مجلة حكمة
من أثينا إلى بغداد: الإغريقي مقابلا للفلسفة العربية - ترجمة: الهنوف المقيّل

من أثينا إلى بغداد: الإغريقي مقابلا للفلسفة العربية – ترجمة: الهنوف المقيّل


في هذا الأسبوع سوف نتابع رحلة الكلاسيكيات، وكأنها انتشرت من اليونان إلى العالم العربي وما وراءه،وفي وقت ماكانت أوروبا لم تحصل على عملها بشكل فلسفي، كان العرب منشغلون في ترجمة أفكار أرسطو والأخرين والنقاش فيها، وانضم الأن إلينا البروفسور بيتر أديسون من كلية كينجز لندن ، المحرر المشارك لكتاب دليل الكامبردج للفلسفة العربية .

الموسيقى

اليوم،وفي أخر أسبوع من شهر برامجنا التي انقسمت إلى إرث الفلسفة اليونانية وتتابع منطقة الفلاسفة الرحلة للكلاسيكيات كما أنها انتشرت من اليونان إلى العالم العربي وما وراءه.

في وقت ما كانت أوروبا لم تحصل على عملها بشكل فلسفي، كان العرب منشغلون في ترجمة الأفكار اليونانية العريقة والنقاش فيها، وبالطبع لم يكونوا الوحيدين في فعل هذا،لكن كانوا الأوروبين القدماء يسبقون الفلاسفة العرب واللاهوتيين ببضع مئات السنين.

لذا متى وكيف ولماذا وجدت النصوص اليونانية طريقها في العالم العربي؟ بيتر أدمسون بروفسور من كلية كينجز، لندن والمحرر المشارك لكتاب دليل الكامبردج للفلسفة العربية .

حالياً  أخذ المشروع العربي على هذا النطاق وعرف بالترجمة الحركية، وترجموا فلسفة أرسطو والكاتب الطبي العظيم غالين ، أي بالفعل تمكنوا من ترجمة أغلب ما يفترض ترجمته؟

بيتر أدمسون.

بيتر أدمسون: إنها واحدة من أهم الحركات الترجمية وأنجحها في التاريخ،ولأنها كانت شاملة فذلك سبب من أسباب نجاحها وأهميتها، وعلى سبيل المثال: تقريباً قاموا بترجمة كل ما لدينا حالياً من فلسفة أرسطو، لقد فعلوا ذلك بالفعل. وبطبيعة الحال نفقد باستمرار العديد من فلسفة ارسطو،ولايوجد عند العرب أي من اعماله المفقودة لدينا،ولكنهم تقريباً تمكنوا من ترجمة كل ما بحوزتنا.

قام العرب بترجمة مجموعة كبيرة من غالين، وفي حالته بالواقع يوجد اعمال تتضمن أعمال مهمة  في علم الأخلاق و مواضيع أخر حيث لا يوجد منها نسخ يونانية متبقية لدينا،ولكن يوجد نسخ عربية منها، لذا كانوا قادرين على قراءة نصوص ليست متوفرة لنا في بعض الأحيان،والأن يتوجب علينا قراءتها بالعربية لأن اليونانية مفقودة. ترجم العرب مجموعة كبيرة من علم الرياضيات، ليس فقط اعمال إقليدس بل وكتّاب أخريين. بطليموس ، هو جدا مهم ، لذا ترجموا اعماله على علمي الفلك والتنجيم، ثون في الأسكندرية،و أخرين من كتّاب علم الرياضيات، واستمروا بالفعل ففي كل محاولة فاشلة اشتركت فيها اليونان، ينتج العرب ترجمات.

إستثنائان مثيران، أتوقع أنه قد يكون كذلك ،لم يترجموا الشعر والملحمة لذا فلا يوجد لدينا على سبيل المثال نسخة عربية من الإليادة،وصلتهم وثيقة أكثر مع فلسفتنا ، فلا يبدو أنهم ترجموا العديد من أفلاطون.

