مجلة حكمة
فلسفة الفارابي مقالة من موسوعة ستانفورد

الفارابي وفلسفته الكاملة

الكاتبتيريس آن دورات
ترجمةمنى الرفاعي
تحميلنسخة PDF
الفارابي
د. تيريس آن دروارت، محاضرة في قسم الفلسفة في جامعة كاثوليك أمريكا، متخصصة في فلسفة الفارابي وابن رشد وابن سينا

 حول الفارابي ، وكتابه إحصاء العلوم ومنطقه ولغته، وحول الرياضيات والموسيقى، والفيزياء والماورائيات، نص مترجم لد. تيريس آن دروارت، ترجمة: منى الرفاعي، والمنشور على (موسوعة ستانفورد للفلسفة). ننوه بأن الترجمة هي للنسخة المؤرشفة في الموسوعة ، والتي قد تختلف قليلًا عن النسخة الدارجة للمقالة، حيث أنه قد يطرأ على الأخيرة بعض التحديث أو التعديل من فينة لأخرى منذ تتمة هذه الترجمة. وختامًا، نخصّ بالشكر محرري موسوعة ستانفورد، وعلى رأسهم د. إدوارد زالتا، على تعاونهم، واعتمادهم للترجمة والنشر على مجلة حكمة. نسخة PDF


الفارابي

نحن لا نعرف سوى القليل جدا الموثوق به عن حياة الفارابي. من المرجّح أن يكون أبو نصر الفارابي قد وُلد في عام 870 م (257 هـ) في مكان يسمى فاراب. في شبابه انتقل إلى بغداد، العراق، وفي عام 943 م (331 هـ) ذهب إلى سوريا ودمشق، وربما ذهب إلى مصر لكنه توفي في دمشق في ديسمبر 950 م، أو يناير 951 م (339 هـ). شكك العلماء في أصله العرقي، وزعم البعض أنه تركي، لكن أحدث الأبحاث تشير إليه باعتباره فارسيًا. (Rudolph 2012: 363–74)

 

لدى الفارابي اهتمامان رئيسيان:

– الفلسفة والمنطق على وجه الخصوص، هذا الاهتمام يفسّر لمَ هو معروف بـ “المعلّم الثاني”. (المعلّم الأول هو أرسطو بالطّبع).

– الموسيقى، كتابه “كتاب الموسيقى الكبير” هو أهم أطروحة موسيقية عن العصور الوسطى في الأراضي الإسلامية، ويتضمّن أيضًا أقسام فلسفية مدروسة للغاية.

مع بداية ثمانينيات القرن العشرين، حدث الكثير في المدرسة الفارابية. أدّت الطبعات والترجمات الجديدة والمنقّحة لأعمال الفارابي إلى دراسات أعمق عن فكره، وإلى بعض الجدل القوي المثير للاهتمام. العديد من المراجع تجيز دراسات أكثير تفصيلًا. لازال ينقصنا طبعات نقدية وترجمات إنجليزية كاملة، وحتى في بعض الأحيان ترجمة نصوص عديدة لأي لغة، ومقدمة راسخة عن فلسفة الفارابي . في حاجة أيضًا إلى المزيد من الأبحاث من أجل فهمٍ أفضل للعلاقة بين اهتمامه الفلسفي والموسيقي.

يمكنك إيجاد القوائم الأحدث والأكثر تفصيلًا لأعمال الفارابي في “أبو نصر الفارابي” لآلريتش رودلف (2012: 374 – 457)، وفيليبي فاليت (2004: 379 – 87). كما ترجم أيضًا جون ماكجيني ودايفيد سي ريسمان سلسلة من النصوص الفارابية في مقالتهم كتاب “الفلسفة العربية الكلاسيكية: مختارات أدبية من المصادر” (2007: 54 – 120).

 

  1. إحصاء العلوم

  2. اللغة

  3. المنطق

  4. الرياضيات والموسيقى

  5. الفيزياء

  6. الماورائيات

  7. الخاتمة

  • المراجع

  • أدوات أكاديمية

  • مصادر أخرى على الإنترنت

  • مقالات ذات صلة


 

  1. إحصاء العلوم للـ الفارابي

فيما يلي سنركّز على تطورات علمية مهمة في آخر ثلاثين سنة، وسنضيف تتمة مفيدة إلى هذه القوائم. من أجل إلقاء الضوء على هذه التطورات العلمية سنتبع النظام التقليدي للعلوم الأرسطووية التي يعرضها الفارابي نفسه في كتابه “إحصاء العلوم”، وهو أحد نصوصه الأكثر شهرة والتي كان لطبعاتها اللاتينية في العصور الوسطى تأثيرًا كبيرًا في الغرب. لا يوجد ترجمة إنجليزية كاملة لهذا النصّ، ولكن آمور تشيرني نشر إصدارًا ذا ترجمة وشروح فرنسية. ظهرت مؤخرًا إصدارات نقدية جديدة بترجمات للغة الألمانية عن النسختين اللاتينية للقرون الوسطى، إصدار دومينيكاس غونديسالينس بعنوان “حول العلوم” (2006)، أو إصدار جيرارد الكريموني بنفس العنوان (2005). أعلن بريبوسل الناشر (تورنهاوت) عن صدور طبعة نقدية للأخير بترجمة فرنسية لآي جالونيير. اتباع هذا النظام النظري التقليدي يبدو منطقيًا أكثر بما أننا نعلم القليل جدًا عن الترتيب الزمني لأعمال الفارابي ، حتى مع وجود دلالةٍ ما عن كتابَيْ “آراء أهل المدينة الفاضلة” المعروف أيضًا بـ “الدولة المثالية“، و“الأنظمة السياسية” المعروف أيضًا بـ “مبادئ الكون” أن يكونا من بين أعماله الأخيرة. إنّ ندرة المعلومات الدقيقة عن الترتيب الزمني لأعمال الفارابي تجعل من الصعب تحديد ما إذا كان بعض التوتر والتناقض بين الأعمال المختلفة قد نتج عن تحوّل في تفكيره، أو إشارة إلى اختلافات بين المقالات العامة والسريّة، أو قد نشأ ببساطة عن القيود المتأصلة في الطبيعة البشرية التي تؤثّر حتّى على كبار الفلاسفة. بينما فهم الفارابي الفلسفة على أنها جَزْلة وحاول تقديم نظريات متينة، تحتوي بعض الأعمال على العديد من المبادئ الفلسفية المتداخلة، وسوف نشير إلى ذلك في حينها. معرفة الفارابي بأعمال أرسطو هي معرفة جامعة، حتّى أنّها تشمل بعض مقالاته المتعلقة بعلم الحيوان.

