مجلة حكمة
هيملر

وفاة جودرون بورفيتز، ابنة العقل المدبر للنازية هاينريش هيملر / ترجمة: مها نايف


في عامها الثامن والثمانين ، توفيت قودرون بورڤيتس الابنة المخلصة لهاينريش هيملر العقل الموجه للنازية وثاني رجل في ألمانيا النازية.

توفيت قودرون بورڤيتس في ٢٤ مايو بمدينة ميونخ أو بالقرب منها في عمر الثامنة والثمانين ، وقد كانت شديدة الإيمان “بالنازية ” فهي ابنة هاينريش هيملر المسؤول الثاني في ألمانيا النازية بعد أودلف هتلر .

وقد أُعلن عن نبإ وفاتها بصحيفة بيلد الألمانية والتي أكدت أيضاً أن السيدة بورڤيتس عملت لمدة سنتين في وكالة الإستخبارات الأجنبية في ألمانيا الغربية ، وقال كبير مؤرخي الوكالة “بودو هيلخملها ” للصحيفة ( أنها عملت تحت اسم مستعار في أوائل الستينيات وأن الوكالة لا تتحدث عن الموظفين الحاليين أو السابقين حتى توافيهم المنية).

 وكانت السيدة بورڤيتس التي يطلق عليها لقب “الأميرة النازية ” مازالت مؤيدة وناقدة على حد سواء و غير نادمة ومخلصة لوالدها حتى النهاية .

 وبالرغم من زيارتها لمعسكرات الإعتقال الا أنها قد أنكرت وجود المحرقة ، وفي سنوات لاحقة  ساعدت على توفير المال و الراحة للنازيين السابقين الذين أُدينوا بارتكابهم لجرائم حرب .

وأثناء ولادتها في عام ١٩٢٩ ، عزز والدها سلطته من خلال تعيينه زعيما لقوات النخبة شبه العسكرية النازية التي تعرف باسم “الرايخ أو إس إس ” كما قاد أيضاً الشرطة السرية التي تعرف باسم ( غيستابو) وأقام معسكرات اعتقال و اسجون  قتل فيها أكثر من ٦٠ مليون شخصاً معظمهم من اليهود والغجر والشاذين جنسياً وغيرهم .

والشخص الوحيد الذي فاق رتبة هيملر في الهرم النازي هو هتلر ذاته .

كانت قودورون أكبر أبنائه وهي الابنة الشرعية له ، وعلى وجه إستثنائي كانت مخلصةً لأبيها ،ولاحقاً تبنى هيملر و زوجته ابناً لهما و حظي أيضا بطفلين آخرين من عشيقته .

وطوال عام ١٩٣٠ وفي بدايات الأربعينات ، كان هيملر الذي ،يرتدي نظارة طبية و يبدو شخصاً ذو ملامح عادية وكان مبتهجا عندما حظي بقوردون التي كانت تمثل رمزاً” للشباب الآري” بشقارها و زرقة عينيها ، وفي مذكرتها التي استولي عليها لاحقاً من قبل قوات الحلفاء ، أنها ودت أن ترى إنعكاس صورتها على نعلي والدها اللامعتين ، و حضرت  حفلات الأعياد مع هتلر الذي قدم لها الدمى والحلوى .

عندما كانت قودرورن في سن الثانية عشرة رافقت والدها إلى معسكر إعتقال “داخاو” الذي كان موقعاً للتجارب الطبية النازية و إعدام عشرات الآلاف من الأشخاص  ، وقد أشارت إلى الزيارة في مذكرتها عندها كتبت ( اليوم ذهبنا الى معسكر إعتقال القوات الخاصة SS في داخاو ، شاهدت أعمال البستنة . و أشجار الكمثرى ورأيت جميع رسومات السجناء وبعد ذلك تناولنا الكثير من الطعام ، كان ذلك رائعاً جداً) .

بينما كان الرايخ الثالث ينهار في مايو من عام ١٩٤٥ ، هربت قدرورن البالغة من العمر ١٥ عاما و والدتها إلى شمال إيطاليا حيث  اعتقلتهما القوات الأمريكية ، أسر هيملر من قبل القوات البريطانية و انتحر في السجن عن طريق تناوله كبسولة السيانيد  التي أخفاها معه. و أُحتجزت هي والدتها في أماكن اعتقال مختلفة في إيطاليا و فرنسا و ألمانيا . ورفضت التصديق بأن والدها توفي منتحراً بل أكدت أنه قُتل على يدي خاطيفه البريطانيين ، وقد كانت حاضرة في بعض محاكمات جرائم الحرب التي قام بها والدها و مساعديه في نورمبرج بألمانيا .

