مجلة حكمة

الاستخدام المفرط للتكنولوجيا: قدرة الأطفال على تذكر ما يقرؤونه – ترجمة: العذوق التيماني


 سرعان ما حلت الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الآيباد والهواتف الذكية والقارئات الالكترونية محل “الألعاب” التقليدية كمصادر للتعلم والترفيه بالنسبة لأطفال اليوم، حيث أصبحت مع قدرتها على احتواء مزايا متعددة في داخل جهاز واحد؛ تمثل العرف الجديد الذي يلقى رواجاً من قبل صغار السن، واستعرض العديد من النقاد الآثار السلبية للتكنولوجيا على القراءة والتعلم. وعلى الرغم من أن أجهزة الآيباد، وغيرها من الأجهزة الالكترونية الأخرى، قد تبدوا على أنها وسيلة مريحة لإبقاء الأطفال مستمتعين ومنشغلين، إلا أنه يظهر أيضاً أن القراءة من خلال جهاز إلكتروني لها تأثير سلبي على عادات القراءة، وقد يسهم هذا الاستخدام المفرط للتكنولوجيا في تأخر النمو وقلة التفاعلات والتجارب الشخصية التي تشجع على استخدام ملكات الإبداع والتخيل، وكنتيجة لهذا، يُقترح تقييد استخدام الأطفال للأجهزة الالكترونية.

تغيرت طبيعة القراءة بفعل ظهور القارئات الالكترونية والأجهزة المحمولة، التي يمكن من خلالها قراءة النسخ الالكترونية من الكتب والمواد المقروءة الأخرى، ولذلك يختار الكثير من الآباء والأمهات إعطاء أطفالهم تلك القارئات الالكترونية بدلاً من الكتب الورقية بقصد الراحة، حيث يمكن تحميل الكتب الالكترونية وفتحها من خلال نقرة زر؛ لكن وكما أشار جابر (Jabr) (2014) تحمل القارئات الالكترونية بعضاً من الأخطار على الأطفال، حيث أظهرت أحد الدراسات أن الآباء والأمهات يضطرون عند قراءة “كتاب الكتروني يحوي مؤثرات صوتية لأطفالهم” (البالغين من ثلاثة إلى أربعة أعوام) إلى إيقاف القصص عند منتصفها بشكل مؤقت لمنعهم من العبث بأزرار الشاشة، حيث يؤدي مثل هذا النوع من التشتت الذهني إلى معدلات حفظ متدنية ومدى انتباه أقصر لدى الأطفال طوال فترة القراءة، وعلى العكس “يتابع الأطفال القصص المكتوبة في كتب ورقية بشكل جيد” (Jabr 104).

ولا يعني العيش في العصر الرقمي أن الآباء والأمهات مطالبون بتعريض أطفالهم للتكنولوجيا منذ لحظة ولادتهم.

يحتاج الأطفال إلى القدرة على القراءة بدون أية مشتتات، حتى يصلوا إلى أقصى قدراتهم على الاحتفاظ بالمعلومات التي يحصلون عليها من خلال النص المقروء؛ فالأجراس وأصوات الإنذارات التي يطلقها القارئ الالكتروني تكفي بحد ذاتها للتأثير كثيرًا على قدراتهم القرائية، وذلك استناداً إلى دراسة تم الاستشهاد بها مسبقاً، حيث يبدأ الأطفال ببناء أساس عادات القراءة منذ الولادة، وحتى سن الخمسة أعوام؛ الأمر الذي يجعل هذه الآثار التي ثبت ضررها على القراءة عواملاً خطيرة مثبطة للطفل بسبب بنائه لعادة القراءة المشتتة، ومن ثم الافتقار إلى القدرة على استرجاع ما قرأه نتيجة لذلك.

تخلق طبيعة القارئات الالكترونية المشتتة للذهن أكثر من مجرد مشاكل تتعلق باسترجاع ما يُقرأ، وتزيد المشتتات الناجمة عن استخدام جميع أنواع الأجهزة، وعن التمرير المستمر خلال النص عند استخدام القارئات الالكترونية من صعوبة استخدام القراء قدراتهم التخيلية بشكل كامل مقارنة بقرائتهم لكتاب ورقي،

“تفشل القارئات الالكترونية في إعادة خلق تجارب معينة ملموسة للقراءة من كتاب ورقي” (Jabr 99) “هناك عوامل ملموسة للقراءة… إننا نبني تصورات ذهنية للنص الذي نقرأه”(Jabr 99-100).

