مجلة حكمة
ماريا ميتشل

ماريا ميتشل: في العلم والحياة والحكمة الخالدة – ماريا بوبوفا / ترجمة: وضحى الهويمل


  “فَلَك المعارف والتّعَلُّم لانهاية له، بخلاف النفس البشرية المحدودة بقدراتها؛ نحن نستهلك ذواتنا كبشر، ونُنهك أعصابنا، ومع ذلك فإننا بالكاد ندرك جزءًا بسيطًا مما يحول بيننا وبين اللَّانهائية ..”

mariamitchelljournalsمهَّدت عالمة الفلك “ماريّا ميشتل” [١ أغسطس ١٨١٨م – ٢٨ يونيو ١٨٨٩م] الطريق للنسوة في فَلَك المعارف والعلوم وذلك من خلال دورها الرائد والخالد بعلم الفلك. وباعتبارها أول عالمة فلك أمريكية، فهي كذلك أول امرأة تُنتخب بالإجماع في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وأول إمرأة عملت لجهة خاصة تابعة للحكومة الفيدرالية الأمريكية، حيث كانت تتقاضى [٣٠٠ دولار] في السنة مقابل وظيفتها في السابر التابع لدورية التقويم الفلكي والبحري الأمريكي، المتمثلة بتحويل معطيات حسابية ثقيلة ومعقدة إلى جدوال بيانية من شأنها الرصد والتنبؤ بوضع “كوكب الزهرة” في السماء لأعوام قادمة -بيانات يستخدمها البحَّارة حول العالم للملاحة الفلكية. وباعتبارها ممن ناضلن على جبهات مختلفة فيما يتعلق بحقوق النساء المدنية، وكذلك حقوقهن بالتعليم، وبعبقريتها العلمية، وعقلها الفذ المتقنِّع بلين جانبها، وتواضعها، أضحت “ماريّا ميتشل” من المشاهير عالميًا وهي في عمر الأربعين.

mariamitchell_recهُنا مختارات مما خلَّدته في مذكراتها بالعلوم، والمجتمع، والحياة (public library; free download) وإقتباسًا عن مذكرات “ميتشل” بتاريخ ٣١ أكتوبر للعام ١٨٥٣م قالت فيه:

يجب أن يدرك الناس ــ في مواضع معينة ــ مدى طاقة العقل، فضلًا عمَّا قد يطيقه القلب.”

وألحقت بعد شهر:

هناك من ينفي فكرة تفاوت التكوين أو الإبداع، ولكن بإعتقادي أن الكون يبدو صغيرًا ومتدنٍّبالضرورة– لأولئك المحدودبة ظهورهم، والمثقلين بالمعارف سعيًا لمواجهته بشكل مستمر.” 

وبعد مرور أكثر من نصف قرن، جسَّدت “زيلدا فيتزجيرالد” صدى هذه الفكرة في أعمالها الكتابية (Zelda Fitzgerald).

وفي شهر سبتمبر من العام ١٨٥٤م، ورد في يوميات “ميتشل” ما يشير لسمو أخلاقياتها بالعمل، ــ ماقد يدعو كل من (Tchaikovsky and Jack White, Isabel Allende, E. B. White, and Chuck Close ) للفخرــ ووعيها البليغ بذاتها:-

عملت الليلة الماضية في المرصد لمدة ثلاث ساعات، ومرضتُ اليوم نتيجة الإرهاق؛ وقد عملت جاهدة طوال اليوم لمحاولة حصر المواقع، وسأكمل الليلة العمل على ذلك مجددًا.

[…]

أفضل ما يمكن أن توصف به حياتي حتى الآن هو أنها كادحة، وأفضل ما يمكن أن يقال عني هو أنني لم أتظاهر بعكس ما أنا عليه حقيقة.”

وفي تاريخ السابع عشر من شهر أكتوبر للعام ١٨٥٤م، لاحظت “ميتشل” أن ماتقوم به من عمليات وحسابات أسفرت لها عن نصيبها من العلم والجهل ــ على حدٍّ سواء ــ، وعما تحيط به من معرفة، وعما تجهله؛ فقامت بتدوين ذلك متعجِّبة بقولها:-

 “فَلَك المعارف و التّعَلُّم لانهاية له، بخلاف النفس البشرية المحدودة بقدراتها؛ نحن نستهلك ذواتنا كبشر، ونُنهك أعصابنا ومع ذلك فإننا بالكاد ندرك جزءًا بسيطًا مما يحول بيننا وبين اللَّانهائية.