وقد كتب نوربرت و ستيفان ليبرت في كتابهما  “حارس والدي ” “My Father’s Keeper” عن أطفال القادة النازيين بقولهم عنها ( لم تبكي ، بل أضربت عن الطعام  و فقدت بعض الوزن ، لم تنمو جيداً ) .

وبعد إطلاق سراح الأبنة والأم استقرتا في مدينة بيليفيد في شمال ألمانيا ، حيث تدربت قودرورن على الخياطة و تجليد الكتب ، ولكنها وجدت من الصعب القيام بعمل ثابت بسبب تاريخ عائلتها .

في عام ١٩٦١ إنضمت الى جهاز الاستخبارات الألماني ، وأصبحت سكرتيرة باسم وهمي في مقر الوكالة بالقرب من ميونخ و لكن تم فصلها بعد ذلك في عام ١٩٦٣ عندما بحثت السلطات الألمانية عن وجود نازيين سابقين فيها .

وفي أواخر الستينيات من القرن الماضي ، تزوجت  من الكاتب  ” وولف-ديتر بوريتز”

 و الذي أصبح مسؤولاً في جماعة سياسية يمينية و استقرا في ضواحي ميونخ حيث رُزقا بطفلين .

ولدت قدرورن في الثامن من أغسطس من عام ١٩٢٩ في ميونخ ، وابستثناء مقابلة قصيرة في عام ١٩٥٩ ، فلم يعرف عنها  أنها تحدثت عن والدها أو حياتها في وقت لاحق . ومع ذلك ، فقد كانت ترتدي في الكثير من الأحيان دبوساً /بروش  فضياً  ذا أربعة خيول مترتبة على شكل صليب معقوف .

وأيضا عُرف عن كونها ناشطة في جماعة المعونة الهادئة Stille Hilfe” وترتبط هذه المنظمة ارتباطاً وثيقاً بعدد من حركات النازيين الجدد المحظورة و تروج بفاعلية الفكرة القائلة (بأن المحرقة لم تحدث قط وأن اليهود تسببوا في سقوطهم ) على حد قول اندريا روبيكي عن المسؤولين النازيين الجدد لصحيفة الديلي ميل عام ١٩٩٨ . وبحسب الكاتب الألماني أوليفر شروم الذي ألف كتاب عن جماعة ( المعونة الهادئة) حيث وصفها بقوله ( لقد كانت السيدة بورڤيتس أميرة نازية مبهرة ، لقد كانت كالمعبود بين المؤمنين في العصور القديمة) وقد حضرت أيضاً لم شمل ضباط القوات الخاصة SS تحت الأرض و غالباً ماكانوا محتجزين في النمسا حتى عام ٢٠١٤ . و قال روبيك بعد حضور أحد هذه التجمعات ( لقد كانت محاطه طوال الوقت بالعشرات من الضباط السابقيين بالقوات الخاصة SS  ، كانوا يعتمدون  على كل كلمة منها بالأحرى كان كل شي ذا طابع غريب ) وكما قدمت الدعم من خلال جماعة المعونة الهادئة إلى مجرمي حرب نازيين بما فيهم كلاوس باربي الملقب ب”سفاح ليون ” و أنطون مالوث الذي أُدين بقتل سجناء في معسكر اعتقال “تريزنشات”  وحكمت محكمة في الجمهورية التشيكية عليه بالإعدام غيابياً ولكن السيدة بورڤيتس ساعدته على ترتيب إقامته في منشأة للتقاعد خارج ميونخ على

على أرضٍ كان يملكها في يوم من الأيام المسؤول الرسمي النازي (رودلف هس) .

صرحت في عام ٢٠١٥ عندما قابلها الصحفي البريطاني “ألن هال” في منزلها (لن أتحدث عن عملي مطلقاً ، أنا فقط أفعل ما أشاء متى استطعت ذلك ) و وقال زوجها ( اخرج من هنا . ليس مرحب بك هنا )..

ذكرت رواية أخرى لقصة القبض على هيملر أنه قبض عليه من قبل القوات الروسية في ٢٠ من مايو سنة ١٩٤٥. كما اختلفت الروایات التاريخية حول ومتى قبض عليه ، وأيضاً تضمنت الرواية وجه آخر غير صحيح یوحي بأن جميع ضحايا المحرقة “الهولوكست ” ماتوا في معسكرات الاعتقال .

 

 

المصدر