة، والتي ستتميز عن المناهج الحديثة المتبعة والتي  قامت أنسكومب بمهاجمتها في MMP.

 

هذه هي القراءة السائدة بشأن MMP، والسبب في تفسيرها على نطاق واسع على أنها تشجع نهج أخلاقيات الفضيلة في النظرية الأخلاقية. يشير كل من كريسب Crisp  وسلوت Slote أن أنسكومب  تقترح البديل المتمثل في أن “… الأخلاق يمكن أن تستند ، بدلاً من ذلك ، إلى فكرة الفضيلة …” ، ولكن كما يشيرون أيضًا، فإن هذه الفكرة نفسها ليست واضحة أيضًا وأن ما نحتاج أن نفعله هو بعض أساسيات علم النفس الأخلاقي للحصول على وضوح حول مفاهيم مثل “القصد” ، “الرغبة” ، “الفعل” ، وما إلى ذلك (1997 ، 4). مفهوم آخر مهم، بغية فهم الفضيلة ، وهو “الازدهار البشري”. ينتاب أنسكومب الشك بأننا سنصل إلى فهم مرض لهذا المفهوم.

القراءة البديلة كقاعدة نفي المتقدم modus tollens ، وترمي إلى إثبات تفوق الأخلاق الدينية. (لمزيد من المعلومات حول قراءة متشككة حول MMP ، انظر Crisp 2004.) افترض جدلاً بأنه لا يوجد إله ، وأن النظرية الأخلاقية القائمة على الدين باطلة. من وجهة نظر أنسكومب، فإن النظريات الحديثة، مثل الأخلاقيات الكانطية والنفعية ونظرية العقد الاجتماعي ناقصة بشدة لأسباب مختلفة ، ولكن أحد المخاوف الأساسية هي أنها تحاول تبني الإطار القانوني دون الخلفية الصحيحة للفرضيات من أجل تسويغه. سيكون البديل هو تطوير نوع من النهج الطبيعي بحيث ننظر بعناية في علم النفس الأخلاقي من حيث صلته بالخير الإنساني. ومع ذلك ، فإن هذا النهج في حد ذاته إشكالي. إن احتمالية صياغة  إفادة كاملة ومعقولة عن الخير الإنساني على هذه الأسس ضعيفة.

إليك التفسير المباشر في شكل بسيط لقاعدة العزل modus ponens:

  • إذا كانت الأخلاق القائمة على أساس ديني خاطئة ، فإن أخلاقيات الفضيلة هي الطريقة التي يجب أن تتطور بها الفلسفة الأخلاقية.

(a2) الأخلاق القائمة على أساس ديني خاطئة (على الأقل بالنسبة لمعارضيها).

(b2) لذلك ، فإن أخلاقيات الفضيلة هي الطريقة التي ينبغي بها تطوير الفلسفة الأخلاقية.

 

لكن قاعدة العزل عند شخص ما هي قاعدة نفي المتقدم عند شخص آخر:

  • إذا كانت الأخلاق القائمة على أساس ديني خاطئة ، فإن أخلاقيات الفضيلة هي الطريقة التي يجب أن تتطور بها الفلسفة الأخلاقية.

(b2) ليس صحيحًا أن أخلاقيات الفضيلة هي الطريقة لتطوير الفلسفة الأخلاقية.

(b3) بالتالي، ليس صحيحًا أن الأخلاق القائمة على الدين خاطئة.

 

وبالتالي، وطبقًا للقراءة البديلة، يمكن للمرء أن يستنتج بأن أنسكومب تجادل بأن البديل الوحيد المناسب والقابل للحياة هو النظرية الأخلاقية القائمة على الدين والتي تحافظ على الإطار القانوني والمفاهيم المرتبطة مع”الالتزام”. وهذا التفسير أكثر انسجاما مع وجهات نظر أنسكومب الدينية ومع آرائها الأخلاقية الأخرى فيما يتعلق بالمنع التام. كان هناك الكثير من الإجراءات التي اتخذتها لتكون مخطئة أخلاقيا ، لذلك يبدو واضحا – كما لاحظت سايمون بلاكبيرن – أنها نفسها لم تتخلص من هذه الشروط. ولكن يمكن للمرء الدفاع عن ادّعاء أقوى. MMP هي حجة وضعت بعناية تهدف إلى إظهار سخافة رفض الإطار الديني – إلى جانب الأسس الميتافيزيقية – عندما يتعلق الأمر بالسلطة الأخلاقية. [2] لكن العديد من القراء تمسكوا ببساطة بأسلوب القراءة المباشر للحجة. يوفّر الدعم إلى (2b) عبر شكوكها في أن أخلاقيات الفضيلة يمكن أن تنطلق فعليًا كنظرية معيارية باستخدام مفهوم واضح لما يجب “أخلاقيًا”.  تكتب أنسكومب في MMPعن متابعة مشروع الأخلاقيات كما سعى أفلاطون وأرسطو، على أسس أخلاقيات فضيلة:

… ولكن يمكن أن نرى أنه من الناحية الفلسفية هناك فجوة كبيرة ، لا يمكن ملؤها في الوقت الحالي فيما يتعلق بما نحن معنيون، والتي يجب ملؤها عن طريق بيان بشأن الطبيعة البشرية ، والفعل البشري ، ونوع الخاصية المميزة للفضيلة ، وفوق كل ذلك بشأن “الازدهار” الإنساني. و المفهوم الأخير هو الذي يبدو أكثر ما يساوره الشك. (MMP ، 41)

ولكن بشكل عام ، تمت قراءة MMP في مواجهة سياق تم فيه التشكيك بالأساس الديني للأخلاقيات. وهكذا واجه العديد من الكتاب التحدي المتمثل في تطوير أخلاقيات فضيلة غنية من الناحية النفسية عوضًا عن التخلي عن الأخلاق العلمانية.

كان للمقال تأثير واضح على تطور أخلاقيات الفضيلة. يمكن إرجاع جزء من تأثيره إلى تقييمه السلبي للنظريات الرائدة في هذا اليوم ، وخاصة النفعية وأخلاقيات كانطية. من وجهة نظرها ، تلتزم النفعية بمساندة الأفعال الشريرة ، وأن الأخلاقيات كانطية ، مع مفهومها ‘التشريع الذاتي’ هي غير متسقة فحسب. إذا كانت الخيارات الرئيسية إما شريرة أو غير متسقة، فهذه مشكلة خطيرة تستدعي  تطوير نهج بديل. لسوء الحظ، ربما، بالنسبة لمشروع أنسكومب الشامل، فإن  جمهورها اعتبر أن النهج الخارق للطبيعة أكثر إشكالية من ذلك الطبيعي. إذا أردنا العودة إلى المناهج المبكرة للغاية، مثل نهج أرسطو ، فإن النهج الطبيعي لتطوير البدائل هو بمثابة “أخلاقيات الفضيلة” والدراسة في القضية المضطربة المتمثلة في ازدهار الإنسان والخير.

كما لمست MMP وترًا حساسًا مع الفلاسفة الذين دافعوا عن واحدة أو أخرى من وجهات النظر المدانة. أحد أسباب ذلك هو النبرة الرفضية أو الأخلاقية التي اتخذتها في بعض انتقاداتها. ربما يتم تقديم واحدة من أكثر انتقادتها شهرة في الفقرة التالية عندما تدين النفعية – أو ، بشكل أعم – العواقبية ، لتركها احتمال أن يكون من المناسب أخلاقياً في سياق ما الدعوة إلى إعدام شخص بريء.

كتبت:

لكن إذا كان هناك من يعتقد حقًا، مقدمًا، أن المسألة مفتوحة عما إذا كان يجب استبعاد أي إجراء من هذا القبيل، مثل تنفيذ الإعدام القضائي للأبرياء ، فلا أريد التجادل معه ؛ انه يظهر عقلاً فاسدًا. (MMP ، 17)

لا تشير أنسكومب إلى نقطة متقنة هنا، وقد حث هذا التعليق الفلاسفة مثل جوناثان بينيت  Jonathan Bennett على الدفاع عن وجهة النظر القائلة بأن العواقب كانت لها أهمية بالتأكيد في تحديد الجودة الأخلاقية لأي فعل – بل إنه يشكك في مدى كفاية الإفادات التي تعتمد على التمييز المشبوه للفعل/النتيجة. هذا لا يحصل في حد ذاته على العواقبية. في الحقيقة ، يتجاوز تعليق أنسكومب هنا  مجرد الإدانة للعواقبية إلى إدانة أخرى لأي وجهة نظر يتم فيها تقييم العواقب في تحديد الصواب الأخلاقي أو الخطأ. إنها مطلقة أخلاقيًا. بعض الأشياء خاطئة ويجب عدم القيام بها ، مهما كانت النتائج. لذلك ، على سبيل المثال ، كان بينيت مهتمًا بتقويض التمييز المشهور بين القتل مقابل السماح بالموت، والذي تم على أساس أن القتل هو مجرد نوع من الفعل الخاطئ ، مرحلي، بغض النظر عن العواقب ، في حين أن السماح بالموت ليس سيء بنفس درجة القتل، حتى لو كانت العواقب هي نفسها وكانت معروفة بأنها هي نفسها.

