مجلة حكمة
مختارات من الشعر اليوناني الحديث / ترجمة: رنا قباني

مختارات من الشعر اليوناني الحديث / ترجمة: رنا قباني


كونستاشين كافافيس

يعتبر أول شاعر حديث يوناني , ولد في الاسكندرية عام 1863 وفي المدينة التي أمتزجت فيها بقايا كل حضارات التوسط , كبر , وتعلم لكنه اليوناني المهاجر , ثم فضل عليها اليونانية الدارجة التي كان يتكلمها البيزنطيون في القرن الثالث الملادي , و أخذ من تلك الفترة من تاريخ ثقافته , شكل القصائد السداسية التي تميزت بنبرة التهكم الذكية , وبالفطنة الباردة .

عمل كافافيس في وزارة الري في الاسكندرية اكثر من ثلاثين سنة , ولم يزر اليونان الا مرة في حياتة ولفتره قصيرة .

لم ينشر قصيدة واحده قبل بلوعة الاربعين , ولم يكتب طيلة حياته أكثر من مئة وعشرين قصيدة , وكان صارماً في تقنيته , وسرياً في حياته , التي أمضاها في البحث عن أجمل الفتيان و أجمل القصائد .

****

بين الحوانيت

بين الحوانيت والمواخير الرخيصة

هنا في بيروت أتعثر .

لأني لم أشا البقاء في الاسكندرية

حيث هجرني ناميدس

ومضى مع ابن الوالي

مضى لكي ينال

قصراً في المدينة

وفيلاً على النيل

لم أشأ البقاء في الاسكندرية

بين الحوانيت والمواخير

هنا في بيروت أتعثر

أهدر أيامي بالمباذل

والشئ الوحيد الذي كان يسعفني

كعطر على جلدي

كجمال لا ينتهي

هو أنّه طيلة عامين

كان تاميدس لي

أجمل الفتيان

كان لي

وليس لي قصر

ولا فيلا على النيل.

****

كوستاس اورانيس

ولد عام 1890 , تأثر بالادب الاوربي ( الفرنسي والألماني منه خاصة ) أكثر من تأثره بتراث اليونان , لا تظهر شمس بحر ايجه في قصائده كما تشع في شعر ايليتيس وكازانتزاكيس فقصائده كتبها بضباب رمادي , يذكر بالرومنطيقيين الانكليز

أمضى اورانيس فترة من حياته في فرنسا , حيث تعرف على الأدباء والرسامين في باريس , مات عام 1953 من السل , وكان الرومنطقية التي أحب من اختارت له حتى طريقة موته .

****

ادوارد السادس

في وستمنستر الرطبة في أحد المدافن

مشدوداً الى أجداده القدامى

ينام ملك لم يكمل السادسة عشرة

نوم الرخام ينام نوم النسيان

كان نبيلاً , وحزيناً , و شاباً

وفي قصره الثلجي عاش مع الكتب ’

ومع المرشدين المسنين ,

موته كان اسطورته الوحيدة .

لم يعرف النساء , ولم يعرف الحروب ,

فلم تحفر على قبرة

سوى زنبقة , ووردة

عطر مأواه , وكأن ازهاره تعيش .

****

نافورة المديتشي

أعرف رُكناً ساكناً من حديقة قديمة

لا يجرؤ على المرور فيه حتى الأحباء

مياه داكنة تخنقها الأوراق

وظلال منحنية فوق الماء .

مقاعد من حجر لفّها اللبلاب

وتماثيل إلتفتُ جول مخمل الطحالب

صمت الموت لا يخدشه هناك

سوى دمدمة المياه بنواحها المتواصل

وجدت دائماً نساء شاحبات

غامضات العمر , رماديات النظرات

فردن في الاحضان قطع التطريز

ولم يُطرزن أبداً

بل حدقن طويلاً في ركود الماء .