 

قدرة الطفل على التخيل مهمة لتطوره الإدراكي ولكن القارئات الالكترونية قد تعيق هذه العملية الضرورية، عن طريق تقييد تجربة القراءة الملموسة، والحافز الذهني الذي تخلقه؛ وبالنسبة للأطفال، فإن الفوائد التي تُجنى من قراءة الكتب المطبوعة تفوق بكثير تلك التي تُجنى من القارئات الالكترونية، لذا يُفضل أن تكون حرية وصولهم إلى القارئات الالكترونية محدودة، إن لم تكن ممنوعة كلياً، حتى يبلغوا سناً تكتمل فيه تطوراتهم الدماغية اكتمالاً تاماً، ولا يتعرضوا للآثار السلبية التي تسببها تلك القارئات التي تؤثر على مدى إدراك الأطفال.

ولكن ليست القارئات هي الأجهزة الالكترونية الوحيدة التي ينبغي تقييد وصول الأطفال إليها، ففي العصر الرقمي، يقضي الأطفال الساعات الطوال في استخدام وسائل التكنولوجيا، وأمام الشاشات المختلفة؛ وخاصة شاشات التلفاز والحواسيب الآلية. ناقشت بادما رافيكاندران وبراندل فرانس دي برافو في كتابهما “Young Children and Screen Time (Televisions, DVD’s, Computers)” الآثار السلبية التي يتسبب بها قضاء أوقات أمام الشاشات على الأطفال البالغين من العمر ثلاثة أعوام فأقل، حيث أن الواقع يقول أن “تلك الأوقات التي يقضونها أمام الشاشات ليست فقط مرتبطة بالتأخر اللغوي وقلة المفردات، بل إن دراسات أظهرت أنه كلما تم تعريض الرضع والأطفال الصغار إلى شاشات التلفاز أكثر، كلما زادت احتمالية تعرضهم لقلة النشاط والإصابة بالبدانة وصعوبة النوم والاتسام بالعدوانية”.

ويؤدي التعرض المفرط للشاشات إلى كمية كبيرة من المشاكل الصحية، ومشاكل النمو  تتدرج من تأخر التطور اللغوي، إلى أن تصل إلى الإجهاد البدني والتوتر العاطفي. ويمكن أن يكون لهذه الآثار الجانبية السلبية، التي تحدث خلال سنوات التكوين للطفل، آثاراً صحية مستمرة مدى الحياة لأن الطفل يكون وقتها قد اكتسب أنماطاً وعادات سيئة لا يمكن التخلص منها بسهولة.

بالإضافة إلى ذلك، يقلص التعرض المفرط لشاشات التلفاز والحاسب الآلي عادةً أوقات لعب الطفل الذي يعتبر مهماً لتطور نموه، حيث يعمد الآباء والأمهات إلى إشغال أطفالهم بالجلوس أمام الشاشات لساعات، عوضاً عن تسخير هذه الساعات للعب رغبة منهم في الراحة، بالرغم من “أن اللعب يمنح الأطفال فرص تعلم مختلفة، سواء من الجوانب البدنية أو الاجتماعية أو العاطفية أو الذهنية أو جوانب تطور اللغة أو في الجانب الذي يجيدونه” (Ravichandran and de Bravo 3). قد يؤدي عدم استغلال مثل هذه الفرص إلى خسارة الأطفال لخبرات تكوينية إدراكية، واجتماعية، وكذلك صحية بدنية لا تقدر بثمن.