اللآن ساوندرز:  متى بدأ الفلاسفة العرب يقرؤن الفلسفة اليونانية ويناقشونها؟

بيتر أدمسون:  حسناً ، أساساً كان في القرن الثالث من التقويم الإسلامي، أي مايقارب القرن التاسع ميلادي أو نهاية القرن الثامن، وبدأو يترجمونها  في عهد الخليفة العباسي، وهو الخليفة الثاني في التاريخ الإسلامي بعد الأمويين، وأصبحت لهم الخلافة في نهاية القرن الثامن.

اللآن ساوندرز: وكانت علم المنطق لأرسطو شيئاً مهم جداً لهم، أليس كذلك؟

بيتر أدمسون:  نعم، هذا صحيح ، ففي الحقيقة أعمال أرسطو المنطقية من بين أوائل الأعمال لتترجم إلى العربية، وفي الواقع قد ترجموا  إلى حدٍ ما للغة سامية أخرى،وهي السيريانية، فهي لغة قديمة كانت تستخدم في سوريا نوعاً ما بأسم ضمني، و السيريانية تقريباً تشكل جسر بين اليونانية والعربية، لذا يجب أن تتخيل أنه يوجد تلك الدير في سوريا ،وباقة من الرهبان المسيحيون يجلسون بالجوار ويقرؤون علم المنطق لأرسطو ويترجمون اللغة اليونانية إلى السيريانية ويكتبون تعليقاتهم عليها.

اللآن ساوندرز:  حالياً، وكما أخبرت مسبقاً، نحن لا نتكلم فقط عن الفلاسفة العرب ، أليس كذلك؟ فكان بعض من التفكير والترجمة تم بواسطة المسيحيين وكذلك اليهود.

بيتر أدمسون:  هذا صحيح، لذا فأن الغالبية العظمى من المترجمين على الأقل المهمين منهم والمعروفين كانوا مسيحيين، والسبب غالباً ماقلته قبل ذلك ، حيث أن المترجمين أتو من هذه الخلفية السيريانية،وبذلك فأن المسيحييون يتحدثون اليونانية وقد يكونوا ثنائين اللغة أو أكثر، أي قد يعرفون اليونانية والسيرانية والعربية.

على سبيل المثال، فأنه من المحتمل أن المترجم الوحيد والمهم في القرن التاسع هو حنين بن إسحاق ولد في العراق لكن لديه خلفية سيرانية و أغلب ما يترجمون هو ودائرته الفلسفة اليونانية والأعمال العلمية من اليونانية إلى السيرانية ومن ثمَّ للعربية؛ أي قد يستعملون اليونانية كنوع من اللغة الوسيطة، و لدينا قصص عن حنين وغيره من الناس ينزلون أو يرسلون أحداً لينزل ويبحث عن المخطوطات اليونانية لنصوص ليست لديهم أو حتى نصوص لديهم بالفعل ويريدون بأن يحضوا بالعديد من المخطوطات منها. إن كنت تفكر بما قد يفعل التعديل الحديث للأعمال اليونانية القديمة، فأنهم سوف يحاولون أخذ  كل المخطوطات بقدر المستطاع، وبشكل أوضح ماذا قد تعني المخطوطات؟ هي ما كتبت بخط اليد، وبإمكانك أن تجلس وتتخيل كيف تنسخ عمل لأرسطو، حسناً، كم من الأخطاء قد تصنعها . أي محرر سوف يحاول دائماً لأخذ العديد من المخطوطات فأن ذلك يستحق العناء.

اللآن ساندروز:  أنت تقول أنهم ينزلون للبحث عن المخطوطات وغيرها، لكن أين كانت كل هذه المواد قبل أن يحصلوا عليها؟

بيتر أدمسون: البعض منها قد يكون متاح لأنها محفوطة في التراث الرهباني بسوريا، أي مرة أخرى، وأنه نوعاً ما من المهم هنا أن نضع بعين الأعتبار الوضع التاريخي والجغرافي.