  1. اللغة عند الفارابي


في كتابه “إحصاء العلوم”، يركّز الفارابي على اللغة والنحو وعلم العروض، إلخ. ويعطينا كتاب “الحروف” الكثير من المعلومات عن آرائه في اللغة. وجد محسن مهدي، وهو ناشر أول طبعة من هذا الكتاب في عام 1969، لاحقًا مخطوطة كتابية أخرى باللغة العربية ولكنه لم يكمل طبعة جديدة. بالاستفادة من المواد الجديدة التي جمعها مهدي سابقًا، يحضّر تشارلز باتروورث طبعة ثانية بترجمة انجليزية كاملة. كما قدّم محمّد علي خالدي ترجمة جزئية تغطي الجزء الأوسط (2005). بدأت تيريزا آن دراورت بدراسة الآراء المبتكرة لـ الفارابي عن اللغة. في فرايبورغ ام بريسغاو، تعمل ناديا جيرمان مع فريقها على اللغة والمنطق في اللغة العربية الفصحى، وهم متأثرون بشدّة برقيّ مكانة الفارابي . بالنسبة لـ الفارابي، الموسيقى تخدم الخطاب، القسم الأخير من كتاب ” كتاب الموسيقى الكبير” يشرح كيف تتلائم الموسيقى تقنيًا مع الخطاب، كالشّعر مثلًا، من أجل تعزيز المعنى في نصٍّ مّا. تتضّمن أطروحة الدكتوراة لعزّة عبد الجميد مدين لجامعة كورنيل في عام 1992، ” العلاقة بين اللغة والموسيقى في “كتاب الموسيقى الكبير لـ “الفارابي”، ترجمة إنجليزية لهذا الجزء. يشرح هذا الجزء أيضًا كيف للحكّام أن يولوا اهتمامًا للقوة الموسيقية وأهميّتها في تجميل الخطاب، من أجل حثّ المواطنين على الفضيلة ومساعدتهم في فهم وجهات النّظر الصحيحة.

  1. المنطق عند الفارابي


درس الفارابي المنطق بجانب دراسته للغة، ولمدة طويلة بدت محاولة فهم المنطق فهمًا جدّيًا عند الفارابي نوعًا ما صعبة المنال. طبعات وترجمات أعمال المنطق لـ الفارابي موزعة في صحف وأعمال جماعية مختلفة، باستثناء كتابه الطويل “التعقيب على تفسير أرسطو” (Zimmerman 1981).

 

قام رفيق العجم وماجد فخري بتعديل وتجميع جميع هذه النصوص بشكل انتقادي أكثر في طبعة “المنطق عند الفارابي” في أربع مجلّدات (1985-87). نشر محمّد تقي دانيشبازوه في مدينة قم بين عامي 1987 و 1989 مجموعة أكثر اكتمالًا من نصوص المنطق لـ الفارابي، تتضمّن اجزاء مكتَشَفَة حديثًا عن تعليق طويل عن الأنالوتيكا الأولى (القياس). وبرغم أنّ عدد لا بأس به من هذه النّصوص بقيت غير مترجمة، تبعهم كتابين عن المنطق عند الفارابي ، وهما: “المنطق الأرسطووي واللغة العربية عند الفارابي” لشكري عابد (1991)، “الفارابي والقياس المنطقي عند أرسطو: النظرية اليونانية والتطبيق الإسلامي” لجو لاميير (1994). نشرت ماونا زونتا في الآونة الأخيرة (2006) أجزاء من تعليق طويل عن “الأنواع” بترجمة للغات العبرية والعربية والانجليزية. يتخصّص العديد من العلماء مثل خالد الرويحي وويلفرد هودجيز وتوني ستريت وبول توم في المنطق ويساعدوننا في تقديرٍ أفضل لذكاء المنطق عند الفارابي . قدّر جون وات (2008) تأثير الآلات السيريانية على الفارابي ، وخصّص كامران كاريمالله (2014) مقالة مطوّلة عن آراء الفارابي في الجمل الشرطية.

 

بعض المواضيع التي تخصّ المنطق هي أيضًا على صلة بالأخلاقيات وعلم الماورائيات. أحدها متعلّق بالوحدات المستقبلية، إذا حُددت على الفور القيمة الحقيقية للبيانات المتعلقة بالوحدات المستقبلية ، أي قبل وقوع الحدث، فعندئذ يكون كل شيء محدد سلفا وحرية الإرادة مجرّد وهم. أرسطو يتناول هذا الموضوع في “التفسير” 9. ويناقش الفارابي جوانب أكثر تعقيدًا في هذا الموضوع حيث يعزز من تقدير المعرفة المسبقة للرب، ويدافع عن حرية الإرادة عند الإنسان ضد بعض علماء اللاهوت (انظر كتاب بيتر آدمسون (2006) ” معركة البحر العربي: الفارابي والوحدات المستقبلية”).

 

 وكما أوضحت ديبورا إل. بلاك (1990)، في أعقاب التقليد السكندري، فإن الفلاسفة في الأراضي الإسلامية يعتبرون البلاغة وعلم العروض كمكملات للمنطق الصحيح، وكذلك أجزاء من أورغانون أرسطو. ترجم لاسين إي. إيزاهر (2008: 347 – 91 ) التعليق القصير على البلاغة. يحضّر فريدريك وورثر ومارون عوّاد طبعة جديدة عن بعض نصوص البلاغة عند الفارابي ، كما قدّم فريدريك ديبلر في كتابه “الفيلسوف في بغداد في القرن العاشر” (2007)، وهو مجموعة ترجمات مفيدة جدًا لبعض أعمال الفارابي القصيرة، ترجمة فرنسية للأطروحات الثلاث المختصرة اللاتي كرّسها الفارابي لعلم العروض. وترجم جيرت جان فان جيلدر ومارلي هاموند واحد من هذه الأطروحات (2008: 15 – 23)، “كتاب علم العروض”، إلى الانجليزية، كما ترجما مقطع مختصر وثيق الصلة بـ “كتاب الموسيقى الكبير”.

قام العلماء المهتمون بالفلسفة السياسية بتسليط الضوء على الفروقات التي خلقها الفارابي بين (1) الخطاب التوضيحي، وهو ما يعكس آراء أرسطو في كتابه “التحليلات الثانية”، وهو ما يطلق عليه أيضًا في اللغة العربية “كتاب البرهان”، وهو ما يشكّل بحد ذاته معنى فلسفي دقيق، (2) الخطاب الجدلي، وهو من طبيعة “المتكلّمين” أو اللاهوتيين، ومرتبط بـ “الموضوعات” لأرسطو، (3) الخطاب البلاغي والشعري، المُستَخدَم في القرآن أو الكتب المقدّسة المسيحية واليهوديّة من أجل توجيه الخطاب إلى الناس العاديّة.