يبدأ الطفل خلال وقت اللعب -وخاصة في سنوات نموه الأولى- تعلم كيفية التفاعل مع الآخرين، إضافة إلى كيفية الاحتفاظ بالمعلومات، تسلب التكنولوجيا مثل هذه الأوقات المهمة وقد تصل آثارها إلى ما بعد مرحلة المراهقة، لأن هذه التجارب تشكل الأساس الذي تُبنى عليه شخصية الشخص وسلوكه فيما بعد. ويمكن أن يؤثر الجلوس أمام الشاشات على الطريقة التي يتعامل الأطفال من خلالها مع المواقف، وكيفية استجابتهم للعالم المحيط بهم، بأسلوب سلبي يولد بذلك أنماطاً لسلوكيات رديئة، وردود أفعال سلبية للمواقف اليومية، بالإضافة إلى تأثيره الذي يؤدي إلى تأخر في النمو والتطور. ويؤدي تعريض الأطفال الصغار بشكل مفرط إلى الشاشات -وخاصة من هم دون الثالثة- إلى وضعهم على حافة الخطر، ويجعل خسارتهم أكبر، ويسهم التعرض المفرط للتكنولوجيا أيضاً في تأخر التطور، ويؤثر على الصحة العامة للأطفال، لذلك ينبغي تقييده إلى أبعد حد.

ويناقض النظرية (التي ترى أن الجلوس أمام الشاشات يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والعقلية) رأياً يزعم بأنه يمكن مكافحة هذه الآثار بالتمارين البدنية، ولكن مقالاً بعنوان: “Children’s Screen Viewing is Related to Psychological Difficulties Irrespective of Physical Activity” يُظهر أن هذه ليست هي المسألة، حيث وجد المؤلفون أن “الأطفال الذين قضوا أكثر من ساعتين يوميًا، في مشاهدة التلفاز أو في استخدام الحاسب الآلي، كانوا عرضة لخطر متزايد لمراحل متقدمة من المشاكل النفسية” (Paige et al. e1101) كان هذا استناداً إلى دراسة قامت باختبار عوامل القوة والضعف لدى أطفال أخبروا عن عدد ساعات مشاهدتهم للتلفاز، ومن ثم قامت بتحليل النتائج مع أخذ النشاط البدني بالاعتبار.

حيث أظهرت هذه الإحصائيات أن بعض الآثار الصحية السلبية التي تنجم عن الجلوس أمام الشاشات لا يمكن إصلاحها، ولا حتى مكافحتها بممارسة الرياضة، وكذلك الحال مع الآثار النفسية التي تؤثر سلباً على صحة الطفل، بالإضافة إلى كونها حقيقية بالفعل، مما يجعل الأطفال عرضة لمشاكل نفسية خطيرة يصعب التغلب عليها؛ فلذلك يجب تقييد جلوس الأطفال أمام الشاشات.

وينبغي أيضاً الحد من استخدام التكنولوجيا وقضاء أوقات أمام الشاشات لسبب آخر يتمثل في كونهما يؤثران بشكل سلبي على تفاعل الأبوين مع أبنائهم، “أظهرت نتائج دراسة أجريت للنظر في مدى أثر استخدام الالكترونيات على القراءة  -حيث تحمل هذه الدراسة عنوان “Once Upon a Time: Parent–Child Dialogue and Storybook Reading in the Electronic Era”- أن وجود الالكترونيات بخصائصها المتعددة أثر سلباً على كلاً من القراءة الحوارية بين الأبوين والطفل، وفهم الطفل للقصة”(Parish-Morris et al. 200)، حيث قلصت الخصائص الالكترونية التفاعل بين الأبوين وأطفالهم؛ بسبب اضطرار الأبوين إلى التركيز على منع طفلهم “من العبث بالأزرار، ومن التشتت عن أحداث القصة”(Jabr 104)، بدلاً من التركيز على الروابط والتفاعلات الشخصية التي تبنيها تجارب القراءة مع طفلهم.