بعيدًا عن إشباع الرغبات في عوالم أخرى، حيث قطعيَّة العظمة بالفكر ورغباته الناتجة عن التبحر والاستزادة، هل فعلًا سينجلي ذلك الستار يومًا ما؟

أدركت “ميتشل” البُعْد الروحاني والسامي في علم الفلك، كما “بطليموس” -وعقبهُما في ذلك “كارل ساغان” بما يزيد عن قرن في تأملاته بالعلم والروحانية– وكتبت بهذا الشأن:

الشفق القطبي الشمالي يكاد يصبح صديق حميم حين يَعلق المرء في منتصف الليل مع السماء راصدًا لبعض طيوفها، والشِهاب العابرة فيها كرسول من الأرواح الراحلة، مع ما ازدهر من نباتات تحت ضوء القمر تنسج منها مشهدًا يسر الراصدين.

بعيدًا عن دراسة علم الفلك، فالمتعة الماثلة في ليلة من على سطح المنزل برفقة النجوم هي ذات المتعة الماثلة بأي مشهد أخَّاذ يجسد بجماله مهجعًا للعقول المنْهَكة، ورجاء للقانطين.”

وعقبّت:

لا شيء أكثر وضوحًا فيما يتعلق بالرصد الفلكي من الحركة المذهلة للكون، مُتَغيِّر بجملته، وفي حالة دوران لاتفقد بوصلتها.”

وبالحديث عن الفلكيين القدامى، فقد كانوا محط إعجاب وإكبار لدى “ميتشيل” في مذاكرتها:

بالرغم من أن فكرة دوران الأرض حول ذاتها قد تبدو لنا اليوم بسيطة للغاية، إلا أنها أعظم من ذلك. والأعظم منها فكرة أنها تدور حول الشمس (عمر بأكمله تكلفة هذه الأخيرة، والتي بالفعل كان ثمنها حياة جاليليو)، مايبرهن لنا أن الفلكيون القدامى كانوا أناسًا مذهلين. نحن لانتوانى بشكل أو بآخر عن التفكير أو الظن بأنهم كانوا يحظون بنطاق أوسع من التكهنات عما نحmariamitchell5ن عليه اليوم، وكون الحقيقة مجهولة فإن ذلك يُسهل باتخاذ خطوة أولى في سبيل التوصل إليها أو نيل شيئًا منها، لكن هل يتوقف نطاق الحقيقة عند حد معين؟ أم أن الحقيقة لانهائية؟ نحن على علم بأمور عدّة كانت فيما مضى مجهولة بالنسبة إلينا، وواقع أنها معلومة اليوم يجعلها تبدو سهلة. ولكن ماذا بشأن ومضات الشفق القطبي الشمالي، وحُزم الأشعة المخروطية الجذابة بأمسيات الربيع المبكرة وأطراف صباحات الخريف، وماتمطره السماء من نيازك، والمذنَّبات المذهلة التي نجهل منفعتها، ولمعان النجوم الذي تخفى علينا أسبابه، لجميع تلك الظواهر مسبِّباتُها الواضحة ــ وضوح تعاقب الليل والنهار ــ الكامنة في أدمغتنا ولكن أعيننا لم تلحظها بعد.”

وجدت “ميتشل” في أوآخر أيامها أن عملها الدؤوب دون انقطاع في الخمسين عامًا الأخيرة أمر جدير بالذكر والفخر، “ميتشل” والتي شغلت أول وظيفة لها كأمينة مكتبة في“نانتوكيت أثينيوم” حيث كانت بذرة علاقتها الوطيدة بالكتب. استهلت ــ وببلاغة ملفتة ــ يومياتها من شهر يناير للعام ١٨٥٥م، بالدور العظيم الذي يلعبه أمين المكتبة أو الكاتب أو المحرر ــ والذي بالكاد نراه اليوم مع الأسف ــ للإرتقاء بالناس ودفعهم إلى حقول ماوراء المعرفة، وحثهم للتمادي بفضولهم وتغذيته:

لا أظن بأن الأعمال الصادرة عنسميثسونيانمحط تقدير من الجميع، ولكن أقلّها أن يعي الجاهل وجود مضامين كالتي تحملها تلك الأعمال، وأن يدرك كذلك أن هناك من يفوقه علمًا ومعرفة مايحثه للتوسع بالمعارف، والسعي لنيلها. لذا أقول بشراء الكتب التي من شأنها النهضة بالشعوب؛دعونا نشتري ليس فقط الكتب التي تنقصنا وحسب، بل نشتري فوق حاجتنا حتى نبلغ بذلك مانصبوا إليه منها.” 

يرى الفيلسوف الروماني “سنكا” نقلًا عن الروائي “ليو تولستوي”: إن المعرفة الأكثر أهمية على الإطلاق هي تلك التي من شأنها توجيهك لصياغة أسلوب تقود من خلاله حياتك، وفي سبتمبر من العام ١٨٥٥م كتبت “ميتشل” ماتحاكي به الفيلسوف “سنكا”:

أنه لمن السهل نسبيًا أن ينجز المرء أمر ما، ولكن من الصعب جدًا أن يجزم مالذي يجب عليه إنجازه؛ إذ لاتوجد قوانين يتفرد بها واقع المرء والذي يمثل بدوره رقمًا واحدًا من بين ملايين الأرقام.”

ألهمت “ميتشل” ــ خلال زيارتها لمرصد “غرينتش” الملكي في إنجلترا وذلك ضمن جولتها الأوروبية التي قامت بها في العام ١٨٥٨م ــ الفيزيائي المعاصر “براين كوكس” بفلسفته حول العلم وكونه مسبب رئيس للديمقراطية والتقدم، حين كتبت آنذاك:

يلعب العلم الدور الإستثناء في كواليس نهضة الأمم.”

mariamitchell3وفي مقطوعة من يومياتها خلال ذات الجولة تشير بأن اهتمامات “ميتشل” ــ كما هو الحال مع الكثير من العلماء ــ لم تتوقف عند العلم وحسب، بل إمتدت للجمال، والشعر، والفن. دافعت من خلالها بسخط عن قدسية الأدب، ناقمة من غلاف كتاب:

ساءني حين وجدت شيئًا من رواياتنا المزرية مغلَّفة باللونين الأحمر والأصفر ومعروضة للبيع، وكان قد أخبرني صديق بأنه تم نسخها من ناشر رخيص في أمريكا. قد يكون الأمر صحيحًا، لكن وجب عليهم أن يتخلصوا من المواد الرديئة والأغلفة المبهرجة، لم أر قط كتبًا أمريكية باللونين الأحمر والأصفر معًا.”

ولم يقتصر الفن على كونه فنًا بمنظور “ميتشل” فقد تجاوز ذلك ليتمثل من خلاله الإنضباط العقلي، والصحة النفسية:

صحة الجسد ليست أمر ملازم لصحة العقل وحسب، بل إنها السبب. وقد يكون العكس من ذلك صحيحًا، وهو أن الصحة الجسدية ماهي إلا نتيجة للصحة العقلية. وكما هو معلوم بالضرورة مدى تأثير الأنشطة التي من شأنها أخذ العقول في فسحة، فإذا كانت التمارين الرياضية تساعد على تحسين صحة العقول، فإن المحافل الموسيقية أو المسرحية لها نصيب من تحسين صحة الأجساد.”

وكانت “ميتشل” راصدة حتى في الطبيعة البشرية، فقد لاحظت لدى زيارتها لعالم فلكي مرموق في كامبريدج عجزه عن توضيح الخطوات أو الأسباب التي عجَّلت باكتشافه لكوكب جديد؛ وقالت في ذلك:

دائمًا ما يبرهن الإنسان العبقري عجزه عن إيضاح وشرح خطواته التي قام بها.”

