هل يمكن للعلم (التفكير العلمي) أن يجعلك صالحا؟
سيجيب البعض على عجالة، بالطبع لا يمكنه ذلك- ليس أكثر مما يمكن لإصلاح سيارة أو تحرير مقالات أدبية أن يفعلا. لماذا علينا أن نعتقد بأن للعلم أي قابلية خاصة للرفعة الأخلاقية، أو أن العلماء- بسبب فضيلة مهنة معينة يقومون بها أو بما يعرفونه أو بالطريقة التي يعرفون بها- متفوقون أخلاقيا على الأنواع الأخرى من البشر؟ إنه سؤال غريب بل وحتى غير منطقي. الكل يعرف أن العالم التوجيهي ليجب – الأخلاقي والصالح- ينتمي لمجال مختلف عن العالم الوصفي للواقع.
قد يقبض هذا الرفض على الطريقة التي يفكر بها الكثير منا في السؤال، إذا ما كنا نفكر فيه إطلاقا. ولكن هناك أسباب عدة في لم قد يكون الجواب عجلا.
أولا، هناك طرائق مختلفة لفهم السؤال، ومدركات عصرية مختلفة تتبع وعيا مختلفا يمكن لسؤال كهذا أن يملكه. وتقود بعض سبل فهمه إلى الرفض العفوي، ولكن تربط سبل أخرى العلم بالمسائل الأخلاقية. هنا حفنة فقط من الطرائق التي يمكننا بها التفكير بالعلاقة بين العلم والفضيلة؛ وإذا ما كانت تملك جوانب من العلم القوة على جعلنا صالحين:
-
هل هناك شيء فيما يعرفه العلماء يجعلهم أشخاصا أفضل من السواد الأعظم الطبيعي للبشرية؟ هل الأنواع المختلفة من العلماء – الفيزيائيين، الرياضيين، المهندسين، الأحيائيين والاجتماعيين – أكثر أو أقل فضيلة؟ وهل تعد بعض أنواع الخبرة العلمية خبرة أخلاقية؟
-
هل وُظّف العلماء من شريحة بشرية هي أصلا أفضل من القاعدة.
-
هل هناك شيء يعرفه العلماء، والذي يشترك بمدى عريض مع غير العلماء، يمكنه أن يجعل البقية منا أفضل؟ أم هناك شيئا في كيفية أتى العلماء للمعرفة- فلتسمها المنهجية العلمية- ما يمكن أن يجعل ممارسات غير العلماء أفضل، أو يتقنونها؟ هل تطبيق عريض لطريقة العلماء في المعرفة تجعل مجتمعنا أكثر إنصافا وعدلا وازدهارا؟
-
هل هناك شيء في العلماء يؤهلهم للتدخل في القضايا الاجتماعية والسياسية وأن يصنعوا قرارا بخصوص كل الأمور، بما فيها ولكن غير مقيدين بالاستخدامات الاجتماعية لمعرفتهم؟ هل ملك فيلسوف أو سياسي عالم هي حالة من الأمور الشاذة أو اللا معقولة أو المرغوبة بشدة؟ هل عالم محكوم بالعلماء لن يكون عقلانيا فقط ولكن أكثر عدلا؟