 

الاعتبار الكبير الذي يكنّه الفارابي لنظرية البرهان عند أرسطو أدّى به إلى محاولة احتواء أي مبدأ نظري في إطارها، على الرّغم من أنّ بعضًا منهم، كالموسيقى مثلًا، لا تستند بشكل حصري على المبادئ الأساسية والضرورية الكونية، كما أنها تحمل أيضًا مبادئ مستمَدّة من الملاحظات التجريبية. كما كانت الموسيقى ذات أهمية كبيرة عند الفارابي ، فنجد في الجزء الأول لكتابه “كتاب الموسيقى الكبير” مراعاة للكثير من المبادئ التجريبية الابتدائية واشتقاقها من الفحص الدقيق للتجربة، مثل الأداء الموسيقي.

 

  1. الرياضيات والموسيقى عند الفارابي

بعد المنطق تأتي الرياضيات. الرياضيات عند الفارابي تشمل علوم الحساب والهندسة والبصريات والفلك والموسيقى وعلوم الأوزان والميكانيكا، ومؤخرًا فقط أولي اهتمامٌ لهذا الجانب من فكر الفارابي . ركّز جاد فريدونثال (1988) على آراء الفارابي في الهندسة، ما عدا الإشارة إلى اعتراض الفارابي ، على عكس الكِندي، على صلاحية ما نسميه اليوم بعلم التنجيم، وتجاهل العلماء آراء الفارابي في علوم الفلك والكون. وكتاب دميان جانوس “الطريقة والبناء والتطور في علم الكون عند الفارابي” (2012) قام بسدّ هذه الثغرات، كتابه يلقي ضوءً جديدًا على جوانب مختلفة من علم الفلك عند الفارابي ، وكذلك علم الكون وعلم فلسفة الطبيعة. يبرز الكتاب أيضًا العلاقة ما بين علم الكون وعلم ما وراء الطبيعة. أشار جوهانس ثومان (2010 – 11) إلى تعليق جديد تم اكتشافه حديثًا على كتاب المجسطي المنسوب إلى الفارابي (Ms. Tehran Maglis 6531).

 

في كتابه “إحصاء العلوم”، الفارابي يتبع التصنيف التقليدي للموسيقى الدارج تحت الرياضيات. وفي كتابه “كتاب الموسيقى الكبير” يشير فعلًا إلى أنّ الموسيقى تستمّد بعضًا من مبادئها من علم الحساب، ولكنّه يصر أيضًا، كما ذكرنا سابقًا، على أهمية الأداء في تحديد المبادئ التجريبية. في بعض المواضع، فضلًا عن الانعكاسات النظرية، الأذن هي الحَكَم المطلق، حتى إذا تعارضت الأذن في بعض الأحيان مع بعض المبادئ الرياضيّة، فمثلًا هو مدركٌ تمامًا أن نصف نغمة لا تمثّل النصف تمامًا. لا يوجد ترجمة كاملة لكتاب “كتاب الموسيقى الكبير” سوى ترجمة رودلف دي. إيرلانجر إلى الفرنسية المنشورة أولًا في الأعوام 1930 – 35 قبل تعديل النسخة العربية وإعادة طباعتها عام 2001. لا يوجد ترجمات إنجليزية لها سوى ترجمات جزئية، إحدى هذه الترجمات موجودة في قسم اللغة والأخرى في قسم المنطق التابع للشعر. ترجم جورج ديمتري ساوا (2009) البابيْن المتعلّقَيْن بالنّظْم. تقوم أليسون لاوين (جامعة ماكغيل) ، الفيلسوف التي تتمتع بمعرفة ممتازة بالنظريات الموسيقية اليونانية و “عزف العود”، بإعداد ترجمة انجليزية كاملة لهذا النص المعقد الطويل. ومع ذلك، فإن “الكتاب الكبير” ليس النص الوحيد الّذي خصّصه الفارابي للموسيقى. بعد كتابته للكتاب لم يكن راضيًا عن شرحه للإيقاعات، فكتب لاحقاً نصين أقصر في الإيقاعات (تحرير إيكهارد نويباور مع ترجمة ألمانية عام 1998، وترجمة اجليزية لكلا المقاليْن لساوا عام 2009). اخترع الفارابي على ما يبدو نظام نوتات موسيقية للإيقاعات. خصّص فضل شحادة فصله الثالث من كتاب “فلسفة الموسيقى في العصور الوسطى للإسلام” لـ الفارابي، وقد قدمت تيريز آن دروت زوجًا من المقالات حول بعض الجوانب الفلسفية لآراء الفارابي في الموسيقى. ويقدّم ساوا السياق الموسيقي اللازم في كتابه “ممارسة الآداء الموسيقي في بدايات العصر العبّاسي” (1989).

 

  1. الفيزياء عند الفارابي


بعد الرياضيات تأتي الفيزياء. لدينا فقط عدد قليل من النصوص الفارابية التي تتعامل مع الفيزياء المأخوذة بأوسع معانيها وتغطي الفلسفة الطبيعية برمتها. يتناول بول ليتينك بعض آراء الفارابي في الفيزياء في كتابه “فيزياء أرسطو واستقبالها في العالم العربي” (1994) وكذلك يانوس (2012). تبنّى مروان راشد (2008) محاولة إعادة بناء أطروحة مفقودة عن الكائنات المتغيرة.

 

وكتب الفارابي أطروحة قصيرة ترفض وجود الفراغ، قام نجاتي لوغال وأيدين سايلي (1951) بنشر النسخة العربية مع ترجمة إنجليزية، وقام سايلي (1951) بتحليلها، ويقدم دايبر (1983) سياقها.

 

مما يستحقّ دراسات جديّة هو التفنيد الموضوعي لنقد جالين لآراء أرسطو عن الأعضاء البشرية، وقام عبد الرحمن بدوي بتعديله في “المعاهدات الفلسفية”. فيوضّح اهتمام الفارابي بأعمال أرسطو المتعلّقة بعلم الحيوان، كما تبيّن تشابه مثير للاهتمام بين الهيكل الهرمي لكلّ من أعضاء الجسم البشري والكون ونظرية الانبعاث وذلك المتعلّق بالدولة المثالية. ونشر إم. بريسنر ودرس أيضًا المقدمة المختصرة لـ الفارابي عن دراسة الطب.

