مجلة حكمة
خطب قوية

تسع خطب قوية التأثير والفعالية أدت إلى تغيير وجه العالم – ترجمة: فاطمة الغامدي


لقـد اخترنا ما نعتقــد أنه تسعة من أفضل الخطابات التي تبعها حدوث تغييرات في العالم.

ابتداء من العبارة التي تنسب إلى باتريك هنري والتي يقول فيها “الحريـــة أو الموت” إلى تلك العبارة التي تنسب إلى فرانكلين ديلانو روزفلت والقائلة “الشيء الوحيد الذي ينبغي أن نخافه هو الخوف نفسه”.

 

********

 web-speeches-napoleon-getty.jpg

نابليون بونابرت – ” وداعا, جنود حرسي القديم”

بعـد مكابدة العديد من العقبات والنكسات في الحروب النابليونية، أجبر نابليون على التنازل عن العرش في السادس من شهر أبريل للعام 1814م.

وفي لحظات التنازل عن العرش ألقى نابليون خطابا أثنى فيه على جنوده وجنرالاته المخلصين الأوفياء الذين أدانوا له بالولاء حتى النهاية:

“جنــود حرسي القديم لا يسعني اليوم إلا أن أودعكم بعــد أن رافقتكم لفترة من الزمن امتدت لاثنين وعشرين عاما ونحن نذب الخطى على طريق السؤدد والمجد. إنكم في هذه اللحظات الأخيرة، وكما عهدتكم في أيام الفلاح والازدهار، تضربون أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام والولاء والوفاء.

وطالما أن هنالك رجال مثلكم وعلى شاكلتكم فإن قضيتنا لن تضيع، ولكن كان من الممكن أن يطول أمد الحرب، وكان من المحتمل أن تتحول إلى حرب أهلية وذلك ما كان سيورث  المزيد والكثير من الكوارث والعاديات البالغة الأثر على فرنسا. وإنني أضحي بمصالحي الشخصية في سبيل مصالح البلاد.”


 web-speeches-danton-wiki.jpg

جورج جاك دانتون_”يجب عليا أن نتحلى بالشجاعة والمزيد من الشجاعة بل والشجاعة الدائمة”

في أوج معمعة الثورة الفرنسية ألقى دانتون خطابه حاثاً أتباعه من المواطنين الفرنسيين على الاحتشاد لصد عدوان القوات البروسية، كان الخطاب ملهما وحماسيا طالب من خلاله دانتون بإيقاع عقوبة الإعدام على كل من لا يدعم الحرب الفرنسية:

“في هذه اللحظة تتحول هذه الجمعية الوطنية إلى لجنة فعلية للحرب. وإننا لنأمل من الجميع التعاضد والالتحام معا لتوجيه هذه الحركة السامية للشعب وذلك بترشيح المفوضين الذين يمثلوننا في هذه التدابير والاستعدادات العظيمة الشأن. ونطالب بإنزال عقوبة الإعدام على كل من يتقاعس عن تقديم ما يلزم من الخدمات الشخصية أو يرفض تأدية الخدمة العسكرية. وكما نطالب بإعداد مجموعة من التعليمات وإصدارها للمواطنين لتسير على هديها تحركاتهم.

كما نطالب بإرسال رسائل عبر البريد السريع لجميع الدوائر الحكومية بشأن القرارات التي تخرجون بها في جمعكم هذا. وإن ناقوس الخطر الذي نحن بصدد قرعه ليس هو إنذاراٌ، وإنما هو صدى دوي العبء الذي يقع على عاتق أعداء بلادنا. ولكي نظفر بالنصر عليهم يجب علينا أن نتحلى بالشجاعة والمزيد من الشجاعة بل وأن نمضي قدما بكل شجاعة لكي تبقى فرنسا آمنة سليمة.”


web-speeches-garibaldi-getty.jpg

جوزيبي غاريبالدي:  خطبـة لجنــوده

في منتصف القرن التاسع عشر قاد جوزيبي غاريبالدي حركة مسلحة لتحرير العديد من الممالك الإيطالية من نير الحكم النمساوي، وأنشأ الأمة الايطالية الموحدة الحديثة. وقد ألقى هذه الخطبة في عام 1860م لحشد جنوده لتنفيذ المزيد من العمليات الحربية بهدف توحيد الأمة.