****

تاكيس باباتسونس

ولد في اثينيا , عام 1895 , لعائله مهمة في الحياة السياسية والدينية , دخل معترك السياسة منذ صباه , وشغل منصب وزير الاقتصاد .

كان يكتب عن طبيعه اليونان بغنائية ساحرة ’ غنائيه أثرت تاثيراً كبيرا علر ايتليتيس فيما بعد

وكان باباتسونس يجيد الفرنسية والانكليزية , وتعتبر ترجمه الارض الخراب , لاليوت , ولقصائد كلوديل واراغون وسان جون بيرس من أشهر الترجمات على الاطلاق .

****

الجزيرة

الأكل للأكل

والفن للتفتّن

والنساء لكي يملأن حياتك

والجزر لكي نرسو أمامها

هكذا قيل لنا –

بل الجزر

بانعكاف جبالها

وبشق وديانها

وبمراعيها الصغيرة

و اتساع مرافئها

التي تبرز لاستقبال المراكب

وألسنتيها التي تعج بأجيال من الصيادين

جاؤوا لكي ينسجوا شباكهم

الجزر بطبيعتها صوفية .

تُخبي قلوباً لا تهب نفسها لأول زائر ,

وإذا رسوت أمامها

تضيّع وقتك .

فالبحار التي تحيط بها

والرياح التي تغّير مزاجها

وترتدي الغيوم أكماماً

(وكل تغيّر في الريح أسطورة تخلق )

الشهب التي تأتي وتمر وترقص

السلام الرصاصي الذي ينتشر في الفجر مع نوم النوارس ضباب الصباح والاضواء المرتجفة

التي لا تُغني عن صحو القرص الدموي كلها ليست زركشات .

لن تملك الجزيرة إن لم تدخل

أعمق من هذا

والجزيرة قد فاتتك

إن بقيت تدرسها

من نقطة مرساك

بعيونك الحالمة

عيون البحار الساذج

اهجر الشراع

وأنزل تلى جفاف الأرض

ادخل , وتعبّد

سوف تتعرف الى أشياء غريبة

وسعادة تنتظرك

بين الاعشاب

هناك , في الفسحه المهجورة

****

البلادة

قافلة من العصافير

جاءتنا بخير من الشمال

ولكنا لم نسمع

والقّبرات يلون الرماد

ولم نسمع

نصبّنا لها الفخاخ

و أردنا أن نأكلها

نحن الذين انتظرنا خبراً من الشمال

أصبحنا عميان

ولم نفهم أنّ الخبر قد جاء

رمينا الطيور بالنار

ولم تعيد تعبها

وحين مرّت

هطل علينا حنان

وثقل روحي

لإثم جنيناه

وبقينا هنا

متلعثمين ,

بعقولنا البطيئه نحاول فهم الأشباح

حزينين , من غير خبر الشمال

جورج ثميليس

مثل كافافيس , لم يتضح شعريا حتى الأربعين , فقد نشر ديوانة الاول وو في السادسة والاربعين من عمره , ثم نشر في السنوات الخمس اللاحقة أربعة كتب , وكأنه يريد التعويض عما فاته من وقت , كان يرى في شخصية اوديسيوس , مثل أكثر شعراء بلاده , الرمز المطلق للانسان الحديث , الذي لا يرتاح من السفر , والذي لا يكف عن البحث لكي يجد أجوبة لاسئلته .

تأثر ثميليس بمسرحيات التراث اليوناني القديم , كما تأثر بالتراتيل الدينية في الكنيسة الارثولوكسية .