ومن ذلك الحين ،العظيم الكسندر كان هناك إختراق للعادات اليونانية إلى الشرق الأوسط و بعد ذلك لشرق لبلاد الفرس و وسط آسيا، ودعنا نقول أنه من المؤكد في الفترة الأخيرة للإمبراطورية الرومانية، لقد حصلت على نطاق واسع جداً على حضارة متحدثة باليونانية في مصر وفي سوريا وفي أماكن أخرى من الشرق الأوسط، وهذا يعني أنه يوجد وجود مسبق للأدب اليوناني وكذلك وجود مسبق لناس يستطيعون تحدث اليونانية، سواء هم قادرين على هذه المغامرة الذهنية ذات المستوى العالي جداً  للقراءة ،وقل أن أرسطو في اليونان مسألة أخرى، ومصدرمحتمل أخر لهم وهو بالطبع الإمبراطورية البيزينطية، وهو اليمين على حدودهم، إذاً هي الفترة حيث يوجد العديد من الصراعات الحربية بين العالم الإسلامي والعالم البيزنطي للمسيحين المتحدثين باليونانية، لكن من ناحية أخرى يوجد أيضاً تجارة  ذهاباً وإياباً، أي لا يمكن تصور أنه يوجد نوع من بعض الإنتقال الذهني يعبر كذلك الحدود.

اللآن ساوندرز:  الأن كان ذلك مزدهر في القرن التاسع وتمركز على منطقة تدعى الأن بغداد.؛ ماذا كان يحدث فكرياً هناك في ذلك الوقت؟

بيتر أدمسون:  في الواقع تأسيس بغداد لا علاقة له بالحركة الترجمية ، ومن المهم أن نعرف عن بغداد أنها في الواقع مدينة وجدت في عهد الخليفة الثاني العباسي المنصور وكان ايضاً الشخص الذي من المحتمل لنا إئتمانه مع مبادرة الترجمة الحركية كسلسلة مهمة، لذا كانت بغداد حرفياً مدينة جديدة في نهاية القرن الثامن ،و سرعان ما أصحبت واحدة من أكبر المدن في العالم، وفي الحقيقة بدأت تجذب المثقفون و التجار من كل أنحاء ما ندعوه بالشرق الأوسط، وخلال القرون الوسطى أصبحت بغداد أكبر مدينة من أي مدينة أخرى في القرون الوسطى الأوروبية.

لذا لقد كان حقاً كما كان ، حيث كان يحدث وهذا يعني أن المثقفون من عبر الإمبراطورية الإسلامية، التي علينا أن نذكرها في هذه النقطة التي تمددت بالفعل من كل طريق في غرب أفريقيا ،و تصل لأسبانيا ذاهباً لوسط أسيا بالضبط لأفغانستان، ونوعاً ما صعوداً للهند. أي أنها بالتأكيد إمبراطورية ضخمة من نطاق واسع جداً من المنطقة قد يأتون لبغداد لأجل مثقفينهم أو لأهتمامات أخرى.

أي لديك هذه الخلافة الجديدة القادمة، فهم يبحثون عن طرق لختم شريعتهم على المسلمين،ووحدة من الأشياء التي يفعلوها هي أنهم يحركون العاصمة الإسلامية لمكان أخر، وبدأو كذلك يضعون العديد من الموارد المالية والطاقة خلف هذه الحركة الترجمية، حيث لم توجد في عهد الأمووين.

اللآن ساندروز: كان يوجد مكان بديع في بغداد يدعى ببيت الحكمة، اليس كذلك؟

بيتر أدمسون: نعم، بيت الحكمة مسالة مختلف فيها، لذا تقرأ غالباً في الأدب انها كانت نوعاً من الترقب للجامعات الحديثة، و من المحتمل أنه لم يكن شيء كذلك تماماً، بل ربما كانت اكثر كمكتبة، أي مخزن للكتب ،لكن من المؤكد أنه صحيح ماتفكر به ويسمى ببيت الحكمة، وبالتأكيد يوجد العديد من النازلين لبغداد بسرعة شديدة في عهد العباسيين،وفي خلال منتصف القرن التاسع ، كانوا بالفعل جيدين في ترجمة تقريباً كل شي حصلوا عليه في مواضيع الفلسفة اليونانية والعلوم.