وعلى نحو آخر، تقول “ميتشل” ــ بما أثبته علم النفس الحديث، وقالت به أناييس نن ــ أن شخصياتنا وإدراكنا لذواتنا أمر أشبه بفسيفساء متغيرة بإستمرار وأبعد مايكون عن كونه أمر ثابت:

إن الفرد ليس هو الفرد ذاته على الدوام، ذلك أن بين كل فرد وفرد هناك فرد، ولكل فرد منهما ذات، فقد يكون الفرد اليوم مختلف عما هو عليه بالأمس ومختلف عما سيكون عليه بالغد، لكنه خليط تلك الذوات المختلفة وحاضنها.”

وعلى ضوء الإرث المعرفي لـ“جاليلو”” فقد تناولت “ميتشل” لدى زيارتها لإيطاليا الاحتكاكات الواقعة بين العلم والدين والتي طالت “جاليلو” من قبلها، و“نيل ديغراس تايسون” من بعدها، إلى جانب عدد كبير من المفكرين المعاصرين:

لا أتصور مشهد يظهر فيه الدين بأضعف صوره المثيرة للشفقة أكثر من انتفاضة الكنيسة علىجاليلو، واتهامها إياه بالهرطقة لما توصَّل إليه من حقائق في كتاب الطبيعة تعارضت بنظر الكنيسة مع مضامين كتابهم المقدس ــ أو لم تُذكر فيه ــ ونسوا بذلك أن كتاب الطبيعة هو أيضًا كتاب الله.

يبدو التصديق بفكرة أنه يمكن لحقيقتين ألَّا تتضاربا باتت فكرة يصعب الأخذ بها.”

 وبمقطوعة من شهر فبراير للعام ١٨٥٣م كشفت “ميتشل” في يومياتها الجانب المذهل والأخَّاذ بعلم الفلك، وقالت بذلك:

نوع جديد من المتعة تمكنت من معرفته حينما بدأت التمييز بين ألوان النجوم المختلفة أثناء رصدي لنجم منكب الجوزاء ولونه متوهج الإحمرار، ونجم رِجل الجبار بلونه الأصفر. شيء مشابه لتلك المتعة التي نلقاها بتأمل الأحجار الكريمة أو زهور الحدائق بفصل الخريف. لم أرَ النجوم الزرقاء بعد، عدا النجوم ذات الطيف الإرجواني عبر التيلسكوب.”

عادت بعد ذلك بعامين لتكتب عن ذات الأمر:

استمتعت بجملة من الألوان التي لحظتها في ساعة أمضيتها برفقة المذنَّبات جعلتني أتفكر أين كنت من تلك النجوم وطيوفها، أين كنت من ذلك السحر في السموات  مؤسف أن صنَّاع الجمال لم يلحظوا بألوان النجوم جمالًا يلهمهم لإثارة الذائقة الأنثوية وولادة عصر جديد من الألوان.”

وبمقطوعة استهلّت بها “ميتشل” نستشف من خلالها ولائها المتجذر للعلوم:

العلوم الفلكية بلا رياضيات هي ما يدعى بـ(جغرافية السماء) وهي بالواقع ليست علمًا فلكيًا على الإطلاق، ولايعوَّل عليها. يجب أن تكون جميع الكتب المتعلقة بعلم الفلك حسابية.”

بعد الحرب الأهلية دُعيَت “ميتشل” من قِبل كلية ڤاسار المرموقة للإنضمام كعضو هيئة تدريس فيها، حيث كانت “ميتشل” المرأة الوحيدة آنذاك، وفي الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر للعام ١٨٦٦م كتبت في يومياتها معبِّرة عن مدى احباطها من العقليات المحافظة حتى في ظل مؤسسة متحررة ككلية ڤاسار:

نطالب ونتحرى لسابِقَةٌ، ولو أن الأرض كانت قد تحرَّت لأمر سابق لما استطاعت أبدًا أن تدور حول محورها!”

وفي يومياتها من ذات العام عبَّرت “ميتشل” بإمتعاض:

هناك شيء من العبث في جملة (العلم الشعبي)، فالمعرفة التي تتصف بالشعبية لاتعتبر علمية.”