عندما يتم تجريد تمييز القتل / السماح بالموت من آثاره فيما يتعلق بالفورية أو القصد وما إلى ذلك – التي تفتقر إلى الأهمية الأخلاقية أو لا تنطبق على المثال – كل ما يتبقى هو تمييز يتعلق بمكان وجود مجموعة من الحركات على نطاق يحتوي على “المجموعة الوحيدة من الحركات التي كانت ستنتج تلك النتيجة” في أحد الطرفين و “الحركات الأخرى غير المجموعة الوحيدة التي كانت ستنتج تلك النتيجة” على الطرف الآخر. (بينيت 1966 ، 95)

وبالتالي ، فإن فعل شخص ما a يؤدي إلى نتيجة x ومن ناحية نطاق الفعل a ، فهو الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى x ؛ الامتناع عن a متوافق مع مجموعة كاملة من الإجراءات البديلة – المشي إلى متجر البقالة ، والتخلص من الأعشاب الضارة في الحديقة ، وقراءة كتاب – وكل  ما يؤدي إلى x كنتيجة. لكن لا فرق أخلاقي مهم هنا. لا يوجد شيء في “الفعل نفسه” للقتل يميزه ، على نحو ذي صلة أخلاقيًا، عن السماح بالموت عندما تكون أشياء مثل الفورية والقصد وما إلى ذلك ثابتة.

يتضمن تعليق أنسكومب على انتقادات بينيت على واحد من أقصر المقالات الفلسفية ، والتي أقتبسها بأكملها هنا:

إن عصب حجة حجة السيد بينيت في أنه إذا كانت “A” ناتجة عن عدم قيامك “B” ، فإن “A” ينتج عن كل ما تفعله بدلاً من “B”. بينما قد يكون هناك الكثير مما يمكن قوله لهذا الرأي،  إلا أنها لا تزال يبدو باطلة ف ظاهرها. (أنسكومب ، 1966)

بغض النظر عن المشكلة العميقة المتمثلة في الإشادة بالأفعال الشريرة ، فقد اعتقدت أنسكومب كذلك أن العواقبية فشلت، وينبغي لها أن تفشل، في استعياب عناصر أساسية في علم النفس الأخلاقي. لا يمكن أن تفسر النظرية التسويغات أو الأسباب الرافضة  لفعل بعض الإجراءات. يشير تيشمان  Teichmann في عمله عن أنسكومب  أنه على الرغم من أنه يبدو من البديهي أن تكون الأسباب مفهومة من الناحية السببية، إلا أن ذلك لا يصمد أمام التمحيص. بالرد على “لماذا قتلته؟” (باستعمال مثال أنسكومب الخاص)، يرى تيشمان أنه على الرغم من أن أحد الأسباب البسيطة قد يكون “من أجل الانتقام” ، فإن الأمر أيضًا، من وجهة نظر أنسكومب، “… معنى “من أجل الانتقام” في الواقع يفترض مسبقًا قوة أسباب مثل مثل “لأنه قتل أخي” ، وليس العكس “(Teichmann ، 124).

 

حاز الموقف المطلق على قدر كبير من عملها في الفلسفة الأخلاقية. احتجت أنسكومب في كتيبها الشهير شهادة السيد ترومان (Mr. Truman’s Degree (1958، على قرار أوكسفورد بمنح هاري ترومان شهادة الدكتوراه الفخرية. كانت وجهة نظرها هي أن ترومان قتل أعدادًا كبيرة من الأبرياء ، المدنيين ، بأسلحة نووية لحمل اليابان على الاستسلام. من وجهة نظرها ، الغاية لا تبرر الوسيلة. لا يجوز قتل الأبرياء من أجل تحقيق قدر أكبر من الخير نتيجة لهذا العمل.  بعض العواقبيين، على الرغم أنه من الجدير ذكره أنه ليس الجميع، لن يتفقوا بأن مثل هذه الحالات غير قابلة للنقاش (والعديد من العواقبيين الصريحين يمكن أن يتفقوا بأن ترومان لم يكن نموذج الشخص الذي يستعمل منطق الوسائل/الغايات بطريقة مبررة). حاز جدال أنسكومب على الرغم من ذلك على النقاشات اللاحقة عن الحظر المطلق في زمن الحرب، مثل مناقشة توماس نيجل Thomas Nagel للسمات الجذابة للموقف المطلق في “الحرب والمجزرة War and Massacre (1972).