“هلموا جميعكم!!! هلموا جميعكم  إلى الســلاح ولندحر الطغاة البغاة ليتلاشوا من أمامنا هباء منثورا. وأنتن أيضا أيتها النســاء يجب عليكن أن تنبذن من أحضانكن كل جبان، لأنكن لن تنجبن منه إلا أطفالاً جبناء، وأنتن بنات أرض الجمال ينبغي أن لا تلدن الا  النبلاء والشجعان. وليخرج من وسطنا كل رعديد متخاذل حاملا معه خنوعه وذله وخوفه المزري وليذهب به إلى أي مكان يشاء، لأن هذا الشعب هو سيد نفســه، ويرغب في خلق علاقات الأخوة مع بقية الشعوب، ولكنه سينظر إلى الجبابرة المتعجرفين المتغطرسين نظرة إباء وعزة، ولن يتذلل لهم مستجديا حريته. وانه لن يتبع بعد اليوم سبيل أولئك الرجال الذين ران على قلوبهم الخبث والدنس, كلا لن يفعل” .


 web-speeches-henry-getty.jpg

باتريـــك هنـــري –  “الحريـــة أو الموت”

في الثالث والعشرين من مارس للعام 1775م. منتصباً ومن أمام الكونغرس التشريعي بولاية فرجينيا, ريتشموند ألقى هنري خطاباً كان له بالغ الأثر في تمرير قرار انضمام الولاية للثورة الامريكية.

“لم تعد هنالك جدوى من محاولة تخفيف حدة  الوضع. وقــد يصرخ السادة “الســـلام السلام”، ولكن لم يعــد هنالك سلام. لقد بدأت الحـرب فعليا. والريح القادمة الآتية من جهة الشمال سوف تحمل معها إلى مسامعنا دوي وجلجلة تلاحم الأسلحة.

إخوتنا في ميدان المعركــة فلماذا  أنتم هنا تضيعون الوقت سدى؟؟ ماذا يريد النبلاء؟ وماذا لديهم؟ هل الحياة عزيزة جداً أم هل السلام حلو المذاق بما يستحق شرائه مقابل القبول بقيود الذل والعبودية. حاشا لله . إنني لا أعلم أي الطرق سوف يسلكها الآخرون، أما عن نفسي إما الحرية أو الموت.”


 web-speeches-lincoln-getty.jpgأبراهام لنكون – خطبـة جيتسبيرج

ألقيت هذه الخطبة في مقبرة جيتسبيرج في التاسع عشر من شهر نوفمبر للعام 1863م. وكان إلقاؤها أثناء مراســيم دفن  دشنت خلالها مقبرة جيتسبيرج الوطنية. 

“قبل سبعة وثمانين عاما مضت من الزمان أوجــد آباؤنا في هذه القارة  أمــة جديدة امنت بالحرية وبالمبدأ القائل إن جميع البشر خلقوا سواســـية.

ونحن الآن نخوض غمار حرب أهليــة عظيمة، وما يمثل اختبارا ما إذا كان في استطاعة  تلك الأمة أو أي أمة غيرها تؤمن كذلك بالحرية ومخلصة لمبدأ أن جميع الناس خلقوا سواسية أن تصمد  طويلا.

وهانحن اليوم وقد اجتمعنا في احدى ساحات القتال العظيمة لتلك المعركــة.

قد أتينا لنخصص هذه الأرض لتكون المثوى الأخير لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بقاء تلك الأمــة.

وإنه لمن الجدير والمناسب تماما أن نقوم بهذا العمل”.


web-speeches-churchill-getty.jpg

ونستون تشرشل – “الدم والكدح والدموع والعرق”

عندما دخل ونستون تشرشل إلى مجلس العموم البريطاني وللمرة الأولى عقب توليه منصب رئيس الوزراء ألقى في الثالث عشر من شهر مايو لعام 1940م خطبةً تمخض عنها احتشاد البلاد كافة لخوض غمار الحرب ضد ألمانيا النازية. كما كانت دعوة لحمل السلاح تستهدف توحيد الشعب البريطاني ضد خطر النازية.

“إنني أؤكــد لمجلس العموم كما سبق وأن أكدت لأولئك الذين انضموا لهذه الحكومة: بأنني ليس لدي ما أقدمه غير الدم والكدح والدموع والعرق.  والآن ونحن نواجه محنة من أكثر المحن ضراوة وشراسة، أمامنا شهور طويلة من الصراع والمعاناة. وإنكم لتتساءلون  ما هي سياستنا؟ وأنا أؤكــد لكم أن سياستنا هي خوض غمار الحرب بحرا وبرا وجوا بكل ما أوتينا من قوة وبكل ما يسخره لنا الله من عزم  وثبات، وأن نشن الحرب ضد قوى الجبروت والطغيان الوحشي الذي لم يسبق له مثيل في بشاعته  وارتكابه أبشع الجرائم ضد الإنسانية.