 

الفيزياء عند الفارابي تشمل أطروحة “عن الروح” لأرسطو، كما أبدى العلماء اهتمامًا أكبر لأطروحة الفارابي الصغيرة “عن الفكر” (M. Bouyges, 1983). هذه الأطروحة المهمّة، والتي يوجد منها نسختين بلاتينية العصور الوسطى، يوجد منها ترجمة انجليزية كاملة قدّمها كل من ماكجينيز وريزمان في كتابهم “الفلسفة العربية الكلاسيكية” (2007: 68 – 78 ). نشر فيليب فالات (2012) ترجمة فرنسية مع تعليقات شاملة عن الفكر عند الفارابي . يلامس هذا النص المنطق والأخلاق وعلم الكونيات والماورائيات، كما أنّه أثار الجدل. اعتبر العلماء القدماء أنه بالنسبة لـ الفارابي فالأكوان تحصل عن طريق الانبعاث من عامل الفكر، وهو بالنسبة له الذكاء العاشر والأخير، حتى لو كان المعلم الثاني في العديد من المقاطع يستخدم لغة التجريد. في الآونة الأخيرة، يزعم ريتشارد تايلور (2006 و 2010) مؤخرًا أنه على العكس من ذلك، هناك تجريد حقيقي عند الفارابي ، حتى ولو كان ذلك ينطوي في بعض النواحي على القوة المنبثقة من عامل الفكر.

 

  1. الماورائيات

علم الماورائيات يلي الفيزياء، ليس من السهل تقييم فهم الفارابي لعلم ما وراء الطبيعة. الرسالة المختصرة بعنوان “أهداف علم ما وراء الطبيعة عند أرسطو” تشدّد على عكس ما يعتقده البعض، فهذا العلم ليس لاهوتيًا ولكنه يفحص كلّ ما هو مشترك بين جميع الكائنات الحيّة، مثل الكينونة والوحدة. وقدّم ماكجينيز وريزمان ترجمة انجليزية كاملة في كتابهم “الفلسفة العربية الكلاسيكية” (2007: 78 – 81)، ونشر محسن مهدي في عام 1989 النص العربي بأطروحة مصغّرة بعنوان “عن الوَحدة والتوحّد”. العديد من فقرات كتاب ” الحروف” ذات مغزى تجريدي، وهذا كما أظهرها ستيفان منّ (2008)، تلك المقاطع تثير تساؤلات عن ماهية العلاقة بالضبط بين المنطق والماورائيات، مثل تعامل كلا المفهومين مع المصنّفات (Thérèse-Anne Druart  2007). مثل تلك النصوص تقدّم نظرة أرسطوية تركّز على علم الوجود الّذي يفرّق بوضوح بين الماورائيات وعلم الكلام، ويبدو أنّه يترك مساحة محدودة لعلم اللاهوت الفلسفي وخاصةً السلالة الأفلاطونية الجديدة.

 

من جانب آخر، يبدأ كتاب “آراء أهل المدينة المثالية” وكتاب “النّظام السياسي” أو “مبادئ الوجود” بجانب تجريدي مقدّم على هيئة سلالة أفلاطونية حديثة يليه جانب ثانٍ يتعامل مع تنظيم المدينة أو الدّولة ولا يتعامل مع الكائن الحي أو الواحد على أنه الفكرة الأكثر عالمية. يعكس الهيكل الهرمي للدولة المثالية الهيكل الهرمي لنظرية الفيض المطروحة في القسم الأول. حرّر وازلر الكتاب الأوّل بترجمة انجليزية تحت عنوان “الدولة الكاملة” (1985)، وحرّر فوزي نجار الكتاب الثاني (1964). وقدّم جورج باتروورث أول ترجمة انجليزية كاملة لكتاب “النظام السياسي” في كتاب “الكتابات السياسية” (المجلّد الثاني، راجع الصفحات 27 – 94). لم تتّضح تمامًا بعد العلاقة الدقيقة بين علم الوجود والسلالة الأفلاطونية الحديثة أو نظرية الانبثاق، على الرّغم من أنّ كتاب “إحصاء العلوم” يناقش كلا الجانبين. علاوةً على ذلك، القضية المثيرة للجدل هي إن كانت السلالة الأفلاطونية الحديثة ترتكز على الفلسفة السياسية أو الماورائيات، فهي ببساطة نداء خطابي لجعل آراء الفارابي السياسية والفلسفية مستساغة لدى السلطات الدينية ولدى العامّة. تلامذة ليو ستراوس ومحسن مهدي قسّموا آراء الفارابي إلى الآراء العامة التي يتبعها الجمهور العريض، وإلى الآراء الخفية والمكتوبة للنخبة الفكرية. الآراء العامة منسجمة أكثر مع الخطاب والآراء الدينية، مثل الآراء عن الخلود وروح الإنسان، في حين أنّ هذه الآراء مكبوتة عن عمد لدى الكتابات الخفيّة (فيما يلي سنرى العديد من الأطروحات التي ينكر فيها الفارابي خلود الروح الإنسانية). نجد مقالتين لتشارلز باتروورث من بين أكثر المواقف الشتسراوسية حداثة، وهما “كيف تقرأ الفارابيو “هدف الفارابي : الفلسفة السياسية وليس السياسية اللاهوتية”. بعض العلماء الآخرين مثل ديميتري جوتاس وستيفن منّ وتيريزا آن دراورت يعتبرون الماورائيات عند الفارابي ، بما فيها السلالة الأفلاطونية الحديثة، هي جوهر أعماله، حتى وإن تناول الفارابي الماورائيات قليلًا في كتابه “فلسفة أرسطو”. سوف نتناول هذا الجدال في تقديم الأخلاقيات والسياسة، وهما الموضوعان التاليان بعد الماورائيات حسب تصنيف الفارابي للعلوم.

كان تناول الفارابي للأخلاقيات قليلًا، ولكن جزءًا كبيرًا من الجدل يرجع إلى ما قد نعرفه عن كتابه المفقود “تفسير الأخلاقيات النيكوماخية“، وهو هجومه الرئيسي على الأخلاقيات. على الرغم من وجود ترجمة عربية لكتاب أرسطو “الأخلاقيات النيكوماخية” (أشرف على تحريرها آي. آي. آكاسوي وآي فيدورا، وترجمها للانجليزية دي إم دانلوب، 2005)، فلا نرى سوى تأثيرًا بسيطًا له في كتابات الفارابي المتواجدة. ولكن كتب الفارابي عنه تعقيبًا مفقودًا، حيث أشار إليه ثلاثة من الفلاسفة الأندلسيين وهم ابن باجة وابن طفيل وابن رشد. فحسب رأيهم، ينكر الفارابي في ذلك التعليق خلود الروح الانسانية، كما ينكر أيضًا احتمال وجود أي اقتران بين الروح وعامل الفكر أو الفكر النشط، معتبرًا إياها من الحكايات الطويلة. ومع ذلك، في العديد من الأعمال الأخرى، مثل أطروحة الفكر والآراء والنظام السياسي، يدّعي الفارابي أن هذا الاقتران ممكن ويشكل السعادة المطلقة. إذا كان ما قدّمه الفلاسفة الأندلسيّون يوضّح قراءة دقيقة للنص المفقود، فقد يكون لدى أتباع ليو شتراوس مبررات لقراءة أعمال الفارابي كأجزاء مقسّمة إلى آراء ظاهرة ومخفية، حيث أن محتوى هذا العمل قد تتعارض آراؤه في نصوص أكثر شعبية، مثل “أطروحة الآراء” حيث أن التأثير الأقوى هو الأفلاطونية الحديثة. الماورائيات الأفلاطونية الحديثة، المفسّرة أساسًا على أنها السلالة والمنشأ، قد تقدّم رؤية عامة وظاهرية مفيدة من أجل العامة، ولكنّها منفية في الأعمال الخفية المحجوزة للنخبة الفكرية. نشر تشايم ميير نيريا مؤخرًا اقتباسيْن من هذا التعقيب، بترجمة عبرية وترجمة انجليزية، المكتشف حديثًا وأعطى تلخيصًا عن القضية.