****

نهايات

خارجنا تموت الأشياء

أينما تسير في الليل

تسمع وشوشة

تخرج من بيوت لم تزرها

من شبابيك لم تفتحها

من أنهار لم تنحن عليها

لكي تشرب

من مراكب لم تسافر فيها ابداً

خارجنا تموت أشجار لم نعرفها

الريح تمر في غابات تلاشت

الحيوانات تموت من كونها

لم تُعرف

والعصافير من الصمت تموت

الأجساد تموت ببطء , ببطء

لانها قد هُجرت

هُجرت مع ثيابنا القديمة

التي وضعناها في صناديق

الأيدي التي لم نلامسها تموت

من الوحدة

والأحلام التي لم نرها

تموت من كثافة العتمة

****

عبور

نمر أمام حائط يعرفنا

فنسمع الصوت

هل اتى من خطانا

أم من خطى كانت تتبعنا

فصارت لنا

لانعرف إن كنّا العازف

أم الوتر

إذا كنّا نحن المارة

نتلفت لنرى ظلنا

ونحن مشنوقون عليه كأنه شجرة

نقع من حديقة الى حديقة

من ممر الى ممر

ككلمات القصيدة التي تكتمل

بالإعادات وسلسلة الصور والإنكسارات

أضواء غامضة على لوح مدرسي

أمام كل لوح طفل ينتظر

أمام كل نظرة وجه منتظر

وحين يأتي الليل

نبرد ونخاف

نترك وراءنا سيلاً من الضوء

لكل شي سرًه وطيّاته

في كل إطار أفق ينتظر

في كل علبة دمية تنام

عيناها زجاج ويداها ضجر .

****

جورج سيفيريس

ولد في تركيا , بعيداً عن اليونان التي لا تغيب ابداً عن كلماته .

و أمضى اكثر حياته في السفر : في فرنسا , حيث درس , ثم في أفريقيا , وأوربا , وامريكا اللاتينية والشرق الأقصى حيث عمل كدبلوماسي ومندوب سياسي .

وقد كتب : أينما سافرت , اليونان تجرحني , ومثل اوديسيوس , الذي اعتبره , مع هيلين طراودة , اهم شخيات ثرائه +  كان سيفيريس يحمل معه الـ ( n ostos ) اليوناني , او الحنين الى الماضي والى الأرض والى اللغة , ولكنه كان ساخراً في حبه لماضيه – فكان يرى في عظمة التاريخ بؤس الحاضر , وتشتت الأنسان الحديث وقوة الطبيعة .

اهتم سيفيريس اهتماماً كاملاً بالشكل , وكان تقنيا من الدرجه الاولى , كما كان يشبه اليوت بصرامة البناء وكثافة البنية الفكرية للقصيدة .

حاز سيفيريس على جائزة نوبل للاداب وترجم الى اليونانية قصائد من اليوت ومن ازرا باوند .

****

البّحارة الضائعون

والروح كي تعرف نفسها

عليها أن تحدق طويلا في الروح

الغريب والعدوّ , رأيناهما في المرآة

كان الرفاق ابناءً طيبين

لم يتأففوا من التعب ولا من العطش والجليد

كانت لهم وقفة الأشجار

والأمواج التي تعاني الريح والمطر

وتعاني الليل والشمس

عبر التغيرّ لم يتغيروا

غنّوا أحياناً , وعيونهم على الموج

حين مررنا بجزر التين الشوكي

عند المغيب .

مررنا بالخلجان والجزر والبحار

التي تقود الى بحار

سمعنا النساء يبكين ضياع الأطفال

سمعناهنّ يبحثن عن الاسكندر العظيم

عن أمجاد دُفنت في آسيا

وقفنا عند شواطئ أثقلت هواءها

عطور الليل

وذكرى سعادة أولى

ولم ينته السفر

روحنا صارت من خشب المداف .