لذا فأنه من المهم أن لا ننسى أنهم لم يترجموا الفلسفة فقط وهذا شيء جداً محمس لنا في هذا العرض، كما أنهم أيضاً ترجموا الرياضيات والهندسة وعلم الفلك وعلم التنجيم والصيدلة، وفي الحقيقة لقد ذكرت  قبل ذلك حنين بن إسحاق وواحد من أهم إهتماماته هي الصيدلة، لذا فأنها سلسلة واسعة جداً من الإشياء التي سنطرحها، سواء كانت متعلقة نوعاً ما بمركز بحث بيت الحكمة أو لا، وأعتقد يصعب قليلاً قول ذلك.

اللآن ساندروز: وكان واضح جداً عندما تحدثنا عن الرياضيات والفلك والصيدلة وكان يوجد حافة عملية واضحة لما كانوا يفعلونه بالإضافة للجزء النظري؟

بيتر أدمسون: بالتأكيد، وأعتقد أن كنت تبحث عن أسباب لماذا العباسيون قد قاموا بذلك، ففي الحقيقة  قد تعتقد بأنها مسألة كبيرة ، فأن لديهم بعض الكتب تُرجمت، ولكنها مسألة كبيرة بسبب أنها كانت شيء ذو قيمة عالية جداً لفعله. قد دُفع لهؤلاء المترجمين مبلغ عالي من المال وكانت الكتب من الصعب الحصول عليها في ذلك الوقت، وفي الواقع كل الفترات حتى الفترة الحديثة، أي انها ليست نوعاً ما شيء يحدث عادةاً، وأنه شيء يحدث لأسباب جيدة جداًأ وواضح جداً أنه سؤال صريح، لماذا فعلوا هذا؟  ولما فعلوه والأمويين لم يفعلوه ؟ أي السبب الأول لما قد تفعل هذا، كما قلت من قبل أنه شي عملي ، أي تريد أن تكون قادرعلى شفاء الأمراض، وقادر على بناء قنوات الري، وقادرعلى بناء الأبراج، وقادر على إنتاج خرائط لإمبراطوريتك ، وبسبب كانت العلوم المفيدة متقدمة في العديد من المناطق، وكانت نوعاً ما شيء واضح لعمله.

اللآن ساوندرز: مع ذلك شيء واحد عن الفلسفة، وهو أنه تتضمن أفكار تحمل جهد لتتحدى الأورثودكسي، ولماذا كانوا جداً مهتمين في فعل لك، أي أنهم كانوا يرغبون بوضع الوقت و المصادر ( كما أشرت بالسابق) مضمنة في ترجمتهم لها؟

بيتر أدمسون:  قد تكون فكرة الفلسفة اليونانية للذي يعمل في سياق إسلامي مشكلة بطريقة ما، أو للذي يعمل في سياق مسيحي، وهذا شيء نهض قديماً جداً في الحضارة، لكن لاأعتقد أنه شيء ينظرون له بوضوح كما هو في إستعادته،وشخص لم نذكره بعد ولقد عملت عليه كثيراً وهو الكندي وهو من اوائل الفلاسفة الذي يكتب بالعربية، وهو يعتقد بشكل واضح أن الفلسفة الإسلامية واليونانية يأتيان معاً يداً بيد، أي يعتقد أنه بشكل رئيسي يدرسون نفس الأشياء عن نفس المواضيع في عدة حالات.

على سبيل المثال،يعطي نقاشات للوحدانية الإلهيه التي أنشئت في الحضارة اليونانية، لذا فأنه بشكل عام يحاول فقط ليظهر لك أن الفلفسة اليونانية بإمكانها أن تثبت شيء من المفترض أن تفكر به على أية حال، وبعد ذلك  حين بدأت تتم ترجمتها هل بعض الناس بدأو يقولون ” انتظر دقيقة، البعض منها يبدو جداً مزعج “.