هي تلك سياستنا. وقد تتساءلون ما هدفنا؟  وأجيب عليكم في كلمة واحدة: هدفنا هو النصر والنصر مهما كلف والنصر بالرغم من  كل الإرهاب ولا شيء غير النصر، النصر مهما بعدت علينا الدروب وشقت. حيث أنه دون النصر لن يتسنى لنا البقاء”.


web-speeches-Roosevelt-getty.jpg

فرانكلين ديلانو روزفلت – خطاب التنصيب الأول

ألقى فراكلين ديلانو روزفلت خطابه الأول للتنصيب في الرابع من شهر مارس لسنة 1993م  في أوج الكساد الاقتصادي الضخم الذي عانت منه الولايات المتحدة الأمريكية.

متوجها بخطابه لجموع الشعب الأمريكي في جميع أنحاء البلاد ساعيا إلى تخفيف مخاوف مواطنيه ومشدداٌ على ما ينبغي على البلاد عمله في سبيل  إنعاش الاقتصاد.

“ولذلك وفي المقام الأول دعوني أؤكـد لكم إيماني الراسخ بأن الشيء الوحيد الذي يجب علينا الخوف منه هو الخوف نفسه – الإرهاب غير المعلن غير المنطقي وغير المبرر والذي يكبل ويشل الجهود التي نحتاجها لتحويل التقهقر إلى تقدم وازدهار ونماء.

وفي كل ساعة من الساعات المظلمة التي مرت بها حياتنا الوطنية كانت هنالك قيادة تحلت بالشفافية والقوة ويقابلها من جانب الشعب ما يلزم من تفهم ودعم ومساندة، وهذا كل ماهو  جوهريا لتحقيق النصر.

وإنني على قناعة تامة بأنكم سوف تقدمون مرة أخرى ذلك الدعم وتلك المساندة للقيادة في هذه الأوقات العصيبة.”


web-speeches-JFK-getty.jpg

 جون فتزجيرالد كنيـــدي – خطاب التنصيب

بعد أدائه قسم اليمين الدستورية في العشرين من شهر يناير للعام 1961م ألقى كنيدي خطبة ربما كانت إحدى أكثر الخطب شهرة في تاريخ السياسة الأمريكية.

وكان الهدف من خطبته استلهام همم مستمعيه وتوحيد الولايات المتحدة الأمريكية ضد خطر الشيوعية:

“طوال تاريخ العالم الطويل هنالك القليل فقط من الأجيال التي لعبت دور الدفاع عن  الحرية في وقت يكون الخطر المحدق بها في ذروته. وإنني لا أتقاعس عن تحمل هذه المسئولية فأنا لها.

ولا أعتقـد أن أي منا سوف يتبادل المواقع مع أي شعب آخر أو أي جيل آخر. وكل ما نبذله من جهد وصدق وتفان سوف يضيء الطريق لبلادنا كما سيضيء الطريق لكل من يسعى في خدمتها. وسينير وهج هذه النار طريق العالم أجمع.

وعليه أخوتي الأمريكيين ينبغي عليكم ألا تسألوا عما يمكن أن تقدمه البلاد لكم بل يجب أن تسألوا عما يمكن أن تقدموه أنتم لبلادكم.

أخوتي مواطني الدول الأخرى لا تسألوا عما يمكن أن تقدمه لكم أمريكا بل اسألوا عما يمكن أن نفعله سويا من أجل حرية الانسان”.


web-speeches-MLK-getty.jpg

مارتن لوثر كنج جونيور – “لدي حلم”

على عتبات سلم نصب لنكون التذكاري في واشنطن دي سي، ألقى مارتن لوثر كنج إحدى أشهر الخطب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك في الثامن والعشرين من شهر أغسطس للعام 1963م.  وقد ألحق كنج بالخطبة  حلم أمة المستقبل والذي يتوسل فيه  الأمة أن تنبذ الكراهية على أساس العنصر.

“أصدقائي. أقول لكم اليوم وبالرغم مما نواجهه من الصعوبات والتي سوف نواجه في المستقبل، ما زال لدي حلم. إنه حلم ذو جذور مغروسة في أعماق الحلم الأمريكي.

لدي حلم  بأنه يوما ما سوف تنهض هذه الأمة لتعيش على أسس المعنى الصحيح لعقيدتها والذي يتمثل  في الآتي: “إننا نعتبر تلك الحقائق لهي حقائق بديهية وبينة بذاتها: إن جميع البشر يخلقون سواسية.”

لدي حلم بأن يوما ما سوف يجلس أبناء الذين كانوا عبيدا وأبناء الذين كانوا أسيادا على تلال جورجيا الحمراء حول مائدة الأخوة.

لدى حلم بأنه يوما ما حتى ولايـة المسيسبي المحترقة بحرارة الظلم والاضطهاد سوف تتحول إلى واحة من الحرية والعدالة.

لدي حلم أن أطفالي الأربعة يوما ما سوف يعيشون وسط أمة لا يقيمون فيها على أساس لون بشرتهم بل على أساس محتوى شخصياتهم.”