وعن اذا نبحث في هذا الرحيل

على سطوح سفن قديمة تعج بنساء شاحبات

وأطفال يبكون  لأن الأسماك الطائرة

لم تُسلهم ؟

عمّ تبحث روحنا

في سفن عفنة

تميل من مرفأ الى آخر

بلادنا حاصرتها الجبال

سقفها سماء واطئة

لا أنهر عندنا لا آبار ولا ينابيع

نعبد الصدى المجوف والراكد

مثل وحدتنا

مثل حبنا مثل أجسادنا

ولا نعرف كيف استطعنا

أن نبني بيوتنا ومحاصيلنا

أن نجمع خرافنا و زوجاتنا

كيف ولد أبناؤنا , وكيف كبروا ؟

ومع أنّ الريح تمرّ

لا تُبردنا

والأشباح ظلت نحيلة كشجر الصفصاف

وثقل الجبال نحمله

كأصدقائنا الذين نسوا كيف يموتون

ولان الكثير مرّ أمام عيوننا

لم تر عيوننا شيئاً

ولكن الذكرى , كقماش أبيض ,

قادتنا الى أشكال غريبة

تلوح وتختفي في أوراق شجر البهار .

وكنّا نعرف مصيرنا جيداً

ونزحنا بين فُتات الحجارة

ثلاثة او ستة آلاف سنة

نبحث بين الآثار عن بيوت

ربما كانت بيوتنا

عن أيام بطوليه وعن أمجاد

وهل وجدنا ؟

سُجنّا وتشتتنا ثم حاربنا

مع أشباح

وضعنا , ثم رأينا طريقاً مليئة بالقوافل

تغوص مع طين البحيرات

وهل في وسعنا أن نموت موتاً عادياً ؟

وهنا تنتهي أفعال البحر

وأفعال الحب تنتهي .

وإذا ظهرنا بذكرى هؤلاء الذين

سيسكنون هنا من بعدنا

إذا سالت دماؤهم سوداء وغزيرة

لن ينسونا , نحن الأرواح الباهتة .

المرتجفة بين النرجس

نحن الذين لم نملك شيئاً

ربما نعلمهم الصفاء .

****

ريتا بومي-باباس

ولدت عام 1906 في جزيرة سيروس . وقد عملت في الصحافة منذ صباها , كما دخلت الحزب الشيوعي اليوناني في الثلاثينات ومثلت بلادها كمندوبة سياسية في عدة مناسبات

قصيدتها ( لو تجولت مع صديقاتي الميتات ) هي رثاء لخمس وستين فتاة اطلق الرصاص عليهن لأنتسابهن إلى حركة اليسار اليوناني .

****

لو تجولتُ مع صديقاتي المّيتات

لو تجولت مع صديقاتي الميتات

لاجتاحت المدينة فتيات خرساوات

واجتاحت الهواء رائحة الموت الحادة

ووقفت كل العربات

لو تّجولت مع صدياتي الميتات

لو تّجولت مع صديقاتي الميتات

لرأيتم الف بنت عاريات الصدور … عاريات

وقد اخترقهن السيف , تناديكم ؛

لماذا ارسلتمونا الى هذا النوم الباكر

مع كل هذا الثلج , لم نسُرح شعرنا

وبكينا

لو تجولت مع صديقاتي الميتات

لو تجولت مع صديقاتي الميتات

لنظر المارة الينا بدهشة

إذ لم يروا من قبل جماعو مرّت

على الارض بمثل هذه الخطوات

وبكل هذا  التقوى ..

لو تجولت مع صديقاتي الميتات

لهل البدر لزينتهن

كزهرة العرس

وبكت شلالات الموسيقى في أحداق عيونهن

وحرك الهواء شاش جراحهن وليل شعرهن

ولمات الكثير من الخجل

ومن الحزن

لو تجولت مع صديقاتي الميتات

****

جورج سرنداريس

ولد عام 1907 في القسطنطينية وامضى ثلاثين سنة من حياته في ايطاليا , وحين عاد الى اليونان كانت قوات موسوليتي قد غزت الجزر , فذهب الى خط النار ليحارب ومات على أيد ايطالية

لم يتعلم اليونانية القديمة , ولم يعرف اليونانية الكلاسيكية , فكنب سرنداريس بلغة مبسطة جداً ميزته , واعطت لشعره جمالا و أثير على اللغويين الذين طالبوا فيما بعد أن تستعمل لغه بسيطة في اليونان كلغة قصائد سرنداريس .