اللآن ساوندرز:  أي نوع من الأشياء قد يجدونه مزعج أو كا تحدي؟

بيتر أدمسون:  حينما يعمل في المشكلة المنهجية ،وبعدها يوجد مشكلة في نفس السياق، وبشكل منهجي بعض الناس قالوا أشياء مثل: لماذا نحتاج للحكمة الغربية في حين لدينا القران الكريم  ليخبرنا ماهو صحيح؟

حيث أنها نوعاً ما نوع بسيط جداً من الإنتقاد، لكن قوي بالفعل، وقريباً جداً تبلوره لأكثر من نسخة محددة لنفس الموضوع، على سبيل المثال: قرابة جيل أو أثنين بعد الكندي، يوجد نقاش معروف مع عالم النحو والصرف.لذالك عالم في قواعد اللغة العربية وعالم في الفلسفة الأرسطية، وفي هذا النقاش قال عالم النحو الصيرفي” لماذا نحتاج لهذا النوع من الطموح المستورد من المنطق اليوناني ليخبرنا كيف نفكر وكيف نتكلم عندما يكون لدينا نظام مثالي نافع لقواعد اللغة العربية؟ لأن القواعد فقط مبادئ لتحدث بشكل صحيح، لذا لا نحتاج للمنطق ليخبرنا كيف نتحدث بشكل صحيح ،ولا نحتاج لإستيراد حكم أجنبية عندما تكون لدينا الحكمة الكافية،وهذا هو الممستوى المنهجي.

ومن ناحية الوضع الفعلي يعتقد هولاء الفلاسفة أنه قد يزعج مسلم، ويوجد القليل من المعروفين جيداً، لذا فأن واحد منهم هو الخالد في العالم، وقد درس أرسطو أن العالم خالد، لذا شعر المسلمين والمسيحين واليهود بهذا الموضوع أن إذا كان العالم صُنع من قبل الله فأنه من الواضح لن يكون خالد، وفي هذا الوقت قد تأتي اول فكرة للبشر في هذه اللحظة ، أنه نقاش كبير حيث أنه موضوع استمر واستمر خلال الحضارة .

ومشكلة أخرى على سبيل المثال ، لماذا يجب علينا أن نفكر بما بعد الحياة، لذلك يؤمن الفلاسفة أرسطو وافلاطون بشكل عام أن الروح تبقى بعد موت البدن، لكن قد يوجد وجهات نظر مختلفة عن كيف تبقى الروح بعد موت الجسم، لذا على سبيل المثال، قد يعتقدون أن فقط أفكارنا تبقى على قيد الحياة بعد موت الجسم، وأيضاً قد يجعلونها أكثر صعوبة لترى كيف الجسم يمكن إحياؤه، أي من شأنه أن يكون مشكلة للمسلمين والمسيحين.

بيتر أدمسون: والأن لقد ذكرت من قبل الكندي ، واحد من المعتزلة، وهي مجموعة من النظرية الإسلامية العقلانية.

اللآن ساوندرز: حسناً، هو بنفسه لم يكن من المعتزلة، إنه سؤال مثير للإهتمام، كيف إنضم خلال المعتزلة أو المعتزلين. كانوا مجموعة من اللاهوتيين العقلانيين في نفس الوقت هم مدعومين من قبل الخليفة العباسي، على الأقل لمدة قصيرة، وهو يبدو لديه بعضاً مما  كانت عليه فكرياً وإعتقادات مشتركة مع المعتزلة، على سبيل المثال، شيء قد ذكرته من قبل بالبداية وهو يعتقد الكندي أن بإمكانك إستخدام النقاشات اليونانية لتثبت الوحدانية الإلهيه ، لكن من الواضح انه لم يكن كما كان عليه في العالم اللاهوتي،لأن ما كانوا يفعلونه هو إعطاء نقاشات على الأساسيات وهي القرآن والحديث، أي عن الأشياء التي كان يقولها النبي ويفعلها،لذا تلك هي أهم مصدرين للفكر الإسلامي،وبالطبع لم يناقش الكندي بهذا الشكل، ويوجد بعض الأعمال التي يذكرها عبرت من القرآن ومن ثم يحاولون شرحها بشكل فلسفي، لكن ماكان يفعله تماماً كان شيء جديد،كان يرسم بشكل كامل عن الحضارة اليونانية الفلسفية، لما كان يفعله.