تزامن عمل أنسكومب في الأخلاقيات، من جوانب عدة، مع أعمال المعاصرين فيليبا فوت Philippa Foot وإيريس مردوخ Iris Murdoch. جميعهم عارضوا النفعية، وكانوا متشككين في المصطلحات التقييمية “الهزيلة” التي تبنتها النظرية. بالطبع ، لم يقتصر هذا النقد على النفعية. أي نظرية تستخدم في الغالب مفاهيم أخلاقية ضعيفة مثل “الصواب” و “الخطأ” كانت عرضة لهذا الخط من النقد. تعارض المفاهيم الأخلاقية الهزيل المفاهيم الغنية. وصف برنارد ويليامز المعروف للمفاهيم الغنية بالطريقة التالية:

 إذا تم تطبيق مفهوم من هذا النوع ، فغالبًا ما يوفر ذلك لأحدًا سببًا لاتخاذ إجراء … قد نقول ، باختصار ، أن هذه المفاهيم “موجهة للفعل”. … وفي الوقت نفسه ، يوجه العالم تطبيقها. قد يتم تطبيق مفهوم من هذا النوع بشكل صحيح أو خاطئ ، ويمكن للأشخاص الذين حصلوا عليه أن يوافقوا على أنه يطبق أو يفشل في تطبيق بعض المواقف الجديدة … يمكننا أن نقول ، إذن ، أن تطبيق هذه المفاهيم في نفس الوقت موجهة عالميًا وموجهه للفعل. (وليامز ، 1985 ، 140-1)

إن مفاهيم الفضيلة غنية. إن وصف الفعل بأنه “جبان” يوفر معلومات أكثر بكثير من وصفه بأنه “خطأ”. علاوة على ذلك ، يمكن أن تقودنا المصطلحات الهزيلة إلى الضلال. في MMP، بعد وصف الالتزام النفعي بأنه يكون مكشوفًا، من ناحية مبدأ، ” .. معاقبة رجل قضائيًا لما يدركه بوضوح أنه لم يفعله …”، وهو “ظالم” بشكل واضح، تكتب أنسكومب:

وهنا نرى تفوق مصطلح “ظالم” على مصطلحي “الصواب أخلاقيًا” و “الخطأ أخلاقيًا”. لأنه في سياق الفلسفة الأخلاقية الإنجليزية منذ سيدجويك Sidgwick ، ​​يبدو من المشروع مناقشة ما إذا كان “من المناسب أخلاقياً” في بعض الحالات تبني هذا الإجراء ؛ ولكن لا يمكن القول أن الإجراء سيكون في أي ظرف من الظروف عادلاً. (MMP ، 16)

 

2.5  عقيدة التأثير المزدوج

كما دافعت أنسكومب عن نسخة من مذهب التأثير المزدوج ، والتزامها بهذا المذهب يوفر مبدأ استخدمته لمحاولة إظهار ما هو فاسد بشأن فعل ترومان. الفكرة الأساسية هي أن هناك تمييزًا ذي صلة أخلاقية بين النتائج المقصودة مقابل النتائج المتوقعة فقط. إن نية الأذى أسوأ من مجرد توقع الأذى كنتيجة لعمل الشخص. يمكن أن يقترن هذا في بعض الأحيان بنوع من الإطلاقية للاعتقاد بأن الأضرار المقصودة محظورة في حين قد لا يكون ذلك متوقعًا. يتم استخدامه بشكل متكرر لمحاولة ضمان تمييز أخلاقي بين المفجر الاستراتيجي والمفجر الإرهابي. إن ما يفعله المفجر الاستراتيجي في إسقاط قنبلة قد يكون مسموحًا به لأنه لا ينوي قتل مدنيين أبرياء رغم أنه يتوقع أنهم سيموتون نتيجة القصف. من ناحية أخرى ، يعتزم مهاجم إرهابي قتل مدنيين أبرياء كوسيلة لتحقيق أهدافه.