كان سرنداريس اول الوجوديين في اليونان وهو الذي عرف أهل بلاده على اعمال دوستويفسكي وبروست وكيركغارد

كتب شعراً حرا , لكونه لن يعرف الاوزان الشعرية السائدة وقد اكتشفت قبل موته , في أحد المقاهي , شاعراً شابا اسمه أوديسويس اليتيس .

****

بأيد خشنة

بأيد خشنة غطيت وجه البحيرة

لانها لم تعد ترد على أسئلتي

السائلون والعصافير قد جرحوا جلدها

وبنارها اختبأت دموع رفاقي

فوقها كانت قلوبنا تغني أحياناً

بصوت يشبه الظلال الأخيرة

ومن حولها انتشرت الحبال

التي جاءت الى الضوء لتوها

والريح , الغاضبة من الغابات

راحت تعانق اطفالاً

وقفوا على باب المدرسة .

****

يانيس ريتسوس

ولد عام 1902 ولم تكن طفولته بسيطة مثل بعض قصائدة

فقد ماتت أمه من السل وهو في الرابعة من عمره , وورث عنها مرضها , الذي عانى منه طيلة حياته … وقد مات أبوه في مستشفى للامراض العقلية .. واخته , التي ورثت جنون والدها , انتهت الى نهايه شبيهة .

وفي شبابة كان لا ينجو طويلا من السجن لمعتقداته السياسية , فقد سجن عام 1928 لمدة سبع سنوات , ثم نفي من البلاد .

وحين عاد اليها في الخمسينات , سجن مرة ثانية , و أحرقت اوراقه كلها , فقد عاد وكتب مجدداً في بنائه الشعري , ومتنقلا من القصيدة القصيرة التي تحوي شيئاً من السيرياليه الى القصيدة الطويلة التراجيدية التي تتميز بديالوج شعري على طريقة اتبوت .

****

الشجرة

هذه الشجرة

كانت قد شرشت في الطرف البعيد

من الحديقة

طويلة , ونحيلة , ووحيدة

ربما كان طولها اقتحاماً

لم تعط ثمراً ولا زهراُ

لم تعط إلا ظلاً طويلاً

شقٌ الحديقة نصفين .

وكل مساء , عند تلاشي الغروب

الأحتفالي ,

يأتي عصفور غريب برتقالي اللون

ليحيط بين أوراقها

وكأنه ثمرتها

جرساً ذهبياً كان

في اخضرار البرج الحيّ .

حين قطعوا الشجرة

طار العصفور حولها

ينادي بوحشية

يصف الدوائر في الهواء

يصف عند المغيب شكل الأغصان

ويقرع على المساء

طول الشجرة القديمة .

****

****

السلم

صعد على السلم وهبط .

مع الوقت

تداخل الصعود والهبوط

في تعبه

أخذا نفس المعنى – لا معنى

كنقطة واحدة على دولاب يدور

وهو واقف في النقطه واقف

يحمل هم السفر ,

يحس بريح تمشط شعره

ومن حوله , يرى رفاقه البّحارة

يضربون الموج بمجاديفهم

ويغلقون آذانهم بالشمع

مع أن أغنية السيريه

قد تلاشت منذ ثلاثة آلاف سنة .

****

بنديكيس بريفيلاكيس

ولد بريفيلاكيس في جزيرة كريت عام 1909 , الجزيرة التي تفيض شعراء , وتعرف وهو في السابعة عشرة من عمرة الى نيكوس كازانترميس الذي اصبح صديق عمرة , وقد كتب بريفيلاكيس عن كازانترميس الكثير , ومن اهم تلك الكتابات دراسة عن الملحمة ( الاودسية , تنمية حديثه ) يعتبر بريفيلاكيس اليوم احد أهم نقاد الفن في اليونان .