اللآن ساندروز:  كان كما يبدو أول مفكر عربي ليُعرف بنفسه كفيلسوف ، لذا كان ذلك فكرة جديدة للفكر العربي؟ الفلسفة معاكسة للعلم اللاهوتي؟

بيتر أدمسون:  نعم ، أعتقد ذلك، لذا قد يكون أكثر مثال يقال لهذا هو الكلمة العربية للفلاسفي “فلسفة” ، وكما  تسمع من الكلمة أنه في الحقيقة يعتمد على ’أل’ ، وهو بالضبط ترجمة للكلمة اليونانية ’فلسوفيا’ حيث حصلنا على كلمتنا ’فلاسفي’، لذا ان كنت تدعي نفسك ’بالفيلسوف’، الفلاسفور في العربية، و بطريقة أنت تبين أن ما تفعله له مصدر أجنبي. لذا ان قلت ” أنا أعمل بالفلسفة”، وأنت تفعل ماتود فعله سواء هو علم لاهوتي أو قواعد أو أياً كان هو، بعد ذلك ماافعله هو يعتمد على الحكمة اليونانية، وماتفعله أنت ليس كذلك، ومن الرغم بعض الأشخاص مثل الكندي كان جداً شديد نوعاً ما ليجعل كل الناس تقبل بهذا التاريخ اليوناني كاشيء نافع ومتناغم مع الإسلام، والعديد من الناس كانوا يرغبون لمهاجمة هذه الأشياء بالتحديد لأنه  كان أجنبي وقريباً جداً بدأ الوضع صعب بدلاً من هذا الموقف الأكثر صلاحية تجاه العلم اللاهوتي الذي تجده في الكندي، وتجد لاحقاً الفلاسفة كالفرابي، ولاحقاً يأخذ أبن رشد الوضع أن العلم اللاهوتي هو نوعاً ما معدل ثاني من الفلسفة حيث أنها تتم من قبل الرحال من القرآن والحديث بدلاً من فقط نقاش من المبدأ الأول كما قد يفعلها الفيلسوف المناسب.

اللآن ساندروز: واحد من أهم الأعمال اليونانية المؤثرة هو على تبديد الحزن، حيث يبدو أنه يؤخذ بعض إلهامه من بعض فلاسفة الهيلانك، ابكتيتوس. ما يمكنك أن تخبرنا عن ذلك؟

بيتر أدمسون:  نعم، هذه حالة مثيرة و جداً غير عادية من الرحال حيث يبدو أنه يعرض بعض من تأثير ستويك، لأن الفلسفة الهلنستية غير الفلاطونية الحديثة و الأرسطية وهي غير مؤثرة جداً في الحضارة العربية، على سبيل المثال، لا يبدو انهم تقريباً المعرفة عن أي شي يخص الأبيقورية، ويوجد الأن فلاسفة عرب الذين هم ايبقوريين في توقعاتهم وكذلك ليس لديهم حقاً حضارة في الشك، بالإرتكاز على مدرسة الشك الهلنستية.

وفي الواقع لديهم بعض من التعرض لأفكار ستويك وواحدة منهم قد يبدوا لديها هذه الفكرة من ابكيتيوس وهي أن حياتنا في هذا العالم كشخص في رحلة بحرية، هذا كله في ابكيتيوس وتوسعت بطريقة مثمرة بواسطة الكندي ولذا يجب تتخيل مجموعة من الناس في سفينة ومسموح لهم النزول منها لجزيرة أو غيرة، لذا فأنهم يحومون حولها والشيء المهم هو ألا تكون نوعاً ما محصور على الأشياء المسموح لك رؤيتها عندما تنزل من السفينة، حيث تقارن بحياتنا وبين الولادة والموت ،لأن سوف تعود لسفينة ( أي الموت) ويجب عليك العودة بسرعة جداً وبسهولة من دون تباكي ، لأنك سوف تحصل على أفضل المقاعد في السفينة.