فالقراءة عبارة عن نشاط قائم على الارتباط، حيث تنمي الروابط بين الأطفال ووالديهم خلال سنوات التكوين للطفل، وينتج عن هذه الرابطة وهذا التفاعل آثاراً كبيرة على تفاعل الطفل مع الآخرين، وتكوينه للعلاقات طوال حياته. لكن التكنولوجيا تفسد تلك التجارب، مما يؤدي في المقابل إلى إضعاف الرابطة التي تربط كلا من الأطفال بوالديهم، وهذا ينطبق عندما تُستخدم التكنولوجيا كوسيلة لإشغال الطفل أو لمنحه فرصة اللعب من أجل الراحة؛ عندها تعتبر بمثابة بديل لتفاعل ذو معنى بين الأبوين والطفل، وقد تشكل توتراً في العلاقة بين الأبوين والطفل، وأثراً سلبياً على العلاقات التي يكونها الطفل طوال حياته (في حالة عدم الاعتدال في استخدام التكنولوجيا). ولأن للتكنولوجيا آثارها السلبية على تفاعل الأطفال مع آبائهم وأمهاتهم خلال سنوات التكوين، ينبغي أن يُقيد استخدامها، أو حتى الامتناع عن استخدامها بالكامل.

ولا يقتصر التأثير السلبي للتكنولوجيا على تفاعلات الأبوين مع أطفالهم، فقد ثبت أن العصر الرقمي قام بتغيير كيفية تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض، فقد تحول التفاعل الاجتماعي الآن إلى تفاعل فردي يخضع للرقمنة، فعلى سبيل المثال، “غيّر البريد الإلكتروني وغرف الدردشة طرق تواصل صغار السن مع بعضهم البعض، وأصبح الحاسب الآلي اليوم وألعاب الفيديو وسيلةً للمحادثات والتفاعلات بين الكثير من الأطفال”(Wartega and Jennings 36)، حيث حوّلت التكنولوجيا الطريقة التي يتفاعل من خلالها الناس -وجهًا لوجع-  إلى تفاعلات شخصية تتم الكترونياً.

وعلى الرغم من أن الحواسب الآلية “تسهم في عمليات التفاعل والتعاون بين مجموعات من الناس، بدلاً من جعل الأشخاص يعيشون في عزلة اجتماعية”(Wartega and Jennings 36)، إلا أنها تقلل من التفاعلات التي تتم وجهاً لوجه، مما قد يؤثر تأثيراً سلبياً على كيفية تفاعل الأطفال في المواقف الاجتماعية، بدلاً من كيفية تفاعلهم في غرف الدردشة أو المنتديات، فعادة لا يتم تعريض الأطفال إلى المواقف التي تتطلب تواصلاً حقيقيًا -وجهاً لوجه- بشكل كافي، رغم أن ذلك يمكّنهم من صقل مهاراتهم في التواصل اللفظي. وقد يكون من الجيد أن باستطاعة الأطفال التحدث مع عدة أشخاص، لكن معرفة كيفية التواصل عن طريق الانترنت هو أمر مختلف كلياً عن التواصل اللفظي، على الأصح هم ببساطة يتعلمون كيف يمكنهم التفاعل مع الأشخاص على الانترنت، بدلاً من التفاعل معهم شخصياً مما يؤدي إلى التأثير سلباً على مهارات التواصل لديهم.

مع أن هذه التجارب الرقمية ما تزال تمنح الأطفال بعضاً من مهارات التواصل، إلا أن الأطفال يخسرون تعلم طريقة التعامل شخصياً مع الناس وتطبيقها، ويمكن لهذا أن يحد بشدة من تطورهم النفسي ويقيدهم في وقت لاحق في حياتهم عندما تصبح مهارات التعامل مع الآخرين ضرورة في مراحل التعليم العالي، وفي أماكن العمل؛ وعلاوة على ذلك، يمكن لهذه القيود التأثير مستقبلاً بشكل سلبي على العلاقات الشخصية، لو لم يتعلم الطفل كيفية التفاعل تفاعلاً شخصياً  ذو معنى مع الناس ولم يجرب إلا تفاعلات الانترنت،  ولذلك ينبغي تقييد حرية وصول الأطفال إلى وسائل التكنولوجيا حتى يتمكنوا من تعلم كيفية التفاعل مع الناس وجهاً لوجه وبالتالي يكونوا في مأمن من بعض القيود التي تواجه غيرهم من الأطفال الذين كانوا قد تعرضوا بشكل مفرط للتكنولوجيا في تفاعلاتهم الاجتماعية.