كتب الى جانب الشعراء باليونانية , قصائد بالاسبانية التي اعتبرها اللغة الشعرية المطلقة .

****

القصيدة

حين كتبت آخر بيت

من ملحمتي الاولى

ووقعت تحت اسمي الاول

واسمي الأخير

كانت الريح تنتظرني

وراء الباب

لعانقني

وكان ليل أيار قد وصل

الى نغم المياه على السطح

وحين ادّثرت بمعطفي

ونمتّ

كنت

كملاك نام

وسيفيه بين يديه .

****

اوديسيوس ايليتس

ولد عام 1961 في جزيره كريت وكانت أمه من جزيرة ( لزيونس ) التي اشتهرت بماض شعري حافل , ابرز معانه الشاعرة سافو

تأثر بالسيريالية التي اكتشفت حين سافر الى فرنسا , وتأثر بطبيعه بلادة , بالشمس التي أصبحت رمزه الاول , بالبحر الذي ملآ قصائدة بالمرجان والمحار , وبالاحجار التي علمته البساطة والصفاء

في عام 1940 , حارب ضد الفاشية , وقد ادت به هذه التجربه الى كتابة قصيدة حربية ترثى جنديا مات في الفندق .

وفي الخمسينات , كتب ايليتس قصيدتة الشهيرة ( اكيون اسالي ) التي تعتبر من بدائع الأدب اليوناني , لكونه قد ابتكر فيها لغة يونانية جديدة هي مزيج من اليونانية القديمة و الحديثة القروية والدينية , ويتجه ويشبة بنازها بناء الثوراة

حاز في عام 1979 جائزه نوبل للاداب .

****

عمر الذكرى الازرق

هضاف الزيتون والعنب تمتد حتى البحر

ومراكب الصيد الحمر تمتد بعيداً حتى الذاكرة

جراد الخريف الذهبي يأخذنا الى نوم النهار

قرب الاصداق وطحالب البحر , خشب المركب

جديد , وأخضر , في عناق الماء , أقرأ عليه :

( الله سيرزقنا ) .

كالأوراق , كالحصى مضت السنون

أذكر الشبّان , والبحّارة , وهم يرحلون

ويرسمون الشراع على شكل قلوبهم

غنّوا عن زوايا الأفق الأربع

وقد لبسوا الريح الشمالية وشماً

على صدورهم .

والرمل على أصابعي , كنت أغلق اصابعي

والرمل في عيوني , كنت أقيض يدي

حين جاء نيسان , أحسست للمرة الاولى

بثقلك البشري , وجسمك البشري

من طين وفسق .

كان كاليون الأول على الأرض

وريح عصيبة سرقت البيوت البيضاء

والعواطف البيضاء سرقت .

سأبقى الآن عندي جرّة ماء

شكلاً لريح الحرية

شكلاً ليديك حيث الحب يصرخ

وشكلا لصدفه جسمك

حيث أسمع صدى ايجه …

****

نيكورس فريتاكوس

ولد في اسبارطة عام 1919 , يعتبر اكثر الشعراء الحديثين شاعرية بالمعنى التقليدي بانه يكتب شعراً غنائيا لا تتخلله مرارة سفيرس ولا هم كافافيس التقني ولا حزن أورانيس . يقول فريتاكوس عن نفسه أفتح شفاهي , فروحي تسكت في النور .

****

شجر برتقال اسيارطه

شجر برتقال اسيارطه , ثلج , أزهار حب

أبيض من كلماتك , ومالت أعضائه

عبأت حضني بياضاً , ورحت الى أمي

جلست تحت القمر

تُفكر بي

جلست تحت القمر

وقالت لي

( البارحة مشّطتُ شعرك

البارحة غيّرتُ ثوبك

أين كنت تهيم

ومن ملأ روحك بالدمع

وبزهر البرتقال المرّ ؟ )

****