يختلف موقف أنسكومب إلى حد ما على مدار حياتها المهنية.

في “الحرب والقتل” ، الذي نشر في عام 1961 ، تشير أنسكومب أن المسموح به الأخلاقي للسلطة القسرية يتطلب مبدأ يمكن استخدامه للتمييز بين حتمية عادلة للأضرار من تلك الظالمة. عقيدة التأثير المزدوج هي أحد هذه المبادئ. في جذر المبدأ يكمن التمييز بين العواقب المقصودة والمتوقعة للعمل. في حين أن هناك بعض النقاش حول المواصفات الصحيحة للعقيدة ، فإن الفكرة الأساسية هي أنه من الأسوأ أن تنوي الأذى بدلاً من مجرد توقع ذلك. في رأي أنسكومب، فإن بعض الأعمال ممنوعة تمامًا لأنها تنطوي على نوايا لإلحاق الأذى ، بينما إذا تم توقع الضرر المعني فلن يتم منعها.

لكنها كانت قلقة أيضًا من إساءة استخدام عقيدة التأثير المزدوج. على سبيل المثال ، هناك قيد على العقيدة يؤكد أنه لا يمكن للمرء أن يقصد الوسائل إلى النهاية المرجوة. لذلك ، قد يقوم الطبيب بإعطاء دواء لتخفيف الألم على الرغم من معرفته أن التأثير الآخر للدواء سيكون وفاة المريض. هذا مسموح به. طريقة واحدة لفهم كيف يعمل ذلك عن طريق استخدام تجربة معاكس – إذا كان الطبيب يمكن أن يخفف من آلام المريض دون إعطاء مثل هذا الدواء القوي. ما لا يسمح به التأثير مزدوج هو استخدام التأثير السيئ كوسيلة لتحقيق هدف الفرد.

يرى البعض أنه يمكن للمرء أن يوجه نوايا الشخص بطريقة معينة لتحقيق النتيجة المرجوة مع الإفلات من العقاب. على سبيل المثال ، إذا أخبر المرء نفسه أن الشخص ينوي x فقط عن طريق القيام y ، فهذا يعني أن المرء يكون خارج الخطاف حتى إذا كانت y غير أخلاقية – وهذا ما يبدو لأنسكومب سخيفًا تمامًا. مثالها على ذلك هو خادم يحمل سلمًا لسيده الذي يكون لصًا ويبرر ذلك بإخباره أن نيته هي ببساطة تجنب التعرض للطرد. حمل السلم هو وسيلة لتفادي فقدان وظيفته. لا يزال ذلك غير أخلاقي. نظرًا لتضييق الوسيلة / الغاية على التأثير المزدوج، فإن حمل السلم غير مبرر. وكان سوء الفهم هذا للتأثير الكزدوج أساس مشكلة أنسكومب مع التفجيرات وقت الحرب والإساءة الصارخة في استخدام التأثير المزدوج لتبرير ذلك.

يؤمن المهاجم الكاثوليكي المتدين من خلال “اتجاه النية” أن أي سفك للدم البريء الذي يحدث هو “عرضي”. أعرف أن صبيًا كاثوليكيًا كان في حيرة لإخباره من قِبل مدير المدرسة أنه كان من قبيل الصدفة أن أهل هيروشيما وناجازاكي كانوا هنالك ليتم قتلهم. في الواقع ، ومهما كان يبدو ذلك عبثيًا ، فإن مثل هذه الأفكار شائعة بين الكهنة الذين يعرفون أن القانون الإلهي يحظر عليهم تبرير القتل المباشر للأبرياء. (WM ، 59)

 

مرة أخرى ، من أجل استخدام DDE (عقيدة أو مبدأ التأثير المزدوج)، يحتاج المرء إلى التمييز بين العواقب المقصودة والمتوقعة فقط من “التصرف نفسه”. من وجهة نظر أنسكومب، تعتبر بعض الإجراءات في حد ذاتها غير أخلاقية ، بغض النظر عن العواقب التي يعتزم المرء إحداثها في أداء العمل ، وبالتأكيد بغض النظر عما يتوقعه المرء نتيجة للعمل. لكن العديد من العواقبيين لا يعترفون بالتمييز ذي الصلة أخلاقيا بين النية والنظر في العواقب. جوناثان بينيت Jonathan Bennett ، على سبيل المثال ، كان ينتقد بشدة هذا التمييز.