ويخسر الأطفال أيضاً عندما تكون تفاعلاتهم في الغالب من خلال شبكة الانترنت مهارات كمهارة قراءة المشاعر، التي ترتبط بخبرات التفاعل الشخصي. حيث وجدت دراسة قامت بإبعاد مراهقين عن الشاشات لمدة خمسة أيام، وبتحليل النتائج “أن تحسناً جلياً في قراءة تعابير الوجه -وذلك من خلال إجراء تحليل تشخيصي للسلوك غير اللفظي (DANVA 2)- قد طرأ على الأطفال الذين أبعدوا عن الشاشات لمدة خمسة أيام مع منحهم فرص عديدة للقائات شخصية مقارنةً بآخرين ممن بقوا  على تعرضهم المعتاد لوسائل الإعلام خلال مدة خمسة أيام مماثلة” (Uhls et al. 387). حيث أظهرت حقيقة (التأثير الواضح) على التفاعل الشخصي والإدراك العاطفي الذي حققه البقاء بعيداً عن الأجهزة، لمجرد خمسة أيام؛ أظهرت النتائج السلبية التي تسببها الأجهزة على الأطفال. تحتل التفاعلات الشخصية محلاً مهمًا في حياتنا اليومية، لذا تعتبر المهارات وردود الأفعال الملائمة لمثل هذه المواقف ضرورة كلما أصبح الأطفال أكبر سناً، وصادفوا تفاعلات اجتماعية أكثر في المدرسة، وتفاعلات مهنية في مكان العمل.

في الوقت الذي يكبر فيه الأطفال ويدخلون فيه عالم الراشدين، قد لا تقبل مهاراتهم وإدراكهم الاجتماعي الإصلاح إذا تأثر فهمهم الأساسي لشخص آخر في الصغر -بسبب التكنولوجيا- وذلك بسبب ممارستهم لعادات خاطئة وقرائتهم الخاطئة للتلميحات في حياتهم. وينبغي تقييد وصول الأطفال إلى التكنولوجيا، حتى يتمكنوا من تجربة قراءة التلميحات العاطفية، والتدرب عليها في المواقف التي تتطلب تفاعلاً شخصيًا -وجهاً لوجه- في صغرهم، وبذلك يصبحون قادرين على تطوير المهارات الاجتماعية الضرورية، كي يكونوا على معرفة مسبقة بكيفية التفاعل والاستجابة بشكل مناسب، وحتى لا يتأثروا سلبياً بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا إذا ما أصبحوا أكبر سناً، وأكثر عرضة للتكنولوجيا والمواقف الاجتماعية.

وبالتالي، إذا لم يكن بمقدور الأطفال قراءة المشاعر بشكل صحيح، بسبب جلوسهم أمام الشاشات، ونتيجة لذلك يخطئون في فهم الناس باستمرار، فإنهم لن يتمكنوا من تطوير المهارات الضرورية للتفاعل مع الناس بشكل يومي عندما يكبرون، ومن ثم، يجب تقييد جلوسهم أمام الشاشات حتى يصبح لديهم الخبرة الكافية في التفاعلات الشخصية، التي تمكنهم من تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية بشكل مرض.

كلما اجتاحت الرقمنة العالم اجتياحاً متزايداً، أصبحت التكنولوجيا جزءاً فريداً من الخبرات البشرية، وعلى الرغم من أنه لا سبيل لاجتنابها في بعض الحالات، إلا أن ذلك لا يعني أنه لا يمكن تقييد استخدامها، وكذلك لا يعني العيش في العصر الرقمي أن الآباء والأمهات مطالبون بتعريض أطفالهم للتكنولوجيا عملياً منذ لحظة ولادتهم، ويمكن أن يؤثر التعرض المفرط للوسائل التقنية سلباً على عادات القراءة والتطور والتفاعلات الشخصية خلال سنوات التكوين لدى الطفل، وبالتالي، فإنه من الضروري تقييد استخدام الطفل للتكنولوجيا أو منعه بالكامل.

 

 

كتبته/ ماريا ينقر (Maria E. Yienger)2016  مجلد 8 رقم 3 | صفحة 1/1


المصدر