وأضافت لاحقًا:

القارىء للكتب العلمية الشعبية من المحتمل أن يظن بأنه تمكن من فهم العلم نفسه، في حين أنه بالكاد تمكن من فهم بعضا مما كتبه الكاتب عن العلم. وتلك واحدة من أسوأ النتائج للمحاولات التي تهدف لجعل العلم شعبيًا.”

كم ستفخر لو أنها عاصرت أعمالًا كأعمال  “كارل ساغان”، “وريتشارد فاينمان”، “وبراين كوكس”، “ونيل ديغراس تايسون” والتي تلقى رواجًا شعبيًا بفضل أصحابها..

تناول “ريتشارد فاينمان” دور الثقافة العلمية في المجتمعات المعاصرة، على ضوء ماذكرت “ميتشل”:

يتسبب جهل الجماهير بإلتباس الفهم لديهم وذلك من حيث التصور المغلوط عن قدرات العالِم وبالتالي إفتراضهم بأن العلماء يتمتعون بقدرات إلهية، وكذلك غياب النتائج عنهم وبالتالي إما المغالاة بالعلماء أو استنقاصهم والتقليل منهم ومن أعمالهم.”

ومع ذلك كانت “ميتشل” مؤيدة لإستدعاء الجماهير وحثهم للعلم وكتبت بذلك:

يصعب إقناع الجماهير بحقيقة أن الظواهر الطبيعية تعنيهم تمامًا كما تعني العلماء.”

ويبدو أن “ميتشل” أدركت فيما بعد حجم التحدي المتمثل بإتخاذ العلم عن رغبة وإرادة وليس عن فطنة أو ذكاء؛ فاستدركت ذلك بمقطوعة من يومياتها قالت بها:

كم هو عظيم نكران أتباع العلم لذواتهم.”

وفي العام ١٨٧١م أبرزت “ميتشل” الدور المفصلي لملكة الخيال في العلوم:

العلم لايقتصر على الرياضيات والمنطق وحسب بل إن للشعر والجمال شيئًا منه، وكذلك الخيال، فالعلم يحتاج إلى الخيال بشكل اسثنائي.”

ولدى زيارتها لبروسيا كانت تلك المقطوعة لتكسر بها الصورة النمطية المأخوذة عن أمريكا، معربة عن تفاؤلها وكرمها وفضولها بالترحال:

لاشك أن الحرية والحكومة المستقلة تعد من أعظم مشاريعنا التي نمتاز بها عن بقية العالم، مع أننا لسنا بقدر مانظن من تقدم، وبالرغم من أننا منخدعون بهالة من العظمة كافية لحبسنا عن قراءة الآخر كما يجب. إلا أن ذلك لم ينل من قناعتي بأنني أسافر لأتعلم؛ مازلت أحاول بأسفاري أن أقرأ الآخر من الزاوية التي تفوق بها علينا، لا من حيثما نتفوق نحن؛ فلم أرَ من البلدان بلدًا يضاهينا بأمر ما، أو يفكر أفضل مما نفكر، أو يستوحي من حيثما نستوحي كإيطاليا بالفنون وإنجلترا بطلب العلم، وألمانيا بالفلسفة.”

واجهmariamitchell4ت “ميتشل” بعض الصعوبات في التنقل والسفر عبرالقطار نتيجة الحرب في “روسيا”، وكتبت من خلال استقراءها وفلسفتها للظروف آنذاك، قائلة:-

أينما وأيَّان حلَّت الحرب، لن يغير ذلك من واقع كونها جهلًا وحماقة..

ويتجسد تفاؤل “ميتشل” في قدرة العقل البشري والنفس البشرية بتأريخها لحادثة كسوف الشمس في “دنڤر” للعام ١٨٧٨م:-

عقولنا التَّواقة تحثنا لننهل المعرفة عن كل مايحيط بنا، فكلما أدركنا أكثر كلما دفع بنا ذلك لنستزيد علمًا، وكلما أبصرنا أكثر، كلما زادت بصيرتنا.”

اضاءة فريدة على فكر فريد ساهم بتوجيه وعصرنة المجتمع بأسلوب يكاد يدركنا أو ندركه..  وجملة أخَّاذة من روائع الفضائية “ماريّا ميتشل”. إحصل/ي على نسختك:  ماريّا ميتشل: حياة، رسائل، ويوميات

المصدر