 

على الرّغم من عدم امتلاكنا لأي نصوص لـ الفارابي معنيّة بالأخلاق وترتكز على “الأخلاقيات النيكوماخية”، إلا أنّنا نملك أطروحة مختصرة عن الأخلاق في عُرْف الأخلاقيات الهلنستية، “توجيه الاهتمام نحو طريق السعادة” أو “التنبيه“، نلاحظ عدم الخلط بينه وبين “تحقيق السعادة” أو “التحصيل”، وهو تمهيد لدراسة الفلسفة الصحيحة والمنطق على وجه الخصوص (الترجمة الانجليزية في كتاب “الفلسفة العربية الكلاسيكية” لماكجينيز وريزمان (2007: 104 – 20)). هذه الأطروحة أولًا تحرّض الطالب على كبح رغباته ليتمكن من التركيز على دراساته، وثانيًا تشجّعه على أن يبدأ دراسة الفلسفة والمنطق على وجه الخصوص. من الواضح أنّها سابقة للفلسفة، وتعمل كمدخل لمقدمة ابتدائية عن المنطق الفارابي تحت عنوان “التعبيرات المستخدمة في المنطق” (طبعة محسن مهدي: 1968، بدون ترجمة انجليزية). يبقى مفهوم الفارابي عن الأخلاقيات الفلسفية غير واضح لأن لدينا القليل جدًا من الأساس النصّي المتوسّع لإنشائه.

 

الفلسفة السياسية لـ الفارابي أصابت نجاحًا أفضل بكثير، كما وجذبت اهتمام الكثير من العلماء. فحسب كتاب “إحصاء العلوم”، تشمل علم الكلام وعلم اللاهوت اللافلسفي والفقه، أو القانون الإسلامي. العديد من الأعمال السياسية الفارابية مترجمة إلى اللغة الانجليزية، ترجم محسن مهدي ثلاثة من تلك الأعمال في كتاب “فلسفة أفلاطون وأرسطو”، وهو يحتوي على ترجمة الكتب “تحقيق السعادة” و “فلسفة أفلاطون” و “فلسفة أرسطو”، وهذه الثلاث نصوص مأخوذة من ثلاثية مؤلفات (1969b; reprint 2001). ترجم تشارلز باتروورث “مختارات من الأقول المأثورة” في كتابه “الكتابات السياسية” (المجلّد الأول: 2001) والجزء الخامس من كتاب “إحصاء العلوم” و “كتاب الدين” و “التوافق بين أفكار اثنين من الحكماء: أفلاطون الإلهي وأرسطو”، وفي المجلد الثاني ترجمة كتاب “النظام السياسي” و “ملّخص لقوانين أفلاطون”.

 

الفارابي لا يستلهم من “السياسة” لأرسطو، وهو نص لا يبدو أن له ترجمة أو ملخص باللغة العربية، ولكن يأخذ بعض الإلهام من نصوص “الجمهورية” و “القوانين” لأفلاطون. حتى وإن كان وصوله إلى هذين النصين محدودا إلى حد ما، حيث يوجد بعض الشك في وجود ترجمة عربية كاملة لهما. على الرغم من كتابة ابن رشد لتعليق من هذا النوع على “الجمهورية”، فإيجازه ومحتواه لا يثبتان معرفة عميقة بالنص كاملًا، ومع ذلك اكتشف ديفيد سي. ريزمان ترجمة عربية لمقطع واحد من “الجمهورية” (VI, 506d3–509b10). فيما يخص “القوانين”، فنحن لدينا ما كتبه الفارابي “ملخص لقوانين أفلاطون”، ولكن هذه النص، الذي نشرت طبعته العربية تيريزا آن دراورت وترجمه باتروورث إلى الانجليزية في كتاب “الكتابات السياسية”، مختصر جدًا ويغطي فقط الثُمن الأول من الكتب. في هذه المرحلة لا يمكن تحديد ما إذا كان هذا الملخص يعتمد على ترجمة عربية كاملة أو جزئية لـ “القوانين” أو على ترجمة لملخص يوناني، غالبًا لغالين. “فلسفة أفلاطون” المختصر لـ الفارابي لا يستعرض معرفة مفصّلة عن أعمال أفلاطون.

 

على الرغم من أن فلسفة الفارابي السياسية تأخذ بعض الإلهام من أفلاطون، إلا أنها تحول هذا الاهتمام كثيرًا نحو طرق مهمة ومثيرة للاهتمام لإظهار عالم مختلف تمامًا والتكيف معه. فبدلاً من دولة أحادية اللغة والعرق، يتصور الفارابي إمبراطورية واسعة متعددة الثقافات واللغات والأديان، ويرى أيضا ضرورة جعل الفيلسوف الملك نبي فيلسوف حاكم.

 

لقد أثار كتاب “ملخص لقوانين أفلاطون” لـ الفارابي الكثير من الجدل، وهو ما يرويه باتروورث في مقدمة ترجمته (2015: 97-127). في عام 1995 ، نشر جوشوا بارنز، مستفيدًا من مسودة طبعة درورت، كتاب “الميتافيزيقيا في صورة البلاغة: الفارابي” وهو ملخص لـ “القوانين” لأفلاطون، وجادل بأن الفارابي يأخذ الميتافيزيقيا، أو ربما أكثر وبالتحديد الميتافيزيقيا الخاصة أو السلالة الأفلاطونية الحديثة، بمعنى آخر ماهية الصفات الروحية للكائنات بدلًا عن علم الوجود، يأخذها على أنها شكل من أشكال البلاغة، وأن هذا هو الحال بالفعل بالنسبة لأفلاطون. ومن المثير للجدل هو سؤال هل كان يجب علينا أم لا قراءة أفلاطون كما قرأه بارنز والشتراوسيين الآخرين تحت فهم الفارابي له.