ليس هناك شك في أنه من الصعب للغاية تحليل التأثير المزدوج. غالبا ما يتم تقديمه بالطريقة التالية. هناك إجراء يقوم به الفاعل والذي له تأثيران ، أحدهما جيد والآخر سيء. قد يظل الإجراء مسموحًا به نظرًا لأن التأثير المقصود المرغوب فيه من قِبل الوكيل جيد ، وبالنظر إلى أن التأثير السيئ متوقع فقط وليس مقصودًا. يبدو أن الفاعل يختار طوعًا كلا التأثيرين ، ولكنه مسؤول تمامًا عن أحدهما. وهذا الأمر يبدو غريباً ، حيث يبدو من الواضح أنه يجب تقييم العواقب المتوقعة – سيكون من غير المسؤول عدم تقييمها. إذن، هل حقًا يتم وضعهن في الحسبان؟

لكن جوزيف بويل Joseph Boyle  يجري مناورة قد تساعد أنسكومب هنا. يجادل بأن التأثير غير المقصود لا يتم اختياره طوعًا ( “مختار” بالمعنى ذي الصلة أخلاقياً الذي نحمل الأشخاص المسؤولية عنه) على الرغم من أن الفاعل يعرف أنه سيحدث نتيجة لأفعاله. سبب بويل هو أن العواقب المتوقعة – على الرغم من أخذها بعين الاعتبار بالتأكيد في المناقشة – لا يتم أخذها في الاعتبار بالطريقة الصحيحة ليتم وضعها في الحسبان مثل ما تم اختياره طوعًا. الآثار المتوقعة ليست سببا للفعل. بدلاً من ذلك ، كما يلاحظ بويل ، “… إنها في بعض الأحيان ظروف بغض النظر عما يفعله المرء” (1980 ، 535). يمكننا النظر في حالات أخرى شهيرة من أنسكومب لتوضيح ذلك. احتجت أنسكومب علنًا على منح جامعة أوكسفورد شهادة فخرية لهاري ترومان. ترومان ، من وجهة نظرها ، كان قاتل جماعي. كما أشرنا سابقًا ، شعرت بالاشمئزاز من محاولات بعض الأفراد عذر ترومان باستخدام التأثير المزدوج. وقالت إن ترومان أسقط القنبلة على تلك المدن ، ليس على الرغم من السكان المدنيين ، ولكن على الأقل جزئيًا بسبب هؤلاء السكان. كان يمكن أن يختار موقع معزول للتجربة. كان هناك دليل على أن اليابانيين أرادوا التفاوض. من وجهة نظر أنسكومب ، كان ترومان يستخدم المدنيين الأبرياء في هيروشيما وناغازاكي لتحقيق غاياته. لقد اعتقدت أن وجودهم دخل في مداولاته كعامل إيجابي ، وليس كعامل منقوص الشأن. هذا، إذن ، سيكون حالة تفجير إرهابي وجريمة قتل صريح.

في حين أن هناك فرقًا كبيرًا بين القصف الإرهابي والقصف الاستراتيجي ، إلا أن هناك بعض التساؤلات حول أن DDE يفسر هذا الاختلاف. قد يجادل المرء أنه إلى الحد الذي كان ترومان يرغب فيه بالنتيجة الشريرة لمقتل المدنيين الأبرياء ، فإن ما فعله هو القتل. هذا لا يعتمد على قبول DDE لتفسير الفرق. يشير جوناثان بينيت إلى أنه يمكن أن يكون من الصعب بالفعل تحليل فرق ذي معنى باستخدام DDE. على سبيل المثال ، لا يعمل الاختبار المضاد للكثير من مؤيدي استخدام DDE على التمييز بين الإرهاب والحالات الاستراتيجية. وكما لاحظ بينيت ، “إن رغبة المهاجم التكتيكي في مقتل المدنيين هي رغبة مترددة: إذا استطاع ، فسوف يدمر المصنع دون أن يقتل المدنيين. لكن المهاجم الإرهابي أيضًا ، إذا استطاع ، سيسقط قنابله بطريقة تخفض معنويات العدو دون قتل المدنيين “(بينيت 1995 ، 222). إذا أراد ترومان قتل المدنيين ، فما فعله كان خطأ ، ولكن ليس بسبب انتهاك DDE. كان هذا خطأ لأنه تسبب عمداً ومعرفاً في معاناة هائلة كان يمكن تجنبها من خلال مسار بديل للعمل. بالطبع ، لا يزال بإمكان المرء أن يجادل بأن DDE  مفيد للغاية للاستكشاف – إنه يتتبع التبرير حتى لو لم يكن هو نفسه يضمن هذا التبرير. ومع ذلك ، حتى هذه الصورة من DDE قد هاجمها باحثون يدرسون ردود أفعالنا على حالات المعضلة الأخلاقية ، الذين يرون أننا لا نستخدم أي شيء مثل DDE على نحو واعي في اتخاذ القرارات الأخلاقية (Greene ، وآخرون ، 2009).