وكذلك الناس الذين نوعاً ما محاصرين بأنوار الجزيرة التي قد نزلوا فيها من و إلى السفينة، هم الذين يواجهون صعوبة في الرجوع، ومعاقبين بالشوك والحيوانات البرية كما أنهم يحاولون إيجاد طريقة للعودة لسفينة، وبعد ذلك مجرد عودتهم لسفينة، فأنه من المحتمل يجب عليهم الوقوف بقطار الأنفاق في لندن، ويوجد نوع جذاب جداً لطرفة، لكن في الواقع أن كل الصورة موضوعه لهذا العمل” على تبديد الحزن” ،وبسبب ذلك الكندي هو بشكل رئيسي- أي أعني يوجد عوامل فلسفية فيها بالطبع، لكن ليس كما كانت، وعمل فلسفي تقني ،وهو أكثر  مما كان عليه قبل ، فلسفة الآدب الشعري، وهذا الجانب كان شيء مهم جداً لتراث اليوناني في العربية، لذا لديك العديد من النصوص التي نوعاً ما ممتعة ومسلية وربما مضحكة، أي تحثك لتكون شخص جيد في استخدام النكتة والمواد الأخرى من الحضارة اليونانية.

اللآن ساندروز: كان يوجد افكار ثانية تزدهر تحت الترجمات بعد مئات سنين قليلة في القرون الثاني والثالث عشر هو العصر المسيحي، لما كان ذلك؟

بيتر أدمسون: إن كنت تتحدث عن اليونانية للعربية ، فأنهم قد ترجموا تقريباً كل شي تمكنوا من الحصزل عليه في القرن العاشر ، لذا هناك قرون لاحقة أخرى، حيث أنه مهمه جداً هي الترجمة، كما كانت. من النصوص العربية عودة لسياق الأوروبي بشكل لاتيني. أي خاصة في أسبانيا وإيطاليا لديك هذه الحركة الترجمية الثانية الكبيرة، حيث تترجم أعمال أرسطو وغيره متضمنة تعليقات من قبل ابن رشد والعمل تم من ابن سينا، حيث ترجم كل الأعمال من العربية إلى اللاتينية.

اللآن ساندروز:  ولا وحدة صنعت فارقاً قطعياً حين تأتي لللإسلوب المسيحي تجاه الإسلام؟ هل فعلت؟

بيتر أدمسون: صحيح، أي هذا حقاً قد يكون أكثر جانب مؤسف، في القرن الثاني والثالث عشر قد كنت مؤخراً أفكر عن حقيقة أن ابن رشد تقريباً معاصر مثل صلاح الدين وهو لواء مسلم والسلطان الذي حرر القدس من الصليبين، لذا مايحدث ثانية قد يكون اكثر سهولة لفهمه بالمصطلحات الجغرافية ولأنه بالرغم في الشرق الأدنى قد حدثت هذه الحرب بإستمرار بين الصليبين و قوات حربية مسلمة مختلفة، على سبيل المثال، أسبانيا، ماحدث هو نوعاً ما رجوع للخلف تدريجي للحدود بين العالم المسيحي والعالم الإسلامي، لذا فأن المبادئ الإسلامية قد تم دفعها لجنوب اسبانيا، واستمرت بالفعل في القرن الثاني عشر.

مما ترك خلفها مجموعة من اليهود يتحدثون العربية، ومسلمين قد تحالفوا فيما بعد مع المسيحين لإنتاج نصوص لاتينية وهذا في الحقيقة قد حدث، لذا فأن اهم مركز لترجمة هو توليدو، لأن حينما استولى عليها المسيحين ،فقد حصلت على مجموعة من الناس يتحدثون العربية مع النصوص كذلك ،وهذا ليس بعيد عنما كان يعيشه ابن رشد ، لقد كان في قرطبة جنوب أسبانيا ، لذا فأن ذلك حقاً أكثر الحدود المثمرة لترجمة اللغة العربية الإسلامية والحضارة اليهودية والحضارة اللاتينية المسيحية.

وأهم مكان في إيطاليا حيث حدثت الترجمات، ولأسباب متشابهه ، صحيح، بسبب أنها في الجنوب ، لذا هي مكان حيث يأتي له الناس مثل التجار وغيرهم من الذين يعرفون العربية.

اللآن ساندروز:  شخص يعرف اللغة العربية ، بيتر أدمسون، من كلية كينجز،لندن. والموسيقى هذا الأسبوع من عود بغداد،بواسطة ناصر شما، ومستوحاة من فلسفة الفرابي، أنتج هذا العرض من قبل كايلا سلافين مع إنتاج فني بواسطة ستيفن تايلي ، أنا اللان ساندروز ، إلى اللقاء.

المصدر