 

قدم مروان راشد (2009) عنصراً جديداً في الجدل من خلال وضع شكوك جدية عن صحة كتاب “التوافق بين أفكار اثنين من الحكماء: أفلاطون الإلهي وأرسطو” لـ الفارابي. وباتباع التقليد الإسكندري، هذه الأطروحة تناقش أنه على الرغم من سلسلة القضايا المتعارضة بين أفلاطون وأرسطو إلا أنه يوجد توافق ملحوظ بين هؤلاء الحكماء، فيمكن للمرء حل هذه التناقضات بسهولة (انظر آنفًا لترجمة باتروورث إلى اللغة الانجليزية). وهذا النص يشير إلى “اللاهوت عند أرسطو”، وهو ما لم يكتبه أرسطو أبدًا، وأنه مستمد من أفلوطين أيضًا. من ناحية أخرى، تجادل سيسيليا مارتيني في طبعتها النقدية وترجمتها الإيطالية لهذا النص (“التوافق بين أفكار اثنين من الحكماء: أفلاطون الإلهي وأرسطو” لـ الفارابي) لصالح الأصالة الفارابية له. تقبّل المرء للتأليف الفارابي للكتاب قد يؤثر إما على فهمه للجدل ككل عن كيفية القراءة لـ الفارابي، أو قد يؤثر أيضًا على فهمه لأرسطويته أو أفلاطونيته الحديثة. هذا أيضًا يجعل القضية الكاملة عن العلاقة بين الماورائيات عند الفارابي وفلسفته السياسية معقّدة وملتوية.

 

من بين التطورات الاخيرة المعبَّر عنها في مختلف المقالات عن الناحية الشتراوسية، دعونا نشير إلى ما كتبه باتروورث “كيف تقرأ الفارابي” و “هدف الفارابي : الفلسفة السياسية وليس علم اللاهوت السياسي” وهذا ما أشرت إليه سابقًا. على الجانب الآخر يمكننا أن نشير إلى كتاب تشارلز جينيكا “اللاهوت والفلسفة، العناية الإلهية بالفارابي وأصالة التوافق بين أفكار الحكيمين“، والذي يعترض على ما أعلنه مروان راشد أن كتاب “التوافق” غير أصلي، وكتاب “أفلاطون الفارابي”. نشر آمور تشيرني من ناحية أخرى كتابًا عن العلاقة بين السياسة والماورائيات عند الفارابي تحت عنوان “المدينة وآراؤها: السياسة والميتافيزيقيا عند أبو نصر الفارابي“، والذي يحتوي على ملحق يعترض فيه على صحة كتاب “التوافق”.

 

 7. الخاتمة

على الرغم من أن لدينا الآن إصدارات من نصوص الفارابي أكثر جدارة وترجمات أكثر اكتمالاً، باللغتين الإنجليزية والفرنسية على وجه الخصوص، فإن العديد من هذه الإصدارات والترجمات مبعثرة في العديد من الكتب والمجلات، فجمع كل نصوص الفارابي المتاحة ليس إنجازًا متوسطًا. لو نشرت مطبعة جامعة أوكسفورد كتاب “الأعمال الفلسفية لـ الفارابي”، كما فعلت مع الكندي في 2012 (مجلد واحد، تحرير بي. آدمسون وبي. إي. بورمان)، بدايةً بالأعمال غير المترجمة أو المترجمة جزئيًا إلى الانجليزية، وأيضًا تلك الترجمات الانجليزية المخبأة في الكتب والمجلات النادرة، فسنكون ممتنّين إلى الأبد، ولكننا على وعيٍ تام بأن ذلك قد يتطلّب مجلدات عديدة والكثير من الوقت.

 

بعض النصوص لا تزال بحاجة إلى تحرير أفضل. وبعض النصوص غير مترجمة على الإطلاق إلى أي لغة أوروبية أو غير مترجمة بعد إلى الإنجليزية. لا يبدو العلماء دائمًا على دراية كاملة بما هو متوفر وما قاله العلماء الآخرون، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، لكن الصورة الأوضح والأكثر تعقيدًا لأعمال الفارابي آخذة في الظهور. إنها تسلط الضوء على مدى اتساعها وتعقيدها، حتى إن كان لا يزال لدينا مشكلة في تجميع كل أجزائها.


المراجع

أدوات البحث

  • Al-Mawrid(Special Issue on Al-Farabi), 4(3), 1975.
  • Chavooshi, Jafar Aghayani,Al-Fârâbî: An Annotated Bibliography, Tehran, 1976.
  • Cunbur, Müjgan, Ismet Ninark & Nejat Sefercioglu,Fârâbî Bibliyografyasi, Ankara: Bashakanhk Basimevi, 1973.
  • Daiber, Hans,Bibliography of Islamic Philosophy (from the 15th Century to 1999) 2 vol., Leiden: Brill, 1999 and its Supplement, Leiden: Brill, 2007, much complete and update these pioneers works.
  • Druart, Thérèse-AnneBrief Bibliographical Guide in Medieval and Post-Classical Islamic Philosophy and Theology, available online in yearly installments and includes a section on al-Fârâbî.
  • Rescher, Nicholas,Al-Fârâbî: An Annotated Bibliography, Pittsburgh: University of Pittsburgh Press, 1962.

Dictionary

  • Alon, Ilai and Shukri B. Abed,Al-Fârâbî’s Philosophical Lexicon, 2 volumes (volume I: Arabic Text; volume II: English translation). Cambridge: Cambridge University Press, 2002 (provides al-Fârâbî’s own definitions of technical philosophical terms).