 

  1. خاتمة

امتدت عمل أنسكومب لعدة سنوات، وكذلك لحقول مختلفة في الفلسفة. اتساع نطاق عملها مثير للإعجاب. كانت منهجية في تفكيرها ورؤيتها وتطويرها للروابط بين الميتافيزيقيا وعلم النفس الأخلاقي والأخلاقيات ليس لفهم مشكلة واحدة معينة، وإنما لرؤية كونية. إرثها هو من أوسع وأعمق ما تُرك من قبل فيلسوف في القرن العشرين.

 


ببلوغرافيا

مؤلفات أساسية

عند استخدام الاختصارات للإشارة إلى أعمال أنسكومب في النص، يبدأ الاختصار في المادة الببلوغرافية أدناه.

يتم جمع المقالات الرئيسية لأنسكومب في المجلدات الخمسة التالية.

[FPW] From Parmenides to Wittgenstein (The Collected Philosophical Papers of G. E. M. Anscombe, Volume 1), Minneapolis, MN: University of Minnesota Press, 1981.

[MPM] Metaphysics and the Philosophy of Mind (The Collected Philosophical Papers of G. E. M. Anscombe, Volume 2), Minneapolis, MN: University of Minnesota Press, 1981.

[ERP]  Ethics, Religion and Politics (The Collected Philosophical Papers of G. E. M. Anscombe, Volume 3), Minneapolis, MN: University of Minnesota Press, 1981.

[HAE] Human Life, Action, and Ethics: Essays by G.E.M. Anscombe (St. Andrews Studies in Philosophy and Public Affairs, Volume IV), M. Geach and L. Gormally (eds.), Exeter: Imprint Academic, 2005.

[FHG]  Faith in a Hard Ground: Essays on Religion, Philosophy and Ethics by G.E.M. Anscombe (St. Andrews Studies in Philosophy and Public Affairs), M. Geach and L. Gormally (eds.), Exeter: Imprint Academic, 2008.

تشمل دراساتها ما يلي:

An Introduction to Wittgenstein’s Tractatus, London: Hutchinson, 1959.

Intention, Oxford: Basil Blackwell, 1957; 2nd edition, 1963.

Three Philosophers: Aristotle, Aquinas, Frege, with Peter Geach, Oxford: Basil Blackwell, 2002.

المقالات الفردية التي كتبتها أنسكومب المذكورة في النص:

[CAC]       “Contraception and Chastity,” The Human World, 9 (1972): 41–51. This essay has been reprinted numerous places. The page references cited in this text are from the version reprinted in Why Humanae Vitae was Right, Janet E. Smith (ed.), Ignatius Press, 1993, 121–146. But see also [FHG], 170–192.

[WAM]     “War and Murder,” in Nuclear Weapons: a Catholic Response, Walter Stein (ed.), London: Merlin, 1961, 43–62.

[MMP]      “Modern Moral Philosophy,” Philosophy, 33 (1958): 1–19; reprinted in [ERP], 26–42.

[NOB]       “A Note on Mr. Bennett,” Analysis, 26 (6) (1966): 208.

[CAD]       Causality and Determination: An Inaugural Lecture, Cambridge: Cambridge University Press, 1971; reprinted in [MPM], 133–47.

[MAL]       “The First Person,” in Mind and Language: Wolfson College Lectures 1974, Oxford: Clarendon Press, 1975, 45–64; reprinted in [MPM], 21–36..ادةقرةن لمقالات الرئيسية في عظمرين. رن العشرين. لاقيات رات وقت الحرب زمن الحرب، مثل ن

ترجمات أنسكومب:

   تشمل الترجمات الرئيسة من قبل أنسكومب ما يلي:

Descartes, René, Philosophical Writings, translated by G. E. M. Anscombe and Peter Geach, London: Thomas Nelson and Sons, 1954.

