مجلة حكمة
سكب البنزين على النار. ولاية واشنطن تعلن حالة الطوارئ؛ إثر تفشي عدوى الحصبة - كيرك جونسون/ ترجمة: رغد السياري، مراجعة: مصطفى الحفناوي

سكب البنزين على النار: ولاية واشنطن تعلن حالة الطوارئ إثر تفشي عدوى الحصبة – كيرك جونسون / ترجمة: رغد السياري، مراجعة: مصطفى الحفناوي


لافتة عند مدخل مركز بيس هيلث ساوث ويست الطبي، في فانكوفر، واشنطن. سُجِّلتْ تسعوسبعون حالةً من الحصبة منذ بداية هذا العام.
جيليان فلاكس /وكالة الأنباء

سياتل  عدوى الحصبة، التي أُعلن أنها لم تعد خطرًا يهدد الصحة العامة في الولايات المتحدة منذ ٢٠ سنة، تظهر مجددًا هذا الشتاء، في شمال غربي المحيط الهادئ، وولاياتٍ أخرى؛ حيث يحظى فيها الوالدان نسبيًّا بحرية اختيار تطعيم أطفالهم من عدمه.

 

سجل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، تسعًا وسبعين حالةً من الحصبة منذ بداية هذه السنة، وخمسون حالة من هذا المرض شديد العدوى، كانت في ولاية واشنطن. 

تفشت عدوى الحصبة أيضًا في المجتمع العبري اليهودي في بروكلن؛ حيث سُجِّلتْ أربعٌ وستونَحالةً، معظمها في أواخر العام الماضي.  كما صرَح مركز مكافحة الأمراض والوقاية، أن تفشي هذا المرض بدأ؛ عندما أُصيب طفلٌ لم يتم تطعيمه بالفيروس، أثناء زيارته إلى إسرائيل التي تعاني من تفشي الحصبة. 

لكن منذ يناير هذه السنة، لم تشهد منطقة من قبل هذا الكم الهائل من الحالات، التي شهدتها مقاطعة كلارك في واشنطن، وهي تشهد نموًّا سريعًا في المنطقة الحضرية بالقرب من بورتلاند في ولاية أوريغون؛ حيث أعلن موظفو الصحة حالةَ الطوارئ الشهر الماضي، وتسجيل ٤٩ حالة معظمها من الأطفال دون سن العاشرة. 

تشهد مقاطعة كلارك أقل معدلات للتطعيم في ولاية واشنطن. وبناءً على الأرقام التي أعلنتها الولاية، نحو ٧٨ بالمائة من أطفال الحضانة حتى الثانوية تم تطعيمهم.

تعد بورتلاند بالإضافة إلى مناطق أخرى في الغرب، مثل سياتل وفينكس وسالت ليك سيتي وهيوستون، مناطق مكتظة بالأهالي، الذين يفضلون عدم تطعيم أطفالهم لأسباب طبية، أو فلسفية،أو دينية. 

يعتبر علماء الأوبئة بأن الحد الأدنى للوقاية من تفشي الحصبة في العمومِ، يتحقق عند الوصول إلى معدل تطعيم بنسبة ٩٣٪ أو أعلى. 

يقول د. آلان ملنك، مدير الصحة العامة في مقاطعة كلارك: “إذا كان لديك مجتمعٌ غير مطعَّم، فالأمر أشبه بسكب البنزين على النار“، ويؤكدُّ أن: “الحصبة معدية بشكل مريع، ومعدلات المناعة تستمر بالانخفاض”.

تسبب الحصبة أضرارًا عصبية دائمة، بالإضافة إلى الصمم، وفي حالات نادرة نسبيًّا قد تصل إلى الوفاة. وبناءً على المؤتمر الوطني للهيئات التشريعية، تمنح كل الولايات للأهل حق الامتناع عن تطعيم أطفالهم لأسبابٍ طبية، ومعظمها تسمح بذلك أيضًا لأسباب دينية. 

لكن ١٧ ولاية، ومن ضمنها واشنطن وأوريغون وكلارادو وتكساس؛ لم يقفوا عند هذا الحد؛ إذمنحوا الأهل أحقية الامتناع عن تطعيم أطفالهم لأسباب مبهمة، كأسباب شخصية أو فلسفية. وبعض هذه الأسباب قد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحركات المناهضة للتطعيم، مثل الادعاءات التي تم كشفها وإثبات خطأها وزيفها، كعلاقة التطعيم بمرض التوحد. 

يقول د. بيتر هوتز، المدير المشارك في مركز تطوير اللقاح في مستشفى تكساس للأطفال، التابع لكلية الطب في جامعة بايلور في هيوستن: “أنا قَلِقٌ جدًّا من أن يصبح انتشار وباء الحصبة شيئًا طبيعيًّا ومعتادًا عليه”.

ويضيف أن المعلومات المغلوطة عن التطعيم انتشرت، وسمح المشرعون لهذه الإشاعات بأن تؤثر على قراراتهم في تقنين ذلك. 

ويؤكد د. بيتر هوتز: يعتبر المشرعون في الولايات، المسؤولين عن هذا التمكين؛ حيث أنهم سوّغوا التلاعب بهم”.

قال د. ميل نك، مسؤول مقاطعة كلارك، أنه سمع ما تناقله الأطباء منذ تفشي الحصبة مؤخرًا عن ارتفاع معدل زيارة الأهل لتطعيم أطفالهم، وأشار إلى الخطط الجارية لإنشاء عيادات مجانية متخصصة في التطعيم. 

ويقول أيضًا بخصوص التطعيم: “نوّم طفل في المستشفى بسبب الحصبة، وآمل ألّا يتطور الموضوع إلى الإصابة بالتهاب الدماغ أو حتى الوفاة ليغير الناس آرائهم”.

ونقلًا عن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، سُجلت ١٧ حالة تفشي للحصبة في عام 2018، خاصة في أنحاء مناطق البلد.  

وفي ٢٠١٧ سُجلت ٧٥ حالة في مينسوتا في مجتمع صوماليٍّ-أمريكيّ حيث يتدنى معدلالتطعيم. أما في عام ٢٠١٥ فارتبطت ١٤٧ حالة عبر الولايات بمنتزه في كاليفورنيا، حيث زاره أحد الأشخاص المصابين بالحصبة كما يُزعم؛ مما أدى لانتقال العدوى للكثير. 

وعلى الجانب الآخر في المجلس التشريعي لولاية واشنطن، يشجع مجموعة من المشرعين على العدول عن حكم الولاية التي تسمح بالامتناع عن التطعيم لأسباب شخصية أو فلسفية، ورفعوا مشروع قانون في خضم تفشي الحصبة ولكن لم يُفتح التصويت عليه بعد.