مصادر رئيسية

Works by al-Fârâbî

The following are listed by editors/translators:

  • al-‘Ajam, Rafîq & Majid Fakhry (eds), 1985–87, al-Fârâbî,al-mantiq inda al-Fârâbî, in 4 volumes, Beirut: Dar al-Mashriq.
  • Badawi, ‘Abdurrahman, 1983,Traites philosophiques par al-Kindi, al-Farabi, Ibn Bajjah & Ibn Adyy, 3rd edition, Beirut: Dar Al-Andaloss.
  • Bonadeo, Cecilia Martini (ed.), 2008, al-Fârâbî,Larmonia delle opinioni dei due sapienti, il divino Platone e Aristotele, Pisa: Plus.
  • Bouyges, Maurice (trans. and ed.), 1983, Alfarabi,Risalat fil-Aql, 2nd edition, Beirut: Imprimerie Catholique.
  • Butterworth, Charles E. (ed. and trans.), 2001, Alfarabi,The Political Writings: Selected Aphorisms and Other Texts, Volume I, Ithaca, NY: Cornell University Press.
  • ––– (ed. and trans.), 2015, Alfarabi,The Political Writings: Political Regime and Summary of Plato’s Laws, Volume II, Ithaca, NY: Cornell University Press.
  • Cherni, Amor (trans. and ed.), 2015, al-Fârâbî,Le recensement des sciences, Paris: Al Bouraq.
  • Dânishpazuh, Muhammad Taqî (ed.), 1987–89,al-Fârâbî, al-mantiqiyyât lilfârâbî, 3 volumes, Qumm: Matba‘at Bahman.
  • Diebler, Stéphane (trans), 2007, al-Fârâbî,Philosopher à Bagdad au Xe siècle, introduction by Ali Benmakhlouf, glossary by Pauline Koetschet, Paris: Seuil.
  • Druart, Thérèse-Anne (ed.), 1998, “Le Sommaire du livre des “Lois” de Platon”,Bulletin d’Études Orientales, 50: 109–55;
  • d’Erlanger, Rodolphe (trans.), 1930–35,La musique arabe: Al-Fârâbî, Grand Traité de la Musique, vol. I–II, Paris: Geuthner, reprint (Paris: 2001).
  • Ezzaher, Lahcen E. (ed.), 2008, “Alfarabi’sBook of Rhetoric: An Arabic-English translation of Alfarabi’s Commentary on Aristotle’s Rhetoric”, Rhetorica, 26(4): 347–
  • ––– (transl.), 2015,Three Arabic Treatises on Aristotles Rhetoric (translation, introduction, & notes), Carbondale: Southern Illinois University Press , pp. 12–
  • Galonnier, A. (ed. and trans.), forthcoming,Le De scientiis Alfarabii de Gérarde de Crémone: Contributions aux problèmes de l’acculturation au XIIe siè Étude introductive et édition critique, traduite et annotée, Turnhout: Brepols.
  • van Gelder, Geert Jan & Marlé Hammond (trans. and eds), 2008,Takhyîl: The Imaginary in Classical Arabic Poetics, Exeter: Gibb Memorial Trust, pp. 15–
  • Gerard of Cremona [c. 1114–1187] (trans.), 2005, al-Fârâbî,Über die Wissenschaften (de scientiis), Franz Schupp (ed.), Freiburg: Herder .
  • Gundissalinus, Dominicus [ca. 1150] (transl.), 2006, al-Fârâbî,Über die Wissenschaften (de scientiis), Jakob Hans Josef Schneider (ed.), Freiburg: Herder .
  • Khalidi, Muhammad Ali (ed. and trans.), 2005, al-Fârâbî, “The Book of Letters”, in hisMedieval Islamic Philosophical Writings, Cambridge: Cambridge University Press, pp. 1–
  • Lugal, Necati & Aydin Sayili, 1951, “Maqâla fî l-Khalâ”,Belleten (Türk Tarih Kurumu), 15: 1–16 & 21–
  • Mahdi, Muhsin (ed.), 1968, al-Fârâbi,Utterances Employed in Logic, introduction and notes, Beirut: Dar el-Mashreq.
  • ––– (ed.), 1969a,Alfarabis Book of Letters (Kitab al-Huruf), Arabic text, introduction and notes, Beirut: Dar el-Mashreq.
  • ––– (ed.), 1969b,Alfarabis Philosophy of Plato and Aristotle, translated with an introduction, 2ndedition, Ithaca, NY: Cornell University Press; reprinted 2002.
  • ––– (ed.), 1989,Alfarabis On One and Unity, Casablanca: Toubkal .
  • McGinnis, Jon & David C. Reisman (eds.), 2007,Classical Arabic Philosophy: An Anthology of Sources, Indianapolis: Hackett Publishing, pp. 54–
  • Najjar, Fauzi M. (ed.), 1964,Al-Fârâbî’s The Political Regime, with introduction & notes, Beirut: Imprimerie Catholique .
  • Neria, Cahim Meir, 2013, “Al-Fârâbî’s Lost Commentary on the Ethics: New Textual Evidence”,Arabic Sciences and Philosophy, 23(1): 69–
  • Neubauer, Eckhard, 1998a, ‘Die Theorie vom iqa’, in hisArabische Musiktheorie von den Anfangen bis zum 6./12. Jahrhundert (Studien, Übersetzungen und Texte in Faksimile), Frankfurt: Institute for the History of Arab-Islamic Science, pp. 128–
  • Rashed, Marwan, 2008, “Al-Fârâbî’s lost treatiseOn changing beings and the possibility of a demonstration of the eternity of the world”, Arabic Sciences and Philosophy, 18(1): 19–
  • Sawa, George Dimitri, 2009,Rhythmic Theories and Practices in Arabic Writings to 339 AH/950 CE : Annotated translations and commentaries, Ottawa: The Institute of Mediaeval Music.
  • Sayili, Aydin, 1951, “Al-Farabi’s Article on Vacuum”,Belleten (Turk Tarih Kurumu), 15: 151–
  • Vallat, Philippe (trans.), 2012, al-Farabi,Épître sur lintellect, Paris: Les Belles Lettres.
  • Walzer, Richard (ed. and trans.), 1985,Al-Faradi on the Perfect State, with introduction and commentary, Oxford: Oxford University Press.
  • Zimmerman, F.W., 1981,Al-Farabis Commentary and Short Treatise on Aristotles De interpretatione (translation, introduction & notes), London: British Academy.

Works by other authors

  • [Aristotle] Akasoy, A.A. & A. Fidora (eds), 2005,The Arabic Version of the Nicomachean Ethics, with an English translation by D.M. Dunlop, Leiden: Brill.
  • [al-Kindî] Adamson, Peter and Peter E. Pormann (ed.), 2012,The Philosophical Works of al-Kindi(Studies in Islamic Philosophy), Karachi: Oxford University Press.