Wittgenstein, Ludwig, Philosophical Investigations, translated by G. E. M. Anscombe, Oxford: Basil Blackwell, 1953.

Wittgenstein, Ludwig, Notebooks 1914–1916, translated by G. E. M. Anscombe, Oxford: Basil Blackwell, 1961.

–––. On Certainty, translated by Denis Paul and G. E. M. Anscombe and edited by G. H. von Wright and G. E. M. Anscombe, Oxford: Basil Blackwell, 1969.

–––. Remarks on the Foundation of Mathematics, translated by G. E. M. Anscombe and edited by G. H. von Wright and R. Rhees, Oxford: Basil Blackwell, 1956.

–––. Zettel, translated by G. E. M. Anscombe, Oxford: Blackwell, 1967.

مؤلفات ثانوية

Bennett, Jonathan, 1966. “Whatever the Consequences,” Analysis, 26 (2): 83–102.

–––, 1995. The Act Itself, Oxford: Oxford University Press.

Boyle, Joseph, 1980. “Toward Understanding the Principle of Double Effect,” Ethics, 90: 527–38.

Bratman, Michael, 1987. Intention, Plans, and Practical Reason, Cambridge, MA: Harvard University Press.

Crisp, Roger and Michael Slote, 1996. Introduction to Virtue Ethics, Roger Crisp and Michael Slote (eds.), Oxford: Oxford University Press.

Crisp, Roger, 2004. “Does Modern Moral Philosophy Rest on a Mistake?,” in Modern Moral Philosophy (Royal Institute of Philosophy, Supplement 54), Cambridge: Cambridge University Press, 75–94.

Davidson, Donald, 1963. “Actions, Reasons, and Causes ” Journal of Philosophy, 60: 685–700.

Ford, Anton, Jennifer Hornsby, and Frederick Stoutland,(eds.) 2011. Essays on Anscombe’s Intention, Cambridge, MA: Harvard University Press.

Geach, Peter, 1996. “The Labels,” Analysis, 66: 266–67.

Greene, Joshua, Fiery A. Cushman, Lisa E. Stewart, Kelly Lowenberg, Leigh E. Nystrom,and Jonathan D. Cohen, 2009. Cogniton, 111: 364–371.

Haldane, John, 2000. “In Memoriam, G.E.M. Anscombe (1919–2001),” The Review of Metaphysics, 53: 1019–1021.

Monk, Ray, 1991. Ludwig Wittgenstein: The Duty of Genius, London: Vintage.

Nagel, Thomas, 1979. “War and Massacre,” in Mortal Questions, New York: Cambridge University Press, 53–74.

O’Grady, Jane, 2001. “Elizabeth Anscombe,” The Guardian, January 11, 2001.

Passmore, John, 1966. A Hundred Years of Philosophy, 2nd edition, New York: Basic Books.

Searle, John R., 1985. Expression and Meaning: Studies in the Theory of Speech Acts, New York: Cambridge University Press.

Teichman, Jennie, 2002. “Gertrude Elizabeth Margaret Anscombe: 1919–2001,” in Biographical Memoirs of Fellows I (Proceedings of the British Academy, Volume 115), Oxford: Oxford University Press, 31–50.

Teichmann, Roger, 2008. The Philosophy of Elizabeth Anscombe, Oxford: Oxford University Press.

Williams, Bernard, 1985. Ethics and the Limits of Philosophy, Oxford: Oxford University Press.

––– and Michael Tanner, 1972. “Comment on Contraception and Chastity,” The Human World, 9: 41–51.

Wilson, George, 1989. The Intentionality of Human Action, Stanford: Stanford University Press.

أدوات أكاديمية

 

How to cite this entry.

 

Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.

 

Look up this entry topic at the Indiana Philosophy Ontology Project (InPhO).

 

Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

مصادر أخرى على الإنترنت

مقالات ذات صلة

abortion | action | consequentialism | Davidson, Donald | double effect, doctrine of | ethics: natural law tradition | ethics: virtue | moral psychology: empirical approaches | war | Wittgenstein, Ludwig

Acknowledgments

I would like to thank an editor for the Stanford Encyclopedia of Philosophy for his or her extremely helpful comments on earlier drafts. I would also like to thank Simon Blackburn and Roger Crisp for their very helpful feedback on this essay.


[1] Driver, Julia, “Gertrude Elizabeth Margaret Anscombe”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2018 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/spr2018/entries/anscombe/>.