مصادر ثانوية

  • Abed, Shukri B., 1991,Aristotelian Logic and the Arabic Language in Alfârâbî, Albany, NY: SUNY Press.
  • Adamson, Peter, 2006, “The Arabic Sea Battle: al-Fârâbî on the Problem of future Contingents”,Archiv für Geschichte der Philosophie, 88: 163–
  • Black, Deborah L., 1990,Logic and Aristotles Rhetoric and Poetics in Medieval Arabic Philosophy, Leiden: Brill.
  • Butterworth, Charles E., 2011, “Alfarabi’s Goal: Political Philosophy, Not Political Theology”, inIslam, the State, and Political Authority: Medieval Issues and Modern Concerns, Asma Afsaruddin (ed.), New York, NY: Palgrave McMillan US, pp. 53–
  • –––, 2013, “How to Read Alafarabi”, inMore Modoque: Festschrift for Miklós Maróth, edited by P. Fodor et alii, Budapest: Research Centre for the Humanities of the Hungarian Academy of Sciences, pp. 33–
  • Cherni, Amor, 2015,La cité et ses opinions: Politique et métaphysique chez Abû Nasr al-Fârâbî, Paris: Albouraq.
  • Daiber, Hans, 1983, “Fârâbîs Abhandlung über das Vakuum: Quellen und Stellung in der islamischen Wissenschaftsgeschichte”,Der Islam, 60(1): 37–
  • Druart, Thérèse-Anne, 2007, “Al-Fârâbî, the categories, metaphysics, andThe Book of Letters”, Medioevo, 32: 15–
  • –––, 2010, “Al-Fârâbî: An Arabic Account of the Origin of Language and of Philosophical Vocabulary”,Proceedings of the American Catholic Philosophical Association, 84: 1–
  • Freudenthal, Gad, 1988, « La philosophie de la géométrie d’al-Fârâbî. Son commentaire sur le début du Ier et le début du Ve livre desÉléments d’Euclide », Jerusalem Studies in Arabic and Islam, 11: 104–
  • Genequand, Charles, 2012, “Théologie et philosophie. La providence chez al-Fârâbî et l’authenticité de l’Harmonie des opinions des deux sages”,Mélanges de lUniversité Saint-Joseph, 64: 195–
  • –––, 2013, “Le Platon d’al-Fârâbî”, inLire les dialogues, mais lesquels et dans quel ordre? Définitions du corpus et interprétations de Platon, A. Balansard & I. Koch (eds), Sankt Augustin: Academia Verlag, pp. 105–
  • Gutas, Dimitri, 2012 “Platon: Tradition arabe”, inDictionnaire des philosophes antiques, vol. V-b, Richard Goulet (ed.), Paris: CNRS, pp. 854–
  • Janos, Damien, 2012,Method, Structure, and Development in al-Fârâbî’s Cosmology, Leiden: Brill.
  • Karimullah, Kamran, 2014, “Alfarabi on Conditionals”,Arabic Sciences and Philosophy, 24(2): 211–
  • Lameer, Joep, 1994,Al-Fârâbî & Aristotelian Syllogistics: Greek Theory & Islamic Practice, Leiden: Brill.
  • Lettinck, Paul, 1994,Aristotles Physics and its Reception in the Arabic World, Leiden: Brill.
  • Madian, Azza Abd al-Hamid, 1992,Language-music relationships in al-Fârâbî’s Grand Book of Music, Ph.D. dissertation for Cornell University.
  • Menn, Stephen, 2008, “Al-Fârâbî’sKitâb al-Hurûf and his analysis of the Senses of Being”, Arabic Sciences and Philosophy, 18(1): 59–
  • Parens, Joshua, 1995,Metaphysics as Rhetoric: Alfarabis Summary of Platos Laws’”, Albany, NY: SUNY Press.
  • Plessner, M., 1972, “Al-Fârâbî’s Introduction to the Study of Medicine”, inIslamic Philosophy and The Classical Tradition, S.M. Stern, Albert Hourani, and Vivian Brown (eds), Columbia, SC: University of South Carolina Press, pp. 307–
  • Rashed, Marwan, 2009, ”On the Authorship of the TreatiseOn the Harmonization of the Opinions of the Two Sages Attributed to al-Fârâbî”, Arabic Sciences & Philosophy, 19(1): 43–
  • Reisman, David C., 2004, “Plato’sRepublic in Arabic: A Newly Discovered Passage”, Arabic Sciences and Philosophy, 14(2): 263–
  • Rudolph, Ulrich, 2012, “Abû Nasr al-Fârâbî”, inPhilosophie in der islamischen Welt, Volume 1: 10. Jahrhundert, (Grundriss der Geschichte der Philosophie), Ulrich Rudolph (ed.) with Renate Würsch, Basel: Schwabe, pp. 363–457.
  • Sawa, George Dimitri, 1989,Music Performance Practice in the Early Abbâsid Era, Toronto: Pontifical Institute of Mediaeval Studies.
  • Shehadi, Fadlou, 1995,Philosophies of Music in Medieval Islam, Leiden: Brill.
  • Taylor, Richard C., 2006, “Abstraction in al-Fârâbî”,Proceedings of the American Catholic Association, 80: 151–68
  • –––, 2010, “The Agent Intellect as “Form for Us” and Averroes’s Critique of al-Fârâbî”, inUniversal Representation and the Ontology of Individuation, Gyula Klima & Alexander W. Hall (eds), Newcastle upon Tyne: Cambridge Scholars Publishing , pp. 25–
  • Thomann, Johannes, 2010–11, “Ein al-Fârâbî zugeschriebener Kommentar zum Almagest (Ms. Tehran Maglis 6531)”,Zeitschrift für Geschichte der arabisch-islamischen Wissenschaften, 19: 35–
  • Vallat, Philippe, 2004:Farabi et l’École d Des prémisses de la connaissance à la philosophie politique, Paris: Vrin.
  • Watt, John, 2008, “Al-Farabi and the History of the Syriac Organon”, inMalphono w-Rabo d-Malphone (Gorgias Eastern Christian Studies), George Anton Kiraz (ed.), Piscataway, NJ: Gorgias Press, pp. 751– Reprinted separately in 2009, (Analecta Gorgiana 129), Piscataway, NJ: Gorgias Press.
  • Zonta, Mauro, 2006, “Al-Fârâbî’sLong Commentary on Aristotle’s Categories in Hebrew and Arabic. A Critical Edition and English Translation of the Newly-found Fragments”, in Studies in Arabic and Islamic Culture, II, B. Abrahamov (ed.), Ramat-Gan: Bar-Ilan University Press , pp. 185–

أدوات أكاديمية

  How to cite this entry.
  Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.
  Look up this entry topic at the Indiana Philosophy Ontology Project (InPhO).
  Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

مصادر أخرى على الإنترنت

  • Al-Farabi, webpage on Al-Farabi at muslimphilosophy.com. (This page has links to a few complete texts of al-Farabi, some in Arabic and some in English translation.)
  • Al-Farabi, webpage on Al-Farabi at thegreatthinkers.org.

مقالات ذات صلة

Al-Farabi: philosophy of society and religion | Al-Farabi: psychology and epistemology | Arabic and Islamic Philosophy, disciplines in: metaphysics | music, philosophy of


[1] Druart, Therese-Anne, “Al-Farabi”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Fall 2016 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = <https://plato.stanford.edu/archives/fall2016/entries/al-farabi/>.